logo
وكلاء إيران يعاودون التحرك في المنطقة وسط جدل المحادثات النووية المتعثرة

وكلاء إيران يعاودون التحرك في المنطقة وسط جدل المحادثات النووية المتعثرة

اليمن الآن٢٠-٠٧-٢٠٢٥
تصاعدت خلال الأيام الماضية ضربات وكلاء إيران المسلحين في أربع ساحات رئيسية، في مسعى من طهران لإعادة رسم معادلات القوى المتآكلة بعد نحو عامين من الغارات الإسرائيلية المتلاحقة، بينما تتراجع فرص جولة تفاوضية أميركية-إيرانية قريبة.
وأعاد الحوثيون اليمنيون تفعيل سلاح البحر الأحمر، فقد استهدفوا خلال الأسبوع الماضي سفينتين تجاريتين وسط قناة الاستهلاك العالمية، ما أسفر عن غرق إحداهما ومقتل أربعة من طاقمها وإصابة آخرين، وأسر ستة ركاب على يد الجماعة. وتأتي الهجمات بعد أشهر من الهدوء النسبي في الممر المائي، ويُقر مسؤولون غربيون بأنها رسالة قوية إلى واشنطن وحلفائها مفادها أن قدرة التصعيد ما زالت قائمة.
وعلى صعيد متصل، كشفت القيادة المركزية الأميركية اعتراض قوات المقاومة الوطنية اليمنية الموالية للحكومة شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. واشتملت الشحنة على 750 طناً من الصواريخ وأجهزة الطائرات المسيرة وأنظمة الرادار، فيما وصفته واشنطن بـ'أكبر عملية ضبط أسلحة' تنفذها جماعة طارق صالح.
الحوثيون يطبعون عملة 200 ريال الجديدة في إندونيسيا بعد فشلهم في روسيا ويهربونها عبر موانئ الحديدة
اليمن تشيّع أحد أبرز رجالاتها.. وداع مهيب للشيخ زيد أبو علي وسط حشود تاريخية
قوات خفر سواحل حضرموت تنقذ شابًا من الغرق وتبحث عن فتى مفقود بسواحل الشحر
وفي شمال العراق، تكثفت الهجمات باستخدام طائرات مسيرة ضد حقول النفط في إقليم كردستان، ما أدى إلى تعطيل خمسة حقول منها حقلان تديرهما شركات أميركية. وقال المسؤول في حكومة الإقليم عزيز أحمد إن الهجمات تُنفذ 'بحملة مُدبّرة' لإجبار المستثمرين على مغادرة المنطقة، وتجري توجيه أصابع الاتهام إلى فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بطهران. وأوضح المتحدث باسم الإقليم بيشاوا هاوراماني أن الهدف هو 'تدمير البنية التحتية للطاقة' لجعل الحكومة الكردية 'عاجزة عن استخدام النفط كورقة ضغط'.
أما في سوريا، فقد أحبطت السلطات الجديدة في دمشق محاولات عدة لتهريب أسلحة إلى حزب الله. ففي الشهر الماضي عُثر على صواريخ كورنيت مضادة للدبابات مخبأة داخل شاحنة خضراوات في ريف حمص، وسبقها اعتراض مئات الصواريخ الأخرى خلال الأشهر الماضية. وتساءل مسؤول إقليمي عن الجدوى الاستراتيجية من استمرار التسليح: 'ماذا قدّم سلاح حزب الله سوى إبعاد التنظيم عن القدس وتعريض المدنيين للخطر؟'.
وفي لبنان، بدأ حزب الله محاولة إعادة تنظيم صفوفه بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قياداته ومنشآته، وانتهت بمقتل الأمين العام حسن نصر الله العام الماضي. ويأتي ذلك في ظل فقدان طريق الإمداد عبر سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وضغط متزايد داخلياً لنزع سلاح الحزب. ومع ذلك، يرى مصدر مقرّب من التنظيم أن 'الوضع الوجودي' الذي يمر به قد يدفعه إلى التصعيد مجدداً خلال الأسابيع المقبلة.
ووسط كل هذه التحركات، يبدو أن البيت الأبيض غير مستعجل بالجلوس مجدداً إلى طاولة المفاوضات. قال الرئيس دونالد ترامب الأربعاء: 'إنهم يريدون التفاوض بشدة. لسنا في عجلة من أمرنا'. فيما أعلن علي لاريجاني، المستشار القريب من المرشد الأعلى، أن 'الآن ليس وقت المحادثات'، مؤكداً أن 'المفاوضات مجرد تكتيك'.
ويرى المحللون أن طهران تراهن على إعادة تأهيل شبكتها من الوكلاء كورقة ضغط قبل أي تفاوض محتمل، في رسالة غير مباشرة إلى واشنطن مفادها أن قدرتها على التخريب الإقليمي لم تمسّها الضربات الإسرائيلية. ويخلص مايكل نايتس من معهد واشنطن إلى أن 'إيران تريد أن تظهر بمظهر المتحدي، لكن ليس إلى درجة تجعل الولايات المتحدة تضربها مجدداً'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غالب: البيت الأبيض يدرس حلولاً شاملة لقيود الهجرة على اليمنيين
غالب: البيت الأبيض يدرس حلولاً شاملة لقيود الهجرة على اليمنيين

اليمن الآن

timeمنذ 10 دقائق

  • اليمن الآن

غالب: البيت الأبيض يدرس حلولاً شاملة لقيود الهجرة على اليمنيين

اليمن الاتحادي/ خاص: كشف الدكتور عامر غالب، عمدة مدينة هامتراك بولاية ميشيغان الأمريكية، عن تلقيه اتصالا هاتفياً من كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عقب لقاء الأخير بالرئيس، لمناقشة المقترحات التي تقدم بها لحل مشكلة القيود المفروضة على الهجرة من اليمن. وأوضح غالب، في منشور على صفحته الرسمية، أن الاتصال استمر قرابة أربعين دقيقة، وجرى خلاله بحث حلول جذرية وشاملة بما يتماشى مع سياسات الحكومة الأمريكية ويحافظ على أمن وسلامة البلاد، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ على مراجعة عدة قضايا رئيسية، منها القيود على دخول بعض فئات الأقارب لليمنيين في أمريكا، وقضية الحاصلين على فيز الهجرة العشوائية (اليانصيب)، وملف حاملي الإقامة المؤقتة (TPS) من اليمنيين، وأوضاع موظفي السفارة الأمريكية السابقين في صنعاء. وأضاف أن الفريق المكلف بالقضية سيتواصل مع الحكومة اليمنية لدراسة آلية تحقق الشروط والمعايير المطلوبة للهجرة، على أن تُراجع القضية بحلول بداية الشهر القادم، معرباً عن أمله في أن تسفر الجهود عن نتائج إيجابية ملموسة. وأكد غالب أنه تلقى دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض لحضور مناقشات موسّعة مع الفريق المختص، مشدداً على أن 'جذر المشكلة يكمن في غياب حكومة مركزية مستقرة تسيطر على كامل أراضي اليمن، وأنه لا مجال للعواطف في سياسات الدول'. ويعد الدكتور عامر غالب أول عمدة أمريكي من أصل يمني يفوز بمنصب رئاسة بلدية في الولايات المتحدة، ويشغل منصب عمدة هامتراك منذ عام 2022، ويُعد من أبرز الوجوه السياسية اليمنية الأمريكية، وتردد اسمه مؤخراً عن نيله لمنصب سفير أمريكا في الكويت وينتظر أن يتسلم منصبه في نوفمبر المقبل.

السامعي من صنعاء
السامعي من صنعاء

يمنات الأخباري

timeمنذ 31 دقائق

  • يمنات الأخباري

السامعي من صنعاء

في مشهد يزداد فيه الظلام السياسي عمقاً، يطل الفريق سلطان السامعي من قلب صنعاء ليُطلق شهادة نارية تعري الواقع المرير للسلطة اليمنية . في حديثه الصريح والجريء، يكشف السامعي كيف تحول المجلس السياسي إلى مؤسسة بلا صلاحيات، والدولة إلى كيان بلا قرار، وسط موجة من الانقسامات والفساد والشللية التي تهدد بقاء الوطن نفسه . شهادة تعكس أوجاع الداخل، وتضع القارئ أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها . وفي مساءٍ يمنيٍّ ملبَّدٍ بالشكوك والخيبات، انبعث صوت الفريق سلطان السامعي من شاشة قناة 'الساحات' لا كصدىٍ لسلطة واقع مألوفة، بل كخرق نادر للصمت الرسمي، وكسردية متمرّدة تنبش المسكوت عنه في أعماق الحكم . لم يكن ظهوره مجرد إطلالة إعلامية عابرة، بل مرافعة وطنية جريئة من داخل دهاليز السلطة نفسها، أقرب ما تكون إلى اعتراف رجل عاقل وصل إلى حافة اليقين بأن سفينة الحكم تمخر عباب الغرق، لا القيادة . لم يتحدث السامعي بلغة المصالح ولا هتافات الاصطفاف، بل بشجاعة رجل تحرّر من الحسابات الضيقة، وهو يُحاكم المشهد من موقع العارف لا الغاضب، ويشهّر بما تبقّى من سلطة تتآكلها الكواليس، وتديرها الظلال . كانت كلماته كاشفة، صادمة، ومشحونة بثقل الانهيار الآتي إن لم يُتدارك الأمر بعقلٍ وطنيّ جامع . من قلب السلطة : السامعي شاهد على خراب الداخل أن ينطق أحد أعضاء هرم سلطة الأمر الواقع، بما يوازي شهادة ضد النظام الذي ينتمي إليه، فتلك لحظة لا تتكرّر إلا حين تبلغ السلطة، أقصى درجات الإنكار . هكذا بدا الفريق سلطان السامعي، لا كمنشقّ بالمعنى الكلاسيكي، بل كشاهد نادر من داخل بنية الحكم، يُعلن – بوضوح لا يحتمل التأويل – أن ما يُدار في الظاهر ليس سوى واجهة خاوية، بينما القرار الحقيقي ينساب في الظلال، خارج الأطر الدستورية والقانونية، وخارج أي مؤسسة معترف بها . حين وصف المجلس السياسي الأعلى – الذي هو عضو فيه – بأنه 'مجلس بلا صلاحيات'، لم يكن يستجدي الشفقة ولا يعزف لحن المعارضة، بل كان يُدين بنية الحكم العميقة التي باتت عاجزة عن إنتاج الدولة، مكتفيةً بإدارة النفوذ وتدوير الولاءات . لقد أجهز بكلماته على آخر ما تبقّى من شرعية شكلية، كاشفًا عن منظومة تسير وفق إيقاع غامض، تُغلفه الشعارات وتُديره المصالح . ولأن الصدع لا يقف عند الشكل، فجّر السامعي الحقيقة الأعظم : أن صنعاء اليوم تعيش اختراقًا أمنيًا واستخباراتيًا يفوق ما عرفته طهران أو حزب الله في أقسى ظروفهما . إنها ليست مبالغة، بل جرس إنذار من داخل القيادة نفسها، يعلن أن الجسم الحاكم – بما فيه أدواته الأمنية – أصبح نهبًا للاختراقات والتجاذبات، مما يضع البلاد على حافة هاوية استراتيجية وأمنية لا قرار لها . 150 مليار دولار … وأين الشعب ؟ حين أفصح الفريق سلطان السامعي عن هروب ما يفوق 150 مليار دولار من رؤوس الأموال الوطنية، غادرت البلد بسبب مضايقات سلطة الأمر الواقع، لم يكن يطلق اتهامًا عابرًا في لحظة انفعال، بل كان يكشف عن قلب المعادلة الاقتصادية التي نُهبت من داخلها الدولة وبِيع فيها الشعب بالمزاد السياسي المغلق . ليست مجرد أرقام مهولة تثير الدهشة، بل هي علامة دامغة على جريمة اقتصادية مركّبة : وتطفيش منظم لرأس المال الوطني، ونهب لمقدّرات وطن يعاني الحصار والجوع وانهيار الخدمات، فيما تُبنى خلف الستار شبكات احتكار، وممالك مالية تديرها مراكز نفوذ تتغذى على صمت المؤسسات وانهيار الرقابة . في بلد يتضور فيه الملايين، كانت شهادة السامعي صدمة مزدوجة : فضحٌ لحجم النهب، وفضحٌ لأدواته . إذ أشار بوضوح إلى قرارات تصدرها وزارة المالية ووزارة الصناعة لا لحماية الاقتصاد، بل لطرد رأس المال الوطني، وإزاحة التجار الوطنيين لصالح شبكة مصالح ضيقة، تُراكم الثروة لا على قاعدة الإنتاج أو القانون، بل عبر المحاباة والإقصاء وخلق اقتصاد موازٍ يخدم السلطة لا الشعب . إنها ليست مجرد كارثة اقتصادية، بل تفكيك منهجي للطبقة الوسطى، وتجريفٌ لبنية المجتمع من أسفل، وشرعنةٌ لاحتلال الدولة من الداخل عبر الأدوات المالية ذاتها التي كان يُفترض أن تحميها . هل وصل مشروع من يسمون أنفسهم ' أنصار الله ' إلى سقفه ؟ منذ 2015، تماهت شعارات 'الصمود' و'السيادة' و'العدالة' في صنعاء مع مشروع من يسمون أنفسهم 'أنصار الله'، حتى باتت تلك المفردات جزءًا من لغة الحكم اليومية . لكن في مقابلة استثنائية، طرح الفريق سلطان السامعي سؤالًا وجوديًا لا يجرؤ كثيرون على مقاربته من داخل السلطة : لم يكن السؤال تنظيريًا، بل شهادة حيّة من داخل بنيته، من رجلٍ يُدرك أن المركب السياسي الذي تقوده الجماعة يتعرّض لشقوق خطيرة في عارضته الهيكلية، وأن العدو الحقيقي لم يعد في متاريس الخارج، بل يتسلّل من الداخل بثياب الولاء، تحت رايات المحسوبية، وهيمنة الجناح الاقتصادي المتنفذ، وتلاشي المؤسسية التي كانت في يومٍ ما تُمنّى بأنها النواة الأولى للدولة . قالها السامعي دون مواربة : لم تعد هناك دولة، بل سلطة عاجزة عن محاسبة الفاسدين، غارقة في تنازع المراكز، ومرتهنة لمعادلات القوة لا للقانون . وإذا كان الحصار الخارجي والعدوان قد فُرضا بقوة السلاح، كما يقول، فإن الشلل الداخلي مفروض بإرادة النخبة الحاكمة نفسها، التي آثرت البقاء في قوقعة الشعارات على الانفتاح نحو مشروع وطني جامع . في لحظة كهذه، لا يبدو السؤال عن ' العدو' منطقيًا، فالسؤال الأعمق هو : السامعي يعيد طرح … المصالحة الوطنية كطوق نجاة لم تكن خرائط الكلمات التي رسمها الفريق سلطان السامعي في مقابلته مجرّد هجاء لحكم أو نحيب على أطلال دولة تآكلت، بل كانت محاولة نادرة لاستدعاء بوصلة الخلاص الوطني، وسط عاصفة الانهيارات . ففي خضم التشظي السياسي والانغلاق العقائدي، أعاد الرجل إلى السطح مصطلحًا كاد يُمحى من القاموس الرسمي : المصالحة الوطنية الشاملة. لم يطرحها كشعار، بل كضرورة تاريخية، كخيار وحيد متبقٍ قبل أن تبتلع الأزمة كل ما تبقّى من نسيج الدولة . فالوطن – كما يفهمه السامعي – لم يعد يحتمل التمترس خلف جدران الهُويات الجزئية، ولا الاستئثار السلطوي، ولا الانقسام المناطقـي والطائفي الذي تُغذّيه صراعات النفوذ . لقد دعا إلى مشروع سياسي جامع، لا يُقصي أحدًا، بل يؤسس لدولة يُعاد فيها توزيع السلطة والثروة بعدالة، لا عبر المحاصصة، بل من خلال عقد وطني جديد يرتكز على قيم الشراكة والمواطنة والمساءلة . في هذه الدعوة، بدا السامعي وكأنه ينتزع الوعي من تحت أنقاض الخنادق، مراهناً على ما تبقّى من العقل السياسي في الضفة الأخرى، ومُدركًا في آنٍ واحد أن الهروب من الاستحقاق الوطني لن يولّد إلا دورة جديدة من العنف والارتهان . إنها دعوة لا تشبه المناشدات المعتادة، ولا تُطلق من منابر التذمّر الهامشية، بل تصدر من قلب سلطة الأمر الواقع نفسها، من رجلٍ تمرّس دهاليز القرار، ويدرك تضاريس الانسداد من الداخل لا من الخارج . في لحظة بلغ فيها العقل السياسي حدّ التكلّس، وانغلق الأفق على جدران الطموحات الصغيرة، ارتفعت نبرة السامعي كمحاولة نادرة لكسر الحلقة المفرغة، والعودة إلى أصل السؤال اليمني : كيف نُنقذ الدولة قبل أن تبتلعها مراكز النفوذ ؟ ربما لا تجد هذه الدعوة أصداءها اليوم وسط ضجيج السلاح وصراخ الشعارات، لكنها ستبقى — دون ريب — وصيّة وطنية استباقية، سُطّرت بوعي رجل من داخل الجدار، أدرك أن التاريخ لا يغفر للذين تجاهلوا نداء العقل حين أتيحت لهم الفرصة الأخيرة . إنها محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تكتمل دورة الانفجار، وينهار السقف على رؤوس الجميع . في منعطف بدا فيه الوطن بأمسّ الحاجة إلى ترميم الجسور لا نسفها، أطلق الفريق سلطان السامعي موقفًا لافتًا في وجه واحدة من أكثر القضايا حساسيةً في المشهد اليمني : الحكم الصادر عن سلطات صنعاء بإعدام العميد أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس والزعيم اليمني الراحل . لم يتحدث الرجل من موقع المجاملة، ولا من موقع الاصطفاف، بل من منطلقٍ استراتيجي يدرك خطورة اللحظة، وعقم الحسابات الصغيرة حين تُدار السلطة بمنطق الغلبة لا الحكمة . وصف الحكم بأنه ' غير حكيم ' و' توقيتُه كارثي'، محذّرًا من أن هذا النوع من القرارات لا يخدم سوى توسيع هوة الانقسام، وتكريس عقلية التصفية السياسية التي تُقوّض أي أمل في تسوية وطنية مستقبلية. فبدل أن يكون القضاء وسيلة لتحقيق العدالة، بدا – في نظر السامعي – وكأنه أداة في يد الرغبة الانتقامية، تُدار بوعي ضيّق يبدّد الفرص ولا يصنعها . لقد كان في موقفه هذا، يدق ناقوس الخطر : أن المشروع الذي لا يحتمل التعدد، ولا يغفر للخلاف، ولا يستوعب الخصوم السياسيين – حتى أولئك الذين غابوا عن المشهد – هو مشروع محكوم بالانكماش لا الاتساع، وبالفشل لا بالاستقرار . إنها ليست مرافعة عن شخص، بل تحذير من مآل، وموقف ينتمي إلى منطق الدولة، لا إلى شهوة الثأر . فحين يُجرَّم الخصم بحكم سياسي لا توازن فيه، تُغتال إمكانيات المصالحة من جذورها، ويُبعث برسالة كارثية مفادها أن الوطن قد صار حكراً على صوتٍ واحد . الخلاصة : شهادة السامعي… هل تُسمع قبل الانهيار الكامل ؟ في زمنٍ يُدار فيه الوطن بمنطق القوة لا الدولة، ويُقيَّم الرجال بولائهم لا بكفاءتهم، جاءت شهادة الفريق أو الشيخ سلطان السامعي لا لتُضيف صوتاً آخر إلى ضجيج الاعتراض، بل لتؤسس – بوعي رجل من داخل النظام – نقطة انعطاف نادرة في سردية الحكم، تُجبر الجميع على التحديق في مرآة الحقيقة، ولو لوهلة . وفي خضم كل ذلك، يُختزل الوطن في خندق، والمستقبل في ولاء، والمخالف في خيانة . إن الصمت عن شهادة بهذا العمق هو تواطؤٌ مع الانهيار، وليس حيادًا . في النهاية، قد تمر كلمات السامعي في أذن النخبة مرور العابر، لكن التاريخ – بما هو ذاكرة الشعوب – سيسجّل له أنه نطق بما يجب أن يُقال، لا حين كان من السهل أن يُقال، بل حين كان الصمت هو العملة الرائجة، والكذب هو ثمن البقاء .

ماذا بقي من ترسانة حزب الله؟
ماذا بقي من ترسانة حزب الله؟

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

ماذا بقي من ترسانة حزب الله؟

مشاهدات امتلك حزب الله، الذي تعتزم الحكومة اللبنانية تجريده من سلاحه قبل نهاية العام، ترسانة عسكرية ضخمة، لكنها دُمرت إلى حد كبير خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل. ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ أكثر من 8 أشهر، تتعرض البنية التحتية العسكرية للحزب لضربات تعلن إسرائيل شنها بين الحين والآخر، وتقول إن بعضها يستهدف محاولات إعادة ترميم بعض القدرات والمواقع. فما المعلومات المتوافرة عن القدرات الحالية لحزب الله المدعوم من طهران؟ "خسر نحو 70% من قدراته" حين قرر حزب الله فتح جبهة من جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر 2023 ضد إسرائيل، دعماً لحليفته حركة حماس في قطاع غزة، كان يمتلك ترسانة سلاح ضخمة، ضمت وفق خبراء، صواريخ باليستية وأخرى مضادة للطائرات والدبابات والسفن، إضافة إلى قذائف مدفعية غير موجهة. وعمل الحزب، وهو الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بأسلحته بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، بعد الحرب المدمرة التي خاضها صيف 2006 ضد إسرائيل، على تطوير قدراته العسكرية بشكل كبير. من جهته، أوضح الخبير العسكري رياض قهوجي أن "ترسانة الحزب تضررت بشدة جراء الحرب الأخيرة والضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مستودعات أسلحته"، حسب فرانس برس. كما أضاف قهوجي أن الحزب خسر "وفق المعلومات الاستخباراتية المتوافرة جزءاً كبيراً من ترسانته الثقيلة، لا سيما صواريخه البعيدة المدى"، تقدّر "بنحو 70% من قدراته". وفكّك الجيش اللبناني، حسب ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام في يونيو، أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة، في جنوب البلاد، تنفيذاً لاتفاق وقف النار. إمدادات وأنفاق مع إطاحة حكم الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا المجاورة، خسر حزب الله حليفاً رئيسياً كان يسهّل نقل أسلحته من داعمته إيران، التي تلقت بدورها ضربة موجعة إثر حرب مع إسرائيل استمرت 12 يوماً في يونيو. وأقر حزب الله بخسارته "طريق الإمداد العسكري عبر سوريا"، بعد وصول السلطة الانتقالية إلى دمشق. فيما أعلنت السلطات السورية خلال الأشهر القليلة الماضية إحباطها عمليات تهريب شحنات أسلحة إلى لبنان. كما اعتبر قهوجي أن قدرة حزب الله على "إعادة بناء قدراته العسكرية باتت محدودة بشكل كبير. مع ذلك، يواصل محاولات إنتاج بعض الأسلحة محلياً، إذ يمتلك ورش تصنيع على الأراضي اللبنانية، ينتج فيها خصوصاً الصواريخ من نوع كاتيوشا". ووفقاً لخبراء، امتلك الحزب قبل اندلاع الحرب قرابة 150 ألف صاروخ. يشار إلى أنه منذ وقف النار، أفاد عدد من المسؤولين الأمنيين عن قيام الجيش اللبناني بتدمير وإغلاق العديد من شبكات الأنفاق التي حفرها حزب الله في الجنوب، خصوصاً في المنطقة الحدودية مع إسرائيل. بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مراراً استهدافه أنفاق الحزب. مسيّرات خلال الحرب مع إسرائيل، استخدم حزب الله بكثافة الطائرات المسيّرة في هجماته. كما أعلن مراراً إرسال مسيّرات مفخخة. وفي أحد تصريحاته، قال الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله، الذي قتل الخريف الماضي بغارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، إن العدد الكبير من الطائرات المسيّرة التي يمتلكها الحزب مرده إلى أن جزءاً منها مصنوع محلياً. كذلك أردف قهوجي أن الجيش اللبناني اعترض مؤخراً حاوية تنقل قطع غيار لطائرات مسيّرة صغيرة، كانت في طريقها لحزب الله، ما يعد "دليلاً واضحاً على سعي الحزب لتطوير قدراته" في هذا الصدد. عدد مقاتليه في سبتمبر، أعلن حزب الله أن عدد مقاتليه يقدر بنحو 100 ألف عنصر، في حين قدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية العدد بنصف ذلك تقريباً. واستهدفت إسرائيل خلال الحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من عام، أبرز قادة الحزب وعدداً كبيراً من كوادره ومقاتليه. وأحصت السلطات مقتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، بينهم عدد كبير من مقاتلي الحزب. كما أصيب الآلاف من عناصره بجروح، خصوصاً حين أقدمت إسرائيل على تفجير آلاف أجهزة الاتصال (بيجر) وأجهزة اتصال لاسلكية كان يستخدمها الحزب. غارات شبه يومية ورغم وقف النار، تواصل إسرائيل شن ضربات شبه يومية في مناطق لبنانية عدة خصوصاً الجنوب والبقاع تقول إنها تستهدف بنى تحتية للحزب ومستودعات أسلحة وقياديين ناشطين ضدها. كذلك تشدد على أنها لن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته العسكرية. وخلال الأسبوع الماضي، شنت سلسلة غارات في جنوب لبنان وشرقه، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن بعضها استهدف "أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة" للحزب في لبنان. ووفق مصدر لبناني مطلع على النقاشات بشأن السلاح، فقد أبدى حزب الله مرونة لناحية استعداده لـ"تسليم سلاحه الاستراتيجي أي الصواريخ البعيدة المدى"، إذا انسحبت إسرائيل من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب وسمحت ببدء إعادة إعمار المناطق المهدمة في جنوب لبنان وأوقفت ضرباتها، مقابل احتفاظه "بالسلاح الدفاعي على غرار المسيّرات وصواريخ الكورنيت".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store
وكلاء إيران يعاودون التحرك في المنطقة وسط جدل المحادثات النووية المتعثرة