
«مطرقة منتصف الليل».. تفاصيل أكبر ضربة أمريكية لقصف النووي الإيراني
نشر في: 23 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قاذفات الشبح B..2 أمطرت ثلاثة مواقع نووية إيرانية..نطنز وفوردو وأصفهان..بأكثر من 182 طنّاً من المتفجرات، مستخدمةً 75 سلاحاً موجهاً، وذلك في غضون 25 دقيقة فقط.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف، صباح الأحد، عبر منصته «تروث سوشيال» عن الضربة، مؤكداً «تدمير موقع فوردو بالكامل». العملية، التي حملت اسم «مطرقة منتصف الليل»، حشدت سبع قاذفات B..2 حُمِّلت كلٌّ منها بقنبلتين خارقتين للتحصينات تزن الواحدة 13.6 طناً، في أول استخدام ميداني لهذا الطراز الثقيل من الذخائر.
بينما أوضح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في مؤتمر صحفي من مقر البنتاجون أن «الضربات كانت دقيقة ومباشرة وحققت نجاحاً مذهلاً»، مؤكداً أن الهدف الرئيس هو «حماية إسرائيل لا إسقاط النظام الإيراني». وأضاف أن العملية مثّلت «أكبر انتشار متزامن لقاذفات الشبح في تاريخ الولايات المتحدة». من جانبه، أفاد رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين بأن التخطيط بدأ مساء الجمعة عندما أقلعت قاذفات B..2 إلى نقاط تمركز سرّية، قبل أن تنطلق فجراً نحو الأهداف المحددة. وأشار إلى استخدام 14 قنبلة خارقة جديدة، بالإضافة إلى «نحو 75 سلاحاً موجهاً آخر»، مشدداً على أن «عنصر المفاجأة شلّ الدفاعات الإيرانية»، إذ فشلت الرادارات في رصد أي حركة للطائرات طوال المهمة.
بدوره، أكد قائد القيادة المركزية الأمربكية (سنتكوم) مايك كورولا أن «القوات الأمريكية استثمرت ثغرات المنظومة الدفاعية الإيرانية وأربكتها تماماً»، لافتاً إلى أن الجيش الأمريكي «في أعلى درجات الجاهزية» لمواجهة أي رد محتمل من طهران أو حلفائها.
المصدر: عاجل

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
ترمب: ضرباتنا على المنشآت النووية الإيرانية حققت أهدافها بدقة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم الإثنين، إن الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة نحو المنشآت النووية الإيرانية 'حققت أهدافها بالكامل'، مؤكداً وقوع أضرار 'جسيمة' في عمق المنشآت المستهدفة. وأوضح ترمب، في منشور على منصة 'تروث سوشيال'، أن 'صور الأقمار الاصطناعية تظهر حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بجميع المواقع النووية الإيرانية'، مضيفاً أن 'الضربات أصابت أهدافها في عمق الأرض، حيث تتركز البنية التحتية الأكثر حساسية للبرنامج النووي الإيراني'. في السياق ذاته، كشفت شبكة 'ABC News' الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن كبار المسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي أجروا اجتماعات مع حكّام عدد من الولايات ومسؤولي وكالات إنفاذ القانون، لمناقشة التداعيات الأمنية المحتملة للهجمات، والإجراءات الاحترازية المطلوب تعزيزها. ونقل أحد مسؤولي 'FBI' للشبكة أن هناك 'تشديدًا عامًا للإجراءات الأمنية، من خلال رفع عدد الموظفين في المكاتب، وتعزيز عمليات الرصد الاستخباري واستطلاع المصادر'. في المقابل، ذكرت شبكة 'NBC News' أن طهران أرسلت رسالة تهديد إلى ترمب، عبر وسيط خلال قمة مجموعة السبع في كندا، مفادها أن إيران ستفعّل خلايا نائمة داخل الولايات المتحدة إذا تعرضت منشآتها النووية لهجوم. وعلى خلفية التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية 'تحذيراً عالمياً' لمواطنيها في الخارج، دعتهم فيه إلى 'توخي الحذر الشديد'، مشيرة إلى أن النزاع بين إسرائيل وإيران أدى إلى اضطرابات في حركة السفر وإغلاقات دورية للمجالات الجوية في الشرق الأوسط. وقالت الخارجية في بيانها: 'هناك احتمال لاندلاع تظاهرات معادية للمواطنين والمصالح الأمريكية في عدة دول'، مطالبة مواطنيها بمتابعة التطورات الأمنية باستمرار.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
رغم معارضة تياره.. ترمب اتخذ أصعب القرارات
في تصعيد جريء وتاريخي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم السبت 21 يونيو 2025، أن الجيش الأمريكي نفذ ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية: فوردو، نطنز، وأصفهان. هذه العملية، التي أُطلق عليها اسم "عملية المطرقة الليلية"، تمثل أول عمل عسكري أمريكي مباشر ضد إيران، وتحولاً كبيراً في الصراع الإسرائيلي الإيراني المستمر. ووصف ترمب الضربات بأنها نجاح عسكري مذهل مدعياً أن قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم دُمرت بالكامل. في وجهة نظري أن هذا القرار أحد أصعب القرارات التي اتخذها ترمب، نظرًا لحجم التمرد داخل تياره "ماغا" ضده، بعد التقارير التي أفادت بأنه يدرس توجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي الأيام التي سبقت الضربات، واجه ترمب ضغوطًا من داخل حزبه، حيث دعا بعض مؤيدي "أمريكا أولاً" إلى عدم التدخل، بينما حث آخرون على اتخاذ إجراء حاسم ضد طموحات إيران النووية. وفي 14 يونيو، تناول ترمب هذا الانقسام، مصرحًا: "أنا من طور مصطلح 'أمريكا أولاً'... وأنا من يقرر ماذا يعني هذا المصطلح. لكل هؤلاء الأشخاص الرائعين الذين لا يريدون فعل أي شيء بشأن إيران، لا يمكن أن يكون هناك سلام إذا سُمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". هذه التصريحات أكدت أن عقيدة ترمب وشعاره "أمريكا أولاً" لا تعني الانعزالية أبدا. وفي حديثه للصحفيين في وقت سابق من شهر يونيو، شدد على أن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية أمر بالغ الأهمية للأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي، بما يتماشى مع سياسته الخارجية الأوسع السلام من خلال القوة. وقد ردد مؤيدون مثل السناتور تيد كروز هذا الشعور، مجادلين بأن إيران المسلحة نوويًا تشكل "التهديد المباشر الأكثر حدة لأمريكا وحلفائها". ومع ذلك، أثار قرار ضرب إيران جدلاً واسعا بين مؤيدي ترمب، حيث انتقدت النائبة مارجوري تايلور جرين والنائب توماس ماسي هذه الخطوة، مما دفع ترمب إلى شن هجوم عنيف ضد النائب الجمهوري توماس ماسي وتوعد بإسقاطه. وفي الحقيقة، لم يسعَ ترمب للحرب، وقبل الضربات، سعى بجد وإخلاص إلى الحلول الدبلوماسية لتجنب العمل العسكري. فقد وافق على عقد اجتماع سري مع مسؤولين إيرانيين في إسطنبول، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن المسعى انهار عندما تعذر الوصول إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. لكن أعتقد أن ما زاد من صعوبة موقف ترمب أمام تيار "أمريكا أولاً" وحتى أمام الديمقراطيين هو تأكيد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية في إدارته تولسي غابارد بأن إيران لا تسعى لصنع سلاح نووي، مما اضطره إلى مهاجمتها علنًا قائلاً إنها مخطئة. هذه التصريحات شجعت تاكر كارلسون وستيف بانون على إعلان معارضتهما الشديدة لهذا التحرك. وهما شخصيتان بارزتان في حركة "ماغا" بحجة أن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط وخاصة ضد إيران، يتعارض مع مبدأ "أمريكا أولاً" ويخاطر بعواقب كارثية على رئاسة ترمب ومكانة الولايات المتحدة العالمية، مستشهدين بتقييم مديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد. وحذر كارلسون من أن حربًا واسعة النطاق مع إيران يمكن أن تنهي رئاسة ترمب وتؤدي إلى نهاية الإمبراطورية الأمريكية. واتهم ترمب بأنه متواطئ في الضربات الإسرائيلية الأولية على إيران، مستشهدًا بالتمويل والدعم بالأسلحة الأمريكية. كما انتقد شخصيات إعلامية محافظة في فوكس نيوز مؤيدة للتدخل ومؤثرة على ترمب، مثل شون هانيتي ومارك ليفين، واصفًا إياهم بأنهم "دعاة حرب" يدفعون بسرد يمكن أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع آخر مكلف في الشرق الأوسط. وفي بودكاست "War Room" لستيف بانون، أعرب كارلسون عن إعجابه الشخصي بترمب، لكنه جادل بأن التدخل الأمريكي سيضعف الأمة، قائلاً: "أنا خائف حقًا من أن بلدي سيضعف أكثر بسبب هذا الجهد". كما شكك في الحجة القائلة بأن إيران عدو وشيك، قائلاً: "لن تخبروني بمن يجب أن أكره!" ورغم اجتماع ترمب معه شخصيا قبل الهجوم بأيام معدودة أيد بانون، عراب انتصار ترمب في عام 2016، مخاوف كارلسون، وأكد أن وقف الحروب الأبدية هو مبدأ أساسي لحركة "ماغا". وجادل بأن التدخل الأمريكي في إيران سيصرف الانتباه عن الأولويات المحلية مثل عمليات الترحيل الجماعية والإصلاح الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى تفتيت قاعدة ناخبي ترمب. وحذر بانون من أن الشعب الأمريكي لا يمتلك الرغبة في حرب أخرى. كما أعرب عن تشككه في المزاعم الاستخباراتية الإسرائيلية التي تفيد بأن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أن ترمب لا ينبغي أن يثق بمثل هذه التقارير. ويعتقد كلاهما أن الدخول في حرب مع إيران يمكن أن ينفر قاعدة ترمب، وخاصة الجناح الانعزالي من مؤيدي "ماغا"، مما قد يكلف الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026. بينما أشار بانون إلى أنه يمكن أن "يمزق البلاد"، واستشهدا باستطلاعات الرأي، مثل استطلاع أجرته مؤسسة غراي هاوس، والذي أظهر أن 19٪ فقط من ناخبي ترمب في عام 2024 يدعمون التدخل العسكري الأمريكي في الصراع الإسرائيلي الإيراني، للتأكيد على عدم وجود دعم عام للعملية. هذه الانتقادات الحادة دفعت ترمب إلى توبيخ كارلسون علنًا، واصفًا إياه بـالغريب على موقع تروث سوشيال ومقللًا من تأثيره، قائلاً: "دعه يذهب ويؤسس شبكة تلفزيونية ويقول ذلك حتى يستمع الناس". ومع ذلك، أشار ترمب لاحقًا إلى أن كارلسون اعتذر عن انتقاداته القوية. لكن ما أظهره الجدل داخل الحزب الجمهوري بشأن دور أمريكا الريادي والعالمي يكشف الكثير من التغييرات العميقة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ورفضها للتدخلات العسكرية حتى لدعم إسرائيل بعد فشل التدخل العسكري في أفغانستان والعراق ومعاناة المجتمع الأمريكي حتى اليوم بسبب هذه التدخلات المكلفة. وإذا نجح ترمب في إنهاء البرنامج النووي الإيراني دون تكلفة أمريكية كبيرة، فسوف يُعتبر واحدًا من أهم إنجازاته السياسية التي سوف تزين إرثه السياسي وتضعه في قائمة الرؤساء الأمريكيين العظماء برفقة أبراهام لينكولن وجورج واشنطن وفرانكلين روزفلت ورونالد ريغان وغيرهم


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
كيف تتوقع واشنطن الرد الإيراني والعوامل المؤثرة فيه؟
بعد العملية العسكرية الأميركية التي شنت، صباح أمس الأحد، لقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية والتي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها نجحت بصورة باهرة، وطرح على القادة في طهران أن يختاروا لإيران السلام أو الكارثة، ثم لوح بتغيير النظام في منشور له على "تروث سوشيال"، تتباين الرؤى في العاصمة الأميركية حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل والخيارات التي قد يسلكها النظام هناك وما إذا كانت حكيمة أم متهورة، كما تتباين الرؤى حول ما ينبغي أن يكون عليه تعامل الولايات المتحدة مع الرد الإيراني. فما هي هذه الرؤى وما أوجه التباين بينها؟ ترمب وتغيير النظام فيما ترتفع أخطار التصعيد وتبدو النتائج النهائية غير مؤكدة، يحاول الرئيس الأميركي الضغط على الإيرانيين عبر التلويح بتغيير النظام في طهران عقب الضربات الأميركية التي استهدفت أهم ثلاث منشآت نووية إيرانية نطنز وفوردو وأصفهان، فبعدما أرسل الأميركيون رسائل عدة عبر وسطاء إلى طهران بأن الولايات المتحدة لا تستهدف تغيير النظام، جاء منشور ترمب على منصته "تروث سوشيال"، الداعي إلى تغيير النظام إذا لم يكن قادراً على "جعل إيران عظيمة مرة أخرى"، ليثير علامات استفهام عن أهداف ترمب الحقيقية، وإن كان التفسير الأوضح هو أنه يهدد النظام بالتغيير إذا كان ينوي تصعيد الصراع ضد الولايات المتحدة. صورة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر مداخل الأنفاق المؤدية إلى مجمع فوردو النووي تحت الأرض قبل ضربها (ماكسار تكنولوجيز/ رويترز) ولأن طبيعة الأخطار واحتمالات نتائجها الآن تعتمد على القرارات التي ستتخذ في طهران خلال الساعات والأيام المقبلة، يجد الرئيس ترمب أنه من المهم تصعيد التهديد والوعيد الذي بدأه في خطابه للشعب الأميركي عقب تنفيذ الضربات الجوية بطائرات "بي-2" الشبحية مباشرة حين توعد النظام الإيراني برد كاسح إذا ردت طهران ولم تلجأ للسلام. في منطقة مجهولة وبينما تتباين توقعات الباحثين والاستراتيجيين الأميركيين حول الرد الإيراني المحتمل، يعترف الجميع أن المنطقة والعالم في منطقة مجهولة تسيطر عليها حال من عدم اليقين، بينما يتعرض أفراد الخدمة العسكرية الأميركية والدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم المتمركزين والمنتشرين في المنطقة لخطر أكبر هذه الأيام من أي وقت مضى منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في ظل عدم وضوح القرار الذي يمكن أن تتخذه القيادة الإيرانية. وبحسب كارولين زيير نائبة رئيس موظفي وزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن، فإن إيران سترد في المدى القريب، وربما تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة على حث الميليشيات المدعومة منها على شن هجمات على القوات الأميركية في العراق أو سوريا أو الأردن من دون سابق إنذار، بينما يحتفلون بهدوء في موسكو وبكين، باحتمالية تزايد تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وانتقال واشنطن من دورها في منع الصراعات الإقليمية والدفاع عن إسرائيل إلى دور مشارك في حرب ذات مسارات غير واضحة. وعلى رغم تراجع إيران عسكرياً، وتدهور برنامجها النووي بصورة كبيرة، وربما تتراجع قواتها التقليدية أيضاً، فإن طهران لا تزال تحتفظ بمجموعة واسعة من الأدوات غير المتكافئة، ومن المرجح أن تحاول إعادة بناء برنامجها النووي وقدراتها التقليدية بمرور الوقت. كأس السم غير أن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ويليام ويشلر، يرى أن النظام الإيراني في وضع ضعيف للغاية، وعليه أن ينتهز هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسه، إذ إن الخيارات الاستراتيجية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي واضحة، وعلى رأسها أن "يتجرع كأساً مسمومة"، كما فعل سلفه الخميني لإنهاء الحرب الإيرانية - العراقية، وأن يتفاوض مباشرة وبسرعة مع ترمب لإنهاء الصراع. ومع ذلك فإن هذا الأمر سيتطلب موافقة إيرانية على الامتناع نهائياً عن أي تخصيب على الأراضي الإيرانية، ناهيك بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، ومن المحتمل أن يتضمن هذا الاتفاق أيضاً التزامات بتقييد سلوك إيران مع وكلائها في المنطقة، وفي المقابل ستطلب إيران من ترمب إعطاء إسرائيل ضوءاً أحمر حازماً وعلنياً ضد أي ضربات أخرى عليها. سيكون هذا انتكاسة استراتيجية فادحة لإيران، ولكنه نتيجة مناسبة لسلسلة من القرارات غير الحكيمة والخطرة التي اتخذتها خلال العام ونصف العام الماضيين، ومن وجهة نظر ويشلر سيكون هذا قراراً ذكياً يتخذه المرشد الأعلى، حتى لو اضطر لمواجهة المتشددين داخل حكومته، وبخاصة أولئك الذين يحملون السلاح، إذ يوفر هذا الخيار أفضل فرصة للحفاظ على قبضة النظام الديني على الشعب الإيراني، الذي سيزداد بلا شك قلقاً وتوتراً بصورة مبررة في الأسابيع المقبلة. رد رمزي لكن آخرين يرون أن النظام في طهران لا يزال يعتقد أن أفضل خيار له هو رفض الاستسلام لإصراره على امتلاك برنامج نووي، واتهام الولايات المتحدة بالعدوان غير المبرر، والمراهنة على قدرة إيران على الصمود في وجه مزيد من الهجمات، ولهذا ربما تسعى إيران للرد على الولايات المتحدة بصورة رمزية، نظراً إلى احتمالية رد أميركي واسع النطاق. ويعود هذا الرد الرمزي إلى أن النظام الإيراني راهن بجزء كبير من هويته على الحفاظ على مشروعه النووي وتطويره، وربما يشعر بأنه سيفقد هيبته أمام شعبه إذا وافق على شروط واشنطن لامتلاك برنامج نووي مدني، كما أنه من المرجح أن طهران تعتقد أن ضغط دول الخليج والأوروبيين والمجتمع الدولي الأوسع، الذين أعربوا جميعاً عن مخاوفهم من احتمال نشوب حرب إقليمية، سيتراكم سريعاً على واشنطن لوضع حد للهجمات الأميركية والإسرائيلية. ويتفق المسؤول السابق في الاستخبارات الوطنية لشؤون الشرق الأدنى، جوناثان بانيكوف في أن إيران قد تشن ضربة تهاجم فيها قواعد أميركية في المنطقة، ولكن بقصد إحداث تأثير محدود، مما سيمكن النظام الإيراني من الادعاء بأنه رد، ودافع عن بلاده، ووقف في وجه الولايات المتحدة، مما قد يدفع بدوره إلى استئناف الحوار الدبلوماسي. كما يعد كلارك كوبر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية أن النظام الإيراني لا يملك بعد هذه الضربة الحاسمة على المنشآت النووية الإيرانية، سوى خيارات رد فعالة قليلة، بعدما تراجعت قدرات وكلائه مثل "حماس" و"حزب الله" والحوثيين. حتى رد النظام الإيراني نفسه أصبح محدوداً، إذ يقتصر إعلانه أن كل أميركي في الشرق الأوسط هدف على المنطقة. مسار التصعيد المسار المحتمل الآخر هو أن يحدد النظام الإيراني أن الضربات الأميركية، والتهديدات المستمرة التي أطلقها ترمب لإيران خلال خطابه والتلويح بقدرته على تغيير النظام، ستجبره على شن هجوم كبير ضد أفراد ومصالح أميركية، وهذا من شأن ذلك أن يؤدي إلى دوامة تصعيدية من الهجمات والهجمات المضادة، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية. وعلى رغم أن القدرات العسكرية الإيرانية متداعية، لكنها لم تنقرض بعد بحسب بانيكوف، وإذا كانت إيران قلقة من أن نظامها معرض للخطر، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو من أنه إذا لم يقدم رداً قوياً بصورة كافية، فسيخسر دعم مؤيديه عموماً، فيمكن توقع أن تسلك طهران مسار التصعيد، وإن فعلت ذلك، فقد تسعى إلى فقط إلى استغلال وكلائها في الشرق الأوسط لمهاجمة مصالح وأفراد أميركيين، بل قد تنفذ أيضاً هجمات غير متكافئة وهجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية أو أميركية حول العالم. ويعترف ويليام ويشلر بأن سجل طهران الحافل بالممارسات الاستراتيجية الخطأ، ينذر بتصعيد الصراع أكثر، وقد يشمل ذلك بصورة مباشرة أو من خلال وكلائها المتبقين، استهداف القوات الأميركية في المنطقة، أو الشحن في مضيق هرمز، أو ممارسة عمليات إرهابية ضد الأميركيين حول العالم، وهو سيناريو مريع للغاية، إذ لا تزال إيران تمتلك آلاف الصواريخ قصيرة المدى التي لا تصل إلى إسرائيل، لكنها قد تهدد القوات الأميركية في الخليج. تداعيات التصعيد إذا لجأت إيران لتصعيد كبير على نطاق واسع اعتقاداً منها بأنها ستردع تكرار الهجمات الأميركية والإسرائيلية عليها، فإن النتيجة المتوقعة لهذا الخيار هي توسيع الولايات المتحدة وإسرائيل حملتهما الجوية لتستهدف القدرات العسكرية الإيرانية الأوسع، وقيادتها السياسية، وشبكتها الكهربائية، ورموز قوة النظام. وإذا استمر الصراع لفترة أطول، فمن المحتمل بدرجة كبيرة توسيع الهجمات إلى أهداف إيرانية في قطاعي الطاقة والاقتصاد، وسيكون من السهل، تخيل الدمار المريع الذي سيصيب إيران في هذا السيناريو، ومن شبه المستحيل أن ينجو النظام مثلما يهدد الرئيس ترمب، وما سيخلفه أمر لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير في هذه المرحلة. لا حرب إقليمية لكن بينما يخشى كثر من حرب إقليمية أوسع، بل وحتى حرب عالمية ثالثة، يستبعد مدير مركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن ماثيو كرونيغ ذلك مؤكداً أن هذا لن يحدث لأن خيارات إيران الانتقامية محدودة، وهي تخشى حرباً كبرى مع الولايات المتحدة، وحتى لو أطلقت إيران ضربات صاروخية رمزية، فمن المتوقع أن تهدأ الأزمة سريعاً، كما حدث مع غارات ترمب على الجنرال الإيراني قاسم سليماني عام 2020. كما أن ما يتوقعه البعض من أن تغضب إيران وتضاعف جهودها لإعادة بناء قنبلة نووية، يبدو أمراً غير منطقي بعدما أصبحت منشآتها النووية كومة من الأنقاض، وعلى الأرجح لن تعيد بناءها بعدما أنفقت مليارات الدولارات وعقوداً من الزمن فقط لتجلب على نفسها عقوبات اقتصادية وحرباً مدمرة مع أقوى دولة في العالم، وحتى لو كررت إيران هذا الخطأ، وأعادت بناء نفسها، يمكن ضربها مرة أخرى، إذ ظل البرنامج النووي الإيراني يمثل أحد أخطر التهديدات للسياسة الخارجية الأميركية لأكثر من عقدين، والآن بعد تدميره، قد يكون هذا أكبر إنجاز للسياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة بحسب كرونيغ. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مخرج دبلوماسي لإيران من المرجح أن ينظر النظام الإيراني إلى خطاب الرئيس ترمب على أنه تهديد آخر، وليس فرصة للدبلوماسية، ومن غير المرجح أن تعتقد إيران أنها تستطيع ببساطة الاستسلام للولايات المتحدة، نظراً إلى أن المتشددين في النظام الإيراني قد يعدون مثل هذا القرار غير مناسب، لذا ربما تعمل واشنطن أيضاً عبر قنوات خلفية لتوفير مخرج دبلوماسي لإيران يحفظ ماء وجهها، لأنه في غياب مبرر يجعل رد فعل إيران أقل وطأة، قد ينتصر المتشددون في النظام الإيراني في نهاية المطاف، مما قد يؤدي إلى نتيجة أشد خطورة. ويرى سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، ونائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة الشرق الأوسط دانيال شابيرو أن الضربات الأميركية من شأنها أن تتيح مخرجاً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران المستمرة منذ 10 أيام، حيث ستكون هناك حاجة إلى دبلوماسية فعالة وفورية، بدعم من شركاء إقليميين مثل عمان وقطر، لجعل كلا الجانبين يدرك أن هذه الحرب قد وصلت إلى نهايتها. وبمجرد توقف الأعمال الحربية، ينبغي على الولايات المتحدة البدء بجهد دبلوماسي متجدد لضمان تخفيف العقوبات عن إيران إذا التزمت بعدم إحياء برنامجها النووي، ووقف دعمها للميليشيات التابعة لها، ووضع قيود على برنامجها الصاروخي الباليستي. ومع ضعف القيادة الإيرانية، قد تكون هذه التنازلات سبيلها الوحيد لإنقاذ النظام من الانهيار، وسيتعين على الشعب الإيراني أن يقرر ما إذا كان النظام، الذي لم يجلب لإيران سوى الخراب، قد وصل إلى لحظة الحقيقة. حرب استنزاف من دون أميركا غير أن كبير الباحثين في برامج الشرق الأوسط بـ"المجلس الأطلسي" داني سيترينوفيتش حذر من أن الضربة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء الحملة العسكرية ضد إيران قد توسع نطاقها، وعلى رغم أن الهجوم الأميركي غير المسبوق على فوردو ونطنز وأصفهان يهدف إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات بشروط ترضي الولايات المتحدة، فإنه من المشكوك فيه جداً أن تخضع إيران لشروط الولايات المتحدة، التي تشدد على حظر تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية. وبينما يأمل ترمب أن ينهي هذا الهجوم الحملة العسكرية ضد إيران، فإنه يثير احتمال اتساع نطاق الحملة، تبعاً للرد الإيراني، وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل في أن يؤدي الهجوم الأخير إلى تدخل أميركي كبير في تحقيق هدف إطاحة النظام الإيراني، وألا يقتصر التدخل الأميركي على فوردو ونطنز وأصفهان، تكمن مشكلة نتنياهو في أنه إذا لم يوسع ترمب نطاق العملية، ولم توافق إيران على الامتثال لإملاءات الإدارة، فقد تنزلق إسرائيل إلى حرب استنزاف مع إيران، مع وقوف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي ورفضها الانضمام إلى طموحات نتنياهو لتوسيع نطاق الحملة. سؤال بلا إجابة لكن يتبقى سؤال لا يزال من دون إجابة وهو هل تم تدمير البرنامج النووي الإيراني حقاً؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك حاجة إلى شن ضربات أخرى على المواقع المرتبطة بهذا البرنامج، كما يأمل ترمب، ولكن إذا اتضح أن الضربات لم تكن فعالة تماماً، أو أن إيران نقلت أجزاء من برنامجها النووي، أو أن لديها مواقع نووية سرية، فمن غير المرجح أن تكون هذه هي نهاية هذه الضربات كما كان يعتقد ترمب.