logo
كيف تتوقع واشنطن الرد الإيراني والعوامل المؤثرة فيه؟

كيف تتوقع واشنطن الرد الإيراني والعوامل المؤثرة فيه؟

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

بعد العملية العسكرية الأميركية التي شنت، صباح أمس الأحد، لقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية والتي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها نجحت بصورة باهرة، وطرح على القادة في طهران أن يختاروا لإيران السلام أو الكارثة، ثم لوح بتغيير النظام في منشور له على "تروث سوشيال"، تتباين الرؤى في العاصمة الأميركية حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل والخيارات التي قد يسلكها النظام هناك وما إذا كانت حكيمة أم متهورة، كما تتباين الرؤى حول ما ينبغي أن يكون عليه تعامل الولايات المتحدة مع الرد الإيراني. فما هي هذه الرؤى وما أوجه التباين بينها؟
ترمب وتغيير النظام
فيما ترتفع أخطار التصعيد وتبدو النتائج النهائية غير مؤكدة، يحاول الرئيس الأميركي الضغط على الإيرانيين عبر التلويح بتغيير النظام في طهران عقب الضربات الأميركية التي استهدفت أهم ثلاث منشآت نووية إيرانية نطنز وفوردو وأصفهان، فبعدما أرسل الأميركيون رسائل عدة عبر وسطاء إلى طهران بأن الولايات المتحدة لا تستهدف تغيير النظام، جاء منشور ترمب على منصته "تروث سوشيال"، الداعي إلى تغيير النظام إذا لم يكن قادراً على "جعل إيران عظيمة مرة أخرى"، ليثير علامات استفهام عن أهداف ترمب الحقيقية، وإن كان التفسير الأوضح هو أنه يهدد النظام بالتغيير إذا كان ينوي تصعيد الصراع ضد الولايات المتحدة.
صورة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر مداخل الأنفاق المؤدية إلى مجمع فوردو النووي تحت الأرض قبل ضربها (ماكسار تكنولوجيز/ رويترز)
ولأن طبيعة الأخطار واحتمالات نتائجها الآن تعتمد على القرارات التي ستتخذ في طهران خلال الساعات والأيام المقبلة، يجد الرئيس ترمب أنه من المهم تصعيد التهديد والوعيد الذي بدأه في خطابه للشعب الأميركي عقب تنفيذ الضربات الجوية بطائرات "بي-2" الشبحية مباشرة حين توعد النظام الإيراني برد كاسح إذا ردت طهران ولم تلجأ للسلام.
في منطقة مجهولة
وبينما تتباين توقعات الباحثين والاستراتيجيين الأميركيين حول الرد الإيراني المحتمل، يعترف الجميع أن المنطقة والعالم في منطقة مجهولة تسيطر عليها حال من عدم اليقين، بينما يتعرض أفراد الخدمة العسكرية الأميركية والدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم المتمركزين والمنتشرين في المنطقة لخطر أكبر هذه الأيام من أي وقت مضى منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في ظل عدم وضوح القرار الذي يمكن أن تتخذه القيادة الإيرانية.
وبحسب كارولين زيير نائبة رئيس موظفي وزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن، فإن إيران سترد في المدى القريب، وربما تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة على حث الميليشيات المدعومة منها على شن هجمات على القوات الأميركية في العراق أو سوريا أو الأردن من دون سابق إنذار، بينما يحتفلون بهدوء في موسكو وبكين، باحتمالية تزايد تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وانتقال واشنطن من دورها في منع الصراعات الإقليمية والدفاع عن إسرائيل إلى دور مشارك في حرب ذات مسارات غير واضحة.
وعلى رغم تراجع إيران عسكرياً، وتدهور برنامجها النووي بصورة كبيرة، وربما تتراجع قواتها التقليدية أيضاً، فإن طهران لا تزال تحتفظ بمجموعة واسعة من الأدوات غير المتكافئة، ومن المرجح أن تحاول إعادة بناء برنامجها النووي وقدراتها التقليدية بمرور الوقت.
كأس السم
غير أن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ويليام ويشلر، يرى أن النظام الإيراني في وضع ضعيف للغاية، وعليه أن ينتهز هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسه، إذ إن الخيارات الاستراتيجية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي واضحة، وعلى رأسها أن "يتجرع كأساً مسمومة"، كما فعل سلفه الخميني لإنهاء الحرب الإيرانية - العراقية، وأن يتفاوض مباشرة وبسرعة مع ترمب لإنهاء الصراع.
ومع ذلك فإن هذا الأمر سيتطلب موافقة إيرانية على الامتناع نهائياً عن أي تخصيب على الأراضي الإيرانية، ناهيك بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، ومن المحتمل أن يتضمن هذا الاتفاق أيضاً التزامات بتقييد سلوك إيران مع وكلائها في المنطقة، وفي المقابل ستطلب إيران من ترمب إعطاء إسرائيل ضوءاً أحمر حازماً وعلنياً ضد أي ضربات أخرى عليها.
سيكون هذا انتكاسة استراتيجية فادحة لإيران، ولكنه نتيجة مناسبة لسلسلة من القرارات غير الحكيمة والخطرة التي اتخذتها خلال العام ونصف العام الماضيين، ومن وجهة نظر ويشلر سيكون هذا قراراً ذكياً يتخذه المرشد الأعلى، حتى لو اضطر لمواجهة المتشددين داخل حكومته، وبخاصة أولئك الذين يحملون السلاح، إذ يوفر هذا الخيار أفضل فرصة للحفاظ على قبضة النظام الديني على الشعب الإيراني، الذي سيزداد بلا شك قلقاً وتوتراً بصورة مبررة في الأسابيع المقبلة.
رد رمزي
لكن آخرين يرون أن النظام في طهران لا يزال يعتقد أن أفضل خيار له هو رفض الاستسلام لإصراره على امتلاك برنامج نووي، واتهام الولايات المتحدة بالعدوان غير المبرر، والمراهنة على قدرة إيران على الصمود في وجه مزيد من الهجمات، ولهذا ربما تسعى إيران للرد على الولايات المتحدة بصورة رمزية، نظراً إلى احتمالية رد أميركي واسع النطاق.
ويعود هذا الرد الرمزي إلى أن النظام الإيراني راهن بجزء كبير من هويته على الحفاظ على مشروعه النووي وتطويره، وربما يشعر بأنه سيفقد هيبته أمام شعبه إذا وافق على شروط واشنطن لامتلاك برنامج نووي مدني، كما أنه من المرجح أن طهران تعتقد أن ضغط دول الخليج والأوروبيين والمجتمع الدولي الأوسع، الذين أعربوا جميعاً عن مخاوفهم من احتمال نشوب حرب إقليمية، سيتراكم سريعاً على واشنطن لوضع حد للهجمات الأميركية والإسرائيلية.
ويتفق المسؤول السابق في الاستخبارات الوطنية لشؤون الشرق الأدنى، جوناثان بانيكوف في أن إيران قد تشن ضربة تهاجم فيها قواعد أميركية في المنطقة، ولكن بقصد إحداث تأثير محدود، مما سيمكن النظام الإيراني من الادعاء بأنه رد، ودافع عن بلاده، ووقف في وجه الولايات المتحدة، مما قد يدفع بدوره إلى استئناف الحوار الدبلوماسي.
كما يعد كلارك كوبر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية أن النظام الإيراني لا يملك بعد هذه الضربة الحاسمة على المنشآت النووية الإيرانية، سوى خيارات رد فعالة قليلة، بعدما تراجعت قدرات وكلائه مثل "حماس" و"حزب الله" والحوثيين. حتى رد النظام الإيراني نفسه أصبح محدوداً، إذ يقتصر إعلانه أن كل أميركي في الشرق الأوسط هدف على المنطقة.
مسار التصعيد
المسار المحتمل الآخر هو أن يحدد النظام الإيراني أن الضربات الأميركية، والتهديدات المستمرة التي أطلقها ترمب لإيران خلال خطابه والتلويح بقدرته على تغيير النظام، ستجبره على شن هجوم كبير ضد أفراد ومصالح أميركية، وهذا من شأن ذلك أن يؤدي إلى دوامة تصعيدية من الهجمات والهجمات المضادة، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
وعلى رغم أن القدرات العسكرية الإيرانية متداعية، لكنها لم تنقرض بعد بحسب بانيكوف، وإذا كانت إيران قلقة من أن نظامها معرض للخطر، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو من أنه إذا لم يقدم رداً قوياً بصورة كافية، فسيخسر دعم مؤيديه عموماً، فيمكن توقع أن تسلك طهران مسار التصعيد، وإن فعلت ذلك، فقد تسعى إلى فقط إلى استغلال وكلائها في الشرق الأوسط لمهاجمة مصالح وأفراد أميركيين، بل قد تنفذ أيضاً هجمات غير متكافئة وهجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية أو أميركية حول العالم.
ويعترف ويليام ويشلر بأن سجل طهران الحافل بالممارسات الاستراتيجية الخطأ، ينذر بتصعيد الصراع أكثر، وقد يشمل ذلك بصورة مباشرة أو من خلال وكلائها المتبقين، استهداف القوات الأميركية في المنطقة، أو الشحن في مضيق هرمز، أو ممارسة عمليات إرهابية ضد الأميركيين حول العالم، وهو سيناريو مريع للغاية، إذ لا تزال إيران تمتلك آلاف الصواريخ قصيرة المدى التي لا تصل إلى إسرائيل، لكنها قد تهدد القوات الأميركية في الخليج.
تداعيات التصعيد
إذا لجأت إيران لتصعيد كبير على نطاق واسع اعتقاداً منها بأنها ستردع تكرار الهجمات الأميركية والإسرائيلية عليها، فإن النتيجة المتوقعة لهذا الخيار هي توسيع الولايات المتحدة وإسرائيل حملتهما الجوية لتستهدف القدرات العسكرية الإيرانية الأوسع، وقيادتها السياسية، وشبكتها الكهربائية، ورموز قوة النظام.
وإذا استمر الصراع لفترة أطول، فمن المحتمل بدرجة كبيرة توسيع الهجمات إلى أهداف إيرانية في قطاعي الطاقة والاقتصاد، وسيكون من السهل، تخيل الدمار المريع الذي سيصيب إيران في هذا السيناريو، ومن شبه المستحيل أن ينجو النظام مثلما يهدد الرئيس ترمب، وما سيخلفه أمر لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير في هذه المرحلة.
لا حرب إقليمية
لكن بينما يخشى كثر من حرب إقليمية أوسع، بل وحتى حرب عالمية ثالثة، يستبعد مدير مركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن ماثيو كرونيغ ذلك مؤكداً أن هذا لن يحدث لأن خيارات إيران الانتقامية محدودة، وهي تخشى حرباً كبرى مع الولايات المتحدة، وحتى لو أطلقت إيران ضربات صاروخية رمزية، فمن المتوقع أن تهدأ الأزمة سريعاً، كما حدث مع غارات ترمب على الجنرال الإيراني قاسم سليماني عام 2020.
كما أن ما يتوقعه البعض من أن تغضب إيران وتضاعف جهودها لإعادة بناء قنبلة نووية، يبدو أمراً غير منطقي بعدما أصبحت منشآتها النووية كومة من الأنقاض، وعلى الأرجح لن تعيد بناءها بعدما أنفقت مليارات الدولارات وعقوداً من الزمن فقط لتجلب على نفسها عقوبات اقتصادية وحرباً مدمرة مع أقوى دولة في العالم، وحتى لو كررت إيران هذا الخطأ، وأعادت بناء نفسها، يمكن ضربها مرة أخرى، إذ ظل البرنامج النووي الإيراني يمثل أحد أخطر التهديدات للسياسة الخارجية الأميركية لأكثر من عقدين، والآن بعد تدميره، قد يكون هذا أكبر إنجاز للسياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة بحسب كرونيغ.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مخرج دبلوماسي لإيران
من المرجح أن ينظر النظام الإيراني إلى خطاب الرئيس ترمب على أنه تهديد آخر، وليس فرصة للدبلوماسية، ومن غير المرجح أن تعتقد إيران أنها تستطيع ببساطة الاستسلام للولايات المتحدة، نظراً إلى أن المتشددين في النظام الإيراني قد يعدون مثل هذا القرار غير مناسب، لذا ربما تعمل واشنطن أيضاً عبر قنوات خلفية لتوفير مخرج دبلوماسي لإيران يحفظ ماء وجهها، لأنه في غياب مبرر يجعل رد فعل إيران أقل وطأة، قد ينتصر المتشددون في النظام الإيراني في نهاية المطاف، مما قد يؤدي إلى نتيجة أشد خطورة.
ويرى سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، ونائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة الشرق الأوسط دانيال شابيرو أن الضربات الأميركية من شأنها أن تتيح مخرجاً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران المستمرة منذ 10 أيام، حيث ستكون هناك حاجة إلى دبلوماسية فعالة وفورية، بدعم من شركاء إقليميين مثل عمان وقطر، لجعل كلا الجانبين يدرك أن هذه الحرب قد وصلت إلى نهايتها.
وبمجرد توقف الأعمال الحربية، ينبغي على الولايات المتحدة البدء بجهد دبلوماسي متجدد لضمان تخفيف العقوبات عن إيران إذا التزمت بعدم إحياء برنامجها النووي، ووقف دعمها للميليشيات التابعة لها، ووضع قيود على برنامجها الصاروخي الباليستي.
ومع ضعف القيادة الإيرانية، قد تكون هذه التنازلات سبيلها الوحيد لإنقاذ النظام من الانهيار، وسيتعين على الشعب الإيراني أن يقرر ما إذا كان النظام، الذي لم يجلب لإيران سوى الخراب، قد وصل إلى لحظة الحقيقة.
حرب استنزاف من دون أميركا
غير أن كبير الباحثين في برامج الشرق الأوسط بـ"المجلس الأطلسي" داني سيترينوفيتش حذر من أن الضربة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء الحملة العسكرية ضد إيران قد توسع نطاقها، وعلى رغم أن الهجوم الأميركي غير المسبوق على فوردو ونطنز وأصفهان يهدف إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات بشروط ترضي الولايات المتحدة، فإنه من المشكوك فيه جداً أن تخضع إيران لشروط الولايات المتحدة، التي تشدد على حظر تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
وبينما يأمل ترمب أن ينهي هذا الهجوم الحملة العسكرية ضد إيران، فإنه يثير احتمال اتساع نطاق الحملة، تبعاً للرد الإيراني، وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل في أن يؤدي الهجوم الأخير إلى تدخل أميركي كبير في تحقيق هدف إطاحة النظام الإيراني، وألا يقتصر التدخل الأميركي على فوردو ونطنز وأصفهان، تكمن مشكلة نتنياهو في أنه إذا لم يوسع ترمب نطاق العملية، ولم توافق إيران على الامتثال لإملاءات الإدارة، فقد تنزلق إسرائيل إلى حرب استنزاف مع إيران، مع وقوف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي ورفضها الانضمام إلى طموحات نتنياهو لتوسيع نطاق الحملة.
سؤال بلا إجابة
لكن يتبقى سؤال لا يزال من دون إجابة وهو هل تم تدمير البرنامج النووي الإيراني حقاً؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك حاجة إلى شن ضربات أخرى على المواقع المرتبطة بهذا البرنامج، كما يأمل ترمب، ولكن إذا اتضح أن الضربات لم تكن فعالة تماماً، أو أن إيران نقلت أجزاء من برنامجها النووي، أو أن لديها مواقع نووية سرية، فمن غير المرجح أن تكون هذه هي نهاية هذه الضربات كما كان يعتقد ترمب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تحذر مواطنيها حول العالم عقب قصف إيران
أميركا تحذر مواطنيها حول العالم عقب قصف إيران

العربية

timeمنذ 40 دقائق

  • العربية

أميركا تحذر مواطنيها حول العالم عقب قصف إيران

أصدرت الولايات المتحدة، الأحد، تحذيرا لمواطنيها "في كل أنحاء العالم" على خلفية النزاع في الشرق الأوسط الذي قد يعرّض المسافرين الأميركيين أو المقيمين منهم في الخارج لأخطار أمنية متزايدة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تحذيرها الأمني، إن "هناك احتمالا لوقوع تظاهرات ضد المواطنين والمصالح الأميركية في الخارج"، حيث نصحت "المواطنين الأميركيين في كل أنحاء العالم بتوخي المزيد من الحذر". فجر الأحد، نفذت الولايات المتحدة ضربة عسكرية خاطفة ودقيقة ضد منشآت نووية ومواقع استراتيجية داخل إيران، من بينها منشأة فوردو النووية، في واحدة من أخطر مراحل التصعيد بين واشنطن وطهران منذ سنوات. وحذّر الحرس الثوري الإيراني، الولايات المتحدة، الأحد، من "ردود تجعلها تندم"، عقب الضربات الأميركية على منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية. وقال الحرس في بيان إن "عدوان اليوم من النظام الإرهابي الأميركي دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، إلى استخدام خيارات خارجة عن فهم وحسابات الجبهة المعتدية"، مؤكدا أنه "يجب على المعتدين على هذه الأرض أن يتوقعوا ردودا تجعلهم يندمون". وأكد الحرس الثوري الإيراني أن أي هجوم يستهدف التكنولوجيا النووية الإيرانية لن ينجح في تدميرها، بل سيزيد من إدارة العلماء الإيرانيين الشباب في مواصلة مسيرة التقدم والتنمية. وأضاف في بيان أن "الحرس الثوري يدرك جيدا ساحة هذه الحرب الشاملة والمفروضة، ولن يخيفه أبدًا ضجيج ترامب والعصابة الإجرامية الحاكمة في البيت الأبيض وتل أبيب". وفيما يتعلق بالرد الإيراني، أعلن الحرس الثوري، أن عمليات "الوعد الحق 3" لا تزال متواصلة، مشيرا إلى أن "الكيان الصهيوني تلقى حتى الآن 20 موجة من هذه العمليات التي تستهدف بدقة وعنف البنية التحتية والمراكز الاستراتيجية والمصالح الإسرائيلية". واعتبر الحرس الثوري الإيراني أن الضربات الأميريكة ضد منشآت نووية هي "انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والمبادئ الأساسية لاحترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول".

المستثمرون يدرسون التداعيات على الأسواق وسط استمرار الصراع
المستثمرون يدرسون التداعيات على الأسواق وسط استمرار الصراع

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

المستثمرون يدرسون التداعيات على الأسواق وسط استمرار الصراع

يدرس المستثمرون مجموعة من السيناريوهات المختلفة للأسواق في حال زادت الولايات المتحدة من تدخلها في صراع الشرق الأوسط، مع احتمال حدوث تداعيات مضاعفة إذا ارتفعت أسعار الطاقة بصورة حادة. ووفقاً لوكالة "رويترز" ركز المستثمرون على تطور القتال بين إسرائيل وإيران اللتين تتبادلان الهجمات الصاروخية، ويراقبون عن كثب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقرر الانضمام إلى إسرائيل في حملة القصف التي تشنها. وقد تؤدي السيناريوهات المحتملة إلى ارتفاع التضخم، مما يضعف من ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في عمليات بيع أولية للأسهم وإقبال محتمل على الدولار كملاذ آمن. وفي حين ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي نحو 10 في المئة خلال الأسبوع الماضي، لم يشهد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تغيراً يذكر حتى الآن، بعد انخفاض شهده في بداية الهجمات الإسرائيلية. ومع ذلك، يقول كبير محللي السوق لدى "بي رايلي ويلث" آرت هوغان "إذا أدت الهجمات إلى انقطاع إمدادات النفط الإيراني، فعندها ستنتبه الأسواق وتتحرك"، مضيفاً أنه "إذا حدث اضطراب في إمدادات المنتجات النفطية في السوق العالمية، فلن ينعكس ذلك على سعر خام غرب تكساس الوسيط اليوم، وهنا ستصبح الأمور سلبية". وقال البيت الأبيض أول من أمس الخميس إن الرئيس دونالد ترمب سيحدد موقفه حيال مشاركة الولايات المتحدة في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين. ووضع محللون في "أكسفورد إيكونوميكس" ثلاثة سيناريوهات تراوح ما بين خفض التصعيد في الصراع والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني وإغلاق مضيق هرمز، وأوضحت المؤسسة ضمن المذكرة أن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة في أسعار النفط العالمية". وأردفت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولاراً للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقارب ستة في المئة بحلول نهاية هذا العام. وقالت "أكسفورد إيكونوميكس" في المذكرة "على رغم أن صدمة الأسعار ستؤدي حتماً إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أية فرصة لخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم". تأثير النفط واقتصر التأثير الأكبر من الصراع المتصاعد في أسواق النفط، إذ ارتفعت أسعار الخام بفعل المخاوف من تعطيل الصراع الإيراني- الإسرائيلي للإمدادات. وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" بما يصل إلى 18 في المئة منذ الـ10 من يونيو (حزيران) الجاري لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريباً عند 79.04 دولار أول من أمس. وتجاوز ارتفاع توقعات المستثمرين لمزيد من التقلبات على المدى القريب في أسعار النفط زيادة توقعات التقلبات في الأصول الرئيسة الأخرى، مثل الأسهم والسندات. لكن المحللين يرون أن الأصول الأخرى مثل الأسهم، لا يزال من الممكن أن تتأثر بالتداعيات غير المباشرة لارتفاع أسعار النفط، ولا سيما إذا قفزت أسعار الخام في حال تحققت أسوأ مخاوف السوق، أي تعطل الإمدادات. وكتب محللو "سيتي غروب" خلال مذكرة أن "الأسهم تجاهلت إلى حد كبير التوتر الجيوسياسي لكن النفط تأثر به"، وأضافوا "بالنسبة إلينا، سيأتي التأثير في الأسهم من تسعير سلع الطاقة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونجت الأسهم الأميركية حتى الآن من تأثير التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط من دون أية دلالة على الذعر. ومع ذلك، قال المتعاملون إن دخول الولايات المتحدة بصورة مباشرة أكثر في الصراع قد يؤدي إلى إثارة الذعر في الأسواق. وقد تشهد أسواق المال عمليات بيع أولية في حال هاجم الجيش الأميركي إيران، إذ يحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل ضغوطاً بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب. ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابراً، فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلى توتر في الشرق الأوسط. وأظهرت بيانات "ويدبوش سيكوريتيز" و"كاب آي كيو برو" أن "ستاندرد أند بورز 500" تراجع في المتوسط 0.3 في المئة خلال الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء الصراع، لكنه عاود الصعود 2.3 في المئة في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع. محنة الدولار يمكن أن تكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأميركي. وقال محللون إنه في حال دخول الولايات المتحدة بصورة مباشرة في الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، فقد يستفيد الدولار في البداية من الطلب على الملاذ الآمن. ورجح محلل العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في مجموعة "ماكواري" تييري ويزمان ضمن "أن يقلق المتعاملون أكثر من التآكل الضمني لشروط التجارة الخاصة بأوروبا والمملكة المتحدة واليابان، وليس الصدمة الاقتصادية للولايات المتحدة، وهي منتج رئيس للنفط. وأضاف "نتذكر أنه بعد هجمات الـ11 من سبتمبر، وخلال الوجود الأميركي في أفغانستان والعراق الذي استمر لعقد من الزمن، ضعف الدولار".

هل انتهى البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟
هل انتهى البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟

الموقع بوست

timeمنذ ساعة واحدة

  • الموقع بوست

هل انتهى البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، شهد العالم واحدة من أكثر الضربات إثارة للجدل في العقود الأخيرة، وهو قيام الولايات المتحدة بشن هجوم مركز على منشآت البرنامج النووي الإيراني. وبينما سارعت دوائر سياسية وإعلامية إلى الحديث عن "نهاية" الطموح النووي الإيراني، فإن القراءة الإستراتيجية الأعمق -المدعومة بتقديرات خبراء وعلماء بارزين- تُظهر صورة مختلفة. وكشفت صور الأقمار الاصطناعية، التي حللتها شركات متخصصة، عن حركة مركبات "غير طبيعية" حول موقع فوردو النووي الإيراني قبل وقوع الضربة، وفقا لما أشارت إليه صحيفة واشنطن بوست نقلا عن صور من شركة ماكسار. وبعد الضربة، أظهرت الصور وجود أضرار سطحية، لكن لم ترد بعد تأكيدات قاطعة حول اختراق التحصينات العميقة للموقع أو انهيار أساسي للمبنى تحت الأرض. هذا النمط يشير إلى أن الضربة قد تكون استهدفت البنية التحتية السطحية للموقع دون أن تحدث دمارا شاملا في المنشآت المحصنة. تصريحات رسمية.. غموض وتضارب وتفاوتت التصريحات الرسمية بشكل كبير حول حجم الأضرار الناجمة عن "الضربة". فمن البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات "تمت بنجاح كامل" وأن إحدى القنابل المستعملة قد "أزيلت"، مستندا إلى معلومات أولية من البنتاغون. هذا التصريح يوحي بفاعلية كبيرة للعملية. وعلى النقيض تماما، نفى مسؤول إيراني من محافظة قم، حيث موقع فوردو، وقوع أضرار جسيمة، مؤكدا أن الموقع "لم يتضرر بشكل خطير". هذا التضارب في التصريحات يزيد من صعوبة تقييم الوضع الحقيقي ويضع مزيدا من علامات الاستفهام حول الأهداف والنتائج الفعلية للضربة. ومن جهتها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل أي تسرب إشعاعي من المواقع الثلاثة المستهدفة، وهو ما يشير إلى أن الضربات لم تؤثر على السلامة الإشعاعية للمنشآت. وتشير التقارير الصادرة عن مصادر إخبارية مرموقة مثل سكاي نيوز والجزيرة إلى أن الضربات "أبطأت تقدم البرنامج النووي الإيراني"، لكنها لم توقفه بالكامل. ولا يزال موقع فوردو "عامل تهديد قائم"، مما يعني أن قدرته على استئناف العمليات لم تُقضَ عليها بشكل كامل. وقد اعترف مصدر إسرائيلي رسمي بأن الضربة "أبطأت البرنامج من سنتين إلى 3 سنوات على الأكثر"، لكنه أقر بأن "ذلك لا يعني الانتهاء منه"، وفق ما أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في اليوم ذاته الذي شنّت فيه الولايات المتحدة ضربة على المفاعل النووي الإيراني، وذلك في مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل". ضربة مؤلمة وليست قاضية حتى ساعة كتابة هذا التقرير، فإنه يجري تداول تقارير صحفية واستقصائية من غارديان وهآرتس و"إن بي سي" تتحدث عن أن الضربات أصابت منشآت حول فوردو، لكنها لم تؤكد اختراق التحصينات بالكامل، في حين أشارت صور الأقمار الاصطناعية إلى "أضرار سطحية" في بعض أجزاء المجمع، وليس انهيارا شاملا. وبعد تحليل المعلومات المتاحة، يتضح أنه لا توجد دلائل قاطعة على "تدمير كامل" أو انهيار المنشأة تحت الأرض في فوردو. ويبدو أن الضربة أحدثت ضررا بنتائج محدودة، ربما أدت إلى خسارة الطاقة أو أنظمة التبريد، لكنها تركت هيكل التحصينات سليما، حسب تحليلات تلك الصحف ووفق ما توفر من معلومات لحينه. ويذكر أنه في تقرير استباقي نشرته واشنطن بوست بتاريخ 17 يونيو/حزيران، أي قبل الضربة، أشار محللون عسكريون إلى أن منشأة فوردو، نظرا لعمقها الجيولوجي، قد لا تُدمَّر بالكامل حتى باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات. هذه التقديرات جاءت لتبرر لاحقا -بعد الضربة- سبب عدم إعلان واشنطن عن القضاء الكامل على الموقع، بل اكتفت بالحديث عن إبطاء البرنامج الإيراني، وفق المواقع الإخبارية. ويقول الخبير النووي ديفيد ألفرايت من "معهد العلوم والأمن الدولي" (آي سي آي سي) لا نرى دمارا لا رجعة فيه في فوردو… طالما الملاجئ تحت الأرض تعمل، فإن إيران تملك ساعة نووية تدقّ بصمت". كما أشار إلى أن الأسلحة الخارقة للتحصينات (إم أو بي) لم تُستخدم بالفعالية الكاملة، مما جعل الضربة "غير حاسمة إستراتيجيا". المعرفة العلمية لا تُقصف يشير الخبراء العلميون إلى أن البرنامج النووي الإيراني ليس مجرد أجهزة طرد مركزي أو منشآت خرسانية، بل بنية معرفية مكونة من آلاف المهندسين والفيزيائيين النوويين، وبنية تحتية للتصميم والتطوير موزعة على نطاق جغرافي واسع. ويؤكد الخبير النووي ماثيو بون من كلية بلفر بجامعة هارفارد أن "الضربات العسكرية قد تدفع إيران إلى القناعة بأن الردع النووي هو السبيل الوحيد للبقاء… وقد تسرّع مشروع التسلّح بدلا من إبطائه"، وفق تقرير بلفر سنتر. وحتى أكثر التقييمات الإسرائيلية تفاؤلا، مثل تقرير صحيفة إسرائيل هيوم (20 يونيو/حزيران 2025)، فإنها تصف الضربة بأنها "عملية إبطاء لا استئصال". فقدرة إيران على إعادة تركيب البنية الفنية عالية، بفضل توفر أجهزة طرد بديلة، ودعم من الحلفاء (روسيا والصين)، وشبكة توريد موازية عبر وسطاء. ما حدث في الضربة الأميركية إذن هو ضربة "مزلزلة لكن غير فاصلة"، بحسب تعبير أحد خبراء الطاقة. لقد تضررت منشآت، واهتزت البنية المادية، وربما تباطأت خطوات فنية. لكن المؤشرات تذهب إلى أن البرنامج لم ينتهِ، لأنه ليس مجرد هياكل، بل هو معرفة بشرية مدفونة تحت الأرض، وفي العقول. ويرى بعض المراقبين أن الضربة قد تكون -بشكل غير متوقع- دافعا لإيران إلى التحوّل من برنامج "قابل للمراقبة" إلى برنامج أكثر سرية وجوهرية. ولعل أبرز عبرة إستراتيجية هنا هي أن المعركة الحقيقية ليست على الخرائط، بل في العقول والمختبرات والنيات السياسية. ولعله كلما ازداد الضغط العسكري، انتقلت إيران من منطق التفاوض إلى منطق "الصمت النووي". ويرجح من ضمن الخيارات أن تنسحب إيران من المفاوضات الدولية، وتغلف برنامجها بالغموض، وهذا قد يعد مؤشرا على أن طهران قد تذهب في مسار آخر غير التفاوض. إن القول بانتهاء البرنامج النووي الإيراني ليس سوى إعلان رغبة سياسية، لا حقيقة إستراتيجية، فالأغلب أن البرنامج لم يُستأصل، بل توقف مؤقتا، أو أُجبر على تغيير شكله لا أكثر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store