logo
لماذا لا يسلِّم سلاحه؟

لماذا لا يسلِّم سلاحه؟

يعتبر «حزب الله» أن إنهاء مشروعه المسلّح يعني انتهاء ورقته العسكرية نهائياً في لبنان، لأنه من الصعوبة بمكان أن تتوافر مناخات مشابهة للظروف التي سمحت بنشأته وعسكرته وتسلحه، وبالتالي سيماطل ويفعل المستحيل ليتجنّب تفكيك بنيته العسكرية إفساحاً في المجال أمام إعادة تشغيلها في حال تبدلّت الظروف.
والفارق كبير جداً بين إعادة تشغيلها بعد توقفها بسبب هزيمته العسكرية، وبين إعادة بناء قوته العسكرية في ظل نظام سوري معاد لإيران قطع الجغرافيا السورية أمامها، ودولة لبنانية تعيد مدّ سيطرتها وبناء وضعيتها، فيما إحياء قوته بحاجة لانهيار الدولة على غرار انهيارها في الحرب، وأن تكون الجغرافيا اللبنانية موصولة بالجغرافيا الإيرانية.
ويعتقد «حزب الله» أن القبضة الدولية الشديدة عليه لن تبقى على هذه الحال مع انشغال تل أبيب وواشنطن بقضايا أخرى لاحقاً، ومع تراخيها يعود للاستقواء بسلاحه على الدولة، ولكنه لن يتمكّن من ذلك في حال تخليه عن هذا السلاح كون إعادة بناء قوته أصبحت مستحيلة.
وانتهاء مشروعه المسلّح يعني انتهاء دوره ليس فقط بالسيطرة على لبنان، إنما بتحقيق عقيدته التي تتطلّب أن يكون مسلحاً، خصوصاً أنه ولد من رحم ثورة تتوسّل العنف للتوسُّع والتمدُّد، وبالتالي خسارته للسلاح تعني خسارته لدوره ومشروعه وعلة وجوده، وهذا ما يجعله على استعداد لتحمُّل الخسائر التي مهما كبرت، بنظره، تبقى مجرّد تفصيل أمام فقدانه ورقة السلاح.
ما زال «حزب الله» يتوسّل الأساليب القديمة حفاظاً على سلاحه وفي طليعتها سياسة شراء الوقت ظناً منه أن معطيات الحاضر ستتبدّل في المستقبل وأن بإمكانه الانتظار، وهذا خطأ كبير يضاف إلى أخطائه إن بدخوله الحرب، أو بعدم خروجه منها في الوقت المناسب، لأن شراء الوقت كان يصحّ في زمن الصراع الكلاسيكي بينه وبين إسرائيل، ولكن المختلف هذه المرة يكمن في التالي:
أولاً، شكّل «طوفان الأقصى» أوّل تهديد وجودي لإسرائيل منذ حرب العام 1967، لا بل اعتبرته «نيو هولوكوست»، وأدى إلى زعزعة ثقة الإسرائيليين بالمؤسسة العسكرية التي تشكل الضمانة لاستمراريتهم، فجاء ردّ الفعل بمستوى التهديد الوجودي، وسعت إلى تجديد ثقة شعبها بجيشها، ولن تسمح بأي تهديد مستقبلي، ولن توقف حربها قبل ان تتثبّت وتتأكّد من زوال أي تهديد داخل كيانها أو على حدودها، وبالتالي لن تسمح لـ «حزب الله» في إعادة بناء قوته.
ثانياً، ما كان سائداً قبل «الطوفان» كان كناية عن توازن رعب، ولكن «الطوفان» قلب الطاولة رأساً على عقب وأدخل تعديلاً جذرياًعلى المشهد، فبعدما تمكنت إسرائيل عسكرياً، خلافاً لحرب تموز 2006 واستخلاصها الدروس من هذه الحرب، لن توقف حربها قبل أن تحقِّق أغراضها وأهدافها كلها، ولا تجد نفسها مضطرة إلى ترسيم العلاقة مع «الحزب» على غرار ما كانت عليه منذ تسعينات القرن الماضي، خصوصاً أنها نجحت في تدمير قوته الأساسية في لبنان، وقطعت شريانه الحيوي مع إيران، وهو عاجز عن تغيير هذه المعطيات وتبديلها، وبالتالي لا أمل له بالعودة إلى لعبة «البينغ بونغ» معها بعدما قرّرت هزيمته وإنهاء دوره كلاعب.
ثالثاً، تتعامل واشنطن مع الوقائع ولا تعمد إلى تغييرها سوى في ظروف استثنائية على غرار إسقاطها نظام صدام حسين بعد أحداث 11 أيلول، ولم تكن مستعدة لإزالة تهديد أذرع إيران لولا قيام تل أبيب بهذا الدور، وهذا ما جعلها توفِّر الغطاء لها و»تطحش» على طهران لإنهاء دورها الإقليمي المزعزع للاستقرار ومنعها من التخصيب، وبالتالي وجدت الولايات المتحدة التي كانت تسعى إلى ترسيم حدود اللعبة بين إسرائيل وأخصامها في المعطيات العسكرية الفرصة للانقضاض على الدور الإيراني.
رابعاً، إن سقوط سوريا كدولة حليفة لإيران ليس تفصيلاً، إنما هو تبدل جذري في ميزان القوى، وسقوطها يعني سقوطاً حتمياً لدورها في لبنان وغزة أيضاً، والنظام الجديد في سوريا بات يحظى بغطاء دولي وخليجي، ولن يكون من السهل تغيير هذا المعطى.
خامساً، للمرة الأولى منذ الثورة الإيرانية تخرج طهران من لعبة التأثير في الصراع مع إسرائيل بعد خسارتها أوراقها في غزة ولبنان وسوريا، وتُمسك المملكة العربية السعودية بمفتاح الحلّ والربط في هذا الصراع، وبالتالي هناك صورة مغايرة في المنطقة ولن تكون طهران قادرة على تغييرها بعد اليوم.
فلهذه العوامل كلها وغيرها انتهت سياسة شراء الوقت وسقطت إلى غير رجعة، ولم يعد يفيد بشيء تمسُّك «حزب الله» بسلاح ولو كان يشكل علّة وجوده وأساس مشروعه، لأن ظروف انطلاقة هذا المشروع وتوسعه انتهت، والإصرار على الشيء نفسه يعني الإصرار على الانتحار.
شارل جبور - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التهديد بوقف التمديد لليونيفيل: واشنطن تضغط لتعزيز لجنة المراقبة
التهديد بوقف التمديد لليونيفيل: واشنطن تضغط لتعزيز لجنة المراقبة

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

التهديد بوقف التمديد لليونيفيل: واشنطن تضغط لتعزيز لجنة المراقبة

تُقلّل مصادر سياسية من أهمية ما كشفته صحيفة "يسرائيل هيوم" عن توافق بين واشنطن وتل أبيب على إنهاء مهمة اليونيفيل في جنوب لبنان. تعتبره مجرّد تسريبات لم تُعلن رسميًا بعد، لكن ذلك لا يلغي وجود ضغوط يتعرّض لها لبنان تربط بين التجديد وسحب السلاح وخلق واقع جديد . ينفي المتحدث باسم قوات "اليونيفيل"، أندريا تيننتي، وجود أي نقاشات رسمية بشأن وقف المهمة. وقد كرّر تيننتي في أكثر من مناسبة أن "حرية الحركة تُعدّ شرطًا أساسيًا لتنفيذ ولاية اليونيفيل، ويشمل ذلك القدرة على العمل باستقلالية وحيادية، كما هو مبيّن في قرار مجلس الأمن الدولي 1701"، مؤكدًا أن أي تقييد لهذه الحرية -سواء أثناء القيام بأنشطة عملياتية مع الجيش اللبناني أو من دونه- يُعد انتهاكًا لهذا القرار. ما يُنذر بتفاقم العلاقة مع "الأهالي" ما لم يُعثر على حل ملائم . تمديد وسط الضغوط يستعد لبنان، بعد نحو شهرين، لخوض استحقاق مهم يتمثّل في تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (اليونيفيل) لسنة إضافية. يأتي التجديد هذا العام عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، التي انتهت باتفاق على وقف الأعمال العدائية برعاية أميركية، وبتأكيد الطرفين اللبناني والإسرائيلي التزامهما بالقرار 1701، الذي يُعطي قوات اليونيفيل مهمة حفظ الأمن على الحدود. كما يأتي وسط ضغوط دولية على لبنان لسحب سلاح حزب الله، وهو ما بات مطلبًا أساسيًا أو شرطًا لانسحاب إسرائيل من بعض النقاط التي تحتلها، وللمساهمة الدولية في إعادة الإعمار . وقد وُضع ملف التمديد على سكّة الشروط الأميركية، التي يبدو حتى اليوم أنها تربط التمديد بمجموعة من الشروط على لبنان تنفيذها، تشمل سحب سلاح حزب الله من جنوب الليطاني وشماله، ومنح حرية الحركة لدوريات اليونيفيل من دون مرافقة الجيش اللبناني. وهو ما يواجه باحتجاجات من "الأهالي" في القرى والبلدات التي تدخل إليها هذه القوات . أبلغ لبنان موقفه الرسمي الداعم للتجديد لقوات اليونيفيل حفاظًا على الاستقرار في الجنوب. وفي جلسة خاصة عُقدت في نيسان الماضي بحضور قيادة الجيش، قرر مجلس الوزراء طلب تمديد التفويض لعام إضافي وتثبيت التعاون مع اليونيفيل، مؤكدًا على التمديد "من دون أي تعديلات جوهرية على الولاية"، في رفض ضمني للدعوات الإسرائيلية المتكررة لمنح اليونيفيل صلاحيات إضافية تُمكّنها من دخول أي منطقة تشاء في الجنوب. ومن خلال اتصالات مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، شدّد لبنان على ضرورة الالتزام بصيغة التفويض الأصلية وعدم توسيعها . التباين داخل مجلس الأمن وتقول مصادر دبلوماسية إن مجلس الأمن يشهد تباينًا في مواقف الدول حيال تجديد تفويض اليونيفيل، في ظل استمرار تسلّح حزب الله جنوب الليطاني. فبينما تتولى فرنسا (حاملة القلم) عادةً صياغة قرار التمديد، برزت مطالبة أميركية وإسرائيلية غير رسمية تشترط تعديلات جذرية على عمل اليونيفيل تحت طائلة رفض القرار. وقد عبّر مسؤولون أميركيون عن استيائهم من أداء اليونيفيل، معتبرين أنها لم تتمكن من منع انتشار ترسانة حزب الله أو أنفاقه الهجومية قرب الحدود. وكشف تقرير أن واشنطن أبلغت عبر قنوات دبلوماسية أنها غير راضية عن فاعلية القوة، وتريد تفويضًا أكثر صرامة يمنع خروقات القرار 1701، ملوّحة باستخدام الفيتو إذا اقتضى الأمر . في المقابل، حرصت دول مثل روسيا والصين على تفهّم الهواجس اللبنانية. ففي تجديد آب 2023 (القرار 2695)، امتنعت موسكو وبكين عن التصويت احتجاجًا على بنود لا تراعي المطالب اللبنانية بشأن التنسيق مع الجيش. حتى الولايات المتحدة، ورغم موافقتها على التمديد، سجّلت انتقادها لعدم إدانة المجلس لتصعيد حزب الله، مؤكدةً أنه "لا يجوز وضع عراقيل أمام عمل اليونيفيل". كما شدّد ممثلها في مجلس الأمن بعد تجديد 2024 على أن لبنان "يجب ألا يكون ملاذًا للمنظمات الإرهابية أو منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل"، منتقدًا عدم تسمية حزب الله صراحة في النص . محطات التمديد تاريخياً تاريخيًا، اعتادت اليونيفيل أن تعمل بتنسيق لصيق مع الجيش اللبناني في منطقة عملياتها، استنادًا إلى اتفاقية "ترتيبات وضع القوات " (SOFA). لكن في تجديد تفويض أغسطس 2022، أُقرّ تعديل مفاجئ اعتبره لبنان انتقاصًا من السيادة، نصّ على أن اليونيفيل "مخوّلة بأن تجول وتنفّذ مهامها بشكل مستقل من دون إذن مسبق أو مرافقة". وقد أثار ذلك انتقادات حادّة، ودفعت الدبلوماسية اللبنانية في 2023 نحو إعادة التوازن، وهو ما انعكس في القرار 2695، الذي جمع بين التأكيد على حرية الحركة والتشديد على التنسيق مع الحكومة اللبنانية . وفي تجديد 2024 (القرار 2749)، الذي جاء في ظل توترات أمنية مرتفعة، استمرّ تكريس هذه المعادلة، مع دعوة مجلس الأمن إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 واحترام وقف الأعمال العدائية، مع تهيئة اليونيفيل للتكيّف مع الوضع الميداني المتفجّر، ما يعني ضمنًا الحفاظ على حرية الحركة، في مقابل تمسّك لبناني بالتنسيق العملياتي مع الجيش كعامل ثقة . مؤخرًا، تكررت حوادث اعتراض دوريات اليونيفيل من قبل مجموعات من "الأهالي" في قرى جنوبية، ما أثار تساؤلات حول خلفيات هذه الظاهرة، وإن كانت ردود فعل شعبية عفوية أم تحركات منظمة تقف وراءها جهات سياسية (لا سيما حزب الله). وتشير مصادر أمنية إلى أن أغلب هذه الحوادث تقع ضمن مناطق نفوذ الحزب. ورغم التزام حزب الله رسميًا بالتهدئة والتنسيق مع اليونيفيل عبر الجيش، إلا أنه لا يُخفي امتعاضه من بعض أنشطتها، كالتصوير ورسم الخرائط، التي يعتبرها تجاوزًا لمهمتها. ويُنظر إلى تصاعد الاحتكاكات عقب التأكيد على حرية الحركة كمؤشر على رسائل احتجاج غير مباشرة من الحزب . في المقابل، تؤكد الأمم المتحدة أن أي عرقلة لدورياتها أمر مرفوض يقوّض مهمة حفظ السلام، وتدعو السلطات اللبنانية إلى توفير الحماية لجنودها ومرافقتهم وضبط أي تحركات معادية . وجود على أساس الفصل الخامس يتأسس وجود اليونيفيل في لبنان على الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة (التسوية السلمية للنزاعات)، ما يعني أنها قوة غير قتالية تتطلب تعاون الأطراف واحترام سيادة الدولة. ويُبدي لبنان خشية من تحويل المهمة إلى الفصل السابع، ما يمنحها صلاحيات أوسع، وهو ما ترفضه بيروت قطعًا. كما تتحفظ دول كفرنسا وإيرلندا على هذا التغيير خشية تعريض جنودها لمواجهة عسكرية مباشرة. رغم ذلك، تدفع إسرائيل علنًا بهذا الاتجاه، مستفيدة من الدعم الأميركي ودورها الحاسم في تمويل المهمة (نحو 25% من كلفتها) . ومع استبعاد التحول إلى الفصل السابع في ظل التجاذبات الدولية، تُطرح بدائل لتعزيز فعالية اليونيفيل ضمن ولايتها الحالية، مثل خفض عدد القوات مقابل تزويدها بتقنيات متطورة، وزيادة الدوريات، ومراقبة المعابر لمنع تهريب السلاح. كما طُرح اقتراح بتقليص فترة التفويض إلى 6 أشهر بدل سنة، أو تفعيل "اللجنة الخماسية" التي أُنشئت بعد اتفاق وقف إطلاق النار نهاية 2024، والتي ترأسها الولايات المتحدة . المطلوب دوليًا، حسب مصادر دبلوماسية، هو جعل اليونيفيل أكثر فاعلية في مراقبة وتنفيذ القرار 1701، من دون اللجوء رسميًا إلى الفصل السابع. وإلى حين موعد التجديد، يعمل لبنان دبلوماسيًا على تأمين تمديد سلس يحفظ الاستقرار في الجنوب، فيما تستخدم واشنطن ملف التمديد كورقة ضغط لتحقيق هدفها الأبعد: ضبط سلاح حزب الله . ومن المرجّح أن يتم التجديد في نهاية المطاف، نظرًا لأن البديل -أي الفراغ الأمني أو انهيار ترتيبات 1701- غير مرغوب به من أحد. وهكذا، سيبقى تجديد تفويض اليونيفيل ميزانًا دقيقًا يعكس الصراع بين مطلب الهدوء ومطلب بسط سلطة الدولة. صراع لم تُحسم فصوله بعد في لبنان ما بعد حرب 2024 . المزيد من الضغط كشفت معلومات دبلوماسية لـ"المدن" أن التهديد بعدم التمديد يهدف إلى الضغط على لبنان للقبول بشروط أميركية وإسرائيلية تُفضي إلى سلام مفروض. وتوقفت المصادر عند تكرار الصدامات بين "الأهالي" واليونيفيل لتشير إلى أن القانون يفرض على القوات الدولية إعلام الجيش وتحقيق التنسيق. لكن اللافت، بحسب مصادر أمنية، أن قوتين فقط -الفرنسية والفنلندية- تنفذان دوريات من دون إشراك الجيش، ما يتسبّب بصدامات . وترى المصادر أن الضغوط لعدم التمديد قد لا تُثمر، لكن مهمة لبنان ستكون صعبة ومعقدة للغاية إذا لم تطرأ متغيرات، لأن نص التمديد سيخضع لنقاشات مفتوحة وقد يتعرّض لتعديلات لا يستطيع لبنان تحمّلها. وتخشى المصادر من أن يكون الهدف استبدال دور اليونيفيل بلجنة المراقبة، بحيث تتحول اليونيفيل إلى عضو فيها فقط . وتذهب مصادر سياسية إلى التساؤل عن موقف وزير الخارجية يوسف رجي إزاء هذه الضغوط، وعما إذا كان سيرضخ لها ويقبل بتعديل مهام القوات الدولية، ما قد يُوسّع دائرة المواجهة بينها وبين "الأهالي". الملف ما زال في بدايته، لكن الضغوط انطلقت فعليًا، وأصبح ملف اليونيفيل ضمن سلّة المطالب الدولية المطلوب من لبنان الالتزام بتنفيذها. فهل تنجح الدبلوماسية في معالجة هذا النزاع الجديد؟

حلّ مشكلة سلاح 'حزب الله' عند ولاية الفقيه
حلّ مشكلة سلاح 'حزب الله' عند ولاية الفقيه

الشرق الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الجزائرية

حلّ مشكلة سلاح 'حزب الله' عند ولاية الفقيه

كتب عوني الكعكي: صحيح أن العالم كله يطالب لبنان بنزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش اللبناني. والصحيح أيضاً، أن الجيش اللبناني قد قام بنزع كل سلاح للحزب في جنوب نهر الليطاني، وفكّك كل القواعد العسكرية والأنفاق حيث يمكن القول إنّ لبنان نفّذ القسم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين لبنان وإسرائيل والذي دخل حيّز التنفيذ في يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني (نوڤمبر) عام 2024. كل هذا صحيح، ولكن الأصح، أن إسرائيل تغتنم فرصة انتصارها على الحزب لتحقق المزيد من السيطرة على لبنان وعلى سوريا… والسؤال: ماذا عن الضربة التي وجهتها إسرائيل ليلة عيد الأضحى، مدّعية أن هناك مصنعاً لتصنيع مسيّرات في المكان الذي دمّرته أي في 9 أبنية، ليتبيّـن بعد أن قام الجيش اللبناني بعملية تفتيش في الأبنية التي تدّعي إسرائيل وجود مصنع لتصنيع المسيّرات فيها أن هذا كله كذب بكذب. طبعاً هذه ليست المرّة الأولى التي تكذب فيها إسرائيل، خصوصاً أن تاريخها قائم على الأكاذيب بدءاً بادعائها بأنّ أرض فلسطين تاريخياً هي لليهود وهي «أرض الميعاد». على كل حال، ليس الضغط الذي يمارس على لبنان هو من إسرائيل فقط، بل إن هناك ضغوطات من لبنان تمارس على رئيس الجمهورية وعلى رئيس الحكومة، إذ اتهما بأنهما يسايران «الحزب». الحقيقة أن موقف الرئيسين عون وسلام، هو موقف وطني ينطلق من مبدأ أن تنفيذ هذا الموضوع يجب أن يحل بطريقة حبّية، خصوصاً أن القوة في هذا الموضوع قد تؤدي الى حرب أهلية، وهذا ما يحرص الحكم على عدم حدوثه ويحاول الحكم تجنّبه. صحيح أيضاً أن الحزب يربط سحب السلاح بطلبين: أولاً: الانسحاب من 5 نقاط لا تزال إسرائيل تحتلها. ثانياً: تسليم الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل. ثالثاً: إعادة بناء ما هدّمته إسرائيل. المصيبة أن الدولة اللبنانية تعاني من أزمة مالية كبرى انعكست على المصارف التي كانت من أهم المصارف في العالم.. ولكن بسبب أنها استدانت من مصرف لبنان حوالى 95 مليار دولار، وهذه الأموال استدانتها الدولة عبر مصرف لبنان بموجب كتاب من الحكومة الى وزير المالية يطلب فيها تأمين مبلغ على سبيل المثال: 100 مليون دولار للكهرباء، والكتاب موجّه من وزير المالية الى حاكم مصرف لبنان الذي بدوره كان يصدر سندات خزينة بفوائد مغرية للحصول على المال. هذا جزء أساسي من الكارثة المالية التي عانى منها القطاع المصرفي ولا يزال يتحمّل تداعياتها. البند الثاني، أن الدولة تعاني عجزاً سنوياً في الموازنة منذ عام 1975، أيام كان الرئيس كميل شمعون وزيراً للمال. كل هذا أدّى الى انهيار القطاع المصرفي. أما المساعدات التي اعتاد لبنان على تسلمها فللأسف فإنّ الأمور تغيّرت والعالم لا يريد أن يساعد لبنان إلاّ بعد تسليم سلاح حزب الله. أمام عدم قدرة الدولة على المساعدة في إعادة إعمار ما هدمته إسرائيل في لبنان من ناحية، ومن ناحية ثانية عدم إعطاء لبنان أية مساعدات من الدول العربية ودول العالم، يقف النظام منتظراً أن تُفرج من مكان ما. قدّمنا هذا العرض، لا للدفاع عن حكامنا بل لنشرح الوضع الحقيقي لواقع الدولة. أمّا الذين يهدّدون ويتوعّدون، فنقول لهم: لا يُبنى البلد بالنكايات ولا بشعارات غير قابلة للتنفيذ… إنما يُبنى البلد بالتفاهم والتعاون بين الحكم وبين كل أطراف المجتمع في لبنان، والتوقف عن النظريات التي لا تفيد. كلمة أخيرة، هي أن كل ما قلناه ليس إلا أعذار، لأنّ الحقيقة أن نظام ولاية الفقيه هو الذي يمنع الحزب من تسليم السلاح، بل هو يربط موضوع السلاح بالمفاوضات الجارية على النووي الايراني ونتيجة المباحثات مع الولايات المتحدة.

سليمان: هل نحن فعلاً ماضون بعزم نحو تدمير كل شيء؟
سليمان: هل نحن فعلاً ماضون بعزم نحو تدمير كل شيء؟

الشرق الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الجزائرية

سليمان: هل نحن فعلاً ماضون بعزم نحو تدمير كل شيء؟

قال الرئيس ميشال سليمان في تصريح: 'لا يجوز لأي فرد أو جهة، كائنًا من كان، أن يُعرّض علاقات لبنان ومصالحه للخطر مع المجتمع الدولي، وخصوصًا مع الدول التي تُشارك بجنودها في قوات اليونيفيل، أو تلك التي تُسهم في تمويل هذه القوات بما يزيد عن 500 مليون دولار سنويًا'. وتأبع: 'لا أعتقد أن قيادة حزب الله عاجزة عن ضبط العناصر التي تقوم بأعمال غير مسؤولة. ورغم أن من واجب الدولة أن تتحرك وتحاسب المرتكبين، حتى لو كانوا يتخفّون خلف تسمية 'الأهالي'، أليس من الأجدر بالاهالي أن يحتضنوا هؤلاء الجنود، ويُظهروا لهم الودّ والاحترام وعرفان الجميل؟ وختم سليمان: 'هل نحن فعلاً ماضون بعزم نحو تدمير كل شيء؟ ألا يزال فينا من يستشعر حجم الخطر ويدرك أن الإنقاذ يبدأ بخطوة تعقل ومسؤولية؟'

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store