
عندما يتحوّل الحديد من علاج الى خطر... من هم الأكثر عرضة؟
يُعد الحديد من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم بكميات محددة، حيث يلعب دورًا محوريًا في إنتاج الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأوكسجين في الدم. ونظرًا لأهمية هذا المعدن، تُستخدم مكملات الحديد على نطاق واسع لعلاج نقص الحديد وفقر الدم الناتج عنه. غير أن تناول هذه المكملات لا يخلو من المخاطر، خصوصًا عندما يتم استخدامها بشكل عشوائي أو من قِبل فئات لا تحتاجها أساسًا. فما هي الحالات التي تتحول فيها مكملات الحديد من علاج مفيد إلى خطر صامت؟ ومن هي الفئات الأكثر عرضة للتضرر؟ وما هي التداعيات الصحية المرتبطة بذلك؟
تبدأ مكملات الحديد بفقدان فائدتها وتحوّلها إلى خطر عندما يتناولها الشخص من دون إشراف طبي أو عند تجاوز الجرعة الموصى بها. فالحديد، رغم ضرورته، لا يُطرح بسهولة من الجسم، بل يُخزَّن في الكبد والأعضاء الأخرى. وعند تراكم كميات زائدة منه، قد تحدث حالة تُعرف بـ فرط الحديد في الدم، وهي حالة يمكن أن تسبب تلفًا في الكبد، واضطرابات في القلب، ومشاكل هرمونية.
إضافة إلى ذلك، فإن الجسم لا يملك آلية فعالة للتخلص من الحديد الزائد، لذلك فإن الجرعات العالية من المكملات، خاصة تلك التي تُؤخذ لفترات طويلة، قد تؤدي إلى تسمم حاد أو مزمن، وتترافق هذه الحالات مع أعراض كالغثيان، التقيؤ، آلام البطن، والإمساك، وقد تصل في الحالات الشديدة إلى فشل في الأعضاء الحيوية أو حتى الوفاة، خصوصًا لدى الأطفال إذا تم تناول جرعة زائدة عن طريق الخطأ.
رغم أن مكملات الحديد تُعد مفيدة في العديد من الحالات، إلا أن استخدامها دون حاجة طبية واضحة قد يُعرّض بعض الفئات لمضاعفات صحية خطيرة. من بين هذه الفئات الأشخاص الذين لا يعانون من نقص في الحديد، إذ يعتقد بعضهم أن تناول المكملات قد يمنحهم طاقة إضافية أو يُحسّن صحتهم العامة، رغم غياب أي مؤشرات على وجود نقص فعلي، ما يُعرضهم لخطر تراكم الحديد في الجسم دون أي فائدة تُذكر. كذلك، يُعد المصابون بداء ترسّب الأصبغة الدموية، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات مفرطة من الحديد، من أكثر الفئات عرضة للتضرر، حيث قد يؤدي تناول مكملات الحديد في حالتهم إلى تفاقم المرض وتلف الأعضاء. كما أن الرضع والأطفال الصغار يُعتبرون من الفئات الأكثر حساسية تجاه الحديد الزائد، حيث يمكن أن تؤدي جرعة صغيرة نسبيًا إلى حدوث تسمم حاد ومضاعفات خطيرة خلال فترة قصيرة. وبالإضافة إلى ما سبق، يُواجه الأشخاص المصابون بأمراض الكبد أو الكلى مخاطر إضافية، نظرًا لضعف قدرة أجسامهم على تنظيم مستويات الحديد ومعالجته، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمضاعفات ناتجة عن فرط الحديد.
أخيراً، إنّ تناول مكملات الحديد دون وجود نقص فعلي في الجسم قد يؤدي إلى عدد من التداعيات الصحية. أولها الإجهاد التأكسدي، حيث تؤدي زيادة الحديد إلى تكوين جزيئات حرة تهاجم خلايا الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب. كما قد يُعاني البعض من اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك، والإسهال، وألم المعدة، إضافة إلى تغير لون البراز.
وقد يُؤثر الحديد الزائد على امتصاص معادن أخرى في الجسم مثل الزنك والنحاس، مما يؤدي إلى اختلال في التوازن الغذائي. وفي حالات نادرة، قد يسبب الحديد الزائد التهاب البنكرياس، أو يُحدث مشاكل في نبض القلب وضغط الدم نتيجة تأثيره على عضلة القلب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
حين يسرق الطنين راحة البال... لماذا لا يجب تجاهله؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد طنين الأذن حالة شائعة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويُعرَّف على أنه إدراك صوتٍ غير نابع من مصدر خارجي، مثل صفير، أزيز، طَنين أو خفقان، يسمعه المريض في أذن واحدة أو كلتا الأذنين. وعلى الرغم من أن هذه الحالة غالبا ما تكون مؤقتة وغير مقلقة، فإنها في بعض الأحيان قد تكون مؤشرا على مشكلات صحية أعمق تتطلب الانتباه الطبي العاجل. في أغلب الأحيان، يكون الطنين ناتجا عن التعرض للأصوات العالية، أو التقدم في العمر، أو تراكم الشمع داخل الأذن. كما قد يكون عرضا جانبيا لتناول بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية. وفي هذه الحالات، يكون الطنين عادة مؤقتا ويختفي مع مرور الوقت، أو بمجرد علاج السبب الأساسي. إلا أن هناك حالات يُعد فيها الطنين مؤشرا على مشكلة صحية أكثر خطورة. من أبرزها، وجود اضطرابات في الدورة الدموية أو أمراض في العصب السمعي، مثل ورم العصب السمعي، وهو نمو حميد في العصب الرابط بين الأذن والدماغ. كذلك، قد يكون الطنين الناتج عن خفقان يتزامن مع ضربات القلب، ويُعرف بـ"الطنين النابض"، علامة على وجود مشاكل في الأوعية الدموية، كارتفاع ضغط الدم أو تضيق الشرايين. كما يُعتبر الطنين مقلقا إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل فقدان السمع المفاجئ، أو الدوخة الشديدة، أو آلام في الأذن أو الرأس، أو إذا كان الطنين مستمرا ويؤثر في جودة الحياة، خاصةً النوم والتركيز. وفي هذه الحالات، يُنصح بمراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة أو اختصاصي الأعصاب لإجراء الفحوصات المناسبة، مثل تخطيط السمع أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد وجود أورام أو مشاكل عصبية. ولا يمكن تجاهل الجانب النفسي أيضا، إذ يُعتبر طنين الأذن المزمن أكثر من مجرد عرض جسدي، فهو حالة قد تتسلل إلى حياة المصاب وتؤثر على استقراره النفسي بشكل عميق. فمع مرور الوقت، وخصوصا عندما يفشل الشخص في العثور على تفسير طبي واضح أو علاج فعّال، قد يبدأ في الشعور بالعجز أو فقدان السيطرة، ما يفتح الباب أمام اضطرابات مثل القلق المزمن والتوتر وحتى الاكتئاب. وقد يشعر البعض بأن الطنين أشبه بسجنٍ داخلي، صوت دائم لا يهدأ ولا يرحم، يصاحبهم في كل لحظة ويعكر صفو نومهم وتركيزهم ونوعية حياتهم. لهذا السبب، لا بدّ أن يكون التقييم الطبي لحالة الطنين تقييما شاملا ومتكاملا، لا يقتصر على الفحوص السمعية والعضوية، بل يتوسّع ليشمل التقييم النفسي والعصبي، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أعراض مستمرة تؤثر في حياتهم اليومية. في كثير من الحالات، قد يساهم الدعم النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي، في تخفيف الشعور بالضيق الناتج عن الطنين، كما يمكن للتمارين الاسترخائية والتقنيات الذهنية المساعدة في إعادة تركيز الدماغ بعيدًا عن الصوت المزعج. ختاما، يمكن القول إن طنين الأذن ليس دائما مؤشرا على وجود خطر صحي جسيم، لكنه بالتأكيد لا يجب أن يُهمل، خاصة إذا طال أمده أو تزامن مع أعراض أخرى مثل الدوخة، ضعف السمع، أو الشعور بالضغط في الرأس. الكشف المبكر، والتشخيص الدقيق، والعلاج المتكامل الذي يشمل الجوانب العضوية والنفسية، هي مفاتيح التعامل الناجح مع هذه الحالة. لذا، لا تتردد في طلب الاستشارة الطبية المتخصصة، فكلما تدخلت مبكرا، زادت فرصك في التخفيف من الأعراض واستعادة نمط حياة أكثر راحة واستقرارا.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
التقبيل ممنوع حتى إشعار آخر!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حظر هنري السادس ملك إنجلترا في 15 تموز 1439 تبادل القبل. هذا الملك الذي عُرف بالمجنون، لم يفعل ذلك كرها لهذه الطريقة في التعبير عن المودة أو الخضوع والإجلال، بل اتقاء للطاعون. بإيعاز من الملك، أصدر برلمان البلاد مرسوما منع التقبيل، بما في ذلك تقبيل خاتم الملك كما جرت العادة. الحظر طُبق في ذلك الوقت على جميع الرعايا من دون استثناء. المرسوم الملكي استهدف بالدرجة الأولى التقبيل العلني بما في ذلك للتحية وفي سياق الطقوس الدينية ومظاهر الولاء الاجتماعي، إلا أنه لم يحظر صراحة الممارسات الشخصية الخاصة مثل تبادل القبلات العائلية. تفشي الطاعون في موجة قاتلة في أوروبا بين عامي 1348 إلى 1350 وطال بريطانيا لأول مرة ما أسفر عن هلاك ما بين 30 إلى 50 بالمئة من سكان البلاد. موجة تفشي حادة للوباء عادت بقوة عامي 1438 و1439، وتفاقمت بسبب مجاعة كبرى حثت عام 1438، أضعفت أجهزة المناعة لدى الناس بسبب سوء التغذية وجعلتهم أكثر عرضة لخطر الوباء الفتاك. كانت إنكلترا علاوة على ذلك تمر بمرحلة عدم استقرار سياسي وضعف نتيجة تورطها في حرب المئة عام مع فرنسا. كانت الموارد شحيحة وكانت قيادة هنري السادس وكان صبيا في سن 17 عاما تتسم بالضعف والاعتماد كليا على المستشارين من رجال الدين. قرر الملك هنري السادس ومستشاروه تعويض النقص في المعرفة الطبية بالخبرة. كانوا يدركون بشكل جيد أن المرض ينتقل من شخص إلى آخر، ولذلك لجأوا في مقاومة الموت الأسود والوقاية منه إلى التباعد الاجتماعي، الأسلوب الذي عرفه سكان الأرض بشكل واسع أثناء تفشي وباء الفيروس التاجي. التقبيل في القرن الخامس عشر كان شائعا في أوروبا مثل المصافحة. كان الجميع يقبل الجميع رجالا ونساء. وكان ذلك طريقة مثالية لنشر العدوى. هنري "المجنون" في مواجهة تلك الكارثة كان ذكيا بما يكفي ليدرك أن أولئك الذين اقتربوا من المصابين سرعان ما انتقل الوباء إليهم. هنري السادس عُرف بـ"الملك المجنون" بعد أن دخل عام 1453 في حالة من الذهول وعدم الاستقرار النفسي لمدة 18 شهرا. بعض المؤرخين يعتقدون أنه كان يعاني من مرض انفصام الشخصية الحاد. لم يكن من السهل إجبار سكان إنكلترا على الامتثال لحظر التقبيل أمام الملأ. لم يستطع هنري وضع حراس في كل مدينة لفرض النظام وضمان الالتزام بهذا القرار. في نفس الوقت لا توجد دلائل على رفض سكان البلاد الامتثال للحظر ولا أنهم اتبعوه بدقة. المؤكد أن القرار طبق بحزم في عائلة الملك وبين حاشيته. قانون حظر التقبيل سرى تحت طائلة العقوبات شملت دفع غرامات أو التعرض إلى تشهير علني، لكن السلطات بمختلف مستوياتها كانت تفتقر إلى الموارد اللازمة لفرض رقابة قاعلة، لهذا السبب مرت معظم الانتهاكات من دون رادع. مع ذلك كان الحظر بلا شك مفيدا، وكان السبب في إنقاذ حياة الكثيرين على الرغم من أن البعض لم يدرك ذلك بسبب استيائه العميق لحرمانه من تبادل القُبل. جرى حظر التقبيل في العلن قبل ذلك في القرن الأول الميلادي في عهد الإمبراطورية الرومانية، حين منع الإمبراطور تيبيريوس رعاياه من تقبيل بعضهم في الفم أثناء تفشي عدوى الهربس. هذه الحادثة تعد أحد أقدم حالات حظر التقبيل لدواع صحية. أما الأحدث من هذا النوع من الحظر فقد جرى في إيرلندا عام 2020 على خلفية تفشي وباء الفيروس التاجي. تم إيقاف تقبيل "حجر بلارني"، لأول مرة منذ 600 عام. تقبيل هذا الحجر تقليد شائع منذ القرن لخامس عشر ويُعتقد أنه يمنح موهبة البلاغة.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
فيروس الهربس قد يكون وراء ألزهايمر!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في تطور طبي مثير للجدل والأمل في آنٍ واحد، كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة محتملة بين عدوى شائعة تصيب البشر وارتفاع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعا وتعقيدا في العالم. هذا الاكتشاف قد يُحدث تحولًا في فهمنا لأسباب المرض ويفتح آفاقًا جديدة نحو الوقاية والعلاج. تشير الدراسة، التي أُجريت في عدد من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة، إلى أن فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، وهو الفيروس المسؤول عن قرحات البرد والذي يُصاب به أكثر من نصف سكان العالم، قد يكون له دور في تحفيز التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض ألزهايمر. ووفقا للباحثين، فإن الأشخاص الذين يحملون هذا الفيروس ويعانون من ضعف في جهاز المناعة أو عوامل وراثية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لاحقًا في حياتهم. ويستند هذا الربط إلى تحليلات أُجريت على أنسجة دماغية لأشخاص توفّوا بعد إصابتهم بألزهايمر، حيث وُجدت آثار للفيروس في مناطق من الدماغ ترتبط عادة بتكوين اللويحات النشوانية، وهي التراكمات البروتينية السامة التي تُعد من العلامات المميزة للمرض. كما أظهرت تجارب مخبرية أن إعادة تنشيط الفيروس قد يؤدي إلى تسارع تكوّن هذه اللويحات، مما يُعزز الفرضية القائلة بأن العدوى قد تكون محفّزًا لبدء أو تسريع المرض. ورغم أن هذا الربط لا يعني بالضرورة أن فيروس الهربس هو السبب المباشر لألزهايمر، إلا أنه يعكس احتمال وجود علاقة تداخل بين الجهاز المناعي، والعدوى الفيروسية، والتدهور العصبي. ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات الطولية لتحديد ما إذا كان منع أو علاج هذه العدوى يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمرض أو يؤخّر ظهوره. هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام التفكير في وسائل وقائية جديدة، مثل تطوير لقاحات مضادة للفيروس أو استخدام أدوية مضادة للفيروسات على المدى الطويل لدى الفئات المعرضة للخطر. كما يعزز أهمية فهم تأثيرات العدوى الفيروسية المزمنة في صحة الدماغ مع التقدم في العمر، خاصة في ظل تزايد معدلات الإصابة بألزهايمر عالميًا. ومن الجدير بالذكر أن مرض ألزهايمر لا يزال من الأمراض التي لا تملك علاجا شافيا حتى اليوم، وتُعد الوقاية والاكتشاف المبكر من أفضل الاستراتيجيات لمواجهته. وإذا ما تم إثبات هذه الصلة علميا بشكل قاطع، فقد يمثل ذلك خطوة كبيرة نحو تقليل عبء هذا المرض الذي يؤثر في ملايين العائلات حول العالم. إلى ذلك، يُعد هذا الاكتشاف خطوة واعدة في طريق طويل لفهم أكثر شمولًا لأسباب ألزهايمر. وبينما لا تزال الصورة غير مكتملة، فإن الربط بين عدوى شائعة كالهربس البسيط وتدهور الوظائف العقلية يسلّط الضوء على أهمية الوقاية من العدوى، والحفاظ على صحة الجهاز المناعي، ومتابعة البحوث العلمية التي قد تغيّر مستقبل الرعاية العصبية في العالم.