
محمد عبد الجبار الزبن : أُذُنٌ من طين (و) عين لا ترى الطحين ((وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ))
توطئة:
الأردنّ.. بلد تنمو فيه الكرامة، ويتغذى أهله على العزّة، ويسيرون في (طريق الملوك) الذي يحدثنا عن حضارة الأنباط جنوبيّ الأردنّ إلى شماله، وعلى شيمة الكرم ترعرع أبناؤنا آخذين تراث السخاء من آبائهم وأجدادهم، ومن الكرم أنهم يقدمون المعروف، ولا ينتظرون الشكر على المعروف، وهذا خُلُقٌ من أخلاق الكرام عندهم معروف.
هكذا تربينا في الأردنّ.. وقد أكرمنا الله تعالى في العصر الحديث ببناء دولة مُحكمة حكيمة، كانت قيادتها الهاشمية من سلالة النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، فتكاتف الأردنيون لبناء هذا الصرح الجميل، أعلاه كأدناه، وداخله كخارجه، كلّه لا يعرف سوى العطاء والتفاني، حتى أصبح الأردنّ ملاذا لكلّ من أراد الأمان، في زمن قلَّ فيه الأمان ومعانيه، والوفاء ومبانيه، وسيبقى الأردنّ والأردنيون، يتعاملون بناء على تعليمات دينهم، ومبادئهم وعاداتهم وسجياتهم النبيلة، وما يمليه عليهم ضميرُهم الإنسانيّ، الذي لو نطق لقال: نشامى.. وربِّ الكعبة.
وهنا..
ينبغي للشريف أن يكون شريفا في مهنته، شريفا في قولته، شريفا في نقله للأخبار، شريفا في حكمه على الآخرين، أمّا أن يدّعي أحدهم أنه شريفا في قومه، ويأتي بكلمة شرّ تصنع فتنةً تجلبُ الشرر، والفتنة نار لا تبقي ولا تذر، وهي نذير شؤم للبشر، فأّيُّ شيء يصنعه من يدعي على النبلاء، ويتهمهم أنهم على مقام الكرامة دخلاء!!. لقد خاب وخسر، من صنع الفتنة وأوقد أُوارها، وأشعل نارَها.. ولكن.. أنّى لهم: ((فاللهُ خيرٌ حافِظًا وهو أَرحمُ الرَّاحمين)).
اليوم وفي خضمّ النزاع الذي يخوضه أهلُ الحقّ ومن ساندهم، وأهلُ الباطلِ ومن ناولهم وعاونهم، نجدُ أنّ بعضَ وسائل الإعلام، لا تتورّع عن نقل الصورة التي تتلاءم ومبادئ حامل الميكريفون، فتراهم يغلّبون الشهرة والاشتهار، على حساب الجوعى والمرضى من الصغار والكبار، وإنه من المؤسف تماما، أن نرى من يُنكر جهودا مضنية تبذلها بلاد وهيئات وشعوب، وتسليط الضوء على أقلّ القليل ممن يقدمه فلان أو فلان.
نعم.. إنّ الشكر موصول لكلّ من قدّم أو يقدم للإنسانية عموما، ولأهلنا في غزّة خصوصا، ولو كان الذي قدّمه أقلّ القليل، ولكن.. أن ينكر أحدهم ما قدّمه ويقدّمه الأردنّ من عطاء ودعم وجهود وصلت الليل بالنهار وواصلت التفاني بسهر الأيام والليالي، ولم يلبث الأردنّ: (قيادة وحكومة وشعبا) منذ اللحظة الأولى بتنبيه العالم لخطورة ما يجري، وأتبع التنبيه بتعب العين والجسد، والأردنّ يسعى حثيثا لمنع إراقة الدماء، ووقف النزيف والأشلاء... إلى آخر ما قدم، فمن يقدر على شكرك يا أردنّ إلا الله ربّ العزّة الذي وهبك كلّ هذه القدرات لتقدم ما قدّمت.
إنه الأردنّ..
لم ينتظر من أحدٍ الشكرانَ على ما قدّم ويقدّم، لكننا نأسف حينما يقابَل المعروف بالنكرانِ. إلا أنّ شمسَ العطاء لا يغطيها غربالُ ناعقٍ، ولا يمنع إشراقَتها كلمة يتفوه بها مغرض لا يحبّ إلا نفسَه، له أذن من طين لا يسمع كلمات الأردنّ ونداءاته التي يسمعها القاصي والداني، وله عينٌ لا يرى فيها كلَّ هذا التفاني من الأردنّ لحقن داء الأبرياء، فهو يرى حبة العدس من غير الأردنّ (مشكور من أرسلها) لأنها ترضيه، ولا يرى قوافل الطحين (من الأردنّ) لأنها لا ترضيه.
والسؤال: هل أهل غزّة بحاجة إلى (الشّو) أم إلى الأقوال التي تصنع الأفعال ويسطرها الأبطال؟ وهل أهل غزّة اليوم بحاجة إلى المسابقة للظهور أم هم بحاجة إلى مستشفيات ميدانية تخفف عنهم العناء وأطباء يتفانون لأجل تحقيق الشفاء؟ وهل أهل غزّة بحاجة إلى جعجعة من غير طحين أم إلى نداءات الحكماء والقادة أمام العالم ليتحرّك لإنقاذ غزة وأهل غزة؟.
ليس أمام هذه السؤالات المهمة، سوى قول الله تعالى: ((وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)) الآية. وبالسلام على أهل الخير نختم الكلام. حفظك الله يا أردنّ لتبقى ملاذا للكلمة الطيبة الصادقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 25 دقائق
- أخبارنا
د. بكر خازر المجالي : لماذا في هذا العالم الاستهداف فقط لسفارات الاردن وسفارات العدو؟
أخبارنا : سؤال يطرح نفسه : كيف يتساوى العدوان لاسرائيل مع العدوان على الاردن ؟ والاردن عبر تاريخه تعرضت سفاراته الخارجية للهجوم واغتيال او جرح الديبلوماسيين بلا هوادة ، وتعرضت حتى طائراته للعدوان والتفجير من بني جلدتنا ، كل هذا في الخارج ، ولا توجد دولة في العالم اغتيل منها ملك ورئيسي وزارة خلال عشرين سنة فقط من عام 1951 – 1971 . وتستمر الحملات الكلامية والفيسبوكية وبكل وسائل التواصل بقسوة تستهدف الاردن ، هل سيرضى هؤلاء بأن يوقف الاردن سيل مساعداته الى غزة ؟ ربما يرضون إن الغى الاردن الوصاية الهاشمية ؟ أو سيكونون أكثر مرحا إن توقف عن دعم القدس منبرا وقبة ومسجدا . أو أعلن أننا لم نقاتل في معركة الكرامة ، وحين تبسيط المعادلة : فان هؤلاء قد التقوا مع اهداف العدو تماما ، ولكن الاردن قيادة وشعبا يصمد وهو يتذكر كم أغلقت حدوده وأقفلت سماؤه ، وفجرت فنادقه ولكن الاردن يستمر بواجبه الانساني العروبي الهاشمي لا يوقف قوافل المساعدات لاهلنا في غزة ، ولا انزال المساعدات جوا ولا تتوقف مستشفياته عن العمل في تقديم العون للجرحى وغيرهم . ولا تتوقف الديبلوماسية الاردنية بكل قواها وتأثيرها عن نصرة الحق الفلسطيني وحقه المشروع في الدولة الكاملة المستقلة القابلة للحياه على ترابه الوطني الفلسطيني . وللاردن قيم ومبادئ تسمو فوق كل جراح ، وتستصغر أي نباح ، وصف احد الصحفيين الاجانب التسامح الهاشمي بقوله : إن التسامح بحد ذاته لا يقبل هذا الكم من التسامح الهاشمي ، بمعنى أنه تسامح فاق التسامح ذاته . وكل من طعن واساء للاردن ولرموزه وتراثياته هو بيننا في مراتب افضل من ابناء الوطن . سياسة وطنية اردنية حكيمة تتمثل الآية الكريمة "قال الله سبحانه وتعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ،الله غَفُورٌ شَكُورٌ (صدق الله العظيم).


أخبارنا
منذ 26 دقائق
- أخبارنا
خلدون ذيب النعيي : التشكيك والشخصنة والنقد الهدام
أخبارنا : في الوقت الذي يواجه فيه الوطن وقضايا الامة تحديات كبيرة ومفصلية في ظل استمرار حرب الابادة والتهجير الاسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وبيان العجز الدولي في المواجهة الحقيقية لخطط جوقة التطرف في تل ابيب، يبرز لنا من ابناء جلدتنا من يواجهون الآراء المختلفة بالتشكيك من خلال نسخ الروايات والمواقف الوهمية فضلاً عن التركيز على الاشخاص وحياتهم الخاصة او حركاتهم العفوية بعيداً للاستماع المثمر للراي ومن ثم نقده ايجاباً او سلباً، نعي جيداً ان من يعتلي موقعاً رسمياً يضع نفسه في مرمى النقد الدائم بما يقدمه في الوظيفة وتعاطيه مع احتياجات حياة المواطن واهتماماته المباشرة، ولكن ان يتخذ هذا النقد نهج التشكيك الدائم لسبب او لآخر او الخوض بالحياة الشخصية الخاصة فهو النقد الهدام بعينه حقداً كان ام غباءاً، فضلاً عن دوره في بث بذور التفرقة وشق الصف في هذا الوقت. في لقائه الاخير مع الاعلاميين اكد جلالة الملك عبدالله الثاني على اهمية صون حق ابداء الرأي في مختلف المواضيع طالماً كان ذلك تحت سقف القانون ووفق ثوابت الدولة الاردنية، وبالتالي يبرز هنا الدور الذي يمثله الاعلام وفق رؤية جلالته في اثراء تنويع الآراء والتي تساهم كمخزون مهم لصاحب القرار يساعده في عمله، ولكن في اللحظة الذي يدخل فيها المشككون والمشخصنون كذباب الكتروني يعمل على التأليب الاعمى وقلب الحقائق واشغال العقول باختلاق المعارك الفارغة والنقاشات العقيمة فأن الفضاء الاعلامي يغدو وقتها معول هدم اكثر منه اداة بناء وحشد مجتمعي ووطني لما فيه الخير، وبالتالي يفقد الاعلام دوره الحقيقي في بناء الاوطان وتثقيف وتوعية الانسان. وهنا لم يستهدف هذا التشكيك والشخصنة اصحاب الراي بل وصلت لعمل المؤسسات الوطنية المختلفة مثل القطاعات الطبية والتعليمية كمقدرات وطنية يُفتخر بها في وطن بناه أبناؤه رغم قلة الموارد المادية وضعف الامكانات فكانت قصة نجاح بين اشقائه العرب، فتصيد الهفوات البسيطة وتضخيمها والتي تلازم عادة كل عمل ناجح فضلاً عن نسج الاخبار او تأويلها بسلبية سيكون له انعكاساته الداخلية فضلاً عن دوره الخارجي في استهداف السمعة المميزة التي بناها الاردنيون لوطنهم في مختلف الميادين، فالحياة بتجاربها تدل ان البناء المميز الذي استغرق جهد اعوام كثيرة لا يحتاج الا ثواني معدودة لهدمه، حمى الله الأردن من كل مستهدف حاقد ومردد غبي. البعض يؤكد في نقده الغبي هنا انه تجسيد حقيقي لمن تدله على وجود القمر وتحدثه عن جماله وهو يكتفي بالنظر لأصبعك، وليس بعيداً عنه ذلك الحاقد في تبنيه مقولة ان القصة ليست قصة رمانة بقدر ماهي قلوب مليانة..!!، وهنا اثبتت التجارب انه لا فرق بين الجهل بغبائه والقصد بحقده عندما يتعلق الأمر بخيمة الوطن التي يعيش بكنفها الجميع بالنظر ان نتائج ذلك لا تستثني احد، هي رسالة لتقوى الله في وطن يحتضننا وكف القلم واللسان عن استهداف الاخرين فعذاب «الويل» توعد الله تعالى في كتابه الكريم به المطفف الذي يستهدف أموال الناس وتوعد أيضاً من يستهدف سمعتهم ويلمزهم.


أخبارنا
منذ 26 دقائق
- أخبارنا
ديما الفاعوري : تعديل وزاري واسع
أخبارنا : نجحت حكومة الدكتور جعفر حسان في إسماع صوت الشارع إلى أعلى مستويات القرار، إذ عبّر 72% من الأردنيين عن ثقتهم باتجاهات العمل الحكومي، بحسب استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية،. هذه النسبة العالية تؤكد قدرة الحكومة على التقاط نبض المواطن، وتوجيه جهودها نحو تلبية الحاجات الملحّة. كما أولت الحكومة أولوية واضحة لموضوع فرص العمل، الذي احتل المرتبة الأولى في اهتمامات الأردنيين بنسبة 49%. تجسّد ذلك في المبادرات التي أُطلقت أخيراً لتشجيع الشركات على التوظيف ودعم مشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة. مسؤولون في مكتب رئاسة الوزراء أكّدوا أنّ التعديل الوزاري المرتقب سيعزّز هذه الرؤية من خلال استقطاب كوادر ذات خبرة في سوق العمل والتنمية الاقتصادية. إن تحسّن مؤشرات الرأي العام تجاه الإجراءات الاقتصادية للسلطة التنفيذية جاء متوازناً مع تقييم إيجابي لقرارات أخرى، كمبادرة تخفيض الضريبة على سيارات الركوب التي سمعتها 72% من العينة، ورآى 52% أنّها تصب في مصلحة المواطنين. هذه الخطوات العملية تعزّز ثقة الناس في جدوى سياسات الحكومة وتبرز حرصها على إسقاط الحواجز المالية أمام الأسر الأردنية. في المجال السياسي، دعمت 58% من العينة قرار حل المجالس البلدية وتعيين لجان إدارية مؤقتة. هذا الدعم يشير إلى قبول واسع للتوجهات الإدارية الاستثنائية حين تبرّرها مصلحة الوطن، ويعكس قدرة قيادة الحكومة على توظيف أدوات التشريع والتنفيذ لبث الاستقرار الحكومي المحلي. يسير هذا الفهم مواكباً للاستعداد المبكر للانتخابات المحلية المقبلة، حيث أعلن 58% نيتهم المشاركة بالتأكيد أو على الأرجح، مما يؤكّد تنامٍ في الوعي المدني. على الصعيد الأمني، نال الأردن رضا 97% من الأردنيين حول مستوى الأمن الداخلي، بينها 57% أشادوا بكامل الاستقرار. هذا الإنجاز يعزز القاعدة الشعبية للحكومة ويخلق بيئة مواتية للاستثمارات ومشاريع التحديث، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الإقليمية التي رأى 57% أنّها متأزمة في المحيط. بذلك يتضح أنّ استجابة الحكومة لعدّة ملفات من الحماية المدنية إلى جهود التطوير الدفاعي التي أيده 91% قد رسّخت موقعها كشريك رئيسي في حفظ الأمان وحماية مكتسبات البلاد. ونجحت إدارة الدكتور حسّان في صناعة توازن بين الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. تعديل وزاري سيشمل حوالى ثلث مجلس الوزراء ونصف فريق التحديث، بمحورية دعم مسيرة الرؤية الاقتصادية الوطنية وتنفيذ برنامجها التنفيذي الثاني. هذا التغيير المتوقع يعكس تسارعاً في وتيرة العمل واستجابة متجددة للتحديات. إن فريق رئيس الوزراء يخطو بثقة نحو محطات فاصلة في خارطة التنمية الأردنية مترجمًا توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حقظه الله بضرورة تحقيق الاصلاحات لتغزيز النهوض في البلاد ومواكبة التطورات، لذا نستطيع القول أن الاستطلاع لا يكشف رقمياً فقط عن توجّه المواطنين الإيجابي، وإنما يؤشر إلى رصيدٍ متنامٍ من الدعم الشعبي الذي يمكن للحكومة استثماره في بناء جسور متينة مع الشارع، وتنفيذ مشاريع تضع مصلحة الأردنيين في عمق الأولويات.