
الديهي بعد أنباء عن وجود وفد لحماس في القاهرة: 'لا تزايدوا على مصر'
وقال 'الديهي'، خلال تقديم برنامجه 'بالورقة والقلم' المذاع عبر فضائية 'TeN'، مساء الاثنين، 'مصر دولة محترمة، ولا تستحق منكم إلا الشكر، لا تزايدوا على مصر، فالذي صبرنا هو ملح الأرض والشعب الفلسطيني. القضية الفلسطينية في خطر لأنكم اختزلتموها في معبر رفح، لكن على العموم نتمنى أن يوفقكم الله'.
وعرض خلال برنامجه تقارير إعلامية تم تداولها خلال الساعات الماضية، تناولت شخصية عز الدين الحداد، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يُقال إنه قام بعزل قيادة الحركة الخارجية ويستعد لما وصف بـ'المعركة الأخيرة'، معتبرًا أن بعض التقارير تصوره كمن يتعامل مع قيادات حماس كـ'زينة وعرائس ماريونيت' يحركها كيف يشاء.
كما استعرض الديهي تقارير أخرى تناولت ما وُصف بخطة إسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه، مشيرًا إلى أن بعض هذه التحليلات قد تكون مجرد مناورة للضغط على حماس من أجل تسريع عملية الإفراج عن الأسرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ 21 دقائق
- النهار المصرية
هل تُصبح المدينة الإنسانية بغزة إعادة إنتاج لفكرة الجيتو؟
بين الحين والآخر، تطل دولة الاحتلال الإسرائيلي على الإعلام بمُسميات ومُقترحات تحاول من خلالها تغليف فكرة ابتلاع غزة في إطار قانوني أو أخلاقي، رغم كل المحاولات المُستميتة التي تُنفذها من أجل إحياء فكرة التهجير وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، من خلال سياسات متعددة كالتجويع والحصار والحرب والقتل التي يستهدف عمداً النساء والأطفال في المقدمة. خطة جديد قدّمتها إسرائيل لإعادة مخطط التهجير القسري لسكان القطاع والذي أجهضته الدولة المصرية، ولكن بشكل جديد تحت غطاء «المدينة الإنسانية» في جنوب قطاع غزة وعلى مقربة من الحدود المصرية، تقوم على إنشاء منطقة محصورة جنوب القطاع وتحديدًا في منطقة المواصي غرب مدينة رفح الفلسطينية، بزعم أنها مكان آمن لإيواء المدنيين، وهي منطقة مغلقة بمدينة رفح الفلسطينية بين محوري موراغ وفيلادلفيا جنوبي القطاع. وفق التقارير الإعلامية والإسرائيلية، تستهدف بداية نقل نحو 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى، مع إقامة 4 مراكز لتوزيع المساعدات وتديرها منظمات دولية، وسيخضع السكان لعمليات تدقيق أمنية بهدف التأكد من عدم انتمائهم لحركة حماس، وبمجرد دخولهم المنطقة لن يُسمح لهم بالمغادرة. بهذه الآلية، فجر الدكتور محمد حربي، من المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، مفاجأة كُبرى، مفاداها أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تُعيد إحياء جريمة ومعاناة اتخذتها لأكثر من قرن كضحية لهما ولكن هذه المرة على شعب فلسطين، فبدلًا من أن يكون الجيتو درسًا ورمزًا لعدم التكرار أصبح أداة جاهزة بيد من يدعي أنه ضحية له، وإعماله على سكان قطاع غزة، فيعيد ضحية الجيتو نفس أدواته ضد شعب آخر، والفارق أن ذلك الشعب هو صاحب الأرض. واعتبر «حربي» بحسب تحليله، مشروع المدينة الإنسانية المزمع إقامته جنوب رفح الفلسطينية أحد النماذج المستحدثة لسياسات الجيتو، إلا أنها ألصقت بها كلمة «الإنسانية» للهروب من المساءلة أمام المجتمع الدولي، غير أنها تتميز عن الجيتو في أنها تؤسس لواقع ديموغرافي جديد بالقوة وما تنتهكه من حق السكان الأصليين للسيادة على أرضهم وحقهم في العيش بسلام، فكلاهما يهدف للاضطهاد والتهجير والنقل القسري للسكان، وكلاهما ينتهكان القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. ترجع أصول كلمة جيتو إلى مدينة البندقية في إيطاليا، حيث أصدرت السلطات مرسومًا عام 1516 يقضي بعزل السكان اليهود في حي محدد داخل المدينة، وأُجبروا على العيش فيه، والدخول إليه والخروج منه وفق شروط صارمة، وقد سُمّي هذا الحي بـجيتو نوفو «Ghetto Nuovo» ومن هنا بدأ مصطلح الجيتو كتسميه جغرافية لاسم مكان إلى أن أصبحت رمزًا للعزل والتمييز العنصري. تُعيد دولة الاحتلال الإسرائيلي إحياء جريمة ومعاناة اتخذتها لأكثر من قرن كضحية لهما ولكن هذه المرة على شعب فلسطين، فبدلًا من أن يكون الجيتو درسًا ورمزًا لعدم التكرار أصبح أداة جاهزة بيد من يدعي أنه ضحية له، وإعماله على سكان قطاع غزة، فيعيد ضحية الجيتو نفس أدواته ضد شعب آخر، والفارق أن ذلك الشعب هو صاحب الأرض، بحسب تحليل الدكتور محمد حربي، موضحاً أنه من أكثر المفارقات المأساوية في التاريخ المعاصر أن تتحوّل جماعة تؤكد في كل المحافل الدولية على مر التاريخ أنها عانت من أبشع أشكال العزل والتهميش إلى فاعل يعيد إنتاج نفس النمط من الجرائم على حساب شعب آخر. وأكد الدكتور محمد حربي، أن جيتو وارسو شكّل رمزًا عالميًا للاضطهاد والعزل العنصري، واليوم تمارس إسرائيل الدولة التي تأسست على أنقاض تلك الكارثة سياسات متطابقة في قطاع غزة من خلال مقترحات المدينة الإنسانية، والتي تُخفي خلف اسمها المضلل مشروعًا لعزل الفلسطينيين ديموغرافيًا، وتجريدهم من حقوقهم الأساسية بذريعة الحماية الإنسانية، فالمدينة الإنسانية المقترحة تؤكد على إعادة إحياء ذات المنطق الإقصائي لكن بلغة جديدة. كلا النموذجين «المدينة الإنسانية والجيتو» يُجمع السكان داخل منطقة محدودة ومحاصرة تحت دعوى الحماية أو التنظيم بينما تُدار هذه المنطقة أمنيًا من قبل الجهة المسيطرة، ويُحرم السكان فعليًا من حرية التنقل، والوصول للخدمات المستقلة والارتباط الجغرافي ببقية وطنهم. ففي وارسو، أُغلقت الجيتوات بأسوار، وعُزل سكانها عن بقية المجتمع تمهيدًا لنقلهم إلى معسكرات الإبادة، أما في غزة فالمدينة الإنسانية ستُقام في منطقة منفصلة جغرافيًا عن بقية القطاع، معززة بحواجز أمنية، وتُدار عبر تنسيق أمني خارجي، ما يُثير شبهة استخدامها كأداة لتكريس التهجير الداخلي القسري الدائم وفصل ديمغرافي مقصود أو الضغط للخروج خارج حدود الدولة في اتجاه الدولة المصرية. ذلك الأمر الذي أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت لصحيفة «الجارديان» البريطانية، موضحاً أن المدينة الإنسانية ستكون معسكر اعتقال، وأن إجبار الفلسطينيين على دخولها سيكون بمثابة تطهير عرقي، مؤكداً أن إسرائيل ترتكب بالفعل جرائم حرب في غزة والضفة الغربية، وأن بناء المخيم سيمثل تصعيدًا، معتبرا أن الغضب من إسرائيل بسبب حرب غزة لا يعود فقط إلى معاداة السامية. وأكد أنها معسكر اعتقال فبمجرد دخول الفلسطينيين، لن يُسمح لهم بالمغادرة إلا للذهاب إلى دول أخرى.


مصراوي
منذ 21 دقائق
- مصراوي
مفتي القدس: مصر سند للقضية الفلسطينية منذ النكبة
أ ش أ أكد مفتي القدس، محمد أحمد حسين، أن الدور المصري كبير في رعاية القضية الفلسطينية، والوقوف معها في جميع الأوقات، مشيرا إلى أن مصر قدمت الكثير والكثير للقضية الفلسطينية منذ النكبة الفلسطينية 1948 وحتى اليوم، وهي لا زالت تقف مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية بكل ما أوتيت من قوة في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية. وقال مفتي القدس في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، إن إصرار مصر على منع تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو موقف عظيم ومقدر لأنها تعمل لأن يبقى الشعب الفلسطيني في أرضه، وأن تحقق لهذا الشعب مطالبه المشروعة بإقامة الدولة والحرية وتقرير المصير. وأضاف أن الشعب الفلسطيني يتعرض لظلم كبير، مطالبا العالم بأن يقف مع القضية الفلسطينية، قائلا "آن الأوان لأن يكون للشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال ورحيل الاحتلال عن هذا الشعب حتى يمارس كافة حقوقه المشروعة فوق تراب أرضه، وأن يكون كسائر شعوب العالم حرا كريما صاحب كلمة وصاحب سيادة في أرضه ووطنه". وأوضح أن حرمان الخطيب من الخطبة في المسجد الأقصى المبارك هي رسالة لتخويف العلماء وترهيبهم لكن هذا لن يثني العلماء أبدا عن أداء دورهم في فلسطين والمسجد الأقصى وفي سائر الأرض الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الصابر والمرابط والصامد والذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون حارسا أمينا للقدس ومقدساتها وسائر الأراضي الفلسطينية. وحول المؤتمر الدولي العاشر لدار الإفتاء، أكد مفتي القدس أهمية عنوان المؤتمر "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" لأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان بمعنى أن هناك أشياء مستجدة لابد من بحث الحكم الشرعي فيها ثم تطويع هذه الأدوات الحديثة وهذه الصناعة التي صنعها الإنسان الذي جعله الله عز وجل خليفه هذه الأرض وتطويرها لنستفيد منها في خدمة الدعوة الإسلامية والشرع الإسلامي وبيان الأحكام الشرعية وفق المقتضيات التي تقتضيها الشريعة الإسلامية ومآلات الأمور.


وضوح
منذ 21 دقائق
- وضوح
الأوهام الكبرى في الحركة الصهيونّية
بقلم / أ.د. مصطفى رجب* منذ تنظيم الحركة الصهيونية تنظيماً عملياً أواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، سعت الدعاية الصهيونية إلى أن ترسخ ثلاث أكاذيب أصبحت كالمسلمات التي تحرك الفكر الاستراتيجي الصهيوني على مختلف مساراته: السياسية، الاقتصادية، للاجتماعية، التربوية، والإعلامية. وتتمثل تلك الأكاذيب في:- 1- فلسطين هي أرض الميعاد. 2- اليهود هم شعب الله المختار. 3- العرق اليهودي أسمى من بقية الأعراق البشرية. وهذه الأكاذيب ليست قديمة قدم الديانة اليهودية، لكنها ولدت ونمت خلال القرن التاسع عشر على أيدي نفر من الصهاينة الأوائل الذين ابتدعوا مفهوم ( الصهيونية ) وحوّلوه إلى أيدولوجية تجتمع حولها طوائف اليهود المشتتين – آنذاك – في أنحاء العالم كافة. ومنهم : موسى هس، والحاخام إلكالاي، والحاخام زفاي هيشر، ثم المؤسس الحقيقي لحركة تسييس الصهيونية ثيودور هرتزل. واستمر الترويج لتلك الأكاذيب عالمياً بتنظيم وإتقان من 1812- 1897م حين انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا. ويحسن بنا قبل أن نفند هذه الأكاذيب الثلاثة أن نوضح فروقاً ضمتها قائمة التعبيرات الصهيونية التي تم ضبطها تبعاً لمعجم ( المفردات الصهيونية ) لبربارا ويل Barbara Weill وتم تحديثها بواسطة دكتور جودي روزين Judy Rosen. وهذه القائمة متاحة لمن يريد الاطلاع عليها على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) في موقع: http: 11 Htm1 وهذه الفروق – المتضمنة في قواميسهم – توضح لنا تركيز اليهود على التفرقة الدقيقة بين المصطلحات الصهيونية فهناك:- * الصهيونية الثقافية Cultural Zionism التي تؤمن – كما يقول قاموسهم – بأن الاستيطان الناجح وإعادة إسكان أرض إسرائيل ( فلسطين ) يستند إلى الحاجة لإعادة إحياء الثقافة اليهودية، واللغة العبرية، وبالتالي يمكن أن تصبح أرض إسرائيل ( فلسطين ) مركزاً ثقافياً وروحياً مهماً لليهود. بمعنى أنها تجتذب اليهود إلى ما تسميه الصهيونية ( أرض الميعاد). وهذه الصهيونية الثقافية قامت أساساً على أفكار الحاخام ( آهاد ). * الصيونية الواقعية: Practical Zionism وهي من المظاهر المبكرة للحركة الصهيونية الحديثة. وهي تنادي بعودة اليهود إلى أرض إسرائيل ( فلسطين ) والاستيطان بها دون حاجة إلى اتفاق سياسي مع أي طرف آخر. * الصهيونية الدينية: Religious Zionism وهي تؤمن بأن القومية اليهودية ليست مجرد هدف سياسي، بل هي هدف ديني يجب تحقيقه في شكل ' وطن ' لليهود في أرض فلسطين، وطن يقوم على الربط بين التوراة ( الدين ) والعمل الواقعي. * الصهيونية التركيبية : Synthetic Zionism مصطلح صاغه تشايم وايزمان Chaim Weizmann وهو ينادي بمزج الأهداف السياسية للوطن اليهودي مع الأهداف الواقعية للاستيطان والعمل والثقافة اليهودية في أرض إسرائيل ( فلسطين ). مناقشة موضوعية : وقد أثبتنا هذه الفروق حرفياً كما هي منشورة على موقعهم الذي ذكرناه على شبكة المعلومات الدولية حتى لا يُقال إن ما سيأتي من مناقشتنا لأكاذيبهم يستند إلى أوهام أو إلى افتراءات عربية. فهم بأنفسهم يعترفون بأن لديهم أربعة ألوان من الصهيونية هي في حقيقتها أربع وسائل لهدف واحد هو : سلب أرض الفلسطينيين واعتبارها وطناً لليهود. 1- أكذوبة أرض الميعاد : يستند اليهود في ترويج هذه الأكذوبة إلى نص العهد القديم ( التوراة ) يقول فيه الرب مخاطباً إبراهيم الخليل (( لنسلك – أي لذريتك – أعطي هذه الأرض : أرض كنعان )). والمعروف من تراث اليهود أن لهم إلهاً يسمونه ( يهوه ) غير إله إبراهيم عليه السلام. فإله إبراهيم – عليه السلام – هو الله سبحانه وتعالى خالق السماء والأرض وأي إله يا ترى صاحب هذا الوعد؟ إن كان هذا الوعد من إله إبراهيم فهذا كذب على الله تعالى. فقد صرَّح القرآن الكريم بقطع الصلة بين إبراهيم وبين من جادلوا فيه بعد عصره من اليهود والنصارى. فقال سبحانه وتعالى : ' يأهل الكتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ في إبراهيمَ وَمَا أُنْزِلَت التَّوراةُ والإنْجيِلُ إلاَّ مِنْ بَعْدِه. أفلا تعقلون؟! ' [ آل عمران / 65 ] ومن المعروف أن تدوين التوراة تم بعد عهد بني إله إبراهيم بنحو ألف وثلاثمائة سنة، وبعد عصر نبي الله موسى بنحو سبعمئة سنة، وعلماء الآثار يفصلون بين عصر إبراهيم ويعقوب واسحق ويسمونه ( عصر الآباء الجوالين ) من جهة. وبين عصر موسى من جهة أخرى. وهذا ما أكده القرآن الكريم حين نفى أن يكون إبراهيم يهودياً أو نصرانياً. وعلى هذا، يستحيل أن يكون الوعد ' المزعوم ' صادراً عن رب إبراهيم سبحانه وتعالى. وإذا كان الوعد صادراً عن الله سبحانه وتعالى لنسل إبراهيم، فما الذي حصر نسل إبراهيم في اليهود وحدهم؟ أليس إسماعيل أبو العرب أخا اسحق أبي يعقوب؟ فما الذي يمنع – إن صدق الوعد – أن تكون الأرض لعرب فلسطين؟ إن علم التاريخ وعلوم الآثار تدل على أن إبراهيم – عليه السلام – من الجزيرة العربية وكانت موطن آبائه وأجداده الأصليين قبل أن يهاجروا إلى بلاد دجلة والفرات. وهم ممن يُطلق عليهم ' العرب البائدة ' في تلك الكتب ولما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء بيته الحرام في مكة كان ذلك إيذاناً ببدء نشر دعوة التوحيد ( الحنيفية السمحاء ) التي كان يتعبد بها إبراهيم عليه السلام قال تعالى : ' ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين ' [ آل عمران / 68،67 ] فالرابطة الحقيقية بين عصر إبراهيم – عليه السلام – والعصور اللاحقة له، هي رابطة الإيمان الخالص الذي لا تشوبه شائبة من غرض أو هوى. ومن ثم فإن أقرب الناس صلةً بإبراهيم هم أولئك الذين آمنوا بنبوته في عصره. ثم محمد – صلى الله عليه وسلم – والذين آمنوا بنبوته. هذا هو بيان القرآن الواضح في دعوى أرض الميعاد المزعومة ومحاولة الالتصاق بإبراهيم عليه السلام. 2- أكذوبة ' شعب الله المختار ' : من الحيل اللاشعورية المعروفة لدى علماء الصحة النفسية ما يسمى عندهم بـ ' الإسقاط ' ومعناه أن يُسقط الإنسان ما بداخله من نقائص أو عيوب على غيره – في محاولة لا شعورية منه للتكيف الاجتماعي – بحيث يمكن بسهولة أن نستدل على حقيقة الإنسان وخفايا نفسيته من خلال مراقبة الاتهامات التي يوجهها للآخرين. هذا هو ما فعله اليهود تماماً، فهم يعلمون عن أنفسهم أنهم أحط البشر وأنهم أكثر البشر عدواناً على حقوق الله سبحانه وتعالى، فقد كفروا به وقتلوا الأنبياء، وفعلوا ما لم تفعله غيرهم من الأمم من المعاصي والخطايا وكانوا – في جميع العصور – مضرب المثل في التهاون بتعاليم الله وأوامره ونواهيه. وبدلاً من أن يستغفروا ويتوبوا ويلتزموا جادّة الطريق، تمادوا في غيِّهم وزعموا أنهم أقرب الناس إلى الله – تعالى- وأنهم آمنون من غضبه وسخطه. وهكذا زادوا غيَّاً على غيِّهم. وظلماً على ظلمهم. وبلغت بهم درجة الوقاحة الإدعاء بأنهم ' أحباب الله ' . اختارهم من بين عباده ليكونوا صفوته من خلقه. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. إن هذا الاتهام الباطل والتطاول البشع على ذاته – سبحانه – ليس الوحيد من بني إسرائيل فقد اتهموه – جل شأنه – بما هو أبشع مما يعف عنه اللسان والقلم. ولا نجد ضرورة لإثباته هنا لما فيه من بذاءة وتطاول. ولأننا هنا معنيون – فقط – بتناول ما له صلة بدعوى ( التفوق العرقي ) التي يروج لها اليهود. إن الله تعالى عادل، ولا يجوز في حقه – سبحانه – أن يُقال إنه منحاز إلى هذا الفريق أو ذاك من عباده. قال تعالى : ' وَقَالتِ اليهودُ والنَّصارى : نَحنُ أبناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُه قُلْ : فَلَمَ يُعذِّبكُمْ بِذُنُوبِكمْ ؟ بَلْ أنتمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ !! يَغفِرُ لمنْ يَشَاءَ ويُعذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ……' [ المائدة / 18 ] لا دليل لهم : واليهود في دعواهم هذه بأنهم شعب الله المختار، لا يقدمون دليلاً علمياً أو تاريخياً أو دينياً. وإنما هو محض ' وهم ' اختلقه ساستهم وسادتهم وصدقوه. وفي مقرراتهم الدراسية كتاب مأخوذ عن مؤلف وضعه الحاخام [يهودا هاليفي] تحت عنوان ( كتاب الكزوي ) خلاصته أن أول مخلوق خلقه الله – سبحانه وتعالى – هو آدم وكان يتسم بالكمال المطلق – في زعمهم – وأنجب آدم عدداً من الأنبياء كان أكملهم شيث الذي أنجب بدوره عدداً من الأنبياء كان أكملهم ' أنوش ' … وهكذا ينتقلون بالأفضلية والأكملية من نوح إلى سام إلى أرفكشاد إلى شالح ثم إبراهيم فاسحق فيعقوب ثم يقولون ' .. وكان أبناء يعقوب كلهم جيدين !! فلم يعد هناك حاجة إلى استمرار الاصطفاء !! '. ما الدليل على صحة هذه الأكذوبة ؟ .. لقد فعل بنو إسرائيل ( = أبناء يعقوب ) ما لم يفعله غيرهم من سفك الدماء وارتكاب المعاصي، واتهام الأديان الأخرى – كالمسيحية والإسلام – بأبشع الصفات. فهل هذه هي صفات الشعب الذي يختاره الله – سبحانه- ؟. 3- أكذوبة نقاء العِرقْ اليهودي : تتصل هذه الأكذوبة – إلى حدٍّ ما – بسابقتها، فاليهود يزعمون أنهم وحدهم – دون سائر البشر – ينتسبون إلى سام بن نوح. وقد كان أول من نشر مفهوم ' الساميَّة ' العالم النمساوي ' سلوتزر ' عام 1781م وكان يقصد بها تلك الشعوب التي تزعم أنها من نسل سام بن نوح. وتبنى علماء الغرب وكتَّابه هذه الخرافة التي لا يدل عليها أي دليل علمي تاريخي قاطع. كما تفتقر إلى أي أساس لغوي أو لهجي يمكن اعتماده دليلاً على صدقها. بل إن العكس هو الصحيح. فالكنعانيون – سكان فلسطين الأوائل – هم الساميون العرب الخُلَّص. فقد ورد اسم [ العرب ] في الكتابات البابلية والآشورية. كما أطلقه الفرس واليونان على سكان الجزيرة العربية منذ ألف سنة قبل ميلاد المسيح. معنى العداء للسامية الفكر الصهيوني : وقد ابتدع الفكر اليهودي مصطلح ' عداوة الساميّة ' ليلصقوه بأعدائهم بوصفه اتهاماً بالعنصرية يتألفون بذلك قلوب الغرب المرهفة التي تمقت العنصرية وتدَّعي أنها متحضرة لأنها تتبنى مبادىء الإخاء والمساواة بين البشر. يزعم الغرب هذا الزعم، وينسى ما يمور به تاريخه من مظالم ضد السود من الأفارقة وضد الهنود الحمر، بل وضد اليهود أنفسهم الذين كانوا – في كل زمان ومكان – مثار قلاقل واضطرابات لأي دوله تحتضنهم وتحفظ لهم حقوقهم. وقد استطاعت الدعاية الصهيونية من خلال هذه الأكذوبة أن تروج خرافتين كبيرتين. الأولى : أن العرب ليسوا ' ساميين '. وأنهم بهذه الصفة أعداء للسامية التي هي حكر على اليهود وحدهم. الثانية : أن كل عداء للسامية هو بالضرورة ' عنصرية ' تمثل تهديداً للحضارة الغربية التي جوهرها المساواة بين البشر ومحاربة التمييز العنصري والتمايز العرقي. والمؤسف، أن بعض الكتّاب العرب انساقوا وراء هذا التصنيف الصهيوني. وحاولوا – ربما بحسن نية أحياناً – تبرئة العرب من معاداة السامية. دون أن يناقشوا أصل القضية : وهي أن العرب أنفسهم هم الساميون. وأنه لا دليل مطلقاً على صحة انفراد الصهاينة بهذا النسب إلى سام بن نوح. والمبني بدوره على مغالطة تاريخية أخرى هي : أن سام هو أفضل أبناء نوح وأكملهم. كما أشرنا عند مناقشة الأكذوبة السابقة الخاصة بـ ' شعب الله المختار ' . ثمرة دعوى التفوق العرقي : استثمر اليهود هذه الأكذوبة وبنوا عليها ما يلي :- (1) أن عداء غير الساميين للساميين يترتب عليه ضرورة أن يتجمع الصهاينة [ ذوو الأصل الواحد ] في وطن واحد وبذلك يصبح اليهودي الذي لا يهاجر إلى ( أرض الميعاد ) آثماً ومشاركاً في إهانة السامية. (2) أن أعداء السامية لا وسيلة للتعامل معهم – كما يقول هرتزل – إلا بالإبادة الجسدية لهم. (3) أن عمليات التزاوج بين اليهود وغير اليهود تسبب تلويثاً للأصل السامي الذي لم يختلط بغيره فحافظ على نقاوة السلالة اليهودية على مر التاريخ. وفي النهاية أقول: إن من أهم واجبات الإعلام العربي والإسلامي أن يفتح أبواب المناقشة – وبمختلف اللغات الدولية لا سيما الإنجليزية- في هذه الأكاذيب لفضحها وتفنيدها وبيان تهافتها أمام شعوب الأرض كافة حتى لا تصبح مسلمات تتقبلها العقول دون مناقشة أو تفكير. *الأستاذ الدكتور مصطفى رجب العميد الأسبق لكلية التربية جامعة سوهاج