logo
غزة تموت جوعًا.. مشاهد تُجسّد الكارثة الإنسانية الأفظع في العصر الحديث

غزة تموت جوعًا.. مشاهد تُجسّد الكارثة الإنسانية الأفظع في العصر الحديث

فارس عقاقني – في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية فظاعة في العصر الحديث، تتوالى من قطاع غزة صور مفزعة لأجساد هزيلة تشبه الهياكل العظمية، وأعين غائرة تبحث عن الأمل وسط حصار إسرائيلي خانق دخل شهره العاشر، محرومًا فيه أكثر من مليوني إنسان من الغذاء، الدواء، والماء.
مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى نوافذ يومية لعرض الألم الفلسطيني، حيث تنتشر صور الضحايا من الجوع، وتُفضَح أمامها قسوة الحصار وصمت العالم المخزي.
محمد السوافيري.. "كان جلدًا على عظم"
محمد السوافيري، شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، قضى جوعًا بعدما فشل جسده المنهك في الصمود. لم تصله أي مساعدات رغم مناشدات عائلته، وفارق الحياة وسط عجز تام عن إنقاذه.
صورتُه، التي انتشرت على نطاق واسع، صدمت المشاهدين؛ إذ ظهر بجسد نحيل قيل عنه إنه "يبدو كأنه خرج من معسكر اعتقال نازي، لا من منزله في غزة".
قال أحد المسعفين خلال وداعه: "محمد لم يأكل منذ أيام، ما ذنبه ليموت بهذه الطريقة؟ هذا واقع غزة تحت الحصار، ومحمد لن يكون الأخير طالما بقيت المساعدات تُدار بطريقة سياسية لا إنسانية".
عبد الحميد الغلبان.. طفولة تُطفأ بلا ضوء
في خان يونس، ودّعت عائلة الغلبان ابنها عبد الحميد (14 عامًا) الذي استسلم للمجاعة بعدما فقد تدريجيًا القدرة على الحركة والبلع، إلى أن توقف قلبه.
قال والده بحرقة وهو يدفنه: "ما كان لازم يموت.. طلبنا فقط كيس طحين وكيلو رز، بس ما وصل، ولا أحد سمع نداءنا".
عائلة أبو زرقة.. الموت ينتظر دوره
أم محمد، التي فقدت طفلها الأول (محمد، عامان) بسبب تضخم الكبد، تتابع الآن مشهد الانهيار الجسدي لطفليها الآخرين، عبد الله (5 سنوات) وحبيبة (5 أشهر).
عبد الله يعاني من هشاشة حادة في العظام، وتشوه في القفص الصدري أدى إلى تمزق الرئتين.
أما حبيبة، فتعاني من تضخم في الكبد واحتباس الغازات نتيجة تسمم دموي، وتحتاج إلى حليب خاص غير متوفر في الأسواق المحاصرة، تقول الأم بوجع: "أنا بموت شوي شوي... أشوف أولادي بين الحياة والموت، وما أقدر أعمل شيء".
استشهاد رحيل رصرص.. رحيلُ في صمت
وفي مشهد آخر يلخص حجم المأساة، استشهدت الشابة رحيل محمد رصرص (32 عامًا)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، مساء الاثنين في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، بعد معاناة طويلة مع سوء تغذية حاد لم تصمد أمامه.
كانت رحيل تزن نحو 50 كيلوغرامًا، قبل أن ينهكها الحصار والتجويع لتصل إلى 25 كيلوغرامًا فقط. عدم توفر الرعاية الصحية والغذاء اللازم أنهى حياتها بصمت، لتكون واحدة من 20 ضحية جديدة للمجاعة في غزة خلال 48 ساعة فقط، بحسب مصادر طبية.
رحلت والجوع ينخر جسدها.. استشهاد الشابة رحيل محمد رصرص، 32 عامًا، في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جراء سوء التغذية والجفاف الناجمة عن المجاعة والحصار. pic.twitter.com/L4GcmqrGQS
— EL BILAD - البلاد (@El_Bilade) July 22, 2025
أرقام صادمة وتقارير أممية محذّرة
وفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة اليونيسف، فإن غزة تعيش واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية تفاقمًا عالميًا، مع تسجيل أكثر من 900 وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم 71 طفلًا على الأقل.
وأشار التقرير إلى أن 70% من سكان شمال غزة يواجهون خطر المجاعة الحادة، وأن 90% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الهزال أو التقزم أو كليهما، بفعل الحصار ومنع دخول المساعدات.
وأكد التقرير أن تأخير وصول الإغاثة "يعني حرفيًا فقدان حياة جديدة كل ساعة".
في بيان عاجل، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 15 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة فقط، بينهم 4 أطفال، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 101 حالة وفاة موثقة، من ضمنهم 80 طفلًا، منذ بداية الحرب.
صوت غزة اليوم لا يُسمع في صالات المؤتمرات، بل يصرخ من تحت الركام، ومن أجساد الأطفال الذين باتوا يموتون لا من قنابل، بل من الجوع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التجويع الصهيوني يكتب النهاية لأجساد لم تنتهِ من الطفولة بعد في غزة
التجويع الصهيوني يكتب النهاية لأجساد لم تنتهِ من الطفولة بعد في غزة

الشروق

timeمنذ 5 أيام

  • الشروق

التجويع الصهيوني يكتب النهاية لأجساد لم تنتهِ من الطفولة بعد في غزة

في غزة، لا حاجة للرصاص والقنابل فقط حتى يسقط الناس شهداء، هناك يكفي أن تمرّ الأيام بلا طعام، يكفي أن يتأخر حليب الطفل يوماً، أو أن يغيب الماء عن بيت عجوز ليومين، حتى يُفقد اسمه من السجلات، ويُضاف إلى قائمة الشهداء. تتآكل غزة، حرفيًا الناس هناك لا تموت فقط، بل تذبل، تصغر أعين الأطفال، تتيبّس الشفاه، وتصير العظام أوضح من الأسماء، المجاعة لا تحصد الأرواح فحسب، بل تسرق الملامح من الوجوه. صباح الثلاثاء، استيقظ قطاع غزة على خبر وفاة أربعة فلسطينيين – بينهم رضيعان – جرّاء الجوع، ليس هذا خبراً طارئاً، بل عنواناً يومياً لمأساة مستمرة منذ شهور، وسط حصار خانق وحرب لا تهدأ، لكن لكل اسم حكاية، ولكل جسد سقط، أمٌّ ما بكت بجانبه حتى آخر قطرة ماء في عينيها. في مستشفى الشفاء، لفظ الرضيع يوسف الصفدي أنفاسه الأخيرة، ليس لأن قنبلة أصابته، بل لأن جسده الضعيف لم يجد ما يطعمه. في مجمع ناصر الطبي، ودّعت عائلة الغلبان طفلها عبد الجواد، ابن خان يونس، الذي خذلته لقمة كانت بعيدة كالمستحيل. أحمد الحسنات، هو الآخر، انطفأ وجهه في مستشفى شهداء الأقصى، بصمت لا يليق إلا بالجائعين. مدير الإغاثة الطبية في غزة قال: 'دخلنا مرحلة الخطر الحقيقي من المجاعة'، الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل أرواح تنتهي بأسباب لم تكن تُخطر على بال أي فلسطيني قبل هذه الحرب. كما أن 60 ألف امرأة حامل في غزة يعانين من سوء التغذية، ويتعرضن لمخاطر جمة. وفي جانب آخر، عبّر المتحدث باسم بلدية غزة عن واقع صادم: 'نصيب الفرد أقل من خمسة لترات من المياه يومياً، للشرب والطهي والاستحمام معاً'. أما الآبار، فهي تعمل بطاقة لا تكفي حتى 12% من الاحتياجات اليومية، وتُصارع للبقاء في ظل دمار البنية التحتية وانعدام الكهرباء. الأمم المتحدة لا تخفي الصورة القاتمة، مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن غزة 'تُجوّع' عمدًا، وأن ما يدخل القطاع لا يكفي حتى لسد الرمق. كما أن أكثر من مليوني إنسان محشورون في شريط ضيّق لا تتجاوز مساحته 12% من مساحة القطاع. الأطباء، الممرضون، الصحفيون، موظفو الإغاثة – ليسوا استثناءً، بعضهم يفقد وعيه أثناء أداء عمله، لا من التعب فقط، بل من الجوع، بحسب ما أعلنه المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني. وزارة الصحة في غزة أعلنت خلال الـ48 ساعة الماضية فقط عن استشهاد 20 شخصاً نتيجة الجوع، فيما وصل عدد من قضوا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب إلى أكثر من 900 شهيد، بينهم 71 طفلاً. ودعت المنظمات، منظمة الغذاء العالمي لتحميل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن جرائم القتل التي تطال الفلسطينيين المنتظرين للشاحنات أو المتوجهين لمراكز المساعدات. كما ناشدت المؤسسات الدولية العاملة في غزة إعلان موقف واضح من جريمة التجويع، والعمل على توفير حلول عاجلة في ظل ما وصفته بـ'تفاقم الكارثة'. ويشكو سكان قطاع غزة من انهيار شبه كامل في منظومة الغذاء والاقتصاد، أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، إذ بات سعر الدقيق أعلى بـ3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع حرب الإبادة الصهيونية في أكتوبر 2023. ولا يمكن حصر الأزمة في الجوع فحسب، بعد أن تحولت إلى موت جماعي بطيء، فالمجاعة ليست أزمة إنسانية عابرة، بل جريمة ممنهجة، وصورة من صور الإبادة البطيئة، التي يترك فيها المدنيون العزّل ليموتوا جوعاً، لا بسبب الحرب فحسب، بل بسبب قطعة خبز لم تصل، أو وجبة لم تُوزّع بعدل، أو معبر لم يُفتح، أو مساعدات نُهبت أمام أعين الجياع. التجويع يودي بحياة 10 مواطنين في غزة خلال 24 ساعة أعلنت وزارة الصحة، تسجيل 10 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية الناجمة عن الحصار وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال في قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيان لها، إن الحالات الجديدة سجلت في مستشفيات القطاع، وهو ما رفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 111 حالة وفاة. وحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن المؤشرات الثلاثة لإعلان مجاعة في قطاع غزة باتت تقترب بشكل مقلق من التحقق، مما يعني أن سكان القطاع على أعتاب كارثة مؤكدة في ظل غياب تام للقدرة على التدخل والاستجابة نتيجة استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ 2 مارس 2025. وأكد المركز بأن المجاعة في قطاع غزة باتت واقعًا لا يُحتمل، ووضعاً قاتمًا يعيشه مليونا فلسطيني محاصرين تحت وطأة الحرمان ونيران القتل، وفي ظل حصار شامل، وتدمير منهجي لمقومات الحياة، وفشل كامل للمنظومة الدولية في وقف جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق السكان منذ 22 شهرًا، وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الجريمة، علاوة عن العجز في تأمين المساعدات الغذائية والصحية، وهو ما مكّن سلطات الاحتلال من مواصلة جرائمها دون رادع، والإفلات الكامل من المساءلة والعقاب. 111 منظمة إغاثية تدعو لإنهاء الحرب بغزة دعت 111 منظمة إغاثية وحقوقية، الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات تتضمن وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار، ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل تفشي المجاعة بين سكانها. وحذرت المنظمات الدولية، ومنها ميرسي كور ومنظمة اللاجئين الدولية (ومقرهما أميركا) والمجلس النرويجي للاجئين، في بيان لها من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة، مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات. وقال البيان إنه في الوقت الذي يجوّع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم. وأضاف 'تسببت القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتأخير والتجزئة التي تمارسها في ظل الحصار الشامل في خلق حالة من الفوضى والمجاعة والموت'. ودعت المنظمات الحكومات لرفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول الجميع إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الصهيوني، واستعادة 'استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة'. وطالب البيان جميع الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخير إلى دولة الاحتلال. وكان المجلس النرويجي للاجئين قال إن مخزونات المساعدات نفدت بالكامل في غزة، حيث يتضور بعض موظفيها الآن جوعا، واتهمت المنظمة الاحتلال بشلّ عملها. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التأكيد أن الوضع في قطاع غزة يكشف أن النظام الإنساني في العالم يلفظ أنفاسه الأخيرة، وفي وقت أكدت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أن المجوّعين في غزة، بمن فيهم موظفوها، يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد. وقال غوتيريش -في كلمة ألقاها خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين الثلاثاء إلى الأربعاء- إن مستوى الموت والدمار في غزة لا مثيل له وأن الجوع بات يطرق كل باب في القطاع. وأضاف: 'هذا النظام يمنع من العمل لتوفير الخدمات ويمنع من توفير الأمن له كي ينقذ الأرواح، ومع تكثيف إسرائيل عملياتها وإصدار أوامر إخلاء جديدة في دير البلح، يضاف دمار إلى دمار'. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية إن غوتيريش يعبّر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية. وأضاف أن على دولة الاحتلال الالتزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُوفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة. وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أن الفلسطينيين في قطاع غزة، بمن فيهم موظفوها، يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، وسط استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ عدة أشهر، ما أدى إلى وفاة أطفال وذوي احتياجات خاصة بسبب سوء التغذية الحاد. وقالت الأونروا في بيان نشرته على منصة إكس: 'يغمى على الناس في غزة بمن فيهم موظفو الأونروا، بسبب الجوع والتجويع الشديدين. يموت الناس، بمن فيهم الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة، بسبب سوء التغذية الحاد'. وأوضحت الوكالة أن آلاف الشاحنات التابعة لها تقف بانتظار السماح لها بدخول القطاع منذ أن منعت إسرائيل إدخالها في مارس الماضي، داعية إلى رفع الحصار فورا للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة. وتأتي هذه التصريحات في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من أن 94% من المرافق الصحية في القطاع تضررت، وأن نصف المستشفيات خرجت عن الخدمة، بينما يعاني ما تبقى من المستشفيات من نقص حاد في الوقود والإمدادات. وقالت المنظمة إنها تطالب بحماية مقراتها والإفراج عن أحد موظفيها المعتقلين، ودعت إلى إدخال المواد الغذائية والطبية فورا.

غزّة تموت جوعاً!
غزّة تموت جوعاً!

أخبار اليوم الجزائرية

timeمنذ 6 أيام

  • أخبار اليوم الجزائرية

غزّة تموت جوعاً!

أرواح الأبرياء تتساقط تحت مقصلة التجويع غزّة تموت جوعاً! مع دخول اليوم الـ655 من حرب الإبادة على غزّة شن جيش الاحتلال غارات فجر أمس استهدفت مجوّعين ونازحين مما أسفر عن شهداء ومصابين وأفادت المصادر باستشهاد 13 فلسطينيا -قبيل فجر أمس الثلاثاء- في قصف مدفعي على خيام نازحين بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزّة كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن 25 آخرين أصيبوا في هذا القصف ويواصل الاحتلال القتل الجماعي للباحثين عن الطعام والنازحين بينما يأخذ حصار الغزّيين أبعادا أكثر خطورة في ضوء تزايد أعداد المتوفين جوعا وفي الجانب العسكري بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية في دير البلح (وسط قطاع غزّة) في وقت أوقعت المقاومة الفلسطينية خسائر في صفوف جيش الاحتلال وسياسيا قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تتحرك بإيجابية وتناقش مقترحات الوسطاء -مع القوى والفصائل الفلسطينية- للوصول إلى اتفاق ينهي العدوان على غزّة. ق.د/وكالات تواصل المجاعة حصد الأرواح في غزّة وبات الجوع ينهش الأجساد جنبا إلى جنب مع نيران الاحتلال الذي يفرض حصارا وحربا مستمرين على القطاع. وتتساقط الأرواح كأوراق الخريف من خاصرة غزّة المجوّعة في حين يعلو نحيب الأمهات على شهداء لم يسقطوا في ساحات القتال بل خذلتهم لقمة العيش حينما أضحى التجويع مقصلة العصر. وأفادت مصادر في مستشفيات غزّة بتسجيل 4 وفيات في القطاع -بينها طفلان- استشهدوا بسبب سوء التغذية والجفاف منذ فجر أمس الثلاثاء في ظل تزايد التحذيرات من موت جماعي جراء الجوع والعطش بالقطاع المحاصر. وفي حين أفادت مصادر في مجمع الشفاء الطبي بوفاة طفل رضيع يدعى يوسف الصفدي جراء سوء التغذية في شمالي القطاع أعلن مجمع ناصر الطبي وفاة الطفل عبد الحميد الغلبان من مدينة خان يونس نتيجة سوء التغذية أيضا. كما أعلن مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزّة وفاة الفلسطيني أحمد الحسنات نتيجة سوء التغذية. بدوره حذر مدير الإغاثة الطبية في غزّة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع قائلا إن القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة ونتوقع موتا جماعيا من النساء والأطفال . وأكد مدير الإغاثة الطبية في غزّة أن هناك أعدادا كبيرة من الحالات التي تعاني من سوء التغذية في المراكز الصحية موضحا أن هناك 60 ألف حامل في القطاع يعانين سوء التغذية والجوع. من جهته قال المتحدث باسم بلدية غزّة إن العطش يجتاح المدينة مشيرا إلى أن نصيب الفرد أقل من 5 لترات يوميا للشرب والطبخ والاستحمام واحتياجات أخرى وآبار المياه تغطي حاليا أقل من 12 من إجمالي احتياجات المواطنين اليومية. من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن غزّة تجوّع وسوء التغذية في تصاعد وإن ما يدخل القطاع لا يكفي مؤكدا أن الأوضاع في غزّة هي الأسوأ على الإطلاق ومن نجا من القنابل يواجه الجوع . وأضاف المكتب الأممي أن 2.1 مليون شخص محشورون في 12 من مساحة القطاع من دون طعام أو مياه نظيفة لافتا إلى أن المستشفيات تنهار تحت وطأة موجات المصابين وافتقارها إلى إمدادات أساسية. *حالات إغماء من جانبه قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أمس الثلاثاء إن الموظفين في الوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم بسبب الجوع والإرهاق. وأضاف لازاريني في بيان نقله المتحدث باسمه في مؤتمر صحفي بجنيف يحتاج مقدمو الرعاية -بمن فيهم زملاؤنا في الأونروا في غزّة- إلى رعاية طبية عاجلة . وأضاف البيان الأطباء والممرضون والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني -ومنهم موظفو الأونروا- يعانون من الجوع والإرهاق أثناء تأدية واجباتهم . وتتزايد أعداد ضحايا الجوع بغزّة في ظل الحصار إذ أعلنت وزارة الصحة بالقطاع أن 20 شخصا استشهدوا بسبب التجويع خلال 48 ساعة. وأكدت الوزارة في غزّة الأحد الماضي استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة على القطاع. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

غزة تموت جوعًا.. مشاهد تُجسّد الكارثة الإنسانية الأفظع في العصر الحديث
غزة تموت جوعًا.. مشاهد تُجسّد الكارثة الإنسانية الأفظع في العصر الحديث

البلاد الجزائرية

timeمنذ 6 أيام

  • البلاد الجزائرية

غزة تموت جوعًا.. مشاهد تُجسّد الكارثة الإنسانية الأفظع في العصر الحديث

فارس عقاقني – في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية فظاعة في العصر الحديث، تتوالى من قطاع غزة صور مفزعة لأجساد هزيلة تشبه الهياكل العظمية، وأعين غائرة تبحث عن الأمل وسط حصار إسرائيلي خانق دخل شهره العاشر، محرومًا فيه أكثر من مليوني إنسان من الغذاء، الدواء، والماء. مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى نوافذ يومية لعرض الألم الفلسطيني، حيث تنتشر صور الضحايا من الجوع، وتُفضَح أمامها قسوة الحصار وصمت العالم المخزي. محمد السوافيري.. "كان جلدًا على عظم" محمد السوافيري، شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، قضى جوعًا بعدما فشل جسده المنهك في الصمود. لم تصله أي مساعدات رغم مناشدات عائلته، وفارق الحياة وسط عجز تام عن إنقاذه. صورتُه، التي انتشرت على نطاق واسع، صدمت المشاهدين؛ إذ ظهر بجسد نحيل قيل عنه إنه "يبدو كأنه خرج من معسكر اعتقال نازي، لا من منزله في غزة". قال أحد المسعفين خلال وداعه: "محمد لم يأكل منذ أيام، ما ذنبه ليموت بهذه الطريقة؟ هذا واقع غزة تحت الحصار، ومحمد لن يكون الأخير طالما بقيت المساعدات تُدار بطريقة سياسية لا إنسانية". عبد الحميد الغلبان.. طفولة تُطفأ بلا ضوء في خان يونس، ودّعت عائلة الغلبان ابنها عبد الحميد (14 عامًا) الذي استسلم للمجاعة بعدما فقد تدريجيًا القدرة على الحركة والبلع، إلى أن توقف قلبه. قال والده بحرقة وهو يدفنه: "ما كان لازم يموت.. طلبنا فقط كيس طحين وكيلو رز، بس ما وصل، ولا أحد سمع نداءنا". عائلة أبو زرقة.. الموت ينتظر دوره أم محمد، التي فقدت طفلها الأول (محمد، عامان) بسبب تضخم الكبد، تتابع الآن مشهد الانهيار الجسدي لطفليها الآخرين، عبد الله (5 سنوات) وحبيبة (5 أشهر). عبد الله يعاني من هشاشة حادة في العظام، وتشوه في القفص الصدري أدى إلى تمزق الرئتين. أما حبيبة، فتعاني من تضخم في الكبد واحتباس الغازات نتيجة تسمم دموي، وتحتاج إلى حليب خاص غير متوفر في الأسواق المحاصرة، تقول الأم بوجع: "أنا بموت شوي شوي... أشوف أولادي بين الحياة والموت، وما أقدر أعمل شيء". استشهاد رحيل رصرص.. رحيلُ في صمت وفي مشهد آخر يلخص حجم المأساة، استشهدت الشابة رحيل محمد رصرص (32 عامًا)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، مساء الاثنين في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، بعد معاناة طويلة مع سوء تغذية حاد لم تصمد أمامه. كانت رحيل تزن نحو 50 كيلوغرامًا، قبل أن ينهكها الحصار والتجويع لتصل إلى 25 كيلوغرامًا فقط. عدم توفر الرعاية الصحية والغذاء اللازم أنهى حياتها بصمت، لتكون واحدة من 20 ضحية جديدة للمجاعة في غزة خلال 48 ساعة فقط، بحسب مصادر طبية. رحلت والجوع ينخر جسدها.. استشهاد الشابة رحيل محمد رصرص، 32 عامًا، في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جراء سوء التغذية والجفاف الناجمة عن المجاعة والحصار. — EL BILAD - البلاد (@El_Bilade) July 22, 2025 أرقام صادمة وتقارير أممية محذّرة وفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة اليونيسف، فإن غزة تعيش واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية تفاقمًا عالميًا، مع تسجيل أكثر من 900 وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم 71 طفلًا على الأقل. وأشار التقرير إلى أن 70% من سكان شمال غزة يواجهون خطر المجاعة الحادة، وأن 90% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من الهزال أو التقزم أو كليهما، بفعل الحصار ومنع دخول المساعدات. وأكد التقرير أن تأخير وصول الإغاثة "يعني حرفيًا فقدان حياة جديدة كل ساعة". في بيان عاجل، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 15 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة فقط، بينهم 4 أطفال، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 101 حالة وفاة موثقة، من ضمنهم 80 طفلًا، منذ بداية الحرب. صوت غزة اليوم لا يُسمع في صالات المؤتمرات، بل يصرخ من تحت الركام، ومن أجساد الأطفال الذين باتوا يموتون لا من قنابل، بل من الجوع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store