
أطفال غزة بين الموت جوعا وأكل الرمال (قصص إنسانية)
أمعاء الفلسطينيين الخاوية على امتداد غزة، تقرع بصمت طبول انهيار الإنسانية وسط عقاب جماعي محرّم دوليا بموجب الشرعية الدولية وكل الأعراف البشرية بما في ذلك قانون الحرب المعروف بـ »القانون الدولي الإنساني ».
منذ فجر الأحد، بلغ تبعات التجويع أشدّها، مع إعلان أكبر عدد من الوفيات بين صفوف الفلسطينيين الجائعين في غزة، سواء نتيجة لمضاعفات سوء التغذية بحد ذاتها، أو بالرصاص الإسرائيلي الذي يلقاه المجوّعون بيأس العاجز بدل الغذاء في مناطق توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية.
وتناقل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مشاهد مروعة تعكس المرحلة الكارثية من التجويع التي وصل إلى الفلسطينيون في غزة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع، تنوعت بين يموت جوعا ومن يأكل ما تبسر له حتى لو كان حفنة تراب.
وفي مشهد مؤلم، تداول ناشطون على حساباتهم في منصات إكس وإنستغرام وفيسبوك، مشهدا مصورا لطفلة بجانب خيمة نزوح في مدينة غزة شمال القطاع، وهي تأكل الرمال من شدة الجوع.
ووفق ما يبدو من المشهد، غالبا لا يتجاوز عمر الطفلة 5 سنوات، تجلس وسط ركام وتتناول الرمل من الأرض بواسطة حجر يناسب حجم أناملها الصغيرة، ليتحول الحجر إلى ملعقة والرمل غذاء في زمن الإبادة.
وفي مشهد مؤلم آخر تداوله ناشطون على مختلف المنصات، يظهر والد مفجوع في منطقة زكيم شمال قطاع غزة وهو يبكي بحرقة ابنه الذي قضى بالرصاص الإسرائيلي وهو جائع يحاول الحصول على مساعدات.
في المشهد يبدو الطفل مضرجا بدمائه، وقد استسلم للموت هزيلا جراء التجويع الذي حكمت به إسرائيل على الفلسطينيين في القطاع، معتمدة إياه سلاحا إضافيا يسرّع في الإبادة الجماعية بحقهم.
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتجويعه وغيره من فلسطينيي القطاع، بل قتله بالرصاص بالقرب من إحدى نقاط توزيع المساعدات لما تسمى « مؤسسة غزة
مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي، رامي عبده، نقل عبر حسابه في إكس، الأحد، العديد من المشاهد المروعة لفلسطينيين مجوّعين في غزة بينهم من قضى نحبه وبينهم من يكافح برمق جفّ انتظارا للإمدادات الغذائية.
وفي أحد منشوراته المرفقة بصورة لطفل برزت عظامه من شدة حرمانه الغذائي، كتب عبده: « يريد الاحتلال الإسرائيلي كي وعي الفلسطيني لأجيال، حين تقاوم أو ترفض الإملاءات الإسرائيلية ستواجه بالنار والإبادة ».
وأعلن عبده في منشور آخر « وفاة المعاق محمد السوافيري، جراء سوء التغذية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ».
وفاة السوافيري جوعا علقت عليها أيضا المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، حيث شبهت تعّمد إسرائيل تجويع مليوني إنسان وقتل الأطفال بقطاع غزة بالجرائم النازية.
وقالت في منشرو على إكس أرفقته بإعادة منشور يعلن الوفاة: « جيلنا تربّى على أن النازية كانت الشر الأعظم، وهي كذلك، وأن جرائم الاستعمار ما كان ينبغي أن تُنسى ».
وأردفت: « أما اليوم، فهناك دولة (إسرائيل) تُجوّع الملايين وتُطلق النار على الأطفال من أجل المتعة، تحت حماية الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء، وهذه هي هاوية الوحشية الجديدة، كيف سننجو من هذا؟ ».
مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي، نشر الأحد أيضا، مشاهد مؤلمة تظهر فلسطينيي غزة « ينهارون على الأرض من شدة الجوع؛ بسبب اشتداد حصار الاحتلال واستمرار عدوانه ».
وكتب في آخر: « أرقام مروعة 94 شهيدا من منتظري المساعدات في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد، بينهم 81 في منطقة السودانية/ زكيم » شمال القطاع.
بدوره نشر المرصد الأورومتوسطي على حسابه في إكس، صورة لرضيع متوفّى برزت ضلوعه من الجوع.
وعلقت المرصد على الصورة بالقول: « طفل آخر يموت جوعًا في غزة.. يحيى، البالغ من العمر 3 أشهر فقط، هو الطفل رقم 75 الذي يقتله سياسة التجويع الإسرائيلية ».
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة، إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن مقتل 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر 2023.
وأفادت الوزارة، في بيان نشرته على تلغرام: « المجاعة تقتل في غزة 86 شخصا، (منهم) 76 طفلا، بسبب الجوع وسوء التغذية ».
وأوضحت أن ذلك يعد « مجزرة صامتة » بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ سنوات.
ومنذ 2 مارس 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أكادير 24
منذ 31 دقائق
- أكادير 24
فرنسا تفتح تحقيقًا جنائيًا ضد منصة 'إكس' بسبب خوارزميات التوصية وبيانات المستخدمين
agadir24 – أكادير24 فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقًا جنائيًا ضد منصة التواصل الاجتماعي 'إكس' (Twitter سابقًا)، التي يملكها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، على خلفية اتهامات مثيرة تتعلق بالتلاعب بخوارزميات توصية المحتوى وسوء استخدام بيانات المستخدمين، في خطوة تصاعدت معها التوترات بين فرنسا والمنصة الأمريكية العملاقة. وبحسب صحيفة The Times البريطانية، فإن هذا التحقيق انطلق منذ مطلع يوليوز 2025، بعد تلقي النيابة الفرنسية شكايات رسمية من نائب برلماني وعدد من المسؤولين الحكوميين، الذين عبروا عن مخاوف من استغلال المنصة في الترويج السياسي أو التأثير على الرأي العام عبر خوارزميات خفية لا تخضع للشفافية، ما يشكل تهديدًا للنزاهة الديمقراطية. 'إكس' ترفض التعاون وتصف التحقيق بـ'السياسي' من جهتها، ردّت شركة 'إكس' على الخطوة الفرنسية بلهجة حادة، معتبرة أن ما يجري 'تحقيق جنائي ذو طابع سياسي'، يهدف إلى التضييق على حرية التعبير تحت غطاء قانوني. ونقلت وكالات Reuters وAP News عن ممثلين للشركة قولهم إنهم يرفضون التعاون طالما استمر التحقيق على هذا النحو، واصفين الطلبات الفرنسية بأنها غير عقلانية. ووفقًا لتقارير France 24 وFinancial Times، فقد طالبت السلطات الفرنسية من المنصة تسليم بيانات حساسة، من بينها خوارزميات توصية المحتوى وبيانات المستخدمين في الزمن الحقيقي، وهي معلومات وصفتها الشركة بأنها 'تمس جوهر سرية وخصوصية المستخدمين'. شبهة 'جريمة منظمة' وتهديد بالاعتقالات وربطت السلطات الفرنسية هذا التحقيق بما تعتبره 'جريمة منظمة' تشمل التلاعب بنظام معالجة البيانات الآلي واستغلال بيانات المستخدمين لأغراض سياسية، وفق ما أورده موقع Financial Times. ويخول القانون الفرنسي للنيابة في هذه المرحلة استهداف المنصة من خلال خوارزمياتها فقط، دون المساس المباشر بالمستخدمين، لكن ذلك لا يمنع الشرطة من تنفيذ عمليات تفتيش أو استدعاء قانوني للمسؤولين. وفي هذا السياق، حذرت تقارير من أن التحقيق قد يتطور ليشمل إصدار أوامر توقيف قضائية في حق مسؤولين كبار في المنصة، بمن فيهم إيلون ماسك نفسه، في حال تم رفض تنفيذ الأوامر القضائية أو عرقلة مسار التحقيق، وفق تحليل قانوني نشره موقع تورط خبراء فرنسيين ومخاوف من تسييس الملف وتعود خلفيات التحقيق، بحسب تسريبات إعلامية، إلى مساهمات من شخصيات فرنسية بارزة، من بينها النائب إريك بوثوريل والخبيران دافيد شافالاريا ومازيار بناهي، الذين سبق لهم دق ناقوس الخطر بشأن دور الخوارزميات في توجيه المحتوى السياسي قبيل الانتخابات، وهو ما اعتبرته شركة 'إكس' دليلًا على وجود 'تحامل ممنهج' قد يبرر رفع دعوى مضادة، بحسب Reuters. مواجهة قانونية مفتوحة لا يزال من غير الواضح إن كانت السلطات الفرنسية ستصدر رسميًا استدعاءات أو أوامر توقيف، إلا أن الموقف الصدامي بين الطرفين بات يمثل تحديًا غير مسبوق في علاقة الحكومات بمنصات التكنولوجيا العالمية. وفي ظل تشبث 'إكس' برفض التعاون، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات تصعيد قانوني قد يشمل التدويل، خاصة وسط خلاف أوروبي أمريكي متنامٍ حول حرية التعبير وضوابط الرقابة الرقمية، كما نبهت تقارير من AP News وFinancial Times.


المغرب اليوم
منذ 2 ساعات
- المغرب اليوم
ترامب يعبر عن إستيائه من الغارات الإسرائيلية على سوريا وغزة ويجري إتصالا بنتنياهو بعد إستشهاد مدنيين وإستهداف كنيسة
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " فوجئ" بالغارات الإسرائيلية على مواقع الحكومة السورية والقصف الذي استهدف كنيسة في غزة، وأنه اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي لـ"تصحيح ترامب لم يعجبه رؤية تقارير عن استشهاد غزيين أثناء طلبهم للمساعدات . و أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعجبه رؤية تقارير الأيام الماضية عن استشهاد فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في غزة، كما أنه "فوجئ" بالضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحكومة السورية، بالإضافة إلى القصف المميت الذي نفذه الجيش الإسرائيلي واستهدف كنيسة في غزة. وأشارت استعداد ليفيت لتسليط الضوء على استياء ترامب إلى استمرار عدم ارتياح الولايات المتحدة للسياسات الإسرائيلية في سوريا وقطاع غزة، رغم أن البلدين ما زالا متوافقين إستراتيجيًا بشكل عام. وردًا على سؤال الصحفيين خارج البيت الأبيض حول الحادثة الأخيرة التي شهدت سقوط ضحايا كثر بين طالبي المساعدات في غزة يوم الأحد، قالت ليفيت: "الرئيس لا يحب رؤية ذلك أبدًا. يريد أن يتوقف القتل، وأن يتم التفاوض على وقف إطلاق النار في المنطقة". وأضافت: "يرى الرئيس أن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة أولوية قصوى". و اعترفت قوات الدفاع الإسرائيلية بإطلاقها رصاص تحذيري أصاب بعض الفلسطينيين، زاعمة أنهم اقتربوا من الجنود بطريقة تهددية بينما توافد الآلاف على قافلة تابعة للأمم المتحدة شمال غزة يوم الأحد. بينما قالت سلطات حماس إن 79 فلسطينيًا استشهدوا بنيران إسرائيلية. وتتهم قوات الدفاع الإسرائيلية حماس بالمبالغة في عدد الضحايا، لكنها لم تقدم أرقامًا بديلة، كما أنها ما زالت تمنع الصحفيين الأجانب من التغطية بحرية في غزة للتحقق من الأرقام التي تعلنها حماس. وقالت ليفيت إن ترامب يريد توزيع المساعدات "بطريقة سلمية لا تُزهق فيها المزيد من الأرواح"، مع ضمان عدم وصولها إلى أيدي غير مستحقيها. وأضافت: "كره الرئيس رؤية صور نساء وأطفال يعانون من الجوع ويحتاجون بشكل يائس لتلك المساعدات". وأشارت ليفيت إلى قرار الإدارة الأمريكية بدعم مؤسسة غزة الإنسانية التي توزع المساعدات منذ شهرين عبر آلية جديدة تهدف إلى منع سرقة حماس. لكن هذه الآلية واجهت مشكلات أيضًا، حيث اضطر الفلسطينيون للسير لمسافات طويلة عبر نقاط تفتيش إسرائيلية لاستلام المساعدات. كما أن المؤسسة لم تتحقق من هويات آلاف المستفيدين بسبب الفوضى الكاملة في مواقع التوزيع، مما يجعل من المستحيل التأكد من وصول المساعدات لمستحقيها. وقد عارضت حماس المؤسسة بشدة، وحذرت المدنيين من التعاون معها. عند سؤالها عما إذا كان ترامب قد عبر عن استيائه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب الضربات الإسرائيلية الأخيرة في غزة، قالت ليفيت إن الزعيمين لديهما "علاقة عمل جيدة" ويتواصلان باستمرار. ومع ذلك، أقرت ليفيت بأن ترامب "فوجئ" بالضربات الإسرائيلية في سوريا وكذلك بالهجوم الذي استهدف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، وأودى بحياة ثلاثة مدنيين. وقد اعتذرت إسرائيل عن حادثة الكنيسة، مؤكدة أن القصف جاء بطريق الخطأ. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض: "في كلتا الحالتين، اتصل الرئيس برئيس الوزراء بسرعة لتصحيح تلك الأوضاع". وفي عطلة نهاية الأسبوع، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين مجهولين تعبيرهم عن استيائهم من نتنياهو، مشيرين إلى أن الضربات الإسرائيلية على قوات الحكومة السورية تعرض للخطر القيادة الناشئة التي تحاول واشنطن دعمها لتحقيق الاستقرار في سوريا. ونقل التقرير عن مساعدي ترامب استياءهم من نتنياهو، لكن تصريحات ليفيت أظهرت أن الاستياء وصل إلى الرئيس الأمريكي نفسه. وفي وقت سابق الاثنين، انتقد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، التدخل العسكري الإسرائيلي الأخير في سوريا، قائلاً إن توقيته كان سيئًا ويعقّد جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة. بينما أصرت إسرائيل على أن تحركاتها تهدف إلى حماية الطائفة الدرزية في سوريا، واتهمت قوات الرئيس أحمد الشرع بالتواطؤ في هجمات مميتة ضد الأقلية الدرزية في جنوب سوريا.، كارولين ليفيت، يوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعجبه رؤية تقارير الأيام الماضية عن استشهاد فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في غزة، كما أنه "فوجئ" بالضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحكومة السورية، بالإضافة إلى القصف المميت الذي نفذه الجيش الإسرائيلي واستهدف كنيسة في غزة. وأشارت استعداد ليفيت لتسليط الضوء على استياء ترامب إلى استمرار عدم ارتياح الولايات المتحدة للسياسات الإسرائيلية في سوريا وقطاع غزة، رغم أن البلدين ما زالا متوافقين إستراتيجيًا بشكل عام. وردًا على سؤال الصحفيين خارج البيت الأبيض حول الحادثة الأخيرة التي شهدت سقوط ضحايا كثر بين طالبي المساعدات في غزة يوم الأحد، قالت ليفيت: "الرئيس لا يحب رؤية ذلك أبدًا. يريد أن يتوقف القتل، وأن يتم التفاوض على وقف إطلاق النار في المنطقة". وأضافت: "يرى الرئيس أن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة أولوية قصوى". اعترفت قوات الدفاع الإسرائيلية بإطلاقها رصاص تحذيري أصاب بعض الفلسطينيين، زاعمة أنهم اقتربوا من الجنود بطريقة تهددية بينما توافد الآلاف على قافلة تابعة للأمم المتحدة شمال غزة يوم الأحد. بينما قالت سلطات حماس إن 79 فلسطينيًا استشهدوا بنيران إسرائيلية. وتتهم قوات الدفاع الإسرائيلية حماس بالمبالغة في عدد الضحايا، لكنها لم تقدم أرقامًا بديلة، كما أنها ما زالت تمنع الصحفيين الأجانب من التغطية بحرية في غزة للتحقق من الأرقام التي تعلنها حماس. وقالت ليفيت إن ترامب يريد توزيع المساعدات "بطريقة سلمية لا تُزهق فيها المزيد من الأرواح"، مع ضمان عدم وصولها إلى أيدي غير مستحقيها. وأضافت: "كره الرئيس رؤية صور نساء وأطفال يعانون من الجوع ويحتاجون بشكل يائس لتلك المساعدات". وأشارت ليفيت إلى قرار الإدارة الأمريكية بدعم مؤسسة غزة الإنسانية التي توزع المساعدات منذ شهرين عبر آلية جديدة تهدف إلى منع سرقة حماس. لكن هذه الآلية واجهت مشكلات أيضًا، حيث اضطر الفلسطينيون للسير لمسافات طويلة عبر نقاط تفتيش إسرائيلية لاستلام المساعدات. كما أن المؤسسة لم تتحقق من هويات آلاف المستفيدين بسبب الفوضى الكاملة في مواقع التوزيع، مما يجعل من المستحيل التأكد من وصول المساعدات لمستحقيها. وقد عارضت حماس المؤسسة بشدة، وحذرت المدنيين من التعاون معها. عند سؤالها عما إذا كان ترامب قد عبر عن استيائه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب الضربات الإسرائيلية الأخيرة في غزة، قالت ليفيت إن الزعيمين لديهما "علاقة عمل جيدة" ويتواصلان باستمرار. ومع ذلك، أقرت ليفيت بأن ترامب "فوجئ" بالضربات الإسرائيلية في سوريا وكذلك بالهجوم الذي استهدف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، وأودى بحياة ثلاثة مدنيين. وقد اعتذرت إسرائيل عن حادثة الكنيسة، مؤكدة أن القصف جاء بطريق الخطأ. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض: "في كلتا الحالتين، اتصل الرئيس برئيس الوزراء بسرعة لتصحيح تلك الأوضاع". وفي عطلة نهاية الأسبوع، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين مجهولين تعبيرهم عن استيائهم من نتنياهو، مشيرين إلى أن الضربات الإسرائيلية على قوات الحكومة السورية تعرض للخطر القيادة الناشئة التي تحاول واشنطن دعمها لتحقيق الاستقرار في سوريا. ونقل التقرير عن مساعدي ترامب استياءهم من نتنياهو، لكن تصريحات ليفيت أظهرت أن الاستياء وصل إلى الرئيس الأمريكي نفسه. وفي وقت سابق الاثنين، انتقد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، التدخل العسكري الإسرائيلي الأخير في سوريا، قائلاً إن توقيته كان سيئًا ويعقّد جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة. بينما أصرت إسرائيل على أن تحركاتها تهدف إلى حماية الطائفة الدرزية في سوريا، واتهمت قوات الرئيس أحمد الشرع بالتواطؤ في هجمات مميتة ضد الأقلية الدرزية في جنوب سوريا.


هبة بريس
منذ 13 ساعات
- هبة بريس
المبعوث الأميركي ينتقد إسرائيل ويدافع عن الحكومة السورية الناشئة
أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم برّاك، أن بلاده لا تمتلك 'خطة بديلة' لتحقيق وحدة الأراضي السورية، مشددًا على التزام واشنطن بدعم الحكومة السورية الجديدة، رغم التحديات التي تواجهها البلاد بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية والصراعات الطائفية المتجددة. وفي تصريحات له أمس، عبّر برّاك عن قلقه من التدخلات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية، واصفًا الضربات الجوية الإسرائيلية بأنها 'سيئة التوقيت' وتزيد من تعقيد جهود التهدئة والاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن 'إسرائيل تسعى لرؤية سوريا مقسمة'، حسب تعبيره. وأضاف أن الحكومة السورية الحالية، رغم محدودية مواردها، 'تبذل ما بوسعها كحكومة ناشئة لمعالجة الأزمات المتعددة ولمّ شمل مكونات المجتمع السوري المتنوع'، داعيًا إلى وقف 'القتل والانتقام والمجازر من كافة الأطراف'. ردًا على الانتقادات، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عبر حسابه على منصة 'إكس'، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية 'جاءت لوقف المجازر بحق أبناء الطائفة الدرزية في سوريا'، مؤكدًا أن دروز سوريا 'هم إخوة للدروز في إسرائيل'. في سياق آخر، علّق رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، الشيخ مضر حماد الأسعد، على إخراج عدد من العائلات من محافظة السويداء، مشددًا على أن الأمر لا يرقى إلى 'تهجير قسري'، بل يُعد 'نزوحًا مؤقتًا' ريثما تُعاد منازلهم المدمرة إلى حالتها الأصلية. وأوضح الأسعد، في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن عملية إعادة هذه العائلات إلى ديارها ستكون تحت إشراف الجيش والأمن الداخلي، وبما يضمن كرامتهم وأمنهم. وتبقى الأوضاع في سوريا، وسط تصاعد التوترات الإقليمية، مرشحة لمزيد من التعقيد ما لم تتوفر إرادة دولية حقيقية لدعم الاستقرار، وتغليب مصلحة الشعب السوري على المصالح الجيوسياسية.