
بيئات العمل الصحية أساس الاستدامة والإنتاج
بعد إجراء الفحوصات أخبره الطبيب أن حالته لا تعود إلى مرض عضوي محدد، بل إلى نمط حياته اليومي. طبيعة عمله المكتبي، ساعات الجلوس الطويلة والضغط النفسي المستمر، كلها عوامل تراكمت وأثرت في جسده وصحته العامة وربما بدأ في دخول مرحلة «الاحتراق الوظيفي». لم يكن الحل دواء أو راحة مؤقتة، بل تغيير في أسلوب الحياة داخل بيئة العمل نفسها.
القصة - وإن بدت فردية - هي انعكاس لحالة عامة تتكرر بصمت بين الكثير من الموظفين في بيئات العمل الحديثة. في السعودية، يعيش آلاف من الموظفين ظروفًا مشابهة. تشير الإحصاءات إلى أن نحو %40 من البالغين يعانون من السمنة، وأن أكثر من %70 لديهم زيادة في الوزن، وبالطبع هذه النسب العالية ليست فقط ذات مدلولات صحية، بل لها تبعات اقتصادية واجتماعية مباشرة.
دراسة نشرت في East Mediterranean Health Journal أشارت إلى أن الأمراض غير السارية (مثل السكري وأمراض القلب والسمنة) تكلف السعودية أكثر من 11.8 مليار دولار أي ما يعادل %13.6 من إجمالي الإنفاق الصحي، بينما تكاليف الإنتاجية المفقودة نتيجة غياب الموظفين بسبب المرض ربما تتجاوز %4 من إجمالي الناتج المحلي. هذه الخسائر الاقتصادية يمكن رد أسبابها إلى فقدان الإنتاجية المتزايد والإجازات المرضية الكثيرة وضعف ولاء الموظفين، نظرًا لبيئات العمل السلبية. بينما تقديرات صادرة عن غرفة التجارة الأمريكية تشير إلى أن تأثير الغياب المتكرر والتقاعد المبكر نتيجة المرض في السعودية قد يبلغ %9.7 من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 إن لم يتدارك الوضع.
ورغم أن هذه الأرقام مثيرة للقلق فإن الحلول ليست - بالضرورة - مكلفة أو معقدة، بل قد تبدأ بخطوات بسيطة، كتشجيع الموظفين على الحركة، منح فترات استراحة قصيرة منتظمة، تنظيم نشاطات جماعية خفيفة، إتاحة استشارات نفسية وتوفير بيئة داعمة رحيمة، تراعي الضغوط الذهنية التي من الممكن أن يتعرض لها الموظفون. إذ توضح دراسات عالمية متعددة أن استثمار كل دولار في برامج تعزيز الصحة داخل بيئة العمل، يمكن أن يؤدي إلى توفير ما يتراوح بين 3 إلى 6 دولارات، بحسب جودة البرنامج والفئة المستهدفة. وأظهرت دراسة منشورة في مجلة Health Affairs أن متوسط العائد على الاستثمار (ROI) لمثل هذه البرامج بلغ حوالي 4 دولارات لتكاليف الرعاية الصحية، وحوالي 3 دولارات لتقليل الغياب عن العمل، أي ما مجموعه 7 دولارات لكل دولار يتم استثماره. هذه المكاسب لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تشمل زيادة الإنتاجية، ورفع معنويات الموظفين، وتحسين ولائهم للمؤسسة.
مثلما أدرك صاحب القصة أن نمط العمل كان يؤذي صحته، يجب كذلك على المؤسسات إدراك أن بيئة العمل الصحية ليست ترفًا ولا خيارًا ثانويًا، بل ضرورة إستراتيجية. فالموظف السليم أكثر ولاءً وأعلى إنتاجية وأقل استهلاكًا للموارد الصحية. وعلى نطاق أوسع فإن تحسين بيئة العمل هو استثمار في صحة المجتمع، وفي استدامة الاقتصاد، وفي مستقبل وطن يعول على موارده البشرية لتحقيق رؤيته الطموحة. وقد لخص سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا التوجه بقوله: «المواطن السعودي هو أعظم ما تملكه المملكة للنجاح» هذه ليست مجرد عبارة، بل بوصلة تؤكد أن بناء الإنسان هو حجر الزاوية في كل تقدم نطمح إليه. فمستقبل المملكة لا يبنى فقط على الثروات الطبيعية أو المنشآت الضخمة، بل على إنسان يتمتع بصحة جسدية ونفسية، تؤهله للعطاء والإبداع والقيادة في عالم متغير.
قصة ذلك الرجل في لقائنا العائلي ليست إلا مرآة لصوت داخلي نشعر به جميعًا، أحيانًا في الإرهاق الصامت وأحيانًا في التأجيل المستمر للعناية بأنفسنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
مشروع " المستشفى التعليمي الطبي لجامعة طب عدن"… بين طموح الإنجاز ومحاولات الإفشال
لا يزال المشروع الطبي الطموح المتمثل بالمستشفى التعليمي الطبي لكلية الطب جامعة والذي من المفترض أنه سيضم خمس كليات منضوية في كلية الطب في العاصمة عدن يراوح مكانه من الجمود واللامبالاة، بل والخشية أن يتم الالتفاف عليه من خلال السطو على الموقع المخصص لهذا المشروع المحاذي للكلية وحديقة عدن كبرى تحت عدة ذرائع ومسميات مريبة او رميه خلف الصحراء. فالمشروع الذي بدأت فكرته بأوامر رئاسية من الرئيس السابق صالح عام ٢٠٠٦م وتم اتخاذ كل الإجراءات الفنية والهندسية الإدارية والمالية، سواء بتجهيز التصميم الهندسي الذي انجز فعلا منذ ذلك العام، وكذا استكمال إجراءات الصرف والتمليك من قبل مصلحة أراضي وعقارات الدولة( كان آخرها توجيهات رئيس الحكومة السابق بن مبارك قبل اشهر)، أو من حيث اعتماد مبلغ التنفيذ ١٠٠ مليون دولار من الصندوق العربي للتنمية المستدامة (الكويت) وإجراء المناقصة، وغيرها من الإجراءات. ومع ذلك ثمة تراخٍ واضح من قبل الجهات المعنية بالجامعة و في غير الجامعة ونعني السلطات القائمة لإنجاز هذا المشروع العملاق، برغم ما يقابل ذلك من نضال مستميت يقوم به كثير من طاقم هيئة التدريس وبعض العمداء السابقين والحاليين بعدة أشكال النضال والمتابعة كان آخرها وقفة احتجاجية أمام الموقع شارك فيها عدد كبير من الأساتذة والمواطنين والطلاب. هؤلاء الأستاذة الذين بعضهم لم يعد لهم ارتباطا مباشرا بالجامعة بعد تقاعد معظمهم، وهذا يدل على حرصهم الوطني وغيرتهم على عدن واهلها وسمعتها و ينفي المزاعم التي تزعم ان هذه الجهود تقف خلفها مصالح شخصية نفعية ،فهؤلاء المعتصمون الذين بلغ بعضهم عُمرا عتيا أطلقوا صرختهم المدوية بوجه المتقاعسين بالجامعة و بوجه من يحاول إجهاض المشروع والتآمر عليه والسمسرة بموقعه، تارة بزعم ان الموقع قد تم اعتماده ليكون قاعات امتحانات وتارة أخرى بأنه سيكون موقف سيارات للحديقة !!.. وهذا التوجه في نظرنا فضيحة كبرى تتجلى خلفها نوايا سيئة ،بل ان ثمة مساعٍ مريبة تعمل على نقل المشروع إلى منطقة بعيدة عن كليات كلية الطب، ربما إلى هناك في قلب الصحراء خلف مدينة الشعب، ما يعني ذلك إن تم لا قدر الله جريمة بحق عدن وبحق الطلاب والمدرسين الذين سيكون عليهم عبء تحمل عناء ومشقة و كُلفة أموال المواصلات بين كلياتهم في خورمكسر وبين مدينة الشعب. خلاصة القول:نحن هنا نطلق صرختنا للجهات المعنية بسرعة إنجاز هذا المشروع قبل أن يطير المبلغ المعتمد ،ولإغلاق المحاولات التي تستهدف إفشاله، وهو المشروع الذي سيكون صرحا طبيا علميا شامخا يليق بعدن وبمكانتها ، بل هو حقٌ مستحق لها. … فمن المؤسف أن يكون نظام صالح أحرص على عدن من الذين أتوا عام ٢٠١٥م ويزعمون بجنوبيتهم وبحبهم لعدن ، ومن المؤلم كذلك ان نرى اقرب الجامعات الى عدن افضل حالات ولا مجال للمقارنة معها ،ونعني هنا جامعة تعز تناطح السحاب ببنيتها ومبانيها وتجهيزاتها ( إنجاز مبنى ومعنى) فيما عدن العراقة والعلم والثقافة تتنازعها الأهواء ويستبد بها اللاشعور بالمسئولية جعلتها في الدرك الأسفل من الإهمال والضياع. مع العلم ان كل رؤساء الحكومات بعد ٢٠١٥م قد أصدروا توجيهاتهم للجهات المعنية لإنجاز المشروع، بل وهناك تعليمات واضحة من الرئيس السابق هادي، ومؤخرا من القائد عيدروس قبل شهور موجهة للمحافظ بل وقبلها وقف مدير أمن عدن السابق شلال شائع قبل سنوات موقفا صلبا الى جانب جامعة عدن لتنفيذ المشروع، ولكن كل هذه الجهود لم تترجم الى واقع عملي حتى اليوم …. فهذه دعوتنا الصادقة بحجم هذا المشروع نطلقها في مسامع الجهات المعنية بسرعة انجاز هذا المشروع حتى لا يبتلعه غول فساد الاراضي، وحتى نجعل منه هدية لائقة ليس لعدن فحسب بل للمحافظات المجاورة ايضا ،ولتاريخ الطب فيها، وبمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء مستشفى عدن العظيم.


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
السكر ليس العدو بل كيف نستهلكه... دراسة تشرح
يعدُّ السكر العدو الأول الذي يمكن أن يسبب السكري أو مقاومة الإنسولين، لكنَّ دراسةً واسعةَ النطاق حول السكر وداء السكري من النوع الثاني وجدت أن تناول السكر أفضل بكثير من شربه. وحسب تقرير لشبكة «فوكس نيوز»، قام باحثون من جامعة بريغهام يونغ (BYU) في يوتا، بالتعاون مع أكاديميين من ألمانيا، بتحليل بيانات من 29 دراسة شملت أكثر من 800 ألف شخص في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وأستراليا وأميركا اللاتينية. ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «التقدم في التغذية» في مايو (أيار)، أن تناول السكر في مشروبات مثل الصودا وعصائر الفاكهة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني (T2D)، بينما لم يكن السكر المُتنَاول في الأطعمة الكاملة مرتبطاً بهذا الخطر. وقالت كارين ديلا كورت، المؤلفة الرئيسية وأستاذة علوم التغذية في جامعة بريغهام يونغ لـ«فوكس نيوز»: «معظم التوصيات تجمع جميع أنواع السكريات معاً أو تركز بشكل عام على السكريات المضافة». وأضافت: «لكن أبحاثنا تُظهر أن التأثير الصحي للسكر يعتمد بشكل كبير على كيفية استهلاكه». وأظهرت البيانات أن كل حصة يومية (12 أونصة) من المشروبات المحلاة بالسكر، مثل الصودا أو مشروبات الطاقة، تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 25 في المائة، بينما ترفع حصة (8 أونصات) من عصير الفاكهة، بما في ذلك عصير الفاكهة 100 في المائة وعصائر النكتار، الخطر بنسبة 5 في المائة». تغلف السكريات في الأطعمة الكاملة بالألياف والبروتينات والدهون الصحية وتابعت: «مع ذلك، فإن المخاطر نسبية، مما يعني أنه إذا كانت احتمالية إصابة شخص ما بمرض السكري من النوع الثاني 10 في المائة، فإن شرب أربع مشروبات غازية يومياً قد يزيد هذه المخاطر إلى نحو 20 في المائة، وليس 100 في المائة». وحسب الخبراء، فإن التوقف عن شرب المشروبات الغازية (الدايت) يمكن أن يُحسّن صحة القلب وتوازن الأمعاء. في الوقت نفسه، لم ترتبط السكريات الطبيعية في الأطعمة الكاملة مثل الفاكهة، أو حتى بعض السكر المضاف في الأطعمة الأخرى الغنية بالألياف، بزيادة خطر الإصابة، بل قد تكون وقائية في بعض الحالات. وأوضحت ديلا كورت أن الفرق هو أن المشروبات السكرية تُزوّد الجسم بكميات كبيرة من السكر سريع الامتصاص من دون ألياف أو بروتين أو دهون، التي تبطئ عملية الهضم، مما يُثقل كاهل قدرة الجسم على التحكم في مستوى الغلوكوز في الدم والإنسولين. بالمقابل، تغلف السكريات في الأطعمة الكاملة بالألياف والبروتينات والدهون الصحية التي تُبطئ عملية الهضم وتُساعد الجسم على تنظيم مستوى السكر في الدم. ومع أن الدراسة قائمة على الملاحظة، ولا يُمكنها إثبات أن المشروبات السكرية تُسبب داء السكري من النوع الثاني، فإنها تُقدم أدلة قوية على أن هذه العلاقة لا تقتصر على عادات غير صحية أوسع نطاقاً، بل تُشكل المشروبات خطراً مُستقلاً. وأشارت ديلا كورت إلى أن «نمط الحياة لطالما لعب دوراً في خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، لكن تحليلنا يُظهر أن العلاقة بين المشروبات السكرية وداء السكري من النوع الثاني قائمة بغض النظر عن عوامل أخرى مثل النشاط البدني أو الوزن أو التدخين». وأضافت: «يبدو أن المشروبات السكرية ضارةٌ بحد ذاتها». وأكد الباحثون على ضرورة تركيز الإرشادات الغذائية ليس فقط على كمية السكر المستهلكة، بل أيضاً على كيفية تناوله. وشرحت ديلا كورت أن هناك حاجة لدراسات مستقبلية لفهم كيفية تأثير شكل السكر وسياق تناوله على عملية الأيض واستجابة الإنسولين، وأن التجارب طويلة الأمد المُحكمة حول كيفية معالجة الكبد للسكر في الأطعمة المختلفة ستساعد في توضيح تأثيره على خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. وقالت: «هناك مجال للسكر في النظام الغذائي البشري، وقد أظهرت دراستنا أن الكميات المعتدلة منه يمكن أن تكون وقائية أيضاً. إن شكل المصدر وسياق تناوله هما الأهم».


الوئام
منذ 12 ساعات
- الوئام
مسابقة رؤية الجيل القادم تعود ضمن ملتقى الصحة العالمي 2025
أعلن ملتقى الصحة العالمي 2025 عن عودة مسابقة رؤية الجيل القادم في دورتها الجديدة، لتشكل محطة بارزة ضمن فعاليات الحدث العالمي الرائد في مجال الرعاية الصحية، الذي تستضيفه السعودية برعاية وزارة الصحة وبدعم من برنامج تحول القطاع الصحي، أحد برامج رؤية السعودية 2030. وتنظمه شركة تحالف، المشروع المشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وصندوق الفعاليات الاستثماري وشركة إنفورما العالمية. وتقام فعاليات الملتقى خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر 2025 في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم. اقرأ أيضًا: الرياض تحتضن 'Six Kings Slam' بمشاركة نخبة نجوم التنس العالمي في أكتوبر تنعقد المسابقة على مسرح منتدى المستثمرين لتكون منصة فريدة تجمع أبرز الشركات الناشئة والنامية عالميًا في مجال التقنية الصحية، مستهدفة ربط المبتكرين بالمستثمرين والخبراء وفرص الوصول إلى الأسواق، بما يتيح لهم الارتقاء إلى ريادة القطاع عالميًا. وتستقبل المسابقة هذا العام مشاريع متخصصة في الصحة الرقمية، التقنية الطبية، التقنية الحيوية، علوم الحياة، الصحة العامة والابتكار السريري، مع تركيز على الشركات التي تعزز الوصول إلى الرعاية الصحية، المساواة، والرعاية الوقائية. وتفتح أبوابها أمام الشركات الناشئة من السعودية ومختلف دول العالم، بعد أن شملت دورة العام الماضي مشاركات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. ويتولى لجنة تحكيم مرموقة تضم خبراء وقادة قطاع عالميين تقييم المشاريع المشاركة، بفضل خبراتهم الممتدة لعقود في الاستثمار وحلول الرعاية الصحية المبتكرة. وتوفر المسابقة للمشاركين فرصة استثنائية للتواصل المباشر مع أكثر من 300 مستثمر عالمي، من بينهم شركات رأس المال الاستثماري، وصناديق الثروة السيادية، والشركات العائلية، إضافة إلى الاستفادة من إرشادات متخصصة. ومن بين المؤسسات البارزة المؤكدة مشاركتها: ديرفيلد، مجموعة البنك الدولي، صندوق الاستثمارات العامة، وأتيم كابيتال. وتصل قيمة الجائزة الكبرى المخصصة للفائز إلى 100 ألف ريال، فضلًا عن منصة استراتيجية لدعم انتشار المنتج الفائز إقليميًا. وتضم القائمة النهائية 20 شركة مقسمة إلى فئتين: الشركات الناشئة (بتمويل ذاتي وجولات أقل من 2 مليون دولار)، والشركات النامية (بتمويل من الفئة A وما فوق). ومنذ انطلاقتها، هدفت المسابقة إلى تسليط الضوء على الشركات الناشئة في التقنية الصحية، وتطورت لتصبح منصة موثوقة لدعم هذه الشركات في مراحلها المبكرة، عبر تعزيز حضورها، توسيع شبكاتها، وتسريع نموها. وتستهدف نسخة هذا العام جذب الشركات ذات الإمكانات العالية الساعية للتواصل مع المستثمرين والشركاء وبناء موقع قوي ضمن منظومة الابتكار الصحي عالميًا. وتعكس المسابقة في نسختها الثانية رسالة ملتقى الصحة العالمي بتعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة للابتكار والاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، فضلًا عن انسجامها مع مستهدفات رؤية 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي، وتسريع تبني حلول الصحة الرقمية التي تدعم المساواة وتحسين النتائج الصحية داخل السعودية وخارجها. إلى جانب ذلك، يحتضن الملتقى منتدى المستثمرين في يوميه الثاني والرابع، موفرًا للشركات الناشئة والنامية فرصة فريدة للوصول المباشر إلى المشهد الاستثماري الحيوي للقطاع الصحي في المملكة. ويركز المنتدى في يومه الرابع على المشتريات من خلال عرض نماذج شراء مبتكرة، وحلول سلسلة التوريد، واستراتيجيات مستدامة تتماشى مع المبادرات الخضراء للسعودية. وتأتي النسخة الثامنة من ملتقى الصحة العالمي في ظل النمو الاقتصادي المتسارع للسعودية ومكانتها كمركز رئيسي لجذب الاستثمارات في الشركات الناشئة بالمنطقة، حيث رُصد خلال النصف الأول من عام 2025 رأس مال استثماري بلغ 860 مليون دولار أمريكي، بزيادة 116% عن الفترة نفسها من عام 2024، متجاوزًا إجمالي التمويل الذي تم ضخه طوال العام الماضي. هذا النمو يعكس تعاظم دور السعودية في قيادة مشهد الابتكار وريادة الأعمال في مجال الصحة، إذ استحوذت على 56% من إجمالي رأس المال المخصص و37% من إجمالي الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لترسخ موقعها كأحد أبرز مراكز الاستثمار الصحي عالميًا.