logo

الانهيار الاقتصادي الأمريكي والإسرائيلي: أفول الهيمنة وثمن العدوان!خالد دراوشه

ساحة التحرير٢١-٠٣-٢٠٢٥

الانهيار الاقتصادي الأمريكي والإسرائيلي: أفول الهيمنة وثمن العدوان!
بقلم: خالد دراوشه
مقدمة: حينما تسقط الإمبراطوريات من الداخل
ليست هذه مجرد أزمة اقتصادية عابرة في أمريكا و'إسرائيل'، بل ارتجاجٌ في أساسات نظام عالمي صُنع على الاستعلاء والعدوان. بين يناير ومارس 2025، انهارت أسواق المال الأمريكية كما لو أن الأرض انسحبت من تحت أقدامها، فيما يرزح اقتصاد الكيان الصهيوني تحت وطأة المقاومة، فهل هذا مجرد اضطراب مالي؟ أم أننا نشهد لحظة سقوط الغرب من عليائه؟
لم تكن هذه الضربات نتيجة عوامل اقتصادية بحتة، بل إفرازًا لعقودٍ من سياسات الاستعمار المالي والعسكري، حيث تتحول القوة إلى عبء، والهيمنة إلى لعنة تُلاحق أصحابها. واشنطن وتل أبيب تدفعان اليوم ثمن الدم الفلسطيني المسفوك في غزة، وثمن العجز أمام صواريخ اليمن في البحر الأحمر، وثمن الغطرسة أمام قوى ناشئة تعيد رسم الخريطة العالمية.
الفصل الأول: الاقتصاد الأمريكي.. بين سندان المقاومة ومطرقة الصين
ضربة الصين التكنولوجية: حينما تُهزم أمريكا بسلاحها
لم يكن انهيار 1.2 تريليون دولار من قطاع التكنولوجيا الأمريكي مجرد تصحيحٍ مالي، بل زلزالٌ أحدثته الصين عبر شركة DeepSec، التي كشفت زيف تفوق 'وادي السيليكون'، القائم على سرقة العقول واحتكار الابتكار.
المفارقة القاتلة؟ واشنطن جعلت من التكنولوجيا سلاحًا للرقابة والاستخبارات، فوجدت نفسها أمام خصمٍ يحسن استخدام السلاح ذاته، لكنه أكثر ذكاءً وأقل تكلفة.
الفيدرالي الأمريكي: أدوات الهيمنة ترتد على أصحابها
عندما خفّض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة 25 نقطة أساس، كان ذلك اعترافًا ضمنيًا بأن النظام الاقتصادي الأمريكي أصبح في غرفة الإنعاش، بعدما تجاوز الدين العام 35 تريليون دولار بسبب الإنفاق العسكري المسعور في الشرق الأوسط.
انهيار مؤشر داو جونز 6% لم يكن مجرد رقم، بل ناقوس خطر يدق في وول ستريت: 'السوق الآمن' لم يعد آمنًا، والأموال تهرب إلى أسواق أخرى أكثر استقرارًا.
الضربة اليمنية: حاملة الطائرات تتحول إلى حاملة خسائر
استهداف القوات اليمنية لحاملة الطائرات 'هاري ترومان' للمرة الرابعة لم يكن فقط عملًا عسكريًا، بل صفعةً اقتصادية قاسية:
تكلفة الإصلاحات تتجاوز مليار دولار لكل ضربة.
تأمين السفن الأمريكية في البحر الأحمر ارتفع بنسبة 300%، مما يجعل التجارة الأمريكية أكثر تكلفة، وأقل جدوى.
لم تعد واشنطن قادرة على تأمين سفنها، فكيف ستؤمّن اقتصادها؟
الفصل الثاني: الكيان الصهيوني.. من 'قلعة اقتصادية' إلى اقتصاد محاصر
غزة: حينما تهزم المقاومة الدولار بالصواريخ
كل قذيفة تطلقها المقاومة في غزة لا تسقط على الأرض فقط، بل تسقط معها أرقام البورصة في تل أبيب:
قطاع السياحة فقد 2.3 مليار دولار منذ أكتوبر 2023، مع إلغاء 85% من الحجوزات الفندقية.
هروب رؤوس الأموال: شركات عملاقة مثل Google وHSBC سحبت استثماراتها من الكيان بعد إدراجها في قوائم المقاطعة.
قال وزير الخارجية الصهيوني: 'الحرب ستستمر حتى استعادة الأسرى'، لكن الحقيقة أن الاقتصاد الصهيوني لم يعد يحتمل كلفة الحرب، فما بالك بالاستمرار فيها؟
لعنة البحر الأحمر: الاقتصاد الإسرائيلي في مهب الريح
بسبب الضربات اليمنية، تخسر 'إسرائيل' 9 مليارات دولار شهريًا نتيجة تعطيل الشحن البحري.
ارتفاع تكلفة التأمين على السفن المتجهة لموانئ الكيان 600% جعل المنتجات المستوردة أغلى، فيما يعاني الاقتصاد المحلي من ركودٍ خانق.
حتى الشركات الكبرى لم تعد تثق في قدرة 'إسرائيل' على الاستمرار، فكيف يثق بها المستثمر العادي؟
الفصل الثالث: عالمٌ جديد يولد من رماد الدولار والصهيونية
محور المقاومة يكتب معادلات التجارة العالمية
لم يعد الحصار الغربي قادرًا على خنق القوى الصاعدة، فمشروع الممر الشمالي-الجنوبي بين روسيا وإيران والهند يعيد رسم طرق التجارة، ويقصي واشنطن عن قلب النظام الاقتصادي.
اليوان الصيني يزاحم الدولار، ويرتفع إلى 23% من احتياطيات الدول المناهضة للهيمنة الأمريكية، بينما يتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ 1991.
واشنطن تفقد السيطرة على سوق الطاقة
تحالف بريكس أصبح يُهيمن على 43% من إنتاج النفط العالمي، في حين تفقد واشنطن نفوذها بعد فشلها في إخضاع إيران وفنزويلا.
صفقة الغاز الروسي-الصيني 'قوة سيبيريا 2' قطعت الطريق أمام شركات مثل Exxon، التي خسرت 18% من أرباحها خلال عام واحد.
الخاتمة: سقوط الإمبراطوريات لا يأتي فجأة.. لكنه حتمي
الأزمات المالية في واشنطن وتل أبيب ليست مجرد أرقامٍ في نشرات الاقتصاد، بل مؤشرات على تحوّل جذري في النظام العالمي:
أمريكا تفقد سلاح الدولار، بعدما تحوّل إلى عملة مُحمّلة بالديون والعجز.
'إسرائيل' تفقد أمنها الاقتصادي، بعدما باتت مقاومة صغيرة تستطيع فرض حصار بحري عليها.
الصين وروسيا ومحور المقاومة يصنعون نظامًا جديدًا، حيث القوة تُقاس بالتنمية، لا بالحروب.
السؤال لم يعد: هل سينهار الاقتصاد الأمريكي والإسرائيلي؟ بل: متى؟ والجواب أصبح واضحًا في بيانات 2025: أفول الإمبراطوريات قد بدأ.
‎2025-‎03-‎21
The post الانهيار الاقتصادي الأمريكي والإسرائيلي: أفول الهيمنة وثمن العدوان!خالد دراوشه first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع أسعار الذهب في بغداد و اربيل مع صعود المعدن النفيس عالمياً
ارتفاع أسعار الذهب في بغداد و اربيل مع صعود المعدن النفيس عالمياً

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

ارتفاع أسعار الذهب في بغداد و اربيل مع صعود المعدن النفيس عالمياً

شفق نيوز/ ارتفعت أسعار الذهب الاجنبي والعراقي في الأسواق المحلية بالعاصمة بغداد، و في اربيل عاصمة اقليم كوردستان اليوم السبت( 24 أيار/مايو 2025). . وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إن أسعار الذهب، في أسواق الجملة ب‍‍‍شارع النهر في العاصمة ‍‍بغداد سجلت صباح اليوم، سعر بيع للمثقال الواحد عيار 21 من الخليجي والتركي والأوربي 668 الف دينار، وسعر الشراء 664 الف دينار. فيما سجلت أسعار يوم الخميس الماضي 660 ألف دينار. وأشار مراسلنا، إلى أن سعر بيع المثقال الواحد عيار 21 من الذهب العراق سجل عند 638 الف دينار، وبلغ سعر الشراء 634 الفاً. وفيما يخص أسعار الذهب في محال الصاغة، فإن سعر بيع مثقال الذهب الخليجي عيار 21 يتراوح بين 670 الف دينار و 680 ألفاً، البيع مثقال الذهب العراقي بين 640 الفا و 650 الف دينار. اما اسعار الذهب في اربيل فقد سجل ارتفاعا ايضا حيث سجل عيار 22 بيع 707 آلاف دينار ، وعيار 21 بيع 675 ألف دينار، وعيار 18 بيع 578 ألف دينار. واتجه الذهب أمس الجمعة نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 3299.79 دولاراً للأونصة (الأوقية) وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة بالمئة منذ بداية الأسبوع ولغاية يوم أمس ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة أيضا إلى 3299.60 دولاراً.

استقرار أسعار صرف الدولار في بغداد وأربيل
استقرار أسعار صرف الدولار في بغداد وأربيل

شفق نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • شفق نيوز

استقرار أسعار صرف الدولار في بغداد وأربيل

شفق نيوز/ شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي، صباح اليوم السبت، استقراراً في أسواق العاصمة بغداد وفي أربيل عاصمة إقليم كوردستان. وأفاد مراسل وكالة شفق نيوز، بأن أسعار الدولار استقرت في بورصتي الكفاح والحارثية ببغداد، مسجلة 142,100 دينار عراقي مقابل كل 100 دولار، وهي نفس الأسعار التي سجلت يوم الخميس الماضي. وأضاف أن أسعار البيع في مكاتب الصيرفة ضمن الأسواق المحلية في بغداد حافظت على استقرارها، إذ بلغ سعر البيع 143,000 دينار مقابل 100 دولار، في حين بلغ سعر الشراء 141,000 دينار. وفي أربيل، سجل الدولار استقراراً مماثلاً، حيث بلغ سعر البيع 142,000 دينار لكل 100 دولار، فيما بلغ سعر الشراء 141,759 ديناراً مقابل 100 دولار.

استقرار أسعار صرف الدولار في بغداد وأربيل
استقرار أسعار صرف الدولار في بغداد وأربيل

الرأي العام

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي العام

استقرار أسعار صرف الدولار في بغداد وأربيل

شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي، صباح اليوم السبت، استقراراً في أسواق العاصمة بغداد وفي أربيل. وأن أسعار الدولار استقرت في بورصتي الكفاح والحارثية ببغداد، مسجلة 142,100 دينار عراقي مقابل كل 100 دولار، وهي نفس الأسعار التي سجلت يوم الخميس الماضي. وأن أسعار البيع في مكاتب الصيرفة ضمن الأسواق المحلية في بغداد حافظت على استقرارها، إذ بلغ سعر البيع 143,000 دينار مقابل 100 دولار، في حين بلغ سعر الشراء 141,000 دينار. وفي أربيل، سجل الدولار استقراراً مماثلاً، حيث بلغ سعر البيع 142,000 دينار لكل 100 دولار، فيما بلغ سعر الشراء 141,759 ديناراً مقابل 100 دولار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store