logo
الصين أمام فرصة نادرة لإعادة بناء علاقاتها مع أوروبا

الصين أمام فرصة نادرة لإعادة بناء علاقاتها مع أوروبا

الإمارات اليوم٠١-٠٣-٢٠٢٥

قضت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، أربع سنوات في بناء جبهة موحدة مع أوروبا لمواجهة الصين.
وبعد مرور شهر على ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، أصبحت هذه الجبهة الموحدة في حالة يُرثى لها بعد أن قلبت الإدارة الجديدة بشكل كبير نهج الرئيس السابق جو بايدن، فأصبحت صديقة لروسيا وابتعدت عن أوروبا.
وفي أعقاب النهج الذي يستخدمه ترامب لتدمير العلاقات مع حلفائه الأوروبيين، تلوح فرصة نادرة أمام الصين لبناء جبهتها الموحدة مع أوروبا.
فخلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد أخيراً، أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، سلسلة اجتماعات مع القادة الأوروبيين، أهمهم المستشار الألماني أولاف شولتس، المنتهية ولايته، ووجه نداء مباشراً إليهم في خطابه، قائلاً: «لقد رأت الصين دائماً في أوروبا قطباً مهماً في العالم المتعدد الأقطاب.. الصين على استعداد للعمل مع الجانب الأوروبي لتعميق الاتصالات الاستراتيجية والتعاون متبادل المنفعة».
وعلى النقيض من نهج ترامب المتمثل في تهميش أوكرانيا، ومناقشة إنهاء الحرب مباشرة مع روسيا، اكتسب وانغ تأييداً من نظرائه الأوروبيين، من خلال دعم حقهم في الحصول على مقعد على طاولة المفاوضات.
ففي اجتماعه مع رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قال وانغ، إن الصين «تدعم الدور المهم الذي تلعبه أوروبا في محادثات السلام» بأوكرانيا.
فرصة للمصالحة
وقال رئيس قسم العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة بون، شيويو جو: «إن تصاعد الاحتكاك والخلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يوفر لبكين بالتأكيد فرصة نادرة للمصالحة مع الاتحاد الأوروبي، والعديد من الدول الأوروبية التي استاءت من قبل من سياسة الصين تجاه روسيا».
وبالطبع، لن تنسى أوروبا بسهولة دعم الصين للجهود الحربية الروسية، والذي كان عاملاً رئيساً في ابتعاد بروكسل عن بكين على مدى السنوات الثلاث الماضية.
لكن مع دفع ترامب للدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5%، وإشارته إلى أن الدعم الأميركي للكتلة قد يتلاشى، فقد يوافق القادة الأوروبيون على العرض الضمني الذي تقدّمه لهم الصين.
محنة مشتركة
وعلاوة على ذلك، يتقاسم الاتحاد الأوروبي والصين محنة مشتركة تجمعهما معاً على صعيد واحد، حيث فرض ترامب بالفعل تعرفات جمركية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية، و25% على واردات الألمنيوم والصلب من جميع البلدان، بما في ذلك الحلفاء الأوروبيون، كما أن هناك مزيداً من التعرفات الجمركية في الطريق.
وتعهد ترامب بجعل التجارة الأميركية «متبادلة» في جميع أنحاء العالم، ومطابقة جميع التعرفات والضرائب المطبقة على السلع الأميركية بتعرفات جمركية جديدة في الداخل، والاتحاد الأوروبي من بين قائمة الأهداف.
ومع مواجهة الاتحاد الأوروبي عبئاً اقتصادياً متزايداً من التعرفات الجمركية وزيادة الإنفاق الدفاعي، قد تصبح الصين شريان حياة اقتصادياً أكثر أهمية بالنسبة لأوروبا.
علاقات أكثر توازناً
ويعتقد الأستاذ في أكاديمية الحوكمة الإقليمية والعالمية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، كوي هونغ جيان «أن بعض الاقتصادات الكبرى داخل الاتحاد الأوروبي، لاسيما ألمانيا أو بعض الاقتصادات الأخرى، ستحاول إقامة علاقات أكثر توازناً بين الصين والولايات المتحدة، لأنه بمجرد فرض مزيد من التعرفات الجمركية من واشنطن تجاه الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبعض الاقتصادات الأخرى، فإنها ستعاني كثيراً».
وانسحب الاتحاد الأوروبي من اتفاقية تجارية شاملة مع الصين في أوائل عام 2021 مع تدهور علاقاته معها.
واقترح كوي أن كلا الجانبين قد يعملان على إحياء تلك الصفقة لتخفيف تأثير التعرفات الجمركية الأميركية.
وقد أشارت بعض الدول الأوروبية بالفعل إلى مزيد من الانفتاح على الصين.
ولم تكن ألمانيا - التي تربطها علاقة تجارية وتصنيعية كبيرة مع أميركا - قاسية في موقفها تجاه بكين في السنوات الأخيرة، فقد صوتت ضد التعرفات الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على واردات السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي، على سبيل المثال. كما زادت المملكة المتحدة، تحت قيادة حزب العمال، تواصلها الدبلوماسي مع الصين.
إزالة العوائق
وفي خطاباتها الأخيرة، ألمحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي قادت في السابق التحول الحازم في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الصين، إلى ذوبان محتمل للجليد بين الجانبين.
وقالت لسفراء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل أوائل فبراير - في صدى للتصريحات التي أدلت بها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا - خلال يناير: «سنستمر في إزالة العوائق أمام علاقتنا الاقتصادية، كما فعلنا في السنوات الأخيرة، لكن هناك أيضاً مجال للانخراط بشكل بنّاء مع الصين، وإيجاد حلول لمصلحتنا المشتركة. وأعتقد أنه يمكننا إيجاد اتفاقيات يمكن أن توسع علاقاتنا التجارية والاستثمارية.. إنه خط رفيع نحتاج إلى السير عليه».
تغير مستمر
ومع ذلك، لاتزال ديناميكية الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي في حالة تغير مستمر، فقد قال الزميل في مركز الأمن والاستراتيجية الدولية في جامعة تسينغهوا، شي يان: «نعتقد أنه في ظل ضغوط ولاية ترامب الثانية، فهناك فرصة، من الناحية النظرية، لبكين وبروكسل للعودة إلى التعاون البراغماتي»، لكن لاتزال الولايات المتحدة عاملاً مهماً في هذا الخصوص. وفي الوقت نفسه، لايزال المسؤولون الأوروبيون يتجهون إلى واشنطن لمحاولة استمالة ترامب وفريقه.
وكان المفوض الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي، ماروش سيفكوفيتش، التقى الأربعاء الماضي، وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك في واشنطن. وفي ذلك الاجتماع، عاد الاتحاد الأوروبي إلى فكرة الجبهة الموحدة ضد الصين.
وقال سيفكوفيتش للصحافيين: «كأقرب حلفاء، وكشركاء عبر الأطلسي، ناقشنا أيضاً كيفية التعامل مع الصين، خصوصاً من منظور الممارسات غير السوقية، والقدرات الفائضة، وأود أيضاً أن أقول القضايا التي نتعامل معها في الاتحاد الأوروبي».
عن «الفورين بوليسي»
تخفيف انتقاد الصين
قالت الزميلة الأولى غير المقيمة في معهد هدسون الأميركي، ليزلوت أودغارد: «أعتقد أنه لايزال يتعين علينا الانتظار لنرى كيف ستسير الأمور مع أميركا، حيث يشعر بعض الناس في أوروبا بالصدمة، والبعض الآخر بالغضب، لكنني لا أعتقد أن هناك رغبة في إقامة علاقات وثيقة حقاً مع الصين، غير أن هناك رغبة في الحفاظ على هذه السياسة التي انتهجناها إلى حد كبير، وتخفيف انتقاد الصين قليلاً».
. أوروبا لن تنسى بسهولة دعم الصين لروسيا في حربها مع أوكرانيا، والذي كان عاملاً رئيساً في ابتعاد بروكسل عن بكين على مدى السنوات الثلاث الماضية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش الروسي يعلن إسقاط 159 مسيرة أوكرانية
الجيش الروسي يعلن إسقاط 159 مسيرة أوكرانية

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

الجيش الروسي يعلن إسقاط 159 مسيرة أوكرانية

موسكوـ (أ ف ب) أعلن الجيش الروسي أنه أسقط 159 طائرة مسيّرة أوكرانية في غضون 12 ساعة في مناطق عدة، بعد يومين على اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي والأمريكي لم يفض إلى أي إعلان بشأن وقف لإطلاق النار. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن «127 مسيّرة أوكرانية رصدت ودمرت» بين الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء. وأوضح البيان أن هذه المسيّرات حاولت خصوصاً مهاجمة منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين الحدوديتين. وقد أسقطت 32 مسيّرة أخرى بين الساعة الأولى والخامسة ت غ من الأربعاء وفق المصدر نفسه. والثلاثاء، قالت روسيا إنه يتعين على أوكرانيا أن تقرر ما إذا كانت ستتعاون في وضع مذكرة تفاهم قبل اتفاق سلام مستقبلي محتمل ناقشته موسكو مع الولايات المتحدة. وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد موسكو للعمل مع أوكرانيا بشأن مذكرة تفاهم للتوصل لاتفاق سلام مستقبلي، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تسير على النهج الصحيح. يأتي ذلك بعد أن أجرى بوتين اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين. وذكر بوتين أن المناقشات المتعلقة بالمذكرة ستشمل مبادئ تسوية وتوقيت وتعريفات وقف إطلاق نار محتمل، بما في ذلك إطاره الزمني.

الدولار يتراجع مع ترقب مشروع قانون الضرائب
الدولار يتراجع مع ترقب مشروع قانون الضرائب

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

الدولار يتراجع مع ترقب مشروع قانون الضرائب

انخفض الدولار اليوم الأربعاء مواصلا تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه. ويتوخى المتعاملون أيضا الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأمريكيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حاليا في كندا. وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترامب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يوما التي تشهد تعليقا لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسول فقدت زخمها. ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت ضغط. وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة "لا نعتبر أن الدولار الأمريكي، والأصول الأمريكية عموما، في بداية دوامة من الانهيار". واستطردوا "مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجددا في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي". ويقول محللون إن مشروع قانون ترامب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد. ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأمريكية. وكتب محللو جولدمان ساكس في مذكرة بحثية "معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة". وأضافوا "لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونجرس، فإن تراجع التفوق الأمريكي يُثبت - حرفيا - أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة". وتابعوا "يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحدارا لسندات الخزانة الأمريكية". وتراجع الدولار 0.55 بالمئة إلى 143.715 ين بحلول الساعة 0520 بتوقيت جرينتش، ونزل 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو 0.42 بالمئة إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3 بالمئة إلى 1.34315 دولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلا انخفاضا بلغ 1.3 بالمئة على مدار يومين.

بروكسل ترصد مساعدة مالية لإذاعة أوروبا الحرة بعد وقف واشنطن تمويلها
بروكسل ترصد مساعدة مالية لإذاعة أوروبا الحرة بعد وقف واشنطن تمويلها

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

بروكسل ترصد مساعدة مالية لإذاعة أوروبا الحرة بعد وقف واشنطن تمويلها

أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء أنّ بروكسل ستمنح إذاعة أوروبا الحرة/راديو الحرية مساعدة مالية قدرها 5.5 مليون يورو لتمكينها من مواصلة عملها بعد أن جمّدت الولايات المتحدة تمويلها. وقالت كالاس للصحافيين إثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنّ "هذا المبلغ سيدعم العمل الحيوي الذي تقوم به إذاعة أوروبا الحرة". وأضافت أنّ "هذا تمويل طارئ قصير الأمد مصمّم ليكون بمثابة شبكة أمان للصحافة المستقلّة". وجمّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مارس تمويل إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وهيئات بثّ أمريكية أخرى، بما فيها صوت أمريكا، وذلك في إطار مساعيه لخفض الإنفاق الحكومي. لكنّ إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية التي توظّف ما يزيد على 1700 شخص طعنت أمام القضاء بقرار ترامب وقد حصلت الأسبوع الماضي على أمر قضائي يتيح لها مؤقتا مواصلة الحصول على تمويلها. لكنّ الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي التي تشرف على عمليات هذه الإذاعة لم تفرج حتى اليوم عن الأموال المخصّصة لها. وفي تصريحها، شدّدت كالاس على أنّ المساعدة المالية التي رصدها الاتّحاد الأوروبي لن تكون قادرة على تغطية عمل الإذاعة في جميع أنحاء العالم، بل ستركّز على بلدان في مناطق مثل القوقاز وآسيا الوسطى. وأقرّت المسؤولة الأوروبية بأنّه "من الواضح أنّ أوروبا لا تستطيع توفير كلّ التمويل اللازم" لعمل الإذاعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store