logo
ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟

ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟

الجزيرة٢٨-٠٧-٢٠٢٥
غزة- أعلن الجيش الإسرائيلي ، أول أمس السبت، أنه بدأ بتوجيهات من المستوى السياسي سلسلة عمليات لتحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة ، بإسقاط المساعدات من الجو وتحديد ممرات إنسانية يسمح عبرها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن بغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي مع اشتداد التجويع الذي يعصف بأكثر من مليوني فلسطيني في غزة بعد مرور 5 أشهر على إغلاق إسرائيل المحكم ل معابر القطاع ، ومنع دخول إمدادات الغذاء والدواء.
وتجيب الأسئلة التالية على تفاصيل التجويع التي يعيشها سكان غزة، وآليات إدخال المساعدات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكميات المواد الغذائية التي يحتاجها القطاع يوميا.
كيف تعمقت المجاعة في قطاع غزة؟
منذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع معابر قطاع غزة منقلبا بذلك على اتفاق التهدئة الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، اعتمد سكان القطاع على المواد الغذائية التي كانت لديهم، والتي بدأت تنفد تدريجيا من الأسواق، حتى انتشر التجويع بين السكان وظهرت عليهم علامات وأمراض سوء التغذية سيما مع نقص المواد الأساسية من مشتقات الحليب واللحوم والدواجن والخضراوات، كما طال المنع الأدوية ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأدى التجويع إلى وفاة 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، بعدما منع الاحتلال منذ ذلك الوقت -وحتى الآن- إدخال أكثر من 80 ألف شاحنة مساعدات ووقود.
في 27 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتماد آلية جديدة لتوزيع المساعدات تعتمد على " مؤسسة غزة الإنسانية" الممولة أميركيا ويديرها ضباط خدموا في الجيش الأميركي، وافتتحت نقطة توزيع في المناطق الغربية لـ رفح التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ومن ثم أقيمت نقطة أخرى في ذات المدينة، وبعدها نقطة ثالثة في محور نتساريم وسط قطاع غزة الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال أيضا.
وأبقت المساعدات الأميركية سكان غزة في دوامة المجاعة، ولم تحدث تغييرا على واقعهم المعيشي الصعب لعدة أسباب:
تقام نقاط التوزيع في مناطق خطيرة "مصنفة حمراء" ويسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
لا يوجد آلية معتمدة بتوزيع المساعدات، ويغيب أي قاعدة بيانات للقائمين عليها، وتترك المجال للجوعى للتدافع والحصول على ما يمكنهم، دون عدالة في التوزيع.
يضع القائمون على هذه المراكز كميات محدودة جدا من المساعدات لا تكفي لمئات الأسر الفلسطينية، وتبقي معظم سكان القطاع بدون طعام.
ساهمت مراكز التوزيع الأميركية بنشر الفوضى وتشكيل عصابات للسطو عليها ومنع وصول المواطنين إليها.
يتعمد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الذين اضطروا بسبب الجوع للوصول إلى هذه المراكز، مما أدى لاستشهاد أكثر من 1100 فلسطيني من منتظري المساعدات، وأصيب 7207 آخرون، وفقد 45 شخصا منذ إنشائها، حسب وزارة الصحة بغزة.
أغلقت المؤسسة الأميركية نقطتي توزيع خلال الأيام الماضية، وأبقت على واحدة فقط غربي رفح، مما فاقم أزمة الجوع.
وفي 28 مايو/أيار الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه سيسمح بإدخال المساعدات إلى غزة عبر المعابر البرية التي يسيطر عليها، وذلك عقب الاتفاق بين أميركا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) القاضي بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر مقابل السماح بتدفق المساعدات للقطاع.
ومنذ ذلك الحين، لم يلتزم جيش الاحتلال بالاتفاق، وسمح بمرور غير منتظم وبعدد شاحنات محدود جدا عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شمال غرب القطاع، ومحور نتساريم وسط غزة، لكن الاحتلال:
يرفض وصول المساعدات إلى المخازن، ويمنع توزيعها عبر المؤسسات الدولية.
يستهدف عناصر تأمين المساعدات بشكل مباشر، مما أدى لاستشهاد 777 شخصا، واستهداف 121 قافلة مساعدات منذ بداية الحرب.
يريد البقاء على حالة الفوضى واعتماد المواطنين على أنفسهم في التدافع للحصول على القليل من الطعام، وفي معظم الأحيان يفشلون في ذلك.
يستدرج المواطنين لمصايد الموت، ويطلق النار عليهم.
ما الجديد الذي طرأ على إدخال المساعدات؟
بعد ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة وقف تجويع سكان قطاع غزة والضغط الذي مارسته المؤسسات الدولية، والتحرك الشعبي سواء العربي أو الأوروبي الرافض لمنع دخول المواد الغذائية، أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، السماح بإدخال المساعدات بما فيها تلك العالقة على الجهة المصرية من معبر رفح والسماح بمرورها عبر معبر كرم أبو سالم.
ورغم أن الاحتلال حاول إظهار أنه سمح لتدفق المساعدات بكميات كبيرة، إلا أن قراره جاء لامتصاص الغضب المتصاعد، وذلك ما تؤكده الكميات المحدودة جدا التي سمح بإدخالها إلى قطاع غزة، أمس، واقتصرت على 73 شاحنة فقط دخلت من معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شماله، و3 عمليات إنزال جوي فقط بما يعادل أقل من حمولة شاحنتين.
مع رفض الاحتلال الإسرائيلي عمليات تأمين وصول المساعدات إلى مخازن المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، وتعمده إظهار مشاهد الفوضى بين الفلسطينيين، يتجمع مئات الآلاف من المواطنين يوميا أمام المنافذ البرية التي تدخل منها المساعدات، وكذلك مراكز التوزيع الأميركية رغم خطورة ذلك على حياتهم، ويتدافعون بقوة على أمل الحصول على أي من المساعدات الواردة، ويضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام في سبيل ذلك.
وأفرزت هذه الحالة التي يعززها الاحتلال الإسرائيلي ظهور عصابات للسطو على المساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة.
ما كمية ونوعية المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة لتجاوز المجاعة؟
تُقدر الجهات المختصة حاجة قطاع غزة من المساعدات بـ600 شاحنة يوميا، و500 ألف كيس طحين أسبوعيا، و250 ألف علبة حليب شهريا للأطفال لإنقاذ حياة 100 ألف رضيع دون العامين، بينهم 40 ألفا تقل أعمارهم عن عام واحد، مع ضرورة السماح بتأمينها ووصولها للمؤسسات الدولية بهدف توزيعها بعدالة على سكان القطاع، والسماح بإدخال البضائع للقطاع الخاص التي توفر جميع المواد والسلع التي يحتاجها الفلسطينيون يوميا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 225%
مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 225%

الجزيرة

timeمنذ 12 دقائق

  • الجزيرة

مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 225%

غزة- منذ بدء العدوان الإسرائيلي تعرّض مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية شمال مدينة غزة لأضرار جسيمة أثرت على بنيته التحتية وقدرته التشغيلية، لكنه أعاد تشغيل أقسامه بعد عمليات صيانة في يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنف تقديم خدمات التأهيل الطبي والأطراف الصناعية والسمع والتوازن. ويحاول المستشفى -وهو الوحيد المختص بتجهيز الأطراف الصناعية في قطاع غزة – مواجهة تداعيات الحرب وتقديم الخدمة إلى أكبر عدد من المصابين، وسط نقص حاد في الموارد والمستلزمات الطبية، وفق ما يؤكده مديره العام أحمد نعيم في حديث خاص للجزيرة نت، كاشفا عن أرقام صادمة لارتفاع حالات البتر التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على القطاع. تضاعف حالات البتر وقال نعيم مدير عام مستشفى الشيخ حمد الممول من صندوق قطر للتنمية إنهم يستقبلون يوميا نحو 200 حالة مرضية وإصابات، تتوزع على الخدمات الرئيسية الثلاث التي يقدمها المستشفى وتشمل التأهيل الطبي والأطراف الصناعية والسمع والتوازن، مرجحا زيادة عدد الحالات مع استمرار الحرب وارتفاع عدد الإصابات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي. وأوضح نعيم في حديث خاص بالجزيرة نت أن الحرب الإسرائيلية على غزة ضاعفت عدد حالات البتر في الأطراف بنسبة تجاوزت 225%، وذلك بعدما سجلت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية و الصليب الأحمر أكثر من 6500 حالة بتر جديدة منذ بداية الحرب، في حين كان العدد الإجمالي لحالات البتر في غزة قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023 يبلغ ألفي حالة. وشدد مدير مستشفى حمد على أن هذا العدد يفوق قدرة أي مركز طبي في القطاع على التعامل معه في الظروف الحالية، وأوضح أن القدرة الإنتاجية للمستشفى قبل الحرب كانت تتيح تصنيع نحو 150 طرفا صناعيا في السنة "وبهذا المعدل فإننا نحتاج إلى أكثر من 20 عاما لتغطية الحالات الحالية". وتسعى إدارة المستشفى إلى تطوير آليات العمل ورفع القدرة الإنتاجية إلى 400 أو 500 طرف سنويا، لكن هذا يتطلب تمويلا كبيرا وتوفير المواد، وهو ما يصطدم بجدار الحصار الإسرائيلي المفروض على إدخال مستلزمات الأطراف الصناعية، كما يقول نعيم. ويعتقد مدير المستشفى أن التحدي الأكبر الآن يكمن في إدخال المواد الخاصة بالأطراف الصناعية بشكل رئيسي، حيث يمنع الاحتلال وصولها إلى قطاع غزة. ولفت أيضا إلى أن أعضاء الكادر المتخصص في الأطراف الصناعية نادر جدا في قطاع غزة، وجميعهم يعملون بطاقة مضاعفة، لكن عددهم لا يكفي للتعامل مع هذه الكثافة من الحالات رغم سعيهم للعمل على تطوير الكفاءات الموجودة واستقطاب دعم فني وتقني لتوسيع الفريق. تضرر الصم ويقدم مستشفى حمد خدمة زراعة القوقعة التي تعد إحدى أهم الخدمات الطبية في فلسطين وربما المحيط العربي، بعدما تمكنت هذه الخدمة من تحويل أطفال صم إلى قادرين على السمع، لكنها تأثرت بشكل واضح بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأشار نعيم إلى أن توقف إمدادات قطع الغيار اللازمة للسماعات يؤثر على تقديم الخدمة، بالإضافة إلى تعطل الأجهزة، مما أعاق عمليات الفحص والمتابعة. وأشار إلى الانعكاسات النفسية على الأطفال الذين تعطلت أجهزة السمع الخاصة بهم بسبب توقف المتابعة الطبية معهم خلال العدوان، مما أعادهم إلى حالة الصم، وبالتالي إلى إعادة تأهيل من جديد. وتعرّض مستشفى حمد لأضرار بالغة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي طاله من بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أدت إلى تضرر قسم السمعيات النوعي على مستوى فلسطين بنسبة 77%، وبخسائر إجمالية قاربت المليون دولار. وذكر نعيم أن المستشفى أعاد تشغيل أقسامه جزئيا في يناير/كانون الثاني الماضي بعدما أجريت صيانة أولية لمبناه الذي تعرّض لأضرار كبيرة وخسائر في الأبنية والمقتنيات بلغت قيمتها 4.5 ملايين دولار، مما أدى إلى تراجع القدرة التشغيلية لأقسامه بنسبة 60%، واضطر لتوقيف خدمة مبيت المرضى. منتظرو المساعدات واستحدث مستشفى الشيخ حمد مؤخرا قسما للإسعاف الأولي والطوارئ لاستقبال الشهداء والإصابات من جموع منتظري المساعدات أمام منفذ زيكيم شمال غرب قطاع غزة القريب من المستشفى. وبحسب نعيم، فإن القسم يستقبل يوميا ما معدله 30 شهيدا و200 إصابة، وبلغ إجمالي ما استقبله منذ إعادة افتتاحه ما يزيد على 150 شهيدا وألفي إصابة، مما يشكل ضغطا هائلا على الكوادر الطبية التي تتعامل مع الحالات اليومية، وأدى إلى استنفاد المخزون الطبي والمستهلكات المتوفرة لديه. وتتواصل إدارة المستشفى مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، لتزويدها بالأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لمواصلة تقديم خدمة الإسعاف والطوارئ. ويعتبر نعيم أن نقص إمدادات الوقود يعتبر التحدي اليومي أمام مستشفى حمد الذي يحتاج أسبوعيا ما بين 1500 وألفي لتر لضمان تقديم خدماته، لكنه لا يحصل هذه الأيام سوى على 500 لتر فقط، مما أدى إلى تقنين ساعات العمل اضطرارا.

يونيسف: 28 طفلا يستشهدون بغزة يوميا جراء القصف والتجويع
يونيسف: 28 طفلا يستشهدون بغزة يوميا جراء القصف والتجويع

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

يونيسف: 28 طفلا يستشهدون بغزة يوميا جراء القصف والتجويع

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس الاثنين إن نحو 28 طفلا يقتلون يوميا في قطاع غزة، جراء القصف و التجويع الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 660 يوما. وأوضحت المنظمة أن الأطفال في غزة يواجهون الموت جراء القصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية. وأضافت "في غزة يُقتل يوميا ما معدله 28 طفلا، أي بحجم صف دراسي واحد". وشددت المنظمة الأممية على أن أطفال قطاع غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية. والأهم من ذلك كله، هم بحاجة إلى وقف إطلاق النار ، الآن. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 1500 شخص استشهدوا في قطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء وعند نقاط توزيع المساعدات التي عسْكرتها إسرائيل وعلى طول طرق مساعدات الأمم المتحدة. وقالت وزارة الصحة في غزة، السبت الماضي، إن حصيلة الضحايا المجوّعين من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي في القطاع بلغت 1422 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف إصابة منذ 27 مايو/أيار الماضي، في حين توفي ما يزيد على 150 شخصا جراء المجاعة وسوء التغذية جراء الحصار وحرب التجويع التي تشنها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة. وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية، بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 60 ألفا و199 شهيدا وأكثر من 150 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

بين المملح والمدفون.. أبرز 10 أطعمة ساعدت على النجاة خلال المجاعات
بين المملح والمدفون.. أبرز 10 أطعمة ساعدت على النجاة خلال المجاعات

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

بين المملح والمدفون.. أبرز 10 أطعمة ساعدت على النجاة خلال المجاعات

عانت الشعوب في أنحاء الأرض من عشرات المجاعات على مر التاريخ، راح ضحيتها الملايين، لكنها أبقت خلفها أحياء استطاعوا الصمود ليوثقوا الطرق التي ساعدتهم على النجاة في أوقات الحصار وانعدام الخدمات والغذاء. المجاعات.. من الصين إلى فلسطين قتلت المجاعة في الصين بين عامي 1959 و1961 من 15 إلى 55 مليون شخص، فيما اضطر من بقي على قيد الحياة إلى ابتلاع أي شيء صالح للأكل ، من الأعشاب البرية إلى جذوع الأشجار والثعابين والجرذان والحشرات والأرض وحتى اللحم البشري. أما مجاعة "الهولودومور" في أوكرانيا، فحصدت بين عامي 1932 و1933 بين 3.5 إلى 7 ملايين شخص. وتحكي عنهم المؤرخة الأميركية البولندية آن آبلباوم في كتابها "المجاعة الحمراء" قائلة: "من أجل النجاة، أكل الناس أي شيء، أكلوا الأحصنة، الكلاب، القطط، الجرذان، النمل، السلاحف، غَلَوا الضفادع والعلاجيم، أكلوا السناجب، شوَوا القنافذ على النار، وقَلَوا بيض الطيور، أكلوا لحاء أشجار البلوط، أكلوا الطحالب، وتناولوا الأوراق، وأزهار الهندباء، وأزهار القطيفة، والسبانخ البرية، كما قتلوا الغربان والحمام والعصافير". عصافير وحمام بري على المائدة لمن تكن ريهان شراب، البالغة من العمر 31 عاما من جنوب خان يونس، تتصور يوما أنها و20 فردا من عائلتها سوف يتحلقون حول طبق يحوي "عصافير" يأكلونها من دون خبز، بكامل عظامها، فقط للنجاة من الجوع والإعياء، اشترتها مقابل 5 شيكلات للعصفورة الواحدة. تقول للجزيرة نت: ظهرت خلال المجاعة بعض الأطعمة غير المألوفة، مثل العصافير، والحمام البري، اصطادهم الناس بطرق بسيطة، هي البديل الوحيد عن اللحوم، خاصة للأطفال الذين تآكلت أجسامهم من الجوع. وتضيف ريهان وهي أم لطفلين أعمارهما 8 و10 سنوات، " الخبّيزة أكثر نبات ساعد الناس في المجاعة، فهي غنية بالحديد وسهلة الطبخ، كذلك السلق البلدي نطبخه بزيت، أو حتى ماء وملح، تلك نباتات ظهرت من الأرض رغم الدمار، ولم تكن بحاجة إلى عناية أو سقاية، طحنا القمح والفريك والشعير على الحجر وصنعنا منها خبزا حتى لو بدون خميرة أو نار، أحيانا على صفيحة أو غطاء طنجرة، كما لجأنا إلى المؤن المخزنة كالتمر القديم، والعدس والبرغل، أو حتى شاي بدون سكر، ويقوم البغض بعمل شوربة من الماء والبهارات وحسب، كي تسكت صوت المعدة". أطعمة النجاة.. بعضها مملح والآخر مدفون لجأ المجوعون على مدار التاريخ إلى خيارات غذائية صعبة أشهرها: إعلان نبات القراص الذي يسبب لمسه حكة وتهيجا لكنه يحمل قيمة غذائية عالية عند تناوله. الخبز الشجري، أو لحاء الشجر الداخلي، يؤكل نيئا أو عن طريق غليه وتجفيفه وشرب حسائه، أو ربما طحنه. الأطعمة المملحة كالأسماك واللحوم والخضراوات والجبن والزيتون، حين تختفي الثلاجات يبدو الملح خيارا ذكيا للاحتفاظ بالأطعمة لوقت أطول. الحبوب والأطعمة المجففة تبقى لأكثر من 20 سنة في ظروف تخزين جيدة مثل القمح والأرز والذرة والسكر والشوفان والمعكرونة. الجذور والدرنات المدفونة كجذور البطاطا، وحب العزيز، والعرق سوس، عادة ما توجد في أطراف الحقول، والمجاري القديمة، والأراضي الرملية والزراعية القديمة. 10 نباتات "صديقة" في المجاعة ينصح الخبير الزراعي محمد إسماعيل بضرورة الحصول على البذور في ظل الحصار عبر فرز البذور من بقايا الطعام، وتبادلها مع الجيران أو الأقارب في نفس الحي، أو جمعها من النباتات البرية أو المهملة في محيط المنازل، مع ضرورة الاحتفاظ بالبذور من المحصول الأول لإعادة الزراعة. ويقول في حديثه للجزيرة نت إن "بعض النباتات تنمو بسرعة وتساهم في إنقاذ الموقف من بينها الأوراق والأعشاب البرية القابلة للأكل، وبعض الجذور المدفونة في الأرض، والفجل والجرجير وبراعم العدس". ويشير إلى 10 نباتات سريعة النمو تناسب التربة في غزة، ولا تحتاج إلى مجهود كبير هي: الخبيزة: تنمو تلقائيا، ويمكن جمع بذورها من النباتات التي تنمو قرب المنازل أو في الأراضي المهجورة، تنبت خلال أسبوع، ويمكن حصاد أوراقها خلال 3 إلى 5 أسابيع. الرجلة: تنمو بشكل طبيعي في الأراضي الرملية وداخل الحدائق المهملة خلال 3 أسابيع، يمكن إعادة زراعتها من عقلة صغيرة، غصن، و توضع في التربة، أو من بذور النباتات البرية المجاورة، لا تحتاج إلى عناية خاصة. الملوخية: نفرز البذور الموجودة في العيدان قبل طبخها، وزراعتها مباشرة، تنمو بسرعة في الجو الحار ويمكن حصادها بعد حوالي 45 يوما. الفجل: يمكن استخلاص بذوره من أي فجل تُرك لينضج ويزهر، أو من بقايا الفجل إن كانت تحتوي على الجذر، يُزرع مباشرة في أصيص أو كيس تربة، ويُحصد خلال 25 إلى 35 يوما. الفاصوليا الخضراء: حبات الفاصوليا المجففة الموجودة في المطبخ تحتوي بذور، يُفضل نقعها قليلا في الماء قبل الزراعة لتسريع الإنبات، وتُزرع في تربة بسيطة، وتنمو على دعامات، ويمكن حصادها بعد حوالي 50 إلى 60 يوما. الكُوسا: إن وُجدت ثمرة كوسا ناضجة جدا أو كبيرة الحجم وغير مناسبة للطبخ، يمكن فتحها واستخراج بذورها وغسلها وتركها لتجف ثم زراعتها في أوان كبيرة أو في الأرض، وتُعطي أولى الثمار بعد 45 إلى 55 يوما. البامية: نحصل على بذور البامية من قرون قديمة أو مجففة، سواء في البيت أو عند أحد الجيران. يمكن تجفيفها وزراعتها بسهولة. تتحمل الحرارة، وتُعطي ثمارا بعد حوالي 60 يوما. الزعتر البلدي: تؤخذ عقل صغيرة من نبتة موجودة وتُغرس في التربة أو الماء حتى تخرج جذورا، ولا يحتاج إلى الكثير من الماء. تزرع في المطبخ عبر وضع الغصن في كوب ماء حتى تظهر الجذور، ثم زرعه في وعاء فيه تربة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store