
هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة "عملاء إبستين" انقلاباً على برنامجه الانتخابي؟ - مقال رأي في الغارديان
البداية من صحيفة الغارديان ومقال رأي كتبته مارينا هايد تهاجم فيه الطريقة التي خاطب بها الرئيس ترامب الشعب الأمريكي عموما ومؤيديه خصوصا بأنه "لا توجد قائمة عملاء لإبستاين". واستنكاره الاستفهامي لهم "لماذا أنتم مهووسون بهذا الأمر؟
ووصفت الكاتبة في مقالها اللاذع أن خطاب ترامب "انقلاب في موقف" الرجل الذي أعلن ذات مرة: "أنا أحب محدودي التعليم". وحجتها الرئيسية في ذلك، هي أن طريقة خطابه تكشف خيانة الرئيس ترامب للتيار الخفيّ والازدرائيّ الذي غالباً ما يُميّز القيادة الشعبوية، قائلة "جميع الشعبويين يحتقرون شعوبهم، بالطبع - لكن من فضلك، سيدي الرئيس، احترم قواعد اللعبة! من المفترض أن تفعل ذلك بهدوء".
وتوضح الكاتبة أنه وعلى الرغم من وعود ترامب الانتخابية بالكشف عن هويات الشخصيات النافذة المتورطة في جرائم إبستين، إلا أن إدارته تُنكر الآن وجود أي قائمة من هذا القبيل.
وقد كان رد الفعل العنيف من قاعدة ترامب سريعا وقويا - حرفيا، إذ ظهرت مقاطع فيديو لحرق قبعات "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" على الإنترنت، وهو مافسرته مارينا بمثابة صدع نادر في صدى شعار حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا".
كما سخرت الكاتبة من مؤثري الحركة الذين تحولوا إلى معينين حكوميين، مثل كاش باتيل ودان بونجينو، اللذين كانا في السابق من المروجين الشرسين لنظريات مؤامرة إبستين، واللذين تراجعا الآن بشكل محرج.
وتطرقت إلى تقرير غريب لصحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن ترامب ساهم ذات مرة برسالة "فاحشة" في سجل قصاصات عيد ميلاد لإبستين. وهو الادعاء الذي ينفيه ترامب، قائلاً، على طريقته المعتادة: "لم أرسم صورة قط". موضحة أن "جميع تصريحات دونالد ترامب، دائماً، تكون على هذه الشاكلة".
وفي النهاية، تُشير الكاتبة إلى أن حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" قد تجد عدواً موحداً جديداً في صحيفة وول ستريت جورنال التابعة لروبرت مردوخ، مقدمةً بذلك مخرجاً لقاعدة في حالة حرب مع نفسها. لكن الرسالة الجوهرية تبقى: أن ترامب كشف، بأبشع العبارات، أن مَن وثقوا به أكثر من غيرهم أصبحوا الآن في عداد المفقودين. وكتبت: "هذا دليلٌ حقيقي على مدى تقديره العميق لهم".
خطأ في التقدير الاستراتيجي
EPA
وإلى صحيفة واشنطن بوست ومقال كتبته روبين ديكسون بعنوان "بوتين متمسك بحرب أوكرانيا رغم تراجع نفوذ روسيا العالمي"
وفي تحليلها المتعمق تُجادل روبين ديكسون بأن رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم تنازلات بشأن حرب أوكرانيا يُثبت أنه خطأ استراتيجي تاريخي، يُضعف بشكل كبير مكانة روسيا الجيوسياسية واستقرارها الاقتصادي وتحالفاتها العالمية.
وتوضح أنه وعلى الرغم من مبادرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بما في ذلك التنازلات مثل منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو - لا يزال بوتين مُتصلباً، مُواصلاً هجماته الدموية على المدن الأوكرانية، رافضاً جميع سُبُل خفض التصعيد.
وتشير الكاتبة إلى أنه يُنظر إلى تعنت بوتين، الذي يُصوّره المسؤولون الروس على أنه عزم استراتيجي، في الغرب على أنه خطأ مُكلف. فوفقاً لمايكل كيميج، الأستاذ في الجامعة الكاثوليكية، فإن هذه الحرب "خطأً استراتيجي فادح" بتكاليف بشرية وجيوسياسية كارثية.
ويوضح كيميج أن هوس بوتين العاطفي بمعاقبة أوكرانيا لمقاومتها نفوذ موسكو يتجاوز التفكير الاستراتيجي العقلاني، فيقول "هذا غير منطقي تماما، بل مُتعصب"، ما يعكس إجماعا واسعا بين الخبراء على أن بوتين يشنّ حملة انتقام شخصية بدلا من حملة أمنية تقليدية.
تقول الكاتبة إن السياسة الخارجية الروسية، التي كانت بارعة في السابق في موازنة العلاقات عبر المناطق، انهارت. ونأت دول مجاورة، كانت صديقة سابقا، مثل كازاخستان وأرمينيا وأذربيجان، بنفسها عن موسكو ولم يتبق لها الآن، بحسب الكاتبة، سوى شريك واحد في مجال الأسلحة ؟ كوريا الشمالية - دليل على تضاؤل خياراتها الدبلوماسية.
في غضون ذلك، تدفع العقوبات الغربية والأعباء الاقتصادية للحرب روسيا نحو الركود. ومع تخلي أوروبا عن الطاقة الروسية، تبيع موسكو الآن نفطها وغازها - بأسعار مخفضة - إلى الصين والهند، ما يزيد من اعتمادها الاقتصادي على بكين. وينفق الكرملين الآن ما يقرب من 40 في المئة من ميزانيته على الدفاع.
يُختتم المقال بتسليط الضوء على التحوّل الأيديولوجي للكرملين، إذ لم يعد الكرملين يرى المفاوضات ضرورية، خصوصا بعد رفض بوتين قبول صفقة ترامب، وهو ما يُعد تحولاً استراتيجياً.
زيادة الوزن في العطلات نمط يمكن الوقاية منه
PA Media
ونختم جولة الصحافة في صحيفة التايمز البريطانية ومقال أعدته أليسون كورك بعنوان "كيف تتجنب اكتساب الوزن خلال العطلة"
وتقدم أليسون، كاتبة أسلوب الحياة، دليلاً عملياً وشخصياً وعميقاً حول كيفية الاستمتاع بالعطلة دون العودة إلى المنزل مع زيادة غير مرغوب فيها في الوزن. انطلاقا من تجربتها الشخصية – إذ فقدت حوالي 30 كيلو غرام وهي في سن 57 عاما - تمزج أليسون في مقالها الخبرة والعلم والمنطق السليم في استراتيجية صحية واقعية للعطلة.
تشير الكاتبة إلى أن الشخص العادي يكتسب حوالي كيلوغرامين خلال عطلة الصيف بسبب الإفراط في تناول الطعام، وقلة الحركة.
لكن قاعدتها الذهبية؟ هي: كن واقعياً. وتقول ناصحة "أنت تحاول الحفاظ على وزنك، لا فقدانه". مقترحة أن تكون العطلات بمثابة إعادة ضبط للعادات الصحية، لا ذريعةً للفوضى.
تقول الكاتبة إن بوفيه الطعام المفتوح توصف عادة بأنه "فخٌّ للسعرات الحرارية". محذرة من المعجنات والخبز الأبيض والحبوب المُحلاة، وتقترح بدلاً من ذلك وجبة إفطار تتكون من البيض والسلمون المُدخّن والفواكه الطازجة والخضراوات المُخمّرة والقهوة السوداء.
وفيما يتعلق بالتخطيط للوجبات، تُوصي الكاتبة بتخطي بعض الوجبات قائلة "هل تحتاج إلى غداء وعشاء؟" وتجيب، تناول وجبة عشاء خفيفة وتحكم في الكمية. مشجّعة على تناول الأطباق المُستوحاة من المطبخ المحلي - مثل المأكولات البحرية الطازجة والفواكه المُنقية للسموم كالبطيخ والأناناس.
وتوصي بالتعامل مع الكحول بحذر قائلة "حاول الالتزام بالكمية التي عادة ما تتناولها في المنزل"، مقترحة استبدال وجبات الطائرات والكوكتيلات السكرية، بالماء. مؤكدة أن الترطيب هو الأساس.
وفي حين ترى الكاتبة أن الطعام يُمثل "80 في المئة من المشكلة"، تُشدد أيضاً على أهمية الحفاظ على النشاط وممارسة تمارين صباحية خفيفة، والمشي، والسباحة، ورياضات غير رسمية مثل التنس أو التجديف أو التمارين المنزلية التي لا تتطلب أجهزة خاصة، لمدة 30 دقيقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 5 ساعات
- ساحة التحرير
الغاية من تحريك ' غواصتين نووييتن امريكيتين ' دعاية اعلامية!كاظم نوري
الغاية من تحريك ' غواصتين نووييتن امريكيتين ' دعاية اعلامية! كاظم نوري ان افضل ما يجيده المتهور المنبوذ ترامب هو التهريج وان اعلانه عن ارسال غواصتبن نوويتين الى منطقة دون ان يحددها ردا على تصريحات ادلى بها مدفيف نائب رئيس مجلس الامن الروسي ازعجت وفق الاعلام الامريكي ترامب وان مثل هذه الحركات البهلوانية يدخل في اطار الدعاية لانه ليس بحاجة الى ارسال اسلحة نووية فدول القارة الاوربية وخاصة المانيا تغرق بقواعدعسكرية امريكية تضم اسلحة نووية وحتى تركيا هي الاخرى توجد على اراضيها في قاعدةانجرليك او غيرها اسلحة نووية امريكية وان اوربا وتركيا قريبتان من روسيا اذا كان التهريج والدعاية الامريكية تستهدف اخافة روسيا التي لاتخشى اولئك الذين يعلمون ان اي حرب نووية سوف لم تبق احدا على قيد الحياة وان روسيا تمتلك ثالوثا نوويا وليس ثالوثا يطلق ' الحجارة '. على روسيا ونؤكد ذلك الف مرة بعيدا عن اتصريحات الدبلوماسية ان الولايات المتحدة كانت وسوف تبقى العدو رقم واحد ليس لروسيا وحدها بل لكل دول وشعوب العالم الاخرى التي ترفض الهيمنة الاجنبية وانها ' اي واشنطن' عاصمة الشر هي وبقية حلفائها الغربيين في العالم اما مسالة تحريك غواصتين ' نوويتين' فهي تاتي في اطار ' بهلوانيات' ترامب' دعاية ' مال ببسي ' كما يردد العراقيون كما تعبر عن ما يكتنزه هذا الطاغية من حقد وكراهية ضد الاخرين من الذين يقولون ' لالالا' له ولمخططاته التخريبية في العالم؟؟ ترامب نفسه يعرف جيدا ان استخدام السلاح النووي لامنتصر فيه وهذه حقيقة يعرفها هو والمحيطين به اما الحديث عن استخدام الاسلحة التقليدية فعلى المتغطرس ترامب ان يرجع الى حروب سابقة سواء في فيتنام وكوريا لير كيف اذلت شعوب هذه الدول الولايات المتحدة والحقت بها هزيمة مدوية. وفي عصرنا الحديث لابد ان نذكره دوما بهزيمة ' ماما امريكا ' المذلة في افغانستان بعد عقدين من الاحتلال والقتل والدمار وكذلك تراجع ترامب نفسه عن تهديداته رغم عدوانه على اليمن و ارغامه على سحب اساطيله من مياه البحر الاحمر بعد ان منيت قواته بخسائر بالطائرات التي يحاول ان يخيف بها الشعوب . اليمن لاتمتلك اسلحة نووية لكنها تمتلك رجالا بواسل وابطالا وقوات عسكرية تخلوا من ' الشلذين جنسيا' ' المخانيث' التي تغص بهم جيوش و قوات دول الغرب الاستعماري وحتى الولايات المتحدة . اما تحديد ترامب فترة عشرة ايام وهو ما رفضته روسيا واعتبرته خارج المالوف وبمثابة تهديد فلم يجد نفعا وكان رد مدفيدف صريحا وواضحا وهو ما ازعج سمسار البيت الابيض الذي اعلن عن تحريك غواصتين نوويتين و صرح بانه سوف يفرض رسوما كمركية على الواردات والعد التنازلي لوقف اطلاق النار في اوكرانيا قد بدا يوم الجمعة. ما الغريب من العقوبات وفرض الحظر الذي استطاعت دول ان تسفهه هاي هي ايران تعيش في ظل عقوبات وقيود امريكية غربية جائرة لاكثر من اربعين عاما كما ان كوريا الديمقراطية هي الاخرى تواجه ذات الاجراءات الامريكية غير القانونية. اما روسيا فلم يبق الغرب وسيلة الا واستخدمها من اجل الحاق هزيمة عسكرية استراتيجية بها في حربها مع اوكرانيا لكنه فشل طيلة سنوات ثلاث وان مردود ذلك سلبا على شعوب هذه الدول التي تعيش الان اوضاعا اقتصادية متردية؟؟ 2025-08-05


ساحة التحرير
منذ 12 ساعات
- ساحة التحرير
ترامب ومديديف ردود متبادلة واستعراض القوة وتمويه التصعيد!ميشال كلاغاصي
ترامب ومديديف ردود متبادلة واستعراض القوة وتمويه التصعيد! م. ميشال كلاغاصي في الفترة الأخيرة, دأب الرئيس دونالد ترامب على إطلاق تصريحاتٍ استفزازية شبه يومية تطال مواقف موسكو وسيد الكرملين, كذلك بدأت تُقابل بردود روسية شبه يومية تصدر عن عدة مستويات رسمية, بما فيها تلك التي صدرت عن ميديديف نائب رئيس مكتب الأمن الروسي, والتي تعتبر الأكثر جرأة وتحدي وإيلام, لدرجة أن ترامب لم يستطع إخفاء غضبه واستيائه منها, ودعاه إلى 'مراقبة كلماته', وحذره الدخول إلى 'منطقة خطيرة للغاية', وكان مديديف قد أعاد التذكير بما يسمى قدرات نظام التحكم الإستراتيجي'اليد الميتة', المصمم لشن ضربة نووية انتقامية حتى في حال تدمير مراكز القيادة, لكن ترامب رد بالقول :'المسألة تتعلق بالأسلحة النووية, وعلينا أن نكون مستعدين – ونحن على أتم الاستعداد', وعلى إثرها أصدر أوامره بنشر غواصتين نوويتين في مناطق قريبة من روسيا. مالذي يحصل بين الرجلين؟ هل هي عقدة النقص وغيرة ترامب من الرجل الذي جلب السلام إلى جورجيا خلال 5 أيام, في وقتٍ ادعى فيه ترامب قدرته على جلب السلام إلى أوكرانيا بنصف ساعة, وإلى غزة خلال أيام, لكن شيئاً من هذا لم يحصل, أم هي مجرد تصريحات ترامبية إعلامية استفزازية تصاعدية الحدة, أراد مديديف إيقافها قبل أن ينحدر ترامب بتصريحاته نحو إهانة روسيا, والقول بأنها ليست كالدول التي يتجرأ ترامب على إخافتها وإهانتها. وبدا لافتاً كلام ترامب لتبرير قراره بنقل الغواصات, على أنه 'ضرورة لضمان سلامة المواطنين الأمريكيين', في وقتٍ لا يتمتع فيه ترامب بتاريخٍ جيد لجهة سمعته وسلوكه الشخصي والرسمي لحماية الأمريكيين, وهو الذي دأب على اتباع سياسة الإغتيالات, وإسقاط الأنظمة, ودعم الإرهاب والتنظيمات الجهادية, واستمرار الحروب والفوضى, ودعم الإسرائيليين وتمويلهم وتسليحهم واستمرار مجازرهم في غزة, كذلك بفرضه العقوبات الإقتصادية والرسوم العالية على مئات الدول, وحرمان شعوبها من الحياة الكريمة, ناهيك عن مواقفه الشائنة وتصريحاته المتعمدة التي وصلت مؤخراً حد إهانة العديد من قادة الدول وشعوبها … ألا يعلم ترامب أنها أمور بمجملها تبدو كافية لجلب الأحقاد والكراهية ورغبات الإنتقام من الولايات المتحدة, ألا يشعر بأنه يتلاعب بأمن بلاده وشعبه في عهده ولما بعده ؟ من المثير للشفقة أن يخاطب الأمريكيين وكأنهم أغبياء جهلة, بإدعاء أنه قد يخوض حرباً نووية لأجل حمايتهم, مستغلاً تحركات دورية للغواصات الأمريكية, من أجل كسب معركة إعلامية من جهة, وتوجيه ضربة لأسواق بورصة موسكو, ورفع سعر خام برنت لأكثر من 70 دولار للبرميل, كي يضمن استمرار تصعيد التوترات الجيوسياسية حول العالم, وإنعاش أرباح شركاته الخاصة. ويبقى السؤال, أين ترامب من مفاهيم الوطن والوطنية, وهو يقدم نموذجاً واقعياً لمقولة المفكر البريطاني صموئيل جونسون بأن 'الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد'.. أن تحديد ترامب يوم الثامن من أغسطس/اّب, موعداً نهائياً لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، وتهديده بفرض عقوبات جديدة على روسيا وجميع الدول المتعاونة معها, يؤكد أنه قد حاصر نفسه بعدة عبارات فارغة, وهو يعلم تماماً أن تأثيره المباشر على روسيا محدود, بسبب ضئالة التدفقات التجارية الأمريكية معها، كذلك الأمر بالنسبة لأوكرانيا، خصوصاً بعدما تم وضع المكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام الخاص الأوكرانيين تحت الإشراف الأوروبي, الأمر الذي أفقد سلطات كييف السيطرة على المؤسسات, وأفقد واشنطن جزءاً من نفوذها, ووجد ترامب نفسه أمام فرصة الرهان وفرض 'العقوبات الثانوية'على بعض الدول كالبرازيل, للتأثيرعلى حجم تبادلها التجاري مع موسكو, وعلى الهند بهدف دفعها نحو تراجع مشترياتها من النفط الروسي, في وقتٍ جددت فيه كلاً من الصين والهند رفضهما الإمتثال لرغبات ترامب, والتي تبدو رمزية استعراضية أكثر منها جوهرية مؤثرة على مسار الصراع العسكري في أوكرانيا. وعلى الرغم من مناورات ترامب, يبقى من المرجح استمرار الصراع في أوكرانيا, في وقتٍ لا يبدي فيه أيٌّ من الطرفين استعداده للتراجع, وسط إصرار أوروبا على تعزيز قدراتها الدفاعية بهدف إضعاف روسيا والحد من نفوذها, وكذلك استمرار قبضة ترامب على رقاب الأوروبيين, وتدفق أموالهم واستثماراتهم نحو الولايات المتحدة. في وقتٍ اعتبر فيه البعض أن قرار ترامب بنشر الغواصتين النوويتين هو رداً على تصريحات ميدفيديف، وبأنه استعراضٌ علني للقوة النووية، لكن تصريحات نيكولاي باتروشيف – مساعد الرئيس بوتين-, حول الاستفزازات الغربية وزيادة أعداد سفن الناتو في ممر النقل عبر القطب الشمالي في بحر بارنتس, وإقترابها من القواعد الروسية, تشي بعكس ذلك, وتؤكد أنها ليست مجرد استعراض للقوة, ناهيك عن محاولة واشنطن شراء جزر الكوماندر الروسية, أمورٌ بمجملها تؤكد أنه على روسيا أخذها على محمل الجد, وبما يتخطى قرع جرس الإنذار، وبأنها إشارة جدية يتم تحتها تمويه النشاط العسكري الدوري الإعتيادي, وهذا بدوره يؤكد خطورة الوضع بالنسبة لروسيا, ويُهدد قدرتها على استعادة القدرة القتالية لأسطولها الإستراتيجي بالسرعة الكافية. ويطرح السؤال نفسه, هل يسعى الغرب لصدام عسكري مع روسيا النووية, أم نحو التحييد التدريجي وإشغال بعض إمكاناتها النووية, في وقتٍ لا يمكن فيه خداع روسيا, وهي القادرة على تحليل تحركات الغرب العسكرية المشبوهة, ومنعه من تعزيز وجوده العسكري في القطب الشمالي، لضمان الحماية الروسية الأكيدة لمنشآتها الإستراتيجية. م. ميشال كلاغاصي 5/8/2025


شفق نيوز
منذ 16 ساعات
- شفق نيوز
بعد تصريحات رئيس الوزراء المصري، هل تجاوزت مصر بالفعل الأزمة الاقتصادية؟
تباينت آراء خبراء اقتصاديين استطلعت آراءهم بي بي سي، حول تصريحات لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بشأن تجاوز مصر للأزمة الاقتصادية، بين تساؤلات تدور حول كيفية انتهاء الأزمة الاقتصادية، بينما مازال المواطن يشعر بغلاء الأسعار ونسب التضخم العالية؟ بينما رأى آخرون أن تصريحاته تتوافق مع تقارير دولية تشير إلى تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري. تصريحات رئيس الوزراء المصري جاءت خلال اجتماع مع عدد من المسؤولين ورجال الصناعة والمستوردين قبل أيام، وأكد خلالها أن الحكومة سوف تقوم خلال الأيام المقبلة بعقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي الغرف التجارية وكبار المستوردين والمصنعين لمتابعة جهود خفض الأسعار قائلا: "يتعين أن نوفر الأسباب التي تدفع نحو مسار نزولي للأسعار، فكما زادت الأسعار في فترات سابقة نظرا لتحديات واجهناها، يجب أن تنخفض الآن". وأوضح مدبولي أن تسعير الدولار وقت الأزمة الاقتصادية كان يتم على أساس سعر السوق السوداء، كما أن المصانع لم تكن قادرة على العمل بكامل طاقتها بسبب نقص المعروض وندرة المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، وهي تحديات تمكنت الدولة من التغلب عليها. صندوق النقد الدولي ويرى مراقبون أن تصريحات رئيس الوزراء المصري تستند إلى بعض التقارير التي تؤكد تحسن عدد من مؤشرات الأداء الاقتصادي. ففي أحدث تقرير لصندوق النقد الدولي بعنوان "آفاق الاقتصاد العالمي"، كشف الصندوق عن تفاؤل "حذر" بشأن تعافي الاقتصاد المصري، متوقعا نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% في السنة المالية 2024-2025 يليه ارتفاع طفيف إلى 4.1% خلال 2025-2026. وأشار صندوق النقد الدولي في التقرير الأخير إلى استمرار ما وصفه بالتحديات التي تواجه الاقتصاد المصري، حيث تظل معدلات التضخم مرتفعة عند 20.4% في 2024-2025، مع توقعات بانخفاضها إلى 11.4% في 2025-2026. وأوضح التقرير أن الاقتصاد المصري يستفيد من برنامج إصلاح اقتصادي مدعوم من صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار، تم توقيعه في مارس/آذار 2024، إلى جانب استثمارات أجنبية كبيرة مثل صفقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار مع صندوق الثروة السيادي الإماراتي. EPA تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي يقول الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار مصطفى بدرة في حديثه لبي بي سي إن توصيف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للوضع الاقتصادي الكُلي يأتي وفق نتائج مؤشرات الأداء خلال العام المالي 2024 – 2025 والتي تشير إلى زيادة معدلات النمو وزيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي، فضلا عن ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج، مع زيادة الصادرات نسبيا، وتحسن مؤشرات السياحة مؤخرا. وكشف البنك المركزي المصري أواخر يوليو تموز الماضي عن أن إيرادات السياحة سجلت 12.5 مليار دولار خلال الفترة من يوليو تموز إلى مارس آذار من العام المالي 2024-2025، مقابل 10.9 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق. كما ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج في الفترة ذاتها بشكل ملحوظ إلى 26.4 مليار دولار مقارنة بـ 14.5 مليار دولار. ويضيف بدرة أن هذه الأمور تصب في صالح رصيد الدولة من العملات الأجنبية والدولار الأمريكي بصفة خاصة وهو ما أدى إلى تحسن سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية وتراجع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري. ويوضح الدكتور مصطفى بدرة أن الدولة المصرية تطبق مبادئ الاقتصاد الحر، وليست لديها الرغبة في تطبيق "التسعيرة الجبرية" للسلع والخدمات، لكن لديها آليات أخرى تتعلق بتفعيل الأدوار الرقابية على الأسواق، فضلا عن إتاحة البدائل للسلع وزيادة المعروض منها داخل الأسواق، من خلال الأسواق والمنافذ التابعة لها، مثل أسواق اليوم الواحد أو منافذ وزارة التموين والتجارة الداخلية. ويشير الخبير الاقتصادي المصري إلى جهود الحكومة الحالية في توفير الدولار بسعر البنك الرسمي للمستوردين والمنتجين، من أجل تخفيض فاتورة الإنتاج أو الاستيراد، وهو ما يُسْهِم بشكلٍ كبير في استقرار الأسعار وانخفاضها على المدى القصير والمتوسط، مشيرا إلى أننا "نحتاج فقط إلى تثبيت الأوضاع الحالية، وهو ما تعمل عليه الحكومة في المرحلة الراهنة، من خلال اجتماعات دورية مع كبار المنتجين والمستوردين في السوق المصرية". تصريحات لتهدئة المخاوف الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية يؤكد في حديثه ل "بي بي سي" أن تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي بشأن انفراج الأزمة الاقتصادي هي للاستهلاك المحلي، ولتهدئة مخاوف المصريين في ظل استمرار حالة الخوف من انهيار الاقتصاد وارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها. ويوضح رشاد عبده أن الأزمة الاقتصادية في مصر لم تتحسن، والدليل على ذلك أن معدلات الأسعار مازالت عالية، مشيرًا إلى استمرار انخفاض دخل قناة السويس بسبب الاضطرابات الإقليمية، وعدم عودة معدلات تحويلات المصريين في الخارج كما كانت في السابق قبل اندلاع الأزمات الإقليمية، واستمرار فاتورة الاستيراد الكبيرة مع قلة الصادرات المصرية إلى الخارج. ومنذ أيام قليلة، كشف الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس عن فقدان حركة الملاحة في القناة أكثر من 50% من أعداد السفن منذ بدء الهجمات على السفن في البحر الأحمر، موضحًا تراجع عائدات رسوم المرور في القناة بحدة، من 10 مليارات دولار عام إلى 4 مليارات دولار عام 2024 بنسبة انخفاض60٪.2023 ويقول رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية إن تصريحات صندوق النقد الدولي بشأن تحسن معدلات الاقتصاد الكلي في مصر هي مجرد "حملات دعائية" من جانب مسؤولي الصندوق، وذلك بمناسبة قرب انتهاء مدة العشر سنوات لبرنامج إعادة هيكلة الاقتصاد المصري الذي اتفقت عليه مع الحكومة المصرية، "بمعني أن الصندوق لا يريد أن يقول إن سياساته أسهمت في فشل الاقتصاد المصري وتراجع معدلاته، لأن هناك دولًا أخرى تنظر إلى التجربة المصرية وتتخذ قرارات بناءً على نتائج التعاون مع الصندوق". وفيما يتعلق بانخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري مؤخرًا، يقول رشاد عبده إن سعر صرف الجنيه أمام الدولار لم يتحسن كما يتم الترويج له، لأن نسبة الهبوط قليلة جدا، ويجب إرجاعها إلى السعر المتداول وهي لا تتجاوز 1 % من القيمة الاجمالية، والجنيه المصري يتأثر بأي اضطرابات خارجية، ومن الوارد جدًا أن يُعَاوِد الارتفاع، والفيصل في هذا الأمر هو توفر الدولار داخل البنوك للمستوردين والمصنعين وحتى المواطنين العاديين. ويوضح رشاد عبده أن هذا التحسن هو تحسن نسبي "مؤقت" لا يُمْكِنُ القياس عليه، ولن يستمر طويلًا، لأن الحكومة المصرية اتفقت مع صندوق النقد الدولي على مرونة سعر الصرف وعدم التحكم فيه وتركه عرضة لقوى العرض والطلب التي يتدخل فيها عناصر وسياسات أخرى خارجة عن سيطرة الحكومة المصرية. Reuters شرائح الكهرباء والمحروقات "لو كانت الأزمة الاقتصادية قد انفرجت، فما الداعي لأن تطلب الحكومة المصرية من صندوق النقد الدولي تأجيل المراجعة الخامسة وإدماجها مع المراجعة السادسة لبرنامج الحكومة المصرية مع الصندوق؟ ولماذا تتحدث الحكومة عن تأجيل رفع شرائح الكهرباء والغاز المياه وغيرها إلى شهر أكتوبر/تشرين الثاني المقبل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وموجات الحر وفق تصريحات المسؤولين؟" هذا التساؤل يطرحه أستاذ الاقتصاد السياسي عبد النبي عبد المطلب حيث يقول "لو كانت الظروف الاقتصادية تحسنت فكان من باب أولى الحديث عن إلغاء هذه الزيادات من الأساس وليس تأجيلها". وبالنسبة لمعدلات التضخم يقول عبد النبي عبد المطلب إن هذا التراجع لا يعكس تحسنًا حقيقيًا، فمازلنا نتحدث عن معدل تضخم بنحو 15 % وهو رقم ثنائي، ويعتبر معدلًا كبيرًا قياسًا على سعر الفائدة الذي مازال كبيرًا أيضًا في حدود 20%، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن تكون الفجوة بين الاثنين ضيقة جدا في حدود 1% أو 2 %على حد قوله. وفيما يتعلق بتحويلات المصريين في الخارج وإيرادات قطاع السياحة، يقول الخبير الاقتصادي عبد المطلب إن هذه الأمور تدخل في إطار الدخل "الريعي الموسمي" وهي عناصر غير مستقرة أو مُسْتَدَامَة، ولا يمكن التعويل عليها في إطار مؤشرات الاقتصاد الكلي، وهي تشير إلى "انتعاش الاقتصاد" ولكنها ليست دليلا على "تحسن الاقتصاد" أو انتهاء الأزمة الاقتصادية وفق قوله. ويوضح عبد النبي عبد المطلب، أنه "عندما تستقر الأسعار ويشعر المواطن المصري بأن دخله متناسب مع احتياجاته، يمكن هنا الحديث عن انتهاء الأزمة الاقتصادية، ولكن كيف يمكن الحديث عن هذا الأمر، ومازالت الحكومة عاجزة عن الإعلان بشكل واضح عن خطة لأسعار الفائدة أو المحروقات والكهرباء لمدة سنة كاملة؟" ويطالب عبد النبي بوجود خطة حكومية واضحة للسيطرة على معدلات التضخم وسعر الفائدة والسيطرة على انفلات سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية. بحث الدخل والانفاق الصحفية الاقتصادية والإعلامية المصرية لميس الحديدي تحدثت عبر صفحتها الموثقة على موقع "إكس" منتقدة تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة حول انتهاء الأزمة الاقتصادية مشيرة إلى عدم وجود دراسات واضحة تشير إلى هذا الأمر مثل بحث الدخل والانفاق الذي كان يصدر عن جهاز التعبئة العامة والاحصاء والذي لم يصدر حتى الآن. وتشير الحديدي إلى أن هذا البحث كان يرصد على أساس سنوي معدلات الفقر في مصر ومتوسط دخل الأسر المصرية وتطور مستوى معيشتها. وتقول لميس الحديدي في منشورها عبر منصة "إكس إن آخر نتائج لهذا البحث أعلنت في 2020، وأشارت إلى أن معدل الفقر 29.7 % ، مشيرة إلى أن البنك الدولي ذكر في عام 2022 أن هذا الرقم ارتفع إلى 32.5 % ، موضحةً أن الدولة المصرية ظلت طوال 5 سنوات كاملة بدون أرقام رسمية أو مؤشرات حول معدلات الفقر، رغم جائحة كورونا، ومعدلات التضخم، والتعويمات المتتالية للجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى. وكانت مؤسسة فيتش قد رفعت تقديراتها لتوقعات نمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي 2025-2026 إلى 4.6%، مدفوعًا بتعافي الاستثمار، واستقرار الاستهلاك المحلي، وعودة الواردات إلى مستوياتها الطبيعية، بينما يتوقع البنك الدولي أن تبلغ نسبة النمو خلال العام المالي المقبل 4.2 % بنظرة متفائلة. Reuters يأتي ذلك في الوقت الذي عكس فيه الجنيه المصري مساره الهبوطي وحقق صعودًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي خلال الأسبوعين الماضيين، فبعد أن بلغ أدنى مستوياته في مطلع أبريل/نيسان الماضي عند 51.6 جنيها للدولار، وهو أدنى سعر يسجله منذ آخر تحرير لسعر الصرف في مارس/آذار الماضي، اقترب من 50 جنيها. وبدأ الجنيه المصري في التعافي منذ منتصف أبريل/نيسان، إلا أنه تعرض لضغوط جديدة مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل والضربات الأمريكية، ما أدى إلى تراجعه وفقدانه مكاسبه. ومع ذلك، أعاد إعلان وقف التصعيد للجنيه بعض تماسكه أمام الدولار. وبدأت سلسلة صعود الجنيه منذ الأسبوع الأخير من يونيو/حزيران الماضي، ليواصل تعافيه حتى اليوم، مسجلا أعلى مستوياته أمام الدولار منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، قرب 48.6 جنيها للدولار. وبينما يُنظر إلى هذا التحسن كعلامة إيجابية، يتساءل مراقبون: هل يعكس هذا الصعود واقعا اقتصاديا مستداما مدعوما بأسس قوية؟ أم أنه مجرد تعاف مؤقت تدفعه أدوات مالية قصيرة الأجل وسياسات غير قابلة للاستمرار، مما يترك مستقبل استقرار العملة المصرية رهن التطورات الجيوسياسية؟