
«جبل بيكاكس» المخبأ السرى لليورانيوم الإيرانى: عمقه يصل إلى 100 متر
وسط تصاعد الشكوك حول مدى نجاح الهجمات الجوية الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، كشفت تقارير استخبارية وصور أقمار صناعية، عن أن إيران ربما هرّبت كميات من اليورانيوم المخصّب لمنشأة سرية تحت الأرض تُسمى «جبل بيكاكس»، وتبعد دقائق عن منشأة نطنز النووية التى كانت من بين الأهداف الرئيسية للهجمات التى وقعت نهاية الأسبوع الماضى.
وذكرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، أن هذه المنشأة المدفونة بعمق فى باطن الأرض، والتى ظلت تخضع لعمليات تعزيز وتحسين غير معلنة على مدار السنوات الأخيرة، تُعدّ أحد أكثر المواقع غموضًا فى البرنامج النووى الإيرانى.
ويشتبه بعض المحللين الغربيين فى أنها قد تكون المكان المثالى لإخفاء أى مخزونات يورانيوم جرى تهريبها قبل الضربات الأخيرة التى استهدفت نطنز وفوردو وأصفهان.
وأوضحت صور الأقمار الصناعية التى ألتقطت يومى الخميس والجمعة من الأسبوع الماضى، أن هناك شاحنات كبيرة كانت مصطفة خارج منشأة فوردو لتخصيب الوقود النووى، ما أثار تكهنات بأن النظام الإيرانى قد يكون استخدم تلك المركبات لنقل مواد حساسة، من ضمنها ربما اليورانيوم المخصب.
ويُذكر أن ما يقارب ٩٠٠ رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى ٦٠٪، فُقد أثرها منذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية فى ١٣ يونيو، دون أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أى جهة رقابية من تحديد مكان وجود هذه المواد حتى الآن.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن عدم وجود أى تسريب إشعاعى أو نووى فى إيران، بالرغم من حرب الـ١٢ يومًا والقصف الأمريكى للمنشآت الإيرانية الثلاث: نطنز وفوردو وأصفهان واستهداف إسرائيل مفاعل آراك- يكشف عن أن هذه المنشآت لا تحتوى على اليورانيوم المخصب الإيرانى.
وأضافت: «رغم أن منشأة جبل بيكاكس المجاورة لنطنز لا تخضع بعد لرقابة كاملة من قبل المجتمع الدولى، فإن القلق الدولى بشأنها بدأ يتصاعد منذ مطلع العام، حين ظهرت أولى صور الأقمار الصناعية التى أظهرت بناء نفق عميق جديد ومحيط أمنى مشدد فى المنطقة».
وعندما سئلت إيران رسميًا عن الهدف من المنشأة، جاء ردها صريحًا وحادًا، وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، فى أبريل إن السلطات الإيرانية رفضت تزويد الوكالة بمعلومات واعتبرت الأمر شأنًا داخليًا، وقال جروسى إن الرد كان: «ليس من شأنكم».
وأشار «جروسى» إلى أن استخدام الأنفاق لتخزين مواد غير مصرح بها أمر لا يمكن استبعاده، رغم تأكيده أنه لا يرغب فى إطلاق اتهامات قبل توافر الأدلة، مؤكدًا أنه سيواصل طرح هذا الملف فى كل المحافل الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، لا توجد تأكيدات رسمية حول ما إذا كانت الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة قد أصابت أو حتى اقتربت من منشأة جبل بيكاكس، لكن «جروسى» أكد أن الشكوك مبررة فى ظل التضارب بين طبيعة الأنشطة المعلنة والسرية.
وحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية، فإن جبل بيكاكس الذى يقع على بعد ٩٠ ميلًا جنوب فوردو، وعلى بعد دقائق فقط من منشأة نطنز النووية فى محافظة أصفهان بوسط إيران- مكان مثالى للاختباء، وقد جرى تعزيز وتوسيع هذا الموقع الضخم، الذى لا يزال قيد الإنشاء، بهدوء على مدى السنوات الأربع الماضية.
وحذر الخبراء من أن إيران قد تكون بصدد زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب. وقال «بن طالبلو» من مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية: «السؤال الرئيسى هو ما إذا كانت إيران ستخفى، أو ربما تكون قد أخفت بالفعل، مواد انشطارية فى جبل بيكاكس أو أى منشأة سرية أخرى غير معروفة».
وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه بعد الضربات الأمريكية، قد تكون الخطة الاحتياطية المحتملة لإيران هى هذه المنشأة شديدة التحصين، إذ تظهر صور الأقمار الصناعية أنه جرى توسيعها سرًا بتحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم.
فى حين كان يوصف «فوردو» بأنه «جوهرة التاج» فى برنامج تخصيب اليورانيوم الإيرانى، فإن حجم وعمق «جبل بيكاكس» يشيران إلى منشآت ذات قدرة تخصيب كبيرة يمكن أن تنافس أو تتجاوز المنشأة المتضررة تحت الأرض.
ويمتلك «فوردو» مدخلين للنفق، لكن «جبل بيكاكس» لديه أربعة على الأقل-اثنان على الجانب الشرقى من الجبل واثنان على الغرب- والأهم من ذلك، أن غرفه تحت الأرض تمتد إلى عمق ربما يتجاوز ١٠٠ متر تحت السطح، مقارنة بعمق «فوردو الذى يتراوح بين ٦٠ و٩٠ مترًا.
ويعتقد الخبراء أن حجم المشروع يعنى أن إيران يمكن أن تستخدم المنشأة ليس فقط لبناء أجهزة الطرد المركزى، ولكن أيضًا لتخصيب اليورانيوم. وهذه الأجهزة، التى يجرى تركيبها فى مجموعات كبيرة، تدوّر غاز اليورانيوم لزيادة تركيزه.
ويقع جبل بيكاكس على ارتفاع ١٦٠٨ أمتار فوق مستوى سطح البحر، أى أنه أعلى بنسبة تزيد على ٥٠٪ من الجبل الذى يضم مصنع أجهزة الطرد المركزى فى «فوردو» والذى يبلغ ارتفاعه ٩٦٠ مترًا، ويوفر الارتفاع الأكبر حماية إضافية.
ويقدر المحللون عمق المنشأة من خلال مقارنة ارتفاعات الجبال بارتفاعات مداخل الأنفاق، ما يشير إلى أن المجمع يمتد إلى عمق أكبر بكثير تحت الأرض من تحصينات «فوردو».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 6 دقائق
- خبر صح
البرلمان يناقش قانون الإيجار بعد موافقة لجنة الإسكان وفقاً لمصطفى بكري
أعلن الإعلامي وعضو مجلس النواب عن بدء البرلمان مناقشة مشروع قانون الإيجار القديم بحضور عدد من الوزراء المعنيين، مؤكدًا أن النص المقدم هو ما وافقت عليه لجنة الإسكان بالبرلمان. البرلمان يناقش قانون الإيجار بعد موافقة لجنة الإسكان وفقاً لمصطفى بكري شوف كمان: مسؤول مصر الخير يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الجمعيات الخيرية في مهب الريح وقال بكري في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس': 'يناقش مجلس النواب مشروع قانون الإيجار القديم بحضور عدد من الوزراء المختصين، وهذا هو نص المشروع المقدم بعد أن وافقت عليه لجنة الإسكان' يناقش مجلس النواب مشروع قانون الإيجار القديم بحضور عدد من الوزراء المختصين، وهذا هو نص المشروع المقدم بعد أن وافقت عليه لجنة الإسكان. — مصطفى بكري (@BakryMP). في سياق آخر، علق الإعلامي مصطفى بكري على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أدلى بها على هامش قمة 'الناتو' بمدينة لاهاي، حيث أثارت تباينًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بسبب ما اعتُبر تناقضًا واضحًا في مواقفه تجاه التصعيد بين إيران وإسرائيل. وقال بكري في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس': 'ترامب يقول إن الإيرانيين قاتلوا بشجاعة، وأنهم يملكون أدوات ضغط منها البترول والمضيق، ترامب يتخبط ولا يعرف هل هو مع أم ضد، يشكر إسرائيل ويشكر إيران ويشكر قطر… من حق الناس أن تتساءل: هو في إيه؟' مصطفى بكري: طال الزمان أو قصر إسرائيل لن تنتصر وإيران لم تنهزم وعرض البرلماني مصطفى بكري تحليلًا للمشهد السياسي الحالي بعد إعلان أمريكا الهدنة بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن رضوخ أمريكا وإسرائيل وسعيهما لتحقيق وقف لإطلاق النار بعد نحو 12 يومًا من الحرب يؤكد أن الصواريخ الإيرانية قد أحدثت انهيارًا كبيرًا في العمق الإسرائيلي وتسببت في نزوح عشرات الآلاف من الصهاينة إلى خارج الكيان وعلق مصطفى بكري على تأثيرات الحرب على إسرائيل، وقال عبر حسابه على 'إكس': 'إسرائيل عانت من توقف الحياة وحدوث انهيارات اقتصادية وأمنية ونفسية دفعت نتنياهو إلى طلب الإنقاذ والمساعدة من صديقه ترامب، الذي وسط بدوره أطرافًا إقليمية ودولية للموافقة على وقف الحرب فورًا وعاجلًا وسريعًا، لذلك يمكن القول إن الكيان الصهيوني لم يحقق أيًا من أهدافه المعلنة' مقال مقترح: كيفية الاستعلام عن معاشات يونيو 2025 خطوة بخطوة ولفت بكري إلى أن الحرب مع إيران كلفت إسرائيل كثيرًا، كما أنها خرجت من تلك الحرب بلا مكاسب، حيث لم تتمكن من القضاء على تخصيب اليورانيوم أو القضاء النهائي على المفاعلات النووية، ولم تتمكن من تفجير الأوضاع داخل إيران استنادًا إلى تقارير سابقة من عملائها، كما لم تتمكن من إسقاط النظام وإنهاء حكم الملالي


نافذة على العالم
منذ 20 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مؤشرات جديدة على مدى تضرر المنشآت النووية الإيرانية، ورغبة إسرائيلية بتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية بعد المواجهة مع طهران
الجمعة 27 يونيو 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، شارع في تل أبيب قبل ساعة واحدة بعد انتهاء المواجهة الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، تذهب تصريحات إسرائيلية رسمية باتجاه التعبير عن الرغبة بتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية في المنطقة. إذ رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هناك فرصة لـ"توسيع اتفاقات السلام". وقال نتنياهو في مقطع فيديو وزعه مكتبه "حاربنا إيران بعزم وحققنا نصراً كبيراً، هذا النصر يفتح الطريق لتوسيع اتفاقات السلام بشكل كبير". ويشير في تصريحه إلى اتفاقات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب العام 2020 برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى. وفي غضون ذلك، تداول مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي، صوراً للوحة إعلانية منتشرة في تل أبيب، تحمل عبارة تقول: "حِلف أبراهام.. حان الوقت لشرق أوسط جديد" مع صورة مركبة لقادة دول عربية يتوسَطهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو. يشار إلى أن بعض هذه الدول الممثَّلة في اللوحة، مثل السعودية وسلطنة عُمان ولبنان وسوريا، غيّر مُطبّعة مع إسرائيل بشكل رسمي. جدل تدمير المنشآت النووية الإيرانية التعليق على الصورة، منشآة فوردو النووية في إيران يستمر الجدل في الولايات المتحدة حول مدى فاعلية الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال المواجهة. وتجري مراقبة نتائج الهجمات عن كثب لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تكون الضربات قد عرقلت البرنامج النووي الإيراني، بعدما كرر الرئيس ترامب تأكديه أن البرنامج تم محوه. وأصر ترامب على أن الضربات الاميركية كانت مدمرة، مؤكداً أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية من موقع تحت الأرض تعرّض للقصف الأميركي. وقال في منشور عبر منصته "تروث سوشال" "لم يُخرج شيء من المنشأة إذ أن ذلك كان سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون خطيراً جداً، و(المواد) ثقيلة جداً ويصعب نقلها"، وذلك في إشارة إلى موقع فوردو الذي قصفته قاذفات "بي-2" الأمريكية. وبحسب تقييم أولي سرّي نشرته شبكة "سي إن إن"، لم تؤد الضربات الأمريكية سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، بدون تدمير مكوّناته الرئيسية. وقال هيغسيث للصحافيين في البنتاغون "لقد هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب والقضاء وتحطيم وتدمير القدرات النووية لإيران". وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جون راتكليف أكد في بيان الأربعاء أن "منشآت نووية إيرانية رئيسية عدة دُمّرت وإعادة بنائها قد تستغرق سنوات عدّة". أضرار "كبيرة" الخميس، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية "كبيرة". وصرح عراقجي للتلفزيون الرسمي أن "خبراء من منظمة الطاقة النووية (الإيرانية) يجرون حالياً تقييماً مفصلاً للأضرار". وأضاف أن "مناقشة المطالبة بتعويضات" أصبحت الآن في مقدم جدول أعمال الحكومة. وتابع "هذه الأضرار كبيرة، ودراسات الخبراء واتخاذ القرار السياسي يجريان في الوقت نفسه". تلويح بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقال عراقجي، إن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بات "ملزماً" بعدما أقره المشرعون ووافقت عليه هيئة دستورية ورقابية عليا في البلاد. وأضاف عراقجي للتلفزيون الرسمي "مشروع القانون الذي أقره (البرلمان) ووافق عليه مجلس صيانة الدستور اليوم (...) مُلزم لنا، ولا شك في تنفيذه". وتابع: "من الآن فصاعداً، ستتخذ علاقتنا وتعاوننا مع الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) شكلاً جديداً". وحذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أنّ "السيناريو الأسوأ" بعد الضربات التي شنّتها الولايات المتّحدة على البرنامج النووي الإيراني يتمثّل بانسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي. "نووي مدني إيراني بمساعدة أمريكية" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مبنى البيت الأبيض ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر، إن إدارة ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة، وتخفيف العقوبات، وتحرير مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المقيدة. وأوضحت المصادر أن الهدف من ذلك إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات.


نافذة على العالم
منذ 20 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة أكسيوس: إسرائيل تعرف مكان اليورانيوم الإيراني.. تحت الأرض
نافذة أكسيوس: إسرائيل تعرف مكان اليورانيوم الإيراني.. تحت الأرض الجمعة 27 يونيو 2025 08:00 صباحاً نافذة على العالم - ...but your activity and behavior on this site made us think that you are a bot. Note: A number of things could be going on here. If you are attempting to access this site using an anonymous Private/Proxy network, please disable that and try accessing site again. Due to previously detected malicious behavior which originated from the network you're using, please request unblock to site. المصدر : نافذة أكسيوس: إسرائيل تعرف مكان اليورانيوم الإيراني.. تحت الأرض الكلمات الدلائليه أخبار العالم العرب أخبار عربية أخبار محلية العرب اليوم نافذة على العالم