
'إسرائيل' تخشى استنزافها وحدها.. ما خيارات إيران للرد على القصف الأمريكي لمفاعلاتها النووية؟
على مدار 46 عاماً من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد سقوط نظام الشاه حليف الأمريكيين٬ كانت العلاقة بين طهران وواشنطن متوترة على الدوام تخللها عقوبات أمريكية متصاعدة وقطيعة طويلة وتهديد ووعيد متبادل٬ لكن الذي حدث فجر الأحد 22 يونيو/حزيران 2025 كان غير مسبوق في العلاقة٬ حيث شنت الإدارة الأمريكية ولأول مرة هجوماً عسكرياً في قلب إيران٬ شمل استخدام صواريخ كروز وقنابل ضخمة خارقة للتحصينات بهدف تدمير المفاعلات النووية الإيرانية٬ وتحديداً منشآت فوردو وأصفهان ونطنز.
أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن الولايات المتحدة بهجومها تجاوزت "خطًا أحمر كبيراً"٬ فيما دعا مسؤولين إيرانيين آخرين إلى استهداف المصالح الأمريكية أو حتى الذهاب بالفعل لأقصاه وإغلاق مضيق هرمز.
وبعد هذه الضربة المباشرة -التي تمنتها إسرائيل منذ وقت طويل- تدخل الأزمة بين طهران وواشنطن طوراً جديداً أشد خطورة وتعقيداً، يُعيد إلى الأذهان سيناريوهات "الحروب الأبدية" التي طالما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجنبها. وبينما يحتفي ترامب بـ"النجاح الكبير" للعملية العسكرية، أصبحت إيران أمام واقع جيوسياسي وعسكري معقد٬ وذات خيارات مفتوحة. فهل تختار الرد العاجل، أم الانتقام المؤجل والتركيز الآن على توجيه ضربات موجعة لـ"إسرائيل"؟
ما خيارات إيران للرد على الاستهداف الأمريكي لمفاعلاتها النووية؟
رغم تعرض قدرات إيران الرادعة لضربات موجعة٬ من تعرض منشآتها النووية ومواقع إطلاق صواريخ بعيدة المدى إلى قصف٬ وكذاك استنزاف حلفائها في المنطقة مثل حزب الله٬ لا تزال طهران تملك أوراقاً للرد على الأمريكيين، تتراوح بين الهجمات غير المتكافئة عبر الجماعات المسلحة الحليفة لها في العراق ولبنان واليمن، واستهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة، وصولاً إلى السيناريو الأشد تعقيداً: إغلاق مضيق هرمز ، ممر الطاقة العالمي.
تقول صحيفة الغارديان البريطانية٬ إن إيران سعت دون جدوى إلى ردع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الانضمام إلى الحملة الجوية الإسرائيلية من خلال إطلاق تهديدات شديدة بالانتقام، لكن خياراتها الآن أصبحت محدودة ومحفوفة بالمخاطر.
وصرح مسؤولون إيرانيون بأن السفن والقواعد العسكرية الأمريكية ستُستهدف، لكن الضربات الإسرائيلية ربما أضعفت قدرتها التي اعتمدت عليها كرادع خلال الأيام القليلة الماضية. مع ذلك، ركزت تلك الضربات على منصات إطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ولا تزال إيران تمتلك ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات المسيرة قصيرة المدى.
تقول واشنطن إنها اتخذت احتياطات خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قامت بتوزيع وجودها البحري في المنطقة وتعزيز الدفاعات الجوية، في محاولة لضمان أن تصبح هدفًا صعبًا قدر الإمكان. وعلاوة على ذلك، حذر ترامب من مشاركة الولايات المتحدة على نطاق أوسع في حرب إسرائيل إذا حاولت إيران الرد، وفي الأيام الأخيرة اقترح أن يكون أحد أهداف القاذفات الأميركية هو المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان "الحروب الأبدية" التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ترامب ووصفها بأنها "غبية" ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها.
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة٬ لوكالة رويترز: "الإيرانيون أصبحوا ضعفاء وتدهورت قدراتهم العسكرية… لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها…. لن ينتهي هذا الأمر سريعاً".
القواعد الأمريكية "هدف رئيسي".. وهذا ما تخشاه واشنطن
يقول عالم السياسة والخبير في شؤون الأمن الدولي كولن كلارك في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية٬ إن الهدف الأول والأكثر وضوحاً لإيران هو القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود. وتمتلك الولايات المتحدة منشآت عسكرية في تسعة عشر موقعاً على الأقل في أنحاء الشرق الأوسط، ثمانية منها دائمة ورئيسية. حيث تحتفظ بقواعد أو مواقع عسكرية في البحرين والعراق والأردن وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة.
كما أن السفارات والمجمعات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية الأخرى كلها أهداف محتملة. وبحسب كلارك قد تتعرض بعض هذه المواقع لهجمات صاروخية إيرانية، وفي حالات أخرى، قد يبادر حلفاء إيران – سواء الحوثيون في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق – إلى ذلك. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات سفر للمواطنين الأمريكيين في إسرائيل، ودعت سفارتاها في العراق ولبنان إلى مغادرة جميع الموظفين الأمريكيين غير الأساسيين.
بحسب كلارك٬ أخطر تهديد في العراق هو الشبكة المحيطة بكتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعية مدعومة من إيران هاجمت قواعد أمريكية في السنوات الأخيرة، وقد تكرر ذلك. وأصدر الأمين العام لكتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، بيانًا الأسبوع الماضي حذّر فيه من أنه "إذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسنتحرك مباشرةً ضد مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد".
وتقول صحيفة الغارديان٬ إن سلاح إيران الرئيسي الذي يثير قلق واشنطن٬ هو شبكة تحالفاتها مع الإقليمية هذه٬ رغم أنها استنزفت وتعرضت لضربات موجعة من تل أبيب وواشنطن. حيث تزعم "إسرائيل" تدمير ترسانة حزب الله الصاروخية العام الماضي٬ لكن من المؤكد أن حزب الله اللبناني لا يزال قادر على تهديد إسرائيل.
وكان الحوثيون في اليمن قد اتفقوا على وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو/أيار، لكنهم حذروا من أنهم سيعتبرون الهدنة منتهكة إذا قرر ترامب المشاركة في هجمات على إيران، وسوف يستهدفون السفن الأميركية في البحر الأحمر، وهو أمر فعله الحوثيون بنتائج متباينة في الماضي.
إغلاق وتفخيخ مضيق هرمز.. ورقة تصعيد كبيرة تملكها طهران
تملك إيران أيضاً خيار مهاجمة الشحن، مع الخيار النهائي المتمثل في استخدام الألغام، أو إغراق السفن، أو إصدار تهديدات موثوقة بإغلاق مضيق هرمز، وهو بوابة ضيقة إلى الخليج الفارسي يبلغ عرضه 55 كيلومتراً فقط في بعض الأماكن، والذي يمر عبره أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية ، و20 مليون برميل، ومعظم الغاز المسال، كل يوم.
ودعا سياسيون إيرانيون إلى إغلاق المضيق خلال الأيام القليلة الماضية. ويتمتع هذا الإجراء بميزة كونه وسيلةً لفرض تكلفة مباشرة على ترامب، إذ سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مع تأثير تضخمي شبه فوري في الولايات المتحدة قبل انتخابات الكونغرس العام المقبل. ولكنه سيُمثل أيضًا ضرراً اقتصادياً ذاتياً فادحاً٬ حيث يستخدم النفط الإيراني نفس المنفذ، وإغلاق مضيق هرمز يُهدد بدفع دول الخليج العربية، التي انتقدت بشدة الهجوم الإسرائيلي، إلى التصعيد وطلب التدخل الأمريكي لحماية مصالحها.
ويقول الكاتب في "نيويورك تايمز" كولن كلارك٬ قد تجد دول الخليج العربي نفسها أيضاً في مرمى نيران إيران، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما أطلق الحوثيون، في خضم تصاعد التوترات الأمريكية الإيرانية، طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية. وتعرضت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة لهجمات قبل أشهر قليلة من تلك الهجمات. ومن شأن الهجمات على ناقلات النفط والشحن التجاري أن تُعيق حركة نقل الطاقة العالمية وتُزعزع استقرار الأسواق العالمية.
استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية خارج الشرق الأوسط
في الوقت نفسه٬ ورغم تراجع قوة جماعات محور المقاومة بفعل الضربات المركزة من الأمريكيين والإسرائيليين، لا تزال تحتفظ هذه التنظيمات ببعض القدرات العسكرية خارج المنطقة. والآن، بعد أن أصبحت الولايات المتحدة منخرطة بشكل مباشر في الصراع مع إيران، يمكن لطهران تفعيل هذه الشبكة لشن هجمات في الغرب وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وغيرها من المناطق.
وشنّ حزب الله هجماتٍ في الماضي على أهدافٍ في أمريكا اللاتينية وأوروبا، انتقامًا لهجماتٍ استهدفت أفراده، ولدعم المصالح الإيرانية. في أوائل التسعينيات، أسفرت تفجيرات حزب الله لمؤسساتٍ إسرائيلية ويهودية في الأرجنتين عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. كما أسفر تفجير حافلةٍ في بورغاس، بلغاريا، عام 2012، وهو أيضًا هجومٌ نفّذه حزب الله، عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين. كما نفذت إيران ووكلاؤها عمليات مراقبةٍ ضد أهدافٍ يهودية في قبرص والهند ونيجيريا بهدف استهدافها قبل انكشاف مخططاتها.
في السنوات الأخيرة، تم القبض على عملاء حزب الله في الولايات المتحدة. في عام 2017، تم القبض على رجلين ووجهت إليهما تهمة مراقبة أهداف محتملة لحزب الله في البلاد، بما في ذلك المنشآت العسكرية ومنشآت إنفاذ القانون في مدينة نيويورك. وفي مايو 2023، حُكم على أحد سكان نيوجيرسي بالسجن لمدة 12 عامًا لتلقيه تدريبًا عسكريًا من حزب الله أثناء استطلاع قائمة طويلة من الأهداف المحتملة. لم تنفذ المجموعة هجوماً ناجحاً في الولايات المتحدة. لكن إيران متورطة في العديد من محاولات الاغتيال ضد كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين على مر السنين، بمن فيهم جون بولتون ومايك بومبيو والرئيس ترامب٬ بحسب ما يقوله الباحث الأمريكي كولن كلارك.
وعلى الرغم من أن التهديد المتمثل في وقوع هجوم مسلح داخل أمريكا أقل خطورة نسبياً، فقد خصص مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل المزيد من الموارد لمراقبة إمكانية وجود خلايا نائمة محلية مرتبطة بحزب الله في الأيام الأخيرة. وفي العمليات التقليدية، قد تُهيمن الولايات المتحدة وإسرائيل عسكرياً على إيران. وقد تغلغلت الاستخبارات الإسرائيلية في البلاد٬ كما يتضح من الاغتيالات المُستهدفة لعلماء نوويين إيرانيين، وقادة في الحرس الثوري الإسلامي، وأعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
لكن تعكس العمليات غير المتكافئة والهجمات التفجيرية الميزة النسبية لإيران، والتي يعود تاريخها إلى هجوم عام ١٩٨٣ على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، عندما قتل ٢٤١ جنديًا أمريكيًا باستخدام سيارة مفخخة نفذها أحد أعضاء حزب الله. وكان تفجير أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية عام ١٩٩٦، والذي نُسب إلى إيران، وأصاب قاعدة عسكرية أمريكية، وأسفر عن مقتل ١٩ طياراً أمريكياً وإصابة ما يقرب من ٥٠٠ شخص آخر، بمثابة تذكير بقدرة طهران على استخدام خلايا نائمة في دول أجنبية لشن هجمات معقدة، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية.
تأجيل الرد على أمريكا والتركيز على "إسرائيل" هو ما تخشاه تل أبيب
لتجنب إقحام المزيد من الخصوم في الصراع أو دعوة الولايات المتحدة لشن حملة قصف شاملة، قد تقرر طهران الانتقام لاحقاً من الأمريكيين والتركيز الآن على استهداف تل أبيب. وفي الماضي، أجّلت طهران ردها على الهجمات الخارجية٬ وقد ألمح وزير الخارجية، سيد عباس عراقجي، إلى رد مفتوح كهذا عندما قال يوم الأحد إن "قرار ترامب بمهاجمتنا ستكون له عواقب وخيمة".
وبالفعل٬ ردت طهران على الهجمات الأمريكية يومي الأحد والإثنين بإطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المسيرة على مناطق عديدة في "إسرائيل" أسفرت عن إصابة عشرات الإسرائيليين وإيقاع دمار ببعض المباني والمنشآت. وبذلك بدا أن الرد الإيراني الفعلي يستهدف بالمقام الأول إسرائيل، بينما لم تعلن طهران عن أي ضربات مباشرة ضد قواعد أمريكية أو مصالح النفط العالمية حتى الآن.
ويثير تركيز طهران -حتى الآن- بالرد على الضربات الأمريكية على "إسرائيل" فقط قلق المسؤولين والأجهزة الأمنية. ويقول المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" ، يوآف ليمور، إن القلق الأساسي في إسرائيل هو أن تمتنع إيران عن الرد على الهجوم الأميركي ضدها، وتركز استهدافها على إسرائيل على شكل حرب استنزاف، خاصة وأن "الحركة في إسرائيل مشلولة، منذ 10 أيام، وليس واضحاً ما هي المدة التي بمقدورها الاستمرار على هذا الحال٬ فيما ستتآكل إنجازاتها مع مرور الوقت، ويتوقع أن تتفاقم الأضرار الاقتصادية والمادية٬ بما في ذلك استنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية".
وأضاف ليمور أن الرأي السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أنه "يجب استغلال نقطة الذروة الحالية من أجل تقييد إيران باتفاق (نووي) صارم، وإلى جانبه عقوبات مشددة، تشمل القضية النووية وصنع الصواريخ ونشر الإرهاب. وفي موازاة ذلك، بإمكان إسرائيل التقدم، وهو ما يأملونه في واشنطن أيضا، نحو توسيع اتفاقيات أبراهام في الطريق إلى إبرام تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية إقليمية قوية، وتضع مصاعب أمام ترميم قدرات إيران"٬ على حد تعبيره.
وفيما يتحدثون في "إسرائيل" علناً عن سيناريو يشمل "استسلاماً إيرانياً"، أفاد ليمور بأن المسؤولين الإسرائيليين في المحادثات المغلقة٬ يأملون بتعميق التدخل الأميركي وأن يقود ذلك إلى إسقاط النظام الإيراني.
من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، ناحوم برنياع، أن على إسرائيل مطالبة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن "يفرض على إيران وعلينا وقف إطلاق نار. وليس بعد أسبوعين أو شهر، وإنما الآن، لأننا وصلنا إلى النقطة التي بعدها ستتراجع الإنجازات والأثمان المحتملة سترتفع".
وأضاف برنياع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أقنع ترامب بمهاجمة إيران، لكن "نتنياهو تمكن من إدخالنا إلى إيران، لكن ثمة شكا إذا كان سيتمكن من إخراجنا من هناك. ومثلما في غزة، يواجه نتنياهو صعوبة في إنهاء الحرب، وبإمكان ترامب فقط تنفيذ ذلك".
بدوره، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل ، أن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، أمس، "دفع قدما أهداف الحرب الإسرائيلية بقدر كبير. وسيحاول ترامب بيع الجمهور الأميركي سردية بموجبها أن هذه خطوة لمرة واحدة. لكن هذا مشروط بنتائج القصف الأميركي وبالرد الإيراني أيضا".
وأضاف هرئيل أن هناك ثلاثة سيناريوهات بالنسبة لإسرائيل: "اتفاق أميركي مع إيران يضطرها إلى تقديم تنازلات كبيرة في برنامجها النووي وتسلحها بصواريخ طويلة المدى وتسليح المنظمات الإرهابية في المنطقة؛ معادلة 'الهدوء مقابل الهدوء' التي تهدف إلى ردع النظام الإيراني لفترة طويلة؛ تطرف إيراني متعمد ويثير غضب ترامب لدرجة تطور حرب إقليمية التي من شأنها أن تنتهي بإسقاط النظام… وهذا هدف طموح، ومغامرة التي ورطت حتى الآن الأميركيين في دول كثيرة".
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "النجاح العسكري المثير للإعجاب في إيران ينبغي أن يترجم قريبا إلى تسوية سياسية، تفرض على النظام انصياع صارم لتعليمات المجتمع الدولي وتزيل الخطر النووي والصاروخي عن إسرائيل والمنطقة. لكن الانشغال بإيران لا يحرر إسرائيل من الضرورة الملحة لحل مشكلتها الأخرى المشتعلة، وهي قطاع غزة. فالحرب ضد حماس مستمرة وتواصل إسقاط ضحايا، بدون نجاح قريب في الأفق"٬ بحسب تعبيره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوست عربي
منذ 9 ساعات
- بوست عربي
'إسرائيل' تخشى استنزافها وحدها.. ما خيارات إيران للرد على القصف الأمريكي لمفاعلاتها النووية؟
على مدار 46 عاماً من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد سقوط نظام الشاه حليف الأمريكيين٬ كانت العلاقة بين طهران وواشنطن متوترة على الدوام تخللها عقوبات أمريكية متصاعدة وقطيعة طويلة وتهديد ووعيد متبادل٬ لكن الذي حدث فجر الأحد 22 يونيو/حزيران 2025 كان غير مسبوق في العلاقة٬ حيث شنت الإدارة الأمريكية ولأول مرة هجوماً عسكرياً في قلب إيران٬ شمل استخدام صواريخ كروز وقنابل ضخمة خارقة للتحصينات بهدف تدمير المفاعلات النووية الإيرانية٬ وتحديداً منشآت فوردو وأصفهان ونطنز. أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن الولايات المتحدة بهجومها تجاوزت "خطًا أحمر كبيراً"٬ فيما دعا مسؤولين إيرانيين آخرين إلى استهداف المصالح الأمريكية أو حتى الذهاب بالفعل لأقصاه وإغلاق مضيق هرمز. وبعد هذه الضربة المباشرة -التي تمنتها إسرائيل منذ وقت طويل- تدخل الأزمة بين طهران وواشنطن طوراً جديداً أشد خطورة وتعقيداً، يُعيد إلى الأذهان سيناريوهات "الحروب الأبدية" التي طالما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجنبها. وبينما يحتفي ترامب بـ"النجاح الكبير" للعملية العسكرية، أصبحت إيران أمام واقع جيوسياسي وعسكري معقد٬ وذات خيارات مفتوحة. فهل تختار الرد العاجل، أم الانتقام المؤجل والتركيز الآن على توجيه ضربات موجعة لـ"إسرائيل"؟ ما خيارات إيران للرد على الاستهداف الأمريكي لمفاعلاتها النووية؟ رغم تعرض قدرات إيران الرادعة لضربات موجعة٬ من تعرض منشآتها النووية ومواقع إطلاق صواريخ بعيدة المدى إلى قصف٬ وكذاك استنزاف حلفائها في المنطقة مثل حزب الله٬ لا تزال طهران تملك أوراقاً للرد على الأمريكيين، تتراوح بين الهجمات غير المتكافئة عبر الجماعات المسلحة الحليفة لها في العراق ولبنان واليمن، واستهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة، وصولاً إلى السيناريو الأشد تعقيداً: إغلاق مضيق هرمز ، ممر الطاقة العالمي. تقول صحيفة الغارديان البريطانية٬ إن إيران سعت دون جدوى إلى ردع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الانضمام إلى الحملة الجوية الإسرائيلية من خلال إطلاق تهديدات شديدة بالانتقام، لكن خياراتها الآن أصبحت محدودة ومحفوفة بالمخاطر. وصرح مسؤولون إيرانيون بأن السفن والقواعد العسكرية الأمريكية ستُستهدف، لكن الضربات الإسرائيلية ربما أضعفت قدرتها التي اعتمدت عليها كرادع خلال الأيام القليلة الماضية. مع ذلك، ركزت تلك الضربات على منصات إطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ولا تزال إيران تمتلك ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات المسيرة قصيرة المدى. تقول واشنطن إنها اتخذت احتياطات خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قامت بتوزيع وجودها البحري في المنطقة وتعزيز الدفاعات الجوية، في محاولة لضمان أن تصبح هدفًا صعبًا قدر الإمكان. وعلاوة على ذلك، حذر ترامب من مشاركة الولايات المتحدة على نطاق أوسع في حرب إسرائيل إذا حاولت إيران الرد، وفي الأيام الأخيرة اقترح أن يكون أحد أهداف القاذفات الأميركية هو المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان "الحروب الأبدية" التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ترامب ووصفها بأنها "غبية" ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها. وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة٬ لوكالة رويترز: "الإيرانيون أصبحوا ضعفاء وتدهورت قدراتهم العسكرية… لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها…. لن ينتهي هذا الأمر سريعاً". القواعد الأمريكية "هدف رئيسي".. وهذا ما تخشاه واشنطن يقول عالم السياسة والخبير في شؤون الأمن الدولي كولن كلارك في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية٬ إن الهدف الأول والأكثر وضوحاً لإيران هو القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود. وتمتلك الولايات المتحدة منشآت عسكرية في تسعة عشر موقعاً على الأقل في أنحاء الشرق الأوسط، ثمانية منها دائمة ورئيسية. حيث تحتفظ بقواعد أو مواقع عسكرية في البحرين والعراق والأردن وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة. كما أن السفارات والمجمعات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية الأخرى كلها أهداف محتملة. وبحسب كلارك قد تتعرض بعض هذه المواقع لهجمات صاروخية إيرانية، وفي حالات أخرى، قد يبادر حلفاء إيران – سواء الحوثيون في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق – إلى ذلك. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات سفر للمواطنين الأمريكيين في إسرائيل، ودعت سفارتاها في العراق ولبنان إلى مغادرة جميع الموظفين الأمريكيين غير الأساسيين. بحسب كلارك٬ أخطر تهديد في العراق هو الشبكة المحيطة بكتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعية مدعومة من إيران هاجمت قواعد أمريكية في السنوات الأخيرة، وقد تكرر ذلك. وأصدر الأمين العام لكتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، بيانًا الأسبوع الماضي حذّر فيه من أنه "إذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسنتحرك مباشرةً ضد مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد". وتقول صحيفة الغارديان٬ إن سلاح إيران الرئيسي الذي يثير قلق واشنطن٬ هو شبكة تحالفاتها مع الإقليمية هذه٬ رغم أنها استنزفت وتعرضت لضربات موجعة من تل أبيب وواشنطن. حيث تزعم "إسرائيل" تدمير ترسانة حزب الله الصاروخية العام الماضي٬ لكن من المؤكد أن حزب الله اللبناني لا يزال قادر على تهديد إسرائيل. وكان الحوثيون في اليمن قد اتفقوا على وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو/أيار، لكنهم حذروا من أنهم سيعتبرون الهدنة منتهكة إذا قرر ترامب المشاركة في هجمات على إيران، وسوف يستهدفون السفن الأميركية في البحر الأحمر، وهو أمر فعله الحوثيون بنتائج متباينة في الماضي. إغلاق وتفخيخ مضيق هرمز.. ورقة تصعيد كبيرة تملكها طهران تملك إيران أيضاً خيار مهاجمة الشحن، مع الخيار النهائي المتمثل في استخدام الألغام، أو إغراق السفن، أو إصدار تهديدات موثوقة بإغلاق مضيق هرمز، وهو بوابة ضيقة إلى الخليج الفارسي يبلغ عرضه 55 كيلومتراً فقط في بعض الأماكن، والذي يمر عبره أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية ، و20 مليون برميل، ومعظم الغاز المسال، كل يوم. ودعا سياسيون إيرانيون إلى إغلاق المضيق خلال الأيام القليلة الماضية. ويتمتع هذا الإجراء بميزة كونه وسيلةً لفرض تكلفة مباشرة على ترامب، إذ سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مع تأثير تضخمي شبه فوري في الولايات المتحدة قبل انتخابات الكونغرس العام المقبل. ولكنه سيُمثل أيضًا ضرراً اقتصادياً ذاتياً فادحاً٬ حيث يستخدم النفط الإيراني نفس المنفذ، وإغلاق مضيق هرمز يُهدد بدفع دول الخليج العربية، التي انتقدت بشدة الهجوم الإسرائيلي، إلى التصعيد وطلب التدخل الأمريكي لحماية مصالحها. ويقول الكاتب في "نيويورك تايمز" كولن كلارك٬ قد تجد دول الخليج العربي نفسها أيضاً في مرمى نيران إيران، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما أطلق الحوثيون، في خضم تصاعد التوترات الأمريكية الإيرانية، طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية. وتعرضت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة لهجمات قبل أشهر قليلة من تلك الهجمات. ومن شأن الهجمات على ناقلات النفط والشحن التجاري أن تُعيق حركة نقل الطاقة العالمية وتُزعزع استقرار الأسواق العالمية. استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية خارج الشرق الأوسط في الوقت نفسه٬ ورغم تراجع قوة جماعات محور المقاومة بفعل الضربات المركزة من الأمريكيين والإسرائيليين، لا تزال تحتفظ هذه التنظيمات ببعض القدرات العسكرية خارج المنطقة. والآن، بعد أن أصبحت الولايات المتحدة منخرطة بشكل مباشر في الصراع مع إيران، يمكن لطهران تفعيل هذه الشبكة لشن هجمات في الغرب وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وغيرها من المناطق. وشنّ حزب الله هجماتٍ في الماضي على أهدافٍ في أمريكا اللاتينية وأوروبا، انتقامًا لهجماتٍ استهدفت أفراده، ولدعم المصالح الإيرانية. في أوائل التسعينيات، أسفرت تفجيرات حزب الله لمؤسساتٍ إسرائيلية ويهودية في الأرجنتين عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. كما أسفر تفجير حافلةٍ في بورغاس، بلغاريا، عام 2012، وهو أيضًا هجومٌ نفّذه حزب الله، عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين. كما نفذت إيران ووكلاؤها عمليات مراقبةٍ ضد أهدافٍ يهودية في قبرص والهند ونيجيريا بهدف استهدافها قبل انكشاف مخططاتها. في السنوات الأخيرة، تم القبض على عملاء حزب الله في الولايات المتحدة. في عام 2017، تم القبض على رجلين ووجهت إليهما تهمة مراقبة أهداف محتملة لحزب الله في البلاد، بما في ذلك المنشآت العسكرية ومنشآت إنفاذ القانون في مدينة نيويورك. وفي مايو 2023، حُكم على أحد سكان نيوجيرسي بالسجن لمدة 12 عامًا لتلقيه تدريبًا عسكريًا من حزب الله أثناء استطلاع قائمة طويلة من الأهداف المحتملة. لم تنفذ المجموعة هجوماً ناجحاً في الولايات المتحدة. لكن إيران متورطة في العديد من محاولات الاغتيال ضد كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين على مر السنين، بمن فيهم جون بولتون ومايك بومبيو والرئيس ترامب٬ بحسب ما يقوله الباحث الأمريكي كولن كلارك. وعلى الرغم من أن التهديد المتمثل في وقوع هجوم مسلح داخل أمريكا أقل خطورة نسبياً، فقد خصص مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل المزيد من الموارد لمراقبة إمكانية وجود خلايا نائمة محلية مرتبطة بحزب الله في الأيام الأخيرة. وفي العمليات التقليدية، قد تُهيمن الولايات المتحدة وإسرائيل عسكرياً على إيران. وقد تغلغلت الاستخبارات الإسرائيلية في البلاد٬ كما يتضح من الاغتيالات المُستهدفة لعلماء نوويين إيرانيين، وقادة في الحرس الثوري الإسلامي، وأعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية. لكن تعكس العمليات غير المتكافئة والهجمات التفجيرية الميزة النسبية لإيران، والتي يعود تاريخها إلى هجوم عام ١٩٨٣ على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، عندما قتل ٢٤١ جنديًا أمريكيًا باستخدام سيارة مفخخة نفذها أحد أعضاء حزب الله. وكان تفجير أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية عام ١٩٩٦، والذي نُسب إلى إيران، وأصاب قاعدة عسكرية أمريكية، وأسفر عن مقتل ١٩ طياراً أمريكياً وإصابة ما يقرب من ٥٠٠ شخص آخر، بمثابة تذكير بقدرة طهران على استخدام خلايا نائمة في دول أجنبية لشن هجمات معقدة، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية. تأجيل الرد على أمريكا والتركيز على "إسرائيل" هو ما تخشاه تل أبيب لتجنب إقحام المزيد من الخصوم في الصراع أو دعوة الولايات المتحدة لشن حملة قصف شاملة، قد تقرر طهران الانتقام لاحقاً من الأمريكيين والتركيز الآن على استهداف تل أبيب. وفي الماضي، أجّلت طهران ردها على الهجمات الخارجية٬ وقد ألمح وزير الخارجية، سيد عباس عراقجي، إلى رد مفتوح كهذا عندما قال يوم الأحد إن "قرار ترامب بمهاجمتنا ستكون له عواقب وخيمة". وبالفعل٬ ردت طهران على الهجمات الأمريكية يومي الأحد والإثنين بإطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المسيرة على مناطق عديدة في "إسرائيل" أسفرت عن إصابة عشرات الإسرائيليين وإيقاع دمار ببعض المباني والمنشآت. وبذلك بدا أن الرد الإيراني الفعلي يستهدف بالمقام الأول إسرائيل، بينما لم تعلن طهران عن أي ضربات مباشرة ضد قواعد أمريكية أو مصالح النفط العالمية حتى الآن. ويثير تركيز طهران -حتى الآن- بالرد على الضربات الأمريكية على "إسرائيل" فقط قلق المسؤولين والأجهزة الأمنية. ويقول المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" ، يوآف ليمور، إن القلق الأساسي في إسرائيل هو أن تمتنع إيران عن الرد على الهجوم الأميركي ضدها، وتركز استهدافها على إسرائيل على شكل حرب استنزاف، خاصة وأن "الحركة في إسرائيل مشلولة، منذ 10 أيام، وليس واضحاً ما هي المدة التي بمقدورها الاستمرار على هذا الحال٬ فيما ستتآكل إنجازاتها مع مرور الوقت، ويتوقع أن تتفاقم الأضرار الاقتصادية والمادية٬ بما في ذلك استنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية". وأضاف ليمور أن الرأي السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أنه "يجب استغلال نقطة الذروة الحالية من أجل تقييد إيران باتفاق (نووي) صارم، وإلى جانبه عقوبات مشددة، تشمل القضية النووية وصنع الصواريخ ونشر الإرهاب. وفي موازاة ذلك، بإمكان إسرائيل التقدم، وهو ما يأملونه في واشنطن أيضا، نحو توسيع اتفاقيات أبراهام في الطريق إلى إبرام تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية إقليمية قوية، وتضع مصاعب أمام ترميم قدرات إيران"٬ على حد تعبيره. وفيما يتحدثون في "إسرائيل" علناً عن سيناريو يشمل "استسلاماً إيرانياً"، أفاد ليمور بأن المسؤولين الإسرائيليين في المحادثات المغلقة٬ يأملون بتعميق التدخل الأميركي وأن يقود ذلك إلى إسقاط النظام الإيراني. من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، ناحوم برنياع، أن على إسرائيل مطالبة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن "يفرض على إيران وعلينا وقف إطلاق نار. وليس بعد أسبوعين أو شهر، وإنما الآن، لأننا وصلنا إلى النقطة التي بعدها ستتراجع الإنجازات والأثمان المحتملة سترتفع". وأضاف برنياع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أقنع ترامب بمهاجمة إيران، لكن "نتنياهو تمكن من إدخالنا إلى إيران، لكن ثمة شكا إذا كان سيتمكن من إخراجنا من هناك. ومثلما في غزة، يواجه نتنياهو صعوبة في إنهاء الحرب، وبإمكان ترامب فقط تنفيذ ذلك". بدوره، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل ، أن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، أمس، "دفع قدما أهداف الحرب الإسرائيلية بقدر كبير. وسيحاول ترامب بيع الجمهور الأميركي سردية بموجبها أن هذه خطوة لمرة واحدة. لكن هذا مشروط بنتائج القصف الأميركي وبالرد الإيراني أيضا". وأضاف هرئيل أن هناك ثلاثة سيناريوهات بالنسبة لإسرائيل: "اتفاق أميركي مع إيران يضطرها إلى تقديم تنازلات كبيرة في برنامجها النووي وتسلحها بصواريخ طويلة المدى وتسليح المنظمات الإرهابية في المنطقة؛ معادلة 'الهدوء مقابل الهدوء' التي تهدف إلى ردع النظام الإيراني لفترة طويلة؛ تطرف إيراني متعمد ويثير غضب ترامب لدرجة تطور حرب إقليمية التي من شأنها أن تنتهي بإسقاط النظام… وهذا هدف طموح، ومغامرة التي ورطت حتى الآن الأميركيين في دول كثيرة". واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "النجاح العسكري المثير للإعجاب في إيران ينبغي أن يترجم قريبا إلى تسوية سياسية، تفرض على النظام انصياع صارم لتعليمات المجتمع الدولي وتزيل الخطر النووي والصاروخي عن إسرائيل والمنطقة. لكن الانشغال بإيران لا يحرر إسرائيل من الضرورة الملحة لحل مشكلتها الأخرى المشتعلة، وهي قطاع غزة. فالحرب ضد حماس مستمرة وتواصل إسقاط ضحايا، بدون نجاح قريب في الأفق"٬ بحسب تعبيره.


بوست عربي
منذ 9 ساعات
- بوست عربي
هل استطاعت واشنطن تدمير المشروع النووي الإيراني؟
مع تصاعد الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، شهد العالم واحدة من أكثر الضربات الجوية إثارةً للجدل منذ حرب العراق، فقد شنت الولايات المتحدة عملية عسكرية جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية، تحت اسم "عملية المطرقة منتصف الليل" (Midnight Hammer). وبمشاركة أكثر من 125 طائرة عسكرية، من ضمنها 7 قاذفات B-2 الشبحية التي أسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات (GBU-57)، في أول استخدام قتالي لهذا السلاح الذي يُعد أكبر قنبلة خارقة للتحصينات في الترسانة الأمريكية، بدا المشهد وكأننا أمام لحظة حاسمة في الصراع حول البرنامج النووي الإيراني. لكن خلف الدخان الكثيف، وتحت الأرض التي كانت هدفاً لهذه القنابل، ظلت الأسئلة الكبرى قائمة: هل كانت هذه ضربة قاضية للبرنامج النووي، أم مجرد محاولة أخرى لتأخير مسار طويل لا يمكن إيقافه بالقنابل والطائرات وحدها؟ كيف كانت الضربة؟ بحسب تقرير لمجلة الإيكونوميست البريطانية، أقلعت سبع قاذفات شبحية من طراز B-2 من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، واتجهت شرقاً عبر المحيط الأطلسي في مهمة استمرت 37 ساعة ذهاباً وإياباً إلى داخل العمق الإيراني. وكانت هذه الحملة مدعومة بطائرات تزويد بالوقود في الجو، ومقاتلات مرافقة لتأمين المجال الجوي. في الوقت ذاته، أُرسلت طائرات خداعية غرباً فوق المحيط الهادئ، لتضليل أي أنظمة تتبع أو مراقبة. في الخلفية، أطلقت غواصات أمريكية عشرات من صواريخ "توماهوك" المجنحة نحو أهداف داخل إيران، ممهدةً للضربة الجوية. وبحسب المجلة، ركزت قاذفات B-2 هجومها على مواقع تخصيب اليورانيوم المدفونة في نطنز، وبالأخص منشأة فوردو، التي وصفها دونالد ترامب سابقاً بأنها "الهدف الرئيسي". أما منشأة أصفهان، حيث تُحول مادة اليورانيوم إلى غاز للتخصيب في أجهزة الطرد المركزي، والتي يُعتقد أنها تحتوي على جزء كبير من مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب (HEU)، فقد استُهدفت بصواريخ توماهوك. منذ 13 أبريل/نيسان، بدأ الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات مركزة على نطنز وأصفهان، مدعياً أنه دمّر جزءاً كبيراً من منظومة الدفاع الجوي الإيراني، وهو ما مهّد الطريق لاحقاً أمام الضربة الأمريكية. لكن فوردو، المدفونة في عمق جبل، ظلت عصيةً على قصف الاحتلال. فوفقاً لرافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فمنشأة فوردو تقع على عمق نصف ميل تقريباً تحت الأرض (نحو 800 متر)، فيما قدّر مصدر أوروبي العمق بـ500 متر. تضارب الروايات بين واشنطن وطهران تحوّلت نتائج "عملية المطرقة منتصف الليل" إلى محور سجال سياسي وإعلامي، وسط تباين حاد في التصريحات الرسمية بشأن حجم الأضرار التي خلّفتها الضربة. من جانب واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العملية "نجحت بشكل كامل"، مؤكداً أن إحدى القنابل "أُزيلت" بعد تنفيذ المهمة، وأن البرنامج النووي الإيراني "تم القضاء عليه بالكامل". لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، بدا أكثر تحفظاً، مشيراً إلى أن تقييم الأضرار سيحتاج إلى وقت. أما وزير الخارجية ماركو روبيو، فقال لشبكة "CBS" إن "أحداً لن يعرف خلال الأيام القليلة المقبلة ما إذا كانت إيران قد نقلت جزءاً من موادها النووية قبل الضربة". في المقابل، نفت إيران وقوع أضرار كبيرة في منشآتها النووية. فقد قال مسؤول إيراني من محافظة قُم – حيث تقع منشأة فوردو – إن الموقع "لم يتضرر بشكل خطير"، ونقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني قوله إن معظم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب نُقل من فوردو إلى موقع غير معلن قبل بدء الهجوم الأميركي. وأضاف أن عدد العاملين في المنشأة خُفّض إلى الحد الأدنى كإجراء احترازي. وفي رسالة واضحة بأن البرنامج لم يتوقف، صرّح نائب وزير الخارجية الإيراني عقب الهجوم: "سنواصل تخصيب اليورانيوم، وليس لأحد أن يملي علينا ما نفعل". ووفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، فإن إيران كانت تمتلك حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% – وهي نسبة تقترب من مستوى 90% اللازم لصناعة السلاح النووي. هذه الكمية، إذا خُصّبت بالكامل، تكفي لإنتاج نحو عشر قنابل نووية. 12 قنبلة ضخمة لم تُدَمّر موقع فوردو! بحسب مصادر أميركية وإسرائيلية نقلتها صحيفة النيويورك تايمز ، فإنه رغم استخدام الولايات المتحدة 12 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 في الهجوم على منشأة فوردو، فإنها لم تؤدِ إلى تدمير المنشأة المحصّنة كلياً. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل أي تسرّب إشعاعي من المواقع المستهدفة، ما يشير إلى أن الضربة لم تؤثر على السلامة الإشعاعية للمرافق النووية. وأكد مسؤول أميركي للصحيفة أن القنابل "لم تكن كافية لاختراق عمق فوردو"، رغم الأضرار الكبيرة، بينما رجّح مسؤولون إسرائيليون أن إيران نقلت معدات ومواد نووية من الموقع قبل الهجوم. وتتقاطع هذه الرواية مع تقارير وصور أقمار صناعية تجارية نشرتها شركتا "ماكسار" و"بلانيت"، أظهرت نشاطاً غير اعتيادي في محيط فوردو بين 19 و21 يونيو/حزيران. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، تم رصد تحركات كثيفة لشاحنات ومركبات، بينها 16 شاحنة شوهدت على الطريق المؤدي إلى مجمّع عسكري تحت الأرض شمال غرب المنشأة. وقد فُسّر هذا النشاط بأنه عملية إخلاء استباقي لمعدات ومواد نووية، تحسّباً لهجوم وشيك. Did #Iran manage to vacate everything important just in time? 16 cargo trucks gather near entrance to Iran's Fordow enrichment plant two days before Trump bombed the facility: Washington Post 'Satellite imagery shows unusual truck and activity' on June 19 #IranIsraelConflict — LiveWarUpdate (@LiveWarUpdate) June 22, 2025 لكن رغم مؤشرات النقل المبكر، يرى ريتشارد نيفيو، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والباحث في معهد واشنطن، أن الضرر قد يكون كبيراً، وأوضح نيفيو أن أجهزة الطرد المركزي من طراز IR6 – والتي تشكّل أكثر من نصف تلك الموجودة في فوردو – أكثر تطوراً من طراز IR1 التقليدي في نطنز، لكنها أيضاً أكثر عرضة للتلف تحت قصف قنابل MOP الخارقة. وبحسب نيفيو، فإنه حتى في حال حاولت إيران إيقاف تشغيل هذه الأجهزة قبل الضربة، فإن عملية الإيقاف نفسها قد تتسبب في تدميرها. وبحسب تعبيره: "من غير المرجّح إطلاقاً أن تكون إيران قد تمكنت من إطفاء وفكّ هذه الأجهزة في الوقت القصير المتاح قبل الهجوم". هل تحتفظ بمخزون كافٍ من اليورانيوم للعودة إلى برنامجها النووي؟ في المقابل، تشير تقديرات أخرى لعدد من الخبراء الأميركيين، بينهم البروفيسور جيفري لويس، إلى أن جزءاً كبيراً من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والمقدَّر بـ400 كجم، لم يُدمَّر خلال الضربة. بل من المرجّح أنه قد تم نقله مسبقاً إلى منشآت أكثر أماناً جديدة، بعضها يقع "في قلب الجبل". كما يشير لويس، الخبير في الأسلحة النووية بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إلى أن إيران أعلنت مؤخراً عن "منشأة تخصيب جديدة في موقع آمن"، تقع – بحسب الوصف – "في قلب الجبل". وقد أبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنيّتها تركيب أجهزة طرد مركزي في هذه المنشأة الجديدة. وكان من المقرر أن تقوم الوكالة بتفتيش الموقع، القريب من أصفهان، قبل تنفيذ الهجوم الأميركي. لكن المنشأة لم تُستهدف، ويُعتقد أنها نجت من القصف. ويضيف لويس، في سلسلة تحليلات نشرها على منصة " إكس" ، أن إيران كانت قد نقلت بالفعل خط إنتاج أجهزة الطرد المركزي في عام 2022 إلى منشأة محصنة بعمق الجبل، يُقدَّر حجمها بـ10,000 متر مربع على الأقل. ويُفترض أن هذه المنشأة قد تحتوي على نشاطات تخصيب أو تحويل لم تُعلن بالكامل حتى الآن. Why am I so unimpressed by these strikes? Israel and the US have failed to target significant elements of Iran's nuclear materials and production infrastructure. RISING LION and MIDNIGHT HAMMER are tactically brilliant, but may turn out to be strategic failures. 🧵 1/17 — Dr. Jeffrey Lewis (@ArmsControlWonk) June 23, 2025 في تحليله، يشير لويس إلى أن إيران – في حال قررت المضي قدماً نحو السلاح النووي – تمتلك اليوم القدرة الفنية والكمية لتخصيب مخزونها عالي النقاء إلى مستوى الاستخدام العسكري خلال أقل من خمسة أشهر. يمكنها تركيب 1.5 سلسلة من أجهزة IR-6 أسبوعياً، ما يُنتج 9 سلاسل خلال ستة أسابيع، ويستغرق تخصيب 400 كجم إلى مستوى 90% قرابة 60 يوماً. بينما نقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية تصريحات عن مسؤول أميركي، يقول فيها إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث "سيواجه ضغوطاً لإثبات أن الضربات كانت ناجحة كما ادعى ترامب"، مشيراً إلى أن البنتاغون كان قد قدّر في وقت سابق من هذا العام أن تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل يتطلب 30 يوماً من القصف المكثف المتواصل، وذلك بسبب عمق تلك المنشآت تحت الأرض وتوزعها الجغرافي الواسع. وقبل الضربات، اختلف المسؤولون الغربيون بشأن قدرة القنبلة GBU-57 على تدمير فوردو بمفردها. واعتقد بعض الخبراء أن هذا الموقع لا يمكن تدميره إلا باستخدام أسلحة نووية أو من خلال عمليات برية لاقتحامه وتفجيره من الداخل. النووي الإيراني: بنية أعمق من الخرسانة! يشير الخبراء إلى أن البرنامج النووي الإيراني لا يقوم فقط على أجهزة الطرد المركزي أو المنشآت الخرسانية، بل على بنية معرفية واسعة تضم آلاف المهندسين والفيزيائيين النوويين، إضافة إلى شبكة معقدة من مراكز البحث والتطوير موزعة جغرافياً داخل البلاد. بهذا المفهوم، البنية النووية الإيرانية لا تُقصف بسهولة، ولا تُدمَّر بضربة واحدة. ويرى الأكاديمي الأميركي بول آر. بيلار – الذي عمل 28 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) – أن الحرب، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أم لا، لن تُقلل من احتمالية امتلاك إيران سلاحاً نووياً، بل قد تزيدها. ويشرح أن الضرر الذي ألحقته إسرائيل بالمنشآت النووية الإيرانية، حتى لو أضافت الولايات المتحدة إليه باستخدام قنابل زنة 30 ألف رطل لتحويل منشأة التخصيب الجوفية في فوردو إلى حفرة، يُعيق البرنامج النووي الإيراني، لكنه لا يقضي عليه. موضحاً أن ذلك لا يُلغي قدرة إيران على صنع سلاح نووي إذا اختارت ذلك. يمكن إعادة بناء سلاسل أجهزة الطرد المركزي، والمعرفة المتخصصة ذات الصلة في إيران لا تقتصر على العلماء الذين اغتالتهم إسرائيل. وفي هذا السياق، يلفت سيد حسين موسويان ، السفير الإيراني السابق والباحث الزائر في جامعة برينستون، إلى أن ما حدث يشكل سابقة خطيرة: للمرة الأولى في التاريخ، تشنّ دولتان نوويتان – الولايات المتحدة وإسرائيل – هجوماً عسكرياً مباشراً على دولة غير نووية. ويرى موسويان أن هذا يفضح ازدواجية معايير النظام العالمي، ويكشف أن معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) لم تعد تُطبّق بإنصاف، بل أصبحت أداة سياسية في يد القوى الكبرى. ويضيف أن الدول التي رفضت الانضمام إلى المعاهدة، مثل كوريا الشمالية والهند وباكستان وإسرائيل، امتلكت أسلحة نووية دون أن تتعرض لهجوم، بينما الدول التي التزمت ببنودها، كما في حالة إيران، وجدت نفسها تحت القصف. وعليه، يرى موسويان أنه من الطبيعي أن تعيد طهران النظر في استراتيجيتها النووية، وربما في استمرار عضويتها في معاهدة عدم الانتشار نفسها.

أخبار السياحة
منذ يوم واحد
- أخبار السياحة
'الخطوط البريطانية' تعلّق رحلاتها إلى دبي والدوحة بعد الضربات الأميركية على إيران
أوقفت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى دبي والدوحة، مما زاد من اضطرابات حركة الطيران في الخليج العربي بعد أن ضربت الولايات المتحدة 3 مواقع نووية في إيران، وتوعدت طهران بالرد. ألغت شركة الطيران، التي تتخذ من لندن مقراً لها، عدة رحلات إلى دبي، وحولت مسار طائرتين متجهتين إلى الإمارة خلال الليل، وفقاً لبيانات موقع Flightradar24. وانطلقت إحدى الرحلات من مطار هيثرو مساء السبت، وحُوّل مسارها إلى زيورخ بعد وصولها إلى المجال الجوي السعودي في الساعات الأولى من صباح الأحد، وفقاً لموقع تتبع الرحلات. وعادت طائرة أخرى متجهة إلى دبي إلى هيثرو بعد أن وصلت إلى مصر، بحسب ما ذكرته 'بلومبرغ'. كما ألغت الشركة رحلاتها إلى العاصمة القطرية، الدوحة، يوم الأحد، وأوقفت رحلاتها إلى البحرين حتى نهاية الشهر بسبب القيود التشغيلية وقيود المجال الجوي. وكانت عدة شركات طيران أميركية وأوروبية قد أوقفت رحلاتها إلى الإمارات وقطر الأسبوع الماضي بعد أن بدأت إسرائيل قصف إيران. وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنها عدّلت جدول رحلاتها نتيجة للأحداث الأخيرة لضمان سلامة العملاء وأفراد الطاقم. تسلط هذه التحركات الضوء على المخاوف المتزايدة في شريحة من الشرق الأوسط تُعتبر عادةً آمنة ومحمية من الاضطرابات الإقليمية. قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن القاذفات الأميركية ضربت المواقع النووية الرئيسية الثلاثة لإيران يوم الأحد وهدد بمزيد من الهجمات إذا لم تستسلم طهران، مما جر الولايات المتحدة مباشرة إلى صراع البلاد مع إسرائيل على الرغم من وعوده الطويلة الأمد بتجنب الحروب الجديدة. وهددت إيران بضرب القواعد الأميركية في الخليج العربي إذا تدخلت واشنطن وأغلقت مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي لتجارة النفط يحدها الإمارات وسلطنة عمان. فيما تستضيف قطر أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، بينما تستضيف البحرين الأسطول الخامس للبحرية الأميركية. قالت البحرين يوم الأحد إنها تقوم بتفعيل العمل عن بعد لـ 70% من جميع الوزارات والدوائر الحكومية في ضوء التطورات الإقليمية.