
الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سوريا
منذ نحو 165 عاما، تاريخ وقوع مجزرة ضد المسيحيين في باب توما في دمشق عام 1860، لم يشهد مسيحيو سوريا اعتداء بحجم الذي شهدوه الأحد، حيث أقدم انتحاري على تفجير نفسه داخل كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق. وأدى الهجوم لمقتل 25 شخصا وإصابة حوالي 60 آخرين، وفق وزارة الصحة السورية، ونسبته دمشق إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وبعد موجة التنديد الدولية بالهجوم الانتحاري، تعهد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ، الإثنين، بمعاقبة المتورطين فيه. وأعلنت السلطات السورية في وقت لاحق توقيف عدد من المشتبه بضلوعهم في الهجوم.
ويعزز هذا التفجير الانتحاري، الأول من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر2025، مخاوف المسيحيين في سوريا. وهم لا يخفون قلقهم على مصيرهم منذ انتقال السلطة في البلاد إلى ممثلين عن فصائل إسلامية متشددة.
ولا تتوفر أرقام دقيقة حول أعداد المسيحيين في سوريا، إذ تختلف التقديرات بحسب المصادر. ويقدر بعض الباحثين عددهم بأقل من 300 ألف نسمة.
في حديث إلى فرانس24، يشير الصحافي والباحث السوري روجيه أًصفر إلى غياب الأرقام الدقيقة لمجمل السوريين. لكنه يقول إن عدد المسيحيين في سوريا تراجع بنسبة تفوق 70 بالمئة خلال الـ 15 عاما الماضية. ويعطي كمثال مدينة حلب، حيث "كان يتراوح عدد المسيحيين فيها بين 200 و220 ألفا، وتراجع إلى حوالي 30 ألفا أو أقل".
يشير أصفر إلى أن الأجواء التي تدفع المسيحيين نحو الهجرة واللجوء إلى الخارج لا ترتبط بالضرورة بأن يكونوا هم في مسرح الاستهداف، إذ يتأثرون بالجو العام.
وخلال السنوات الـ15 الماضية تعرض المسيحيون لبعض الاعتداءات أبرزها اختطاف 13 راهبة من دير "مار تقلا" الأرثوذكسي في بلدة معلولا بالقلمون بشمال دمشق، نهاية العام 2013، على يد مسلحين من " جبهة النصرة". وأُفرج عن الراهبات بعد أكثر من ثلاثة أشهر بوساطة قطرية مقابل إطلاق أكثر من 150 سيدة سورية من سجون الأسد.
وخلال أحداث الساحل السوري التي استهدفت علويين في آذار/ مارس، قتل عدد من المسيحيين. وأفاد حينها رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك، المطران يوليان يعقوب مراد، عن "مقتل 12 مسيحيا".
"المسيحيون كانوا مجرد صندوق بريد"
شكلت مجزرة الأحد صدمة لدى مسيحيي سوريا، وأثارت القلق من أن تكون بداية لسلسلة هجمات مشابهة تطال الكنائس وتهدد بتهجير من تبقى منهم، والذين يقدر المطران مراد نسبتهم في سوريا بأقل من 2 بالمئة.
يقول الباحث السوري روجيه أًصفر إن ما حصل الأحد لم يكن الحادث الطائفي الوحيد في سوريا، لكنه يعتبر أن الحوادث السابقة كانت عابرة، ويتخوف من تداعياته "الكثيرة". ويشير إلى أنها تدفع من كانوا يترددون من المسيحيين لاتخاذ قرار الهجرة.
ويعتبر أن "أكثر المتضررين من بعد الضحايا أنفسهم والسوريين هي السلطة المستهدفة الأولى بما حصل، المسيحيون كانوا مجرد صندوق بريد".
ويوضح أصفر كلامه شارحا أن "الاعتداء الإرهابي على الدروز والعلويين والإسماعيليين ليس له تأثير على السلطة في الخارج مثل الاعتداء على المسيحيين، فهو يقوض سلطتها". لكنه يؤكد "أن السلطة أكثر من يتحمل المسؤولية عن الهجوم من بعد مسؤولية المنفذين أنفسهم".
"الضمانات الغربية لا تحمي الأقليات"
بعيد سقوط نظام بشار الأسد والقلق على مستقبل الفئات التي توصف بـ"الأقليات"، طالبت العديد من الدول الغربية السلطة السورية الانتقالية بحماية الأقليات وضمان مشاركتهم في الحياة السياسية.
عن الضمانات الغربية يقول الباحث إنه كمواطن لا يمكنه أن يستمد أمانه من ضغوطات خارجية. ويشير إلى ضرورة أن تتوفر عوامل الأمان في الداخل وأن تكون مبنية على عقد اجتماعي وتوافق وانسجام بين الشعب والسلطة.
وطرح التفجير الانتحاري تساؤلات حول توقيته، وربطه البعض بالأوضاع في المنطقة، على الرغم من أن سيناريو التفجير لم يكن مستبعدا منذ إعلان سقوط الأسد، وزادت من احتماله أحداث الساحل السوري.
عن محاولات ربط توقيت التفجير بالحرب بين إسرائيل وإيران واتهام الأخيرة أو حلفائها بارتكابه، يقول أًصفر إن الدلائل المتوفرة تشير إلى أن المنفذ من خلفية إسلاموية متطرفة، "هذا النمط مألوف عند التيارات المتشددة الإسلامية السنية، وبغياب الدلائل الجدية هي اتهامات سياسية الهدف منها تصفية حسابات مع إيران أو غيرها أو التهرب من المسؤولية".
تمييز ضد المسيحيين؟
يلفت أصفر إلى اللغة التي تستخدمها السلطة الانتقالية في سوريا في الحديث عن الضحايا المسيحيين، والتي تختلف عن تلك المستخدمة لدى الحديث عن الضحايا المسلمين. ويقول إنه "خلال المقارنة بين بيانات السلطة إثر تفجير الكنيسة وتلك التي أصدرتها في حوادث أخرى وجد أن السلطة سمت القتلى المسيحيين بالضحايا، بينما تصف القتلى المسلمين بالشهداء. كذلك يشير إلى "إصرار السلطة على استخدام عبارة الطائفة المسيحية بدل الدين المسيحي، ويرى أن ذلك يأتي من خلفية متشددة ترفض اعتبار أن هناك دين غير الإسلام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 ساعات
- فرانس 24
الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سوريا
منذ نحو 165 عاما، تاريخ وقوع مجزرة ضد المسيحيين في باب توما في دمشق عام 1860، لم يشهد مسيحيو سوريا اعتداء بحجم الذي شهدوه الأحد، حيث أقدم انتحاري على تفجير نفسه داخل كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق. وأدى الهجوم لمقتل 25 شخصا وإصابة حوالي 60 آخرين، وفق وزارة الصحة السورية، ونسبته دمشق إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". وبعد موجة التنديد الدولية بالهجوم الانتحاري، تعهد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ، الإثنين، بمعاقبة المتورطين فيه. وأعلنت السلطات السورية في وقت لاحق توقيف عدد من المشتبه بضلوعهم في الهجوم. ويعزز هذا التفجير الانتحاري، الأول من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر2025، مخاوف المسيحيين في سوريا. وهم لا يخفون قلقهم على مصيرهم منذ انتقال السلطة في البلاد إلى ممثلين عن فصائل إسلامية متشددة. ولا تتوفر أرقام دقيقة حول أعداد المسيحيين في سوريا، إذ تختلف التقديرات بحسب المصادر. ويقدر بعض الباحثين عددهم بأقل من 300 ألف نسمة. في حديث إلى فرانس24، يشير الصحافي والباحث السوري روجيه أًصفر إلى غياب الأرقام الدقيقة لمجمل السوريين. لكنه يقول إن عدد المسيحيين في سوريا تراجع بنسبة تفوق 70 بالمئة خلال الـ 15 عاما الماضية. ويعطي كمثال مدينة حلب، حيث "كان يتراوح عدد المسيحيين فيها بين 200 و220 ألفا، وتراجع إلى حوالي 30 ألفا أو أقل". يشير أصفر إلى أن الأجواء التي تدفع المسيحيين نحو الهجرة واللجوء إلى الخارج لا ترتبط بالضرورة بأن يكونوا هم في مسرح الاستهداف، إذ يتأثرون بالجو العام. وخلال السنوات الـ15 الماضية تعرض المسيحيون لبعض الاعتداءات أبرزها اختطاف 13 راهبة من دير "مار تقلا" الأرثوذكسي في بلدة معلولا بالقلمون بشمال دمشق، نهاية العام 2013، على يد مسلحين من " جبهة النصرة". وأُفرج عن الراهبات بعد أكثر من ثلاثة أشهر بوساطة قطرية مقابل إطلاق أكثر من 150 سيدة سورية من سجون الأسد. وخلال أحداث الساحل السوري التي استهدفت علويين في آذار/ مارس، قتل عدد من المسيحيين. وأفاد حينها رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك، المطران يوليان يعقوب مراد، عن "مقتل 12 مسيحيا". "المسيحيون كانوا مجرد صندوق بريد" شكلت مجزرة الأحد صدمة لدى مسيحيي سوريا، وأثارت القلق من أن تكون بداية لسلسلة هجمات مشابهة تطال الكنائس وتهدد بتهجير من تبقى منهم، والذين يقدر المطران مراد نسبتهم في سوريا بأقل من 2 بالمئة. يقول الباحث السوري روجيه أًصفر إن ما حصل الأحد لم يكن الحادث الطائفي الوحيد في سوريا، لكنه يعتبر أن الحوادث السابقة كانت عابرة، ويتخوف من تداعياته "الكثيرة". ويشير إلى أنها تدفع من كانوا يترددون من المسيحيين لاتخاذ قرار الهجرة. ويعتبر أن "أكثر المتضررين من بعد الضحايا أنفسهم والسوريين هي السلطة المستهدفة الأولى بما حصل، المسيحيون كانوا مجرد صندوق بريد". ويوضح أصفر كلامه شارحا أن "الاعتداء الإرهابي على الدروز والعلويين والإسماعيليين ليس له تأثير على السلطة في الخارج مثل الاعتداء على المسيحيين، فهو يقوض سلطتها". لكنه يؤكد "أن السلطة أكثر من يتحمل المسؤولية عن الهجوم من بعد مسؤولية المنفذين أنفسهم". "الضمانات الغربية لا تحمي الأقليات" بعيد سقوط نظام بشار الأسد والقلق على مستقبل الفئات التي توصف بـ"الأقليات"، طالبت العديد من الدول الغربية السلطة السورية الانتقالية بحماية الأقليات وضمان مشاركتهم في الحياة السياسية. عن الضمانات الغربية يقول الباحث إنه كمواطن لا يمكنه أن يستمد أمانه من ضغوطات خارجية. ويشير إلى ضرورة أن تتوفر عوامل الأمان في الداخل وأن تكون مبنية على عقد اجتماعي وتوافق وانسجام بين الشعب والسلطة. وطرح التفجير الانتحاري تساؤلات حول توقيته، وربطه البعض بالأوضاع في المنطقة، على الرغم من أن سيناريو التفجير لم يكن مستبعدا منذ إعلان سقوط الأسد، وزادت من احتماله أحداث الساحل السوري. عن محاولات ربط توقيت التفجير بالحرب بين إسرائيل وإيران واتهام الأخيرة أو حلفائها بارتكابه، يقول أًصفر إن الدلائل المتوفرة تشير إلى أن المنفذ من خلفية إسلاموية متطرفة، "هذا النمط مألوف عند التيارات المتشددة الإسلامية السنية، وبغياب الدلائل الجدية هي اتهامات سياسية الهدف منها تصفية حسابات مع إيران أو غيرها أو التهرب من المسؤولية". تمييز ضد المسيحيين؟ يلفت أصفر إلى اللغة التي تستخدمها السلطة الانتقالية في سوريا في الحديث عن الضحايا المسيحيين، والتي تختلف عن تلك المستخدمة لدى الحديث عن الضحايا المسلمين. ويقول إنه "خلال المقارنة بين بيانات السلطة إثر تفجير الكنيسة وتلك التي أصدرتها في حوادث أخرى وجد أن السلطة سمت القتلى المسيحيين بالضحايا، بينما تصف القتلى المسلمين بالشهداء. كذلك يشير إلى "إصرار السلطة على استخدام عبارة الطائفة المسيحية بدل الدين المسيحي، ويرى أن ذلك يأتي من خلفية متشددة ترفض اعتبار أن هناك دين غير الإسلام".


فرانس 24
منذ 9 ساعات
- فرانس 24
سفير إيران بفرنسا لفرانس24: "الضربات الأمريكية استهداف للكرامة الإيرانية وانتهاك للقوانين الدولية"
في حوار حصري مع قناة فرانس24، ندد سفير إيران في فرنسا، محمد أمين نجاد، بالضربات الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي صباح الأحد ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية، أبرزها موقع "فوردو". لكنه أكد قائلا: "إيران لا تخوض حربا مع الولايات المتحدة الأمريكية". وأضاف محمد أمين نجاد، الذي نادرا ما يتحدث لوسائل الإعلام الفرنسية: "إيران ليست في حالة حرب مع الولايات المتحدة. مثلما حدث مع الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، تعرضنا لاعتداء آخر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي خرقت جميع القوانين والمعاهدات الدولية". 02:11 وتابع: "إيران تعرضت لهجوم من قبل دولتين. الأولى هي الولايات المتحدة، الدولة المالكة للأسلحة النووية والتي وقعت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والثانية هي إسرائيل، التي تملك السلاح النووي لكنها لم توقع على هذه المعاهدة". "المواقع النووية كانت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وأشار إلى أن "هذا الهجوم يمثل تعديا على القوانين الدولية وانتهاكا لكرامة الإيرانيين"، مضيفا أن "الطرف الذي كان من المفترض أن يحافظ على التوازن الدولي (ويقصد الولايات المتحدة الأمريكية) قد تخطى جميع الحدود وخرق جميع القوانين الدولية". وجاءت تصريحات سفير إيران في باريس عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية بارزة، بواسطة طائرات "بي 2" صباح الأحد. وانتقد السفير الإيراني هذه الضربات، مشيرا إلى أن "هذه المواقع كانت تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2003، الذين أكدوا مرارا أن النشاطات النووية الإيرانية كانت سلمية ولم تكن أبدا لأغراض عسكرية". وأضاف: "لم تكن هناك مواقع نووية سرية في إيران. جميع المواقع كانت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا هو السبب الذي جعلنا نتوصل إلى اتفاق في 2015 مع الأوروبيين، الصين، الولايات المتحدة وروسيا. تعهدنا في هذا الاتفاق بأن يكون تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية بحتة وليس عسكرية، وذلك مقابل رفع العقوبات القاسية المفروضة على إيران". "الشعب الإيراني تعرض إلى انتهاك لشرفه وكرامته" وفي سؤال عن كيفية رد إيران على الضربة الأمريكية، قال أمين نجاد: "حتى الآن، نحن بصدد تقييم حجم الأضرار والخسائر التي تعرضت لها المواقع الإيرانية من قبل الهيئات المختصة، وبعد ذلك سنقرر كيفية الرد، ومتى وأين سيكون". وأكد أنه "من المستبعد أن تستخدم إيران أسلحة دمار شامل لأن ذلك سيتسبب في المزيد من القتلى والدمار"، ولكنه أضاف: "الشعب الإيراني تعرض لانتهاك لكرامته وشرفه وافتخاره بتطوير برنامج نووي علمي وسلمي". وفيما يخص إمكانية طلب إيران الدعم العسكري من حلفائها مثل باكستان أو الصين، استبعد السفير الإيراني ذلك، مؤكدا: "لن نطلب دعما عسكريا من هذه الدول، لكن إذا شعرت هذه الدول أو الأسرة الدولية بشكل عام أن السلم الدولي مهدد، فعليها أن تتحرك بما تراه مناسبا". وبخصوص المخاوف من اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، أكد السفير الإيراني في فرنسا: "الجميع في إيران يشعرون بالخطر بعد أن قرر النظام الإسرائيلي مهاجمة إيران وقتل كل من فيها. هذا النظام الذي قتل للأسف 65 ألف شخص في غزة والضفة الغربية، من بينهم 5000 طفل". وأضاف: "كيف لا نشعر بالخطر عندما يسمح المجتمع الدولي لهذا النظام بالتصرف بهذا الشكل؟". كما نفى السفير الإيراني أن تكون بلاده تسعى "للقضاء" على إسرائيل أو "محوها من الخريطة"، مؤكدا: "هذا ليس خيارنا، واتهامنا بذلك غير صحيح. بالطبع، هناك العديد من الشعوب التي تندد بتصرفات إسرائيل وترفضها، ولكن ليس الدولة الإيرانية التي تقوم بذلك". وفيما يتعلق بقرار البرلمان الإيراني بشأن إغلاق مضيق هرمز كرد على الضربات الأمريكية، أوضح السفير الإيراني أن "القرار النهائي سيتخذ من قبل السلطات العليا في البلاد، بما في ذلك مجلس الأمن القومي الإيراني".


فرانس 24
منذ يوم واحد
- فرانس 24
سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق
أفاد التلفزيون الرسمي في سوريا أن انتحاريا الأحد أقدم على تفجير نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة مار إلياس في منطقة دويلعة في دمشق ، ما أدى إلى سقوط 15 قتيلا على الأقل. قالت وزارة الداخلية السورية الأحد إن الانتحاري الذي فجر نفسه داخل كنيسة في دمشق يتبع "لتنظيم داعش الإرهابي"، في اشارة الى تنظيم الدولة الإسلامية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 15 شخصا، في حصيلة أولية للدفاع المدني السوري. وأوردت الداخلية في بيان "أقدم انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة في العاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة". وأفاد الدفاع المدني السوري في منشور على منصة إكس عن "مجزرة دامية ضحيتها أكثر من 15 قتيلاً وعدد من الجرحى في حصيلة أولية". ويعد هذا الاعتداء الاول من نوعه في العاصمة السورية منذ إطاحة الحكم السابق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، فيما يعد بسط الأمن أحد أبرز التحديات التي تواجه السلطات الانتقالية في البلاد. وأورد التلفزيون الرسمي السوري "انتحاري يفجر نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة مار الياس في منطقة دويلعة"، مشيرا الى "سقوط ضحايا" من دون تحديد عددهم. وشاهد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية أمام الكنيسة سيارات إسعاف تعمل على نقل الضحايا، بينما فرضت القوى الأمنية طوقا في المكان. وداخل الكنيسة، بدت المقاعد الخشبية مبعثرة مع بقع دماء في المكان، بينما دمر الهيكل الخشبي بالكامل. وقال شاب من دون الكشف عن اسمهأمام الكنيسة "دخل شخص من الخارج ومعه سلاح" قبل أن "يبدأ بإطلاق النار"، مضيفا "حاول شباب توقيفه قبل ان يفجر نفسه". وفي متجر لحوم قبالة الكنيسة، اوضح زياد (40 عاما) "سمعت صوت إطلاق نار في البداية، ثم صوت انفجار وتطاير بعدها الزجاج على وجوهنا". وأضاف "خرجنا وشاهدنا نيرانا تشتعل داخل الكنيسة، وبقايا مقاعد خشبية تطايرت حتى مدخل الكنيسة".