
لافروف يؤكد استعداد روسيا لمختلف أطر المفاوضات حول أوكرانيا
وزير الخارجية الروسي
الصورة
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وُلد في موسكو عام 1950. والده من أصول أرمينية، ووالدته من أصول جورجية، وكانت تعمل في الخارجية السوفييتية. عمل مندوبًا دائمًا لروسيا الاتحادية في الأمم المتحدة لمدة 10 سنوات بين عامي 1994 و2004، ثم وزيرًا للخارجية الروسية منذ عام 2004 وحتى الآن.
، سيرغي لافروف، أن روسيا لا ترفض أي أطر للمفاوضات بشأن التسوية في
أوكرانيا
، سواء أكانت ثنائية أم ثلاثية، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة "الإعداد بدقة" لأي اتصالات على أعلى مستوى. وأوضح في حديث لقناة "روسيا 24" الحكومية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن الأهم هو ألا تُنظم أي أطر متعددة الأطراف "من أجل تناولها في الصحف الصباحية أو بثها بالتلفزيون مساء أو تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي"، على حد تعبيره، مضيفاً أنه يجب تنظيمها "خطوة خطوة بدءاً من مستوى الخبراء".
وبالرغم من عدم تأكيد عقد لقاء بين الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين
الصورة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024
ونظيره الأوكراني
فولوديمير زيلينسكي
الصورة
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات.
حتى الآن، فإن موسكو وكييف باتتا تبديان في الفترة الأخيرة مزيداً من المرونة في مسألة عقد لقاء على أعلى مستوى من دون شروط مسبقة، وسط تنامي جهود الوساطة التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي ختام محادثاته مع ترامب بالبيت الأبيض في واشنطن، أمس الاثنين، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لعقد لقاء مع روسيا على أعلى مستوى دون شروط مسبقة، وقال في مؤتمر صحافي: "إذا بدأت أوكرانيا بوضع شروط صعبة، ولو عادلة، لعقد اللقاء، فسيضع الروس مئة شرط من جانبهم"، وأضاف: "يجب عقد اللقاء لمناقشة سبل إنهاء النزاع".
بدوره كشف معاون الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، مساء الاثنين، عن إجراء اتصال هاتفي بين بوتين وترامب، بدعوة من الجانب الأميركي. وقال أوشاكوف: "استعرض الرئيس الأميركي مخرجات المفاوضات التي عقدها في البيت الأبيض، مع فلاديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين. وفي إطار المحادثة الهاتفية، أعرب فلاديمير بوتين ودونالد ترامب عن دعمهما لمواصلة المفاوضات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني". وتناول الاتصال فكرة رفع مستوى تمثيل الجانبين الأوكراني والروسي في المفاوضات، وفق بيان صادر عن الكرملين.
أخبار
التحديثات الحية
ترامب: يجري الترتيب لعقد اجتماع بين زيلينسكي وبوتين
وكانت ولاية ألاسكا الأميركية قد احتضنت، يوم الجمعة الماضي، قمة روسية أميركية استمرت لنحو ثلاث ساعات، وشارك في المفاوضات من الجانب الروسي بوتين ولافروف وأوشاكوف، بينما شارك عن الجانب الأميركي ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، ويعتبر هذا أول لقاء روسي أميركي على هذا المستوى منذ قمة بوتين والرئيس الأميركي السابق جو بايدن، في جنيف في يونيو/حزيران 2021.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 6 دقائق
- العربي الجديد
"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مُقترح صفقة غزة
أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن صياغة الرد الإسرائيلي على مقترح الصفقة المطروح من قبل الوسطاء والتي وافقت عليه حركة المقاومة الفلسطينية " حماس " تجري في أجواء من التعتيم المقصود، فيما لا يزال مقربون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يجهلون موعد اتخاذه القرار النهائي بهذا الشأن. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله إن اتصالات مكثفة جرت خلال اليومين الماضيين مع الوسطاء، في إطار التحضير لتحديد الموقف الرسمي من المبادرة. كما نقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب مستعدة للدخول في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق "حتى في ظل استمرار إطلاق النار". وأضاف المصدر أن الخطة الإسرائيلية المتعلقة بالسيطرة على قطاع غزة لا تشكّل عائقًا أمام المضي في محادثات تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات أو اتفاق محتمل. وبحسب الصحيفة، يحرص مكتب نتنياهو على إبقاء تفاصيل الموقف قيد الكتمان، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية لحسم الموقف من المبادرة. ويأتي ذلك بينما أمر نتنياهو الأربعاء باحتلال غزة بشكل أسرع مما كان مخططاً له سابقاً. وفي تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، أشار مكتب نتنياهو إلى أن الأخير وقبيل الموافقة على خطط احتلال مدينة غزة "وجه بتقليص الجداول الزمنية" للخطط بدعوى السيطرة على "معاقل حماس الأخيرة وهزيمتها". وأضاف المكتب: "رئيس الوزراء يعبّر عن تقديره الكبير لمقاتلي الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم ولعائلاتهم، ولكل جنود الجيش الإسرائيلي". وفي الوقت الذي ينتظر فيه الوسطاء منذ أكثر من 48 ساعة رد تل أبيب على مقترح التهدئة بقطاع غزة، تجاهل نتنياهو ذلك، موجهاً بتسريع احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير كامل للقطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، أن القوات الإسرائيلية احتلت بالفعل ضواحي مدينة غزة، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ الهجوم البري الشامل. أخبار التحديثات الحية حماس: تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء يُثبت أنه المُعطل للاتفاق ووافق وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في وقت سابق، على استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياطي إضافي للسيطرة على مدينة غزة. وذكرت تقارير إعلامية أنه من المقرر إجلاء سكان أكبر مدينة في قطاع غزة إلى مخيمات للاجئين، وسط القطاع المحاصر بحلول مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وفي 17 مايو/ أيار الماضي، أطلق الجيش عملية عسكرية ضد الفلسطينيين بالقطاع تحت مسمى "عربات جدعون" رغم إقرار سياسيين إسرائيليين وعسكريين سابقين بفشلها، وادعاء الجيش بأنه سيطر عبرها على "75% من قطاع غزة". وتتزايد المخاوف الدولية من إقدام إسرائيل على إعادة احتلال غزة، في ظل حديث نتنياهو قبل أيام عن "هجوم درسدن"، وأنه بإمكان الجيش أن يقصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وفي سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيجتمع اليوم الخميس للموافقة على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة"، والتي سبق أن وافق عليها كاتس، بحسب ما نقلت "الأناضول". وأردفت الصحيفة: "بالتوازي، تتواصل خلف الكواليس الاتصالات بشأن صفقة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين بغزة)، حيث إن نتنياهو أقل رغبة في صفقة جزئية كانت حماس قد وافقت عليها، لكنه لم يغلق الباب أمامها نهائياً بعد".


العربي الجديد
منذ 36 دقائق
- العربي الجديد
العرب والتفاوض على حدود ''إسرائيل الكبرى''
على الأغلب أن طيفاً عريضاً من النُّخب العربية اعتبر ما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن ''إسرائيل الكبرى'' مزايدةً سياسيةً، يستهدف من خلالها قاعدته الاجتماعية وحلفاءه داخل الحكومة من اليمين الديني المتطرّف، وبالأخص بعد قراره احتلال قطاع غزّة، وإنهاء حكم حركة حماس. صحيحٌ أن حكومات عربية دانت تصريحه، وبعضها طلب إيضاحات، إلا أن ذلك يبدو بلا معنى أمام حالة التوحّش العسكري والسياسي التي أصبحت عليها إسرائيل، فقد صوّت الكنيست الشهر المنصرم (يوليو/ تموز)، على قرار يؤيّد ضمّ الضفة الغربية، هذا من دون الحديث عن مشاريع الاستيطان التي تنتظر التفعيل، وفي مقدّمتها المشروع الذي صادقت عليه حكومة نتنياهو في أغسطس/ آب الجاري، والقاضي بالموافقة على بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية. لم يكن نتنياهو يُزايد حين تحدّث عن الحلقة الأكثر رعباً في المشروع الصهيوني، بقدر ما كان يذكّر هذه الحكومات بالطبيعة الاستيطانية والاستعمارية لهذا المشروع، الذي يرى في ''إسرائيل الكبرى'' تحقّقا لنبوءة دينية وتاريخية، وتنزيلاً للمشروع السياسي لليمين الصهيوني الديني المتطرّف، الذي يعتبر احتلال فلسطين مقدّمةً للتوسّع نحو بلدان عربية أخرى. وعلى الرغم من أن ''إسرائيل الكبرى'' لم تكن حاضرةً بقوة في خطابات النُّخب الإسرائيلية التي تعاقبت على السلطة في العقود الماضية، إلا أن المنعطف الدراماتيكي الذي أخذه الصراع بعد "7 أكتوبر" (2023) أعادها إلى الواجهة؛ فحرب الإبادة والتطهير العرقي والتجويع والتهجير الجارية في قطاع غزّة وسّعت أكثرَ هامش الحركة أمام اليمين الصهيوني، بمختلف تشكيلاته، بعد أن أحكم قبضته على مفاصل الدولة والسلطة، وبات قوةً اجتماعيةً وسياسيةً لا تُقهر. لا يبدو أن نتنياهو، وغيره من قادة اليمين المتطرّف ورموزه، يكترثون لاتفاقيتَي السلام المبرمتَين مع مصر والأردن، ولا لاتفاقات التطبيع الإبراهيمية المبرمة مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. كما أنهم غير معنيين أيضاً بما يجري في العواصم الإقليمية والدولية من مؤتمرات وقممٍ بشأن ''حلّ الدولتَين'' الذي اكتشفت فيه الآن حكوماتٌ أوروبية حلاً عملياً، يمكن أن ينهي الصراع ويُحلّ السلام، في وقت كان بوسعها التحرك قبل عقود، حين كانت توازنات النظام الدولي تتيح هامشاً في هذا الاتجاه. ولعلّ ما يرجح أن ''الحراك الأوروبي'' بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار ''حلّ الدولتَين'' ليس أكثر من محاولة من دول أوروبية لإراحة ضميرها والتخلّص من عقدة الذنب الناجمة عن مسؤوليتها التاريخية في تحميل الفلسطينيين فاتورة ما حلّ باليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ولذلك، كان لافتاً عدم صدور ردّات فعل أوروبية واضحة على ما قاله نتنياهو بشأن ''إسرائيل الكبرى''، وكأنّ أوروبا تدرك أن دولة الاحتلال ماضية في مشروعها لتغيير وجه الشرق الأوسط مُستقويةً، في ذلك، بالدعم الأميركي. لا يعكس ما قاله نتنياهو فقط رفض الدولة والمجتمع الإسرائيليين الكيانيةَ الفلسطينية التي يمكن أن تصبح في يوم ما دولة مستقلّة في حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، بل يعكس أيضاً نزعة توسّعية ستأتي على الأخضر واليابس في المنطقة في مقبل الأيام، إذا استمرّ هذا المسلسل المريع من استسلام النظام الرسمي العربي. وعليه، قد يكون على الجيل المقبل من النُّخب العربية أن تتفاوض مع دولة الاحتلال وحلفائها على حدود ''إسرائيل الكبرى''، بما سيعنيه ذلك من تنازلاتٍ مؤلمة عن أراضٍ ستصبح جزءاً من الإمبراطورية العبرية التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق. الحكومات العربية مطالبة بوضع خريطة طريق واضحة للتعاطي مع التهديد الإسرائيلي. وإذا كانت تعتقد أن علاقاتها بالولايات المتحدة ستشكّل طوق نجاة بالنسبة إليها فهي واهمة، ولنا في الأزمة الأوكرانية عبرة، إذ بات من غير المستبعد أن تضحّي واشنطن بأوكرانيا لقاءَ مصالحها مع الروس. وهو ما يعني في حسابات البراغماتية الأميركية أن الدول العربية المعنية بما قاله نتنياهو قد تجد نفسها، في أيّ لحظة، مضطرّة للتفاوض على حدودها مع ''إسرائيل الكبرى''، التي (بالمناسبة) تشمل إضافةً إلى فلسطين التاريخية والأردن وسورية ولبنان والكويت، أجزاء واسعةً من مصر والعراق والسعودية.


العربي الجديد
منذ 36 دقائق
- العربي الجديد
فلسطين في العالم وإسرائيل تخسر مِحرقتها
ستكون ملكة جمال فلسطين، نادين الأيوبي، أول فلسطينية تتقدّم إلى مباراة ملكة جمال الكون في تايلاند الخريف المقبل. تعلن الخبر مرتديةً فستاناً بالتطريز الفلسطيني من تصميم الفلسطينية هبة عبد الكريم، وتقول عن هذه المباراة: "أنا أمثّل كلّ امرأة فلسطينية، كلّ طفل فلسطيني، والعالم يجب أن ينظر إلى قوتهما (...) نحن الفلسطينيين الوطن يعيش فينا". بيلا حديد، عارضة الأزياء الأميركية الفلسطينية، عرفناها طوال العامَين الماضيين تنادي بوقف المجزرة في غزّة، تتبرّع بمليون دولار لصالح جمعيات فلسطينية تعمل في غزّة، تطلّ متشحة بالكوفية، تؤكّد اعتزازها بفلسطينيتها، وتشارك في التظاهرات، وتردّد دائماً "الخوف ليس حلاً". أخيراً، دشّنت بيلا حديد عطراً جديداً، لم تتكلّم عن فلسطين، ولكنّها ارتدت فستاناً فلسطينياً من تصميم الفلسطينية ريم البنّا. العشرينية (الأميركية أيضاً) كات أبو غزالة، تعرّف نفسها سليلةَ أجداد عاشوا النكبة. تترشّح في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للكونغرس، وعن دائرة شيكاغو المعروفة باحتضانها أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة. صحافية استقصائية، متخصّصة بكشف الأخبار الكاذبة، دخلت في عراك مع "الكبار"، ومنهم إيلون ماسك، فصُرِفت من عملها. معركتها هي ضدّ اليمين المتطرّف، كما تقول، ونقطة الخصومة بينها وبين منافسيها من الحزب الديمقراطي بشأن غزّة، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وربّما تُعوِّل كات أبو غزالة على الجناح (الضعيف حتى الآن) الذي بدأ يتبلور شيئاً فشيئاً داخل هذا الحزب، عبر عدد محدود من نوّابه الذين بدأوا يطرحون وقف تسليح إسرائيل. وربّما ستنسّق أبو غزالة عملها مع فلسطينية أخرى، هي رشيدة طليب، النائبة عن الحزب نفسه. المهم في الموضوع أن هذه الأمثلة تدلّ على أن فلسطين بلغت مناطق لم تكن معهودة، أو إنها كانت قليلة الحركة أو البروز فيها. الآن، تدخل فلسطين علناً إلى قلب عالم الجمال والعطور والأزياء، وكلّ شبكاته العميقة وخوارزمياته، فضلاً عن عالم السياسة، الذي لا يقلّ توغّلاً في بواطن المجتمعات. والأمثلة لا تُحصى. فإذا قارنتَ بين العام الجاري والعام الماضي، سوف تلاحظ خروج فلسطين من حرم الجامعات الأميركية وشبابها إلى ساحات أوروبا والأميركيَّتَين (الشمالية والجنوبية) وأستراليا ونيوزيلندا. هذه السنة، كان ثمة استنفار شعبي عالمي، وتكثيف لكلّ الفعّاليات، وتجاوز لشعارات الإبادة إلى التكلّم عن تجارة السلاح والحروب الإقليمية، وربط بين هذا السلاح وبين القتل الإضافي لأهالي غزّة، وذروته قتل الساعين إلى النجاة من الموت جوعاً. ومن الأشياء القريبة إلى الشابّات الثلاث، ذيوع الدبكة الفلسطينية، والطبخات الفلسطينية، والشعارات ورسومات الحائط والأعلام، والبطيخ بمختلف أشكاله، والاعتصامات المنتظمة والعفوية، والمسيرات "من أجل غزّة"، والتظاهرات البرّية، وصارت الآن بحريةً؛ عشرون سفينة ستعيد الكرّة مع غزّة بعد أيام بقيادة السويدية غريتا ثنبرغ، ومشاركة النجمة الأميركية سوزان ساراندون. وقرارات محكمتَين دوليَّتَين بإدانة إسرائيل، ومذكّرة توقيف بحقّ رئيس وزرائها... ولا تقتصر هذه الحركة على الشعوب. الحكومات أيضاً أعلنت منذ شهرين، بقيادة فرنسية سعودية، تبنّيها الدولة الفلسطينية تحت مظلّة الأمم المتحدة. وكان الجديد في هذا المؤتمر بروز كلّ من رئيسي وزراء نيوزيلندا وأستراليا بتصريحات تكاد تشبه استنكاراتنا العربية. الخارج ليس مشغولاً بحركة حماس، إنما بأهل غزّة، بقتلهم اليومي بالصاروخ أو بالطائرة أو بالرصاص الحيّ المباشر داخل خيمهم وهم جائعون قوة هذه الحركة العالمية، أكثر من شعر بها الإسرائيليون الذين يسيحون في الخارج. شهادات كثيرة عن هذه الرحلات، والإجماع على الشعور بالضيق منها. لماذا؟... هناك إجابة بليغة للكاتب الإسرائيلي أوفري إيلاني (في "هآرتس" منذ أيام). يقول إنه ذهب إلى اليونان في إجازة، وفي عطلة نهاية الأسبوع كان في المسرح يحضر جديداً عن صراع آلهة الإغريق. في نهاية المسرحية، وقف الحضور وصفّق طويلاً، كان متأثراً بشدّة كأنّه يهذي. ويتابع: "ثمّ حصل ما لم يكن منتظراً، من قلب الحضور طلعت صرخة "فلسطين.. فلسطين.. فلسطين". لوهلة "لم أفهم ما حصل. ولكن المئات من بين الحضور انضموا إلى الصرخة، وكأنّهم في حالة نشوة". ثمّ يتابع واصفاً أحياء أثينا السياحية؛ شعارات على الحيطان وفي الإعلانات تتكلّم عن الإبادة في غزّة. أو عبارة "تفو على الصهيونية" حملتها لوحة خارج مطعم، أو إلى جانب أسعار القهوة والليموناضة. ويخلص الكاتب إلى وصف مفارقة يعيشها منذ حادثة المسرح، فيكتب: "نذهب إلى الخارج للهروب من الضيق الجاثم على صدورنا، للهروب من الواقع الرهيب الذي تعيشه إسرائيل. وعندما نسافر إلى الخارج، تصرخ الحقيقة في وجهنا من فوق الجدران (...) السفر إلى الخارج يبيّن لك أن الشعور بالحرب داخل إسرائيل أضعف بكثير من الشعور بها وأنت خارجها". المهم أن فلسطين خرجت من الحبس الإسرائيلي، وصارت قضيتها عالمية، رسمياً وشعبياً. وبات كثيرون يتكلّمون عن الخسارة الكبرى التي تكبّدتها إسرائيل من جرّاء هذه الحرب، أي خسارة صفة الضحية التي ابتزّت بها العالم خلال العقود السبعة الماضية. لا ينكرون المحرقة اليهودية، لكنّهم يرون أن إسرائيل تجاوزتها، تحوّلت إلى جلّاد. وبعضهم يعود إلى البداية ويقول "أصلاً... هل كان يحقّ لكم أن تعاقبوا الفلسطينيين على أفعال النازيّين؟". بعد خسارتها صفة الضحية، فقدت إسرائيل الشرعية الأخلاقية التي كانت تعتدّ بها. سقط قناع المحرقة النازية. دخلت فلسطين علناً إلى قلب عالم الجمال والعطور والأزياء، وكلّ شبكاته العميقة وخوارزمياته، فضلاً عن عالم السياسة، الذي لا يقلّ توغّلاً في بواطن المجتمعات. خذْ مثلاً إعلامياً: نتنياهو وهو يبرّر الخطّة الجديدة لاجتياح غزّة لا يردّد إلا أنه يريد أن يقضي على حركة حماس. كلّ حجّته تجاه الوزراء والمحتجّين وأهالي الرهائن. كلّما رفع من عيار المقْتلة، يقول "حماس"، و"أريد أن أقضي على حماس" و"أن أسحق حماس.. أن أنهي حماس". ليس في عقله إلا "حماس". أمّا خارج إسرائيل فلا يسمعه أحد. الخارج ليس مشغولاً بحركة حماس، إنما بأهل غزّة، بقتلهم اليومي بالصاروخ أو بالطائرة أو بالرصاص الحيّ المباشر داخل خيمهم وهم جائعون. ومع ذلك، الحرب الإسرائيلية على غزّة مستمرّة، وتتوسّع في الضفة بما فيها شرقي القدس. وآخر مشاريع بتسلئيل سموتريتش الاستيطانية تقضم أراضيها، فيما نتنياهو يتجاوز رئيس أركانه، ورسالة مئات من الرافضين للانضمام إلى الجيش، يتحضّر للمزيد على غزّة، بإعادة احتلالها. كيف يمكن أن تستمرّ إسرائيل في هذه الحرب، فيما العالم كلّه ضدّها؟ هل لأن صور التضامن الشعبي والجماعي والفردي مع فلسطين هي رمزية؟ أو لأن نوع الطاقة التي تطلقها مبعثرة هنا وهناك؟ أم لأن هذه الأشكال تحتاج إلى توسيع وتعميق وتنظيم ووقت؟ هل لأن الفلسطينيين ضعفاء منقسمون، بين "حماس" الخاسرة، والسلطة الواعدة نفسها بالقليل، وأشقاءهم العرب الأكثر ضعفاً وانقساماً؟ هل لأن العالم أجمع لا يستطيع أن يفعل شيئاً مع أميركا ترامب الضامنة لوجود إسرائيل، لتسليحها وتمويلها، ولاختراع المشاريع المستجيبة لأكثر بناة مستوطنيها شراسة وتوسّعاً؟ هل يخشى الداعمون الرسميون لفلسطين عبر تبنّيهم الدولة الفلسطينية سطوة أميركا ترامب؟ وسيف الصفقات والتعرفات والعقوبات مسلَّط فوق رؤوسهم؟ فلا ترافق عواطفهم تجاه "الدولة" أيّ خطوات عملية من أجل البدء بتنفيذها؟... بالكاد يتذكّرونها في تحرّكاتهم، وتكون رخاوتهم في هذه الحالة موصوفة. وفي كلّ الأحوال، دخلت فلسطين قلوب العالم، وإسرائيل ضيّعت روحها. والروح في المدى البعيد، أمضى من السلاح ومن موازين القوى.