
هل تغيّر السعوديون؟ هل تغيّرت سياساتهم؟
لقد شكّلت المملكة العربية السعودية طوال المئة عام الماضية من تاريخ دولتها الثالثة «عقيدة سياسية» ثابتة وصلبة، تحطّمت على أسوارها الكثير من محاولات إزاحتها أو تغييرها، سواء عبر التآمر أو حتى الحروب المباشرة.
بنى الملك عبد العزيز -رحمه الله- أساسًا متينًا لتلك العقيدة السياسية، كان من بواكيرها الحياد التام في أهم صراع في تاريخ البشرية -الحرب العالمية الثانية-، وفي الوقت نفسه كان الملك الذي أخذ على عاتقه استعادة مُلك آبائه، عمليًا ومقاربًا لحلف خارجي كان يرفض الاستبداد العسكري، ولذلك كان الملك عبدالعزيز أول قائد وزعيم يلتقيه المنتصرون في الحرب –روزفلت وتشرشل– لأن المملكة الناشئة ملكها الكبير استطاع أن يؤسّس لبلاده دورًا مستقبليًا في قيادة العالم استمر حتى اليوم.
دعونا نلخّص أبرز ملامح العقيدة السياسية في تعريفها العلمي، وهي:
«مجموعة المبادئ والتوجهات الأساسية التي تُوجّه سلوك الدولة في الشأنين الداخلي والخارجي، وتشكّل الإطار الذهني لصانع القرار في تفسير التهديدات، وتحديد الأولويات، وبناء التحالفات، ورسم السياسات الاستراتيجية على المدى الطويل».
ولعلنا نلخّص هنا أبرز ملامح العقيدة السياسية السعودية التي بناها المؤسس الملك عبدالعزيز، واستمر عليها أبناؤه الملوك من بعده حتى اليوم، مع التأكيد على أن كل ملك أدار دولته بما تستوجبه الظروف، ولكن ضمن الإطار السياسي السعودي الثابت.
أولًا: السيادة الكاملة:
حرص السعوديون في كل مناسبة ومحفل على التأكيد على استقلال القرار السعودي دون خضوع لمحاور دولية أو تنظيمات عابرة، مهما كانت الضغوط أو المخاطر. فقد أثبت السعوديون طوال قرن أنهم محايدون بارعون.
ثانيًا: البراغماتية الواقعية:
تقديم المصالح الوطنية والاقتصادية على الأيديولوجيا أو التحالفات التقليدية، مهما كانت الضغوط الشعبوية أو الخارجية، أو الاستنزاف الذي تمارسه القوى في الإقليم أو خارجه. وهناك الكثير من التجارب؛ فالسعوديون لم ينجرفوا مع الخطابات الثورية، ولا اليسارية والاشتراكية، ولا الليبرالية المنحرفة.
ثالثًا: التحول التنموي:
كانت وما زالت السياسة الخارجية والداخلية توجَّه لخدمة التنمية والتعليم وتطوير المجتمع المحلي كهدف استراتيجي شامل، وهو ما أثمر عن دولة عصرية متعلمة استطاعت اختصار الزمن. فمن يتذكر مدرسة البعثات التي أُسِّست في عهد الملك عبدالعزيز، لا بد أن يربطها ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
رابعًا: تنويع الشراكات الدولية:
عملت الرياض على توثيق العلاقات مع قوى كبرى موجودة أو قادمة (أمريكا، الاتحاد الأوروبي، الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا)، وعدم الارتهان لطرف واحد.
خامسًا: ترسيخ القيادة العربية والإسلامية:
كون السعودية هي أرض العروبة، وفي مرابعها خرجت اللغة العربية، وفيها مهبط الوحي، ومنها انطلق أجداد السعوديين من صحابة وتابعين، فقد وضعت المملكة العربية السعودية وملوكها وأجهزتها كل إمكاناتها من أجل خدمة الحرمين الشريفين، وتأهيل المشاعر المقدسة لاستقبال مئات الملايين من الحجاج والمعتمرين والزائرين. كل ذلك جعل من السعودية قائدة للعالم الإسلامي المعتدل، ورسّخت الإسلام كقوة معتبرة في العالم.
أما ما يخص عالمها العربي، فقد كانت الأكثر حرصًا على الأمن العربي ومنع أي تدخل في شؤونه من قوى إقليمية أو دولية، وبقيت ترفع شعارًا طبّقته بدقة: «شؤون العرب للعرب»، ولذلك سقط على أسوارها الكثير من المشاريع العابرة التي أرادت تحطيم الفضاء العربي.
سادسًا: محاربة الإرهاب واستخدام العقائد والأديان لتبرير العنف:
لقد كان السعوديون في مقدمة محاربي الإرهاب ورفض التنظيمات الدينية التي تستخدم السياسة والدين لتبرير القتل والعنف، ولا تزال المملكة من أكثر الدول مساهمة في الحرب على الإرهاب والقضاء على منابعه.
سابعًا: تثبيت الهوية الوطنية:
قام السعوديون بجهود واضحة في التركيز المطلق على الهوية السعودية الجامعة، بدلًا من أي هوية عرقية أو إقليمية أو أيديولوجية تُفرّق ولا تجمع، والارتقاء بهويتهم السعودية لتكون مرجعية عليا حصرية.
ثامنًا: بناء قوة إقليمية رادعة:
كلما ذُكر التسليح السعودي، لا بد من التذكير بالأواكس، والـ F15، وصواريخ رياح الشرق، وبطاريات الباتريوت التي وصلت للسعودية على مدى سنوات من الجهد العسكري الصلب، وصولًا إلى ما قبل أيام عندما بدأ تركيب بطاريات صواريخ «ثاد»، الأحدث في منظومات الدفاع الجوي. لم يكن ذلك إلا لبناء منظومة عسكرية وتكنولوجية ممتدة تفرض معادلة الردع السعودي في إقليم مليء بالفشل والحروب.
تاسعًا: تحييد القوى الإقليمية المحاربة للسعودية دون مواجهة مباشرة:
لم تكن السعودية في حاجة لمواجهة مباشرة مع أحد، فالحكمة السياسية ضالتها التي لطالما تبنتها واتبعتها في علاقاتها مع الإقليم أو خارجه، من خلال استخدام أدوات متعددة (الحوار، التحالفات، الاقتصاد، وأخيرًا الردع غير المباشر) لاحتواء أي تهديد.
عاشرًا: أولوية الاستقرار الداخلي:
أدرك السعوديون مبكرًا أن التنمية هي أساس الاستقرار، وأن احتكار السلطة والمال والمعرفة مفسدة أيّما مفسدة، ولذلك عملوا بجهد على إشراك جميع مواطنيهم من خلال توزيع الثروة عبر الصناديق والمنح والوظائف، وتمكين القطاع الخاص، ونشر العلم والمعرفة بشكل واسع، حتى تم القضاء على الأمية تمامًا.
ومنذ أرسل الملك عبدالعزيز ابنه الملك فيصل إلى موسكو بدايات العهد السعودي، وابنه الملك سعود إلى أمريكا، ومستشاريه الآخرين ليجوبوا عواصم العالم المتقدم –حينها– بحثًا عن تكنولوجيا أو مشاريع تعمّر الإنسان والأرض وتَجلب المياه، كانت الدولة السعودية، ممثلة في ملوكها، تدرك أن التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية في الداخل أولوية قصوى، بدلًا من التورط في مغامرات خارجية، وهو أمر استنزف دولًا أخرى عملت على نشر أفكارها أو عقائدها على حساب شعوبها.
وهنا يبرز سؤال مهم: هل تغيّرت العقيدة السياسية السعودية خلال العقدين الأخيرين؟
عقدان هما -في نظر الكثير- أعنف ما مر على منطقة الشرق الأوسط منذ قرن، على إثر ما يُسمى بالربيع العربي، وانفجار الأوضاع في دول مثل ليبيا وتونس والسودان وسوريا ولبنان، وحروب عدة متشابكة ما بين عصابات إرهابية وبين حكومات!
الإجابة يمكن أن تكون مقاربة أكثر منها إجابة قاطعة؛ فالسعوديون -بالعادة- واقعيون وعمليون، وإذا وجدوا أن هناك ضرورة للتغيير، فهذا يحدث، ولكن بشكل تدريجي، لا يمس القيم الأساسية (مثل العقيدة، السيادة، الاستقلال)، بل في أدوات التنفيذ، وأولويات التحالف، ونطاق الدور الإقليمي.
السعوديون لم يتخلوا عن جذور عقيدتهم السياسية التقليدية، النابعة من بداوتهم الأصيلة، وإسلامهم النقي، وعروبتهم الصافية، لكنهم أعادوا صياغتها بما يناسب دولة تسعى للريادة في عالم لا بقاء فيه إلا للأقوى اقتصاديًا وحضاريًا وتكنولوجيًا، ومنها جاءت «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتشكّل مع العقيدة السياسية السعودية أداة تنفيذ متقدمة لها، وليكون التطوّر ليس على حساب الجوهر، بل في الوسائل، والأولويات، والخطاب، والنظرة للذات السعودية، والآخرين.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 44 دقائق
- عكاظ
«نيويورك تايمز»: نتنياهو يطيل أمد الحرب لدوافع حزبية
اتهمت صحيفة «نيويورك تايمز» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب على غزة لدوافع حزبية شخصية. وكشفت في تحقيق مدعوم بمحاضر جلسات ولقاءات سرية، مساعيه لتحسين وضعه السياسي على حساب ملف الأسرى الإسرائيليين. وقال المستشار الإعلامي الإستراتيجي حيم روبنشتاين إن التحقيق لم يفاجئه، لافتاً إلى أن التحقيق عرض تفاصيل إضافية لم تكن معروفة سابقاً، لكن المحصلة كانت واضحة بأن رئيس الحكومة أحبط صفقات تبادل الأسرى دون تردد. وأكد أن هذا التوجه بدأ منذ التاسع من أكتوبر، أي بعد يومين فقط من عملية طوفان الأقصى. وأفصح المستشار الإعلامي عن وجود معركة مؤثرة في البداية من أجل الأسرى، عندما كان عضواً في هيئة عائلات الأسرى مع متخصصين آخرين، لكنه اتهم جهات عليا -لم يكشف عنها- بالعمل على سحق هذا الكفاح وإضعافه وجعله عقيماً. وطرح روبنشتاين سؤالاً حول عدد الأسرى الذين عادوا في توابيت من بين الـ41، والذين كان يمكن أن يعودوا أحياء لولا التدخل من الأعلى، لافتاً إلى مكتب رئيس الحكومة. وتحدثت مراسلة الشؤون السياسية لقناة كان 11 يارا شبيرة عن تقديرات تشير إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير سيكرر ما فعله المرة الماضية، أي الانسحاب ثم العودة للائتلاف. فيما أصبح الوزير بتسلئيل سموتريتش المكون الحاسم داخل الائتلاف الحكومي والصهيونية الدينية، إذ عقدوا جلسات مشاورات طرحت خلالها إمكانية الاستقالة من المناصب الحكومية مع البقاء في الائتلاف، ما يعني الإبقاء على الحكومة قائمة من الخارج. وحول مسار المفاوضات، اعتبر الصحفي في «نيويورك تايمز ويديعوت أحرونوت» رونين برغمان أن الأخبار ليست طيبة، إذ بقيت المفاوضات دون تقدم يُذكر. وأكد أن الخلاف كان ولا يزال قائماً حول خريطة انسحاب الجيش التي طرحتها إسرائيل، والتي أبدت نوعاً من المرونة تجاهها، لكن حماس لا تزال ترفض هذه الخريطة، مما يعقّد احتمالات التوصل لاتفاق. وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة الإسرائيلية 12 عن موقف واضح للرأي العام الإسرائيلي، أن الأغلبية الساحقة بنسبة 74% تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة وإنهاء الحرب. وعندما سألت القناة عن أسباب إصرار رئيس الحكومة على تنفيذ الصفقة على مراحل، أجاب نصف الجمهور بأن الأسباب حزبية، بينما قال أقل من الثلث إنها لأسباب أمنية. بدوره، وجه رئيس حركة يمينية سابقة انتقاداً لاذعاً لطريقة التعامل مع ملف الأسرى، لافتاً إلى أنه لو كانت إسرائيل هي التي تقرر من يُطلق سراحه لقامت أولاً بإطلاق سراح أسرى محددين من أجل تحييد تأثير عائلاتهم. وأضاف أنه لو كانت إسرائيل قادرة على تحديد من يُطلق سراحه، لأطلقت سراح من يثيرون أكبر قدر من الضغط الشعبي، مؤكداً أن كل هذا الوضع كان يمكن تجنبه لو اتجهت الحكومة منذ البداية إلى صفقة شاملة بدلاً من المناورات والتأجيل. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
بن دليلة: التغيير نهج الأنبياء وأساس التطوير المؤسسي وتحقيق رؤية 2030
قال مشاري محمد بن دليلة، نائب الأمين العام في جمعية عناية الصحية، عندما تُقلب صفحات التاريخ وتتأمل كيف ازدهرت الأرض وتطورت الصناعات وتحسنت جودة حياة الناس وظهرت القوانين والاختراعات التي يسرت سبل الحياة، تجد أن مبدأها كان التغيير بعد توفيق الله. وهذا هو النهج الذي سار عليه الأنبياء، فقد كان التغيير من عبادة غير الله إلى عبادة الله وحده لا شريك له هو الأساس، ولذلك كانت المقاومة شديدة من البشر، فقد اعتادوا على ما كان عليه آباؤهم، والعقول لا تستوعب التغيير بسهولة، حتى وإن كانت مقتنعة، فالعادات القديمة لا تنكسر بسهولة. هذا ما سنتحدث عنه: كيف نستطيع تخفيف المقاومة عند الرغبة في التغيير من أجل التطوير؟ وسوف نتناول نموذج لوين ونموذج جون كوتر. إن إدارة التغيير هي عملية منهجية تهدف إلى الانتقال من الوضع الحالي إلى وضع مستقبلي أكثر فاعلية، من خلال تخطيط وتنفيذ ومتابعة التغيير داخل المنظمة. الدوافع التي ينطلق منها التغيير قد تكون خارجية، كتطورات تكنولوجية أو تشريعات أو عولمة أو عوامل اقتصادية أو زيادة في حدة المنافسة. وقد تكون داخلية، مثل تدني مستوى الأداء المؤسسي أو تراجع المؤشرات أو الحاجة إلى التحسين أو تغير في القيادة والتوجهات الاستراتيجية. التحديات التي تواجه التغيير تشمل المقاومة أو نقص الموارد والدعم القيادي، أو عدم وضوح الرؤية والأهداف، أو ضعف التواصل البنّاء. نموذج لوين للمؤسسات البسيطة غير المعقدة ينطلق من ثلاث ركائز: 1. إذابة الجليد: ويقصد بها تكسير العادات والأفكار القديمة وتحديد المشكلات وإيجاد الحاجة للتغيير. 2. التغيير: وهي مرحلة التنفيذ وتقديم الدعم. 3. إعادة التجميد: وهي تثبيت الوضع الجديد وجعله جزءاً من الثقافة المؤسسية ودمج سلوكيات التغيير في المنظمة. أما النموذج الآخر، نموذج جون كوتر، والمناسب للمنظمات المعقدة، فيعتمد على ثمان ركائز: 1. خلق إحساس عاجل بالتغيير من خلال تحليل الوضع الحالي والتواصل المؤثر واستشراف المستقبل. 2. تشكيل تحالف قوي للتغيير مع أصحاب المصلحة والمؤثرين وبناء الثقة معهم. 3. وضع رؤية واستراتيجية ملهمة للتغيير بمؤشرات واضحة. 4. نشر الرؤية من خلال الاتصال متعدد القنوات والتكرار والقدوة والاستماع المتفاعل. 5. إزالة العوائق بتوفير الدعم والتمكين والموارد اللازمة. 6. تحقيق مكاسب سريعة لإبراز النجاحات وقياس التقدم واستثمار الزخم. 7. تعزيز النجاحات وتوسيع النطاق واستقطاب المزيد وتسريع الوتيرة. 8. ترسيخ التغيير في الثقافة التنظيمية وربط السلوكيات الجديدة بنجاح المؤسسة. عند تطبيق هذه الخطوات نجدها جليّة في رؤية المملكة 2030، والتي انطلقت عام 2016، واتبعت نهجاً مدروساً في التغيير وحققت نجاحات ملموسة، وتمكنت من رفع الوعي ودمج التغيير في ثقافة المجتمع، ما جعل الجميع يؤمن بها. وفي جمعية عناية الصحية، تمت مواكبة هذا التغيير مع انطلاقة الرؤية، حيث وُضعت خطط للتحول المؤسسي منذ 2017 وحتى 2030. وخلال مدة وجيزة تحققت نجاحات من خلال تعزيز الاستدامة المالية، وتحسين البيئة المؤسسية، والتقدم التقني، وتوسيع نطاق الخدمة، وتحقيق الأثر المجتمعي، والحصول على جوائز التميز. حتى أصبحت الجمعية أنموذجاً يحتذى به بين الجمعيات غير الربحية والشركات الخاصة في العمل المؤسسي والاحترافي. أخيراً، إن عوامل النجاح في إدارة التغيير تكمن في القيادة المؤثرة، والشفافية والتواصل، والمشاركة الواسعة. كما نحتاج إلى تخطيط منهجي، واهتمام بالأفراد، وصبر ومثابرة، وقياس مستمر.


الشرق للأعمال
منذ ساعة واحدة
- الشرق للأعمال
سعر النفط يصعد فوق 71 دولاراً مع ترقب إعلان ترمب حول روسيا
ارتفعت أسعار النفط بعدما أبدى الاقتصاد الصيني علامات على القوة، في حين ينتظر المتعاملون الخطوات التالية للرئيس الأميركي دونالد ترمب بخصوص الحرب الأوكرانية. زاد سعر خام القياس العالمي برنت متجاوزاً 71 دولاراً للبرميل، بعدما ارتفع 3% الأسبوع الماضي. وأنهت الصين النصف الأول من العام بفائض تجاري قياسي، حيث تجاوزت المصانع دوامة الرسوم الجمركية التي أثارت اضطرابات في الاقتصاد العالمي. توعد ترمب بإصدار "بيان رئيسي" في وقت لاحق اليوم الاثنين ربما يوضح خلاله التدابير التي سيتخذها للتعامل مع الحرب في أوكرانيا، بما يشمل تحديثات محتملة بشأن سياسة العقوبات الأميركية. وكان الرئيس أبلغ الصحفيين في الولايات المتحدة أمس أن واشنطن ستزود كييف بمزيد من الأسلحة، في تحول واضح نحو موقف أكثر تصادماً مع روسيا. الطلب الصيني على النفط من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التجارة الصينية ارتفاع واردات الخام منذ بداية العام الجاري. وقفزت مشتريات بكين من النفط الإيراني في يونيو، بحسب بيانات فورتيكسا (Vortexa). اقرأ أيضاً: واردات الصين من النفط الإيراني تبلغ أعلى مستوى في 3 أشهر قال جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى "يو بي إس" (UBS) في زيوريخ إن "واردات الخام إلى الصين قوية للغاية، لذا يبدو أن هناك طلباً على النفط" مضيفاً أن "الكل ينتظر إعلان ترمب بشأن روسيا". ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن معوّقات محتملة للنمو العالمي قد تحد من المكاسب. وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، مما أضرّ بشهية المخاطرة وآفاق الطلب على الطاقة. أسعار النفط في 2025 رغم المكاسب الأخيرة، لا تزال أسعار النفط منخفضة بنحو 5% منذ بداية العام، في ظل توازن الأسواق بين التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط –التي أثارت مخاوف بشأن الإمدادات– وبين الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تهدد بتقليص الطلب العالمي. كما أن تخفيف تحالف "أوبك+" للقيود المفروضة على الإنتاج قد يؤدي إلى تخمة في المعروض خلال النصف الثاني من العام.