
كيف وصلت الأسلحة الأميركية إلى أيدي "طالبان الباكستانية"؟
أثارت باكستان قضية وصول الأسلحة الأميركية المتروكة في أفغانستان إلى أيدي مسلحي "طالبان الأفغانية" و"طالبان الباكستانية" منذ فترة طويلة، لكن وسائل الإعلام الأميركية اعترفت أخيراً بأن الأسلحة التي خلفتها القوات الأميركية أثناء انسحابها العاجل من أفغانستان تمنح حركة "طالبان الباكستانية" تقدماً عسكرياً في عملياتها الإرهابية.
وكشفت "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها عن أن بندقية من طراز M4A1 المصنوعة في الولايات المتحدة من أجل الاستخدام في أفغانستان، استعيدت بعد حادثة خطف القطار الدموية في إقليم بلوشستان الباكستاني الشهر الماضي.
وتتابع الصحيفة "كانت البندقية التالفة من بين معدات عسكرية أميركية بقيمة مليارات الدولارات جرى توفيرها للقوات الأفغانية وجرى التخلي عن كثير منها بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2021. وانتهى المطاف بعدد كبير منها في أسواق الأسلحة عند الحدود في باكستان وفي أيدي المتمردين، مما يوضح كيف أن عواقب الحرب الأميركية الفاشلة لا تزال تتردد أصداؤها بعد أعوام من سقوط كابول في أيدي 'طالبان'.
نظارات الرؤية الليلية
وتسعى باكستان اليوم بعد عقد من التقدم ضد المتطرفين إلى "احتواء أكثر من حركة تمرد عسكرية في البلاد من إرهابيين في الشمال إلى الانفصاليين البلوش في الجنوب الغربي" التي تغذيها جزئياً الأسلحة الأميركية.
لكن استخدام الأسلحة الأميركية من قبل حركة 'طالبان الباكستانية' ليس أمراً جديداً، إذ رأيت بنفسي خلال تغطيتي للعمليات المسلحة في المنطقة الحدودية الباكستانية بين عام 2001 وعام 2007 أن عناصر الحركة يستخدمون الأسلحة الأميركية. ولعل خير شاهد على ذلك هو مؤسس حركة 'طالبان الباكستانية' بيت الله محسود الذي ظهر خلال مؤتمر صحافي حاملاً بندقية صغيرة، مما أثار التساؤل عن نوعها، وبعد التحقيق تبين أنها كانت بندقية أميركية.
وفي وقت لاحق، عندما تولى تلميذه حكيم الله محسود رئاسة الحركة خلفاً لبيت الله محسود، دعانا إلى زيارته في وزيرستان. وعند وصولنا أطلعنا محسود على بندقية قناص استولى عليها من الأميركيين في أفغانستان وعرض علينا استخدامها لكننا رفضنا عرضه باحترام. وبعد فترة من الزمن أطلع محسود الصحافيين على معدات أميركية أخرى مثل مركبة 'هامفي' العسكرية كان استولى عليها من الجنود الأميركيين في منطقة خيبر، ونشرت الصحف العالمية آنذاك صوراً لتلك المركبة أيضاً".
إذاً تستخدم حركة "طالبان الباكستانية" الأسلحة الأميركية منذ فترة طويلة، فلماذا كل هذا القلق الآن؟ وما نوع الغنائم التي حصلت عليها "طالبان" في أفغانستان حتى تثير باكستان هذه القضية مراراً وتكراراً؟
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
طرحت هذا السؤال على رئيس الوزراء الباكستاني الموقت أنوار الحق كاكار خلال مقابلة مع "اندبندنت أوردو" في ديسمبر (كانون الأول) عام 2023. وبيّن كاكار أن الأسلحة التي نتحدث عنها لا تتوافر في الأسواق ويجري تبادلها حصراً بين الحكومات، وكشف عن أن من بين المعدات التي انتهت في أيدي المتطرفين في أفغانستان نظارات الرؤية الليلية العسكرية.
ويظهر هذا الرد من رئيس الوزراء الباكستاني السابق أن هناك سببين وراء القلق الباكستاني إزاء استحواذ الجماعات الإرهابية على الأسلحة الأميركية، مما يؤكده التقرير الأخير لصحيفة "واشنطن بوست"، والسبب الأول هو مدى تطور الأسلحة الأميركية التي خلفتها الولايات المتحدة عام 2021، والثاني كميتها الهائلة.
أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار
وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية فإن الولايات المتحدة خلفت أسلحة ومعدات عسكرية في أفغانستان بقيمة 7 مليارات دولار وقت الانسحاب تشمل 250 ألف بندقية و18 ألف نظارة للرؤية الليلية. ويبدو أن الانسحاب الأميركي لم يؤدِ إلى تعزيز قوة "طالبان الأفغانية" فقط، بل عزز قوة حركة "طالبان الباكستانية" أيضاً، مما يفسر تزايد هجماتها يوماً تلو الآخر.
وفي سياق متصل، كشفت إذاعة "بي بي سي" البريطانية أن نصف مليون قطعة سلاح حصلت عليها حركة "طالبان" في أفغانستان فقدت أو بيعت أو جرى تهريبها إلى جماعات مسلحة. ويقول التقرير "اعترفت حركة 'طالبان' خلال اجتماع مغلق للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي في الدوحة أواخر العام الماضي، بأن نصف هذه المعدات في الأقل مجهولة المصير الآن".
وضمن تقرير صدر في فبراير (شباط) الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أن تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان الباكستانية" و"الحركة الإسلامية" في أوزبكستان وحركة "تركستان الشرقية الإسلامية" وحركة "أنصار الله" في اليمن، حصلت على أسلحة أميركية خلفتها واشنطن في أفغانستان استولت عليها "طالبان" مباشرة أو من خلال السوق السوداء.
نقلاً عن "اندبندنت أوردو"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 13 دقائق
- عكاظ
«ماني طاير حتى تجيبوا عامر».. ليبي يجبر طائرة على العودة مرتين لاصطحابه !
تابعوا عكاظ على من قلب المنطقة الجنوبية بليبيا، كان الشاب عامر المهدي منصور القذافي يستعد لرحلة العمر، بقلب مفعم بالإيمان، توجّه إلى المطار مع فوج حجاج بلاده، متطلعاً إلى زيارة بيت الله الحرام، وكان موعد إقلاع طائرته في تمام الـ12 ظهراً، وبينما توافد الحجاج تباعاً، كان عامر آخر الواصلين إلى صالة المغادرة، لكن ما كان ينتظره لم يكن ضمن حساباته. فعندما كان عامر القذافي يستعد لمغادرة البلاد متوجهاً لأداء مناسك الحج، رفضت السلطات الأمنية بالمطار دخوله، بسبب مشكلة أمنية في جواز سفره تعيقه عن السفر، ووعدوا بحلها، ومع مرور الوقت، صعد جميع الحجاج إلى الطائرة، وبقي عامر وحيداً ينتظر مصيره. لكن إيمان عامر القذافي كان أقوى من اليأس، وما هي إلا لحظات حتى تحققت المفاجأة المذهلة، وجاء النداء عبر مكبرات الصوت: «الطائرة التي أقلعت منذ قليل حدث بها عطل»، ليُفاجأ عامر أنّ الطائرة عادت إلى المطار، وطلبوا من الطيار فتح الباب لـ«عامر» ليتمكن من الركوب، غير أن القدر كان يحمل لعامر اختباراً آخر، إذ رفض الطيار مرة أخرى صعوده. يحكي عامر القذافي في مقطع فيديو نشره على منصة ليبية، أنّ مدير أمن المطار عاد إلى عامر، يواسيه بالكلمات بعدما غادرت الطائرة مرة أخرى بدونه: «لا تحزن فليس لك قسمة للركوب في الطائرة»، ولكن عامر لم يستسلم، ورفض الخروج من المطار، مؤكداً لمدير الأمن ثقته المطلقة بأنه سيركب هذه الطائرة بالذات. أخبار ذات صلة وبفعل إيمانه، أقلعت الطائرة مرة أخرى، لتعود أدراجها للمرة الثانية بسبب خلل جوي، يحكي «عامر»: «هذه المرة، قال الطيار والله لن أقلع حتى يركب عامر»، ليتحقق حلم عامر في زيارة بيت الله الحرام، وعندما وصل، وثق حكايته في مقطع فيديو تداوله عشرات الآلاف عبر منصات التواصل الاجتماعي. وانتشر مقطع فيديو من داخل مطار سبها الليبي، يوثق لحظة مغادرة عامر القذافي المطار متوجهاً إلى الطائرة، وهو يتلقى التحية من أفراد الأمن الموجودين عند بوابات المغادرة، ويودعونه قائلين: «بركاتك يا شيخ عامر، ادعي لنا معاك»، وقبل الإقلاع التقط بعض الصور التذكارية مع طاقم الطائرة. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


غرب الإخبارية
منذ 44 دقائق
- غرب الإخبارية
فضيلة الشيخ بندر النويعمة الشراري ينال درجة الدكتوراه في الفقه المقارن
المصدر - حصل فضيلة الشيخ بندر بن خويران النويعمة الشراري – كاتب عدل محافظة طبرجل – على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويُعد هذا الإنجاز العلمي تتويجاً لمسيرة حافلة بالعطاء ، وثمرة جهد متواصل، ويعكس الحرص والطموح على مواصلة التطوير، لخدمة الدين والمليك والوطن . أسرة صحيفة ' غرب ' الإلكترونية تبارك لفضيلته هذا الإنجاز المشرّف، سائلين الله أن يجعل علمه حجة له ، وأن ينفع به ، ويوفقه لمزيد من العطاء والتفوق .


المناطق السعودية
منذ ساعة واحدة
- المناطق السعودية
أمير القصيم يرعى حفل الاحتفاء بمناسبة تعيين الأمير فهد بن سعد بن فيصل نائبًا لأمير المنطقة
المناطق_القصيم رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم, مساء الأحد، حفل الاحتفاء بصاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد نائب أمير منطقة القصيم، بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائبًا لأمير المنطقة، وذلك في قصر التوحيد ببريدة، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فهد بن فيصل، وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأهالي المنطقة. وفي مستهل الحفل، ألقى سمو أمير منطقة القصيم كلمة هنأ فيها سمو نائب المنطقة بهذه المناسبة، مؤكدًا أن سموه يحمل سيرة مشرفة، وسجلًا عمليًا حافلًا بالمهنية والعمل المؤسسي، سائلًا الله العلي القدير له التوفيق والسداد لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة أيدها الله. عقب ذلك، ألقى سمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد، كلمة رفع خلالها الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على الثقة الملكية الغالية بتعيينه نائبًا لأمير منطقة القصيم، مؤكدًا أن هذه الثقة وسام شرف يعتز به ودافع لبذل المزيد من العطاء. وقدّم سموه شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على ما وجده من ترحيب كريم، ودعمٍ وتوجيهٍ، والعمل تحت إدارة سموه عون له في مواصلة مسيرة النهضة التي تشهدها المنطقة. وشهد الحفل مشاعر الترحيب بسمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل من أهالي المنطقة، احتفاءً بهذه المناسبة.