logo
ما مخاطر التلوث النووي الناجمة عن هجمات إسرائيل على إيران؟

ما مخاطر التلوث النووي الناجمة عن هجمات إسرائيل على إيران؟

جفرا نيوزمنذ 3 ساعات

جفرا نيوز -
يقول خبراء إن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية لا تشكل حتى الآن إلا مخاطر تلوث محدودة، لكنهم يحذرون من أن أي هجوم على محطة بوشهر النووية قد يسبب كارثة نووية.
تقول إسرائيل إنها عازمة على تدمير القدرات النووية الإيرانية خلال حملتها العسكرية التي تشنها حاليا على إيران، لكنها تحرص أيضا على تجنب أي كارثة نووية في منطقة يسكنها عشرات الملايين وتنتج معظم نفط العالم.
واجتاحت المخاوف من وقوع كارثة منطقة الخليج الخميس عندما أعلن الجيش الإسرائيلي قصفه موقعا في بوشهر على ساحل الخليج يضم محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران لكنه قال لاحقا إن الإعلان كان خطأ.
فيما يلي تفاصيل الأضرار التي سببتها هجمات إسرائيل حتى الآن، وما يقوله الخبراء عن مخاطر التلوث وغيرها من الكوارث.
ماذا قصفت إسرائيل حتى الآن؟
أعلنت إسرائيل عن شن هجمات على مواقع نووية في نطنز وأصفهان وأراك وطهران ذاتها، وتقول إنها تهدف إلى منع إيران من صنع قنبلة ذرية. وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي.
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوقوع أضرار في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وفي المجمع النووي في أصفهان، بما في ذلك منشأة تخصيب اليورانيوم، وفي منشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران.
واستهدفت إسرائيل أيضا موقع أراك، المعروف أيضا باسم خُنداب، وهو مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل قيد الإنشاء، وهو نوع من المفاعلات قادر على إنتاج البلوتونيوم بسهولة ويمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، في صنع نواة قنبلة ذرية.
وذكرت الوكالة أن لديها معلومات تفيد بقصف مفاعل خُنداب، لكنه لم يكن قيد التشغيل ولم تبلغ الوكالة عن أي آثار إشعاعية.
وأفادت الوكالة في تحديث لتقييمها اليوم الجمعة بتضرر مبان رئيسية في الموقع، ومن الممكن استخدام مفاعلات الماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم الذي يمكن أن يستخدم مثل اليورانيوم المخصب في تصنيع قنبلة ذرية.
ما هي المخاطر التي تُشكلها هذه الضربات؟
قال بيتر براينت الأستاذ بجامعة ليفربول في إنجلترا والمتخصص في علوم الحماية من الإشعاع وسياسات الطاقة النووية، إنه لا يشعر بقلق بالغ بشأن التداعيات النووية الناجمة عن الضربات حتى الآن.
وأشار إلى أن موقع أراك لم يكن يعمل بينما تقع منشأة نطنز تحت الأرض، ولم ترد تقارير عن أي تسرب إشعاعي.
وقال "المسألة تكمن في السيطرة على ما حدث داخل تلك المنشأة، لكن المنشآت النووية مصممة لذلك... اليورانيوم لا يشكل خطورة إلا في حال استنشاقه أو ابتلاعه أو دخوله الجسم بمستويات تخصيب منخفضة".
وذكرت داريا دولزيكوفا كبيرة الباحثين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن أن الهجمات على المنشآت في بداية دورة الوقود النووي -وهي المراحل التي يُحضر فيها اليورانيوم للاستخدام في المفاعل- تُشكل في المقام الأول مخاطر كيميائية، وليست إشعاعية.
وأضافت أنه في منشآت التخصيب، يُشكل سادس فلوريد اليورانيوم مصدر القلق "عندما يتفاعل سادس فلوريد اليورانيوم مع بخار الماء في الهواء، فإنه يُنتج مواد كيميائية ضارة".
وأوضحت أن مدى انتشار أي مادة يعتمد على عوامل منها الظروف الجوية "في حالة الرياح المنخفضة، يتوقع أن تستقر معظم المواد بالقرب من المنشأة، أما في حالة الرياح القوية، فستنتقل المواد لمسافات أبعد، ومن المرجح أيضا أن تنتشر على نطاق أوسع".
ويكون خطر الانتشار أقل في المنشآت الواقعة تحت الأرض.
وقال سايمون بينيت، الذي يرأس وحدة السلامة والأمن المدني بجامعة ليستر في بريطانيا، إن المخاطر البيئية ستكون ضئيلة إذا قصفت إسرائيل منشآت تحت الأرض لأن "المواد النووية ستدفن في آلاف الأطنان من الخرسانة والأتربة والصخور".
ماذا عن المفاعلات النووية؟
يتمثل مصدر القلق الرئيسي في توجيه ضربة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني.
ويقول ريتشارد ويكفورد الأستاذ الفخري لعلم الأوبئة في جامعة مانشستر إنه في حين أن التلوث الناجم عن الهجمات على منشآت التخصيب سيُمثل "مشكلة كيميائية في الأساس" للمناطق المحيطة، فإن إلحاق أضرار جسيمة بمفاعلات الطاقة الكبيرة "أمر مختلف".
وأضاف أن العناصر المشعة ستنطلق إما عبر سحابة من المواد المتطايرة أو في البحر.
وذكر جيمس أكتون المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن الهجوم على بوشهر "قد يسبب كارثة إشعاعية كاملة"، لكن الهجمات على منشآت التخصيب "من غير المرجح أن تسبب عواقب وخيمة خارج الموقع".
وأضاف أن اليورانيوم قبل دخوله إلى المفاعل النووي لا يكون مشعا تقريبا.
وأضاف، "سداسي فلوريد اليورانيوم سام... لكنه في الواقع لا ينتقل لمسافات طويلة، وهو غير مشع تقريبا، وحتى الآن، كانت العواقب الإشعاعية لهجمات إسرائيل معدومة تقريبا"، معبرا عن معارضته للحملة الإسرائيلية.
وذكر بينيت من جامعة ليستر أن مهاجمة الإسرائيليين لمحطة بوشهر سيكون "تصرفا متهورا" لأنهم قد يخترقون المفاعل مما يعني إطلاق مواد مشعة في الغلاف الجوي.
لماذا تشعر دول الخليج بالقلق بشكل خاص؟
بالنسبة لدول الخليج، سيتفاقم تأثير أي ضربة على بوشهر بسبب التلوث المحتمل لمياه الخليج، مما يُعرض للخطر مصدرا حيويا للمياه المحلاة الصالحة للشرب.
في الإمارات، تُشكل المياه المحلاة أكثر من 80% من مياه الشرب، بينما أصبحت البحرين تعتمد كليا على المياه المحلاة في عام 2016، مع تخصيص 100% من المياه الجوفية لخطط الطوارئ، وفقا للسلطات.
أما قطر فتعتمد كليا على المياه المحلاة.
وفي السعودية، وهي دولة أكبر بكثير من حيث المساحة ولديها احتياطي أكبر من المياه الجوفية الطبيعية، تقول الهيئة العامة للإحصاء إن نحو 50% من إمدادات المياه تأتي من المياه المحلاة منذ عام 2023.
وفي حين أن بعض دول الخليج، مثل السعودية وسلطنة عمان والإمارات، لديها إمكانية الوصول إلى أكثر من بحر لتحلية المياه، فإن دولا مثل قطر والبحرين والكويت لا تطل إلا على الخليج.
وقال نضال هلال أستاذ الهندسة ومدير مركز أبحاث المياه بجامعة نيويورك أبوظبي "إذا تسببت كارثة طبيعية أو تسرب نفطي أو حتى هجوم موجه في تعطيل محطة لتحلية المياه، فقد يفقد مئات الآلاف إمكانية الحصول على المياه العذبة على الفور تقريبا".
وأضاف "محطات تحلية المياه الساحلية معرضة بشكل خاص للمخاطر الإقليمية مثل تسرب النفط والتلوث النووي المحتمل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروسي: أي استهداف لمنشأة بوشهر قد يؤدي إلى تبعات كارثية
غروسي: أي استهداف لمنشأة بوشهر قد يؤدي إلى تبعات كارثية

رؤيا

timeمنذ 41 دقائق

  • رؤيا

غروسي: أي استهداف لمنشأة بوشهر قد يؤدي إلى تبعات كارثية

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الهجمات على إيران تهدد سلامة المنشآت النووية غروسي: الهجمات على إيران تسببت بتدهور كبير في سلامة منشآتها النووية غروسي: مخزون اليورانيوم الإيراني ما يزال تحت الضمانات غروسي: نتابع الوضع بدقة ولا نشاط إشعاعي يهدد المدنيين حتى الآن غروسي: الحل الدبلوماسي في متناول اليد إذا توفرت الإرادة السياسية صرّح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأن الوكالة تتابع الوضع في المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا أن هذه الهجمات تسببت في تدهور كبير للأمن والسلامة في المنشآت النووية داخل إيران. وأضاف غروسي أنه رغم عدم تسجيل نشاط إشعاعي يهدد المدنيين حتى الآن، فإن هذا الخطر قد يحدث، مشددًا على أن الوكالة تتابع التطورات بدقة. وأشار إلى أن البنية التحتية الكهربائية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم قد استُهدفت، كما تضررت أربعة مبانٍ في موقع أصفهان نتيجة الهجمات، بما في ذلك مبنى مخصص لأجهزة الطرد المركزي. وفيما يتعلق بمنشأة بوشهر النووية، حذر غروسي من أن الهجوم عليها قد يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة، بسبب احتوائها على مواد نووية، مؤكدًا أن أي استهداف لها ستكون له تبعات كارثية، قد تطال سكان طهران. وأكد غروسي أن الوكالة ستستأنف عملها حين تسمح الظروف الأمنية بذلك، مشيرًا إلى أن مخزون اليورانيوم الإيراني لا يزال تحت الضمانات. وشدد على أهمية استئناف عمليات التفتيش في أقرب وقت ممكن، داعيًا إلى التوصل إلى حلول دبلوماسية تضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي. كما أعرب عن استعداده للسفر والتواصل مع الأطراف المعنية، للتأكد من سلامة المنشآت النووية. واختتم غروسي تصريحاته بالتأكيد على ضرورة أن تحصل الوكالة على المعلومات الفنية الخاصة بكل المنشآت النووية، مطالبًا طهران بالتعاون، ومؤكدًا أن الحل الدبلوماسي لا يزال في متناول اليد إذا توفرت الإرادة السياسية، وأن ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي قد يشكل أساسًا لإبرام اتفاق مستقبلي.

وكالة الطاقة الذرية: لا خطر إشعاعي في طهران .. واليورانيوم الإيراني تحت الضمانات
وكالة الطاقة الذرية: لا خطر إشعاعي في طهران .. واليورانيوم الإيراني تحت الضمانات

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

وكالة الطاقة الذرية: لا خطر إشعاعي في طهران .. واليورانيوم الإيراني تحت الضمانات

عمون - كشف المدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي أنّ الهجمات الإسرائيلية على إيران لم تتسبب بتسريب إشعاعي حتى الآن. وقال غروسي في كلمة سبقت اجتماع مجلس الامن الدولي بشأن إيران وبرنامجها النووي، إنّ الهجمات تسببت بتدهور كبير للأمن والسلامة في المنشآت النووية الإيرانية. وبين أنه لا يوجد حتى الآن نشاط إشعاعي يهدد المدنيين، لكن ذلك يمكن ان يحدث، مشيرًا إلى أنّ اسرائيل استهدفت البنى التحتية للطاقة الكهربائية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم الإيراني. وأوضح أنّ مبنى مخطط لأجهزة الطرد المركزي تضرر بفعل الهجمات الإسرائيلية، التي أحدث ايضًا أضرارًا بيئية في منشأة بوشهر . وبين غروسي أنّ الهجوم على منشأة بوشهر له تبعات وخيمة وكارثية لأنها تحتوي على مواد نووية وأكد أنّ مخزون اليورانيوم الإيراني ما يزال تحت الضمانات، الّا أنه من المهم للوكالة أن تستأنف التفتيش في أقرب وقت وهي ستواصل عملها حين تسمح الظروف الأمنية بذل.

ماكرون: فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستقدم عرض تفاوض شامل لإيران
ماكرون: فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستقدم عرض تفاوض شامل لإيران

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

ماكرون: فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستقدم عرض تفاوض شامل لإيران

عمان - بترا أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس وبرلين ولندن ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" للإيرانيين في جنيف اليوم الجمعة، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية. وأكد ماكرون على هامش معرض باريس الجوي أنه "يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ماكرون إن الملف النووي الإيراني "يشكل تهديدا ويجب ألا يكون هناك أي تراخ في هذا الأمر"، لكن "لا أحد يستطيع أن يعتقد بجدية أن هذا التهديد يمكن معالجته بالعمليات الحالية فقط". وأضاف أن "هناك منشآت تتمتع بحماية شديدة" و"لا أحد يستطيع اليوم أن يحدد بشكل قاطع مكان وجود اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. لذلك، يتعين استعادة السيطرة على هذا البرنامج، من خلال الخبرة الفنية والتفاوض أيضا". ودعا ماكرون إسرائيل أيضا إلى وقف ضرباتها على "البنى التحتية المدنية" الإيرانية، وأكد أن "لا شيء يبرر استهداف البنى التحتية للطاقة والسكان المدنيين". كما شدد على ضرورة عدم "نسيان الوضع في غزة، الذي يتطلب اليوم، لأسباب إنسانية وأمنية أيضا، وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية واستئناف العمل السياسي". ويلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف في وقت لاحق الجمعة مع نظرائه البريطاني ديفيد لامي والفرنسي جان نويل بارو والألماني يوهان فادفول، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وينسق الأوروبيون جهودهم قبل الاجتماع المقرر عقده حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13,00 بتوقيت غرينتش).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store