
جريمة المسجد التي وقعت في فرنسا تفضح عنصرية روتايو
كشف تعاطي وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، مع حادثة القتل البشعة، التي راح ضحيتها أحد أبناء الجالية المسلمة في مسجد بفرنسا، أن الوزير في حكومة فرانسوا بايرو، يمارس التمييز على أساس الدين والعرق بين الفرنسيين، وهي الحقيقة التي توصلت إليها مختلف الأوساط السياسية والإعلامية في فرنسا.
ولم ينتقل وزير الداخلية، الذي هو نفسه وزير للأديان في فرنسا، إلى المسجد الذي وقعت فيه الجريمة البشعة، إلا بعد مرور يومين، وهو ما اعتبر سقطة غير مقبولة وفضيحة مدوية للدولة الفرنسية (لأن روتايو وزير يمثل الجمهورية)، لم تصدر فقط من خصومه في الأوساط السياسية فحسب، وإنما من قبل منابر إعلامية معروفة بموالاتها لليمين واليمين المتطرف، على غرار قناة 'بي آف آم تي في'.
وفي برنامج حواري، سأل الصحافي بنجامان ديهامال بالقناة التلفزيونية السالف ذكرها، روتايو، 'لماذا تأخرت زيارتك إلى المسجد الذي وقعت فيه الجريمة بيومين، واكتفيت بالتعبير عن موقفك بعد ساعات بتغريدة على منصة 'إكس'، بينما واصلت عملك الحزبي بشكل عادي؟'، ردّ الوزير كان باهتا وغير مقنع للصحافي: 'لقد انتظرت حتى أتأكد، وأتوصل بعناصر التحقيق'.
عندها فاجأ الصحافي الوزير روتايو بحادثة مشابهة، لكنه تصرف بشكل مغاير، كما حصل في جريمة وقعت قبل جريمة المسجد بيوم واحد في مدينة نانت، أين تعرضت تلميذة في ثانوية هناك للطعن المفضي للوفاة، حيث سارع روتايو ومعه وزير التربية، الوزير الأول الأسبق، إليزابيت بورن، إلى عين المكان، في اليوم ذاته، في حين تأخرت بيومين في جريمة المسجد.
ولم يجد روتايو ما يبرر به، سوى قوله بأن الجريمة التي وقعت في الثانوية كانت أخطر على حد زعمه، الأمر الذي دفع الصحفي ديهامال المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة أيضا، لاتهام الوزير بممارسة سياسة الكيل بمكيالين، قائلا: 'كيف كنت ستتصرف لو وقعت حادثة القتل في كنيسة أو كنيس يهودي؟'.
وقد خلف تعاطي روتايو مع الجريمة غضبا لدى محامي عائلة الضحية، الذي قال إنه 'لا شك في أن هذه الجريمة كانت هجوما إرهابيا. ومن الواضح أن الشرطة الوطنية يجب أن تتولى هذه القضية من دون تأخير'، وشدد على أنه 'يجب أن تتلقى الضحية نفس المعاملة مثل أي مواطن آخر'.
استفزازات وزير الداخلية الفرنسي لم تتوقف عند عدم احترامه لأبناء الجالية المسلمة في فرنسا ومعاملتهم كفرنسيين من الدرجة الثانية، بل امتدت إلى استخفافه بالوقفة التضامنية التي انتظمت الأحد المنصرم، والتي دعا إليها زعيم حزب 'فرنسا الأبية'، جون لوك ميلونشون، حيث اتهم روتايو أحزاب اليسار بتوظيف حادثة جريمة المسجد، التي تورط فيها فرنسي محسوب على اليمين المتطرف، لتحقيق مغانم سياسية، وهو ما لم يقنع محاوره الذي استغرب منه هذا الموقف أيضا.
وفي الوقفة التضامنية، انتقد جون لوك ميلونشون بشدة برونو روتايو، بسبب استمراره في استهداف المسلمين حتى في الأوقات العصيبة التي تمر بها فرنسا، في إشارة إلى حادثة جريمة المسجد، وباشمئزاز كبير، خاطب ميلونشون برونو روتايو قائلا: 'ونحن في هذا الظرف الحساس، يخرج وزير الداخلية ويقول يسقط الخمار!'. في إشارة إلى حربه على رموز الدين الإسلامي.
وفي الوقت الذي يجمع الفرنسيون على توظيف مصطلح 'الاسلاموفوبيا'، ضد كل موقف أو سلوك أو كراهية أو تحيز ضد المسلمين، يخرج وزير الداخلية الفرنسية ليعلن رفض استعمال هذا المصطلح، لأنه ينطوي على اعتبارات إيديولوجية، على حد زعمه، ويفضل توظيف مصطلح 'فعل معاد للمسلمين'، ما يؤكد بأن الرجل مهووس بمعاداة الإسلام والمسلمين.
وسبق لوزير الداخلية الفرنسي الذي هو وزير الأديان أيضا، أن رفض تلبية دعوة للإفطار وجهها له عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، في شهر رمضان الأخير، في حين لباها نظيره في الحكومة وزير الخارجية، جون نويل بارو، فيما برر روتايو رفضه بكون الإفطار مهمة 'غير رسمية'، وهو ما اعتبر مبررا واهيا، لأنه سبق له وأن لبى دعوات من رموز دينية مسيحية ويهودية موثقة بالصور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المساء
منذ 4 ساعات
- المساء
استحواذ روتايو على صلاحيات غيره يرهن المصالحة مع الجزائر
لم تخرج الإجراءات الأحادية للجانب الفرنسي بخصوص إلغاء اعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية من التأشيرة، عن الأساليب الملتوية التي يعتمدها اليمين المتطرّف بزعيمه "الجديد" برونو روتايو الذي يتجرأ في كل مرة على التدخّل في صلاحيات السياسة الخارجية لبلاده والتي يفترض أن تكون من صميم مهمة الرئيس ماكرون أو زير خارجيته، بل تعدى الأمر ذلك إلى حدّ الإضرار بعلاقات بلاده مع الجزائر، وبإقراره قوانين أدخلت فرنسا في نفق مسدود تسبّب في خروج الآلاف من المواطنين الفرنسيين في مظاهرات غاضبة. يكفي أن نستدل في هذا الصدد بتأكيد القائم بالأعمال بسفارة فرنسا بالجزائر الذي استدعي أربع مرات من قبل وزارة الشؤون الخارجية، والذي أوضح أنه لا يحوز أي تعليمات من وزارة خارجية بلاده وأنه لم يتمكن إلى غاية اليوم من تقديم أي ردّ على الطلبات الرسمية المتكرّرة لتوضيح الموقف الفرنسي بخصوص هذا الموضوع. ويتبيّن مما لا يدع مجالا للشك أن "الاليزيه" و"الكيدورسي" أصبحا رهينة المتطرّف روتايو، الذي استحوذ على صلاحيات ليست من اختصاصه، بل جعل من الجزائر شماعة لتبرير إخفاقاته على المستوى الاجتماعي، بسبب إصداره لجملة من القوانين المجحفة، فضلا عن تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تهدّد النسيج الاجتماعي في فرنسا. ولا يقتصر خطاب الكراهية الذي يتبناه روتايو على الصعيد النظري، بل يعمل على قدم وساق من أجل تشويه صورة الجزائر، من خلال إعداده لمذكرة داخلية مطلع مارس الماضي نشرتها صحيفة "لاتريبون دو ديمونش"، بغرض الضغط على الجزائر والإضرار بمصالحها المشتركة مع باريس بصيغة عنيفة أثارت جدلا مع الوزارة الأولى الفرنسية. فقد تضمّنت الوثيقة تعليمات صارمة ضد الجزائر، وعكست مدى تدهور العلاقات على المستويات الدبلوماسية والأمنية والهجرة بين البلدين، بدليل أن محتواها "صنّف سريا للغاية وشأن دفاعي"، تحت عنوان "الأزمة السياسية مع الجزائر: ضرورة الانخراط في علاقة قوة"، بمعنى زيادة الضغط عليها. كما ذهبت إلى حدّ التشكيك في الاتفاقيات الثنائية لسنة 1968، التي تسهل إقامة الجزائريين في فرنسا، مشيرة إلى أنها ليست الحلّ الوحيد الموصى به، ما يؤكد بأن ملف العلاقة بين الجزائر وفرنسا لم يعد شأنا يعالج على مستوى وزارة الخارجية وإنما في وزارة الداخلية، فضلا عن وجود تداخل صلاحيات مؤسّساتية على مستوى الحكومة الفرنسية. فعلى سبيل المثال نذكر محاولة دائرة روتايو تنفيذ المادة 47 من "قانون دارمانان"، الذي تمّ التصويت عليه نهاية 2023، بعد اجتماع اللجنة الوزارية للهجرة المنعقد في فيفري الماضي، حيث يسمح في مادته المسماة "التأشيرة والقبول"، للسلطات الفرنسية باعتماد تدابير تقييدية في إصدار التأشيرات، بخصوص الدول التي لا تستعيد مهاجريها غير الشرعيين، غير أن اختلاف الرأي بين وزارتي الداخلية والخارجية أدى إلى عدم تطبيق هذه المادة. ويظهر جليا أن استحواذ اليميني المتطرّف روتايو على الملف الخاص بعلاقة الجزائر وباريس، يندرج في إطار تصفية الحسابات التي ورثها عن مجرمي الاستعمار الذين يرفضون هضم فكرة فقدانهم للجزائر، حيث انعكس ذلك على تصريحاته التي يذكر فيها الجزائر في كل مناسبة وغير مناسبة . وعليه فإن طرد الجزائر لموظفين تابعين لوزارة روتايو أوفدتهم باريس للعمل في سفارة فرنسا بالجزائر، لا يندرج سوى في إطار ردّ الفعل إزاء هذا السلوك الاستفزازي الذي يخفي وراءه مآرب هدفها الإضرار بالأمن القومي الوطني، حيث يشكل ذلك رسالة لليميني المتطرّف بأن المصالح الأمنية الجزائرية على دراية بكل المخطّطات التي تحاك على أراضيها. والواقع أن برونو روتايو أضر بالعقيدة السياسية الفرنسية التي لم يسبق لها أن شهدت هذا التدهور في علاقاتها الدولية، ليس مع الجزائر فحسب، بل حتى في محيطها الإقليمي، في الوقت الذي تتمسّك فيه الجزائر بضرورة التعاطي مع ملف فرنسا وفق الندّية وأبجديات متعارف عليها في السياسة الخارجية والقنوات الدبلوماسية، مثلما سبق وأن صرح بذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يعتبر إيمانويل ماكرون "المرجعية الوحيدة" لحلّ الخلافات بين الجزائر وفرنسا. ورغم تودّد ماكرون للرئيس تبون خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما بمناسبة عيد الفطر المبارك من أجل فتح صفحة جديدة بين البلدين، إلا أن سلوكات روتايو قد أثّرت بالسلب على المنحى الذي كانت ستشهده العلاقات الثنائية بسبب إصراره على "شيطنة " كل ما هو جزائري.


خبر للأنباء
منذ 9 ساعات
- خبر للأنباء
بريطانيا تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها على خلفية توسيع العمليات العسكرية في غزة
وفي حديثه أمام مجلس العموم، قال: "لقد علّقنا المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة. سنراجع التعاون معها بموجب خارطة الطريق الثنائية 2030، وإنّ "تصرفات حكومة نتنياهو جعلت هذا الأمر ضرورياً". أدلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ببيان في مجلس العموم حول استجابة الحكومة للوضع الإنساني في غزة. وقال لامي إن الصراع "يدخل مرحلة جديدة مظلمة"، مضيفاً أنه "أمرٌ بغيض" أن تدخل أقل من عشر شاحنات مساعدات إلى غزة أمس الإثنين. وقال لامي إن حكومة نتنياهو "تُشوّه صورة دولة إسرائيل في أعين العالم". وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنه "من غير الممكن إحراز تقدم في المناقشات بخصوص اتفاقية تجارة حرة جديدة ومحدثة مع حكومة نتنياهو التي "تنتهج سياسات فظيعة في الضفة الغربية وغزة". وأكد لامي أن أسلوب إدارة الحرب في غزة يضر بالعلاقات مع حكومة إسرائيل. وردّ المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، أورين مارمورستين، على قرار المملكة المتحدة تعليق محادثات التجارة مع إسرائيل. في منشور على موقع إكس، قال مارمورستين إن مفاوضات التجارة الحرة "لم تكن تُحرز تقدمًا يُذكر من قِبَل الحكومة البريطانية" قبل إعلان ديفيد لامي في مجلس العموم. وأضاف أنه إذا أرادت المملكة المتحدة الإضرار باقتصادها "بسبب هوسها بإسرائيل واعتبارات سياسية داخلية"، فهذا "من اختصاصها". وبخصوص العقوبات الخارجية البريطانية ضد عدد من الأفراد والجماعات في الضفة الغربية، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إنها "غير مبررة". وأضاف مارمورستين أيضاً أن إسرائيل تنعى "ضحية أخرى من ضحايا الإرهاب الفلسطيني - تزيلا جيز، رحمها الله، التي قُتلت في طريقها إلى غرفة الولادة. ويواصل الأطباء النضال من أجل حياة مولودها الجديد في المستشفى". "إن الضغوط الخارجية لن تثني إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها".


إيطاليا تلغراف
منذ 12 ساعات
- إيطاليا تلغراف
يكرهون المسلمين ويقتدون بإسرائيل.. ما هي "الهندوتفا" الهندية؟
إيطاليا تلغراف رمضان بورصة صحفي وباحث تركي على الرغم من أن قضية كشمير المستمرّة منذ عام 1947 وحتى اليوم تُعتبر سببًا للصراع بين الهند وباكستان، إلا أن الأيديولوجية القومية المتطرفة الهندوتفا تكمن في أساس الأزمة التي تعيشها الهند داخل حدودها ومع الدول المجاورة. في الهند، أدّى وصول ناريندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا (BJP)، الذي يمثل مركزًا لأيديولوجية الهندوتفا، إلى السلطة في عام 2014، إلى تصاعد سياسات الدولة التمييزية ضد الأقليات داخل البلاد، وخاصة المسلمين. شجعت سياسات مودي التمييزية والإقصائية الجماعات القومية الهندوسية على مهاجمة المسلمين. إنّ تغيير ناريندرا مودي قانونَ تعديل المواطنة (CAA) والذي يهدف إلى إقصاء المسلمين، والسجلّ الوطني للمواطنين (NRC) الذي يلحق الضرر بهم، وإعادة تنظيم المادة 370 التي تضمن الوضع الخاص لكشمير بطريقة تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية المسلمة في المنطقة، وهدم مسجد بابري- الذي بناه الإمبراطور بابر- على يد الآلاف من القوميين الهندوس بالفؤوس والمعاول، كلها مؤشرات تدل على أن أيديولوجية الهندوتفا قد اكتسبت مكانة مؤثرة في الدولة مع مودي. وبالتالي، عندما نقوم بتقييم المشاكل داخل الهند والصراع الهندي الباكستاني، والنزاعات في الجغرافيا الهندية من خلال الوجود القوي لأيديولوجية الهندوتفا في الدولة، فإننا نصل إلى نتائج جديدة ومختلفة. مرة أخرى، تكتسب العلاقة القوية والإستراتيجية بين الهند وإسرائيل والدعم القوي الذي تقدمه إسرائيل للهند في الصراع الهندي الباكستاني، معنى عند تقييمها من خلال التاريخ والجذور الأيديولوجية الهندوتفية. الهندوتفا والصهيونية من الممكن تقييم القومية في الهند من خلال تيارين رئيسيين. يحتوي هذان التياران القوميان على اختلافات متعارضة. أول هذه التيارات القومية هو الخط القومي الذي وضعه غاندي وجواهر لال نهرو، والآخر هو الهندوتفا الذي يعتبر فيناياك دامودار سافاركار الأب الروحي له، والذي أدّى أيضًا إلى اغتيال غاندي. يميل خط غاندي وجواهرلال نهرو القومي في الغالب إلى أن يكون مناهضًا للإمبريالية، ومناهضًا للصهيونية، وشاملًا، وتعدديًا، وديمقراطيًا. أما الهندوتفا، التي أسسها سافاركار، فهي تتبنى أيديولوجية فاشية تمجد الهُوية العرقية الهندية وتوسعها. تشكل أسس أيديولوجية الهندوتفا (الهندية) كتاب سافاركار الذي نُشر عام 1923 بعنوان، 'أساسيات الهندوتفا'. في هذا الكتاب، تناول سافاركار عناوين الهندوسية والهندوتفا بشكل جديد، وأظهر أن 'الهندوسية ليست هي نفسها الهندوتفا، وأن الهندوسية هي مجرد جزء من الهندوتفا'. يصف سافاركار الهندوتفا في كتابه 'أساسيات الهندوتفا' على النحو التالي: 'تشمل الهندوتفا جميع فروع الفكر والعمل للعرق الهندي وتحيط بوجوده الكامل'. لقد كان فيناياك دامودار سافاركار شخصًا يهتم دائمًا بالصهيونية، وقد تأثر بشدة بالأيديولوجية الصهيونية أثناء تشكيل أسس الهندوتفا. يتضح تأثير الصهيونية على سافاركار بوضوح في كتبه وتصريحاته. أدلى سافاركار بالتصريح التالي، مستهدفًا حكومة نهرو التي لم تعترف رسميًا بإسرائيل: 'إذا اندلعت حرب بين الهند وباكستان غدًا، فإن جميع المسلمين تقريبًا سيقفون إلى جانب باكستان، لكن إسرائيل ستكون إلى جانبنا. لهذا السبب يجب على الهند أن تعترف بإسرائيل على الفور'. لقد صمم سافاركار الهندوتفا كحاجز ضد الإسلام في الهند والمنطقة. في الواقع، في كتابه 'أساسيات الهندوتفا'، يؤكد سافاركار على موقفه ضد الإسلام ونهج الهندوتفا تجاه الإسلام بالعبارات التالية: 'مرت سنوات وعقود وحتى قرون؛ لم تعد الجزيرة العربية جزيرة عربية، وتم تدمير إيران. مصر وسوريا وأفغانستان وبلوشستان وتتارستان – استسلمت الأمم والحضارات من غرناطة إلى غزنة أمام سيف الإسلام السلمي'. تتبنَّى الهندوتفا اعتقادًا مشابهًا للاعتقاد بأرض الميعاد، وهو أحد أسس الصهيونية. ووفقًا لذلك، فإن أيديولوجية الهندوتفا، تشمل المنطقة النائية للهند الحالية، وجنوب جبال الهيمالايا، وباكستان، وبنغلاديش، وسريلانكا، وأفغانستان. الاعتقادُ بأنّ أرض الميعاد قد أعطيت لليهود من قبل الله، موجودٌ أيضًا في الهندوتفا التي أنشأها سافاركار. وفقًا لسافاركار، الهند مقدسة. وحسب سافاركار، فإن الهندوتفا مؤهلة أيضًا لتحديد الأراضي والأماكن المقدسة للهنود. سردَ سافاركار المبادئ الأساسية للهندوتفا في 6 مواد. في 5 مواد، يجادل بأن الأراضي المقدسة للهنود يمكن أن تكون الهند فقط، وتشمل الهند، جنوب جبال الهيمالايا، وباكستان، وبنغلاديش، وسريلانكا، وأفغانستان. يرى سافاركار أن الشخص الذي يعتبر أراضيَ أخرى غير الأراضي الهندية مقدسة يفتقر إلى الوعي الهندي. وطبقًا لسافاركار، يمكن لليهود فقط أن يكونوا على دراية بهذا الوعي العالي الذي قدمته الهندوتفا. يؤكد سافاركار على هذه النقطة في كتابه على النحو التالي: 'خارج الهنود، اليهود فقط هم من استطاعوا الاقتراب من فهمنا المذكور'. في كتابه 'أساسيات الهندوتفا'، يدافع سافاركار عن وجوب تحقيق الصهيونية أهدافها. لقد أدخل سافاركار في أيديولوجية الهندوتفا، التي حدد مبادئها، أفكارًا صهيونيّة. يكشف سافاركار عن هذا النهج في كتابه بالعبارات التالية: 'إذا تحققت أحلام الصهاينة يومًا ما، فسوف نفرح بقدر ما يفرح أصدقاؤنا اليهود على الأقل. وكما أقام المحمديون سيادتهم على أراضيهم المقدسة (مكة والمدينة)، سيتولى اليهود إدارة أراضيهم المقدسة أيضًا. العناصر المختلفة وغير المتوافقة تشكل تهديدًا لمستقبل الهند ووحدتها'. في الوقت الحاضر، يكمن في أساس العلاقة الوثيقة بين الهند وإسرائيل خلال فترة حكومة مودي، تأثر أيديولوجية الهندوتفا بالصهيونية. مرة أخرى، يُرى أن مصدر الصراع الهندي الباكستاني، والعديد من المشاكل داخل الهند، والمشاكل في المنطقة، هو أيديولوجية الهندوتفا السائدة في الهند. تاريخ علاقة إسرائيل بالجماعات القومية في الهند كانت العلاقات بين الهند وإسرائيل فاترة ومتوتّرة من الخمسينيات من القرن الماضي، عندما اعترفت نيودلهي بإسرائيل كدولة، حتى التسعينيات. كانت إسرائيل ممثلة في الهند بقنصلية فقط. بينما كانت الهند تتبنى نهجًا أقرب إلى سياسات الدول العربية، كانت تفضل دعم سياسات الدول العربية في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. حدث تدهور خطير في العلاقات عندما قام القنصل الإسرائيلي في الهند، يوسف حسين، بانتقاد الحكومة الهندية في مقابلة مع صحيفة محلية؛ بسبب دعمها للعرب، مما أدى إلى إعلانه شخصًا غير مرغوب فيه. بالإضافة إلى ذلك، كانت الحكومة الهندية تضع العديد من الصعوبات أمام السياح الإسرائيليين، بل وترفض منح الإسرائيليين تأشيرات لحضور المؤتمرات الدولية التي تنظم في البلاد. وردت هذه المعلومات في تقرير أعدته وزارة الخارجية الإسرائيلية عام 1985 ونشرته صحيفة هآرتس. بعد أن كانت علاقاتها سيئة مع الحكومة الهندية، اتصلت إسرائيل بالجماعات القومية الهندية وأقامت علاقات قوية. من بين العلاقات التي أقامتها إسرائيل مع الأحزاب القومية الهندوسية الراديكالية، فإن العلاقة مع حزب هندو ماهاسابها هي الأكثر إثارة للاهتمام. بعد شهر من إقامة إسرائيل علاقات مع حزب هندو ماهاسابها الباريسي، في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1973، زار شخص مفاجئ مبنى القنصلية الإسرائيلية في الهند. غوبال غودسي، شقيق قاتل غاندي. حُكم على غودسي نفسه بالسجن المؤبد لتورطه في مؤامرة الاغتيال. أُطلق سراحه عام 1965. يعود اتصال إسرائيل بحزب بهاراتيا جاناتا (BJP) الذي يتزعمه مودي أيضًا إلى السبعينيات. عقد دبلوماسيون وأعضاء كنيست إسرائيليون سلسلة من الاجتماعات مع حزب بهاراتيا جاناتا في السبعينيات. أقامت إسرائيل أيضًا علاقات في نفس التواريخ مع منظمة المتطوعين الوطنية (راشتريا سوايامسيفاك سانغ / RSS)، حيث يتبنى مودي أيضًا أيديولوجية الهندوتفا، والتي تأسست عام 1925. دعمت إسرائيل أنشطة RSS وقامت بتمويلها. منظمة يمينية قومية أخرى تتبنى أيديولوجية الهندوتفا في الهند، هي المجلس الهندوسي العالمي (فيشفا هندو باريشاد / VHP). يعود تطوير إسرائيل علاقات وثيقة مع VHP إلى الثمانينيات. في حين أن إسرائيل لم تتمكن من إقامة علاقات دبلوماسية منخفضة مع الدولة الهندية حتى التسعينيات، نرى أن علاقتها بالمنظمات اليمينية القومية والمليشيات التي تتبنّى أيديولوجية الهندوتفا المتأثرة بالصهيونية تعود إلى السبعينيات. العلاقات الهندية الإسرائيلية، التي تطورت ببطء تدريجيًا بعد التسعينيات، شهدت صعودًا سريعًا مع وصول مودي إلى السلطة في عام 2014، وهو يتبنّى أيديولوجية الهندوتفا. تعتبر زيارة مودي لإسرائيل في عام 2017 كرئيس وزراء للهند بمثابة نقطة تحول في العلاقات الهندية الإسرائيلية.