
آثار جانبية غير متوقعة تظهر على الأطباء من استخدام الذكاء الاصطناعي
ساعد الذكاء الاصطناعي متخصصي الرعاية الصحية في تحسين القدرة على اكتشاف أورام ما قبل السرطان في القولون، لكن عند وقف الاستعانة بالمساعدة، انخفضت قدرتهم على اكتشاف الأورام بنحو 20% مقارنةً بمعدلات ما قبل بدء استخدام الأداة، وفقاً للنتائج التي نُشرت الأربعاء.
تتبنى منظومات الرعاية الصحية في مختلف دول العالم الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين نتائج علاج المرضى، ورفع الإنتاجية. وفي العام الجاري وحده، أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن تمويل بقيمة 11 مليون جنيه إسترليني (14.8 مليون دولار) لتجربة جديدة تهدف إلى اختبار مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على المساعدة في اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة.
اعتماد مفرط على الذكاء الاصطناعي
قال القائمون على البحث إن الذكاء الاصطناعي الذي شملته الدراسة دفع الأطباء على الأرجح إلى الإفراط في الاعتماد على توصياته، "ما أدى إلى أن يصبح الأطباء السريريون أقل حماساً، وتركيزاً، ومسؤولية عند اتخاذ القرارات المعرفية دون مساعدة الذكاء الاصطناعي".
شمل العلماء في الدراسة أربعة مراكز مناظير في بولندا، وقارنوا معدلات نجاح الاكتشاف قبل ثلاثة أشهر من استخدام الذكاء الاصطناعي، وبعده بثلاثة أشهر. أُجريت بعض عمليات مناظير القولون بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وأخرى بدونه بشكل عشوائي. ونُشرت النتائج في دورية "ذا لانسيت غاسترو إنترولوجي آند هيباتولوجي" (The Lancet Gastroenterology and Hepatology).
توقع يويتشي موري، الباحث في جامعة أوسلو وأحد العلماء المشاركين في الدراسة، أن التأثير على تراجع المهارات "سيكون أكبر على الأرجح" مع تحسن أداء الذكاء الاصطناعي.
تآكل القدرات البشرية
الأمر الأكثر الأهمية أن التسعة عشر طبيباً الذين شملتهم الدراسة كانوا من ذوي الخبرة الكبيرة، وأجرى كل منهم أكثر من 2000 منظار للقولون.
وقال عمر أحمد، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "يونيفرستي كوليدج هوسبيتال لندن"، إن التأثير على المتدربين أو المستجدين قد يكون أكثر وضوحاً.
وكتب أحمد، الذي لم يشارك في الدراسة، في تعليق نشر بجوار المقال: "رغم أن الذكاء الاصطناعي يواصل تقديم وعود باهرة لتحسين نتائج الطب السريري، يجب علينا أيضاً الوقاية من التآكل الصامت للمهارات الأساسية اللازمة لإجراء عملية منظار القولون عالية الجودة".
أثارت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) مخاوف مشابهة، بعدما توصلت إلى أن استخدام نموذج "تشات جي بي تي" الذي طورته "أوبن إيه آي" (OpenAI) في كتابة المقالات الدراسية أدت إلى تراجع الانخراط العقلي والنشاط المعرفي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 9 ساعات
- الشرق السعودية
"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية
أعلن فريق بحثي مشترك من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، وجامعة تافتس الأميركية، ومعهد اليابان لأمن الصحة، تطوير "خرائط بانجينوم" للسكان في السعودية واليابان، ما يساعد في تعزيز الطب الدقيق وعلم الوراثة السريرية، لفئتين سكانيتين طالما غاب تمثيلهما الكافي عن قواعد بيانات "البانجينوم" العالمية. ومصطلح "البانجينوم" يعني وجود مرجع جيني شامل يدمج التباينات الوراثية المستخلصة من عدد كبير من الأفراد داخل مجتمع أو نوع معين، بدلاً من الاعتماد على تسلسل جينوم فرد واحد فقط. ويمنح هذا النهج العلماء صورة أوضح للتنوع الجيني والأنماط الوراثية المميزة لكل مجتمع، مما يرفع دقة التشخيص والعلاج. ويُعد مشروع البانجينوم السعودي، امتداداً طبيعياً لمشروع الجينوم البشري السعودي، لكنه يضيف بعداً جديداً في دقة التمثيل الوراثي. فبينما ركّز مشروع الجينوم البشري السعودي، على بناء مرجع جيني يعتمد على تسلسل واحد أو عدد محدود من الأفراد لرصد الطفرات الشائعة في المجتمع، يهدف مشروع البانجينوم إلى جمع ودمج التباينات الوراثية من عدد كبير من الأفراد لتكوين خريطة شاملة تعكس التنوع الجيني الكامل للسكان. هذا النهج لا يكتفي بتحديد الطفرات المسببة للأمراض، بل يمكّن أيضاً من فهم أعمق للأنماط الجينية النادرة والشائعة على حد سواء، مما يعزز دقة التشخيص وتطوير الطب الدقيق الموجه خصيصاً لاحتياجات المجتمع السعودي. مشروع الجينوم السعودي بدأت فكرة رسم الخريطة الجينية للبشر على المستوى العالمي مع مشروع الجينوم البشري الذي أُطلق رسمياً في عام 1990 كمبادرة دولية ضخمة شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا والصين، بهدف فك شفرة الحمض النووي البشري بالكامل وفهم ترتيب الجينات ووظائفها. وبعد 13 عاماً من العمل المكثف، أُعلن في عام 2003، اكتمال المشروع، ما فتح الباب أمام ثورة في علم الوراثة والطب الدقيق. تلت ذلك مشروعات وطنية في عدة دول، مثل مشروع الجينوم البريطاني الذي ركز على دمج الفحوص الجينية في الرعاية الصحية، والمشروع الياباني الذي استهدف دراسة الأمراض الشائعة في المجتمع الياباني. وقد ألهم هذا الزخم العالمي، العديد من الدول، ومنها السعودية، لإطلاق برنامج الجينوم السعودي في عام 2018، ليكون مشروعاً وطنياً يستفيد من أحدث تقنيات التسلسل الجيني لرسم أول خريطة وراثية شاملة للمجتمع السعودي، مع التركيز على مكافحة الأمراض الوراثية وتحسين جودة الرعاية الصحية. لكل شعب بصمته الوراثية الفريدة التي تميزه عن غيره، وينبع هذا التنوع من اختلاف البيئات التي يعيش فيها الأفراد، وتباين العادات وأنماط الحياة. ونظراً لأهمية هذه الاختلافات في تحديد الاستجابة للأدوية والعلاجات، بدأت مراكز الأبحاث حول العالم في إنشاء قواعد بيانات وراثية خاصة بكل مجتمع، لتطوير أدوية وفحوصات مخصصة له، إذ قد لا تكون المراجع الجينية المستمدة من شعوب أخرى فعّالة أو دقيقة بالقدر نفسه. وهنا تبرز أهمية القواعد الوطنية للبيانات الوراثية. في إطار "رؤية السعودية 2030" وبرنامج تحول القطاع الصحي، يمضي برنامج الجينوم السعودي بخطوات كبيرة نحو إحداث تحول جذري في قطاع الرعاية الصحية، من خلال إنشاء قاعدة بيانات وراثية غير مسبوقة توثق أول خريطة جينية شاملة للمجتمع السعودي. ولا تهدف هذه المبادرة النوعية، إلى دعم التشخيص والعلاج فقط، بل تسعى أيضاً إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة على المدى البعيد. ويعد البرنامج، أحد ركائز التقدم الطبي في السعودية، إذ يوفر تشخيصاً أدق، وعلاجات موجهة، وسبل وقاية متقدمة، ما ينعكس مباشرة على صحة الأجيال المقبلة. الطفرات الجينية المسببة للأمراض يعمل برنامج الجينوم السعودي على الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال الكشف المبكر عن الطفرات الجينية المسببة لها، مما يتيح فرصاً أكبر للتشخيص المبكر والوقاية قبل ظهور الأعراض أو انتقالها إلى الأجيال القادمة؛ ويسهم هذا التوجه في تحسين الصحة العامة وخفض العبء على قطاع الرعاية الصحية. كما يحرص البرنامج على تمكين العلماء والباحثين من الوصول إلى قاعدة بيانات وراثية شاملة للمجتمع السعودي، تمثل كنزاً معرفياً لدراسة الأمراض وفهم العوامل الجينية المؤثرة في صحتهم، ودعم الأبحاث التي قد تفتح آفاقًا لعلاجات مبتكرة. ويولي البرنامج أهمية كبيرة لدراسة المتغيرات الجينية وفهم تأثيرها على الصحة، سواء كانت مرتبطة بأمراض وراثية معروفة أو بعوامل تزيد من القابلية للإصابة بأمراض مزمنة، مما يتيح تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة لكل فرد. وفي جانب الابتكار، يسعى البرنامج إلى تطوير أدوات التشخيص والوقاية، بما يشمل الاختبارات الجينية المتقدمة والبرامج الوقائية التي تقلل فرص الإصابة بالأمراض الوراثية أو الحد من مضاعفاتها. كما يستهدف البرنامج تقليل حالات الإصابة بالأمراض الوراثية عبر دمج الفحوص الجينية في منظومة الرعاية الصحية، بما يضمن تدخلات وقائية مبكرة وعلاجات أكثر دقة. ويعتمد البرنامج على إنشاء بنية تحتية متقدمة لعلم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، تضم أحدث تقنيات التسلسل الجيني وأنظمة تحليل البيانات الضخمة، لضمان إدارة فعّالة للبيانات وتحقيق أقصى استفادة بحثية منها. إلى جانب ذلك، يسهم البرنامج في تحسين نتائج العلاج من خلال استخدام التسلسل الجيني للمرضى، مما يتيح اختيار الأدوية والجرعات الأكثر ملاءمة لخصائصهم الوراثية، ويعزز فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية. كما يركز البرنامج على بناء القدرات السعودية في مجال الجينوم، عبر تدريب الكوادر السعودية وتأهيلهم للعمل في مجالات علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية، لضمان استدامة هذه الجهود على المدى الطويل. تحليل المواد البيولوجية يهدف البرنامج إلى تحقيق تقدم ملموس في ثلاث مجالات رئيسية تشمل تقليص زمن التشخيص، ورفع دقة وكفاءة تحديد الأمراض، وتغذية قواعد البيانات الوطنية بمعلومات وراثية شاملة للمجتمع السعودي. وحاليا، يخضع الأزواج لفحوصات الدم قبل الزواج، للكشف عن بعض الأمراض الوراثية الشائعة، لكن مع برنامج الجينوم سيتم توسيع الفحص ليشمل آلاف الأمراض، مما يتيح للأزواج معرفة ما إذا كانوا يحملون جينات قد تسبب أمراضاً لأطفالهم مستقبلًا. وحتى الآن؛ تم فحص63 ألف عينة وتوثيق 7 آلاف و500 متغير وراثي، وإنشاء 13 لوحة تسلسل جيني، إضافة إلى نشر 140 بحثاً علمياً في مجلات دولية مرموقة، مما يضع المملكة على طريق الريادة العالمية في مجال الطب الدقيق. وتُجمع العينات في برنامج الجينوم السعودي، من متطوعين أو مرضى وفق معايير دقيقة، ثم تُنقل إلى مختبرات متخصصة حيث تُفصل المادة الوراثية وتُحلل باستخدام تقنيات متقدمة مثل "التسلسل الجيني عالي الإنتاجية" ويتيح هذا الفحص، الكشف عن الطفرات أو التغيرات في تسلسل الحمض النووي، والتي قد تكون مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. أما المتغيرات الوراثية فهي اختلافات طبيعية أو طفيفة في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد. بعضها شائع في المجتمع ولا يؤثر على الصحة، بينما قد يتسبب البعض الآخر في زيادة خطر الإصابة بأمراض وراثية أو مزمنة وتمنح دراسة هذه المتغيرات، الباحثين فهماً أعمق لعلاقة الجينات بالصحة والمرض، وتساعد الأطباء في تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة، مما يدعم مفهوم "الطب الدقيق" الذي يعالج المريض بناء على خصائصه الجينية الفريدة. أما "اللوحة الجينية" فهي مجموعة مختارة من الجينات أو المواقع الجينية التي تُفحص معاً في اختبار واحد للكشف عن متغيرات محددة مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. وفي برنامج الجينوم السعودي، تصمم اللوحات الجينية بحيث تضم الجينات الأكثر ارتباطاً بالأمراض الشائعة في المجتمع السعودي، مما يتيح إجراء فحوص مركزة وفعالة. على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي اللوحة على جينات مسؤولة عن أمراض الدم الوراثية، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، أو بعض أنواع السرطان. وتكمن أهميتها في أنها تختصر الوقت والتكلفة مقارنة بفحص الجينوم الكامل، وتوفر أداة تشخيصية سريعة للأطباء لتحديد الخطر أو التشخيص بدقة أكبر. كما تستخدم هذه اللوحات في برامج الفحص المبكر قبل الزواج أو الحمل، وفي متابعة الحالات المرضية المعقدة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الوقاية والعلاج الموجه. في السعودية، يمثل ارتفاع معدلات زواج الأقارب أحد أبرز العوامل المؤثرة في الخريطة الجينية للسكان. فبحسب دراسة للدكتور أحمد الفارس من جامعة القصيم، نُشرت في العدد الأول من "مجلة الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة السريرية السعودية" في عام 2019، تصل نسبة زواج الأقارب في المملكة إلى نحو 58%. ويؤدي هذا النمط من الزواج إلى زيادة احتمالية ظهور الأمراض الوراثية المتنحية النادرة، حيث يحمل كلا الوالدين الجين المسبب للمرض، ما يرفع احتمال أن يرث الأبناء نسختين منه فتظهر لديهم الإصابة. في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بدأ الباحثون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إجراء دراسات واسعة لرصد الأمراض الوراثية في المجتمع السعودي، وتبين أن نسبة الأمراض المتنحية تصل إلى 84%، مقابل 15% للأمراض غير المتنحية. وشكلت هذه النتائج الدافع وراء التفكير في تأسيس قاعدة بيانات وراثية وطنية، وهو ما تحقق لاحقاً عبر برنامج الجينوم البشري السعودي؛ كمشروع وطني لدراسة الأساس الجيني للأمراض الوراثية في المملكة. ما هو "البانجينوم"؟ أما "البانجينوم" فهو مفهوم متطور في علم الجينوم يهدف إلى تقديم صورة شاملة ومتنوعة للتركيب الجيني لنوعٍ ما، بدلاً من الاعتماد على جينوم مرجعي واحد فقط. في الجينوم التقليدي، يجرى تحليل تسلسل الحمض النووي لشخص أو كائن واحد، ويُستخدم هذا الجينوم كنموذج أساسي للمقارنة. لكن "البانجينوم" يتجاوز ذلك عبر دمج بيانات من العديد من الأفراد المختلفين، مما يسمح بتمثيل أوسع للتنوع الجيني في المجتمع أو النوع المدروس. هذه المقاربة توفر خريطة جينية أكثر دقة، تكشف عن المتغيرات النادرة والمناطق التي قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. وأطلق اتحاد المرجع البانجينومي البشري (HPRC)، أول مسودة للبانجينوم البشري، بعد تجميع وتسلسل 47 جينوماً مزدوج المجموعة الكروموسومية بالكامل، اختيرت بعناية لتمثيل التنوع الجيني العالمي، وبموافقة أصحاب العينات على إتاحة البيانات بلا قيود. وقد شملت العينات، بيانات من مشروع "الألف جينوم"، مع اختيار خطوط خلوية طبيعية من الناحية الكروموسومية، وبتمثيل جغرافي ووراثي واسع، لضمان بناء مرجع يعكس التنوع البشري بدقة أكبر، ويكون أساسًا لأبحاث الجينوم في المستقبل. ورغم أن أول بانجينوم بشري أُعلن عنه في عام 2023، إلا أنه استند أساساً إلى عينات لم تضم أي أشخاص من أصول عربية أو يابانية، ما يعني أن قرابة 10% من سكان العالم لم يكونوا ممثلين فيه؛ وقد دفع هذا النقص الباحثين مؤخراً إلى إعداد خرائط بانجينوم فرعية لمجموعات سكانية محددة، لتكون مراجع أدق وأكثر ملاءمة لها. جاء الاهتمام بدراسة البانجينوم استجابة لتحديات واضحة في مجال البحث الجيني، أبرزها محدودية الاعتماد على جينوم مرجعي واحد، إذ إن جينوم فرد واحد لا يمكنه أن يعكس التنوع الوراثي الكبير بين البشر. كما أن التنوع العرقي والجغرافي يفرض فروقاً ملحوظة في الجينات بين المجموعات السكانية، ما يجعل "البانجينوم" أداة أساسية لفهم هذا الاختلاف. إضافة إلى ذلك، فإن تحسين دقة التشخيص للأمراض الوراثية يتطلب الكشف عن متغيرات جينية نادرة قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. ويسهم البانجينوم كذلك في دعم الطب الشخصي عبر تصميم خطط علاجية دقيقة ومخصصة لكل فرد، فضلًا عن دوره في دراسة تطور الإنسان وفهم تاريخه عبر تتبع الهجرات البشرية القديمة وآليات التكيف مع البيئات المختلفة. يمثل اختيار تسلسل مرجعي في تحليل الجينوم خطوة محورية، إذ يُبنى عليه كل ما يلي من تحليلات جينية. وقد برز نموذج رسم البانجينوم البياني كحل مبتكر يدمج الأنماط الجينية لعدة أفراد، ما يعكس التنوع الوراثي بصورة أشمل. وأصبح من الممكن تقنياً في السنوات الأخيرة، بناء الجينومات البشرية من الصفر بفضل تقنيات تسلسل القراءة الطويلة، لكن عدد الجينومات المتاحة بحرية ودون قيود ما زال قليلاً، وهذا يمثل عائقاً أمام بناء المراجع الجينومية أو البانجينومات. وتشمل التحديات الحالية؛ قلة عدد وجودة الجينومات المتاحة للعامة، والتعقيدات التقنية في التعامل مع رسوم البانجينوم البيانية وبرمجياتها، بالإضافة إلى الاعتبارات الأخلاقية، حيث أن عددًا محدودًا من العينات البشرية حصل على الموافقات الأخلاقية اللازمة للإتاحة المفتوحة. مشروع مشترك رغم أن رسوم البانجينوم البيانية تمثل نوعاً حديثاً من هياكل البيانات، فإن تقنياتها ما زالت في طور النضج. وعلى عكس الجينوم الخطي الذي طُورت حوله أدوات وخوارزميات على مدى عقود، فإن البانجينوم البياني يواجه نقصاً في الأدوات البرمجية المتاحة، ولا يمكنه حتى الآن النمو ليشمل آلاف الأفراد من جميع أنحاء العالم بسبب قيود الموارد، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية الحاسوبية. ولهذا يُتوقع أن تلعب رسوم البانجينوم الخاصة بالمجتمعات دوراً مهماً في التحليلات الجينومية الموجهة لمجتمع بعينه، بما في ذلك التطبيقات السريرية، وهناك بالفعل عدة رسوم بيانية خاصة بمجموعات سكانية قيد التطوير. وفي الدراسة الجديدة، قدم مشروع JaSaPaGe، وهو مرجع بانجينوم بياني خاص بالسكان في السعودية واليابان، وهما مجموعتان بشريتان ظلتا ممثلتين بشكل محدود في الدراسات الجينومية السابقة. وقد استخدم الباحثون في الدراسة السعودية، تقنيات تسلسل متعددة لتسلسل جينومات 10 أفراد يابانيين و سعوديين، وبنوا تجميعات ثنائية الصيغة الصبغية لكل عينة. استُخدمت هذه التجميعات لإنشاء رسم بانجينوم بياني خاص باليابانيين من 10 عينات، وآخر خاص بالسعوديين من 8 عينات أضيف إليها جينوم سعودي منشور سابقًا، ليصبح المجموع 9 عينات سعودية. ورغم أن اليابان والسعودية تقعان على طرفي قارة آسيا، فإنهما لم تكونا ضمن الإصدار الأول من مشروع اتحاد المرجع البانجينومي البشري، كما أن الاختلاف الجيني الكبير بينهما قد يكشف عن نطاق أوسع من التنوع في الأنماط الجينية عبر القارة. قام الفريق أيضاً بدمج الرسمين البيانيين الخاصين بالمجموعتين في رسم بانجينوم بياني مشترك يضم شعبين مختلفين جينياً إضافة إلى مرجعين جينوميين عالميين. والبيانات الناتجة، بما في ذلك بيانات التسلسل، وتجميعات الجينوم، ورسوم البانجينوم البيانية، إلى جانب البرمجيات والبرامج النصية المستخدمة في إنشائها وتقييمها، متاحة للجميع مجاناً. وتمت عملية بناء المرجع باستخدام تقنيات متقدمة جداً لضمان أعلى درجات الدقة في قراءة وترتيب الجينوم. من بين هذه التقنيات تقنية تسلسل الجينوم بقراءات طويلة ودقيقة في الزمن الحقيقي، وهي طريقة تعطي قراءات طويلة ودقيقة للحمض النووي، مما يساعد في فك شيفرة المناطق الصعبة والمعقدة. كما استخدم الباحثون تقنية "التسلسل عبر المسام النانوية"، التي تقرأ سلاسل طويلة من الحمض النووي بشكل مستمر، حتى لو احتوت على تكرارات جينية معقدة. كما استخدموا البنية ثلاثية الأبعاد للحمض النووي داخل نواة الخلية لمعرفة كيفية ارتباط أجزاء الجينوم معاً داخل النواة، مما يساعد في ترتيب الأجزاء بشكل صحيح أثناء التجميع. ويعكس المرجع الجديد، التنوع الجيني في المجموعتين السكانيتين (السعودي والياباني) بشكل أدق، مما يرفع من قيمته للأبحاث الطبية والوراثية وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، ملاك عابد الثقفي، أستاذة ورئيسة قسم علم الأمراض والطب المخبري في مركز تافتس الطبي، إن المشروع يمثل امتداداً لسنوات من العمل على الجينوم السعودي، مضيفة: "هذا الإسهام يعزز التمثيل في علم الجينوم ويضمن أن يخدم الطب الدقيق جميع الفئات السكانية". أما المؤلف المشارك في الدراسة، روبرت هوهن دورف، الباحث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فأوضح أن الجمع بين بيانات مجتمعين مختلفين جينياً مثل السعودية واليابان، اللتين تفصل بينهما مسافات وتاريخ وراثي طويل، أتاح دراسة تأثير اختلاف المراجع على دقة تحديد المتغيرات الجينية، مما يوفر رؤى جديدة يمكن أن تنعكس على تحسين الصحة العامة. بينما المؤلف المشارك في الدراسة، يوسوكي كاواي، الباحث في معهد اليابان لأمن الصحة، فقد اعتبر أن التعاون في إعداد "خرائط بانجينوم" مخصصة لليابانيين والسعوديين يمثل خطوة مهمة لسد فجوة واضحة في التمثيل الجيني على مستوى العالم. وأضاف أن دمج البيانات الوراثية المتنوعة من البلدين أتاح إنشاء مرجع قوي يسهم في رفع دقة تحديد المتغيرات الجينية، ويفتح آفاقًا واسعة لتطوير طب دقيق مصمم خصيصاً لاحتياجات كل مجموعة سكانية.

العربية
منذ 10 ساعات
- العربية
بالإعلام الطبي سنخفض نفقات علاج السرطان
الإنفاق على علاج السرطان صار فلكياً، يتجاوز قدرات المليارديرات، ولا تستطيع تحمل تكلفته الدول الفقيرة، وهذه مأساة وكارثة. حسب تقدير عام 2022، تم تشخيص حوالى 20 مليون حالة جديدة بالسرطان سنوياً، سرطان الرئة يمثل نحو 12.4% من الإصابات، يعنى حوالى 283 حالة/ساعة، سرطان الثدى نحو 11.6% → 265 حالة/ساعة، سرطان القولون نحو 9.6% → 219 حالة/ساعة، الإنفاق على أدوية السرطان ارتفع إلى نحو 223 مليار دولار فى عام 2023، قابله فى المؤسسات البحثية فى أمريكا (National Cancer Institute) إنفاق بحوالى 7.1 مليارات دولار فى السنة، الاقتصاديات الأكبر تحسب أن التكلفة الاقتصادية السنوية الإجمالية للسرطان (علاج، فقد إنتاجية) تتجاوز 1.16 تريليون دولار. لو حسبناها بالساعة، فى كل ساعة واحدة فقط حول العالم، تُصرف التكاليف التالية بسبب السرطان، أدوية السرطان: حوالى 25.5 مليون دولار، أبحاث السرطان: حوالى 810 ألف دولار، الإجمالى الاقتصادى (علاج، فقد إنتاجية) أكثر من 132 مليون دولار. يساهم الإعلام الطبى والصحى بشكل فعال فى تقليل التكلفة والإنفاق على السرطان عبر عدة محاور، تتضمن الوقاية، الكشف المبكر، وتوجيه المرضى نحو خيارات علاجية أكثر كفاءة. إليك أبرز المساهمات بشكل منظم، من ناحية التوعية والوقاية: نشر أنماط الحياة الصحية (مثل تقليل التدخين، تحسين التغذية، ممارسة الرياضة) يقلل من معدل الإصابة بالسرطان، الوقاية الأولية تحد من الحاجة للعلاج، وبالتالى تقلل الإنفاق طويل الأمد، مثال: التوعية بسرطان الرئة وأضرار التدخين خفضت معدلاته فى دول كثيرة، ما انعكس على انخفاض تكاليف علاجه. الكشف المبكر: الإعلام يروج لأهمية الفحص الدورى (مثل فحص الثدى، القولون، عنق الرحم)، الكشف المبكر يقلل من الحاجة لعلاجات مكلفة فى المراحل المتقدمة. المردود المالى: علاج السرطان فى المراحل المبكرة أرخص بكثير من العلاج فى المراحل المتأخرة التى تحتاج إلى كيماوى مرتفع الثمن أو جراحة معقدة. التثقيف حول العلاجات المناسبة يساعد المرضى على فهم الخيارات المتاحة وعدم الانسياق وراء علاجات غير مثبتة أو مكلفة دون فائدة، يقلل من الإنفاق على «العلاجات الوهمية» أو السفر غير الضرورى، مثال: حملات ضد المنتجات المزيفة أو العلاجات غير المرخصة تمنع هدر الأموال. دعم قرارات الدولة والمؤسسات الصحية، الإعلام الصحى الجيد يوجه الرأى العام لدعم سياسات صحية فعالة مثل زيادة ميزانية الوقاية، إدخال التطعيمات (مثل HPV)، دعم فحص السكان، وهذا يؤدى إلى تقليل الإنفاق لاحقاً على علاجات مكلفة. تحسين الالتزام بالعلاج والمتابعة، عندما يفهم المريض أهمية الاستمرار فى العلاج والمتابعة يقل خطر الانتكاسات، ما يوفر تكلفة إعادة العلاج، يقلل من التحويلات العشوائية بين المستشفيات أو الفحوصات غير الضرورية، تقليل الوصمة وزيادة المبادرات المجتمعية، الإعلام يقلل من وصمة السرطان، فيشجع المرضى على الفحص والعلاج المبكر دون خوف أو خجل.


مجلة هي
منذ 10 ساعات
- مجلة هي
أطعمة مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع: الموز والخضروات على رأسها
ضغط الدم المرتفع أو "القاتل الصامت" من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا حول العالم، لأنه قد يتطور دون أعراض واضحة لكنه يسبب مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. من أبرز الطرق الفعالة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية التي تساعد على خفضه بشكل طبيعي. لذلك يبحث الكثيرون عن أطعمة مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع لدمجها في النظام الغذائي اليومي في محاولة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع. لماذا يجب اتباع نظام غذائي صحي لمرضى ضغط الدم المرتفع؟ إن اتباع نظام غذائي صحي يلعب دورًا محوريًا في الوقاية من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم. إذ يساعد تناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والألياف، ومضادات الأكسدة في الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية وخفض مستويات الصوديوم الزائد. وفي هذا الصدد يقول "معتز الشريف، خبير تغذية أن من الأفضل اتباع حمية DASH باعتبارها الأسلوب الغذائي الأمثل لخفض ارتفاع ضغط الدم بحسب العدد من المنظمات الصحية ، حيث تقوم هذه الحمية على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وتهدف إلى تقليل الدهون المشبعة والملح. ماذا يأكل صاحب ضغط الدم المرتفع؟ في ما يلي ذكر لـ 10 أطعمة مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع، يجب تناولها بانتظام. الموز يأتي الموز على رأس أطعمة مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يساعد على موازنة تأثير الصوديوم في الجسم. تناول ثمرة أو اثنتين يوميًا من الموز قد يساهم في خفض الضغط بشكل طبيعي، فضلًا عن امداد الجسم بالطاقة والحيوية. الخضروات الورقية ومن الأطعمة المفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع الخضروات مثل الخس والسبانخ، والجرجير، والكرنب، لغناها بالمغنيسيوم والبوتاسيوم والألياف. هذه العناصر تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتنظيم تدفق الدم. يُنصح بتناول طبق سلطة يومي أو إدخال الخضار المشوية أو المسلوقة في الوجبات الرئيسية. الأسماك الدهنية مثل السلمون، والسردين، والماكريل. فهي غنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تقلل الالتهابات وتحافظ على صحة القلب والشرايين. ينصح بتناول الأسماك مرتين أسبوعيًا للحصول على فوائدها للقلب، وكونها من الأطعمة المفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع. الشوفان الشوفان مصدر رائع للألياف القابلة للذوبان، والتي تساعد في تقليل نسبة الكوليسترول الضار وتحسين صحة الأوعية الدموية. تناول وجبة من الشوفان في الإفطار يمد الجسم بالطاقة ويُساهم في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية. التوت يدخل التوت بأنواعه ضمن قائمة الأطعمة المفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع، إذ يعمل التوت الأزرق على تحسين تدفق الدم وتقوية الأوعية الدموية كونه أحد أهم مضادة الأكسدة القوىة حيث تشير الدراسات إلى أن تناول التوت بانتظام قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن. البنجر (الشمندر) يحتوي البنجر على النترات الطبيعية التي تتحول داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على توسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم. يمكن تناوله كعصير أو إضافته للسلطات. الثوم يعد الثوم من الأطعمة المفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع، إذ أثبتت فعاليتها في خفض معدلات الضغط بفضل احتوائه على مركب الأليسين، الذي يساعد على استرخاء الأوعية الدموية. المكسرات غير المملحة ومن الأطعمة المفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع أيضًا، اللوز، والجوز، والفستق من المصادر الجيدة للبوتاسيوم والمغنيسيوم. بشرط أن تكون غير مملحة لتجنب زيادة الصوديوم. تناول حفنة صغيرة يوميًا يمد الجسم بالدهون الصحية والبروتين. الحبوب الكاملة الأرز البني، والكينوا، والشعير من الأطعمة المفيدة في خفض ضغط الدم المرتفع لاحتوائهم على معادن تحافظ على مرونة الشرايين، وتساعد في تنظيم مستويات السكر والكوليسترول، مما ينعكس إيجابًا على معدلات ضغط الدم. ما هي الأطعمة التي يُفضل تجنبها مع ضغط الدم المرتفع؟ إلى جانب التركيز على أطعمة مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع، من الضروري تجنب الأطعمة التي تزيد من ارتفاعه، مثل: الأطعمة المالحة والمعلبة. الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة. المشروبات الغازية عالية السكر. اللحوم المصنعة مثل النقانق والمرتديلا. نصائح غذائية لمرضى الضغط الدم المرتفع يوصي الشريف بضرورة تطبيق النصائح التالية: البدء بإضافة الخضروات والفواكه إلى كل وجبة. استبدال الوجبات السريعة بوجبات منزلية صحية. تقليل الملح تدريجيًا في الطهي، وتعويضه بالأعشاب والبهارات الطبيعية. تناول كميات وفيرة من الماء يوميًا لدعم وظائف الجسم. ممارسة النشاط البدني المنتظم بجانب النظام الغذائي الصحي. خلاصة القول: يلعب الغذاء الصحي دورًا كبيرًا في تعزيز صحة مرضى ضغط الدم المرتفع. يفيد إدماج أطعمة مفيدة لمرضى ضغط الدم المرتفع مثل الخضروات الورقية والموز والبنجر والشوفان خفض معدلاته، مع تجنب الأطعمة الضارة. كما يُساهم اتباع نمط حياة صحي في تعزيز الوقاية من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الخطيرة. لذا يوصي الشريف بالالتزام بهذه العادات الغذائية الصحية بجانب المتابعة الطبية المنتظمة لضمان السيطرة على المرض والعيش بصحة أفضل.