
سينما هوليوود في أزمة.. كيف تفاعلت الصحف ونجوم أمريكا مع رسوم ترامب على الأفلام؟
منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، في خطوة من شأنها أن ترفع تكاليف الإنتاج بشكل حاد على استوديوهات هوليوود وتهز أركان صناعة الترفيه العالمية، سادت حالة من الغضب الشديد في هوليوود، وتراجعت أسهم شركات الأفلام. وأعلن ترامب، في منشور على موقع "تروث سوشيال"، فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، بهدف "إنقاذ صناعة السينما الأميركية المحتضرة"، على حد وصفه. وقد عبّر النجم العالمي روبرت دي نيرو عن هذا الغضب خلال حضوره مهرجان كان، قائلاً: "كثيرون في هوليوود غير راضين عن ترامب، لكنهم يخشون غضبه". جاءت تصريحات دي نيرو عقب تسلمه السعفة الفخرية في افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، وذلك خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، حيث أكد أن العديد من نجوم هوليوود يشاركونه آراءه المنتقدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنهم يترددون في التعبير عنها خشية رد فعله. ويُعد دي نيرو من أبرز منتقدي ترامب في الأوساط السينمائية الأميركية، وقد وصفه بـ"الجاهل" في خطابه خلال افتتاح المهرجان. تشير تقارير أميركية إلى أن إجبار ترامب الاستوديوهات على العودة للإنتاج داخل الولايات المتحدة أو دفع رسوم بنسبة 100% قد يزيد تكاليفها بشكل كبير، نظراً لاعتماد قطاع السينما على سلسلة إمداد عالمية تشمل مواقع تصوير في أوروبا، ومراكز ما بعد الإنتاج في كندا، وفرق مؤثرات بصرية في جنوب شرق آسيا. وعقب القرار، انخفضت أسعار أسهم شركات البث، فتراجعت أسهم "نتفليكس" بنسبة 5%، وأسهم "وارنر براذرز"، و"ديسكفري"، و"والت ديزني" بنسبة 3%. كما انخفضت أسهم "باراماونت جلوبال" و"أمازون" بنسبة 2% لكل منهما، وهبط سهم الشركة بنسبة 4.9% في تداولات ما قبل افتتاح السوق، مما شكّل ضغطاً على قطاع الإعلام بأكمله، بحسب شبكة "سي إن بي سي". ويرى محللون أن شركة "نتفليكس"، الرائدة في خدمات البث، قد تكون الأكثر تضرراً نظراً لاعتمادها الكبير على شبكة إنتاج عالمية لإنتاج محتوى موجه للجمهور الدولي. وقد انتقدت شركات السينما في هوليوود رسوم ترامب على الأفلام المنتجة خارج أميركا، ووصفتها بأنها تهديد وجودي لصناعة السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة، بحسب موقع "بوليتيكو". وقالت مصادر في صناعة السينما لهوليوود لشبكة "سي إن إن" إن "فكرة استخدام الرسوم الجمركية قد تمثل توقفاً شبه تام للإنتاج، كما أن ترامب ليس لديه سلطة قانونية واضحة للقيام بذلك، والأمر معقد للغاية يصعب تنفيذه". وقال الخبير الاقتصادي "جاستن وولفرز" عبر موقع "بلو سكاي": "إذا كان ترامب جاداً بشأن الرسوم الجمركية على الأفلام، فهذا تصعيد خطير للغاية، وقد نكون عرضة لردود انتقامية خطيرة من دول أخرى، خصوصاً في قطاع الخدمات". وقالت فيليبا تشايلدز، رئيسة شركة "بيكتو"، إن "هذه التعريفات الجمركية، التي تأتي بعد جائحة كوفيد والتباطؤ الاقتصادي الأخير، يمكن أن تُشكّل ضربة قاضية لصناعة بدأت بالكاد في التعافي"، بحسب ما نقلته "هوليوود ريبورتر" ووكالة "رويترز". وأكدت تشايلدز أن "القرار سيهدد أيضاً عشرات الآلاف من وظائف العاملين المستقلين الذين يعملون في صناعة السينما في المملكة المتحدة". وكتبت "أليشيا ريس"، المحللة المالية في شركة "ويدبوش"، في مذكرة بحثية، قائلة: "عادةً ما تنطبق التعريفات الجمركية على استيراد السلع، لذا فإن فرض تعريفة على واردات أقراص الفيديو الرقمية ممكن، أما فرض تعريفة على الملكية الفكرية فهو أمر شبه مستحيل". ولم يحدد ترامب التفاصيل الدقيقة للقرار، كما لم يتضح ما إذا كانت الرسوم ستشمل الأفلام المخصصة للبث الرقمي وتلك المعروضة في دور السينما، أو ما إذا كانت ستُفرض على أساس تكاليف الإنتاج أم إيرادات شباك التذاكر، وفقاً لـ "رويترز". في المقابل، أفادت صحف أميركية بأن الممثل "جون فويت" ومدير أعماله "ستيفن بول"، مالكي شركة "إس بي جلوبال ميديا"، هما من اقترحا على ترامب يوم 4 مايو الجاري فكرة فرض رسوم جمركية على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة. وتضمنت الخطة المقترحة حوافز ضريبية اتحادية، وتعديلات كبيرة في قوانين الضرائب، وإنشاء معاهدات للإنتاج المشترك مع دول أجنبية، إضافة إلى دعم البنية التحتية لأصحاب المسارح وشركات إنتاج الأفلام والتلفزيون وشركات ما بعد الإنتاج، حسب بيان الشركة. وفي اليوم التالي، أعلن ترامب أنه سمح لوزارة التجارة والممثل التجاري للولايات المتحدة "بالبدء فوراً في عملية فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على أي فيلم يُنتَج في الخارج ويُعرض في الولايات المتحدة". وكتب ترامب: "صناعة السينما في أميركا تموت بسرعة. دول أخرى تقدم حوافز متنوعة لجذب صانعي الأفلام والاستوديوهات بعيداً عن الولايات المتحدة، مما يُلحق دماراً بهوليوود وغيرها من الصناعات". وأضاف: "هذا جهد متضافر من تلك الدول، ويشكل تهديداً للأمن القومي، بالإضافة إلى كونه وسيلة دعائية"، وتابع: "نريد أفلاماً تُصنع في أميركا، مرة أخرى". وكانت بعض استوديوهات السينما الأميركية قد نقلت جزءاً كبيراً من إنتاجها خارج هوليوود خلال السنوات الأخيرة إلى دول مثل المملكة المتحدة، للاستفادة من الحوافز الضريبية وتكاليف الإنتاج المنخفضة. ولم يتم تصوير أي من الأفلام العشرة المرشحة لجوائز الأوسكار هذا العام في ولاية كاليفورنيا. وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن دولاً مثل بريطانيا، والمجر، وأستراليا، ونيوزيلندا، وكندا، وغيرها تقدم حوافز ضريبية استفادت منها شركات كبرى مثل ديزني، ووارنر براذرز، ويونيفرسال بيكتشرز، ونتفليكس، وأمازون، إذ تتميز هذه المواقع الدولية أيضاً بانخفاض تكاليف العمالة. ونتيجة لذلك، فقد آلاف العاملين في صناعة السينما من الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة وظائفهم، ومن بينهم مشغلو الكاميرات، ومصممو الديكور، وفنيو الإضاءة، وفنانو المكياج، ومقدمو الطعام، والكهربائيون. ووفقاً لـ"التحالف الدولي لموظفي المسارح"، تم إلغاء ما يقرب من 18 ألف وظيفة بدوام كامل خلال السنوات الثلاث الماضية، معظمها في كاليفورنيا، بسبب انتقال الإنتاج إلى الخارج. وبحسب بيانات صناعة السينما والتلفزيون الأميركية، بلغت صادرات الأفلام الأميركية نحو 22.6 مليار دولار في عام 2023، مع فائض تجاري بلغ 15.3 مليار دولار. وقد انخفض إنتاج الأفلام والتلفزيون في مدينة لوس أنجلوس، موطن هوليوود، بنسبة تقارب 40% خلال العقد الماضي، بحسب منظمة Film LA، وهي منظمة غير ربحية تتعقب الإنتاج في المنطقة. وفي المقابل، بلغت قيمة إنتاج الأفلام والتلفزيون عالي الجودة في المملكة المتحدة 5.6 مليار جنيه إسترليني (7.45 مليار دولار) في عام 2024، بزيادة بنسبة 31% عن عام 2023، وفقاً لـ"معهد الفيلم البريطاني". كما أظهرت بيانات شركة الأبحاث "Prod PR" أن حوالي نصف الإنفاق الأميركي على مشاريع الأفلام والتلفزيون التي تزيد ميزانياتها على 40 مليون دولار، ذهب إلى خارج الولايات المتحدة عام 2023. وأشار موقع "هوليوود ريبورتر" إلى أن حالة الرعب التي أصابت هوليوود من رسوم ترامب دفعت البيت الأبيض للتراجع نسبياً. وأكد أن البيت الأبيض أوضح بأنه "لم تُتخذ أي قرارات نهائية بشأن الرسوم الجمركية على الأفلام"، لكنه لا يزال "يستكشف جميع الخيارات". ونقل الموقع عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله: "رغم أنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأن الرسوم الجمركية على الأفلام الأجنبية، فإن الإدارة تدرس جميع الخيارات لتنفيذ توجيه الرئيس ترامب لحماية الأمن الوطني والاقتصادي للولايات المتحدة، مع السعي إلى جعل هوليوود عظيمة مرة أخرى".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الكنانة
منذ 33 دقائق
- الكنانة
جريدة الكنانة نيوز / انقضاض الخليجيين على دور مصر
جريدة الكنانة نيوز / انقضاض الخليجيين على دور مصر للكاتب : محمد عبد المجيد خضر كنت أتابع اليوم أخبار على قناة العربية ، وكانت الدنيا ماشية عادي والأمور طيبة، لكن فجأة لاحظت اثناء نشر اخبار عن الضغط الحاصل من الرئيس الامريكي ترامب على نتنياهو لإدخال المساعدات لإنقاذ الفلسطينيين، ومن غير مقدمات دسوا بعض الكلمات دساً، حتى المذيعات كانوا تقريبًا غير مقتنعين، وضافوا للخبر بان هذا الضغط ناتج عن الضغط الكبير من دول الخليج على ترامب. الحقيقة انا اعتبرت ذلك فاصل كوميدي ( كوميديا سوداء ) لسبب بسيط جدًا، وهو ان زعماء الخليج كانوا يقدمون العطايا للرئيس ترامب وهم صاغرين، ولم يتجرأ أحدًا منهم على طلب حل أي مشكلة تخص أي بلد فيهم، اللهم حكاية رفع العقوبات عن سوريا وحضور أحمد الشرع ( الجولاني ) لتلقي تعليمات الانبطاحوهو مطئطئ رأسه وعينه بالأرض ، وأعتبروا ذلك انجازا رغم انه وفي نفس اليوم صدرت تصريحات من وزراء ترامب، بعرقلة التنفيذ الى حين أخذ موافقات الكونجرس والبنتاجون، وانه لن يكون رفع كامل بل بالتدريج، ونلاحظ هدوء الإعلام عن هذا القرار وكأن لم يكن، لذلك نعتبر هذا ليس انجازا ولا له قيمة ملموسة. المقصود من هذا العرض هو ان الموقف الكوميدي هذا كالتالي، أن الوحيد الذي ضغط وطالب الرئيس ترامب لاتخاذ موقف من المجاعة التي تنتظر شعب غزة، خلال كلمته في القمة العربية هو الرئيس السيسي، أما السادة الأشاوس فهم ابطال من كرتون تحركهم أمريكا وكأنهم عرائس بالفتلة صحيح ورب الكعبة!!؟، والعالم كله لاحظ عدم حضورهم للقمة من الخجل من النفس وتنفيذًا لأوامر السيد ترامب أطال الله عمره، وحتى الأمير تميم أمير قطر حضر واصطنع مشكلة لا تليق بمواقف الزعماء ورحل والوفد المرافق له قبل القاء كلمته، وكان من ضمن الأسباب تصريح الزعيم السيسي فيما يخص انه لا حل الا بدولة فلسطينية حتى ولو تم التطبيع مع كل العرب، ما علينا نعود للكوميديا، فهل استحى السادة الخليجيين الضغط على ترامب اثناء زيارته لهم علما بان القتل والتجويع والنزوح مستمر اثناء وجوده، وتقديم الأموال الخرافية له ولا نسوا شعب غزة وكانوا ساعتها في غيبوبة!؟ . قدس هذا الخبر ضمن قائمة الأخبار شئ مضحك لدرجة انني شعرت بانها مشهد من مسرحية هزلية كوميدية آخر حاجة، ولن تستطيعوا أخذ اللقطة على حساب مواقف الزعيم السيسي رئيس مصر تنقضوا على حقه وتدعوا ما ليس فيكم، فالعالم أجمع يشهد له وحده دون غيره من وقف امام ترامب وقال لا!! لعدة مرات فتحيا مصر وعاش السيسي ، ويارب انقذ غزة التي باعوها وأيضا افشلوا القمة العربية التي كانت تسعى لنصرة شعب غزة. فكروا قبل ان تكذبوا، وان كذبتم فاكذبوا كذبة بقدر احجامكم الحقيقية، والله انا ضحكت كتير رغم انني لست سعيدًا.


نافذة على العالم
منذ 35 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "هل بإمكان دول الخليج أنْ توقف الآلة العسكرية الإسرائيلية؟"
الثلاثاء 20 مايو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters قبل 9 ساعة في جولة الصحف لهذا اليوم، نغطّي ثلاثة مواضيع: أوّلها عن النفوذ السياسي للدول الخليجية التي زارها ترامب مؤخرا؛ وثانيها عن زمن الهيمنة الصينية على حساب الولايات المتحدة؛ والأخير عن الوظائف الآمنة من الضياع في زمن طُغيان الذكاء الاصطناعي. ونستهل جولتنا من الغارديان البريطانية التي نشرت مقالا بعنوان "ترامب جعل دول الخليج تستشعر القوة، ولكن الاختبار الحقيقي هو: "هل في إمكان هذه الدول أن توقف حرب إسرائيل؟"، بقلم نسرين مالك. ورصدت نسرين ما وصفتْه بأنه "انفصام جوهري" في تغطية بعض وسائل الإعلام الرسمية في الشرق الأوسط لزيارة ترامب الأخيرة للخليج، فضلا عن ظهور هذا "الانفصام" في التصريحات السياسية الرسمية بخصوص الزيارة ذاتها، وفقاً للكاتبة. وأشارت إلى أن إسرائيل في تلك الأثناء كثّفتْ ضرباتها في غزة، على نحو يُظهِر عدم اكتراثها بالتفاوض بشأن أيّ هُدنة. ولفتت الكاتبة إلى تعالي أصوات الإدانة في ذات الوقت للاعتداء الإسرئيلي. ونوّهت نسرين إلى أنّه بينما كان ترامب يحظى باستقبال يُلوَّح له فيه بالأعلام الأمريكية، كانت هناك نقطة وحيدة لم يتمّ التطرُّق إليها رغم وضوحها الساطع – وهي أن "ترامب هو مَن يقود الدولة التي تدعم بالسلاح وبالسياسة تلك الحملة العسكرية التي تزعزع استقرار المنطقة!"، وفقاً للكاتبة. "أن تكون سيّد مصيرك" وأكدت نسرين أن "الانفصام كان هو الصفة التي وسمَتْ هذه الزيارة"، قائلة إنه "وسط كل هذه القوة في الخطاب وهذا الازدهار في الصورة الذي بدتْ عليه مجموعة من القوى الصاعدة، يبقى السؤال: ما هو بالضبط الذي يمكن أن تُوظَّف فيه تلك القُوى؟". وتساءلت الكاتبة: "هل هو السعي صوب مزيد من النموّ الاقتصادي عبر تعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة؟ هل هو إطلاق أيدي تلك الدول في طرْح مبادرات سياسية في المنطقة دونما خوف من أنْ ينتقدها أحدٌ أو 'يُلقي عليها محاضرات؟' أم هو أنْ تمتلك قوة التأثير على واشنطن بحيث تغيّر الأخيرة سياستها تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني؟". ولفتت إلى أن "ترامب لا يزال يُسوّق لخطة 'التطهير العرقي' التي طرحها والتي تستهدف "إعادة توطين أهل غزة في ليبيا هذه المرّة، بينما ذهب زخم الهدنة التي روّج لها في الأيام الأولى من فترة رئاسته الثانية – وفي غضون ذلك، نرى إسرائيل تكثّف حملتها لاحتلال المزيد من أجزاء غزة"، وفقاً للكاتبة. هل بدأ زمن الهيمنة الصينية؟ صدر الصورة، GT وننتقل إلى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حيث نطالع مقالا بعنوان "في المستقبل، ستكون الهيمنة للصين على حساب الولايات المتحدة"، للباحث كايل تشان، المتخصص في السياسة الصناعية الصينية بجامعة برينستون. وقال تشان إن المُنظّرين على مدى سنوات يُبشّرون بمجيء "القرن الصيني": أو ذلك الزمن الذي تتخطى فيه الصين حاجز الولايات المتحدة وتُعيد توجيه حركة القوة العالمية حول بكين. ورأى الباحث أن هذا القرن ربما قد بزغ فجرُه بالفعل، وعندما ينظُر المؤرّخون إلى بداية هذا القرن تحديداً، فقد يشيرون إلى الأشهر الأولى من فترة الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب. ونبّه تشان إلى عدم أهمية توصُّل واشنطن وبكين إلى هدنة مؤقتة وغير حاسمة على صعيد الحرب التجارية التي يشنّها ترامب. ونوّه الباحث إلى أن الرئيس الأمريكي زعم على الفور أنه أحرز نصراً، لكن هذا الزعم إنما يؤكد المشكلة الجذرية التي تعاني منها الإدارة الأمريكية: وهي التركيز قصير النظر على مناوشات غير ذات أهمية بينما تُمنَى بخسارة حاسمة في الحرب الكبرى مع الصين. ورأى تشان أن الرئيس ترامب يقوّض ركائز القوة والابتكار الأمريكي؛ منوهاً إلى أن رسوم ترامب الجمركية تخاطر بوصول الشركات الأمريكية إلى الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد. وقال الباحث إن ترامب يخفض الإنفاق على الأبحاث العامة والجامعية، على نحو يدفع الباحثين الموهوبين إلى التفكير في مغادرة الولايات المتحدة والتوجُّه إلى بلاد أخرى. ولفت صاحب المقال إلى أنّ الصين تتخذ اتجاهاً مغايراً تماما لاتجاه الولايات المتحدة في ظلّ الرئيس ترامب. ونوّه تشان إلى أن الصين أصبحت بالفعل تتصدّر الإنتاج العالمي في العديد من الصناعات – كالصُلب، والألومنيوم، وبناء السفن، والبطاريات، والطاقة الشمسية، والسيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والطائرات بدون طيار، ومُعدّات الجيل الخامس، والإلكترونيات الاستهلاكية، والمكوّنات الصيدلانية النشطة والقطارات فائقة السرعة. "ومع ذلك لا يزال ترامب مستغرقاً في مسالة الرسوم الجمركية، وربما كان لا يقفُ حتى على حجم التهديد الذي تشكّله الصين"، وفقاً للباحث. ورأى صاحب المقال أن "الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تدرك أنّه لا الرسوم الجمركية ولا غيرها من الضغوط التجارية يمكن أن تُثني الصين عن متابعة خطتها الاقتصادية التي تقودها الدولة، والتي أثمرتْ جيدا، وأن ْ تُرغمها فجأة على تبنّي سياسات تجارية وصناعية ترى الولايات المتحدة أنها سياسات عادلة". وخلص الباحث إلى أنه "إذا استمرت كلا الدولتين في نهْجها الراهن، فسينتهي الأمر بالصين وقد هيمنتْ تماماً على مجال الصناعات المتطورة – من السيارات والرقائق إلى آلات التصوير بالرنين المغناطيسي والطائرات التجارية". وظائف آمنة من الضياع في زمن الذكاء الاصطناعي صدر الصورة، Getty Images ونختتم جولتنا من صحيفة ذي إكسبريس البريطانية، والتي نشرت تقريرا بعنوان "ثلاث وظائف آمنة من خطر الضياع في زمن الذكاء الاصطناعي – كما أنها تُدرّ رواتب مُجزية جدا". ونقلت الصحيفة عن المؤسس المشارك لمايكروسوفت، الملياردير بيل غيتس، القول إنه يعتقد أن "هناك ثلاث وظائف تُدرّ على العاملين بها رواتب مجزية، ستصمُد في وجه الهيمنة المتزايدة للذكاء الاصطناعي". وحذّر غيتس من أن "الكثير من العُمّال سيضطرون إلى الاستعداد لمستقبلٍ لا يُعتبر فيه الذكاء الاصطناعي مجرّد وسيلة، وإنما منافس على الوظائف". وتوقّع غيتس أن الذكاء الاصطناعي لن يستطيع أنْ يحلّ محلّ "المُبرمجين، وخبراء الطاقة وعلماء الأحياء". وقال غيتس إنه يعتقد أن "المبرمجين، الذين يتقاضون رواتب تناهز 99.700 دولار سنوياً، وفقاً للأخبار الأمريكية، ستظلّ هناك حاجة إليهم في ظل استمرار تقديم الذكاء الاصطناعي إلى أماكن العمل؛ وذلك لأن هذا الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الدقة اللازمة لكتابة الكود البرمجي المناسب". وأضاف غيتس بأن "قطاع الطاقة أيضا شديد التعقيد على نحو يعجز الذكاء الاصطناعي عن التعامل معه بمفرده". وبحسب تقارير، يتقاضى خبراء الطاقة رواتب قد تصل إلى 120.000 دولار سنويا بحسب أماكن عملهم. واختتم غيتس بالقول إن الذكاء الاصطناعي لم يصل بعدُ إلى المستوى المهاري المطلوب للقيام بعمل عُلماء الأحياء؛ فعلى الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات وعلى المساعدة في تشخيص الأمراض، لكنه يفتقر إلى القدرة على بَلْورة فرضيات". وبحسب تقارير، يتقاضى خبراء علم الأحياء في الولايات المتحدة ما يناهز 78.000 دولار سنوياً.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
الجهود الدولية تزيد تشدد المواقف الروسية الأوكرانية تعقيداً
العالم – أوروبا في جديد المواقف؛ المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد وقف إطلاق النار في أوكرانيا وأنه يشعر بالإحباط من كلا الطرفين الروسي والأوكراني. وأضافت ليفيت، أن كل شيء مطروح على الطاولة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا بما في ذلك فرض عقوبات علی روسيا، مشيرة إلى أن ترامب منفتح على عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أوروبيا، وعلى لسان رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين، قالت إن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً بشأن مباحثات السلام في أوكرانيا، خصوصاً في ظل المحادثات الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والروسي. وأشارت فون دير لايين، في مستهلّ لقاء مع نائب الرئيس الأميركي ورئيسة الوزراء الإيطالية، إن من المهم الآن هو أن نمارس ضغطاً وتمضي الأمور قدما. وأجرى زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مكالمة هاتفية مع ترامب، ناقشوا فيها الوضع في أوكرانيا والكلفة الكارثية للحرب على الجانبين حيث قال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنهم تحدثوا أيضا في الحاجة إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار وأن يأخذ الرئيس بوتين محادثات السلام على محمل الجد. وأشار إلى أنهم ناقشوا اللجوء إلى العقوبات إذا فشلت روسيا في التوصل الى وقف اطلاق النار. وفي هذا السياق لوح نائب الرئيس الاميركي جي دي ونس بالانسحاب وقال ان المحادثات الاوكرانية الروسية تسير بشكل جدي، لكن هناك عوائق واضاف انه اذا لم تبد روسيا استعدادها للانخراط في التفاوض فسيتعين علی الولايات المتحدة في النهاية الانسحاب والقول ان هذه ليست حربنا.