
بعد الضربة الإسرائيلية على إيران.. "The Spectator": بداية حقبة جديدة في الشرق الأوسط
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "في الخامس من حزيران 1967، دمرت إسرائيل ثلاثة جيوش جوية عربية بضربة استباقية مدمرة في بداية ما أصبح يعرف بحرب الأيام الستة. وبين عشية وضحاها، نفذت إسرائيل ما يبدو أنه هجوم استباقي مدمر مماثل، هذه المرة على منشآت نووية وعسكرية إيرانية. لكن هناك فارق جوهري بين الضربتين، ففي عام 1967، كانت إسرائيل تقاتل دفاعًا عن نفسها فقط، ولم يكن لها حلفاء في المنطقة، ولم تكن مهتمة بما يحدث خارج حدودها. أما اليوم فلم تعد إسرائيل تعمل كوكيل للغرب فحسب، بل إنها تعمل ضد نظام استبدادي".
وبحسب الصحيفة، "لقد احتجزت إيران شعبها، وكذلك لبنان وسوريا، رهينة، كما ونشرت السم في بقية أنحاء المنطقة، ومولت ووجهت حماس وحزب الله والحوثيين لإحداث الحرب والدمار في كل أنحاء المنطقة، وتسببت في مقتل مئات الآلاف من المسلمين في المنطقة على مدى العقود منذ أن تولى النظام السلطة في إيران. وحتى الليلة الماضية، كانت إيران على وشك تطوير سلاح نووي، وهو ما كان سيجعل عقود الإرهاب الإيراني الماضية تبدو وكأنها لا شيء مقابل ما سيأتي في المستقبل. لقد كان هناك اتفاق شبه إجماعي على أنه لا يمكن السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وكانت القضية الوحيدة هي كيفية منعها من ذلك. من الواضح أن الاتفاق الأصلي الذي توصل إليه باراك أوباما، خطة العمل الشاملة المشتركة، لم ينجح، وقد كثفت إيران استعداداتها".
وتابعت الصحيفة، "أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس للمرة الأولى أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي. ورفضت طهران الإجابة على أسئلة بشأن جزيئات اليورانيوم الموجودة في مواقع غير معلنة في البلاد وتخزين اليورانيوم المخصب إلى درجة تقترب من درجة صنع الأسلحة، وردت بالكشف عن أنها قامت بالفعل ببناء وتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم كان سريا في السابق. وكانت الضربات الجوية الإسرائيلية التي شنتها ليل الخميس الجمعة، والتي شاركت فيها أكثر من 200 طائرة وهاجمت أكثر من 100 موقع، ضرورية ومحددة الهدف. لقد أصبحت الدفاعات الجوية الإيرانية مشلولة منذ تشرين الأول عندما دمرت إسرائيل بطاريات الدفاع الجوي التي تحمي الصواريخ الباليستية البعيدة المدى لدى إيران، الأمر الذي جعل منشآتها النووية عرضة لهجمات مستقبلية".
وأضافت الصحيفة، "تشير التقارير إلى أن إسرائيل قصفت أهدافاً في قيطارية، ونيافاران، وتشيتجار، ومهرآباد، ونارماك، وسعادة آباد، وأندرزغو، وستار خان، وشهرك محلاتي، وشهرك تشمران، وكمرانية، وفرح زادي، وأوزغول، ومرزداران، ومقر القوات المسلحة، فضلاً عن أفراد مثل حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، وعلي شمخاني، المستشار الرئيسي للمرشد الإيراني علي خامنئي. وشنت إسرائيل ضربات متعددة على مفاعل أراك للماء الثقيل، ومجمع بارشين العسكري، ومفاعل خونداب، وموقع نطنز النووي تحت الأرض، والذي يعتبر "قلب" برنامج طهران النووي".
وبحسب الصحيفة، "من الواضح أن ما سيحدث لاحقًا هو الأهم. ردت إيران، لكن قدرتها على الرد المدمر قد دُمرت بالتأكيد. سعى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى توضيح أن إسرائيل كانت تتصرف بمفردها، وهو أمر صحيح، حيث إن القوات الإسرائيلية فقط هي من شاركت. لكن الولايات المتحدة كانت تعلم ما سيحدث، ولو لم تكن مستعدة لرؤية إيران تتعرض للهجوم، لكانت أوقفته".
وختمت الصحيفة، "لقد استعبد النظام الإيراني شعبه لعقود من الزمن، كما ساهم في زعزعة استقرار بقية المنطقة. فلقد كانت إيران مسؤولة عن الإرهاب والفوضى لعقود من الزمن، والآن ولأول مرة هناك أمل في تحقيق الاستقرار في المنطقة. ينبغي لأولئك الذين يناضلون من أجل إقامة دولة فلسطينية أن يشعروا بالارتياح، فلا يمكن أبداً أن تكون هناك دولة فلسطينية آمنة ومستقرة إذا ظلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة على تصدير إرهابها. قد يسجل التاريخ أن الثالث عشر من حزيران 2025 كان بداية عهد جديد في الشرق الأوسط".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 29 دقائق
- ليبانون 24
"خلال ساعات".. إيران تهدد بهجوم عنيف مرتقب ضد إسرائيل
قال التلفزيون الرسمي الإيراني ، مساء السبت، إن هناك "هجمات إيرانية عنيفة ومدمرة متوقعة ضد إسرائيل خلال ساعات". بدوره، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "لا يمكننا منع ما سيحدث اليوم". ويأتي هذا الكلام بعدما أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، مساء السبت، أنَّ "الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت لأهداف معادية في عدة مناطق بالبلاد". وذكر المصدر أن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت لأهداف معادية في طهران وهرمزغان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية. كذلك، قالت وسائل إعلام إيرانية إن الدفاعات الجوية في قاعدة تبريز تصدت لمجموعة مسيرات ، وتابعت: "كذلك، تم أيضاً سماع أصوات انفجارات في العاصمة طهران وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي". إلى ذلك، كشفت وكالة أنباء "فارس" أيضا أن الدفاع الجوي الإيراني تصدّى لمسيرات صغيرة في مدينة بندر عباس جنوبي البلاد. وكانت إسرائيل قد شنت فجر الجمعة هجوماً جوياً واسع النطاق على إيران ، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية، من بينها منشأة "نطنز" ومقرات تابعة للحرس الثوري في طهران وأصفهان، مما أسفر عن مقتل القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، وعدد من العلماء النوويين. وردت إيران بإطلاق مُسيرات، ثم موجات من الصواريخ الباليستية على إسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، السبت، إن إسرائيل وجهت "ضربة فعلية" للبرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن "طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ستحلق قريبا في سماء طهران".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
إيران على مفترق طرق حاسم… أميركا تريد ضبط النظام أم ضربه
تمرّ إيران اليوم بمنعطف استراتيجي حاسم يعكس تصاعد أزمة معقدة تجمع بين هشاشة الوضع الداخلي، وتداخل الصراعات الإقليميّة، وتصاعد الضغوط الدولية غير المسبوقة. ففي ظل تصاعد المواجهة بين طهران والقوى الكبرى، ولا سيّما الولايات المتحدة وإسرائيل، تتبوأ إيران موقع بؤرة الصراع المحوري الذي يعكس عمق التنافس حول مستقبل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط. هذه الدولة، التي ظلّت لعقود محور توازنات معقدة، تواجه اليوم تحديات وجوديّة تجسد صراعاً متعدد الأبعاد بين طموحات نووية تهدف إلى إعادة تشكيل قواعد اللعبة، وبرنامج صاروخي يهدد الاستقرار الإقليمي، في ظل منظومة من العقوبات والضغوط العسكرية التي تحاصرها من كل اتجاه، والأمر ليس مجرّد صراع بين دول فحسب، بل معركة مصيريّة تحيط بها حسابات دوليّة متشابكة، تمتد جذورها إلى تحولات جيوسياسيّة عالميّة، تجعل من دراسة الواقع الإيراني ضرورة لفهم مآلات المنطقة والعالم بأسره. في اتصال هاتفي مع الدكتور إيلي الهندي، تناولت "الكلمة أونلاين" معه الموقف الأميركي من التطورات الأخيرة في المنطقة، وبخاصة ما يتعلق بإيران والضربة الإسرائيلية الأخيرة، ويوضح الهندي أنّ القراءة العامّة للموقف الأميركي، سواء في عهد الرئيس دونالد ترامب السابق أو في الإدارة الحاليّة، تُظهر بجلاء أنّ الولايات المتحدة لم تسعَ حتى الآن إلى إسقاط النظام في إيران، بل ركّزت على دفع النظام إلى تغيير سلوكه فقط. ويشير إلى أنّ ترامب، في ولايته الأولى وحملته الانتخابية الثانية، لم يتحدث عن إسقاط النظام الإيراني، بل عن مفاوضات تهدف إلى دفع إيران للتصرف بإيجابيّة ضمن المنظومة الدوليّة، ووقف تهديداتها لإسرائيل وتدخلاتها في الشؤون الإقليمية، وحتّى في الملف النووي، يركّز الطرح الأميركي على أن يكون النشاط النووي الإيراني سلمياً وتحت رقابة دولية صارمة. ويبرز الهندي تطوراً لافتاً في المفاوضات الأخيرة، حيث طُرح أن يتم تخصيب اليورانيوم خارج إيران، وهو مطلب جديد يضاف إلى الشروط السابقة. أمّا بشأن مضمون المفاوضات الجارية، فيرى أنّ الولايات المتحدة، للمرة الأولى، تُدرج تأثير إيران في المنطقة وأذرعها العسكرية، إضافة إلى برنامجها الصاروخي، ضمن إطار التفاوض، خلافاً لمفاوضات عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التي اقتصرت على الملف النووي فقط. وفيما يتعلق بالضربة الإسرائيلية الأخيرة، يؤكد الهندي أنّ ما جرى لم يكن بموافقة أميركية مباشرة، إلاّ أنّ واشنطن ستحاول استثمار هذه الضربة لتعزيز الضغط على إيران، سواء عبر المسار التفاوضي أو أدوات الضغط العسكري، خصوصاً أنّ طهران كانت ترفض تقديم تنازلات خلال الجولات التفاوضية الخمس أو الست الماضية. وعن رد فعل ترامب على هذه التطورات، يقول الهندي إننا شهدنا في البداية دبلوماسية متزنة من ترامب، إذ شدّد على أن الولايات المتحدة ليست طرفاً مباشراً في الضربة، لكن حين لاحظ أن رد الفعل الإيراني كان ضعيفاً وأن الضربة الإسرائيلية حققت أهدافاً ملموسة، تصاعد في خطابه، داعياً إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، ومحذراً من أن البديل سيكون أكثر سوءاً، مع تأكيده دعم واشنطن الكامل لإسرائيل في ضرباتها. وفيما يتعلق بالقدرات العسكرية الإسرائيلية، يُشير الدكتور الهندي إلى أنّ إسرائيل تمتلك عدداً محدوداً من القنابل الخارقة للتحصينات، وقد استخدمتها سابقاً في لبنان خلال عمليات استهدفت شخصيات بارزة في حزب الله، لكنها مواجهة المنشآت النووية الإيرانية تتطلب كميات أكبر، ودقة متناهية في استهداف المواقع، إضافة إلى القدرة على الوصول إلى أماكن محصنة تحت الأرض. ويعتقد الهندي أن تنفيذ إسرائيل لمثل هذه الضربات لن يكون ممكناً إلا عبر تدخل أميركي مباشر أو بعد حصولها على هذه الأسلحة من الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنّ استهداف منشآت نووية يطرح إشكالات قانونية وأخلاقية كونه يعرّض المدنيين لمخاطر جسيمة، خاصة مع القلق الشديد الذي أبدته دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، من أي ضربة قد تهدد سلامة المنطقة والبيئة البحرية بسبب احتمال تسرب إشعاعات نووية. ويختتم الدكتور الهندي حديثه بالتأكيد على أن إيران تواجه هذا التصعيد وحدها ومعزولة، وسط إدانات دولية لا تغير واقع الحال. فالمواقف الصادرة عن حزب الله والحشد الشعبي والحكومة العراقية تشير إلى رفضهم الانخراط في فتح جبهات جديدة، ما يعني فعلياً عزلة طهران، وبالتالي تبقى الأنظار متجهة إلى كيفية رد إيران وقدرتها على إلحاق الضرر بإسرائيل. أمّا عن التأثير الداخلي في الولايات المتحدة، يُضيف الهندي أن ترامب سيحاول استثمار هذا التصعيد سياسياً في الداخل الأميركي، فبالرغم من أنه لا يزال مبكراً الحديث عن الانتخابات النصفية، فإنّ نجاحه في إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران قد يمنحه زخماً سياسياً قوياً. ومع إعلان إيران انسحابها من المفاوضات حالياً، يُرجح عودتها خلال الأشهر المقبلة، إذ لا خيارات كثيرة أمامها، ففتح جبهة ضدّ إسرائيل سيجلب مواجهة مع أميركا، والمماطلة لم تعد مجدية، والخيار الوحيد هو العودة إلى طاولة المفاوضات، مما قد يُتيح لترامب إعلان إنجاز يروّج له كنصر في الانتخابات المقبلة". كارين القسيس -الكلمة أونلاين انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
أيام للتاريخ في الشرق الأوسط
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب هذا وقت مثالي لكي تحدث القفزة الايرانية الأخيرة (قفزة اليورانيوم المنضّد)، وتظهر القنبلة النووية في أيدي آية الله خامنئي، بعدما بدا أن الغاية من كل ما يحصل ليس الحاق ايران وحدها بالقاطرة الاسرائيلية، وانما كل بلدان المنطقة، بعدما ارتضى السلطان العثماني أن يكون الحصان الأميركي، بل وأن يكون ... الحصان "الاسرائيلي" ! متى يدرك الكثيرون منا اننا في مواجهة ظاهرة بربرية لا نظير لها في التاريخ. غريب ذلك النائب الطرابلسي الذي لا يعرف ما هي طرابلس، في الهوية وفي الرؤية، حين يدافع عن اسرائيل، ويهاجم ايران، التي قد لا نكون معها، ولكن من المستحيل أن نكون مع اسرائيل، ولا مع أميركا التي، بالصوت العالي، نؤمن بمسارها العبقري، في صياغة مفاهيم، وأساليب، جديدة للحياة البشرية، وللحضارة البشرية . المشكلة في طريقة تعاملها معنا كعرب، بالذات، من "مبدأ ايزنهاور" لملء الفراغ في الشرق الأوسط، أي تفريغنا من كل ديناميات القوة، الى "مبدأ ترامب" وحيث الاستنزاف المروع للثروات العربية. والأخطر تسليمنا كخردة بشرية الى حاخامات القرن. قد نتحمل الغطرسة الأمبراطورية. الأميركيون لا يستطيعون الا أن يكونوا على شاكلة الأمبرطوريات الأخرى، عبر الأزمنة. لكننا أمام أمبراطورية من نوع آخر، وتمسك، حتى بأطباقها، وبرقصاتها، وبأزيائها، ناهيك عن الشبكة العنكبوتية، بكل مفاصل الكرة الأرضية، وكان يفترض الاّ تنظر الى الأمم الأخرى بعيون رعاة البقر، وانما بعيون الأنبياء، كما كان يقول توماس جيفرسون، ثالث رئيس للولايات المتحدة، وقد شارك، بشكل فاعل، في صياغة الدستور الأميركي. ايضاً يمكن أن نكون بعيدين ـ ونحن بعيدون فعلاً ـ عن المسار الايديولوجي، وحتى عن المسار الجيوسياسي، للجمهورية الاسلامية، لكننا لا نستطيع الا أن نقف الى جانبها، كما كانت الى جانبنا في سنوات القتال ضد الاحتلال، في مواجهتها للدولة التي، والشواهد أكثر من أن تحصى، قامت على ثقافة الدم، وثقافة الاجتثاث، دون الاكتراث لا للقوانين الدولية، ولا للمواثيق الدولية، ودائماً بتغطية أميركية تتعدى كل المعايير الأخلاقية في العلاقات بين الدول. دولة لا تستسيغ، بالخلفيات اللاهوتية، الاقامة الا بين الجماجم. هكذا قال الههم، الذي بنصيحة من عرب جنوب الجزيرة، حوله العبرانيون من اله قبلي الى اله كوني (كيف للاله الكوني أن يقول بالشعب المختار ؟)، وهكذا قال أنبياؤهم. وهكذا باستطاعتها أن تصنع القنبلة، وأن تملك مئات الرؤوس النووية، في منطقة يحظر عليها حتى انشاء مفاعلات نووية. وهذه حال ايران التي قال السفير الأميركي في اسرائيل مايكل هاكابي أنها، ببرنامجها النووي، تهدد أمن الولايات المتحدة، والخليج، والعالم، دون أن يوضح لنا سعادة السفير كيف يتعايش الرئيس دونالد ترامب مع كيم جونغ ـ أون التي تلامس صواريخه النووية شوارع لوس أنجلس وسان فرنسيسكو، بعدما كان قد هدد بازالة كوريا الشمالية من الوجود، لنفاجأ به يرقص التانغو مع الرفيق كيم. تلك الكوميديا البلهاء. القنبلة الايرانية، لا القنبلة الروسية، ولا القنبلة الصينية، ولا القنبلة الهندية، ولا حتى القنبلة الباكستانية، هي وحدها التي تهدد أمن العالم، فقط لأنها ضد المشروع الاسرائيلي الذي يقضي بتغيير الشرق الأوسط، وكما قال هاكابي اياه، برؤية (وأبعاد) توراتية. هؤلاء الذين استوحوا صورة من "سفر العدد"، لتظهر مدى جنونهم، ومدى دمويتهم، في تسمية العملية العسكرية ضد ايران بـ "الأسد الصاعد". النص يقول "هوذا شعب عظيم يقيم كأسد عظيم، ويرتفع كشبل أسد، لا ينام حتى يأكل فريسته، ويشرب دم القتلى"، الا اذا كان الهدف الايحاء بتحطيم رمز روستام، البطل في الميثولوجيا الفارسية، أو تحطيم اسد قوروش الذي أنقذ اليهود من السبي البابلي. أليس ما قاله النص ينفذه الاسرائيليون في غزة، وفي لبنان، وحتى في سورية التي رفع رئيسها الرايات البيضاء على ضفاف بردى، ومد يده (وهي يد اسلام الكهوف) الى رئيس الحكومة الاسرائيلية. بالمناسبة، هاكابي قال "كانت الليلة (الايرانية) قاسية في اسرائيل، واضطررت للذهاب الى الملاجئ خمس مرات خلال الليل". لا باس أن يسقط عشرات آلاف القتلى في العراء على أرض غزة، وأن تطارد الطائرات الاسرائيلية، بوتيرة يومية قاتلة، اللبنانيين وهم في الطرقات. لسنا القتلة، ولسنا عشاق الدم، ولكن لا بد من قوة تستطيع، وان بذلك الثمن الباهظ، توقف المسار الهيستيري الراهن، وحيث يبدو ترامب الذي رفع شعار وقف الحروب، والصراعات، يستخدم نتنياهو علناً لكي يفتح أمامه، وبالدم، كل أبواب الشرق الأوسط. يسرائيل كاتس، وزير الدفاع، بالشخصية الكلاسيكية الباهتة، قال ان "النظام الايراني تجاوز الخطوط الحمر باطلاق الصواريخ على الجيهة الداخلية، وسيدفع الثمن". ولكن متى لم تدفن القاذفات الاسرائيلية آلاف اللبنانيين والفلسطينيين تحت أنقاض منازلهم؟ لكننا نقول للايرانيين، بالخسائر الهائلة في البنية البشرية، وفي البنية التكنولوجية، للبرنامج النووي، وكذلك في هرمية القيادة العسكرية، لا يكفي أن يكون الرد ثأريا، أو آنيا، أو تكتيكيا. انها الأيام الفاصلة، والى حد الاقتراب من اللحظة النووية، بين اما أن يكون الشرق الأوسط لأهله أو يكون للحاخامات. ايضاً لرعاة البقر...