
ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «5- 13»
ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024
(5- 13)
إهداء المؤلف لكتابه:
'إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)'. المؤلف
بقلم: سمية أمين صديق
نواصل الحديث عن كتاب الدكتور عبدالله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام ، والذي انطوى، عبر تسعة فصول، على الإجابة عن الكثير من الأسئلة، وعلى رأسها السؤال الذي وسمنا به سلسلة مقالاتنا هذه: ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ ونواصل الحديث استكمالا للحلقة السابق.تناول المؤلف دعوة الأستاذ محمود محمد طه للدستور الإنساني، يقول المؤلف: يتيح تطوير الشريعة الإسلامية على أصول القرآن، كما يري محمود محمد طه، الفرصة لوضع الدستور الإنساني انطلاقاً من قرآن الأصولومن ثم قيام الحكومة الإنسانية.والدستور الإنساني، يجعل المفاضلة بين الناس بالعقل والأخلاق وليس بالدين أو الجنس أو العنصر أو اللون. أو أي اعتبار آخر. ويكفل الدستور الإنساني الحقوق الأساسية للجميع، حق الحياة، وحق الحرية، و ما يتفرع منهما، و لايوجد حجر على حرية المواطنين و على حرية الفكر و العقيدة. وفي هذا المستوي، كما يقول طه: 'لا يُسأل الإنسان عن عقيدته، وإنما يُسأل عن صفاء الفكر، وإحسان العمل'. ومن هنا، حيث المفاضلة بين الناس بالعقل والأخلاق، كما يقول المؤلف، إن محمود محمد طه يرى بأنه لا يقع تمييز ضد مواطن بسبب دينه ولا بسبب عدم دينه، وبهذا تنتقل الفضيلة، من قوة العضل، إلى قوة العقل، و قوة الأخلاق، ولن يكون حظالمرأة، في هذا الميدان، حظاً منقوصاً، و إنما هي فيه لتبز كثيراً من الرجال. وبهذا، كما يقول المؤلف: ينتفي الاستضعاف والتهميش والإقصاء، فلكل مواطن الحق في أن يعتقد ما يشاء من الأفكار و الأديان وكل مواطن يحمل افكاراً مهما كان دينه أو مذهبه، أو كان ملحداً او لا أدري… إلخ، فله الحق أن يدعو لأفكاره بالوسائل الديمقراطية. فالملحد، 'يطرح أفكاره وإلحاده لمصلحته و لمصلحة المجتمع و يواجه الآخرين'في وسائل الإعلام و منابر الحوار. كذلك المواطن غير المقتنع بالإسلام و لديه فكر، فمن حقه أن يدعو بالوسائل الديمقراطية للفكر الذي يعتنقه، و على من لديهم معرفة بالإسلام أن يواجهونه بالفكر والحجة ويردونه عن أفكاره.
ويوضح عبد الله أن الإسلام في هذا المستوي، مستوي آيات الأصول، وهو المستوي العلمي، كما يقول الأستاذ محمود محمد طه: ' يعيش في مجتمعه جميع المواطنين على احترام وتساو بينهم (بحق المواطنة لهم كل الحقوق) ولا يميز ضد أحد باعتبارات المِلة' كذلك في متطلبات و شروطالترشيح لمنصب رئيس الجمهورية مثلاً، ليس هناك داعي أن يكون من بين الشروط أن تقول 'أنّ رئيس الجمهورية لازم يكون مسلم' و إنما يجب وضع القامة المطلوبة في الكمالات الإنسانية التي يراها الناس من أجل الترشيح للمنصب. فالديانة هنا ليست شرطاً و إنما الكمالات الإنسانية. ويشتمل الكتاب على المزيد من التفصيل عن موضوع الدستور الإنساني.
الموقف من الصوفية
'الصوفي يخلو إلى الله في خلوته ليبني شخصيته ثم يبرز لخدمة المجتمع في جلوته'
محمود محمد طه، 1972
في هذا المحور أجاب المؤلف، كما أوضح وفصل،عن جملة من الأسئلة التي تكررت عليه، ووجهت إليه في العديد من المنابر الحوارية والندوات العلمية في الجامعات، ومن تلك الأسئلة:هل محمود محمد طه صوفي؟ وما موقفه من التصوف؟ وما هو رأيه في الطرق الصوفية؟ هل لديه مفهوماً جديداً للصوفية؟ وقياساً على دعوته لتطوير الشريعة السلفية، هل للحقيقة قابلية للتطور مثلما هي قابلية الشريعة للتطور؟ وهل في التصوف رأي سلفي متخلف؟ وهل يختلف الصوفي المعاصر عن الصوفي القديم؟وفي الإجابة عن الأسئلة عن التصوف الإسلامي وموقف الأستاذ محمود محمد طه، منه وحوله، كما ورد أعلاه، يقول المؤلف:(يرى محمود محمد طه بأن حقيقة القرآن الكريم، لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، النبي الكريم محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، عبادة، وسلوكاً، وهو ما سُمي، في أُخريات الأيام، بالتصوف. ويقول إن التصوف مركوز في الإسلام إذا ما رُفع إلى حياة النبي، وهو الزهد و الإصرار علي القيمة، وهذا جوهر التصوف، الزهد و الإصرار على القيمة. والتصوف هو سنة النبيصلى الله عليه وسلم، والصوفية هم اتباع السُنة المحمدية، وهم أنصار السنة المحمدية. هنا يجب الاحتراز، فليس المقصود، كما يُبين محمود محمد طه، أنصار السنة الذين يدعونها على عهدنا الحاضر ويجعلون وكد تعاليمهم الاعتراض علىالأولياء وعلى سقف الأمة الصالحة.).ويواصل المؤلف ليوضح:( والسنة النبوية غير الشريعة، لأن السنة النبوية هي عمل النبي في خاصة نفسه و هي (طريق محمد)، وهو القائل: 'قولي شريعة، وعملي طريقة و حالي حقيقة'. إن سائر الأمة مكلفة بالشريعة، وليست مكلفة بالسُنة بكل تفاصيلها، و إنما هم مندوبون إلى مايطيقون منها، وفقاً لقوله تعالي :(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ). وعن موقف التصوف من الشريعة الإسلامية، يوضح محمود محمد طه، قائلاً: إن التصوف ليس ضد الشريعة، و ليس خارج الشريعة، لأن التصوف يري أن الشريعة هي طرف الحرف للكلمة وهو يريد أن يدخل للمعنى).وزاد المؤلف في التفصيل والتبيين.
النبي في خاصة عمله هو عُمدة الصوفية
'الفكرة خطها صوفي لكنها مرحلة لم يصلها صُوفي بعد'
محمود محمد طه، 1968
يقول المؤلف:التصوف الإسلامي، في حقيقته، وإن كان الاسم لم يظهر إلا مؤخراً، هو تقليد السيرة النبوية، والنبي، في خاصة عمله، قبل البعث، وبعد البعث،هو عمدة الصوفية'. لقد ازدهر التصوف في القرون السبعة التي تلت القرن الثالث، وكانت قمته في القرنين السادس و السابع، ثم لحق به التبديل، والتغيير، والضعف ما لحقة، مما نراه الآن. و بين المؤلف، موضحاً، أن التصوف الإسلامي، يرجع في الأصل كما يقول، محمود محمد طه، إلى النهج النبوي، فالنبي كان صوفياً بمعني أنه زاهد، و أنه صاحب قيمة، ينظر إلى قيم الأشياء، فلا يقدم الفاضل على المفضول. وعنده الدنيا وسيلة الآخرة، ولا يمكن أن يضع أي أمر من أمور الدنيا أمام أمر الآخرة حتي قيل عنه :'كان محمد كأنما نُصب له علمٌ فشمر يطلبهُ'. ( والسنة النبوية، كما يري محمود محمد طه، لم تغادر صغيرة ولا كبيرة نحتاجها في أمر ديننا إلا بينتها، و من ها هنا فليس هناك موجب لابتداع البدع. والبدع هي كل ما لم يعمله النبي في خاصة نفسه.)وعن دخول الصوفية واتباعهم، إلى المغارات فكان ذلك، بعدما استيأس أنصار الدين من صلاح أمر الناس، ففروا بدينهم إلى المغارات والفلوات والكهوف ليقيموا الدين في أنفسهم، من غير أن يتعرضوا إلى منازعة السلطة الزمنية ويقول عبد الله أن ذلك العمل لم يكن من البدع، و إنما هو سُنة بيد أنها سُنة النبي قبل البعث أيام تحنثه في غار حراء. وعند الصوفية كل عمل النبي قبل البعث وبعده، إنما هو عمل مسدد و موجه ومرعي، ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :( كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). ويقول صلي الله عليه وسلم في إشارة إلى هذه الحقبة من حياته (أدَّبني ربَّي فأحْسن تأديبي). وهنا يلفت عبد الله النظر توكيداً لما جاء في الفصل السابق :( أن محمود محمد طه قد اعتكف في خلوة امتدّت لمدة خمس سنوات ..، و مما تجدر الإشارة إليه أيضاً، أن الإسلام في السودان على الخصوص، دخل على أيدي الصوفية الذين، كما يوضح محمود محمد طه أحبهم السودانيون و أحبوا الدين الذي حملوه إليهم فتغلغلت روح الدين بين الشعب و برز رجال التصوف السوداني الذين ظلوا يحملون راية التربية و الإرشاد خلفاً عن سلف حتي وقت قريب.
ثم يواصل المؤلف في الإجابة عن العديد من الأسئلة منها: هل محمود محمد طه صوفي؟وما هو موقع الفكرة الجمهورية من خريطة التصوف؟ وهلأتي محمود محمد طه بمفهوم جديد للصوفية؟ وما الفرق بين الصوفي السابق والصوفي المعاصر؟ وقياساً على دعوة محمود محمد طه لتطوير الشريعة الإسلامية الحاضر (الشريعة السلفية)، هل في التصوف رأي سلفي؟ وهل للحقيقة قابلية للتطور مثلما هي قابلية الشريعة للتطور؟ أجاب المؤلف عن هذه الأسئلة بتفصيل، وأدعو القراء للاطلاع على الإجابات في الكتاب موضوع دراستنا.
بعض ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين
العنوان أعلاه هو عنوان الفصل الثالث من الكتاب. يقول المؤلف إن هذا الفصل، يقدم محاولة، للتوسع في إجابة عن سؤال مركزي كثيراً ما طُرِح عليه في المنابر العامة، والمقابلات الإعلامية، وفي اللقاءات الخاصة، ووضح بأن هذا السؤال قد ورد، كذلك في ندوات ومحاضرات كانت في تونس، والمغرب والعراق، ولبنان، وألمانيا، وغيرها، وكان آخرها في الجزائر خلال شهر يونيو 2023. ويقول عن تلك المناسبة:( لقد كنت مشاركاً في ندوة دولية بمدينة وهران، الجزائر، بعنوان:الإنتاج المعرفي للمؤسسات الدينية في شمال إفريقيا:الرهان ومتطلبات الواقع المعاصر، وقد قدمت ورقة كانت بعنوان:'إنتاج المعرفة الدينية في السودان وموقف مؤسساتها من تجديد الخطاب الديني: مشروع الفهم الجديد للإسلام نموذجاً' فجاء سؤال من أستاذة جامعية، بعد تقديمي للورقة على النحو الآتي: ما الذي يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين؟ و تضمنت الإجابة عن هذا السؤال، رداً على ثلاثة أسئلة، تقول:ماهو مصدر معرفة محمود محمد طه؟ وكيف بدأ محمود محمد طه؟ وإن كان محمود محمد طه قد وصل، كما أخبرنا في محاضراته، حتى قال له النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: 'ها أنت وربك'، فكيف وصل محمود محمد طه؟ وكيف بدأ؟ كذلك نجد في هذا الفصل إجابات على أسئلة أخرى تكررت في معظم المحاضرات التي قدمها المؤلف والندوات العديدة التي شارك فيها ومن ضمن تلك الأسئلة: لمن قرأ الأستاذ محمود محمد طه؟ هل تتلمذ على مُفكر بعينه؟ و هل قرأ لأي من المُفكرين الإسلامين المُعاصرين؟ و بمن تأثر من المفكرين في تطوير أفكاره؟ وماهي نقطة الخلاف مع المفكرين الإسلامين؟
يقول عبد الله: (يصعب في تقديري، رصد كل ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين، ولكنني أقدم هنا بعض المميزات التي استطعت رصدها، وقد يلتقي بعض المفكرين معه في طرف منها ، ومرد اللقاء في بعض هذه المميزات إلى أن العقول كبيرة تلتقي، كون المعلم واحد، كما يقول محمود محمد طه :'الله هو المعلم الأصلي'
قدم الكتاب سبع مميزات، وفصل فيها، كما أجاب على الأسئلة أعلاه، وقد بين المؤلف أن بعض هذه الأسئلة كان قد طُرح على الأستاذ محمود محمد طه منذ الخمسينات و ستينات وسبعينات القرن الماضي، وأجاب عليها، كما أجاب على سؤال آخر ظل متجدداً، كما أنه لم يغب عن الكثير من محاضرات مؤلف هذا الكتاب ومحاضراته ولقاءاته بالمثقفين،والسؤال هو:هل أخذ محمود محمد طه من مُحي الدين بن عربي( 558هـ –648 هـ/1164 م– 1240 م)؟ وهنا يضيف عبدالله: (بل يجزم البعض، بدون احتراز أو ورع علمي،بأن محمود محمد طه أتي بمعارفه من ابن عربي). وقد ذكر عبد الله بأن الأستاذ محمود محمد طه قد أوضح بأن 'ما جاء به لم يأت به السابقون حتى ولا ابن عربي فهو جديد كل الجدة'. وأضاف عبدالله بأن الأستاذ محمود ذكر، قائلاً:'من يأخذ معارف الآخرين، هو نبات ظِل، فأنا لا آخذ معارف الآخرين..'. ثم قدم المؤلف المزيد من التفصيل في إجابته مبيناً موقع ابن عربي مما أتي به الأستاذ محمود محمد طه، وبتوسع. كما أضاف المؤلف، قائلاً:(و في ندوة قدمها المؤلف (الدكتور عبدالله الفكي البشير) في منبر حواري ببرلين -ألمانيا، كانت في يوليو 2023،سألته أستاذة جامعية، قائلة :( لاحظنا توافق في بعض مما جاء به محمود محمد طه مع ابن رشد (1126م– 1198م) فهل يمكن القول إن محمود محمد طه أخذ من ابن رشد أو تأثر به؟.
قدم المؤلف إجابات مفصلة عن كل هذه الأسئلة التي وردت أعلاه وغيرها، كما لخص سبع مميزات تميز بها المفكر محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين. كذلك أجاب بتوسع عن الأسئلة القائلة: لمن قرأ محمود محمد طه؟ وبمن تأثر من المفكرين؟ وماهي نقاطالخلاف مع المفكرين الإسلاميين؟ وماهي غاية الفهم الجديد للإسلام؟ ولمَّا كانت الغاية هي إنجاب الفرد الحر حرية فردية مطلقة، وإن كل شيء في الرسالة الثانية من الإسلام،هو وسيلة إلى انجاب الفرد الحر حرية مطلقة، وكذلك المجتمع، والإسلام، و القرآن، والعبادات من باب أولى.. فماهي الوسائل التي يتم بموجبها إنجاب الفرد الحر؟ أجاب المؤلف عن هذا بتفصيل، متناولاً ما أوضحه الأستاذ محمود محمد طه عن الوسيلتين، وذكر المؤلف، أن الوسيلة الأولى هي: وسيلة المجتمع الصالح، كون 'المجتمع و سيلةموسلة لحرية الفرد'، وفصل المؤلف في ذلك. والوسيلة الثانية لإنجاب الفرد الحر، كما يقول المؤلف، هي المنهاج التربوي العلمي الذي يواصل به الفرد مجهوده الفردي. وهذا المنهاج، كما أضاف المؤلف، هو تجسيد حياة محمد الإنسان، النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما بينه الاستاذ محمود محمد طه في كتابه: طريق محمد. ويوضح المؤلف بأن الطريق هو النهج العملي الذي يوصل إلى الله، أي الحضور مع الله. وقد قدم المؤلف المزيد من التفصيل.
نلتقي في الحلقة السادسة، وهي تتمحور حول لماذا يقول المؤلف المفكر محمود محمد طه؟ وأحيانا المبشر محمود محمد طه؟ ومن أين جاء المؤلف بصفة المفكر والمبشر للأستاذ محمود محمد طه؟وتتناول الحلقة كذلك تربية التلاميذ وتكوين المجتمع الجمهوري، وإعداد الدعاة الجدد (الإخوان الجمهوريون والأخوات الجمهوريات)، وما هي أساليب الدعوة؟ وعن أركان النقاش باعتبارها إحدى آليات الدعوة للفهم الجديد للإسلام، ما هو مفهوم أركان النقاش عند الجمهوريين؟ ومتى كانت بداية نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم- صحيفة عطارد 1965؟ وكيف تطور نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم- صحيفة الفكر (1967)؟ وما هي قصة تسمية الحوار بركن نقاش في فضاء جامعة الخرطوم- 1972؟ ومتى كانت البداية الفعلية لأركان النقاش بمكان وزمان معلومين في جامعة الخرطوم (1974)؟ والسؤال السابق لكل هذه الأسئلة، متى ظهر مصطلح أركان النقاش، لأول مرة، في فضاء الفكر الجمهوري؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التغيير
منذ 17 ساعات
- التغيير
كامل إدريس.. الماسخ المكرور!
ظاهرة توزيع الوزارات على النطيحة والمتردية، واضطراب حكومة بورتسودان، لم تغب حتى عن فطنة وفراسة (القونات) والمغنين الانتهازيين الذين خبروا حكمة الشاب الثائر في أن الكوز كائن متحوّل! وعلموا أن انتفاخ الجيوب بالدولارات والتكسب من وراء التعيينات الوزارية لا يحتاج سوى جهد (شوية مع دول، وشوية مع دول)!! والصحفي الهندي عزالدين لا يرضى لنفسه أن يكون من (الخوالف)، فبينما ضجّ الرأي العام في وسائط التواصل الاجتماعي مجمعًا بأغلبية على رفض تعيين الجنرال وحكومة بورتسودان السيد كامل إدريس رئيسًا للوزراء المرتقب، كتب صحفي المساجلات الجوفاء، في صفحة أكس/ تويتر (عاد البعض في بورتسودان إلى الأسطوانة المشروخة.. يسمعون ويرددون، أخذوا يسرحون في الوسائط بخبر تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، وبعض هذا البعض من الدائرة المحيطة بالرئيس البرهان من ساسة بورتسودان!! أتعجب لهذا العبث والهرجلة التي تسود العاصمة الإدارية بشكل مزعج، يكشف عن اضطراب وانقسام في مركز القرار، فقد أصدر مجلس السيادة قبل أسبوعين قرارًا بتكليف السفير دفع الله الحاج رئيسًا للوزراء، ومن المفترض أن يتسلم موقعه نهاية هذا الشهر، فكيف يعودون إلى مسلسل 'كامل إدريس الماسخ المكرور'؟؟ كامل يشبه حمدوك، ولذا رشحناه في أكتوبر 2021، لكنه لا يصلح لقيادة الحكومة في أتون حرب مستعرة. لا يستطيع. البرهان لا يعرفه، ولا كباشي. احترموا دماء الشهداء يا هؤلاء، واستشعروا عذابات أهل السودان) أنتهي.. حدثنا الحكيم الهندي أن تعيين السيد كامل إدريس من قبيل (الماسخ المكرور) إذ إن بالبلاد حربًا مستعرة وهو لا يستطيع، بل لا يصلح لقيادة البلاد في هذا الظرف، فهو شبيه حمدوك، رئيس الوزراء السابق، أي كلاهما ضعيف! والأخطر من ذلك، بحسب تصريحات الهندي، أن الدكتور كامل إدريس المرشح لرئاسة الوزارة، مجهول النسب المعرفي للجنرال البرهان وكذلك للجنرال كباشي، وأنه قد تم تعيينه من قبل السياسيين والدائرة المحيطة بالبرهان، في تأكيد على قبضة الحركة الإسلامية وجماعة علي كرتي على خناق الجنرال وقادة الجيش، وكذلك السيطرة على القرارات والتعيينات الوزارية في حكومة بورتسودان. وهو القول الفصل الذي فترت الأقلام وبحت الحناجر في قوله خلال عامي الحرب الكريهة بين الجيش و(خارج رحمه) الدعم السريع. وقبل أن نثمِّن شجاعة الصحفي عزالدين وحرصه على عدم زيادة عذابات أهل السودان، إذا به، في أقل من سويعات، عاد (الكائن المتحوّل) بأثواب جديدة (ن كان هناك من ميزة وحيدة لتعيين البروفيسور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، فهي انتهاء عهد (الشبيحة) وسماسرة السياسة في بورتسودان) انتهي.. يا للعجب!! أولم تُحدثنا أنت أن تعيين الرجل له علاقة ب(الشبيحة) في بورتسودان، وتحسّرت على الجنرالات خيالات المآتة! الخائرين عن مواجهتهم! أي سوط جعل الصحفي يبلع صوته في عجالة؟! هل كتائب جهاز الأمن أم كتائب الجنرالات؟ ولا ينقضي للعجب وطَر، عاد الهندي في فيلم (الماسخ المكرور) ليحدثنا أنه صديق البطل والزعيم المرتقب! فالبطل في الأفلام الهندية لا يُهزم، وخارق في الانتصارات، وبالطبع معبود الجماهير! وكذلك هندي الإنقاذ! كتب صديق البطل مجدداً (أستمعت إلى رؤية السيد رئيس الوزراء الجديد البروفسور كامل الطيب إدريس خلال اتصال هاتفي جرى بيننا عصر اليوم. أوضحت له وجهة نظري بشأن تعيينه في ظل تعقيدات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري في السودان وكيفية التعامل معها، ودعوت له بالتوفيق والسداد. علاقتي ببروف كامل تمتد لنحو عشرين عامًا) انتهي.. شهد الله، الإخوان المسلمون وكُتّابهم يكذبون ويداهنون كما يتنفسون، ولا يستحون ولو قيل لهم بينكم والموت فرسخًا!! الآن يخاطب الهندي الدكتور كامل إدريس بكامل الألقاب، بلغة العالم ببواطن الأمور، يبارك المنصب بعد أن تيقن أنه قد توهّط في كرسي الوزارة، وأن لا أحدًا ينتظر رأيه في تعيينه، ولا الشبيحة به يعبأون! وأدرك أن أقصر الطرق للتعيينات الوزارية من باب الإعلام، أن تكون (للاعيسر) الوزير حوارًا في الطريق، فهذه أسرع الدروب الواصلة والموصلة إليها. قولًا واحدًا، إن صدق الهندي في عمر صداقته للسيد الوزير كامل إدريس، فهذا أدعى للرأي العام ألا يثق في الرجل، بعد أن حدثنا أنه ضعيف (لا يصلح لقيادة الحكومة في أتون حرب مستعرة)! فهل توقفت الحرب بعد تعيينه المتسارع يا ترى؟ أم قد أسرّ السيد الوزير لصديقه أنه المخلّص للبلاد من حربها؟! ونحن، كأهل السودان المعذّب، لا عداوة لنا مع الوزير شخصية! ولا ندري مدي صحة قول الذين يمسكون عليه أدلة وسوابق مهنية، تطعن في أهليته، لكننا نعلم يقيناً أن الحكومة التي عُيِّن فيها لا تعبأ بالسلام، ولو استمرت حربها مئة عام بحسب زعمهم، ولا يهمها الدمار الشامل للوطن، ولا كرامة السودانيين التي أُهينت وتُمرّغت بالتراب في دول الجوار. كما نجزم بأن كل الذين انضموا لركابها جبناء عن مصلحة الشعب، ولو قدموا من بلدان السلام. فهي حكومة يستميت وزراؤها على كراسي السلطة، وتتضخم جيوبهم من استمرار حرب عنصرية وقبلية مقيتة بدعم دعاة استمرارها، ولذا نقول بقول رسول الله صلى الله عليه سلم (دعوها فإنها منتنة)


التغيير
منذ 2 أيام
- التغيير
مآخذ على المبعوث الأممي «العمامرة»..!
مآخذ على المبعوث الأممي «العمامرة»..! د. مرتضى الغالي 'رمطان العمامرة' المبعوث الأممي للشرق الأوسط و'المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان' إذا كان يظن إنه سيسهم في حل أزمة السودان بامتداحه سلطة بورتسودان الانقلابية وتقريظه لها وتبنيه لأطروحاتها التي تتجاهل حماية المدنيين ومستقبل التسوية.. إذا كان يظن ذلك فإنه لن يكون (وسيطاً مقبولاً) بل لن يكون حتى (محضَر خير).. إنما سيصبح (حجر عثرة وشنكلة) في طريق حل أزمة السودان.. ومن الأفضل له وللسودان أن يكف عن السودان مساعيه ووساطته ورحلاته.. وكان الله يحب المحسنين..! لقد اجمع كثير من المراقبين على انتقاد الترحيب المتعجّل لهذا الرجل بخطة عرجاء قدمها 'إبراهيم جابر' رجل الانقلاب ومندوب الكيزان في الجيش.. ووصفها بـ(خارطة طريق) لسلطة بورتسودان الانقلابية..! كما انتقد هذه الخارطة وموقف العمامرة منها العديد من القوى السياسية والمدنية في السودان، حيث اعتبرت ترحيب العمامرة العشوائي بهذه (الخارطة العشوائية القاصرة) انحيازاً صريحاً لحكومة الانقلاب..!! بل لقد جاء الانتقاد لهذه الخارطة ولترحيب العمامرة بها أيضاً من دوائر إقليمية وعالمية..! هذه (الخارطة المفخّخة) التي قدمتها سلطة بورتسودان غير الشرعية هي خارطة جانحة وفاشلة (حتى من الناحية الفنية البحتة) حيث أنها تتجاهل أطراف ومكوّنات متداخلة في النزاع المسلح.. كما إنها تتجاهل عن عمد و(بخبث أفعواني) القوى المدنية في السودان..! وبهذا يضع العمامرة نفسه في (مركب مثقوبة) ويقف في عداء مع مكوّنات وأطراف سودانية عديدة ويظهر انحيازه لطرف واحد من إطراف الحرب هو سلطة الانقلاب والكيزان.. وهذا ليس من التقاليد المرعيّة للوسطاء الدوليين والأميين..! فما هي يا ترى دوافع العمامرة لاتخاذ مثل هذا الموقف بكل ما فيه من عجلة تفتقر للرويّة والحياد وتمثل انحيازاً مكشوفاً لطرف دون أطراف أخرى؛ ولسلطة غير شرعية حتى في نظر الاتحاد الأفريقي ودوائر إقليمية وعالمية عديدة.. دعك من الشعب السوداني وقواه المدنية..! هذه (الخارطة العرجاء) تمثل قولاً وفعلاً موقف تحالف السلطة الانقلابية مع جهة سياسية معلومة للجميع.. أما الشعب بنازحيه ومشرديه فهو آخر ما يمكن أن يهتم به أصحاب هذا التحالف..! لقد تجاهلت (خارطة إبراهيم جابر الكفيفة) أوضاع وحياة ومصائر 14 مليون لاجئ ونازح، كما تجاهلت حالة المجاعة التي يرزح تحت وطأتها 24 مليون سوداني حسب مصادر المنظمات الأممية والعالمية المتخصّصة.. فأين ذلك من ترحيب العمامرة وابتساماته لقادة الانقلاب..؟! هل أصبحت منظمة الأمم المتحدة تجيز الانقلابات العسكرية على الحكومات المدنية..؟! أم أن ذلك من تخريجات العمامرة وحده… أم تراه تناسى أنه أدخل رأسه في (البُرمة السودانية) باعتباره ممثلاً لمنظمة الأمم المتحدة ولأمينها العام..؟! هذا الرجل سبق له أن أسند تفاؤله بحل أزمة السودان على (مداميك خاطئة) ومآلات معكوسة.. مثل حكاية المرأة التي اشتكت لصديقتها عن تأخر عودة زوجها للبيت، وتوجّسها من أن يكون تزوج بإمرأة أخرى.. فقالت لها صديقتها: (تفاءلي خيراً يا زولة.. إمكن صدمتو عربية)..! لقد كشف تصريح سابق للسيد العمامرة أنه لم يكن صريحاً أو على اقل تقدير أنه لم يكن مُطلعاً بقدر كافٍ على الأوضاع السودانية.. عندما قال إن الوضع الإنساني يسجل تحسناً نسبياً في بعض المناطق (بفضل التعاون بين المسؤولين والمنظمات الإنسانية)..! وحقيقة الأمر هو أن مسؤولي سلطة بورتسودان يعرقلون جهود المنظمات الإنسانية ويشنون عليها حرباً بغير هوادة.. بل يسرقون الإغاثة ويعرضونها للبيع في الأسواق..! لقد تم توجيه انتقادات للعمامرة أيضاً بسبب تبنيه لفكرة العودة إلى مرجعيات ما قبل الحرب؛ حيث أن ما قبل الحرب.. هو القبول بالانقلاب العسكري على السلطة المدنية..! كما أخذ عليه أنه رغم طول الحوار المطوّل الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط لم يتحدث مرّة واحدة عن المكوّن المدني، واقتصر حديثه على سلطة الانقلاب وجيش البرهان والدعم السريع..! نرجو من العمامرة كمبعوث أممي ألا يتعامل مع أزمة السودانية بمنطق الدول التي تناصر البرهان وانقلابه..! ويجب ألا يفوت على الأطراف الخارجية والأممية أن سلطة البرهان (سلطة انقلابية غير شرعية) لا تحُظى حتى باعتراف الاتحاد الأفريقي..! ومع ذلك يتحدث المبعوث الأممي عن البرهان ويسميه (رئيس مجلس السيادة) في حين كان ينبغي اعتباره قائداً للجيش 'بحكم الواقع المؤسف'.. حتى لو أغفلنا أن قيادة الجيش جميعها (قيادة كيزانية).. وهذه من الأمور الواضحة التي لا تحتاج إلى تيلسكوب أو إلى (مشكاة فيها مصباح.. المصباح في زجاجة)…! الله لا كسّب الإنقاذ والانقلابيين وأنصار الحرب.. حيثما كانوا..!


التغيير
منذ 2 أيام
- التغيير
طريق الحُوار والتفاوض مع أصحاب قرار الحرب وإستمرارها من الإسلاميين لصالح البلد
لن يختلف إثنان علي الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادنا اليوم بسبب الحرب وإفرازاتها في السُودان وماخلقته وتخلقه من واقع ومايترتب عليه حاضراً ومُستقبلاً ، الإستسلام لهذا الواقع ، أو مُحاولة الحلول فيه باي إتجاهات تؤدي لمزيّد من الخسائر والإصطفافات والإنقسامات لن تفيّد بلادنا والشعب السُوداني باي حال وباي صورة من الصور ، إنّ مسيّرة الصرّاع السياسِي الطويل والإختلافات والحروب لم تُعلمّنا غير أن الوطن ومصلحته يظلان فوق الجميّع وأهمّ من كُل الإعتبارات وماعداها ، وأن خُسرانه يظل هو الخُسارة الأفدح والجُرم الأكبر ، وأن المُساهمة في هذا تُعتبر هزيّمة ليس بعدها هزيّمة. في بحثنا الدائم عن الحلول لبلادنا والمُحافظة عليها وعلي شعبنا ومن أجل مصلحته في وقف آلة الموت والدمّار وإبعاد شبح الإنقسامات والتمزيّق والتفتت ، علينا السيّر في كُل الطرق الصعبة والوعرّة وتقدّيم مصلحة بلادنا والشعب علي ماعداها ، وتحكيّم وتغليب صوت العقل والحِكمة في إتخاذ قرارات تكفل إنهاء الصرّاع وجلب السلام الحقيقي والشامل والأمن والإطمئنان لكافة السُودانيين ، وأن يكون السيّر في هذا الإتجاه والتوصل للحلول فيه هو بإرادتنا كسُودانيين مهما إختلفنا سياسياً وليس مستورداً أو مفروضاً علينا وفقاً لمصالح آخرين غير سودانيين في المُجتمعين الإقليّمي والدولي. جرّبنا السيّر في طريق الصرّاع والحرب فماذا كانت النتائج؟؟ ، الإجابة إبادة وموت وإنتهاكات وجراحات ودموع وتشريّد ونزوح وقهر وجوع ومرض وفقر وعذابات لاحدّود لها لشعبنا ، وتدميّر لبلادنا وتمزيّق وتشظّي وتفتيت مُتعمّد لها ، ولانزال ينتظرنا مصيّر أسؤا لا قدر الله في حال إستمرارها أي الحرب وهذه الصرّاعات ؟؟ ، ماذا يتبقي لنا كي نخسره إذاً في ظل كُل هذا الواقع ، وما المأمول أن يأتي علي حساب إستمرار هذه المُعاناة وإستدامتها أو إستطالة أمدها ؟؟ ، ماذا سيّفيد صرّاعنا السياسِي ورفض حتي أي إتجاه للحوار والتفاوض حول مايُنهي هذا الصرّاع ويوقف كُل هذا الموت والدمّار والمُعاناة للسُودانيّن؟؟ ، ماذا ستفعل السُلطة التي يقتتل بسببها أبناء الوطن ويموت الشباب والطاقات الحيوية التي يتم توجيهها في إتجاهات خاطئة ، وتُرمّل النساء وتشب أجيّال من اليتامي وأصحاب العاهات المُستديّمة والجروح الغائرة ولأجل لاشئ؟؟ ، كيف يمكن التحول للبناء حتي في حال وقف الحرب والشعب والمُجتمعات مُنقسّمة ومُتناحرة بسببها؟؟؟ ، إلي متي نظل نستمع فقط لصوت الرفض للآخرين المُختلفين وعدم القبول حتي بالجلوس سوياً لمُناقشة أمر إختلافاتنا هذه؟؟ الخلافات بين الإسلاميين وبقية القوي السياسِية الأخري من جهة ، والإختلافات حتي بين الإسلاميين من جهة فيما بينهم ، ثم الإختلاف مابيّن القوي الديمُقراطية والثورية ومايطلق عليها مدنية أيضاً فيّما بينهم ، والإختلاف مابيّن حتي قوي الهامش والحركات التي تمثلها فيّما بينهم ، والإختلاف مابيّن العسكريين والمدنيين ، ومابيّن العسكريين والعسكريين ، ومابين مُربعات قوي الثورة فيّما بينهم ، ثم الإختلاف الأكبر مابيّن القوي المُجتمعيّة ومكوناتها ، كُل هذا أساسه عدم القبول بالآخر المختلف ، ورفض الحوار والتنازل له ، وعدم الإتفاق علي الأولويات ومصالح السُودانيين والنزول إليها ، عدم تحكيّم العقل في إتجاهات للإلتقاء ومشترك يجمعنا كسُودانيين وجدنا ونعيش في ذات الوطن والبلد…. الاعداء يتفاوضون ويتحاورون لأجل مصالح فمابالنا بأن لايلتقي سودانيون يحملون ذات الجنسيّة والصفة ويعيشون علي ذات التراب؟؟ ، الخلاف السيّاسي مقدور عليه إن توحدت الإرادة نحو الوطن ومصالح السُودانيّن ، والتوصل لتفاهمات تُوقف هذه الحرب والإبادة وهذه المُعاناة ، والإتجاه لحاضر و مُستقبل أفضل يصنعه السُودانيّون بأنفسهم… إنها دعوة للحوار مابيّن القوي الرافضة للحرب و أصحاب قرار الحرب سواء إسلاميين أو غيرهم مدنيّن و عسكريين ، ودعوة لوقف العدائيات واللغة الخشنة وكُل الإجراءات التي تُعيّق نجاح هذا الإلتقاء والحوار غير المشروط ، جنده الرئيسي أولاَ هو وقف إطلاق النار والحرب والعمل لمصالح كافة السُودانيين وإنهاء مُعاناتهم ، ثم الذهاب إلي عمليّة سياسية لا إقصاء فيها تأتي فيها بقيّة التفاصيّل بحيث تضمّن المُحافظة علي وجود ووحدة البلاد والتداول السِلمي للسُلطة فيها والعدالة القائمة علي عدم التعدّي وعدّم الإسراف في القتل والإنتقام ولكنها تُحصن المُستقبل ضد إعادتها مُجدداً ، و التأسيس الجديد للبلاد بمايضمن كافة حقوق السُودانيين ومواطنتهم فيه علي قدر المساواة. هذه الدعوة أعلم أن بعض المُتشددين والموتورين ومن تنقصهم النظرة الأشمّل ستجد مقاومة أو رفض أو مُماحكة أو محاولات للعرقلة ، ولكن تصميّمنا علي الإلتفات فقط لمصالح السُودانيين والوطن يجعلنا نمضي فيه بلا اي حسابات غير وقف إبادة السُودانيين وإنهاء حالة الحرب والإقتتال فيه ، ندعوا كُل العُقلاء في كُل الأتجاهات ، إسلاميين ، قوي ديمُقراطية ، يمين ويسار و وسط ، عسكريين وفصائل مُسلحة ومدنيّن لدعم هذا الأتجاه والسيّر فيه ، فالوطن للجميّع ومصلحته فوق مصالح الجميّع……