
لواء عسكري: 3 أشياء وضعها دخول أميركا الحرب تحت المجهر
في لحظة حرجة من التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، أعادت الضربة الجوية الأميركية على منشأة "فوردو" النووية إلى الواجهة أسئلة كبرى عن فاعلية القوة الجوية والقاذفات الاستراتيجية مثل "بي2"، ومصير المشروع النووي الإيراني، وقدرة طهران على الرد.
اللواء السعودي المتخصص في الشأن الإيراني أحمد الميموني، يقدم قراءة عسكرية واستخباراتية للمشهد، تستند إلى معرفة عميقة بالسلوك الإيراني وتاريخه، وتكشف عن صورة أكثر تعقيداً مما يظهر في التصريحات السياسية.
يرى أن دخول الولايات المتحدة المباشر في الحرب مع إيران يتجاوز التقديرات الإعلامية السطحية، إذ يعتقد أن هذا التدخل جاء نتيجة تراكم ضغوط سياسية واستراتيجية داخلية على الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ رئاسته السابقة، إضافة إلى تحديات متزايدة تتعلق بسمعة وكفاءة السلاح الأميركي.
رمز استقلالية لا يمكن التفريط فيه
ويفسر الميموني غياب المرونة الإيرانية، على رغم وضوح جدية ترمب، باعتبارات تتجاوز اللحظة السياسية، قائلاً إن "لإيران أولويات تمليها أيديولوجيتها غير المرنة، ومن ضمنها اعتزازها ببرنامجها النووي كرمز للاستقلالية، كذلك فإن هذا البرنامج بالنسبة إلى إيران هو دليل على التقدم والمعرفة التقنية، ومصدر للشرعية". ويوضح أن النظام الإيراني استثمر موارد ضخمة في هذا البرنامج وفرط في سبيله بـ"فرص ضائعة مهولة"، فضلاً عن اعتباره ورقة تفاوضية مركزية في علاقاته مع الشرق والغرب. ويتابع: "كان المطلوب من إيران التخلي عن كل ذلك، وهو خط أحمر بالنسبة إلى المرشد والنظام ككل".
ويشير إلى أن طهران ربما راهنت على قدرتها في إدارة مفاوضات طويلة وشاقة شبيهة بتجربة 2015، ضمن ما تصفه بـ"الصبر الاستراتيجي"، لكنها لم تدرك – بحسب تعبيره – أن ترمب "أمام اختبار لصدقيته، وإثبات قدرته على الفعل، كذلك فإنه قليل الصبر وتقع عليه ضغوط كبيرة جراء الضربات التي أصبحت مؤثرة في الإسرائيليين وفي سمعة وكفاءة الأسلحة الأميركية".
ماذا تقول معركة "تورا بورا" اليوم؟
وعن مدى تأثير الضربة الأميركية على المشروع النووي الإيراني، يقر اللواء الميموني وهو أيضاً قيادي في معهد "رصانة" للدراسات الإيرانية بأن "الضربة بلا شك مؤثرة وتؤخر قدرة إيران وتقدم برنامجها، بعدما كانت على مقربة من إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع إذا أرادت"، لكنه في المقابل يلفت إلى أن "تقدير الأضرار الناجمة غير معلن، كذلك فإن إيران بحسب التصريحات قد نقلت مخزونها من اليورانيوم المخصب لمكان آخر، وقد تستخدم هذه المادة لاحقاً".
ويربط الميموني مستقبل المشروع النووي الإيراني بعوامل عدة، من أبرزها "خروج المرشد الإيراني بسلام من هذه الأزمة وبقاء النظام، وخياراته المستقبلية في شأن البرنامج النووي"، مؤكداً أن "من السابق لأوانه الحديث عن المشروع النووي الإيراني بينما يواجه النظام ككل تحدياً وجودياً".
وعند مقارنته بما حدث في "تورا بورا" الأفغانية لدى مطاردة أميركا بن لادن، يرى اللواء الميموني أن "المعايير تختلف بين مواجهة الدولة ومواجهة تنظيمات"، فالدول، كما يقول، "لديها ما تخسره من مقومات بشرية ومادية، بينما الميليشيات عادة تسعى إلى تحقيق ميزة من لا شيء، والقدرة على التضحية لديها عالية". ويعتبر أن النظام الإيراني يقف أمام أخطار تتجاوز الجغرافيا، فهو يواجه تهديداً وجودياً حقيقياً بفقدان ما يسميه "الفكرة الإيرانية" المرتبطة بالثورة والمرجعية، إضافة إلى احتمال "تقسيم البلاد" وخسارة "مشروع وطني دفع ثمنه الشعب الإيراني عقوداً من الزمن".
لكنه يقر بحضور معادلة أن "الهجمات الجوية ليست حلاً نهائياً لتحقيق الغايات الكبرى، فمن دون تحرك على الأرض تفقد الهجمات معناها". ويذكر بأن "حكومة 'طالبان' لم تسقط إلا بالدخول البري في 2001، ونظام صدام لم ينهر إلا بعد اجتياح بري"، بوصف ذلك أحد دروس الأنظمة العسكرية بعد فشل الهدف من عملية "تورا بورا"، بالقبض على زعيم تنظيم "القاعدة" بعد الـ11 من سبتمبر (أيلول).
هل لا يزال حلم "القنبلة" ممكناً؟
وعن تصريح ترمب بأن المشروع الإيراني قد انتهى، يقول الميموني "الضرر ربما حدث وبتأثير كبير، لكن القدرة على الاستعادة ممكنة في حال توفرت للإيرانيين فرصة لإعادة تجميع القدرات المادية والبشرية وتنظيم عملها مرة أخرى"، لكنه يستدرك بالإشارة إلى أن ذلك "سيتطلب وقتاً طويلاً، بخاصة في ظل الأوضاع المادية الصعبة للبلاد". ويذكر أن "إيران كانت على مقربة من تصنيع قنبلة نووية، وأن الاتفاق النووي في 2015 كان يقوم على أساس إبقاء إيران على بعد عام من امتلاك سلاح نووي"، لكنه يرجح أن "الضربة التي قام بها ترمب ربما جعلت الوقت أطول بكثير".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ما يتعلق بمخزون إيران من اليورانيوم المخصب، يشير اللواء الميموني إلى أن "التقديرات تشير إلى أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة يمكن إيران من إنتاج عدد من القنابل في فترة قصيرة إذا أرادت"، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن "المعضلة تكمن في حاجة إيران إلى حل معضلتها مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات"، محذراً من أن الإصرار على المضي قدماً في التسلح النووي "سيقود إلى أخطار كبرى من توجه أميركي – إسرائيلي لإطاحة النظام".
إيران بارعة في إدارة الأزمات
وعن احتمال تغيير العقيدة النووية الإيرانية، يرى الميموني أن النظام في طهران "لديه خبرة طويلة في إدارة الأزمات، ولديه قدرة على المناورة، وربما ينحني للعاصفة من أجل الحفاظ على بقاء النظام"، معتبراً أن هذا يتطلب "ألا يظهر تحد في ما يتعلق بالملف النووي، لا سيما أن لأخطار محدقة في الوقت الراهن". ويرجح أن تقتصر ردود إيران على "مناوشات ضد إسرائيل للإبقاء على حال من الردع، وعدم التعرض لهجوم أميركي – إسرائيلي شامل".
أما إذا قررت إيران المضي نحو إنتاج سلاح نووي، فيقول "ليس هناك صعوبة في ذلك في حال قررت هذا التوجه، لكن الأخطار كما سبقت الإشارة محدقة، ومن الحكمة أن يتم تهدئة أي قرارات تتعلق بالطاقة النووية، ما لم يكن هناك دعم من إحدى الدول الكبرى".
وفي ما يتعلق بتقارير تعيين المرشد ثلاثة خلفاء له، يرى الميموني أن "هذا ليس مستغرباً"، موضحاً أن "كثيراً من التكهنات تشير إلى أن ذلك طبيعي لظروف المرحلة، والتهديدات التي توجهها الولايات المتحدة وإسرائيل للمرشد مباشرة". ويعتقد أن "الرسالة الداخلية موجهة إلى عموم الإيرانيين والمجتمع الديني بأنه حتى ولو اغتيل خامنئي فإن الدولة لن تسقط، وأن ثمة بدائل ستقود الدولة وتواجه العدوان وتحافظ على إرث الثورة الإسلامية"، أما خارجياً فيشير إلى أن الرسالة واضحة كذلك "النظام لن يسقط بتوجيه ضربة إلى مفاصله باغتيال خامنئي أو غيره، إذ ثمة من سيرفع الراية نفسها وبالنهج ذاته".
وفي شأن ما إذا كانت إيران أصبحت أكثر عقلانية في إدارتها المواجهة، ينفي الميموني ذلك، موضحاً أن "النظام الإيراني يعتبر بقاءه أولوية قصوى، ويدرك أن هناك تفاوتاً كبيراً في ميزان القوة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة". ويضيف "هناك خطوط حمراء إذا تجاوزها فإنه يضحي بنفسه، ومن ثم فإنه اعتمد استراتيجية تجمع بين التصعيد العسكري وعدم استفزاز الولايات المتحدة مع إبداء الاستعداد للعودة إلى الدبلوماسية". ويرى أن إيران "أكثر إدراكاً للخلل في ميزان القوة، وتفضل عدم الانتحار، لا أنها أصبحت أعقل بالمعنى السياسي".
سر الاختراقات و3 مؤشرات تستحق المراقبة
ويعزو الميموني حجم الاختراقات التي شهدها الداخل الإيراني أخيراً إلى تراكمات سابقة، قائلاً إن "حال الاختراق في الداخل الإيراني لم تكن جديدة"، مشيراً إلى "عمليات اختراق كبرى مثل سرقة الملف النووي عام 2017، واغتيال عدد من العلماء النوويين". ويعيد ذلك إلى "البيئة الداخلية في إيران التي وفرت الفرصة للاختراق، بما في ذلك ضعف الولاء الشعبي، وامتداد الحدود، واستنزاف مقدرات البلاد في مشاريع خارجية"، مما جعل "النظام والشعب لقمة سهلة للتجنيد".
ويختتم اللواء الميموني تقييمه بثلاثة مؤشرات يجب مراقبتها في المرحلة المقبلة، وهي: رد فعل إيران الفعلي – الذي قد يتضمن استهداف الأصول الأميركية أو إغلاق الممرات البحرية، ثانياً، مدى رغبة إيران في إشعال حرب إقليمية عبر أذرعها، وثالثاً، إمكان لجوء ترمب إلى خفض التصعيد عبر الوساطة والدفع نحو طاولة المفاوضات. ويؤكد أن "مسار الحرب ومستقبل النظام سيتحددان وفق هذه التحولات الثلاثة".
وفصل المحلل العسكري ذلك أكثر بالقول "علينا أن نراقب رد فعل إيران، حيث سيتوقف عليه مسار الحرب، وربما مستقبل النظام ككل، فقد تلجأ إيران إلى التصعيد واستهداف المصالح والأصول الأمريكية في المنطقة، واغلاق مضيق هرمز وباب المندب، او استهداف السف الامريكية، هذا بلا شك لن يبقى دون رد أمريكي، بل سيعطي ترامب سببا كافيا من أجل توجيه ضربات بهدف إسقاط النظام".
وأضاف "علينا ان نراقب كذلك ما إن كانت إيران معنية بإشعال حرب إقليمية عبر إشراك الجماعات المسلحة التابعة لها في الحرب، ومن ثم اشتعال الحرب في اليمن والعراق ولبنان، أم أن إيران قد تكتفي بضربة رمزية من أجل حفظ ماء الوجه لأي من القواعد العسكرية دون أضرار ومع إبلاغ مسبق".
وأخيراً يرى أن "علينا أن نرى ما إن كان ترامب سيضغط من أجل وقف الحرب، وذلك عبر الضغط على نتنياهو من أجل خفض التصعيد، ودفع الوسطاء من أجل إقناع إيران بالعودة لطاولة المفاوضات".
كانت الضربة الأميركية لثلاث منشآت إيرانية رئيسة للبرنامج النووي في "فوردو" وأصفهان ونطنز، أحاطت المنطقة بكثير من المخاوف وأسئلة التوتر، حول التداعيات داخل إيران وخارجها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 32 دقائق
- Independent عربية
الولايات المتحدة تصدر "تحذيرا عالميا" للأميركيين وتحذر من أخطار متزايدة
أصدرت الولايات المتحدة الأحد تحذيراً لمواطنيها "في كل أنحاء العالم" على خلفية النزاع في الشرق الأوسط الذي قد يعرض المسافرين الأميركيين أو المقيمين منهم في الخارج لأخطار أمنية متزايدة. وجاء في التحذير الأمني الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية "أدى النزاع بين إسرائيل وإيران إلى اضطرابات في حركة السفر وإغلاق دوري للمجالات الجوية في منطقة الشرق الأوسط. وهناك احتمال لاندلاع تظاهرات ضد المواطنين والمصالح الأميركية في الخارج". ونصحت الخارجية "المواطنين الأميركيين في كل أنحاء العالم بتوخي المزيد من الحذر". ولم يشر البيان إلى تدخل الولايات المتحدة في النزاع من خلال قصفها منشآت نووية في إيران، وهي خطوة اعتبرت طهران أن عواقبها يتعذر إصلاحها. الرد الإيراني هددت إيران الأحد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط من هجمات انتقامية رداً على الضربات الجوية غير المسبوقة التي قال البنتاغون إنها دمرت البرنامج النووي الإيراني. وبعد يوم من إلقاء الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلفها الأمر. وحثت أميركا طهران على عدم الرد، وبدأت احتجاجات صغيرة مناهضة للحرب في الخروج إلى الشوارع في مدن أميركية. في الأثناء واصلت إيران وإسرائيل تبادل القصف بالصواريخ، وذكر إعلام إيراني أن انفجار في غرب البلاد أودى بحياة ستة جنود. وفي وقت سابق الأحد أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل تسببت في إصابة العشرات وتسوية مبان بالأرض في تل أبيب. "بيئة تهديد متزايدة" من جانبها، حذرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في إشعار لها من "بيئة تهديد متزايدة في الولايات المتحدة". وعززت أجهزة إنفاذ القانون في المدن الأميركية الكبرى دورياتها ونشرت قوات إضافية في المواقع الدينية والثقافية والدبلوماسية. ولم تنفذ طهران بعد تهديداتها باستهداف القواعد الأميركية أو عرقلة إمدادات النفط العالمية، لكن هذا الأمر قد يتغير. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي تصريحات أدلى بها من إسطنبول، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها. وأضاف "أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة". وقال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الله علي خامنئي، على منصة إكس إن زمام المبادرة "بات الآن بيد الطرف الذي يتصرف بذكاء ويتجنب الضربات العشوائية. ستستمر المفاجآت!". "نجاح عسكري مذهل" وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن عن الضربات الجوية في كلمة بثها التلفزيون، ووصفها بأنها "نجاح عسكري مذهل". وقال "لقد دُمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تدميراً كاملاً وشاملاً. على إيران، التي كانت تحاول فرض هيمنتها على الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن. وإلا، فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير". لكن التقييمات التي قدمها مسؤولون أميركيون شهدت تحفظاً أكبر، ولم تُنشر أي معلومات عن حجم الأضرار، باستثناء صور أقمار صناعية تظهر على ما يبدو حفراً على الجبل الذي يعلو منشأة فوردو الإيرانية. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع بعد الغارات الأميركية. وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي لشبكة (سي.إن.إن) إنه لم يتسن بعد تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشأة تحت الأرض. وذكر مصدر إيراني كبير لـ "رويترز" أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو نقل إلى مكان آخر قبل الهجوم. ولم يتسن التحقق من صحة هذا التصريح حتى الآن. وقال نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إن واشنطن ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع "برنامجها النووي الذي أعيد للوراء سنوات طويلة بسبب التدخل الأميركي". وفي خطوة نحو ما يعتبر على نطاق واسع أنه أكبر تهديد إيراني لمصالح الغرب، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز. ويمر ما يقرب من ربع النفط المنقول حول العالم عبر الممر الحيوي الذي يقع بين إيران وسلطنة عمان والإمارات. وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان وافق على إغلاق المضيق، لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. طرق غير تقليدية للرد يحذر خبراء أمنيون منذ فترة طويلة من أن إيران قد تجد طرقاً غير تقليدية أخرى للرد، مثل التفجيرات أو الهجمات الإلكترونية. وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز"، إيران الأحد من الرد على القصف الأميركي، قائلاً إن مثل هذا الإجراء سيكون "أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق". وقال روبيو في حديث آخر لقناة "سي.بي.إس" الأميركية "لدينا أهداف أخرى يمكننا ضربها، لكننا حققنا هدفنا". وأضاف لاحقاً "لا توجد عمليات عسكرية مزمعة حالياً ضد إيران إلا إذا تحركوا ضدنا".


الأمناء
منذ 34 دقائق
- الأمناء
ترامب: انتزعنا القنبلة النووية من أيدي الإيرانيين.. وحققنا إنجازاً هائلاً الليلة الماضية
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضربات التي نفذها الجيش الأميركي ضد المنشآت النووية الإيرانية، واصفًا إياها بـ"النجاح العسكري الباهر" و"الانتصار الساحق". وأكد أن العملية منعت إيران من امتلاك قنبلة نووية كانت ستستخدمها "لو تمكنت من ذلك". وقال ترامب في بيان نشره على منصته: "لقد حققنا نجاحا عسكريا باهرا أمس، وانتزعنا القنبلة من أيديهم، وكانوا سيستخدمونها لو استطاعوا. ما حدث كان انتصارا ساحقا بحق، ونصرا للولايات المتحدة وللأمن العالمي". وفي سياق انتقاده للمعارضين داخل الحزب الجمهوري، هاجم ترامب عضو الكونغرس توماس ماسي، النائب عن ولاية كنتاكي، قائلا إنه "يصوت دائما بـ(لا) تقريبا، بغض النظر عن أهمية المقترحات"، ووصفه بأنه "شخص ساذج ومتباه، لا يحترم الجيش الأميركي ولا يقدر شجاعة قواته المسلحة، حتى بعد نجاح عملية الأمس". وأضاف: "ماسي يمثل قوة سلبية، لا تؤمن حتى بأن مواجهة إيران النووية ضرورة استراتيجية، ويعارض كل ما من شأنه تعزيز قوة أميركا. إنه لا ينتمي إلى حركة (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا) – ولا نريده." وأشار ترامب إلى أنه سيدعم مرشحا جمهوريا منافسا لماسي في الانتخابات التمهيدية المقبلة، وقال: "سأتواجد في كنتاكي لأشارك في حملة انتخابية شرسة. حركة (لنجعل أميركا عظيمة مجددا) لا مكان فيها للسياسيين الكسالى وغير المنتجين." وفي ختام بيانه، وجه ترامب شكره للقوات المسلحة الأميركية، قائلا:"شكرا لجيشنا العظيم على العمل الرائع الذي قام به الليلة الماضية. كان مميزًا حقا. لنجعل أميركا عظيمة من جديد!". وأكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب اليوم الأحد أن الغارات الجوية الأميركية على مواقع نووية إيرانية لم تكن تمهيدا لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على الابتعاد عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض. ولم تكن عملية "مطرقة منتصف الليل" معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين للصحفيين إن سبع قاذفات من طراز بي-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات. وحذر وزير الدفاع بيت هيجسيث إيران من تنفيذ تهديداتها السابقة بالرد على الولايات المتحدة، وقال إن القوات الأمريكية مستعدة للدفاع عن نفسها. وقال هيجسيث للصحفيين في البنتاجون "هذه المهمة لم تكن تهدف ولا تتعلق بتغيير النظام". وقال نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس، في مقابلة أجراها معه برنامج "لقاء الصحافة مع كريستين ويلكر" على قناة إن.بي.سي التلفزيونية إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي. وأضاف "أعتقد أننا أعدنا برنامجهم إلى الوراء لفترة طويلة جدا"، مضيفا أن الولايات المتحدة "ليست لديها أي مصلحة في نشر قوات برية على الأرض". وقال كاين إن الولايات المتحدة أطلقت 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من عشرين صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية. أطلقت 75 ذخيرة دقيقة التوجيه، بما في ذلك أكثر من 24 صاروخ توماهوك، وأكثر من 125 طائرة عسكرية في العملية ضد ثلاثة مواقع نووية. وتدفع هذه العملية الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا، مع حربين في غزة ولبنان والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا. * أضرار بالمنشآت في ظل الأضرار المرئية من الفضاء بعد سقوط قنابل أميركية خارقة للتحصينات وزنها 13.5 كيلوجرام على الجبل المطل على موقع فوردو النووي الإيراني، يراقب الخبراء والمسؤولون عن كثب إلى أي مدى قد تكون الغارات عطلت طموحات إيران النووية. وقال كين إن التقييمات الأولية للأضرار الناجمة عن الهجمات تشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار بالغة ودمار، لكنه أحجم عن التكهن بما إذا كانت القدرات النووية الإيرانية لا تزال قائمة.

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
أميركا تستهدف منشآت إيران النووية
إيران: معظم المواد النووية في فوردو نقلت لمكان آخر قبل القصف أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استهداف المواقع النووية الإيرانية الرئيسة بضربات جوية خلال الليل بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، في تصعيد جديد وخطير للصراع في الشرق الأوسط. وأكدت طهران على حقها في الدفاع عن نفسها، وردت بوابل من الصواريخ على إسرائيل أسفر عن إصابة العشرات وتدمير مبان في تل أبيب. ووصف ترمب، في كلمة للشعب الأميركي بثها التلفزيون، الضربات بأنها "نجاح عسكري مذهل" وحذر طهران من الرد، قائلا إنها ستواجه المزيد من الهجمات المدمرة إذا لم ترض بالسلام. ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربات الأميركية بأنها "انتهاك خطير" لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وتدفع الضربات الأميركية، بقنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا بحروب في غزة ولبنان فضلا عن الإطاحة بالرئيس السوري السابق. ولطالما أكدت إسرائيل أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني لكن الولايات المتحدة وحدها هي من تمتلك القنابل الضخمة التي تزن 30 ألف رطل وقاذفات بي.2 العملاقة المصممة لتدمير أهداف مثل منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الأكثر أهمية في فوردو، والمبنية تحت جبل. وقتلت إسرائيل على مدى الأيام التسعة للحرب عددا كبيرا من القادة العسكريين الإيرانيين. وكان ترمب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترمب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن. لكنه أبقى على احتمال تجنب صراع أوسع إذا استجابت طهران للمطالب. وقال إن مستقبل إيران يحمل "إما السلام أو المأساة"، وإن هناك عددا من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يستهدفها الجيش الأميركي. وأضاف "إذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسوف نقصف تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة". وذكرت شبكة سي.بي.إس نيوز أن الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسيا السبت لتخبرها أن الضربات هي كل ما تخطط له وأنها لا تهدف إلى تغيير النظام. وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترمب على "قراره الجريء"، كما أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بترمب، قائلا إن العالم أصبح الآن أكثر أمانا. وعبر إيرانيون تواصلت معهم رويترز عن خوفهم من احتمال اتساع الحرب في ظل انضمام الولايات المتحدة. وقالت بيتا (36 عاما) وهي معلمة من مدينة كاشان بوسط البلاد قبل انقطاع الاتصال "مستقبلنا مظلم. ليس لدينا مكان نذهب إليه، وكأننا نعيش في فيلم رعب". قال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق 40 صاروخا على إسرائيل خلال الليل، مُحذرا من المزيد. وأضاف أنه لم يُستخدم بعد الجزء الرئيسي من قدراته. ودوت صفارات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل، مما دفع ملايين الأشخاص إلى غرف آمنة وملاجئ مع دوي الانفجارات وشُوهدت عمليات اعتراض الصواريخ فوق القدس ومناطق أخرى. وفي تل أبيب، خرج أفياد تشيرنوفسكي(40 عاما)، من ملجأ ليجد منزله قد دُمر في ضربة مباشرة. وقال "ليس من السهل العيش الآن في إسرائيل لكننا أقوياء جدا. نعلم أننا سننتصر". صور الأقمار الصناعية تظهر صور الأقمار الصناعية للمنطقة الجبلية التي تقع فيها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، والتي حصلت عليها رويترز، بعض الأضرار عقب الضربات الأميركية، واحتمال وقوع تلفيات في المداخل القريبة. وكان من المستحيل إلى حد كبير تقييم حجم الأضرار داخل إيران صباح الأحد. وانقطعت الاتصالات داخل إيران ومع العالم الخارجي بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، مع انقطاع الإنترنت. وتقول السلطات الإيرانية إن مئات الأشخاص قُتلوا في قصف إسرائيلي، معظمهم من المدنيين. وتوقفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية ، التي بثت لقطات حية للأضرار التي لحقت بأهداف مدنية في الأيام الأولى من القصف الإسرائيلي، عن عرض صور منتظمة للأضرار. وقد فرغت أجزاء كبيرة من طهران ، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، من سكانها، وفرّ السكان إلى الريف مع قصف إسرائيل للعاصمة. ويُعد قرار ترمب أكبر مغامرة في السياسة الخارجية خلال فترتي رئاسته، وقد رافقه خلال الإعلان نائبه جيه.دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو. وقال ترمب إن القصف الأميركي دمر المواقع النووية الرئيسة الثلاثة في إيران نطنز، وأصفهان، وفوردو، والتي تشارك في إنتاج أو تخزين اليورانيوم المخصب، وهو مادة تُستخدم كوقود لمحطات الطاقة، وكذلك لصنع الرؤوس الحربية النووية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عدم رصد أي زيادة في مستويات الإشعاع في محيط المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف الأميركي. وأعلن المدير العام للوكالة رافائيل جروسي عن اجتماع طارئ لمجلس محافظيها المكون من 35 دولة اليوم الاثنين. وأفاد مصدر إيراني رفيع المستوى لرويترز بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو قد نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم، وأن عدد العاملين هناك قد انخفض إلى الحد الأدنى. وصرح محمد منان رئيسي، عضو البرلمان عن مدينة قم، القريبة من فوردو، لوكالة فارس للأنباء شبه الرسمية بأن المنشأة لم تتضرر بشكل خطير، دون الخوض في تفاصيل. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية". وتؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وأن لها الحق السيادي في متابعته بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. ولطالما اتهمت الدول الغربية طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر إلى أن إيران انتهكت التزاماتها بموجب المعاهدة. ولم يستبعد عراقجي انسحاب بلاده من معاهدة حظر الانتشار النووي. إيران تحدثت عن نقل معظم المواد النووية في فوردو قبل القصف الأميركي(رويترز)