logo
براك في بيروت... تجديد للوعد الأميركي ولكن بشرط

براك في بيروت... تجديد للوعد الأميركي ولكن بشرط

صيدا أون لاينمنذ 4 ساعات

يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، فبين تغريدة يتمنى فيها الحظ السعيد لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي، ملوّحاً بالتدخل المباشر في الحرب الإسرائيلية على ايران، يعود ويصدر سلسلة مواقف يشير فيها الى أنه لم يغلق باب التفاوض، كما أعلن مساء الأربعاء، بأن "ايران ترغب بالتفاوض وربما نفعل ذلك".
الا أنه وبعد حوالى الأسبوع على اندلاع الحرب، كل التوقعات تشير الى أن الامور ذاهبة الى التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب، وربما يكون الأسبوع الثاني اصعب بكثير من الأول.
بين واشنطن وتل أبيب
وفي السياق، أشار النائب غسان سكاف، عبر جريدة الأنباء الالكترونية، إلى ضرورة الفصل بين السياسة الأميركية في المنطقة وسياسة إسرائيل لأنها ليست على تنسيق دائم كما يظن البعض. فسياسة أميركا غير سياسة اسرائيل، لكن سلوك بعض الدول المعنية في المنطقة وخاصة ايران تجعل السياستان الأميركية والاسرائيلية تتقاربان أو تبتعدان. وقال ان اميركا لم تكن تريد حرباً شاملة مع ايران بل محدودة لضبط الأمور وإخضاع النظام الايراني وإجباره على العودة الى المفاوضات. لان اميركا لا تريد الوقوع بنفس الخطأ الذي ارتكبته بإسقاط نظام صدام حسين وتفكيك الجيش العراقي. أما اسرائيل فهي تريد استهداف القدرة النووية لايران وصولاُ الى إسقاط النظام، وقد مهّدت لتحقيق هذا الهدف باغتيال قيادات الصف الأول في ايران.
سكاف رأى ان المنظار الاميركي أوسع من من المنظار الاسرائيلي. أميركا تعرف جغرافية ايران الجيوسياسية، ما يحتّم بقاء ايران في المنطقة. فأميركا ستجد نفسها مجبرة على الدخول في الحرب، لكنها لن تعلن الحرب على إيران، وقد تقوم بضربات نوعية تساعد اسرائيل. لذلك فان إعلان اميركا الحرب على ايران يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي وهذا لن يستطيع ترامب انتظاره، اما الضربات فهي لمساعدة اسرائيل.
سكاف اعتبر أن النهاية للحرب معروفة نتائجها، لكن هل تطول، هل ستتدحرج من خطورة الى خطورة أكبر؟ هنا يكمن السؤال. واليوم الأهم هو قصف المفاعلات النووية ومراكز تخصيب اليورانيوم وهناك خطورة كبيرة في ذلك.
سكاف لفت الى أن المفاوضات كانت تتركز على نقل اليورانيوم من ايران الى دولة مجاورة، لكن ايران رفضت ولم تقبل، لذلك وصلت المفاوضات الى طرق مسدود، لافتاً الى أن اسرائيل بدأت تخطط لهذه الحرب في 7 تشرين الأول 2023 بضرب الأذرع الإيرانية واليوم تريد قطع الرأس.
موفد أميركي في بيروت
وأمام هذا المشهد المصيري في المنطقة، يحافظ لبنان على الحياد، متجنّباً التورط في هذه الحرب.
وفيما يتابع رئيسا الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام التطورات الراهنة في ضوء استمرار الحرب الاسرائيلية الايرانية، والاطلاع على اخر المستجدات المتعلقة بها تداركاً من مخاطر ارتداداتها على لبنان. يصل اليوم الى بيروت الموفد الأميركي دونالد ترامب توم باراك لمتابعة الملفات المطروحة وفي طليعتها الملف المتعلق بتسليم سلاح حزب الله ومتابعة تنفيذ القرار 1701.
وفي المعلومات الواردة لجريدة الأنباء الالكترونية، فان باراك سيلتقي الرئيسين عون وسلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية يوسف رجي. وان محادثاته ستتمحور حول هاتين النقطتين مع تجديد الوعد الأميركي بالمساعدة على الاعمار والاستمرار بدعم الجيش، ولكن بشرط التزام لبنان بتنفيذ بنود القرار ١٧٠١ وحصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة.
يشار الى أن هذه الزيارة هي الاولى لمسؤول أميركي بعد عزل الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس.
تحييد لبنان
بالتزامن دعا النائب سكاف الى تحييد لبنان عن هذا الجحيم الذي يلف المنطقة، مثنياً على القرار العاقل الذي اتخذه حزب الله ورحبت به كل فئات المجتمع اللبناني.
وقال: "علينا استكمال السعي لانهاء موضوع السلاح الذي أصبح لكبر من حزب الله، مصلحتنا عدم توريط لبنان"، آملاً أن يستمر حزب الله بالقرار الذي اتخذه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تداعيات الصراع بين إيران وإسرائيل على ألمانيا: النووي والطاقة والهجرة
تداعيات الصراع بين إيران وإسرائيل على ألمانيا: النووي والطاقة والهجرة

النهار

timeمنذ 27 دقائق

  • النهار

تداعيات الصراع بين إيران وإسرائيل على ألمانيا: النووي والطاقة والهجرة

شكّل التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، وقصف مواقع نووية وعسكرية ومصانع صواريخ، واغتيال عدد من كبار الضباط والعلماء النوويين، وردّ طهران بصواريخ بعيدة المدى، مصدر قلق متزايد لألمانيا، وسط مخاوف من تحوّل الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، قد تكون تداعياتها السلبية سريعة وقاسية على الاقتصاد والأمن والمجتمع في البلاد. صدمة على الاقتصاد وأدّى اندلاع الحرب في الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار الوقود في ألمانيا، بعدما زادت عالمياً بنسبة 9% خلال الأيام الأولى من المواجهات. وتخشى برلين من أن يؤدي أي تصعيد إضافي بين إيران وإسرائيل إلى أزمة اقتصادية حادة، خاصة إذا ما تحققت التوقعات بارتفاع أسعار الطاقة بنسبة تتراوح بين 30 و50%، في حال إغلاق مضيق هرمز، الذي يمرّ عبره نحو 21% من إمدادات النفط العالمية. وفي هذه الحالة، ستواجه الشركات والمستهلكون في ألمانيا أعباء متزايدة نتيجة ارتفاع أسعار الغاز وزيت التدفئة والغذاء والكهرباء. وبوصفها دولة مصدّرة، فإن ألمانيا ستكون عرضة لمخاطر أكبر، بسبب تعطل سلاسل الإنتاج، وتهديد حركة الشحن والتجارة العالمية، إضافة إلى التضخم الناتج عن الارتفاعات الكبيرة في تكاليف التأمين والنقل. موجات لجوء محتملة في ظل تركيز الأنظار على التصعيد العسكري، يحذّر خبراء من موجات لجوء جديدة قد تتجه نحو ألمانيا وبلدان وسط أوروبا، إذا تدهور الوضع الإنساني في الشرق الأوسط، وانهارت هياكل الدول المتأثرة بالحرب، خصوصاً مع خطر تسرّب مواد إشعاعية في حال تعرّض منشآت نووية إيرانية للقصف. وتُعدّ إيران نفسها دولة مستقبلة لأعداد ضخمة من اللاجئين، إذ تؤوي نحو 4 ملايين أفغاني. وكانت السلطات الإيرانية قد حدّدت يوم 6 تموز/ يوليو موعداً نهائياً لترحيلهم. وفي هذا السياق، أكد المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء أن الحرب وانعدام الاستقرار السياسي قد يدفعان بموجات جديدة من الهجرة الجماعية من المنطقة بأسرها. وقد اعتبر وزراء الداخلية في الولايات الألمانية أن مستوى التهديد كبير، مشدّدين على أن الصراع يُشكّل أولوية أمنية قصوى، ويستدعي من الأجهزة المختصة اليقظة القصوى. كما أشار مراقبون إلى أن الحكومة الألمانية، وإلى جانب انشغالها بالملف الاقتصادي وسعيها إلى تنسيق ديبلوماسي مع فرنسا وبريطانيا، مطالَبة بتعزيز الأمن الوطني، وضبط الحدود، واتخاذ تدابير احترازية ضد التهديدات الإرهابية المحتملة، في ظل خطر التصعيد النووي بين إيران وإسرائيل. وقد أقرّ مجلس الأمن القومي المصغّر في برلين جملة إجراءات فورية لحماية المواطنين الألمان في الشرق الأوسط، وتأمين المؤسسات اليهودية والإسرائيلية داخل البلاد. خطر نووي متصاعد في ما يخص خطر انتشار السلاح النووي، أشار "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" إلى أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وتمتلك أكثر من 7000 كيلوغرام منه، وهي كمية قابلة للتخصيب خلال فترة قصيرة بما يكفي لصنع 5 إلى 6 قنابل نووية. كما حذّرت أجهزة استخبارات غربية من أن الصواريخ الباليستية الإيرانية، من طراز "شهاب 3" (مداه 2000 كلم) و"سجيل" (مداه 2500 كلم) والمزوّدة برؤوس حربية بزنة 1500 كلغ، قد تهدد أجزاء من جنوب شرق وغرب أوروبا. ورغم تأكيد البعض أن إيران ضعُفت نتيجة الضربات القاسية التي تلقّاها حلفاؤها، كـ"حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان، وبعد خروج سوريا من محورها إثر الإطاحة ببشار الأسد، إلا أن الباحث الأوروبي كاي مورشلات يقول لـ"النهار" إن من غير الواضح بعد ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستشلّ طهران أو تردعها فعلياً عن المضي في برنامجها النووي، خاصة أنها تمتلك القدرات والخبرة الفنية اللازمة. ويشير إلى أن أي هجوم موسّع قد يدفع إيران إلى الانسحاب الكامل من معاهدة حظر الانتشار النووي. ويلفت إلى أن انتهاء صلاحية قرار الأمم المتحدة المتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، سيعني عملياً أن هذا البرنامج لم يعد خاضعاً للرقابة الدولية، وهو ما يشكّل معضلة كبرى لأوروبا، وألمانيا بشكل خاص. ويخلص إلى أن احتواء التصعيد لم يعد بيد الأوروبيين، بل مرهون بتفاهمات بين الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وبعض دول الخليج. بين التضامن واللوم ورغم تضامن الحكومة الألمانية مع إسرائيل وتبريرها للضربة على أنها "استباقية دفاعاً عن النفس"، فإن أصواتاً سياسية أخرى عبّرت عن القلق من التصعيد، وطالبت بضبط النفس. فقد قال زعيم حزب اليسار يان فان آكين، في حديث صحافي، إن "من حق الدول الدفاع عن نفسها، لكن ما قامت به إسرائيل لا يُعدّ دفاعاً عن النفس، بل هجوماً يخالف القانون الدولي". وأضاف: "مع وجود المفتشين الدوليين في إيران، نعلم أن طهران لا تمتلك حالياً يورانيوم مخصّباً بنسبة 90%، وهي النسبة اللازمة لصنع قنبلة نووية. لكن الهجوم الإسرائيلي دمّر أدوات الرقابة، ما قد يسمح لإيران بالإسراع في تصنيع سلاح نووي". وأشار إلى أن "التزام ألمانيا تجاه إسرائيل لا ينبغي أن يمنعها من انتقاد السياسات المخالفة للقانون الدولي، سواء في غزة أو ضد إيران، بل يجب عليها اتخاذ خطوات جريئة، مثل الاعتراف بدولة فلسطين، ووقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل".

تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!
تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!

كشفت مصادر مقرّبة من دوائر القرار في واشنطن أن التباين المتصاعد في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الأمني بات يشكّل عائقاً حقيقياً أمام اتخاذ قرار واضح بشأن التصعيد العسكري ضد إيران، ما أعاد طرح خيار المفاوضات غير المباشرة على الطاولة، ولو بشكل موضعي ومشروط. وبحسب هذه المصادر، فإن الساعات الأخيرة شهدت نقاشات داخلية حادّة في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، حول جدوى الدخول في مواجهة مفتوحة في هذا التوقيت، في ظل تقديرات استخبارية تشير إلى أن الرد الإيراني قد يتجاوز حدود المسرح الإسرائيلي، بما يُهدد بانفجار إقليمي واسع يصعب احتواؤه. وتؤكد المعلومات أن التضارب الظاهر في مواقف ترامب ليس مجرّد مناورة سياسية، بل يعكس انقساماً فعلياً داخل دائرته الضيقة، حيث يدفع بعض مستشاريه باتجاه توجيه ضربة محدودة تحفظ الهيبة الأميركية، في حين يُحذّر آخرون من الانجرار إلى مسار استنزاف طويل قد يُخرج الوضع عن السيطرة. وتضيف المصادر أن ما وصفته بـ 'الارتباك السياسي' في إدارة الملف لا يُقرأ كضعف، بقدر ما يعكس ضغوطاً متشابكة داخل واشنطن، سيّما من مراكز التأثير الاقتصادي التي تُبدي قلقاً متزايداً من تداعيات حرب مفتوحة على الاستقرار الداخلي والأسواق. وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن قنوات تواصل غير مباشرة فُتحت خلال الساعات الماضية، عبر وسطاء خليجيين وأوروبيين، بهدف استكشاف إمكانيات خفض التصعيد، وتفادي أي تصعيد ميداني قد يفرض على واشنطن دخولاً مباشراً غير محسوب. وتلفت المصادر الى أنّ المشهد داخل الإدارة الأميركية لا يوحي باتجاه حاسم حتى اللحظة، وأنّ الخيار العسكري لا يزال مطروحاً من دون غطاء سياسي موحّد. وبين مشهد سياسي متوتر، ومخاوف أمنية واقتصادية متشابكة، تبدو خيارات واشنطن على الطاولة أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وإذا استمر هذا التردد، فإنه على الأرجح، وفق مصادر مطّلعة على مسار الاتصالات الجارية أن يُنتج الميدان هدنة بلا إعلان، ومفاوضات بلا صورة.

ترقّب لبناني "حَذِر".. كلّ الاستحقاقات مؤجّلة لما بعد انتهاء حرب إيران!
ترقّب لبناني "حَذِر".. كلّ الاستحقاقات مؤجّلة لما بعد انتهاء حرب إيران!

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

ترقّب لبناني "حَذِر".. كلّ الاستحقاقات مؤجّلة لما بعد انتهاء حرب إيران!

لا صوت يعلو فوق صوت القصف الإسرائيلي على إيران ، والردّ الصاروخي الإيراني عليه، ولا صوت يعلو أيضًا فوق صوت الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي "يحيّر" بموقفه العالم كلّه، وسط تكهّنات حول احتمالات انخراطه المباشر في الحرب، سواء على مستوى تقديم المساعدة المباشرة لإسرائيل، أو على مستوى التعاون معها لحسم الحرب، أو حتى على مستوى تنفيذ ضربة "منفصلة" لإيران، تكمّل ما بدأته إسرائيل. وفي لبنان أيضًا، لا صوت يعلو فوق صوت الحرب الإسرائيلية على إيران، سواء على مستوى موقف " حزب الله" الصامت حتى الآن إزاءها، واحتمالات إعلانه معركة "إسناد" لطهران، في حال خروج الصراع عن الضوابط، وتجاوزه الخطوط الحمراء، أو على مستوى ترقّب تبعات هذه الحرب وتداعياتها على لبنان كجزء من المنطقة ككلّ، خصوصًا أنّ الهدف المُعلَن إسرائيليًا منها هو "تغيير وجه الشرق الأوسط"، ما قد يكون للبنان حصّة منه. إزاء ذلك، يترقّب لبنان كسائر دول المنطقة "مصير" هذه الحرب، في وقت تُطرَح علامات الاستفهام عن استحقاقاته وملفّاته التي كانت قد وصلت إلى "ذروة" النقاش، ومنها مثلاً مصير اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، فضلاً عن ملف السلاح الفلسطيني الذي كان يفترض أن يشهد خطوات ملموسة هذا الشهر، فضلاً عن ملف سلاح "حزب الله" المجمَّد على ما يبدو لما بعد تكشّف نتيجة الحرب الحالية، التي يصفها كثيرون بالمفصليّة للمنطقة برمّتها.. ترقّب لبناني "حَذِر" قبل أن تندلع الحرب الإسرائيلية على إيران، كان هناك في لبنان من يدعو لانتظار نتائج المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وسط رهانات كانت قائمة عليها من أجل تغيير بعض المعادلات أو قواعد الاشتباك، باعتبار أنّ هذه المفاوضات يمكن أن تؤسّس لواقع جديد مختلف عمّا أفرزته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، بل إنّ انطباعًا ساد لدى البعض بأنّ ملف لبنان قد يكون مطروحًا على طاولة البحث بين الولايات المتحدة وإيران. وعلى الرغم من أنّ الرهانات قد انقلبت رأسًا على عقب مع اندلاع هذه الحرب، فإنّ أجواء "الانتظار" بقيت نفسها، بل لعلّها زادت، في ظلّ اعتقاد كثيرين بأنّ العدوان الحالي سيكون مفصليًا وحاسمًا، أكثر من كلّ محطات "طوفان الأقصى" السابقة، بما فيها الحرب الدمويّة على لبنان، ولا سيما مع الموقف الأميركي اللافت، الذي أخذ منحى تصاعديًا، وصولاً إلى "تبنّي" الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمعركة بصورة أو بأخرى. إزاء ذلك، يبدو أنّ "الترقّب الحَذِر" سيبقى عنوان المرحلة لبنانيًا، فهناك من لا يزال يخشى من تغيير في موقف "حزب الله"، خصوصًا إذا ما شعر بوجود تهديد حقيقيّ وجدّي للنظام الإيراني، ما ينذر في هذه الحالة بإقحام لبنان في صلب المعركة المستجدّة، وهناك من يخشى في المقابل، من أن تبادر إسرائيل إلى "توريط" لبنان مجدّدًا، عبر "ضربة استباقية" ضدّ الحزب، وسط اعتقاد بأنّها مصمّمة على استكمال مهمّة " القضاء" على الحزب، عاجلاً أم آجلاً. الاستحقاقات "مجمّدة" هكذا، يبدو لبنان في حالة انتظار، وملفاته في حالة مراوحة، بانتظار نضوج ظروف هذه الحرب، وتكشّف معطياتها، سواء انتهت إلى "تسوية" أو "صفقة" تعيد إيران إلى طاولة المفاوضات، وإن بدا مثل هذا السيناريو "مستبعَدًا" في الوقت الحالي، أو إلى "هزيمة" عسكرية لهذا الطرف أو ذاك، أو حتى سياسيّة، بعدما أصبح واضحًا أنّ الإسرائيلي يريد إسقاط النظام الإيراني، وهو ما يفترض أن يترك تداعيات "ثقيلة" على المنطقة بأسرها. استنادًا إلى ذلك، يصبح واضحًا أنّ الاستحقاقات الداخلية ستبقى "مجمّدة"، وهي التي كانت شبه مؤجَّلة أصلاً حتى ما قبل اندلاع المواجهة الأخيرة، فملف السلاح الفلسطيني وإن تمّ تحريكه مؤخرًا، يبدو أنّه يواجه العديد من المشاكل والعقبات، والأمر نفسه يسري على ملف سلاح "حزب الله"، الذي يرفض الأخير نقاشه قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإن يبدي انفتاحًا على الحوار بشأنه في إطار استراتيجية دفاعية تُناقَش مع رئيس الجمهورية. وفي حين يعتقد البعض أنّ ملفي سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني سيُطرَحان على الطاولة مجدّدًا خلال الأيام المقبلة، وخصوصًا خلال زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك، الذي يملأ مؤقتًا الفراغ الذي تركته المبعوثة مورغان أورتاغوس، يشدّد العارفون على أنّ هذين الملفّين يمكن أن يندرجا في إطار مقاربة جديدة تنتج عن مرحلة حروب "طوفان الأقصى" المتنقلة، وبالتحديد المعادلات التي ستنبث عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية. باختصار، يمكن القول إنّ الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي قد تتوسّع وتنضمّ إليها أطراف أخرى، هي حرب مفصلية وحاسمة، ليس على مستوى الملف النووي الإيراني فحسب، ولكن على مستوى المنطقة ككلّ، ولبنان من ضمنها. ولذلك، فإنّ كل الاستحقاقات تبدو مؤجَّلة لما بعدها، باعتبار أنّ النتائج التي ستفرزها قد "تفرض" معادلات جديدة، تترجَم على مستوى التحديات الكبرى المُنتظرة...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store