
مشروع وطن الإنسان': لا خلاص إلا بقرارات تاريخيّة تحت راية الدولة
أوّلًا: يرى 'مشروع وطن الإنسان' أنّ ما يجري في سوريا تحوّل إلى نهج منظّم يهدف إلى تطويع البُنى الوطنيّة وتفتيتها، مع احتماليّة تعميم هذا النموذج على دول الجوار.
ومن هذا المنطلق، على لبنان أن يستخلص العبرة الأعمق في العودة إلى جوهر هويّته كصيغة حضارية قائمة على التنوّع والانفتاح، لا كعبء بل كقيمة تأسيسيّة. وحدها الإدارة الرشيدة والعادلة لهذا التنوّع، كفيلة بالوقوف في وجه التهديدات المتفاقمة، ولا خيار سوى التمسّك بلبنان الكيان بقرارات تاريخيّة تُجنّب لبنان السقوط في فخ التفتيت الذي يتهدّد الإقليم بأسره.
ثانيًا: توقّف المجتمعون عند مسألة وضع سلاح 'حزب الله' في عهدة الشرعية اللبنانيّة، فأجمعوا على أنّ قوّة لبنان الحقيقيّة تكمن في صلابة مؤسّساته الوطنيّة وفي مقدّمتها مؤسّسة الجيش اللبنانيّ، وفي وحدة أبنائه تحت راية الدولة.
وانطلاقًا من هذا الثابت الوطني، شدّدوا على أنّ التعددية المجتمعيّة والحضاريّة، تشكّل فرادة تاريخيّة أصيلة ليست وليدة سايكس بيكو ولا غيرها، وبالتالي لا غنى عنها في صوغ المصير الوطنيّ المشترك، على أن يكون الجميع، دون استثناء أو تمييز، تحت سقف الدولة اللبنانيّة، الحاضنة الوحيدة للشرعيّة والسلاح والقرار.
ثالثًا: ثمّن المجلس التنفيذيّ إعادة تثبيت الحكومة لموقفها الوطنيّ الجامع، خلال الجلسة النيابيّة المخصّصة لمناقشة سياساتها، بما يُشكّل ركيزة ضرورية في زمن التحوّلات الدقيقة. كما نوّه بالخطوات التي يتابعها مجلس الوزراء في سبيل ملء الشغور في المواقع الديبلوماسيّة والإداريّة والقضائيّة، سعيًا إلى إعادة انتظام العمل المؤسّساتي.
وفي موازاة هذه المقاربات، يدعو المجلس التنفيذيّ السلطة التنفيذيّة إلى ملاقاة الإجراءات السياسيّة والإداريّة بخطوات تنفيذيّة ملموسة، تعالج الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة المتراكمة، ومنها الأزمة المزمنة للنفايات وإيجاد الحل النهائيّ والجذريّ لها، مع ضرورة التطبيق الصارم للقوانين، لا سيّما تلك المتعلّقة بالسير والسلامة العامة.
رابعًا: يجدّد 'مشروع وطن الإنسان' رفع الصوت عاليًا دفاعًا عن حقّ الاغتراب اللبنانيّ الكامل في الاقتراع لنواب الوطن الـ128، انطلاقًا من إيمانه العميق بأنّ اللبنانيين المنتشرين في أصقاع الأرض يشكّلون امتدادًا حيًّا للبنان الرسالة، وجزءًا لا يتجزأ من هويّته الوطنيّة ومسيرته الديمقراطيّة.
وإذا كان لبنان على أعتاب مرحلة جديدة تتطلّب قرارات مصيرية تعيد له دوره الرياديّ في خضم المتغيّرات الإقليميّة والدوليّة، فإنّ إشراك المغتربين في هذه المرحلة ليس مجرّد حقّ مكتسب، بل واجب وطنيّ لا يقبل التذرّع بالحسابات السياسية الضيّقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
براك يتسلّم الاثنين ردّ لبنان... إنها ساعة «أبيض أو أسود»
يبدأ الموفدُ الأميركي توماس براك الاثنين في بيروت، محادثاتٍ مع كبار المسؤولين يتسلّم خلالها الردَّ اللبناني على النسخةِ المُحَدَّثةِ من مقترَحه حيال سَحْبِ سلاح «حزب الله» والتي تتمحور حول وجوب التزام الحكومة بجدولٍ زمني واضح لتحقيق هذا الهدف يُقرّ في مجلس الوزراء وبموافقةٍ معلَنة من الحزب. وفي الوقت الذي وصل براك إلى لبنان على أن يستهلّ لقاءاته الرسمية مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي يتوجّه الثلاثاء إلى البحرين، فإن المؤشراتِ حيال الزيارة الثالثة التي يقوم بها الموفد الأميركي لبيروت منذ تكليفه المَهمة التي كانت تضطلع بها مورغان أورتاغوس تتقاطع عند أنها ستكون أقرب إلى وَضْعِ «بلاد الأرز» أمام «أبيض أو أسود» في ما خصّ نقْل ملف سحب سلاح «حزب الله» إلى المرحلة التنفيذية. وبحسب أوساط سياسية، فإن واشنطن التي أوفدت براك إلى بيروت في توقيت بالغ الأهمية، أرادتْ توجيه رسالة في الشكل سترفقها بأخرى في المضمون: - ففي الشكل تكتسب الزيارة «حُكْمياً» طابع «العجلة» في ضوء طبيعة مهماته كموفد «بقبّعتين»، الأولى «أصلية» يحاول من خلالها، منذ شهرين، اجتراحَ «حلّ سحري» للواقع في سورية الذي انزلق إلى المحظور من خلال أحداث السويداء، والثانية باتت «مُلحَقة» بفعل عوامل عدة ويسعى عبرها إلى تحذير اللبنانيين من أن «السحرَ قد ينقلب على الساحر» بحال مَضوا في لعبة كسْب الوقت عبر توزيع أدوار أو تظهير الدولة كـ «كيانٍ» يكتفي بإصدار قرارات تبقى حبراً على ورق بحجة العجز أو الخوف من حرب أهلية. لا تغييرات جوهرية - وهنا يأتي المضمون المرتقب لمحطة براك، حيث ترجّح الأوساط أن الموفد سيتسلّم الردّ اللبناني على الورقة التي حدّثها - من دون تغييرات جوهرية - بناءَ على الردّ الذي كان تلقاه من بيروت على مقترحه بصيغته الأولى، ولكنه لن يقبل بأي صياغاتٍ من النوع الذي جرى الحديث عنه لجهة عدم وجود تعهد بوضع جدول زمني واضح ونهائي يلتزم بمهلة الأربعة أشهر التي يريدها الموفد الأميركي ليكون سلاح «حزب الله» قد سُحب بالكامل من جنوب الليطاني أو شماله. كما تشير الأوساط نفسها إلى أن براك لن يسير بأي سيناريوهاتٍ مثل أن يعمد لبنان الرسمي إلى تقديم تعهُّد «باسم الدولة» عبر مجلس الوزراء في ما خصّ السلاح يكون على طريقة «تعبئة استمارة» استجابةٍ ورقياً والتمايُز عن موقف «حزب الله» الذي يَرفض انطلاقَ البحث في سلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس وإطلاق الأسرى ووقف الاعتداءات وإقلاع مسار الإعمار، مع قرن هذا البحث بحوار حول إستراتيجية دفاعية. وفي رأي الأوساط أن براك، وبطلبه إقراراً علنياً من «حزب الله» بقبوله بتسليم سلاحه، وفق ما يُفترض أن يعلنه لبنان الرسمي، إنما يسعى إلى قطع الطريق على أي محاولةٍ من بيروت لـ «غسل اليدين» ما يتعيّن عليها أن تَضطلع به كسلطة كاملة المواصفات وللنأي عن موقف «حزب الله» ورفْضه، وتالياً اختصارَ الوقت وإعلاء شعار «لا مكان للرمادية» التي تُخْفي وراءها دولة وكأنها في «عالَم موازٍ» بإزاء «الدويلة». كما رأت الأوساط أن براك وبطلب «إشهار» الحزب التسليم بسحب السلاح يتَحَسَّب أيضاً لأي مناوراتٍ من نوعِ جعْل قرارٍ داخل مجلس الوزراء يحدّد إطاراً زَمَنياً لبسط سلطة الدولة بقواها الشرعية حصراً على أراضيها وحصر السلاح بيدها، بمثابة الخطوة الأولى (من لبنان) التي يُفترض أن تطلق مسار «الخطوة مقابل خطوة» وما ترتّبه على إسرائيل من انسحابات مُمَرْحلة متزامنة وموازية مقابل كل إخلاء لرقعة جغرافية واسعة من السلاح الثقيل خصوصاً، باعتبار أن عدم سير الحزب بهذه الآلية وفق ما تعبّر عنه مواقفه ستجعل مَهمته «لزوم ما لا يلزم»، هي التي بات واضحاً أنها محكومة بمعادلة «إما تسحب الحكومة السلاح وإما تتولى إسرائيل الأمر بيدها». ضماناتٍ أميركية وفي موازاة المعلومات عن أن الردّ اللبناني الذي سيتسلّمه براك يطلب ضماناتٍ من الولايات المتحدة بأن تلتزم إسرائيل الانسحاب ووقف الاعتداءات والاغتيالات وإطلاق الأسرى، إلى جانب تطرقه إلى ضرورة إطلاق مسار الإعمار ومرتكزات السياسات المالية والاقتصادية والإصلاحية، والاستعداد لترسيم الحدود مع سوريا، فإنّ تطورين كبيرين باتا، وفق الأوساط عيْنها يثقلان ملف السلاح وهما: - أحداث السويداء والتي أضافها «حزب الله» إلى سرديّاته المتعلّقة بحيثيات الحاجة إلى سلاحه، وفق كلام أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الجمعة، وهو ما يترافق مع تقارير، غالباً ما يَنفيها الجيش اللبناني، عن تحشيدات عسكرية من مجموعات سوريّة على الحدود الشرقية مع لبنان. - الهجمات الإسرائيلية على إيران والتي طوت صفحة أجواء كانت تحدثت قبلها عن مرونة من «حزب الله» لجهة تسليم صواريخه الإستراتيجية ومسيّراته والتحول «مقاومة محلية»، قبل أن تستجرّ «حرب الأيام الـ 12» بين تل أبيب وطهران تظهيراً لحاجة «الجمهورية الإسلامية» إلى كل أذرعها، وبما لديها من قوة حالياً أياً تكن، في إطار إستراتيجية «حماية الرأس» لمحور الممانعة، وحتى إشعار آخر. وعلى وقع هذه المناخات، بقي الاهتمام منصبّاً على «تصفيح» الواقع اللبناني بإزاء ارتدادات أحداث السويداء وسط ملامح احتواء «الصدمة الأولى» التي شكّلتْها توترات نقالة اتّخذت طابعاً مذهبياً في أكثر من منطقة لبنانية. دريان وهيكل وقد تلقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان اتصالاً من قائد الجيش العماد رودولف هيكل تناول، بحسب المكتب الإعلامي في دار الفتوى، «الشؤون اللبنانية والدور الذي يقوم به الجيش في حفظ أمن وسلامة لبنان واللبنانيين». وثمّن دريان «أداء الجيش في القيام بواجبه الوطني ومعالجة أي طارئ أمني في شتى أنحاء الوطن»، مؤكداً أن «وحدة اللبنانيين ستبقى عصية في أي أزمة تستجد ومحصنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأساس لتفشيل وإسقاط كل من يحاول نشر الفتنة بشتى الطرق في لبنان»، وداعياً إلى «المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النيات الخبيثة في إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية». وقال إن «لا بديل عن الدولة وهيبتها وفرض سيطرتها وأحكامها على كامل أراضيها، فهي مظلة الجميع والضامن الوحيد للنظام وسلطة القانون والحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والعدالة بين جميع المواطنين». ودعا «لإبعاد لبنان عما يحدث في سوريا الشقيقة. لديهم دولة قادرة على معالجة الوضع الأمني فيها وقيادة حكيمة ورشيدة، ونؤكد وحدة سوريا أرضاً وشعبا ومؤسسات، ولا ينبغي أن نتدخل في شؤون غيرنا ولا أن يتدخل أحد في شؤوننا اللبنانية».


المدى
منذ يوم واحد
- المدى
'يديعوت أحرونوت' العبرية: من المتوقع أن توافق الحكومة اليوم على اقتراح 'إعادة إعمار الشمال' بعد الحرب التي دامت أكثر من سنة مع حزب الله
The post 'يديعوت أحرونوت' العبرية: من المتوقع أن توافق الحكومة اليوم على اقتراح 'إعادة إعمار الشمال' بعد الحرب التي دامت أكثر من سنة مع حزب الله appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.


المدى
منذ 3 أيام
- المدى
باسيل: من يريد التطاول علينا سيسمع تذكيراً بصفاته الحقيقية
أكّد رئيس 'التيار الوطني الحر' النائب جبران باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء بعبدا في التيار، أن بعبدا 'رمز الشرعية اللبنانية ومقر القرار الوطني الحر'، مشيرًا إلى أن 'التيار موجود في كل بلدية وضيعة وبيت، وأثبت حضوره في بعبدا واتحاداتها، رغم الحديث عن تسونامي انتخابي'. وسأل باسيل: 'أين خطط الحكومة الاقتصادية والسياحية؟ أين رؤية الدولة لترشيد الإنفاق وإدارة القطاعات؟'، معتبرًا أن 'التيار لا يزال إيجابيًا، لكن مسار الحكومة واضح، ونحن نشجع التوافق في كل الأماكن'. وفي الشق السياسي، قال باسيل إن 'التيار هو من عمل عام 2017 على إقرار قانون يمنح المنتشرين حق الترشح والاقتراع في الخارج'، مضيفًا: 'اليوم هناك من يسعى لنزع هذا الحق، ولا أحد يحق له الكذب على المنتشرين'. وتطرق إلى العلاقة مع 'حزب الله'، مشيرًا إلى أن 'التفاهم كان في مصلحة لبنان، لكن حين مسّ بالشراكة وببناء الدولة، اعتبرناه قد مات'، مؤكدًا أن 'التفاهم مع اللبنانيين لم ينتهِ'. واعتبر أن 'من يتباهى بنزع السلاح يسعى إلى التحريض، وأننا نشأنا على السلاح الشرعي، ومن قاتل الجيش في نهاية الثمانينات لا يحق له تخوين السياديين الحقيقيين'. وفي سياق آخر، انتقد باسيل ما وصفه بـ'الاستهداف الممنهج للإداريين المحسوبين على التيار الوطني الحر'، لافتًا إلى أن 'الأبشع هو أن يُسجن الموظف النزيه بسبب مكافحة السوق السوداء، بينما لا يُحاسب غير الشرعي'. وأشار إلى أن التيار 'لم ينتقم من أحد'، مستشهدًا بتجربته في وزارة الخارجية التي 'احترمت القوانين والتوازنات السياسية'، رافضًا ما وصفه بـ'التشفي السياسي'، و'خاصة الاعتراض على تعيين ترايسي شمعون في الأردن'، مؤكداً على 'التزام التيار بالمعايير، خلافًا لأحزاب باتت ترفض آلية التعيينات بعدما شاركت في الحكم'. وقال: 'رئيس القوات يقول ان لا مشكلة لانه معتاد على ذلك فهل تريدونه ان يقول ان هناك مشكلة في تفجير كنيسة في دمشق وهو فجر كنيسة قي زحلة؟ من يتباهى بنزع السلاح يريدون حربا وتحريضا ونحن من نشأنا على السلاح الشرعي ولو كانوا يؤمنون بالشرعية لمَ قاتلوا الجيش في اواخر الثمانينات زمن يريد المزايدة وتخوين السياديين الحقيقيين ومن يريد التطاول علينا سيسمع تذكيراً بصفاته الحقيقية ولا كلام بلا رد! كان لقبك اكبر مجرم في لبنان صار اكبر كذاب!'.