
«فورت نوكس» رقمي*د. سعاد كريم
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً بإنشاء احتياطي استراتيجي من البتكوين من قِبَل الحكومة، واتخاذ خطوة من هذا النوع تمثّل دعماً كبيراً لصناعة العملات المشفّرة التي أسهمت في تمويل حملته الرئاسية الأخيرة، وبالرّغم من أنّ البتكوين هو أصل قابل للتداول، لكنه غير مدعوم بأي شيء سوى خوارزميته الرياضية. وقال ديفيد ساكس، مستشار البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية على شبكات التواصل الاجتماعي، إن هذا الاحتياطي سيكون نوعاً من «فورت نوكس رقمي». وفي الولايات المتحدة فورت نوكس هو المكان الذي تخزّن فيه الحكومة الأميركية احتياطها من الذهب.
تمثّل هذه الخطوة، وفق تقرير نشرته «فوربس»، تحوّلاً جذرياً في نهج وموقف الحكومة تجاه العملات والأصول الرقمية، خاصة أنه لطالما كان للحكومة موقف متحفّظ تجاه العملات الرقمية في الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالتقلّبات الحادة، والمخاطر الأمنية، وعدم اليقين التنظيمي، لكن هذا القرار يشير إلى إعادة تقييم كبرى لهذه الأصول.
من الجدير ذكره، أن عملة بتكوين كانت قد سجّلت مستوى قياسياً بلغ نحو 109241 دولاراً أميركياً في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بدعم من التفاؤل إزاء توجّهات الرئيس ترمب المؤيّدة لقطاع العملات الرقمية. فبعد أن أبدى تشكّكاً سابقاً في هذه الصناعة، غيّر ترمب موقفه بشكل واضح خلال حملته الانتخابية، حيث أصبح من أبرز الداعمين للتشريعات التي تعزّز من استخدام العملات المشفّرة، مما أسهم في دفع السوق إلى تحقيق مكاسب قياسية في وقت سابق من العام.
في هذا السياق، أعلنت الشركة الأم المتداولة في البورصة لمنصّة الرئيس ترمب للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» عن أنَّها وافقت على بيع نحو مليار ونصف المليار دولار من الأسهم، ومليار دولار من السندات القابلة للتحويل من خلال طرح خاص، لشراء البتكوين واحتفاظها به باعتبار أنه جزء خاص من أصولها. كذلك وفي خطوة لافتة أعلنت شركة «ترمب ميديا» عن عزمها شراء البتكوين واحتفاظها به باعتبار أنه جزء من أصولها. ولكن ماذا يعني شراء «ترمب ميديا» للبتكوين؟
هذا الشراء يشكّل نقطة تحوّل في مسار سوق العملات المشفّرة. وتأتي هذه الخطوة المفاجئة في ظلّ تصاعد التوجّهات المؤسسية نحو الاستثمار في العملات الرقمية، مما يعيد إشعال النقاش حول مستقبل البتكوين باعتبار أنه أصل استثماري استراتيجي؛ وفيما يرى البعض أنّ هذا القرار قد يمنح السوق دفعة جديدة من الزخم، يحذّر البعض الآخر من المخاطر الكامنة وراء تقلبات العملات المشفّرة، وتأثيرها على استثمار الشركات.
في كلمة مسجّلة خلال قمّة الأصول الرقمية في نيويورك، قال ترمب إنّ إدارته تعمل على إنهاء الحرب التنظيمية التي شنّها الرئيس السابق جو بايدن على العملات الرقمية والبتكوين، مشيراً إلى أنه دعا الكونغرس لتحرير تشريعات تاريخية لوضع قواعد واضحة ومستقرة لسوق العملات الرقمية المستقرة، والبنية السوقية للعملات المشفّرة. كما تعهّد بأن يجعل الولايات المتحدة «القوة العظمى بلا منازع في البتكوين، وعاصمة العملات الرقمية في العالم».
إلا أن السياسة الحمائية التي تبنّاها ترمب من خلال فرض رسوم جمركية واسعة النطاق أدّت إلى تقلّبات في الأسواق المالية، ما تسبّب في تراجع أسعار العملات المشفّرة في الأشهر الماضية.
لكن ما لبثت أن ارتفعت قيمة البتكوين بالتزامن مع ارتفاع الأسهم الآسيوية وارتفاع الدولار بعد أنباء عن عزم الولايات المتحدة والصين إجراء محادثات تجارية. فنشطت العملات المشفّرة، وشهدت الأسواق المالية العالمية موجة من التفاؤل باستئناف المحادثات التجارية بين أميركا والصين، حيث تجاوزت قيمة أكبر الأصول الرقمية 97500 دولار أميركي بزيادة 3.3 في المائة خلال 24 ساعة، بينما ارتفعت قيمة الإيثريوم (ثاني أكبر عملة رقمية) بنحو 4.2 في المائة قبل أن تتقلص المكاسب إلى 2.61 في المائة. وجاء هذا الارتفاع عقب أنباء عن اجتماع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير مع الحكومة الصينية في سويسرا، مما عزّزّ الآمال في توصل أكبر اقتصادين في العالم إلى توافق تجاري، وهو ما قد يخفّف التوترات التجارية، رغم الضربات العسكرية المحدودة الأطراف التي شنّتها الهند ضد باكستان التي قالت بدورها إنها أسقطت خمس طائرات هندية. في هذه الأثناء، ارتفعت الأسهم العالمية فارتفعت معها شهية المخاطرة عالمياً، وتراجع الذهب، وارتفع الدولار الأميركي بشكل طفيف.
وبالتوازي مع صعود بتكوين، سجلت عملة إيثريوم وثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية ارتفاعاً بنسبة 4.2 في المائة، حيث وصلت قيمتها إلى 1829 دولاراً تقريباً. ويعكس هذا الارتفاع حالة التفاؤل العامة التي تسود الأسواق العالمية، مدفوعة بالأنباء الإيجابية حول انفتاح تجاري محتمل بين أكبر اقتصادين في العالم: الأميركي والصيني.
تشير مجريات الأسواق الرقمية إلى أن العوامل الجيوسياسية، رغم حساسيتها، قد لا تكون الوحيدة المؤثرة في سلوك المتداولين الذين يبدون تركيزاً متزايداً على المؤشرات الاقتصادية الكبرى والتحوّلات السياسية ذات الطابع العالمي، قبل عودة الحوار بين واشنطن وبكين. وفي ظلّ ترقّب قرار الاحتياطي الفيدرالي، تبقى الأسواق في حالة ترقّب، مع استمرار الزّخم الإيجابي للعملات المشفّرة الكبرى مثل بتكوين والإيثريوم وغيرهما، ويبقى السؤال: هل سيصبح البتكوين ملاذاً آمناً في المستقبل القريب؟!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 27 دقائق
- سرايا الإخبارية
ترامب يتطلع لقمة "بناءة" مع بوتين وتخوف أوكراني-أوروبي من تسوية على حساب كييف
سرايا - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين، إنه يتطلّع إلى محادثات "بناءة" خلال قمة مرتقبة الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يخشى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيون أن تفضي إلى تسوية على حساب كييف. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يتوقّع عقد اجتماع "بنّاء" مع نظيره الروسي في ألاسكا الجمعة، لافتا إلى أنه يكنّ "احتراما كبيرا" لقرار بوتين الحضور إلى الولايات المتحدة لعقد القمة. وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني، قال ترامب إنه "منزعج بعض الشيء" من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية لأي تنازل عن أراض. وأوضح في إشارة إلى زيلينسكي "لقد نال موافقة على خوض حرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل لأراض؟ لأنه سيكون هناك تبادل لأراض". ويسعى الأوروبيون الذين تعهّد ترامب إطلاعهم على نتائج محادثاته مع بوتين فور انتهائها، إلى الضغط على الرئيس الأميركي. ودعي ترامب ونائبه جاي دي فانس إلى محادثات عبر الفيديو الأربعاء، مع رؤساء دول وحكومات ألمانيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وأوكرانيا، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي. وقال المتحدث باسم المستشارية الألمانية شتيفان كورنيليوس في بيان إن هذه "المباحثات" ستتناول "التحضير لمفاوضات سلام محتملة" والقضايا "المتصلة بأراض تتم المطالبة بها وبالضمانات الأمنية"، فضلا عن "خطوات إضافية" يمكن اتخاذها "لممارسة ضغط على روسيا". وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا الإثنين سعيا لتجنّب اتفاق بين واشنطن وموسكو يخالف مصالح كييف. زلتا لسان ويفترض أن يفضي اللقاء بين ترامب وبوتين اللذين جرى آخر لقاء ثنائي بينهما في 2019، إلى قمة ثلاثية أميركية-روسية-أوكرانية. وجرت آخر قمة بين رئيس أميركي ورئيس روسي في جنيف في حزيران 2021. وكان اللقاء بين الديمقراطي جو بايدن وبوتين فاترا. وقال ترامب "في نهاية المطاف، سأضع الاثنين (زيلينسكي وبوتين) في غرفة واحدة، سأكون حاضرا أو لن أكون، وأعتقد أنّ الأمر سيتمّ حلّه". وألمح ترامب إلى أنه قد يتخلى عن جهود حل النزاع في حال لم يفض اللقاء إلى نتائج إيجابية، وقال "ربما أقول: حظا سعيدا، واصلوا القتال. أو قد أقول: يمكننا التوصّل إلى اتفاق". وتضمنت تصريحات ترامب زلّتي لسان بقوله إنه سيزور "روسيا" الجمعة، وليس ألاسكا، الولاية الأميركية الشاسعة الواقعة شمال غرب البلاد والتي باعتها روسيا للولايات المتّحدة في القرن التاسع عشر. وحذّر زيلينسكي الإثنين من أن تقديم "تنازلات" لروسيا لن يدفعها لإنهاء الحرب. وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن "روسيا ترفض وقف عمليات القتل وبالتالي يتعيّن عليها ألا تحصل على أيّ مكافآت أو ميّزات. هذا ليس مجرّد موقف أخلاقي، بل هو موقف منطقي. القاتل لا يقتنع بالتنازلات". تقدّم روسي وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تواصل زيلينسكي هاتفيا مع 13 من قادة الدول الأوروبية ونظيريه في كازاخستان وأذربيجان. من جهته، تواصل بوتين مع تسعة رؤساء دول أو حكومات خلال الأيام الثلاثة الماضية، أبرزهم نظيراه الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية التوصل الى حل سريع للنزاع في أوكرانيا. وعقب عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني، بدأ بالتقارب مع بوتين وتواصل معه هاتفيا أكثر من مرة، لكنه أعرب في الآونة الأخيرة عن استيائه منه مع تكثيف موسكو ضرباتها على أوكرانيا، وعدم موافقتها على مقترحات أميركية بشأن هدنة غير مشروطة. وتزامن إعلان قمة ألاسكا الجمعة مع انقضاء مهلة حددها ترامب للكرملين لوضع حد للنزاع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. في الأثناء تتواصل الضربات. وقُتل الأحد ستة أشخاص في ضربات روسية على أوكرانيا. وأصابت قنبلة روسية محطة الحافلات المركزية المكتظة في زابوريجيا، ما أدى الى إصابة 20 شخصا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين سيطرتها على بلدة فيدوريفكا في منطقة دونيتسك في الشرق الأوكراني. وتقع فيدوريفكا إلى شمال شرق بوكروفسك وميرنوغراد، وهما مدينتان مهدّدتان بالحصار مع التقدّم المستمر للجيش الروسي في هذا القطاع منذ أكثر من شهر. ويسيطر الجيش الروسي حاليا على زهاء 20% من مساحة أوكرانيا. وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
ترامب يعرب عن إمكانية تطبيع العلاقات التجارية مع روسيا
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عن اعتقاده بأن تطبيع العلاقات التجارية مع الاتحاد الروسي أمر ممكن.ورداً على سؤال حول إمكانية استئناف التجارة الطبيعية بين الولايات المتحدة وروسيا، أجاب ترامب بالإيجاب، مضيفاً أن "روسيا تمتلك موارد أرضية قيّمة للغاية".وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسفر إلى ألاسكا للقاء هو "تصرف يحمل الكثير من الاحترام".وقال ترامب للصحفيين: "أعتقد أنه تصرف يحمل الكثير من الاحترام أن يأتي رئيس روسيا إلى بلدنا، بدلاً من أن نسافر نحن إلى بلده أو حتى إلى مكان ثالث، وأعتقد أننا سنجري محادثات بناءة".وكان الكرملين والبيت الأبيض قد أعلنا ليل السبت عن التحضير للقاء بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة في ألاسكا يوم 15 أغسطس. وبحسب مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، سيركز الطرفان على مناقشة سبل التسوية طويلة الأمد للنزاع الأوكراني.وأضاف أوشاكوف، في تعليقه على اختيار مكان المحادثات، أن مصالح البلدين الاقتصادية تلتقي في ألاسكا والمنطقة القطبية الشمالية، حيث توجد فرص لتنفيذ مشاريع كبيرة.

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
هبوط أسعار النفط في بداية التعاملات الآسيوية
سرايا - انخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الاثنين، لتواصل خسائرها التي تجاوزت أربعة بالمئة الأسبوع الماضي على خلفية زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على شركائها التجاريين وزيادة إنتاج أوبك وتوقعات باقتراب الولايات المتحدة وروسيا من اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 52 سنتا بما يعادل 0.78 بالمئة إلى 66.07 دولار للبرميل بحلول الساعة 0041 بتوقيت جرينتش، فيما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58 سنتا إلى 63.30 دولار. وتحت تأثير التوقعات الاقتصادية القاتمة، انخفض برنت 4.4 بالمئة خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 5.1 بالمئة.