
بعد «الشيوخ»... «النواب» ينظر في المشروع «الكبير والجميل»
فهناك، توعد الجمهوريون المحافظون بإسقاطه، إن لم يتم تعديله مجدداً، وذلك بعد تغييرات كثيرة فرضها مجلس الشيوخ على نصه أدت إلى تذمر المحافظين في مجلس النواب وتهديدهم بعدم التصويت لصالحه، وهو أمر من شأنه أن يقضي على حظوظه بالإقرار في ظل الأغلبية الجمهورية الضئيلة في المجلس. من هؤلاء رئيس «تجمُّع الحرية» المحافظ، أندي هاريس، الذي تعهَّد بعدم التصويت لصالح المشروع من دون تعديلات تضمن عدم زيادة العجز. وقال هاريس في مقابلة على فوكس نيوز: «لا أعتقد أن هناك الأصوات اللازمة لإقرار المشروع، وكان الأمر مماثلاً في مجلس الشيوخ إلى أن تم التوصل إلى تسويات».
النائب الجمهوري المحافظ تشيب روي يحضر اجتماعاً للنظر في مشروع الموازنة في لجنة القواعد في النواب في 1 يوليو 2025 (رويترز)
لكن مشكلة التسويات والتعديلات في هذه الحالة هي أنها ستؤخر من إقرار المشروع وتسليمه إلى البيت الأبيض في الموعد المرجوّ في الرابع من الشهر الحالي، يوم عيد الاستقلال الأميركي. فبالإضافة إلى الساعات الطويلة التي ستستغرقها التسويات في مجلس النواب، فإن أي تغيير في نص المشروع يتطلب إرساله مجدداً إلى الشيوخ للتصويت عليه وتوحيد النص. وقد أعرب مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، عن استيائه من التعديلات التي فرضها مجلس الشيوخ على المشروع، لكنه قال في الوقت نفسه إن هذا هو المسار التشريعي الطبيعي لمشاريع من هذا النوع، قائلاً: «سنعمل على ضمان تصويت كل الجمهوريين لصالحه. وهذا سيتطلب جدولاً مكثفاً ورهانات عالية».
وأقر مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون المشروع الثلاثاء بأرجحية نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الذي كسر، وفق ما يخوّله الدستور، تعادل الأصوات بين السيناتورات (50 - 50). وأحيل «مشروع القانون الكبير والجميل» الذي يتضمّن تخفيضات ضريبية ضخمة واقتطاعات شاملة في الرعاية الصحية، على مجلس النواب، تمهيداً لتصويت متوقَّع الأربعاء. وعقب تمرير المشروع في مجلس الشيوخ، كتب الرئيس الجمهوري عبر منصته «تروث سوشال»، ليل الثلاثاء: «سيكون الشعب الأميركي الرابح الأكبر، وسيحصل على ضرائب أقل بشكل دائم، ورواتب أعلى، حدود آمنة، وقوات مسلحة أقوى».
لكنه دعا الجمهوريين في مجلس النواب إلى توحيد صفوفهم لإقرار الموازنة. وأوضح: «يمكننا أن نحصل على كل ذلك من الآن، لكن فقط في حال توحد الجمهوريون في مجلس النواب وتجاهلوا المتباهين... وقاموا بالأمر الصائب، وهو رفع مشروع القانون إلى مكتبي». وتابع: «ابقوا متحدين، استمتعوا، وصوّتوا بـ(نعم)».
رئيس مجلس النواب مايك جونسون في مؤتمر صحافي بالكونغرس في 24 يونيو (أ.ف.ب)
ولهذا السبب يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاهداً إلى رص صف الجمهوريين لتسليمه أول نصر تشريعي بارز في عهده الثاني في موعده المحدد، مُطالِباً بأن يفعلوا «الشيء الصحيح، وهو إرسال هذا المشروع إلى مكتبي». وتابع ترمب: «نحن نسير وفق الجدول فلنواصل على هذا النحو، ولننجز المهمة قبل الذهاب مع عائلاتكم لقضاء عطلة الرابع من يوليو. الشعب الأميركي يحتاج إلى ذلك ويستحقه. لقد أرسلونا إلى هنا من أجل إنجاز المهمة»!
Donald J. Trump Truth Social 07.01.25 02:29 PM EST pic.twitter.com/ZVyASi9Yi1
— Commentary Donald J. Trump Posts From Truth Social (@TrumpDailyPosts) July 1, 2025
ولعلّ ما يلفت الانتباه في هذا التصريح هو من وصفهم ترمب بـ«محبي الاستعراض» في إشارة مبطَّنة لحليفه السابق، إيلون ماسك، الذي شن حملة عنيفة ضد المشروع، وهدَّد المشرعين الذين يصوتون لصالحه بإسقاطهم في الانتخابات التمهيدية، في موقف زاد الطين بلّة، وبدا هذا واضحاً في مواقف المعارضين كهاريس الذي قال: «السيد ماسك محق، لا يمكننا تحمل هذا العجز. هو يفهم الأرقام والديون والعجز ويجب علينا أن نحقق تقدماً في هذا الخصوص».
ويشير هاريس إلى أن بعض التعديلات التي فرضها مجلس الشيوخ على نص المشروع أضافت نحو 100 مليار دولار على العجز، مضيفاً: «نؤيد أجندة الرئيس، لكن أجندته لم تكن زيادة العجز بمقدار ثلاثة أرباع تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة. الخلاصة هي أن مجلس النواب ستكون له الكلمة الآن. هذا المشروع لن يمر بسهولة في المجلس، وسنضطر إلى التفاوض مع مجلس الشيوخ مرة أخرى، وهذا أمر طبيعي. هكذا تعمل العملية التشريعية، وهكذا ينبغي أن تعمل، خاصة مع مشروع قانون بهذا الحجم».
في المقابل، يسعى الديمقراطيون إلى تأخير التصويت النهائي قدر الإمكان. وينتقد الديمقراطيون ما ينص عليه المشروع من خفض للضرائب على الأثرياء على حساب الطبقتين المتوسطة والعاملة اللتين ترزحان أصلاً تحت وطأة التضخّم. وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، بعد إقرار مشروع القانون الثلاثاء إن «هذه الموازنة الكبيرة البشعة تؤذي الأميركيين العاديين لتكافئ أصحاب المليارات»، معتبراً أنه «ورقة تشريعية مثيرة للاشمئزاز»، مضيفاً: «سنقوم بكل ما في وسعنا لوقفه». وينص مشروع القانون على تمديد الإعفاءات الضريبية الضخمة التي تم إقرارها خلال ولاية ترمب الأولى (2017 - 2021)، وإلغاء ضريبة الإكراميات، وتوفير مليارات الدولارات الإضافية لقطاع الدفاع ومكافحة الهجرة. لكن خبراء وسياسيين يحذرون من زيادة ضخمة متوقَّعة في العجز الفيدرالي. وتشير تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس المسؤول عن تقييم تأثير مشاريع القوانين على المالية العامة، إلى أن مشروع القانون من شأنه أن يزيد الدين العام بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2034.
سيكلف توسيع ترمب «للإعفاءات الضريبية» 4.5 تريليون دولار. وللتعويض جزئياً عن ذلك، يخطط الجمهوريون لخفض برنامج «ميدك إيد»، التأمين الصحي العام الذي يعتمد عليه ملايين الأميركيين من ذوي الدخل المحدود. كما ينص مشروع الموازنة على تقليص كبير في «برنامج سناب للمساعدات الغذائية» الرئيسي في البلاد، وإلغاء العديد من الحوافز الضريبية للطاقة المتجددة التي أُقِرّت في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ميركل: ترمب يسعى لجذب الانتباه... وأزمة الديون اليونانية أبكتني
وصفت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه يسعى لجذب الانتباه. وفي حديثها خلال فعالية نظمتها صحيفة «كاثيميريني» اليونانية في أثينا، مساء الأربعاء، للترويج للترجمة اليونانية لمذكراتها بعنوان «الحرية»، استذكرت ميركل كيف رفض ترمب مصافحتها في اجتماع بالمكتب البيضاوي في مارس (آذار) 2017، لكنه فعل ذلك خارج القاعة عندما لم تكن الكاميرات تصوّر، وفق ما نقله موقع «بوليتيكو». وقالت ميركل: «لقد ارتكبتُ خطأً بقول: دونالد، يجب أن نصافح، ولم يفعل. أراد لفت الانتباه إلى نفسه. هذا ما يريده: تشتيت الانتباه وجعل الجميع ينظرون إليه. يمكنك أن ترى ذلك فيما يفعله بشأن الرسوم الجمركية. في النهاية، يجب أن يحقق نتائج جيدة للشعب الأميركي. عليه أن يثبت قدراته، على الأقل لبلده». وأضافت ميركل أن على الأوروبيين «أن يقفوا متحدين وألا يرهبهم فرض ترمب المزيد من الرسوم الجمركية على الاتحاد، بل يجب علينا الرد برسوم جمركية خاصة بنا». وقالت: «لا أدعو إلى قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن يجب علينا التفاوض. حتى الولايات المتحدة لا تستطيع الصمود بمفردها». وأضافت: «أرى تطوراً إشكالياً. عندما يقول نائب الرئيس جيه دي فانس: (نحن شركاء، ولن ندعمكم إلا إذا وافقتم على مفهومنا للحرية)، وهو ما يعني عدم وجود قواعد وضوابط، فهذا في الواقع تهديد لديمقراطيتنا». لطالما اتسمت علاقة ميركل وترمب بالتوتر. ففي مذكراتها، كتبت عن ترمب: «كان يحكم على كل شيء من منظور رجل أعمال عقاري قبل دخوله عالم السياسة. لم يكن من الممكن تخصيص كل عقار إلا مرة واحدة. إذا لم يحصل عليه، فسيحصل عليه غيره. هكذا كان ينظر إلى العالم». بالنسبة له، كانت جميع الدول في تنافس فيما بينها، حيث كان نجاح إحداها يعني فشل الأخرى؛ لم يكن يؤمن بإمكانية زيادة ازدهار الجميع من خلال التعاون. المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تتحدث مع رئيس تحرير صحيفة «كاثيميريني» اليونانية أليكسيس باباهيلاس في أثينا يوم 2 يوليو 2025 (أ.ف.ب) جاءت زيارة المستشارة الألمانية السابقة لأثينا قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية العاشرة لاستفتاء اليونان على خطة الإنقاذ عام 2015. وصفت ميركل مكالمتها الهاتفية مع رئيس الوزراء اليوناني السابق أليكسيس تسيبراس، التي علمت خلالها أن اليونان ستجري استفتاءً حول قبول شروط خطة الإنقاذ من دائنيها الدوليين، وهي خطوة كان من الممكن أن تنتهي بخروج اليونان من منطقة اليورو، قائلة إن المكالمة كانت الأكثر «مفاجأة» في مسيرتها السياسية، وتركتها «مذهولة»، لا سيما عندما علمت أن تسيبراس سيقود حملة للتصويت بـ«لا» على المقترح. ومع ذلك، قالت إنها وتسيبراس «توطدت علاقتهما» تدريجياً، وأنه «كان صادقاً» و«لم يحاول تضليلها». قالت المستشارة السابقة أيضاً إنها والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كان لديهما وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع ديون اليونان المتراكمة. وأضافت أن أوباما لم يفهم الجوانب القانونية أو كيفية عمل الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي بشكل مختلف عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وصرّحت ميركل: «في لحظة ما، انفجرتُ بالبكاء من شدة الضغط»، مضيفةً بابتسامة: «امرأة تبكي خلال قمة». وأكدت ميركل أنها لم ترغب أبداً في خروج اليونان من منطقة اليورو. وتابعت: «لا أستطيع تخيّل أوروبا (الاتحاد الأوروبي) من دون اليونان عضواً قوياً».


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
الشركتان قد تضطران إلى رفع أسعار السيارات في وقت لاحق من هذا العام
أعلنت شركة "هيونداي موتور" وشركة "كيا" التابعة لها أن مبيعاتهما المجمعة من السيارات في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 0.9% في شهر يونيو الماضي مقارنة بالعام السابق، مع تباطؤ النمو مقارنة بالشهر السابق وسط استمرار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات. وبلغ إجمالي مبيعات الشركتين 140.3 ألف سيارة في الولايات المتحدة الشهر الماضي، بزيادة طفيفة عن 139.1 ألف سيارة في العام السابق، وفقًا لبيانات مبيعات الشركتين. وفي شهر مايو الماضي، ارتفعت مبيعاتهما في الولايات المتحدة بنسبة 6.7% مقارنة بالعام الماضي، وفق وكالة "يونهاب" الكورية للأنباء. وارتفعت مبيعات "هيونداي" بنسبة 4.5% على أساس سنوي إلى 76.5 ألف وحدة من 73.2 ألف وحدة، بينما انخفضت مبيعات "كيا" بنسبة 3.2% إلى 63.8 ألف وحدة من 65.9 ألف وحدة، وتشمل أرقام هيونداي مبيعات علامتها التجارية الفاخرة المستقلة، جينيسيس. وأعلنت الشركتان أن المبيعات مدفوعة بالطلب المطرد على طرازات السيارات الهجينة التي تعمل بالبنزين، والمركبات الترفيهية، والسيارات متعددة الاستخدامات من علامة "جينيسيس" في أكبر سوق للسيارات عالميًا. وخلال الفترة من يناير إلى يونيو، ارتفعت المبيعات الإجمالية في الولايات المتحدة بنسبة 9.2% على أساس سنوي لتصل إلى 893.1 ألف وحدة، مقارنةً بـ 817.8 ألف وحدة في العام السابق. وارتفعت مبيعات هيونداي بنسبة 10.5% لتصل إلى 476.6 ألف وحدة مقارنة بـ 431.3 ألف وحدة، بينما نمت مبيعات كيا بنسبة 7.8% لتصل إلى 416.5 ألف وحدة، مقارنة بـ 386.4 ألف وحدة. وحققت مبيعات "كيا" في النصف الأول من العام أداءً قياسيًا في الولايات المتحدة، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات. مع ذلك، لا تزال الشركتان حذرتين إذ قد تضطران إلى رفع أسعار السيارات في وقت لاحق من هذا العام لتعكس الرسوم الجمركية على السيارات بنسبة 25% التي دخلت حيز التنفيذ في 3 أبريل. وبالإضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية، حذّر ترامب مؤخرًا من أنه قد يرفع الرسوم الجمركية على السيارات "في المستقبل القريب" لحماية عمال السيارات الأميركيين.

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
سيارات قيد التصدير في ميناء بألمانيا
قالت رابطة صناعة السيارات الألمانية إن صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة انخفضت بشكل حاد في أبريل ومايو مع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات والتي أثرت على مبيعات شركات تصنيع السيارات الألمانية في أهم أسواقها الخارجية. وذكرت الرابطة، اليوم الخميس، أن صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة انخفضت 13% في أبريل و25% في مايو مقارنة بالشهرين نفسيهما من العام السابق. وأضافت الرابطة، أن نحو 64.3 ألف سيارة تم شحنها إلى الولايات المتحدة خلال الشهرين، وفق وكالة "رويترز". وفي محاولة لتعزيز الصناعة الأميركية، فرض ترامب رسومًا جمركية تبلغ 25% على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي في أبريل، ومنذ مايو، تم تطبيقها أيضًا على قطع غيار السيارات. وقالت هيلديجارد مولر، رئيسة الرابطة: "يجب بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن، يجب أن تظل اتفاقية التجارة الحرة هدفًا طويل الأجل.. ومع ذلك، فإن للسرعة دورًا حاسمًا". وحدد ترامب التاسع من شهر يوليو الحالي موعدًا نهائيًا للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وحث المستشار الألماني فريدريش ميرتس التكتل على تسوية نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة بسرعة لحماية الصناعات الأساسية، مثل السيارات والصلب والأدوية. وترجح تقديرات مولر أن يكون مصنعو السيارات الألمان تكبدوا تكاليف بنحو نصف مليار يورو في أبريل بسبب الرسوم الجمركية.