
قصة اصطياد عميل رفيع كشف خفايا فوردو
كتب وجدي نعمان
ارتبط اكتشاف خفايا 'فوردو' لأول مرة بقضية تجسس كبرى دارت حول شخصية بارزة. عجزت السلطات الإيرانية عن تأكيد شكوكها قبل أن تصل إلى الخبر اليقين من مصادر موثوقة.
هذا العميل الرفيع المستوى الي جنده جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني 'مي – 6″، كشف لهم في عام 2008 أن 'فوردو' ليست موقع تخزين كما كانت تعتقد الاستخبارات الغربية، بل منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم شيدت في باطن الأرض على عمق بين 80 إلى 90 مترا، وأنها قادرة على استيعاب 3000 جهاز طرد مركزي، إضافة إلى أسرار فنية أخرى.
حين أبلغ جهاز 'مي – 6' الإسرائيليين عن هذه المعلومات الخطيرة في أبريل عام 2008، صُدموا بها، كما صرّح بذلك قبل وفاته في عام 2019، يوني كورين، رئيس هيئة أركان وزير الدفاع الإسرائيلي في تلك الفترة الحرجة من العمليات الاستخباراتية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، علاوة عن كونه عالما متخصصا في الفيزياء الحيوية.
الأدهى أن الحديث يدور عن شخصية إيرانية من الصفوة. اسمه علي رضا أكبري وكان شغل منصب نائب وزير الدفاع في إيران بين عامي 1998 – 2005.
نسج جهاز الاستخبارات البريطانية 'مي – 6' الحبائل للإيقاع به وتجنيده في عام 2004. البداية كانت في حفل استقبال بالسفارة البريطانية بطهران. شرع السفير البريطاني صحبة عميل من جهاز الاستخبارات البريطاني 'مي – 6' متخف في لبوس دبلوماسي، منذ التعرف في تلك المناسبة، في التواصل معه بشكل غير رسمي وتبادل 'الأحاديث والمعلومات' تحت غطاء المجاملة الدبلوماسية.
كان علي رضا أكبري مسؤولا في ذلك الوقت أيضا عن التواصل مع سفراء الغرب لطمأنتهم بشأن البرنامج النووي لبلاده. هذه المهمة التي أوكلت إليه قربته من المصيدة.
بالتدريج تمت لسيطرة على المسؤول الإيراني الرفيع وتعززت استمالته بمنحه وأسرته تأشيرات إقامة طويلة الأمد في بريطانيا، ثم منح الجنسية البريطانية في عام 2012، وسُهل انتقاله إلى بريطانيا حيث استقر وأفراد أسرته في منطقة 'هامرسميث' بغرب لندن.
قدمت إليه أيضا مغريات مادية، ودفع جهاز 'مي – 6' له أكثر من مليوني يورو، إضافة إلى عقارات فاخرة في لندن وفيينا وجنوب إسبانيا. كما كان أسس شركات وهمية في الدول الثلاث لتسهيل تنقله والاجتماع بالعملاء البريطانيين المشرفين عليه.
علاوة على كشفه سر منشأة 'فوردو'، قدم علي رضا أكبري لبريطانيا معلومات هامة عن كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده، وزودهم أيضا بمعلومات عن نشاطات أكثر من 100 مسؤول مشارك في البرامج النووية والصاروخية الإيرانية. يقال إن المعلومات السرية التي نقلها إلى البريطانيين ساهمت بشكل مباشر في اغتيال الموساد الإسرائيلي كبير العلماء النوويين، فخري زاده عام 2020.
عام 2008 كان مصيريا بالنسبة للمسؤول الإيراني الرفيع علي رضا أكبري. في هذا العام سّلم سر 'فوردو' لأعداء بلاده، وفيه تقاعد عن عمله نائبا لوزير الدفاع، لكنه احتفظ بمنصب آخر هو مستشار علي شمخاني، وكان وقتها يتولى رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي.
بعد تقاعده، تفرغ أكبري 'من مشاغله' وبدأ في السافر بانتظام إلى الخارج وكانت محطته الرئيسة العاصمة البريطانية لندن حيث تقيم أسرته.
شكوك الاستخبارات الإيرانية بدأت تحوم حوله قبل وقت قصير من تركه منصبه في وزارة الدفاع الإيرانية. اعتقل لمدة 4 أشهر تعام 2008، لكنه لم يعترف بأي شيء. ربما سانده بعض المسؤولين من أصدقائه الذين كانوا يثقون في ولائه، إذا أطلق سراحه وأغلق ملف القضية، وسُمح له لاحقا بالسفر إلى الخارج!
في عام 2010 بمساعدة الاستخبارات البريطانية تظاهر علي رضا أكبري بإصابته بنوبة قلبية أثناء وجوده في لندن، للمكوث أطول مدة هناك. طاب له المقام هناك وفي نفس الوقت واصل التردد على إيران.
أخيرا، سافر في عام 2019 من لندن إلى طهران بناء على طلب بالحضور على وجه السرعة من علي شمخاني. بعد وقت قصير من وصوله استدعته وزارة الاستخبارات وقامت باستجوابه ثم اعتقلته.
في هذه المرة لم يتمكن أكبري من الإفلات. صحيفة نيويورك تايمز نقلت في مايو 2023 عن مصدرين مقربين من الحرس الثوري أن الاستخبارات الإيرانية تأكدت في ذلك الوقت بأن علي رضا أكبري هو من كشف نشاطات منشأة 'فوردو' السرية لاستخبارات الغرب.
انتهت مسيرة عمل أكبري لصالح الاستخبارات البريطانية التي استمرت 15 عاما في يناير 2023 بإعدامه بتهمتي 'الإفساد في الأرض' والتجسس.
واصل أكبري الإنكار حتى آخر لحظة، وادعى أن الاعترافات التي أدلى بها انتزعت منه بالقوة، لكن الأمر لم يدم طويلا. في مايو 2023 نقلت صحيفة نيويورك تايمز شهادات ضباط استخبارات بريطانيين سابقين وحاليين ودبلوماسيين، أكدت أن علي رضا أكبري، هو من أبلغ جهاز 'مي – 6' عن الغرض الحقيقي لمنشأة 'فوردو' المدفونة تحت الأرض. الاستخبارات الغربية كانت تعلم بوجودها، لكنها لم تكن تعلم أنها المركز الرئيس لتخصيب اليورانيوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 26 دقائق
- الأسبوع
تضارب بين البنتاجون و «CIA» بشأن نتائج استهداف ترامب نووي إيران
الرئيس الأمريكي ترامب صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، بأن معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني "تضرر بشدة" جراء الغارات الجوية الأمريكية على ايران، وأن العديد من المواقع الرئيسية دمرت. ووفقا لشبكة ان بي سي، خلص تقييم أولي لوكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاجون، إلى أن القصف الأمريكي لثلاثة مواقع نووية إيرانية ربما يكون قد أخر البرنامج النووي للبلاد بضعة أشهر فقط، وهو تأثير أقل مما ذكره الرئيس دونالد ترامب بعد الغارات. أصبحت الأضرار الدقيقة التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، ومدى جدوى برنامجها الأوسع، قضايا سياسية حساسة، حيث أدان ترامب ونوابه تسريب تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية ووسائل الإعلام التي نشرته. واتهم المشرعون الديمقراطيون البيت الأبيض بالمبالغة في تقدير تأثير الغارات. وقال راتكليف على وسائل التواصل الاجتماعي إن نتائج وكالة الاستخبارات المركزية استندت إلى «معلومات استخباراتية موثوقة» وأنها تتناقض مع ما وصفه بـ «تقارير عامة من مصادر غير قانونية بشأن تدمير منشآت نووية إيرانية رئيسية» واستشهد بمعلومات استخباراتية جديدة» من مصدر طريقة موثوقة ودقيقة تاريخيًا، تفيد بأن العديد من المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية دمرت، وسيتعين إعادة بنائها على مدى سنوات". وقدمت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، تقييمًا مشابهًا في وقت سابق من اليوم. قبل أن يصدر راتكليف بيانه، رفض ترامب تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية «DIA» ووصفه بأنه غير حاسم وسابق لأوانه، وكرر القول إن المواقع النووية الإيرانية وبرنامجها النووي تم تدميرهم تماما ووصفت «DIA» تقييمها الأولي بأنه «ضعيف الثقة». لا تشير التقارير الاستخباراتية الأولية إلى أن جميع مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب دمر أو عثر عليه، ولا تزال هناك تساؤلات حول أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطورة، والتي لم يعثر عليها في المواقع النووية التي قصفتها الطائرات الأمريكية.


نافذة على العالم
منذ 44 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة خبراء يحذرون: اليورانيوم المخصب في إيران يكفي لصنع 9 قنابل
الخميس 26 يونيو 2025 11:20 صباحاً نافذة على العالم - رغم الغارات المكثفة التي استهدفت منشآت البرنامج النووي الإيراني، تؤكد تقارير استخباراتية أن طهران لا تزال تحتفظ بنحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، وهي كمية كافية نظريا لإنتاج ما يزيد عن 9 قنابل نووية، في حال توفرت التقنيات والوقت اللازمان. وتثير هذه المعطيات مخاوف متزايدة من قدرة إيران على استئناف التخصيب إلى مستوى 90%، وهو العتبة العسكرية اللازمة لصنع قنبلة نووية. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن امتلاك اليورانيوم لا يكفي وحده، إذ تحتاج طهران إلى أجهزة طرد مركزي سليمة، وقدرات تقنية متطورة، لتجاوز المرحلة الحرجة نحو التسليح. هل تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل؟ في مداخلة مع "سكاي نيوز عربية"، قال الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية الأسبق، إن المعلومات المؤكدة حول مدى تدمير المنشآت النووية الإيرانية "لا تزال بيد الطرف المستهدف فقط"، مشيرا إلى أن إيران نفسها تؤكد احتفاظها بقدرات تخصيب، رغم ما تعرضت له من ضربات. وأوضح أن الوصول من نسبة تخصيب 60% إلى 90% "ليس أمرا معقدا تقنيا"، وأن من يمتلك المعرفة والخبرة للانتقال من 0.7% إلى 60%، يمكنه تقنيا إتمام المرحلة الأخيرة، لكن تصنيع سلاح نووي "يتطلب مرحلة أخرى من التجهيز لا يُكشف عنها إعلامياً". أجهزة الطرد المركزي.. والقدرة على التخصيب وتشير التقديرات إلى أن إيران كانت تمتلك قبل الضربات نحو 22 ألف جهاز طرد مركزي، وهو ما يمثل العمود الفقري لأي نشاط تخصيبي. وقد تعرّض العديد منها للتدمير في نطنز وأصفهان وفوردو، لكن تقارير تحدثت عن "نجاة عدد من هذه الأجهزة"، يُعتقد أنها خُزّنت في مواقع سرية غير معلنة. وقال الدكتور إسلام: "إذا كانت هناك أعداد محددة من أجهزة الطرد المركزي في حالة جيدة، فإن عملية رفع التخصيب من 60% إلى 90% تبقى ممكنة من الناحية الفنية". الغموض الاستراتيجي.. وأهمية دور الوكالة الدولية شدد الدكتور إسلام على أن المعلومات المرتبطة بمدى اقتراب إيران من إنتاج قنبلة نووية "لا تُعلن، ولن تُعلن"، وأن تقييم هذا النوع من التقدم يقع ضمن اختصاص الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف: "الوكالة هي الطرف الوحيد المخول بتقييم الالتزام باتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية... ويجب التمييز بين الانسحاب من الاتفاقيات، وبين تعليق التعاون مع الوكالة". الرسائل النووية.. ورقة ضغط لا تزال بيد طهران من وجهة نظر الخبراء، فإن استمرار إيران في الاحتفاظ بمخزون مخصب بهذا الحجم يمنحها ورقة مساومة قوية في أي مفاوضات قادمة، سواء للمطالبة برفع العقوبات، أو الحصول على ضمانات أمنية. وفي ظل الغموض الحالي، يرى مراقبون أن قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية خلال أشهر "تبقى احتمالًا نظريًا"، لكن لا يمكن استبعاده، خصوصاً إذا تم تعطيل رقابة الوكالة الدولية، أو حال قررت طهران خوض هذا الطريق سياسيا.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
نافذة إيران تلوح بالحوار.. وترامب يسعى لاتفاق نووي "أفضل من 2015"
الخميس 26 يونيو 2025 11:20 صباحاً نافذة على العالم - مع انتهاء جولة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، يعود الملف النووي الإيراني إلى واجهة المشهد الدولي، مدفوعا بتصريحات متبادلة حول العودة إلى طاولة التفاوض. وفيما أبدت طهران استعدادا مشروطا للحوار، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض اتفاق جديد يعتبره "أفضل من اتفاق 2015"، في حين يرفض الإيرانيون حتى الآن توسيع المفاوضات لتشمل برنامجهم الصاروخي ونفوذهم الإقليمي. وفي مقابلة مع سكاي نيوز عربية، قال الدبلوماسي السابق مسعود معلوف إن دعوة ترامب للتفاوض تحمل الكثير من "التناقض السياسي"، خاصة بعد إعلان الرئيس الأميركي بنفسه أن الهجوم الجوي الأخير "قضى بالكامل على البرنامج النووي الإيراني". أي اتفاق؟ ولماذا الآن؟ رأى السفير معلوف أن الرئيس ترامب يستخدم "لغة المبالغة"، لكنه يسعى في الواقع للحصول على اتفاق جديد يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم بأي نسبة، حتى لو كانت أقل من 1 بالمئة، وقال: "الرئيس الأميركي يريد اتفاقاً يفرض على إيران شراء اليورانيوم المخصب من الخارج بدلا من إنتاجه داخليا، حتى لأغراض سلمية". وأكد أن ترامب يسعى لاتفاق "يُسوّق له داخليا" باعتباره أفضل من اتفاق إدارة أوباما الذي انسحب منه عام 2018، واصفا إياه حينها بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة". إيران والمكاسب الرمزية بعد المعركة وحول موقع إيران التفاوضي بعد وقف إطلاق النار، اعتبر السفير معلوف أن طهران ستسعى للدخول بموقف تفاوضي مرتفع، لتوظيف ما تسميه "النصر السياسي" في الحرب الأخيرة. وأضاف: "كل طرف يبدأ التفاوض بسقف مرتفع ليُظهر لاحقا تنازلات محسوبة". ورأى أن المرونة الإيرانية قد تترجم لاحقا في ملفات محددة، مثل تخصيب اليورانيوم أو مراقبة البرنامج النووي، شريطة أن تضمن طهران عدم تكرار تجربة انسحاب واشنطن من الاتفاقات، كما حدث سابقاً. العقوبات.. والضمانات الغائبة شدد معلوف على أن طهران لن تدخل مفاوضات جديدة دون ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي، مشيرا إلى أن المطالبة الإيرانية بعرض أي اتفاق على الكونغرس الأميركي ستكون حاضرة بقوة هذه المرة. وقال: "إيران تطالب باتفاقية دولية تمرر عبر الكونغرس، لا بقرار رئاسي يمكن نقضه بسهولة كما فعل ترامب عام 2018". كما أشار إلى أن رفع العقوبات النفطية والمصرفية سيكون أولوية مطلقة لإيران، لكنه شكّك في وجود إجماع سياسي داخل الولايات المتحدة لدعم رفعها، خاصة في ظل الانقسامات الحادة بين الحزبين. لا إجماع أميركيا.. والشارع ضد الحرب بحسب معلوف، فإن الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة لا يخدم أي اتفاق كبير مع إيران حاليا، مشيرا إلى أن استطلاعا للرأي أظهر أن 53 بالمئة من الجمهوريين لا يرغبون في الدخول في حرب مع طهران. وأضاف: "حتى بين مؤيدي ترامب، هناك من انتقده لتورطه في ضربة عسكرية مشتركة مع إسرائيل". وأوضح أن الانقسام السياسي العميق في واشنطن سيجعل من أي اتفاق جديد مع إيران "مثيرا للجدل"، ما لم يحقق مكاسب واضحة وسريعة للولايات المتحدة. "نصر تفاوضي" كافٍ لترامب؟ يرى معلوف أن ترامب لا يسعى بالضرورة إلى اتفاق شامل ومعقّد، بل إلى "اتفاق محسّن ولو بنسبة بسيطة" يستطيع الترويج له كإنجاز سياسي ودبلوماسي كبير. وقال: "لو قبلت إيران بتنازلات محدودة، يمكن أن يعلن ترامب أنه حقق ما لم يحققه أحد". طهران: تفاوض بنكهة مشروطة في ظل هذه المعطيات، تبقى طهران على موقفها المعلن: لا تفاوض خارج الملف النووي، ولا اتفاق دون رفع العقوبات. وبينما يستعد العالم لما قد تكون جولة مفاوضات جديدة، لا يزال الطرفان يتحركان في حقل ألغام سياسي، مرهون بتنازلات متبادلة.. لم تُحسم بعد.