زيارة لاريجاني... ما لها وما عليها
زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني إلى بيروت لم تمرّ بهدوء، إذ رافقها جدل واسع بين من اعتبرها محطة سياسية مهمة تعكس استمرار الاهتمام الإيراني بالوضع اللبناني، وبين من قرأ فيها محاولة جديدة لتأكيد نفوذ طهران في الداخل اللبناني.
الرسالة الأساسية التي أراد الضيف الإيراني إيصالها هي أن إيران حاضرة في أي تسوية أو مسار سياسي يخص لبنان، وأنها قادرة على مدّ يد العون في ملفات اقتصادية وسياسية وحتى أمنية. لكن في المقابل، كان هناك حرص لبناني رسمي على التذكير بالثوابت الوطنية، وضرورة احترام سيادة لبنان وعدم تحويله إلى ساحة صراع إقليمي.
في بعبدا، سمع لاريجاني من رئيس الجمهورية تأكيدًا على أن لبنان منفتح على التعاون مع جميع الدول الصديقة، شرط أن يتم ذلك في إطار احترام الدستور والسيادة والقرار الوطني الحر. أما في السراي الكبير، فكان رئيس الحكومة أكثر وضوحًا في التشديد على أن المساعدات أو أي شكل من أشكال التعاون يجب أن يتم عبر المؤسسات الشرعية وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا.
هذه الزيارة، وإن بدت للبعض عادية ضمن حراك إيران في المنطقة، إلا أنها طرحت تساؤلات حول توقيتها ومغزاها. فهل أرادت طهران أن تبعث برسالة إلى الداخل اللبناني، وخصوصًا بعد الجدل الدائر حول سلاح "حزب الله" ودوره، بأن إيران هي اللاعب الأساسي الذي لا يمكن تجاوزه؟ أم أن الهدف كان سياسيًا–اقتصاديًا، عبر محاولة فتح أبواب التعاون في ملفات الطاقة والكهرباء والاقتصاد؟
ما هو مؤكد أن الزيارة لم تمر بلا نقاش داخلي، إذ عبّرت قوى سياسية وشعبية عن خشيتها من أن تتحول مثل هذه المحطات إلى تكريس لواقع النفوذ الخارجي على القرار اللبناني، في وقت يحتاج فيه البلد أكثر من أي وقت مضى إلى تحصين وحدته الوطنية وحماية مؤسساته الشرعية.
بذلك، يمكن القول إن زيارة لاريجاني كانت مناسبة لاختبار قدرة الدولة اللبنانية على فرض خطاب سيادي متوازن: الانفتاح على الجميع، ولكن من دون السماح لأحد بمدّ يده على القرار الوطني المستقل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 4 دقائق
- ليبانون ديبايت
قائد "اليونيفيل": الانتشار الكامل للجيش يرسخ سيادة الدولة
أعلن قائد قوات اليونيفيل في لبنان ديوداتو أبانيارا، اليوم الخميس، أن "الجيش اللبناني انتشر في أكثر من 120 موقعا دائما في جنوب البلاد". وأشار إلى أن "دعم الجيش اللبناني في انتشاره الكامل في الجنوب سيكون أساسيا لبسط سلطة الدولة". كما أكد أبانيارا، أن "بسط سلطة الدولة جنوبي لبنان يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من مواقعها". وتتسبب الضربات الإسرائيلية واحتلال إسرائيل لنقاط في جنوب لبنان بجدال داخلي لبناني في ظل اشتراط حزب الله توقف إسرائيل عن الاعتداءات وانسحابها من المواقع الخمسة التي تحتلها بالجنوب حتى يقبل التفاوض بشأن إستراتيجية دفاعية تهدف إلى تسليم السلاح.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
القنبلة التوراتيّة بدل القنبلة النوويّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أمّا وقد دخلنا نهائياً في الملكوت الأميركي، خصوصاً بعد استقالبنا السيادي الرائع لعلي لاريجاني. وكان هناك من يقول، بصدق، للمبعوث الايراني "لقد لعبتم، جيوسياسياً، على مدى أربعة عقود، في المكان الخطأ، وفي الوقت الخطأ، لظنكم أن باستطاعتكم فرض نفوذكم الأمبراطوري في المنطقة التي تم تطويبها، منذ عام 1957، واطلاق "مبدأ ايزنهاور"، مستوطنة أميركية، دون أن تكون هناك روسيا، المثقلة بمشكلاتها الاقليمية والدولية، والتي تعاملت مع قضايانا، بأطراف قدميها، كما راقصات البولشوي، ولا الصين، حيث ينتفي أي دور سياسي أو استراتيجي. تنين بجناحي الفراشة. كل ما تريده الادارة الأميركية قمنا به على أفضل وجه، على أمل ألاّ يطلب منا القيام بما تريده الحكومة الاسرائيلية على أفضل وجه، وقد لاحظنا كيف انفضّ حلفاء "حزب الله" عنه، الواحد تلو الآخر، ليبدو جلياً مدى تجذر الزبائنية في أدائنا السياسي. ولكن ألا نلاحظ كيف أن التعليقات الأميركية، والاسرائيلية، التي رحبت بقرارات مجلس الوزراء ألمحت الى خطوات أخرى مرتقبة حول شق الطريق بين بيروت وأورشليم، كعامل أساسي، في قيام دولة لبنانية غير قابلة للكسر أمام أي هزة اقليمية أو دولية. بمعنى آخر... جمهورية البيفرلي هيلز! لا شك في رغبة الرئيس جوزف عون في اعادة بناء الدولة تحت المظلة الأميركية، كي لا يعيد تجربة الرئيس ميشال عون الذي، اذ وصل الى القصر، بعد تلك السلسلة من التسويات (الصفقات)، جثة هامدة، ليبشر اللبنانيين في أواخر عهده، بالذهاب الى جهنم. ولكن هل يمكن التصور بوجود فارق بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في النظرة الى لبنان؟ وسط ذلك المشهد الضبابي الذي يحكم العلاقات بين الطوئف في لبنان، يظهر رئيس الحكومة الاسرائيلية ليلقي في وجهنا القنبلة التوراتية، الأشد هولاً، من القنبلة النووية، وهو الذي لم يتوقف، يوماً، وعلى امتداد العامين المنصرمين، عن الاعلان أنه يعمل تحت امرة "رب الجنود"، بتنفيذ كل ما ورد في النصوص المقدسة، وعلى غرار أي منظومة ايديولوجية أخرى لا تأخذ بالاعتبار جدلية الأجيال، ولا ديناميات التفاعل بين النصوص التي توصف بالالهية والأزمنة، نتنياهو توّج كل تصريحاته السابقة بالقول "لقناة 24" انني في مهمة تاريخية، وروحانية، وترتبط عاطفياً برؤية ـ والحقيقة رؤيا ـ اسرائيل الكبرى. دولة فوق العالم، وفوق التاريخ، لتحكم بالدم، والنار، الأمم الأخرى. ولقد سبق وتساءلنا هل هو تغييرالشرق الأوسط أم تفجير الشرق الأوسط لكي يظهر الماشيح وهو يختال فوق الجماجم ليقود العالم... لا مجال لأي حاكم عربي أن يقف وراء الجدران الزجاجية. نتنياهو يريد تعريتنا حتى من هياكلنا العظمية. وكنا قد ثابرنا على الكتابة، ومنذ اشهر، عن أن المشروع الأميركي ـ الاسرائيلي الذي يتقاطع فيه الايديولوجي مع الاستراتيجي، يتعدى بكثير دومينو التطبيع. لن تكون هناك دولة فلسطينية (مهما علت النيران من قبور الفلسطينيين). ولن تكون هناك دولة لبنانية، ولا دولة سورية (التي لا يعرف الآن أي نوع من الأشباح يتولى ادارتها)، ولا دولة أردنية. منذ زئيف جابوتنسكي وحتى حاييم وايزمان الذي لم ير في "دول الطوق" سوى قرى لقبائل بدائية أشبه ما تكون بقرى الهنود الحمر التي أزيلت، وأهلها، من الوجود، مروراً بمراسلات دافيد بن غوريون وموشي شاريت، وصولاً الى بنيامين نتنياهو (الملك بيبي)، الذي ترعرع على يدي أبيه المؤرخ بن صهيون نتنياهو، وحيث يفترض، قبل بلوغ الدولة العبرية الثمانين (وهو تاريخ ذا دلالة في الليتورجيا اليهودية)، اعلان قيام "امبراطورية يهوه"، أي من النيل الى الفرات، وخالية من الغوييم، أي من الأغيار. زعيم الليكود أطلق مشروعه في حضرة الأمبراطور الأميركي الذي هاله ضيق مساحة اسرائيل (الصغرى)، وهي أقل من مساحة ولاية نيوجيرسي التي تحتل المرتبة الـ 47، من حيث المساحة، بين الولايات الخمسين، واعداً بتوسيع هذه المساحة، على اساس الحاق غزة والضفة اليها، قبل أن يتبين ما يجول في رؤوس ذئاب اليمين الذين يعتقدون أنه آن الأوان لا لتغيير الشرق الأوسط، وانما لتفجيره، أذ ماذا يعني تمدد اسرائيل في دول المحيط، سوى التمهيد لعملية جراحية كبرى تعيد ترتيب الخريطة التي صاغتها اتفاقية سايكس ـ بيكو. ترامب هو الذي قال ان هذه الاتفاقية قد شاخت، ولا بد من رسم خارطة جديدة تتلاءم ومقتضيات القرن (القرن الأميركي بطبيعة الحال). عادة، لا نكترث بتفاهات كمال اللبواني، وبمغالطاته القذرة، في التعامل مع الوضع اللبناني، وكان حصان أورشليم في المعارضة السورية. ولكن ألا تشير معلومات الظل الى ذلك السيناريو الذي يعتبر أن لبنان لا يستطيع الاستمرار دون تواجد القوات السورية على أراضيه، اذا كان هناك من يصغي بين عشاق قبائل ياجوج وماجوج في لبنان الى ما يتردد الآن، وما وصلت أصداؤه الى حواضر أوروبية معنية ببقاء لبنان. نزع سلاح "حزب الله" ذريعة تكتيكية تتعدى بكثير المفهوم الفولكلوري للسيادة، أو مصطلح "حصرية السلاح". لبنان مثلما هو داخل المشروع الاسرائيلي، هو داخل مشاريع أخرى تعني أن المنطقة مقبلة على تفجيرات تقلب الخارطة الشرق رأساً على عقب. حدقوا جيداً بالاصابع الأميركية الغليظة...


القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
هل ستقوم إسرائيل بعمل عسكريّ مفاجىء في لبنان؟.. هذا ما كشفه باحثٌ
ذكرت وكالة "سبوتنيك"، أنّ الباحث في الشأن الفلسطينيّ محمد القيق، قال إنّ "المرحلة الأولى من التوسّع الذي تطمح إليه تل أبيب، ويُسمّى بـ"إسرائيل الكبرى"، تشمل لبنان وسوريا وفلسطين". وتوقّع القيق "حصول عمل عسكري إسرائيلي مفاجئ في لبنان وسوريا في الفترة المقبلة". وعن غزة، قال: "تحدّث رئيس الوزراء الإسرائيليّ ينيامين نتنياهوعن احتلال قطاع غزة في الإعلام، ولكن عمليّاً غزة محتلة، والجيش الإسرائيلي موجود فيها ولكن لا يستطيع أنّ يحكم". وأوضح أنّ "إستخدام نتنياهو لكلمة إنتهاء الحرب يعني بقاء الجيش الإسرائيليّ في غزة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News