logo
"أنس الشريف" والحقيقة التي لن تموت في غزة

"أنس الشريف" والحقيقة التي لن تموت في غزة

كاميرا صغيرة وقلب كبير... لم تكن عدسته مجرد أداة للتصوير، بل كانت عين الإنسانية التي تراقب، وصوت الضمير العالمي الذي يصرخ: ' هنا تُرتكب الجرائم!' هنا في غزة تٌباد الناس والأطفال والشباب والنساء والرجال والشيوخ.
في زمنٍ صارت نقل الحقيقة فيه جريمة، وتوثيق الجرائم سبباً للإغتيال والإستشهاد، سقط الصحفي أنس الشريف وزملاءه شهداء، ومعهم السلاح الذي يًصوّب على الحقيقة، سلاح الإعلام والصحافة، الكاميرا التي تًظهر للعالم جرائم كيان لم يرتدع حتى الآن.
أنس الشهيد... والقصة التي لن تنتهي
قررت آلة الحرب الصهيونية أن تنهي حياة أنس، انس الشريف، الذي كان يكتب بدمه الفصل الأخير من ملحمة الصحفيين الشهداء الذين آمنوا أن الحقيقة أقوى من الصواريخ. استشهد وهو يوثق معاناة أطفال يتضوّرون جوعاً، وكأن الاحتلال أراد أن يقول للعالم: ' لا شهود على جرائمنا!'.
اغتالته يد الغدر الصهيونية، لكنه ترك خلفه رسالة واضحة قال فيها: "كل عدسة تُقتل، تولد ألف عدسة، وكل صحفي يُسكت، تظهر أصوات جديدة تحمل المشعل".
أنس الشريف، مثل العديد من زملائه، كان يعلم أن عدسة كاميرته قد تكون آخر ما يمسك به في حياته، حتى قبل استشهاده كان ينقل صور الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي، المشاهد التي كان يرسلها كانت تنتشر كالنار في الهشيم، تكشف مرات ومرات الوجه الدموي للاحتلال، فإغتياله ليس رقماً يُضاف إلى القائمة، بل جريمة تُضاف إلى سجل "إسرائيل" الأسود.
المقاومة بالكاميرا
هذه قصة شهيد لم تمت كلماته بموته، بل صارت أكثر حياة وقوة، تتناقلتها الأجيال كشاهد أبدي على وحشية المحتل. ففي خضم الحرب الوحشية على غزة، لا تقتل آلة الحرب الإسرائيلية المدنيين الأبرياء فحسب، بل تستهدف أيضاً حماة الحقيقة: الصحفيين.
منذ بداية الحرب الهمجية على غزة، سقط عشرات الصحفيين شهداء تحت القصف المتعمد، في محاولة واضحة لإسكات الصوت الذي يفضح جرائم الاحتلال ويوثق معاناة الشعب الفلسطيني، كسياسة ممنهجة لضرب حرية الإعلام وإخفاء الحقائق.
وفقًا لتقارير منظمات حقوقية دولية، قتلت إسرائيل أكثر من 238 صحفيًا في غزة منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك نساء وأطفال من عائلات إعلامية. بعض الضحايا كانوا يرتدون سترات واضحة عليها علامة "PRESS"، بينما استهدفت أخرى منازلهم مع عائلاتهم.
يعمل العدو الصهيوني جاهداً على إسكات الصوت الفلسطيني، والإضاءة على السردية الصهيونية، لأن الكيان يدرك جيداً أن كاميرات الصحفيين هي سلاح بات يُحرجها أمام العالم.
يقتل دون حساب أو مطالبة، لأنه يعلم أنه سيُفلت من العقاب، وأن عدداً من بعض الدول الغربية تدعمه وتمرّر جرائمه دون محاسبة، وأنه بات مجبراً أمام الحقائق ومشاهد الإبادة والتجويع أن يروّج سرديته بأن الضحايا هم "إرهابيون".
شهداء الحقيقة
رغم كل المخاطر، يواصل الصحفيون في غزة مهمتهم، بعضهم يبث مباشرة تحت القصف، وآخرون يكتبون آخر منشور لهم قبل استشهادهم. هؤلاء ليسوا ضحايا عاديين، بل شهداء الحقيقة الذين فضحوا العالم الزائف الذي يتحدث عن "حقوق الإنسان" بينما يتفرج على المذابح.
فالأمم المتحدة والمنظمات "الدفاع عن حرية الصحافة" تقتصر على إصدار بيانات استنكار فارغة، لكن السؤال: لماذا لا تُحاكم "إسرائيل" كمجرمة حرب ؟.
الآن معايير حقوق الإنسان تطبق بانتقائية عندما يتعلق الأمر بفلسطين!.
دماء الصحفيين في غزة ليست أرقاماً، بل شعلة تُضيء ظلام الظلم. كل صورة التقطوها، كل تقرير كتبوه، هو إرث يُحاكم به الاحتلال يوماً ما.
لن ننساهم، ولن نتوقف عن المطالبة بمحاكمة القتلة، و"إذا كان الصحفيون مستهدفين، فلأنهم ينقلون ما لا تريد "إسرائيل" للعالم أن يراه".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أنس الشريف" والحقيقة التي لن تموت في غزة
"أنس الشريف" والحقيقة التي لن تموت في غزة

اذاعة طهران العربية

timeمنذ يوم واحد

  • اذاعة طهران العربية

"أنس الشريف" والحقيقة التي لن تموت في غزة

كاميرا صغيرة وقلب كبير... لم تكن عدسته مجرد أداة للتصوير، بل كانت عين الإنسانية التي تراقب، وصوت الضمير العالمي الذي يصرخ: ' هنا تُرتكب الجرائم!' هنا في غزة تٌباد الناس والأطفال والشباب والنساء والرجال والشيوخ. في زمنٍ صارت نقل الحقيقة فيه جريمة، وتوثيق الجرائم سبباً للإغتيال والإستشهاد، سقط الصحفي أنس الشريف وزملاءه شهداء، ومعهم السلاح الذي يًصوّب على الحقيقة، سلاح الإعلام والصحافة، الكاميرا التي تًظهر للعالم جرائم كيان لم يرتدع حتى الآن. أنس الشهيد... والقصة التي لن تنتهي قررت آلة الحرب الصهيونية أن تنهي حياة أنس، انس الشريف، الذي كان يكتب بدمه الفصل الأخير من ملحمة الصحفيين الشهداء الذين آمنوا أن الحقيقة أقوى من الصواريخ. استشهد وهو يوثق معاناة أطفال يتضوّرون جوعاً، وكأن الاحتلال أراد أن يقول للعالم: ' لا شهود على جرائمنا!'. اغتالته يد الغدر الصهيونية، لكنه ترك خلفه رسالة واضحة قال فيها: "كل عدسة تُقتل، تولد ألف عدسة، وكل صحفي يُسكت، تظهر أصوات جديدة تحمل المشعل". أنس الشريف، مثل العديد من زملائه، كان يعلم أن عدسة كاميرته قد تكون آخر ما يمسك به في حياته، حتى قبل استشهاده كان ينقل صور الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي، المشاهد التي كان يرسلها كانت تنتشر كالنار في الهشيم، تكشف مرات ومرات الوجه الدموي للاحتلال، فإغتياله ليس رقماً يُضاف إلى القائمة، بل جريمة تُضاف إلى سجل "إسرائيل" الأسود. المقاومة بالكاميرا هذه قصة شهيد لم تمت كلماته بموته، بل صارت أكثر حياة وقوة، تتناقلتها الأجيال كشاهد أبدي على وحشية المحتل. ففي خضم الحرب الوحشية على غزة، لا تقتل آلة الحرب الإسرائيلية المدنيين الأبرياء فحسب، بل تستهدف أيضاً حماة الحقيقة: الصحفيين. منذ بداية الحرب الهمجية على غزة، سقط عشرات الصحفيين شهداء تحت القصف المتعمد، في محاولة واضحة لإسكات الصوت الذي يفضح جرائم الاحتلال ويوثق معاناة الشعب الفلسطيني، كسياسة ممنهجة لضرب حرية الإعلام وإخفاء الحقائق. وفقًا لتقارير منظمات حقوقية دولية، قتلت إسرائيل أكثر من 238 صحفيًا في غزة منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك نساء وأطفال من عائلات إعلامية. بعض الضحايا كانوا يرتدون سترات واضحة عليها علامة "PRESS"، بينما استهدفت أخرى منازلهم مع عائلاتهم. يعمل العدو الصهيوني جاهداً على إسكات الصوت الفلسطيني، والإضاءة على السردية الصهيونية، لأن الكيان يدرك جيداً أن كاميرات الصحفيين هي سلاح بات يُحرجها أمام العالم. يقتل دون حساب أو مطالبة، لأنه يعلم أنه سيُفلت من العقاب، وأن عدداً من بعض الدول الغربية تدعمه وتمرّر جرائمه دون محاسبة، وأنه بات مجبراً أمام الحقائق ومشاهد الإبادة والتجويع أن يروّج سرديته بأن الضحايا هم "إرهابيون". شهداء الحقيقة رغم كل المخاطر، يواصل الصحفيون في غزة مهمتهم، بعضهم يبث مباشرة تحت القصف، وآخرون يكتبون آخر منشور لهم قبل استشهادهم. هؤلاء ليسوا ضحايا عاديين، بل شهداء الحقيقة الذين فضحوا العالم الزائف الذي يتحدث عن "حقوق الإنسان" بينما يتفرج على المذابح. فالأمم المتحدة والمنظمات "الدفاع عن حرية الصحافة" تقتصر على إصدار بيانات استنكار فارغة، لكن السؤال: لماذا لا تُحاكم "إسرائيل" كمجرمة حرب ؟. الآن معايير حقوق الإنسان تطبق بانتقائية عندما يتعلق الأمر بفلسطين!. دماء الصحفيين في غزة ليست أرقاماً، بل شعلة تُضيء ظلام الظلم. كل صورة التقطوها، كل تقرير كتبوه، هو إرث يُحاكم به الاحتلال يوماً ما. لن ننساهم، ولن نتوقف عن المطالبة بمحاكمة القتلة، و"إذا كان الصحفيون مستهدفين، فلأنهم ينقلون ما لا تريد "إسرائيل" للعالم أن يراه".

حرب غزة: من يحمي الصحفيين العاملين في غزة؟
حرب غزة: من يحمي الصحفيين العاملين في غزة؟

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • شفق نيوز

حرب غزة: من يحمي الصحفيين العاملين في غزة؟

توالت ردود الفعل الدولية بعد مقتل ستة فلسطينيين، إثر استهداف إسرائيلي لخيمة كان يتواجد فيها صحفيون قرب بوابة مستشفى الشفاء في مدينة غزة يوم الأحد 10 أغسطس/ آب، بينهم مراسلا قناة الجزيرة القطرية أنس الشريف ومحمد قريقع ومصورا القناة إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل، إضافة إلى مراسل محلي مستقل يدعى محمد الخالدي. وأقر الجيش الإسرائيلي بعد الضربة التي استهدفت خيمة الصحفيين، باستهداف الشريف في بيان قال فيه إنه استهدف "القيادي في حركة حماس أنس الشريف الذي تظاهر بصفة صحفي في شبكة الجزيرة"، واتهمه بأنه كان يقود "خلية تابعة للحركة ومسؤولاً عن تنسيق هجمات صاروخية ضد مدنيين إسرائيليين وقوات الجيش". وأوضح أن العملية نُفذت باستخدام ذخيرة دقيقة مع إجراءات، وصفها بأنها تهدف إلى تقليل الأضرار على المدنيين، بما في ذلك المراقبة الجوية وجمع معلومات استخباراتية إضافية. ففي بريطانيا، دعا المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن مقتل أنس الشريف وزملائه. وقال المتحدث إن على إسرائيل، أن تضمن قدرة الصحفيين على العمل بأمان ودون خوف. وأضاف المتحدث أن ستارمر يشعر بقلق بالغ إزاء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للصحفيين في قطاع غزة. من جانبه وصف الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا مقتل صحفيي الجزيرة بأنه صادم، معتبرا أن مقتلهم هو استهداف إسرائيلي واضح للجزيرة، يهدف إلى طمس حقيقة ما يحدث في غزة. وأكد أن استمرار استهداف الصحفيين في غزة يستدعي تدخلا دوليا، واصفا قتل الصحفيين بأنه عمل مروع آخر في الحرب على الصحافة، وشدد على ضرورة أن تسمح إسرائيل فورا بدخول الصحافة الدولية إلى غزة، وألا تفلت من العقاب. وفي لندن أيضا، قالت منظمة العفو الدولية إنها تدين بشدة "قتل إسرائيل المتعمد للصحفيين في غارة جوية على خيمتهم الإعلامية في مدينة غزة المحتلة". وأفادت العفو الدولية في بيان بأن "أنس الشريف وزملاءه كانوا عيون غزة وصوتها. رغم تجويعهم وإرهاقهم والتهديد بقتلهم، ورغم ألمهم الكبير، استمروا في مراسلتهم الشجاعة من الخطوط الأمامية". وشددت على أنه "لم يسبق لأي نزاع في التاريخ الحديث أن حصد هذا العدد الكبير من الأرواح في صفوف الصحفيين". ودعت إلى "إجراء تحقيق مستقل ومحايد في قتل الصحفيين الفلسطينيين، وتحقيق العدالة وتعويض عائلاتهم". وفي الأمم المتحدة، أدان الأمين العام أنطونيو غوتيريش مقتل الصحفيين الستة في غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه بهذا الشأن. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جنيف، إن "صحفيين يعملون مع قناة الجزيرة في غزة، وقعوا مرة أخرى ضحية للصراع". وأوضح أن "عمليات القتل الأخيرة تُبرز الأخطار الجسيمة التي يواصل الصحفيون مواجهتها أثناء تغطية هذا الصراع المستمر لأكثر من 22 شهرا". وأضاف المسؤول الأممي "يدعو الأمين العام إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه في عمليات القتل الأخيرة هذه". من جهتها، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عبر منصة إكس "ندين مقتل 6 صحفيين فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي باستهداف خيمتهم، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي". وأضافت "يجب على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الصحفيون". كما دعت إلى إتاحة وصول فوري وآمن ودون عوائق لجميع الصحفيين من وسائل الإعلامية العالمية إلى قطاع غزة. من جانبه، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، في بيان، أن إسرائيل تمنع وصول الصحفيين الدوليين لتغطية الأحداث بشكل مستقل منذ بدء الحرب في غزة قبل عامين تقريبا. وشدد على ضرورة "دخول وسائل الإعلام الدولية غزة لدعم العمل البطولي لزملائهم الفلسطينيين، باعتبارها الطريقة الوحيدة لمواجهة التضليل الإعلامي بشأن حجم الفظائع الإسرائيلية". وأوضح المسؤول الأممي أن "الجيش الإسرائيلي يواصل إسكات الأصوات التي تُبلغ عن فظائعه في غزة". وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة حاجة لحبيب، في منشور على منصة إكس "أُصبنا بالفزع لمقتل صحفيي قناة الجزيرة في غزة، بمن فيهم المراسل أنس الشريف". ورأت أن ذلك "ضربة مباشرة لحرية الصحافة"، وشددت على "ضرورة حماية المدنيين والصحافة بشكل دائم". وفي نيو يورك أيضا، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية إن "القتل السافر بحق الصحفيين الفلسطينيين أنس الشريف ومحمد قريقع و4 إعلاميين آخرين يسلط الضوء على الخطر الذي لا يُعقل والذي يواجهه الصحفيون الفلسطينيون في غزة". وفي بيان، دعت المنظمة إسرائيل إلى "وقف ارتكاب الفظائع في قطاع غزة، بدلا من قتل الأصوات التي تغطيها". اتهامات إسرائيلية سابقة وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، قد نشر في وقت سابق بأن مراسل الجزيرة أنس الشريف له "ارتباط بحركة حماس وتغطيته لأنشطة مسلحة". وفي أغسطس/آب 2024، اتهم أدرعي الشريف بأنه يغطّي "أنشطة حماس والجهاد الإسلامي" في مدرسة قُصفت، وقال في منشور عبر منصة إكس: "أنت تخفي جرائم حماس والجهاد في الاختباء داخل المدارس، أنا مقتنع أنك تعرف أسماء عدد كبير من إرهابيي حماس بين القتلى في المدرسة، لكنك تمثّل مسرحية إعلامية كاذبة لا تمتّ لسكان غزة بصِلة". وفي يوليو/تموز 2025، قال أدرعي إن الشريف "واحد من ستة صحفيين بالجزيرة تابعين لحماس أو الجهاد الإسلامي"، وهو ما نفته الجزيرة بشدّة. "محاولة إسكات" وفي حينها وصف الشريف اتهامات إسرائيل له بـ"الإرهاب"، بـ"التحريضية" و"محاولة إسكاتي، في مسعى لوقف تغطيتي عبر شاشة الجزيرة ومواقع التواصل الاجتماعي". وكتب حينها "رسالتي واضحة لن أصمت. لن أتوقف. صوتي سيبقى شاهداً على كل جريمة، حتى تتوقف هذه الحرب في أقرب وقت". وفي أواخر يوليو/تموز 2025، أصدرت لجنة حماية الصحفيين - وهي منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية، مقرها في مدينة نيويورك، بياناً أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"تهديدات مباشرة وتحريض علني" ضد أنس الشريف، عقب تداول مقاطع وتصريحات على منصات تواصل اجتماعي "تشير إليه بالاسم وتشكك في عمله الصحفي". ودعت اللجنة في بيانها السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامته وسلامة جميع الصحفيين العاملين في غزة، مشددة على أن استهداف الصحفيين أو التحريض عليهم يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية التي تحمي العمل الصحفي أثناء النزاعات. وتزامن بيان لجنة حماية الصحفيين مع موقف مماثل من شبكة الجزيرة، التي أصدرت في 25 يوليو/تموز 2025 بياناً قالت فيه إن ما يتعرض له مراسلها في غزة، أنس الشريف، يندرج ضمن "حملة تحريض" تستهدف مراسليها الميدانيين، واعتبرت ذلك محاولة لإسكات التغطية المستمرة من داخل القطاع. وأكدت الشبكة أن مراسليها يعملون وفق المعايير المهنية وميثاق الشرف الصحفي، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في حماية الصحفيين. كما صدرت تصريحات من المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، أيرين خان، شددت فيها على أن "التحريض العلني ضد الصحفيين في مناطق النزاع يضاعف من احتمالات تعرضهم للاستهداف، ويقوّض قدرة وسائل الإعلام على القيام بدورها الرقابي". وأشارت إلى أن القانون الدولي الإنساني يفرض على أطراف النزاع ضمان حماية الصحفيين والعاملين في الإعلام، وعدم استهدافهم أو التحريض عليهم، باعتبارهم مدنيين يقومون بمهمة مهنية أساسية. وحتى نهاية شهر يوليو/تموز 2025، ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 232 صحفياً، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة. برأيكم سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 13 أغسطس/ آب. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة. كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:

جيش الاحتلال يستمر باستهداف الصحفيين في غزة
جيش الاحتلال يستمر باستهداف الصحفيين في غزة

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 2 أيام

  • وكالة الصحافة المستقلة

جيش الاحتلال يستمر باستهداف الصحفيين في غزة

المستقلة/-تعرضت خيمة للصحفيين بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة للاستهداف بينما كانت المدينة تتعرض لقصف إسرائيلي عنيف، لتعلن بعدها قناة 'الجزيرة' القطرية نبأ مقتل اثنين من مراسليها في القطاع وهما أنس الشريف ومحمد قريقع مع صحفيين آخرين، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أن الشريف 'إرهابي' مؤكداً استهدافه. وقال رامي مهنا، المدير الإداري في مستشفى الشفاء إن الغارة أصابت خيمة لصحفيي 'الجزيرة' خارج أسوار المستشفى. قصف يقتل عدداً من الصحفيين وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان، مقتل خمسة صحفيين في القصف بينهم صحفيا 'الجزيرة' أنس الشريف ومحمد قريقع إضافة إلى المصوّرين الصحفيين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومساعد المصوّر محمد نوفل. ولفت المكتب إلى أنه بمقتل الصحفيين الخمسة، ارتفع عدد الإعلاميين القتلى خلال الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 237 صحفياً استهدفهم الجيش الإسرائيلي. واعتبر المكتب أن 'عملية الاغتيال مع سبق الإصرار والترصد بعد استهداف مقصود ومتعمّد ومباشر لخيمة الصحفيين في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة'. استنكار للقصف دانت القصفَ 'لجنة حماسة الصحفيين'، وقالت، في بيان، إن 'أنس الشريف، أحد أشهر مراسلي الجزيرة، ومن الذين اتهمتهم إسرائيل سابقًا بالانتماء إلى حماس دون تقديم أدلة'. وأضافت: 'مؤخرًا، قدّم الشريف تقريرًا عن المجاعة التي يعاني منها هو وزملاؤه بسبب رفض إسرائيل إدخال مساعدات غذائية كافية إلى غزة'. نعت حركة 'حماس' الشريف وقريقع والصحفيين الآخرين. وقالت في بيان، فجر الاثنين، إن 'الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، في ظل صمت دولي شجع الاحتلال على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة'. كما نعت حركة الجهاد الإسلامي الشريف وقريقع، وقالت إن اغتيالهما والصحفيين الآخرين في باحة مستشفى الشفاء يعد 'جريمة حرب شنيعة'. وقالت الحركة، في بيان، إن 'حكومة الاحتلال بدأت بتجهيز مسرح جرائمها القادمة من خلال استهداف الصحفيين الذين يفضحون جرائمها ومجازرها للعالم عبر إسكات أصواتهم بالقتل المباشر والمتعمد'. الجزيرة تعلن مقتل صحفييها وخلال بث مباشر لإحدى نشراتها الإخبارية، أعلنت قناة 'الجزيرة'، بنسختها العربية، مقتل الشريف وقريقع بقصف إسرائيلي بينما كانت تبث مشاهد للحظات الأولى بعد الاستهداف. وأصدرت الشبكة لاحقاً بيان أعربت فيه عن إدانتها للقصف الذي أدى إلى مقتل صحفييها الشريف وقريقع والمصورين إبراهيم الظاهر ومحمد نوفل. وقالت 'الجزيرة': 'لقد استهدف قتلةُ الصحفيين وبإقرار منهم عبر بيان للجيش الإسرائيلي الخيمة التي كان يقيم فيها صحفيو الجزيرة المواجهة لمجمع الشفاء الطبي في غزة، ما أدى إلى استشهادهم'، مشيرة إلى أن الصحفيين واصلا العمل رغم 'التهديد الدائم'. الجيش الاحتلال يؤكد استهداف الشريف وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستهداف مدعيا أن الشريف 'تظاهر بأنه صحفي' وزعم أنه كان يعمل مع حماس – وهو ما نفاه الشريف سابقاً. وزعم بيان للجيش أن 'الشريف يشغل كقائد خلية في سرية إطلاق قذائف صاروخية في حماس وكان يروج لمخططات إطلاق قذائف صاروخية ضد إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي'. وصرحت لجنة حماية الصحفيين الشهر الماضي بأنها تشعر بقلق بالغ على سلامة أنس الشريف، وقالت إنه 'مستهدف بحملة تشويه عسكرية إسرائيلية'. وصية أنس الشريف ونشر حساب أنس الشريف على موقع 'إكس' (تويتر سابقاً) ما قال إنها وصية كتبها أنس قبل مقتله. ويقول أنس، بحسب الوصية: 'إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي'. ونشر الشريف قبل دقائق من مقتله مقطعاً مصوراً كتب عند نشره أن 'القصف لا يتوقف'. وأنس الشريف، صحفي فلسطيني، يبلغ من العمر 28 عاماً وله ولدان. قتل والده بقصف إسرائيلي استهدف منزله في ديسمبر/ كانون الأول 2023. نال شهرة كبيرة لتغطيته الأحداث في شمالي قطاع غزة بعد نزوح عدد كبير من الصحفيين نحو جنوب القطاع وانضمامه خلال الحرب كمراسل لقناة 'الجزيرة'. كما نشر حساب شبكة 'الجزيرة' رسالة لقريقع قبل مقتله أشار فيها إلى 'إرهاب نفسي' يتعرض له الفلسطينيون خلال الحرب. وقريقع من مواليد حي الشجاعية في غزة، ويبلغ من العمر 33 عاماً. قتل شقيقه بقصف إسرائيلي في مارس/ آذار الماضي. ومثل الشريف، انضم قريقع إلى فريق 'الجزيرة' في غزة خلال الحرب. وقريقع والشريف ليسا أول صحفيين يقتلا من ضمن فريق 'الجزيرة' في القطاع، إذ قتل كل من مراسلي القناة حسام شبات، سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح وإسماعيل الغول. وفي عام 2022، قتل الجيش الإسرائيلي مراسلة القناة في الضفة الغربية شيرين أبو عاقلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store