
الدولار هيوصل 100 جنيه وهيبيعوا قناة السويس للأجانب!!.. أكاذيب الإخوان لضرب اقتصاد مصر
الحقيقة فيه حرب ممنهجة على الاقتصاد المصري.. بس مش بالحروب التقليدية.. دي حرب إشاعات ومعنويات وأكاذيب متقنة.. واللي وراها نفس الجماعة اللي بقالها سنين بتحاول توقع البلد من أول يوم خرجت فيه من الحكم.. الإخوان وأهل الشر.
الناس دي مش بتشتغل عشوائي.. بالعكس.. دي شغالة بدقة وتنظيم هدفه الأساسي إنها تضرب ثقة الناس في الاقتصاد.. يطلعوا إشاعة .. ينشروها على السوشيال الميديا.. وبعد كده يلاقوا ناس بتعيد النشر بدون تحقق.. ولما الإشاعة تنتشر.. يحصل بلبلة.. والسوق يتأثر.. والأسعار تتحرك.. والمواطن البسيط هو اللي بيتخض.
تعالى نرجع ورا شوية ونسأل.. إيه أكتر الإشاعات اللي حاولت تضرب الاقتصاد المصري الفترة اللي فاتت؟
أول إشاعة تقيلة.. كانت إن الدولار هيكسر حاجز الـ100 جنيه .. وده طلع في وقت الناس كلها كانت بترقب السوق.. وبدأ الانتشار على قنواتهم ومنصاتهم الممولة.. والناس بدأت تتكلم.. لكن في الحقيقة.. السعر الرسمي فضل محافظ على توازنه.. وحتى السوق السودا اختفت تماما بعد قرارات الدولة الأخيرة.
والمؤسسات الدولية زي البنك الدولي وصندوق النقد.. أكدوا إن الإصلاحات المصرية ماشية في الاتجاه الصحيح.
الإشاعة التانية.. واللي بتتكرر كل فترة هي إن العاصمة الإدارية الجديدة فاشلة ومحدش رايح يسكن فيها.. وفي نفس التوقيت.. تلاقي آلاف الموظفين بينتقلوا للمقار الجديدة.. وتلاقي البنية التحتية هناك بتشتغل بكفاءة.. مدن ذكية.. خدمات رقمية.. ومشروعات شغالة في الحي الحكومي والبنوك والمقرات الدولية.. والهدف ببساطة هو تشويه مشروع قومي ضخم.. بيمثل واجهة جديدة لمصر.
ومن نفس الخط.. طلعوا إشاعة إن الدولة باعت قناة السويس.. وده كدب متكرر.. تم نفيه رسميًا أكتر من مرة.. والناس اللي مش فاهمة بيتلعب بيها.. واللي وراها هدفهم يضربوا رموز السيادة الوطنية قبل الاقتصاد.
حتى المشروعات الاستثمارية الكبيرة.. ما سلمتش.. قالك مفيش استثمار جاي لمصر.. وفي نفس التوقيت كانت تقارير المؤسسات الدولية بتقول إن مصر من أكتر الدول الجاذبة للاستثمار في البنية التحتية والطاقة.. وشركات عملاقة بتيجي تفتح مصانعها وتوسع نشاطها هنا.
طيب ليه بيعملوا كده؟
لأن الإشاعة سلاح رخيص وسهل.. والهدف مش إن الناس تصدق.. الهدف هو إن الناس تشك.. والشك ده بيخلي المواطن يتردد.. والمستثمر يخاف.. والسوق يهتز.
لكن الدولة بدأت ترد بشكل احترافي.. مش بس بتكذّب الشائعة.. لأ.. بقت بتوضح بالأرقام والتقارير الدولية.. بقى في وعي أكبر.. وبقى المواطن نفسه عنده رادار يفرّق بين المعلومة الصح والإشاعة الموجهة.
الأكيد ان فيه شغل كتير بيتعمل عشان البلد دي تقوم على رجليها اقتصادياً.. ومهما حاولوا يشككوا أو يضللوا.. الواقع دايمًا بيرد بأقوى من الكلامفـ لو سمعت إشاعة تانية عن الدولار أو العاصمة أو أي مشروع قومي.
اسأل نفسك هو الكلام ده مبني على أرقام.. ولا جاي من صفحات صفرا بتشتغل ضدك وإنت مش واخد بالك.
Leave a Comment

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 3 ساعات
- الرأي
إيران تدرس إزالة 4 أصفار من عملتها الوطنية
وافقت اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإيراني، اليوم الأحد، على مشروع قانون لإزالة أربعة أصفار من العملة الوطنية التي شهدت انخفاضا مطردا في السنوات الأخيرة، خصوصا بسبب العقوبات الدولية، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية. ونقل موقع «إيكانا» التابع للمجلس عن رئيس اللجنة الاقتصادية شمس الدين حسيني قوله إن «اجتماع اللجنة الاقتصادية اليوم وافق على اسم الريال كعملة وطنية، وكذلك إزالة أربعة أصفار». وكان محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين أعلن في مايو أن الريال الإيراني «لا يتمتع بصورة إيجابية» في الاقتصاد العالمي. وبحسب مشروع القانون فإن الريال الجديد سيعادل 10 آلاف ريال حالي، وسيتم تقسيمه إلى 100 قيران، وهي وحدة تعادل السنت، بحسب المصدر نفسه. طرح الاقتراح أولا عام 2019 قبل أن يُسحب. ويتعين طرحه للتصويت في مجلس الشورى وأن يقره مجلس صيانة الدستور، الجهة المسؤولة عن مراجعة القوانين. وفي السنوات الأخيرة، واصل الريال انخفاضه، خصوصا بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على طهران. وتسارع الانخفاض أيضا منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، بعدما اتسمت ولايته الأولى بسياسة «الضغوط القصوى» على إيران. وذكرت صحيفة «دنيا الاقتصاد» اليومية أن سعر الدولار بلغ في السوق السوداء الأحد 925 ألف ريال، مقارنة بـ913 ألفا و500 ريال السبت. وأشار المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى حاكم مامكان الاثنين إلى أن مقترح الحكومة يهدف إلى «تسهيل المعاملات والتدقيق داخل مؤسسات الدولة». لتبسيط المعاملات، أطلق الإيرانيون منذ سنوات على عملتهم اسم التومان، وذلك بطرح صفر من قيمة الريال، وهو ما يتسبب بارتباك للزوار الأجانب.


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
«الوطني»: 3 في المئة نمواً باقتصاد أميركا الربع الثاني... متجاوزاً التوقعات
أشار تقرير بنك الكويت الوطني إلى تراجع تعاملات الأسواق الأميركية الأسبوع الماضي، تحت ضغط بيانات التوظيف الضعيفة لشهر يوليو وتصاعد التوترات التجارية على خلفية الإجراءات الجمركية المشددة، ما زاد الضغوط على معنويات المستثمرين. وسجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك خسائر ملحوظة، فيما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية بشكل حاد مدفوعة بارتفاع توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة في سبتمبر، وسط مؤشرات متزايدة على تباطؤ سوق العمل. كما تراجع الدولار يوم الجمعة، منخفضاً 0.83 في المئة خلال جلسة التداول، بعد أن لامس أعلى مستوياته في شهرين في وقت سابق من الأسبوع. وعزا التقرير التراجع إلى التحول الحاد في توقعات السياسة النقدية، إذ باتت الأسواق تسعّر احتمال خفض الفائدة بنسبة تتجاوز 95 في المئة خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي. وبصفة عامة، تراجعت معنويات الإقبال على المخاطر، ما أدى إلى تباطؤ وتيرة الأصول مرتفعة المخاطر وتحسن أداء سوق السندات. ضعف الزخم الأساسي وأشار التقرير إلى بيانات وزارة التجارة الأميركية التي أظهرت نمو الاقتصاد بمعدل سنوي 3 في المئة خلال الربع الثاني من العام، متجاوزاً التوقعات، بعد انكماشه 0.5 في المئة في الربع الأول من العام. ورغم قوة الرقم الإجمالي، إلا أن التفاصيل تشير إلى ضعف الزخم الأساسي، إذ يعزى هذا التحسن بصفة رئيسية إلى الانخفاض الحاد للواردات، عقب الزيادة الهائلة للمخزونات خلال الربع الأول من العام قُبيل فرض الرسوم الجمركية، ما ساهم بشكل مصطنع بنحو 5 نقاط مئوية في معدل النمو. وسجل الطلب المحلي أبطأ وتيرة نمو له منذ عامين ونصف العام، بينما ارتفع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة متواضعة بلغت 1.4 في المئة فقط، بما يعكس استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات التجارية للرئيس ترامب. تسارع التضخم وذكر التقرير أن بيانات يونيو أظهرت ارتفاع معدل التضخم، إذ سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي– المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم – نمواً 0.3 في المئة على أساس شهري، بما يتسق مع التوقعات، كما حقق المؤشر نمواً أعلى من الذي حققه في مايو والبالغ 0.2 في المئة. وعلى أساس سنوي، استقر المؤشر عند 2.8 في المئة، متجاوزاً قليلاً توقعات السوق البالغة 2.7 في المئة، وظل أعلى من المستوى المستهدف للاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة. كما تم تعديل قراءة مايو السنوية ورفعها من 2.7 في المئة إلى 2.8 في المئة. ورغم تفاقم الضغوط السياسية، لا سيما من جانب البيت الأبيض، قرر «الفيدرالي» الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الاربعاء، في وقت يواصل فيه مراقبة المؤشر عن كثب لتقييم مدى اقتراب التضخم من مستواه المستهدف. انتظار وترقب واستقر معدل التضخم في منطقة اليورو عند مستوى 2 في المئة في يوليو، بما يتسق مع المستوى المستهدف للبنك المركزي الأوروبي وللشهر الثاني على التوالي، متجاوزاً بذلك التوقعات التي رجحت تسجيل تراجع هامشي. وجاء الاستقرار مدعوماً بانخفاض أسعار الطاقة وقوة اليورو. ورغم قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة تدريجياً إلى 2 في المئة منذ صيف العام الماضي، إلا أنه قرر الإبقاء عليها دون تغيير في اجتماع يوليو. وأشارت رئيسة البنك، كريستين لاجارد، إلى اتباع نهج «الانتظار والترقب» في ظل استمرار حالة عدم اليقين الناجمة عن التوترات التجارية العالمية. مرونة اقتصاد كندا قرر بنك كندا الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي عند 2.75 في المئة، في ظل استمرار مرونة الاقتصاد الكندي رغم التحديات الناتجة عن التوترات التجارية العالمية نتيجة للرسوم الجمركية الأميركية. وأوضح محافظ البنك المركزي، تيف ماكليم، أن القرار جاء نتيجة توافق واسع بين صانعي السياسات، مشيراً إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تظهر أداءً أقوى من المتوقع، في وقت يواصل فيه التضخم الأساسي مساره المستقر. وأكد ماكليم، أن الاتفاقيات التجارية الأخيرة ساهمت في تهدئة المخاوف من استمرار تصعيد النزاعات التجارية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن خيار خفض الفائدة لا يزال مطروحاً إذا ما ظهرت مؤشرات على تراجع اقتصادي في الفترة المقبلة. تضخم اليابان نحو المستهدف رفع بنك اليابان توقعاته للتضخم الخميس، وأبدى نظرة أكثر تفاؤلاً للاقتصاد، ما أبقى المجال مفتوحاً أمام إمكانية رفع سعر الفائدة خلال العام الجاري. ورغم إبقاء سعر الفائدة قصيرة الأجل دون تغيير عند 0.5 في المئة، أشار البنك إلى أن ارتفاع الأجور والأسعار قد يدفع التضخم نحو المستوى المستهدف البالغ 2 في المئة. كما رفع توقعاته للتضخم خلال السنوات المقبلة، مع تقليص تقديراته للمخاطر التي تهدد نمو الأسعار.


اليوم الثامن
منذ 4 ساعات
- اليوم الثامن
البنك المركزي اليمني يسحب تراخيص مصارف وصرافين... والحكومة تواجه تمرّدًا تجاريًا
في خطوة وصفت بالحاسمة، أعلن البنك المركزي اليمني – المركز الرئيسي في عدن – يوم الثالث من أغسطس 2025، عن سحب تراخيص عدد من شركات ومنشآت الصرافة، بالإضافة إلى إلغاء تراخيص فروع تابعة لعدد من الشركات الكبرى العاملة في القطاع، ضمن حملة رقابية متصاعدة تهدف إلى ضبط سوق الصرف ومكافحة غسل الأموال والمضاربة غير المشروعة. ووفقًا للقرار رقم (12) لسنة 2025، الذي وقّعه محافظ البنك المركزي أحمد أحمد غالب المعبقي، تم إلغاء التراخيص الممنوحة لعدد من منشآت الصرافة، بناءً على تقييمات قطاع الرقابة على البنوك، والتي كشفت عن مخالفات جسيمة للقوانين والأنظمة، بما في ذلك قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ولم يُعلن البنك في قراره عن أسماء الشركات التي شملها الإيقاف، إلا أن مصادر مصرفية أكدت أن القائمة تضم منشآت بارزة تنشط في العاصمة عدن وعدد من المحافظات المحررة. وفي قرار منفصل يحمل الرقم (13) للسنة نفسها، سحب البنك تراخيص أربعة فروع تابعة لشركات مرخصة سابقًا، وهي: فرع شركة القطيبي في مديرية المنصورة، فرع شركة الحداد في منطقة البريقة – إنماء، فرع شركة بن عوض في شارع التسعين، وفرع شركة المفلحي في المنطقة نفسها. القرار نصّ على أن هذه الفروع لم تعد مرخصة قانونيًا بمزاولة نشاط الصرافة، ووجّه الجهات المعنية بالتنفيذ الفوري ومنع التعامل مع هذه الفروع. وتأتي هذه الإجراءات في وقت يشهد فيه الريال اليمني تحسنًا مفاجئًا أمام العملات الأجنبية، مدفوعًا بحزمة من التدابير النقدية التي اتخذها البنك المركزي للحد من المضاربة وتعزيز استقرار السوق. واعتبرت مصادر مصرفية لـ(اليوم الثامن)": أن قرارات إلغاء التراخيص تشكّل امتدادًا لخطة أوسع تستهدف استعادة الدور الرقابي للبنك المركزي وتطهير القطاع من التجاوزات التي عمّقت الانقسام النقدي والاقتصادي في البلاد. مصادر في البنك المركزي أشارت إلى أن هذه الخطوات ليست الأخيرة، بل ستتبعها إجراءات إضافية بحق منشآت صرافة وبنوك أخرى قد تُسحب تراخيصها في حال ثبوت تجاوزات مشابهة. كما شددت المصادر على أهمية التزام الشركات بالربط الإلكتروني الكامل مع أنظمة البنك المركزي وتطبيق معايير الشفافية وفقًا لتوصيات مجموعة العمل المالي الدولية (FATF). ويأمل الشارع اليمني أن تنعكس هذه القرارات رقابيًا وعمليًا في ضبط أسعار الصرف وتخفيف حدة التلاعب، بما يعيد قدرًا من الثقة إلى الأسواق المالية ويصبّ في مصلحة الاستقرار الاقتصادي المنشود. ونتيجة لهذه التدابير المشددة، شهد الريال اليمني تعافيًا ملموسًا بعد موجة تدهور حاد. فبعد أن تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 3000 ريال في عدن مؤخرًا، بدأ الريال يستعيد عافيته بسرعة. وبحلول مساء 30 يوليو 2025، ارتفعت قيمة العملة المحلية بحوالي 120 ريالًا مقابل الدولار، حيث تراجع سعر الدولار من 2840 إلى 2720 ريالًا خلال ساعات. واستمر التحسّن خلال الأيام التالية؛ حتى بلغ سعر الدولار حوالي 1759 ريالًا للبيع (و1524 ريالًا للشراء) بحلول 2 أغسطس. كذلك هبط سعر الريال السعودي إلى نحو 480 ريالًا للبيع. هذا التحسّن السريع عزته مصادر مصرفية إلى إجراءات المركزي بإغلاق شركات الصرافة المخالفة إلى جانب خطوات حكومية لزيادة الإيرادات وضبط الموازنة. وبذلك استعاد الريال جزءًا كبيرًا من قيمته المفقودة خلال فترة وجيزة، الأمر الذي بعث آمالًا بانعكاس هذا التعافي على معيشة المواطنين عبر تخفيض الأسعار. شددت الحكومة اليمنية على ضرورة انتقال أثر تحسّن سعر الصرف فورًا إلى أسعار السلع الأساسية في الأسواق. وأكدت رفضها القاطع لما وصفته بـ«المبررات غير المنطقية» التي يسوقها بعض التجار للإبقاء على الأسعار عند مستوياتها السابقة بحجة ارتفاع تكاليف شحنات الاستيراد السابقة. وأوضحت الحكومة أن التسعير يجب أن يتم وفق سعر الصرف اليومي الحالي، خاصة وأن عائدات المبيعات تُحوَّل يوميًا إلى عملات أجنبية، مما يلزم التجار بتعديل أسعار بضائعهم بالتوازي مع الانخفاض في سعر الصرف. جاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء سالم بن بريك لمقر وزارة الصناعة والتجارة في عدن، حيث أكد أن السلطات تراقب عن كثب تطورات السوق وتضع ملف غلاء الأسعار في سلم أولوياتها نظراً للظروف المعيشية الصعبة للمواطنين. ودعا بن بريك إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد المتلاعبين بالأسعار والعمل على ترجمة الانخفاض الكبير في سعر الصرف إلى انخفاض فعلي في أسعار الغذاء والخدمات، مشددًا أن «المواطن هو المتضرر الأول من هذا الخلل، ومسؤولية الحكومة حماية المستهلك والقطاع الخاص في آنٍ واحد لتحقيق التوازن». كما وجّه رئيس الوزراء بتشكيل فرق رقابة ميدانية نشطة في عدن وبقية المحافظات المحررة لضبط الأسعار، مع تطبيق العقوبات على المخالفين لضمان العدالة الاقتصادية. على الرغم من التحسّن الكبير لقيمة الريال، لا يزال العديد من التجار في الأسواق يرفضون خفض أسعار السلع بما يتناسب مع انخفاض تكلفة الاستيراد. ويبرّر بعضهم هذا الرفض بأن المخزون الحالي تم شراؤه بأسعار صرف مرتفعة سابقًا، وبالتالي بيع البضائع بالسعر المخفّض سيؤدي إلى خسائر. إلا أن مواطنين كثر يرون في هذا التبرير مماطلة غير مقبولة، مشيرين إلى أن التجار يسارعون برفع الأسعار مع أي تراجع لسعر العملة، لكنهم يتأنون كثيرًا في خفضها عند تحسّنها. ويصف الأهالي هذا السلوك بأنه احتكار وتلاعب صريح يستدعي تدخلًا قويًا من الجهات الرسمية لحماية قدرتهم الشرائية. متجر في عدن يعلن إيقاف بيع إحدى السلع الأساسية بسبب امتناع الشركة الموردة عن تخفيض سعرها بما يواكب تحسن العملة. وقد تركزت الأنظار على خمس مجموعات تجارية كبرى يُنظر إليها كقادة لهذا التمرّد الاقتصادي في وجه توجيهات الحكومة. وأفادت مصادر محلية أن أبرز الشركات الرافضة لخفض أسعار منتجاتها حتى الآن تشمل ما يلي: مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه – أكبر تكتل تجاري في اليمن ويسيطر على سوق عدد من المواد الأساسية كالدقيق والزيت والسكر. مجموعة بن عوض النقيب – شركة تجارية بارزة تنشط في استيراد وتوزيع السلع الغذائية في السوق المحلية. مجموعة إخوان ثابت – من كبار الشركات العائلية العاملة في مجال تجارة المواد الغذائية الأساسية على مستوى اليمن. شركة عبدالعزيز محمد سيف (AMS Foods) – شركة استيراد وتوزيع منتجات غذائية رفضت تحديث قائمة أسعارها تماشياً مع سعر الصرف الجديد. شركة طيبات عدن للتجارة – إحدى الشركات الكبرى العاملة في تجارة المواد الغذائية بالجملة ومقرها عدن، امتنعت عن خفض أسعار بضائعها رغم تحسن العملة. هذه المجموعات الخمس واصلت بيع بضائعها بالأسعار القديمة المرتفعة وكأن شيئًا لم يتغيّر، متجاهلةً انخفاض كلفة الاستيراد وتحسّن قيمة الريال. ويصف مراقبون هذا التصرف بأنه 'تمرد اقتصادي' مكشوف على توجيهات حكومة بن بريك، معتبرين أنه يتعدى مجرد جشع تجاري ليصل إلى مستوى الاحتكار المنظّم الذي يضر بمعيشة المواطنين. ويلحظ البعض أن نفوذ هذه الشركات واستحواذها على سلاسل التوريد يجعلها تتصرف كأنها فوق سلطة الدولة والقانون، خاصة في ظل ما يُوصف بـ«الحماية المناطقية» التي تتمتع بها – في إشارة إلى استفادتها من الانقسامات السياسية والجغرافية في البلاد للتحصّن من المحاسبة. قوبل تعنّت تلك الشركات برفض شعبي واسع وبدأت بوادر تحرّك على الأرض لكسر حلقات الاحتكار. قامت بعض المراكز التجارية الكبرى في عدن بإيقاف بيع منتجات الشركات التي رفضت خفض الأسعار، ووضعت على الأرفف إشعارات تنبه الزبائن إلى أن بيع تلك الأصناف متوقف «لعدم تجاوب الشركة معنا بتخفيض سعره». هذه الخطوة لقيت ترحيبًا من المواطنين باعتبارها تضغط على الشركات المتمرّدة لتصحيح أسعارها أو risk فقدان حصتها في السوق المحلي. بالتوازي، أطلق ناشطون يمنيون حملة إلكترونية واسعة للدعوة إلى مقاطعة منتجات مجموعة هائل سعيد أنعم وشركات أخرى متهمة باحتكار السلع ورفض خفض الأسعار. وانتشرت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسوم مثل #قاطعوا_هائل_سعيد و #الاحتكار_جريمة، حيث عبّر المئات من المواطنين عن غضبهم مما وصفوه بـ«التحكم الجائر بأسعار المواد الأساسية» وطالبوا الجهات الحكومية بالتدخل لكبح جماح هذا الاحتكار. وقد أوضح الصحفي ماجد الشعيبي – وهو من منظمي الحملة – أن هدف المقاطعة الشعبية هو إجبار تلك الشركات الكبرى وفي مقدمتها مجموعة هائل سعيد أنعم على الاستجابة الكاملة للإجراءات الحكومية وضبط الأسعار وفق الواقع الجديد للسوق. من جانبه، أكّد رئيس الوزراء سالم بن بريك أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يعبث بمعيشة الناس، متوعدًا بمحاسبة كل من يصر على مخالفة القوانين والتوجيهات الاقتصادية. وقد بدأت بالفعل السلطات المحلية ووزارة الصناعة بتنفيذ حملات ميدانية لضبط الأسعار في عدن وعدة محافظات، شملت إغلاق عدد من محال الجملة التابعة لكبار المستوردين الذين لم يلتزموا بالتسعيرة الجديدة. وتدرس الجهات الرسمية خيارات أخرى لردع التمرد الاقتصادي لتلك المجموعات، بما فيها تفعيل قوانين مكافحة الاحتكار وسحب التراخيص التجارية من الشركات التي تثبت ممارستها الجشعة المخالفة للصالح العام. وفي ظل هذه التطورات، يترقب الشارع اليمني ترجمة حقيقية لتحسّن العملة في انخفاض تكلفة المعيشة. ورغم التحديات الكبيرة التي يفرضها الاقتصاد المنقسم بين حكومة معترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين، يرى مراقبون أن الخطوات الأخيرة للبنك المركزي والحكومة تمثّل رسالة قوية بأن هيبة الدولة الاقتصادية ما زالت حاضرة. ويبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بمدى استمرار استقرار سعر الصرف، والتزام التجار – كبارهم وصغارهم – بإعلاء المصلحة العامة فوق اعتبارات الربح السريع، بما يحقق قدرًا من الإنفراج للمواطن اليمني الذي أنهكته سنوات من التضخم وانهيار العملة.