
نتنياهو يبرر موقفه من الصفقة وأهالي الأسرى يتهمونه بمحاولة نسف الاتفاق
وأضاف نتنياهو، في فيديو نشره مكتبه، أن حماس تريد البقاء في غزة، وخروج القوات الإسرائيلية لتعيد تسليح نفسها وتعاودَ الهجوم على إسرائيل.
وادعى أنه مُصِر على إعادة المختطفين، لكنه يصر أيضا على تحقيق هدف القضاء على حماس، وأضاف "نريد صفقة لكن ليست صفقة تترك حماس قادرة على تكرار ما فعلته من جرائم".
واتهم نتنياهو الإعلام الإسرائيلي بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل، ويردد ما سماها دعاية حماس.
وقال إن استطلاعات الرأي التي تظهر وجود أغلبية تؤيد صفقة هي استطلاعات مهندسة، ولا تسأل المستطلَعين عما إذا كانوا يريدون بقاء حماس في قطاع غزة.
ووفقا للقناة الـ7 الإسرائيلية فقد رد مقر عائلات المحتجزين على تصريحات نتنياهو بالقول إن "رئيس الوزراء يُحاول نسف الاتفاق مُجدّدا".
يذكر أن نتنياهو كان في كل جولات المفاوضات مع المقاومة يتنصل مما يتم التوصل إليه، ويضع شروطا جديدة تؤدي لنسف التفاهمات التي تم التوصل إليها وتوقف المفاوضات.
وكانت حركة حماس قد ذكرت قبل أيام، في بيان لها، أن "مجرم الحرب نتنياهو يضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
ووفقا للحركة فقد "عرضت في وقت سابق التوصل إلى صفقة تبادل شاملة يتم خلالها الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، مقابل اتفاق يحقق وقفا دائما للعدوان، وانسحابا شاملا لجيش الاحتلال، وتدفقا حرا للمساعدات، مقابل إطلاق سراح أسرى متبادل".
إلا أن نتنياهو رفض هذا العرض في حينه، ولا يزال يراوغ ويضع المزيد من العراقيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيران تنفي لقاء مع ويتكوف وتلوح بالرد على العقوبات الأممية
قالت الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين إنه لم يتم تحديد أي موعد أو موقع لعقد لقاء بين الوزير عباس عراقجي وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أن طهران سترد إذا عادت عقوبات الأمم المتحدة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي أنه لم يعد من المنطقي اللجوء إلى آليات الاتفاق النووي بعد الهجوم على المنشآت النووية السلمية. وأكد بقائي أن ما يهم طهران الآن وتعتبره أولوية هو رفع العقوبات "الظالمة" عنها. كما أشار إلى أن آلية إعادة فرض العقوبات المفروضة من جانب الأمم المتحدة ليس لها أساس قانوني. وقال بقائي إن بلاده سترد إذا عادت عقوبات الأمم المتحدة بعد تفعيل آلية فرض العقوبات التلقائية. وأضاف أن الدول الأوروبية ليست في وضع يسمح لها بتفعيل آلية الأمم المتحدة لإعادة فرض تلك الآلية المتعلقة بالعقوبات. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات يملي علنا على الولايات المتحدة ما يجب أن تقوله أو تفعله في المحادثات مع إيران. وأشار عراقجي إلى أن نتنياهو راوده حلم القضاء على 40 عاما من "إنجازاتنا النووية السلمية، وكانت النتيجة أن كل عالم إيراني اغتالته إسرائيل ربّى مئات الطلاب الذين سيُظهرون لنتنياهو قدراتهم".


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
بيان نويهض الحوت "أيقونة الذاكرة الفلسطينية"
مؤرخة ومفكرة لبنانية الأصل فلسطينية المولد والنشأة، سليلة أسرة مناضلة جمعت بين العمل الوطني والاهتمام بالثقافة والمعرفة ، وهذا أسهم في تكوين شخصيتها الفكرية في سن مبكرة. عايشت النكبة عام 1948 بكل ما خلفته من فقد وتشرد، لتغادر مع أسرتها إلى لبنان ف الأردن ثم سوريا قبل العودة للاستقرار في بيروت حيث بدأت مسيرتها العلمية والصحفية والسياسية. عرفت بيان بالتزامها العميق بالقضية الفلسطينية، فجمعت بين العمل الأكاديمي والبحث التاريخي والنشاط الإعلامي والسياسي، وقدّمت أثناء مسيرتها مؤلفات توثيقية مهمة أرخت لتاريخ فلسطين الحديث، وظلت صوتا بارزا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني وحفظ ذاكرته، حتى رحيلها في 12 يوليو/تموز 2025. المولد والنشأة والحياة الأسرية ولدت بيان عجاج نويهض عام 1937 في مدينة القدس لعائلة من أصول لبنانية، إذ ينحدر والدها المؤرخ والمناضل القومي عجاج نويهض (1897-1982) من رأس المتن، بينما ترجع أصول والدتها الشاعرة جمال سليم إلى منطقة جباع الشوف. عاش والداها اللبنانيان في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان، حين كانت بلاد الشام أرضا واحدة لا حدود بينها آنذاك. ونشأت في بيت أسرتها بحي "البقعة الفوقا" بالقدس الغربية رفقة أخيها خلدون وأخواتها الثلاث: نورا وسوسن وجنان. تزوجت عام 1962 من الصحفي الفلسطيني شفيق الحوت أحد مؤسسي جبهة التحرير الفلسطينية الذي كان ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بين عامي 1964 و1993، ورزقا بـ3 أبناء؛ حنين وسيرين وهادر. علاوة على تأثرها البليغ بوالديها في مراحل نشأتها الأولى، كان لخالها المجاهد فؤاد سليم وابنة خالتها الشاعرة والناقدة سلمى الخضراء الجيوسي بصمة بارزة في تشكل وعيها في سن مبكرة. الدراسة والتكوين العلمي بدأت تعليمها في مدرسة "شميدت" الألمانية للراهبات في حي باب الساهرة على مقربة من البلدة القديمة للقدس. اضطرت بعد النكبة عام 1948 للانتقال مع عائلتها إلى لبنان ثم الأردن، فتابعت دراستها بمدرسة "الملكة زين الشرف"، قبل أن تنال شهادة المعلمات في رام الله عام 1956. واصلت لفترة قصيرة دراستها الجامعية في كلية التربية بجامعة دمشق ، قبل أن تلتحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية تزامنا مع عودة أسرتها بشكل نهائي للاستقرار في لبنان عام 1959. حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1963، وشهادة عليا في القانون العام وأخرى في العلوم السياسية أوائل سبعينيات القرن الـ20، لتتوج بعد ذلك مسارها الأكاديمي بنيلها شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1978 بأطروحة تحت عنوان: "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" التي أشرف عليها الدكتور أنيس صايغ. الفكر والتوجه الأيديولوجي تميز فكر بيان نويهض الحوت بالتزام قومي عربي واضح، وتمحوّر اهتمامها خاصة حول القضية الفلسطينية باعتبارها قلب الصراع العربي‑الإسرائيلي. التحقت بـ" حزب البعث العربي الاشتراكي" ذي التوجه القومي انطلاقا من إيمانها بضرورة الوحدة العربية، واستقالت منه بعدما شعرت بـ"عدم التوافق مع مواقف قياداته"، لا سيما بعد انفصال الوحدة السورية-المصرية عام 1961. وظّفت بيان التاريخ أداة مقاومة للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، وجمعت في رؤيتها بين الانتماء الوطني والموضوعية التي يستوجبها البحث التاريخي الأكاديمي. المسار السياسي انخرطت بيان نويهض الحوت في العمل السياسي مبكرا متأثرة بوالدها عجاج نويهض الذي كان من مؤسسي "حزب الاستقلال العربي". وبعد انتقالها إلى عمان في خمسينيات القرن الـ20، انضمت إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وتولت في بيروت قيادة "شعبة الشياح" التي كانت تضم عشرات الأعضاء معظمهم من العمال، قبل أن تنتقل فيما بعد إلى "شعبة فلسطين" تحت قيادة توفيق الصفدي. وشكلّت أحداث الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961 محطة مفصلية في مسيرتها، إذ اعتبرت أن موقف القيادة القومية للحزب لم يكن حاسما بما يكفي لمواجهة الانفصال، وقدمت مذكرة توضح موقفها وقرار الاستقالة من هياكل الحزب. ومع بدايات ستينيات القرن الـ20، التحقت بهيئة سياسية جديدة أكثر تخصصا في الشأن الفلسطيني، وهي "جبهة تحرير فلسطين-طريق العودة"، وجاورت في هذا التنظيم شخصيات فكرية ومناضلين فلسطينيين، أبرزهم زوجها شفيق الحوت، وإبراهيم أبو لغد ونقولا الدر والكاتبة سميرة عزام التي أدارت القسم النسائي في الجبهة. عملت الجبهة على توعية اللاجئين ودعم فكرة العودة إلى فلسطين عبر النشاط السياسي والثقافي والإعلامي، لكنها حلت لاحقا عام 1968 في سياق إعادة ترتيب الفصائل الفلسطينية بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة. إلى جانب العمل الحزبي، نشطت بيان نويهض الحوت في العمل النسائي الفلسطيني، إذ انخرطت في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأسهمت في التثقيف والتوعية السياسية والاجتماعية بين النساء الفلسطينيات في لبنان وخارجه. وبعد توقف عملها الحزبي المباشر، ركزت على العمل الفكري والبحث الأكاديمي واستخدمت التأريخ والتوثيق أداة للدفاع عن القضية الفلسطينية. إعلان كما كانت عضوا في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، ومجلس إدارة مؤسسة القدس، وشاركت في مؤتمرات وندوات عربية ودولية طرحت خلالها القضية الفلسطينية من منظور تاريخي وسياسي شامل، وأكدت على مركزية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني. الوظائف والمسؤوليات امتد المسار المهني لبيان نويهض الحوت بين التدريس الجامعي والصحافة والبحث الأكاديمي والتوثيق التاريخي، واتسم بالتنوع والاستمرارية على مدى عقود. ومن أبرز المناصب التي تقلدتها: عملت معلمة في مدرسة سكينة بنت الحسين في عمّان بعد تخرجها من دار المعلمات عام 1956. بدأت العمل الصحفي في بيروت من بوابة مجلة "دنيا المرأة" تحت إدارة إدفيك شيبوب في مطلع الستينيات. عملت محررة وكاتبة سياسية في مجلة الصياد (1960-1966)؛ وأجرت مقابلات مع شخصيات عربية بارزة ونشرت مقالات عديدة عن الثورة الجزائرية. ترأست قسم التوثيق في مركز الأبحاث الفلسطيني-بيروت (1977–1987). عملت أستاذة في كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية-الفرع الأول، ودرّست مواد القضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط (1979-2001). عينت في منصب مديرة قسم التوثيق في مركز دراسات الوحدة العربية عام 1979، وانضمت عضوا في هيئة تحرير مجلة المستقبل العربي. عقب عام 2001 عملت باحثة متفرغة في الصراع العربي-الإسرائيلي، وكتبت أبحاثا ومؤلفات تاريخية وتوثيقية. كما سبق لها أن شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية والتاريخية منذ 1981، من أهمها: مؤتمر "حقوق الشعب الفلسطيني" المنعقد في هافانا-كوبا عام 1981. ندوة "الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني" المنعقدة في بون-ألمانيا الاتحادية عام 1985. ندوة "الاتجاهات الحديثة في العالم العربي" المنعقدة في شيكاغو- الولايات المتحدة عام 1985. ندوة "الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والمنافي" المنعقدة في نيوجيرسي-الولايات المتحدة عام 1986. شغلت بيان كذلك عضويات بارزة في منظمات عدة: عضو في المؤتمر القومي العربي في الفترة (1992-2025). عضو في الاتحاد العام للكتاب اللبنانيين في الفترة (1995-2025). عضو في المؤتمر القومي الإسلامي في الفترة (1996-2025). عضو في مجلس إدارة مؤسسة القدس في الفترة (2000-2025). عضو في الجمعية الدولية للمترجمين العرب (واتا) في الفترة (2004-2025). المؤلفات فضلا عن العديد من المقالات، ألفت بيان نويهض مجموعة من الكتب، أبرزها: "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" عام 1981. "الشيخ المجاهد عز الدين القسام في تاريخ فلسطين" عام 1987. "فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين" عام 1991. "مذكرات عجاج نويهض: ستون عاما مع القافلة العربية" عام 1993. كتاب " صبرا وشاتيلا: أيلول 1982″ عام 2003، وهو دراسة توثيقية ردت عبرها على تقرير لجنة كاهانا مثبتة بأن ما حدث مجزرة عنصرية. الجوائز والتكريمات حصلت عام 1964على الجائزة الأولى في مسابقة للقصة القصيرة نظمتها مجلة "الحوادث" اللبنانية، عن قصتها: "كانوا أربعة..". كرمها النادي الثقافي العربي في بيروت عام 2013. كرمتها سفارة فلسطين بلبنان عام 2014 تقديرا لعطائها الوطني والثقافي. حصلت عام 2015 على "جائزة القدس للثقافة والإبداع" لإنجازاتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتوثيق تاريخها. رحلت بيان نويهض الحوت في 12 يوليو/تموز 2025 في بيروت بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء الفكري والنضالي دفاعا عن القضية الفلسطينية.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
صدام نتنياهو وزامير.. الأسباب والتداعيات!
حكومة الاحتلال تتخبط بعد الفشل في غزة، وصراع القيادة يتفاقم بين المؤسستين السياسية والعسكرية وسط غياب إستراتيجية وانهيار داخلي. الخلاف الظاهر لا يبدو عابرًا، بل أقرب إلى حملة إعلامية يقودها نتنياهو ومستشاروه، والهدف: تحميل الجيش مسؤولية الفشل الميداني، وتقديم نتنياهو على أنه "قائد الحسم" الذي تُعيقه المؤسسة العسكرية حكومة في دائرة الفشل بعد مرور 21 شهرًا على اندلاع الحرب في قطاع غزة، تجد حكومة بنيامين نتنياهو نفسها في مأزق إستراتيجي معقد؛ إذ لا تملك القدرة على تحقيق الحسم العسكري أمام المقاومة الفلسطينية، ولا إمكانية للتراجع دون كلفة سياسية وأمنية باهظة، في وقت تعاني فيه من انقسامات داخلية وتراجع حاد في ثقة الجمهور الإسرائيلي. الوعود التي أطلقتها الحكومة في بداية الحرب بتحقيق "نصر كامل" و"سحق حماس" و"استعادة الأسرى" تبددت أمام مقاومة مرنة، وفشل ميداني متكرر، وضغوط دولية متزايدة. ومع اشتداد الأزمة، بدأت الخلافات الداخلية تتفجر على السطح، وآخرها الصدام العلني بين نتنياهو ورئيس أركانه الجديد، إيال زامير. خلافات علنية داخل الكابينيت في إحدى جلسات المجلس الوزاري المصغر مؤخرًا، وجّه نتنياهو انتقادات مباشرة وحادة لرئيس الأركان إيال زامير، متهمًا الجيش بالتباطؤ في تقديم حلول فاعلة لتأمين توزيع المساعدات في غزة، والتقاعس عن تنفيذ عمليات تؤدي إلى الحسم العسكري، وعلى وجه التحديد خطة تهجير سكان شمال غزة نحو الجنوب. لكن زامير فاجأ الحضور بردٍّ عكسي، أحرج المستوى السياسي بالكامل، إذ قال: "أين هي هذه الأوامر؟ لم تُصدر لنا أهدافًا واضحة.. أنتم لم تبلوروا خطة حتى يتم التعامل معها عسكريًّا." هذا الاشتباك الحاد كشف عن توتر كبير في العلاقة بين القيادتين السياسية والعسكرية، رغم أن زامير كان قد عُيّن مؤخرًا من قبل نتنياهو نفسه خلفًا لهرتسي هليفي. والأخطر من الخلاف، أنه يفضح غياب القيادة والتوجيه السياسي الفعلي، ويؤكد أن ما يجري ليس إلا تبادل اتهامات مكشوفًا لتحميل الجيش مسؤولية فشل حرب تُدار دون إستراتيجية واضحة. نتنياهو، رغم تصعيده ضد الجيش، يوظف هذه الخلافات ليُظهر نفسه كمن "سعى للحسم حتى النهاية"، فيما الصفقة تُستخدم كغطاء سياسي للهروب من مأزق لم يعد ممكنًا تجاوزه عسكريًّا أو سياسيًّا حملة منظمة لتصدير الأزمة الخلاف الظاهر لا يبدو عابرًا، بل أقرب إلى حملة إعلامية منظمة يقودها نتنياهو ومستشاروه، والهدف منها واضح: تحميل الجيش مسؤولية الفشل الميداني، وتقديم نتنياهو على أنه "قائد الحسم" الذي تُعيقه المؤسسة العسكرية. إعلان في الخطاب العام الذي يُنقل إلى الجمهور الإسرائيلي، يُصوَّر نتنياهو على أنه يطالب بالحسم والتصعيد، بينما الجيش يتلكأ ويُبطئ التنفيذ. هذه السردية تُستخدم سياسيًّا لإعادة تشكيل الرأي العام قبيل أي تسوية محتملة، سواء كانت صفقة تبادل أسرى أو وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار. الهروب نحو الصفقة: مخرج من المأزق مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمات، بات واضحًا أن نتنياهو وحكومته يسعيان إلى مخرج عبر صفقة تهدئة أو تبادل أسرى. هذا التوجه نابع من إدراك استحالة تحقيق حسم شامل عسكريًّا، وسط مقاومة شرسة تكبد الاحتلال نتيجتها خسائر كبيرة في الجنود والمعدات، وأفرزت تبعاتها الضغوط الدولية والأزمات الداخلية المتصاعدة. نتنياهو، رغم تصعيده ضد الجيش، يوظف هذه الخلافات ليُظهر نفسه كمن "سعى للحسم حتى النهاية"، فيما الصفقة تُستخدم كغطاء سياسي للهروب من مأزق لم يعد ممكنًا تجاوزه عسكريًّا أو سياسيًّا. لا يمكن فصل هذه الخلافات عن الترتيبات الإقليمية والدولية الجارية، خاصة في ظل تقارير عن صفقة تبادل محتملة تشمل تهدئة مؤقتة، وإدخال مساعدات، وإنشاء آلية جديدة لإدارة القطاع أزمة خيارات وانعدام إجماع تعيش الحكومة حالة شلل سياسي وإستراتيجي ناتج عن غياب الإجماع حول أي من المسارين: لا اتفاق داخل الحكومة على مواصلة الحرب، ولا توافق على الدخول في تسوية. وفي الحالتين، يتفاقم الاستنزاف على كل المستويات السياسية والعسكرية والمجتمعية. فمن جهة، لا تستطيع الحكومة التقدم نحو الحسم العسكري الكامل بسبب الخسائر وتعقيدات الميدان، ومن جهة أخرى، فإن القبول بوقف الحرب دون استعادة الأسرى أو إعلان النصر سيُعد فشلًا سياسيًّا مدويًّا لنتنياهو وتحالفه اليميني. ما وراء الخلاف مع زامير رغم أن زامير محسوب على نتنياهو، فإن تصعيد الخلاف معه يبدو متعمدًا، وله وظيفة سياسية مزدوجة: لتبرئة نتنياهو من الفشل المتراكم في إدارة الحرب. ولإعداد الأرضية لجعل المؤسسة العسكرية كبش فداء في حال تم التوصل إلى صفقة لا تحقق "أهداف الحرب". وفي هذا السياق، لا يمكن فصل هذه الخلافات عن الترتيبات الإقليمية والدولية الجارية، خاصة في ظل تقارير عن صفقة تبادل محتملة تشمل تهدئة مؤقتة، وإدخال مساعدات، وإنشاء آلية جديدة لإدارة القطاع. يحاول نتنياهو حرف الأنظار عن مسؤوليته السياسية، وخلق سردية جديدة تبرّئه من الفشل، وتُلقي باللوم على مؤسساته التي طالما خدمته. لكنها لعبة محفوفة بالمخاطر، في وقت تنكشف فيه هشاشة الرواية الإسرائيلية نتنياهو في الزاوية تكشف المواجهة بين نتنياهو وزامير عن مأزق عميق تعيشه إسرائيل بعد 21 شهرًا من الحرب: لا قدرة على تحقيق الحسم أمام المقاومة. ولا إمكانية للتراجع دون كلفة سياسية فادحة. ولا إجماع داخل الحكومة على أي من الخيارين. في هذا الفراغ الإستراتيجي، يحاول نتنياهو حرف الأنظار عن مسؤوليته السياسية، وخلق سردية جديدة تبرّئه من الفشل، وتُلقي باللوم على مؤسسات الدولة التي طالما خدمته. لكنها لعبة محفوفة بالمخاطر، في وقت تنكشف فيه هشاشة الرواية الإسرائيلية أمام صمود غزة وتعاظم الضغوط الدولية. فشل داخلي يتجاوز ساحة المعركة في نهاية المطاف، لا يبدو أن حكومة نتنياهو قادرة على اتخاذ قرار واضح: لا حسم عسكريًّا ممكن، ولا تسوية تُرضي القاعدة اليمينية. وبينما تتراكم الخسائر، وتحترق شرعية القيادة، تتحول حرب غزة إلى أزمة داخلية مفتوحة، قد تكون مقدمة لانهيار أوسع في بنية الحكم داخل الكيان الإسرائيلي.