logo
المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني دُمرت أم لم تُدمر... هل فعلت قاذفات B-2 الأميركية فعلها؟

المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني دُمرت أم لم تُدمر... هل فعلت قاذفات B-2 الأميركية فعلها؟

النهارمنذ 4 ساعات

نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، صحة تقرير شبكة الـ CNN، الذي ذكر أن تقييماً استخباراتياً أميركياً أوّلياً خلص إلى أن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تدمّر المكوّنات الأساسية لبرنامجها النووي.
ووصف ترامب، الموجود حالياً في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الضربات بأنها "واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ"، مضيفاً: "المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، كشفت مصادر لـ CNN أن الضربات العسكرية الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية، نهاية الأسبوع الماضي، لم تدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، ومن المرجّح أنها أعادت البرنامج إلى الوراء بضعة أشهر فقط، وفقاً لتقييم استخباراتي أميركي أوّلي.
ونشر ترامب منشوره الأصلي بحدود الساعة 3:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، قبل أن يحذفه ويُعيد نشره بعد تصحيح خطأ إملائي فيه، منتقداً الـ CNN وصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بسبب ما وصفه بـ"محاولة للتقليل من شأن" الضربات.
كما ردّت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على تقرير الـ CNN، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، مُقرّةً بوجوده، بالرغم من أنها وصفته بأنه "خاطئ تماماً".
توازياً، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤول أميركي، بأن إيران كانت تتبادل رسائل مع واشنطن خلال الحرب مع إسرائيل عبر وسطاء عرب.
كذلك نقلت الصحيفة أن ترامب أبلغ نتنياهو بعد الضربات الأميركية على إيران بأن إنهاء الحرب حان.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تقرير الأضرار الأولية الأميركي يشير إلى البرنامج النووي الإيراني تأخر شهورًا لكنه لم يُدمَّر.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن تقرير سريّ للاستخبارات الأميركية، مفاده أن الضربات الأميركية والإسرائيلية أغلقت مداخل منشأتين نوويتين في إيران لكنها لم تؤدِّ إلى انهيار البنى التحتية تحت الأرض.
وأشارت إلى أن قصف 3 مواقع نووية إيرانية أوقف برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط.
كشفت 4 مصادر لشبكة CNN عن تقييم استخباراتي أميركي أوّلي، خلص إلى أن الضربات العسكرية الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تُدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل من المرجّح أنها ستؤدي إلى تأخيره بضعة أشهر فقط.
ووفقاً لأحد المصادر، فإن هذا التقييم، الذي لم يُنشر سابقاً، أعدّته وكالة استخبارات الدفاع، الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، ويستند إلى تقييم لأضرار المعارك أجرته القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في أعقاب الضربات.
ولا يزال تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية مستمراً، وقد يتغير مع توافر المزيد من المعلومات الاستخبارية.
لكن النتائج الأوّلية تتعارض مع مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات "دمّرت تماماً" منشآت التخصيب النووي الإيرانية.
وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، الأحد، أيضاً أن طموحات إيران النووية "قد قُضي عليها".
مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب لم يُدمّر
وأكد اثنان من المصادر المطّلعة على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمّر، وقال أحدهما إن أجهزة الطرد المركزي "سليمة" إلى حد كبير.
وأضاف: "إذن، فإن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية هو أن الولايات المتحدة أخّرتها بضعة أشهر على الأكثر".
وأقرّ البيت الأبيض بوجود التقييم، لكنه أبدى عدم موافقته عليه.
ردّ المتحدثة باسم البيت الأبيض
وذكرت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لـCNN في بيان: "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماماً، وصنف على أنه سريّ للغاية، ولكن مع ذلك سُرّب إلى الـCNN من قِبل شخص مجهول، ضعيف المستوى، في مجتمع الاستخبارات".
وأضافت: "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفّذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، ويعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة، وزنها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل".
وأكد الجيش الأميركي أن العملية سارت كما هو مُخطط لها، وأنها حققت "نجاحاً باهراً".
وتواصل الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من داخل إيران، في إطار تقييمها للأضرار.
وكانت إسرائيل شنّت غارات على منشآت نووية إيرانية لأيام سبقت العملية العسكرية الأميركية، لكنها زعمت حاجتها إلى قنابل أميركية خارقة للتحصينات، وزنها 30 ألف رطل، لإنجاز المهمة.
وبينما أسقطت قاذفات B-2 الأميركية أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما مصنع فوردو لتخصيب الوقود ومجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم، فإن هذه القنابل لم تُدمّر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين بشكل كامل، وفقًا لأشخاص مطّلعين على التقييم.
وأضافت المصادر أن التأثير على المواقع الثلاثة -فوردو ونطنز وأصفهان- اقتصر إلى حدّ كبير على الهياكل فوق الأرض، والتي تضرّرت بشدّة.
ويشمل ذلك البنية التحتية للطاقة في المواقع وبعض المنشآت فوق الأرض المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معادن لصنع القنابل.
وقال هيغسيث لـ CNN : "بناءً على كل ما رأيناه -وقد رأيته أنا شخصياً– فإن القصف قضى على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، وأصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماماً لكل هدف، وعملت بكفاءة عالية، وتأثير تلك القنابل موجود تحت جبل من الأنقاض في إيران؛ لذا فإن أيّ شخص يدّعي أن القنابل لم تكن مدمّرة إنما يحاول تقويض الرئيس ونجاح المهمة".
والثلاثاء، كرّر ترامب اعتقاده بأن الضرر الناجم عن الضربات كان كبيراً، وقال: "أعتقد أنها دُمرت بالكامل"، مضيفاً: "لقد أصاب الطيارون أهدافهم، لقد مُحيت تلك الأهداف، ويجب أن يُنسب الفضل للطيارين".
وعندما سُئل عن إمكانية إعادة إيران بناء برنامجها النووي، أجاب ترامب: "هذا المكان تحت الصخور. هذا المكان مُدمر".
وبينما كان ترامب وهيغسيث متفائلين بشأن نجاح الضربات، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، الأحد، إنه بينما لا يزال تقييم الأضرار جارياً، سيكون "من السابق لأوانه" التعليق على ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية.
جيه دي فانس: لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب العالم سلاحاً نووياً
أشاد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس بالضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية خلال كلمته، الثلاثاء، في حفل عشاء الحزب الجمهوري في ولاية أوهايو.
وقال فانس: "لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب العالم سلاحاً نووياً. فماذا فعل الرئيس إذن؟ لمدة 60 يوماً، تفاوض بشراسة لتشجيع النظام الإيراني على التخلّي عن تلك الأسلحة سلمياً. وبالمناسبة، كان على أتمّ الاستعداد لقبول تسوية سلمية لهذه المشكلة. ولكن، مجدداً، يعود الأمر إلى حدسه".
وأضاف: "عندما أدرك الرئيس استحالة التوصل إلى تسوية سلمية لهذه المشكلة، أرسل قاذفات B-2، وألقى 12 قنبلة وزنها 30 ألف رطل على أسوأ منشأة، ودمّر ذلك البرنامج".
وذكر: "لم ندمّر البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل فعلنا ذلك دون أيّ خسائر أميركية، وهذا ما يحدث عندما تكون هناك قيادة أميركية قوية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر إسرائيلية عن الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو": ليست جيدة حقاً
مصادر إسرائيلية عن الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو": ليست جيدة حقاً

الميادين

timeمنذ 26 دقائق

  • الميادين

مصادر إسرائيلية عن الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو": ليست جيدة حقاً

نقلت شبكة "أي بي سي نيوز" الأميركية عن مصادر إسرائيلية تقليلها من شأن الأضرار التي لحقت بمنشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، منتقدةً النتيجة بأنها "ليست جيدة حقاً". وقال مصدران للشبكة إنهما "لا يعرفان كمية اليورانيوم المخصب التي ربما تم نقلها من المواقع قبل الضربات الإسرائيلية والأميركية، أو عدد أجهزة الطرد المركزي - المستخدمة في تخصيب اليورانيوم - المتبقية والتي يمكن تشغيلها في إيران". وشدد أحد المصادر على أن تحديد مثل هذه التفاصيل قد يستغرق شهوراً، أو قد يكون مستحيلاً. اليوم 14:42 اليوم 14:18 وفي سياق متصل، كشف تقييم أولي صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية والقيادة المركزية أنّ الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية لم تؤدِّ إلى تدمير البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، وفق شبكة "سي أن أن" الأميركية. وقالت الشبكة إنّ الهجمات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية في إيران (فوردو، نطنز وأصفهان) أجّلت تقدّم برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط. ولفتت الشبكة إلى أنّ هذا التقييم يتناقض مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب، ووزير الدفاع بيت هيغسيث اللذين أكدا سابقاً أنّ الضربات "أبادت بالكامل" الجزء الأكبر من البرنامج النووي الإيراني. وفي إثر ذلك، أعلن هيغسيث أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بدأ تحقيقاً في كيفية نشر تقييم استخباراتي أولي بشأن الضربات العسكرية الأميركية على إيران.

طيارو القاذفات B-2 "الشبح" يروون كواليس عملياتهم... هذا أصعب ما واجهناه
طيارو القاذفات B-2 "الشبح" يروون كواليس عملياتهم... هذا أصعب ما واجهناه

النهار

timeمنذ 34 دقائق

  • النهار

طيارو القاذفات B-2 "الشبح" يروون كواليس عملياتهم... هذا أصعب ما واجهناه

كانت مهمة قصف 3 منشآت نووية في إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع مهمة جسيمة تطلبت من طياري قاذفات B-2 اختبار حدود التحمل البشري خلال مهمة استمرت 37 ساعة، بحسب تقرير لـCNN. وحلّقت 7 قاذفات "شبح"، تحمل كل منها فردين من أفراد الطاقم، دون توقف في واحدة من أطول الغارات الجوية مدّة في التاريخ العسكري الحديث. وبحسب التقرير، يُعد "ملفين ديل" من القلائل الذين يدركون معنى التواجد في قمرة القيادة خلال عملية ماراثونية كتلك التي نُفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع. كان الكولونيل المتقاعد في سلاح الجو جزءاً من طاقم B-2 الذي شارك في مهمة بأفغانستان 2001 استمرت 44 ساعة وتحمل الرقم القياسي لأطول مهمة جوية. ووصف ديل عملية يوم السبت بأنها "إنجازٌ مذهل". واستُخدمت أكثر من 125 طائرة في الهجوم، إلى جانب القاذفات الـ7 التي انطلقت شرقً ًمن قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب إيران، شملت المهمة أيضاً قاذفات B-2 أخرى حلقت غرباً، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وناقلات وقود متمركزة على طول مسارات القاذفات. وقال ديل: "الأمر الذي كان أكثر أهمية بالنسبة لي من أي شيء آخر هو أن 7 طائرات حلقت فوق المنطقة المستهدفة، ونفذت 7 غارات قصف مختلفة، كل ذلك في غضون 30 دقيقة". وعرض الكولونيل المتقاعد، الذي يشغل حالياً منصب مدير مدرسة دراسات الردع النووي المتقدمة في كلية القيادة والأركان الجوية التابعة للقوات الجوية، جوانب من مهمته في 2001، لكنه أوضح أنه يتحدث فقط من تجربته الشخصية، وليس لديه أي رؤية شخصية لغارة يوم السبت، ولا يتحدث نيابة عن وزارة الدفاع (البنتاغون). ونفّذت غارة ديل القياسية في الأيام الأولى من عملية "الحرية الدائمة"، التي أطلقها الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش بعد أقل من شهر من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول لاستهداف تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". وكانت هناك حاجة لقاذفات بعيدة المدى وعالية الارتفاع مثل B-2 للانطلاقة الأولى فوق أفغانستان. استخدمتها واشنطن لقصف مخازن أسلحة الحوثيين... ما ‏‏ميزات قاذفات ‏B-2‎؟ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ الولايات المتّحدة شنّت ليل ‏الأربعاء ‏غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من ‏طراز ‏B-2‎‏ على ‏منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية ‏تسيطر عليها جماعة الحوثي ‏المدعومة من إيران.‏ وخلال فترة عمله في وايتمان، دُرِّب الطيارون المؤهلون للمهمة على جهاز محاكاة طويل الأمد لمساعدتهم على تخطيط دورات نومهم، لكنها لم تستمر عادةً سوى 24 ساعة، وكانت أطول طلعة جوية نفذها ديل قبل رحلته القياسية 25 ساعة. وتم تحديد أطقم القاذفات للمهمة مسبقاً، لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن موعد أو حتى ما إذا كانت العملية ستُنفّذ. وقال ديل إن الأطباء أعطوا الأطقم حبوباً منومة لمساعدتهم على الراحة في الأيام التي سبقت العملية: "كنا نعلم أنه إذا اتخذ الرئيس القرار، فسنُحلّق في الليلة الثانية". في يوم مهمته، استيقظ ديل، قائد المهمة، قبل موعد إقلاعه بـ3 إلى 4 ساعات للمشاركة في جلسات إحاطة مع طياره وطاقم طائرة B-2 الأخرى في تشكيلتهم، وانطلقوا غرباً على متن قاذفة الشبح "روح أميركا". وفي الساعات الفاصلة، كان أفراد الطاقم يتناوبون على النوم في سرير صغير خلف مقاعد قمرة القيادة. قال ديل: "ربما قاموا بتطويره في السنوات العشرين الماضية إلى شيء أكثر راحة، ولكنه كان سريراً مُعدّلاً خلف الطيارين، حيث يمكن لعضو الطاقم غير الجالس في المقعد إخلاءه وأخذ قسط من الراحة لمدة 3 أو 4 ساعات تقريباً بين عمليات التزود بالوقود". وأضاف: " قد يكون النوم صعباً، ومن الواضح أن أي شخص يخوض معركة يعاني من مستوى من القلق، لكنك ستحصل في النهاية على قسط من الراحة، لمجرد أن جسمك سيحتاج ذلك". وقال ديل: "كان لدى طبيب الرحلة ما نسميه حبوب النوم المسموح باستخدامها". وتُعد طائرة B-2، التي تصنعها شركة نورثروب غرومان، واحدة من أغلى القاذفات وأكثرها تطورً ًلكن وضع دورات المياه كان بدائياً، وكان هناك مرحاض كيميائي على متن الطائرة، لكن الطيارين استخدموه فقط لما وصفه ديل بـ"حالات طوارئ أكثر إلحاحاً" لتجنب امتلائه. لم يكن هناك فاصل بين هذا المرحاض ومقاعد الطيارين، وقال: "الخصوصية هي أن يتجاهل الطيار ذلك". لكن الارتفاعات العالية وقمرة القيادة المضغوطة يمكن أن تُسبب جفافاً للطيارين، وكان شرب الماء أمراً بالغ الأهمية، وقدر ديل أنه والطيار الآخر كانا يشربان حوالي زجاجة ماء كل ساعة، وكانا يتبولان في "أكياس التبول". وكان ديل والطيار الآخر يمضيان وقتهما في حساب كمية ووزن الأكياس المملوءة بالبول التي تراكمت لديهما: "هذه هي الأشياء التي تفعلها عندما يكون لديك 44 ساعة، أليس كذلك؟". كما أحضر كلا الطيارين غداءً وقُدِّمت لهما وجبات مُخصصة للطيارين لتناولها أثناء الطيران لكن الجلوس في وضع ثابت لعشرات الساعات- كان هناك مساحة للتجول قليلاً في قمرة القيادة، ولكن ليس بما يكفي لممارسة الرياضة- لا يحرق الكثير من الطاقة، ولا يتذكر ديل تناول الكثير من الطعام. وحلّقا بطائرتهما عبر المحيط الهادئ وجنوب الهند قبل أن يتجها شمالاً نحو أفغانستان، وتم تزويد الطائرة بالوقود عدة مرات في الجو. وبمجرد أن بدأت الشمس بالغروب، تناول ديل أحد الأمفيتامينات التي أعطاه إياها طبيب الطيران ليبقى متيقظاً. وأسقط الطاقم حمولتهم فوق أفغانستان، حيث أمضوا حوالي أربع ساعات إجمالاً فوق البلاد قبل المغادرة، ولم يكن من المقرر في البداية أن تستمر مهمة ديل 44 ساعة، ولكن بمجرد مغادرتهم المجال الجوي الأفغاني، أُمروا بالعودة جواً لإجراء غارة أخرى بالقنابل. وتلقى ديل جرعة زائدة أخرى أعطاها له طبيب، وبعد الجولة الثانية، هبط الطاقم في دييغو غارسيا، وهي قاعدة عسكرية على جزيرة تبعد حوالي 1100 ميل جنوب غرب الهند. وخلال جلسة استماع للمهمة، عُرض على الطيارين فيديو للأهداف التي ضربوها، ثم تناولوا وجبة طعام، واستغرقوا حوالي ساعة للاسترخاء، ثم ناموا أخيراً. "أكثر لحظة سريالية" وقال ستيفن باشام، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو حلّقت طائرات B-2 فوق صربيا 1999، في أول استخدام لها في القتال، لـCNN أن الإقلاع كان على الأرجح "أكثر لحظة سريالية" في حياة الطاقم في غارة نهاية الأسبوع. وأضاف: "هم في الواقع ينفذون مهمة لا يعلم بها أحد في العالم، ولكنها تحدث لقلة قليلة". وأحد الجوانب الفريدة لمهمة يوم السبت هو الحمولة التي كانت تحملها كل طائرة: قنابل GBU-57 الخارقة للذخائر الضخمة التي تزن 30 ألف رطل، والمُصممة لاختراق أعماق الجبال التي قال مسؤولون أميركيون إنها تُعزز جوانب البرنامج النووي الإيراني. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه القنبلة في القتال، وطائرات B-2 فقط هي القادرة على حمل هذا النوع من القنابل، وحملت 7 قاذفات ما مجموعه أكثر من 12 قنبلة. وقال باشام إن تأثير الخسارة المفاجئة لعدة أطنان من الوزن على كل طائرة كان على الأرجح ضئيلاً على طائرة متطورة مثل B-2. وأضاف أن عمليات التزود بالوقود في طريق العودة إلى ميسوري كانت على الأرجح من أصعب ما واجهه الطاقم المُنهك على الإطلاق، لكن "الشيء الوحيد الذي سيرفع معنوياتهم هو أنهم سيدخلون ساحل الولايات المتحدة مرة أخرى وسيحصلون على الترحيب بالعودة من مراقب جوي أميركي".

بين ضغوط واشنطن وطموح نتنياهو وصواريخ ايران.. من انتصر في معركة الـ12 يوماً؟
بين ضغوط واشنطن وطموح نتنياهو وصواريخ ايران.. من انتصر في معركة الـ12 يوماً؟

بيروت نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • بيروت نيوز

بين ضغوط واشنطن وطموح نتنياهو وصواريخ ايران.. من انتصر في معركة الـ12 يوماً؟

كتب موقع 'سكاي نيوز عربية': وسط تصاعد التوتر واحتمال انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تثبيت وقف إطلاق نار هش بين إيران وإسرائيل، بعد أيام من التصعيد العسكري الذي هدد بإشعال الشرق الأوسط من جديد. الإعلان عن التهدئة جاء من البيت الأبيض، وترافق مع ضغوط دبلوماسية كثيفة مارستها واشنطن على تل أبيب، انتهت بتراجع جزئي في العمليات العسكرية الإسرائيلية، رغم رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في توجيه 'ضربة قاصمة' ضد المنشآت الإيرانية. ترامب يضغط.. ونتنياهو يتراجع جزئيا وفقا لما كشفه موقع 'أكسيوس'، فقد بادر ترامب بالاتصال شخصيا بنتنياهو، مطالبا بوقف أي ضربات إضافية ضد إيران بعد إعلان الهدنة. ورغم إصرار نتنياهو على الرد، فقد أُلغيت ضربات كانت مزمعة، وتم تقليص نطاق العمليات. مصدر في البيت الأبيض أكد أن ترامب كان 'غاضبا'، وتحدث بلهجة غير معتادة في صلابتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما عكس حجم الرهان الأميركي على إنجاح التهدئة، لا فقط لحماية الاستقرار الإقليمي، بل لحماية صورة الرئيس نفسه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. محللون: ترامب أنقذ الهدنة من الطائرات الإسرائيلية يرى موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية، أن ترامب تعامل مع وقف إطلاق النار كقضية شخصية، حيث اعتبر إعلان التهدئة بمثابة التزام مباشر باسمه ومصداقيته. وأضاف حرب: 'ربما أُبلغ صباحا بأن الطائرات الإسرائيلية في طريقها إلى إيران، فقرر التدخل شخصيًا لإيقافها عبر تغريدة صادمة: على هذه الطائرات أن تعود الآن'. ويشير إلى أن ترامب لا يرغب في التورط بحرب جديدة في الشرق الأوسط، لكنه، في الوقت ذاته، يسعى لتحقيق إنجاز نووي على طريقته، عبر الضغط العسكري دون التورط في مستنقع الحرب. الجيش الإسرائيلي: المعركة لم تنتهِ رغم إعلان التهدئة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن المعركة مع إيران 'لم تنتهِ'، وإن إسرائيل 'انتقلت إلى مرحلة جديدة' قائمة على الضربات الانتقائية. وهو ما يعكس استراتيجية 'الحرب بين الحروب'، التي تقوم على تحركات محدودة هدفها إبطاء البرنامج النووي الإيراني. الخليج يضغط دبلوماسيا في قراءة من طهران، يرى المحلل السياسي محمد صالح صدقيان أن الضغوط الخليجية، لا الأميركية وحدها، لعبت دورا محوريا في التهدئة، مشيرا إلى مبادرات انطلقت من الرياض وأبوظبي والدوحة، كانت حاسمة في إقناع طهران بضبط النفس. ويقول صدقيان إن إيران أعلنت مرارا استعدادها للعودة إلى التفاوض إذا توقفت الاعتداءات الإسرائيلية، لكنها في الوقت نفسه تشترط رفع العقوبات، وتشكّك في 'نوايا ترامب' بعد مشاركته في الهجوم. ترامب: متردد ثم متحفز من واشنطن، يرى أستاذ العلوم السياسية ديفيد رمضان أن ترامب لم يوافق على الضربات الإسرائيلية في بدايتها، لكنه لاحقًا باركها بصيغة 'منع إيران من التقدم تقنيًا في المجال النووي'. ويرى رمضان أن الضربات كانت 'محدودة وذكية'، تهدف لتعطيل القدرات النووية الإيرانية من دون التورط بحرب شاملة، وهي جزء من تكتيك أميركي أوسع لفرض اتفاق نووي جديد بشروط أكثر صرامة، مع إشراك أطراف مثل تركيا وبعض الدوائر الأوروبية. من الرابح؟ إسرائيل تتحدث عن '90 بالمئة من الأهداف' من حيفا، يرى المحلل العسكري الإسرائيلي موشي العاد أن بلاده حققت '90 إلى 95 بالمئة' من أهدافها، معتبرا أن الحملة الأخيرة 'أعادت هيبة الردع الإسرائيلية'، ومقارنًا تأثيرها بحرب 1967. ويضيف العاد أن المهمة لم تنتهِ، فإسرائيل ستواصل تعقب البرنامج الصاروخي الإيراني، ودعم طهران للفصائل المسلحة في المنطقة. الهدنة الهشة.. والفراغ الأخطر الملفت في اتفاق وقف إطلاق النار أنه لم يترافق مع وثيقة رسمية أو التزامات أميركية معلنة تجاه الطرفين. ما يجعله عرضة للانهيار أو التآكل التدريجي، خاصة في ظل استمرار التصريحات التصعيدية من قادة عسكريين في الجانبين. ويقول مراقبون إن الهدنة الحالية أشبه بـ'استراحة محارب'، وإن ما لم تُبْنَ تفاهمات راسخة تُعالج جذور النزاع، فإن المنطقة مرشّحة للعودة إلى دوامة العنف في أي لحظة. خلاصة: من الرابح الحقيقي؟ هل انتصرت إسرائيل بإضعاف البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا؟ وهل أنقذ ترامب المنطقة من حرب شاملة وضمن ورقة انتخابية جديدة؟ وهل صمدت إيران ببرنامجها السياسي أمام أعتى الضغوط؟ الإجابة الأوضح: لا يوجد منتصر نهائي، بل توازن قلق بين الأطراف، ورابح مؤقت اسمه 'الفراغ السياسي'. فراغ الاتفاقات، وغياب الضمانات، وسباق السلاح، كلها مكونات مشهد مرشح للانفجار مجددًا، ما لم يتحول وقف إطلاق النار إلى اتفاق دائم برعاية دولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store