
إقليم سيدي بنور بين محدودية العرض التكويني والحاجة إلى رؤية استراتيجية لتنمية الرأسمال البشري
يُجمع الخبراء الاقتصاديون وعلماء الاجتماع على أن التكوين المهني والتعليم العالي التطبيقي يشكلان المحرك الرئيسي للتنمية المحلية والإقليمية، خصوصًا في المناطق التي تعاني من هشاشة بنيوية وضعف الاستثمارات. ويُعتبر إقليم سيدي بنور نموذجًا واضحًا لهذا التحدي، إذ يتوفر فقط على مركز صغير للتكوين المهني ومدرسة عليا للتكنولوجيا ذات طاقة استيعابية محدودة، مما يترك فجوة كبيرة بين حاجيات سوق الشغل والإمكانيات التعليمية المتاحة.
أهمية البنية التحتية للتكوين
تشير تقارير البنك الدولي (2022) ومنظمة العمل الدولية (ILO, 2021) إلى أن الاستثمار في التعليم المهني يزيد من فرص تشغيل الشباب بنسبة تصل إلى 40% في المناطق القروية وشبه الحضرية. كما خلصت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط (2023) إلى أن المغرب بحاجة إلى مضاعفة عدد مؤسسات التكوين المتخصص لتغطية الطلب المتنامي في قطاعات الصناعة، الفلاحة، الخدمات، والاقتصاد الرقمي.
سيدي بنور وحاجياته الخاصة
إقليم سيدي بنور يتميز بكونه إقليمًا فلاحيًا بامتياز (إنتاج الحبوب، الشمندر السكري، تربية المواشي)، لكنه يفتقر إلى مؤسسات تكوين متخصصة في:
الفلاحة العصرية والميكانيك الفلاحية.
اللوجستيك والتسويق الفلاحي.
تموين الفندقة والسياحة، خصوصًا مع الإمكانات السياحية غير المستغلة.
المهن الرياضية، نظرًا لتزايد الاهتمام بالرياضة كقطاع اقتصادي ومجتمعي.
إن الاقتصار على مركز واحد صغير للتكوين المهني ومدرسة عليا للتكنولوجيا لا يواكب حاجيات أكثر من 500 ألف نسمة بالإقليم، أغلبهم من الشباب الباحثين عن فرص عمل أو إدماج اقتصادي.
أبعاد اقتصادية – اجتماعية
وفقًا لتقرير OECD (2020)، فإن كل دولار يُستثمر في التعليم المهني يعود على الاقتصاد المحلي بما بين 1.5 و2 دولار من القيمة المضافة.
يربط الاقتصادي أمارتيا سن (الحائز على نوبل) بين توسيع القدرات البشرية وبين توطيد العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
ويؤكد عالم الاجتماع بيير بورديو أن التعليم المهني هو أداة لإعادة توزيع 'رأس المال الثقافي' بشكل عادل بين الطبقات الاجتماعية، ما يخفف من الفوارق الطبقية والهشاشة.
مقترحات عملية للإقليم
إنشاء أقطاب للتكوين المهني متعددة التخصصات بدل مركز وحيد محدود.
توجيه الاستثمارات نحو المهن المرتبطة بالهوية الاقتصادية للإقليم (الفلاحة، الصناعات الغذائية، اللوجستيك).
فتح مدارس عليا متخصصة في التكنولوجيا الزراعية، الذكاء الاصطناعي في الفلاحة، السياحة الرياضية.
شراكات بين الدولة، الجماعات الترابية، والمستثمرين الخواص لتوفير التمويل والتجهيزات.
خاتمة
إن مستقبل إقليم سيدي بنور مرهون بمدى قدرته على إعادة هيكلة المنظومة التعليمية والمهنية، عبر توفير عدة مراكز للتكوين المهني ومدارس عليا متخصصة تتلاءم مع طبيعة الإقليم. فبدون ذلك، ستظل المنطقة رهينة للهجرة، البطالة، وضياع الطاقات الشابة.
كما قال نيلسون مانديلا: 'التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم' — وبالنسبة لسيدي بنور، فإن التعليم المهني المتخصص هو السلاح لتغيير واقعه الاقتصادي والاجتماعي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ ساعة واحدة
- هبة بريس
المغرب يحقق انتعاشة قياسية في صادرات البطاطس بـ42,900 طن
شهدت صادرات المغرب من البطاطس انتعاشة قوية خلال الفترة بين يوليوز 2024 وماي 2025، حيث بلغ إجمالي الكميات المصدرة 42,900 طن بقيمة حوالي 140 مليون درهم (14.9 مليون دولار أمريكي)، بعد سنوات من التراجع المستمر منذ 2019. ووفق منصة 'إيست فروت' الدولية المتخصصة في الأخبار والتحليلات الاستراتيجية لقطاع الفواكه والخضروات، يمثل هذا الرقم زيادة بمقدار 5.7 أضعاف مقارنة بالموسم التجاري السابق، وارتفاعًا بنحو 1.5 ضعف عن حجم صادرات موسم 2022/2023. وكان المغرب قد حقق سابقًا رقمًا قياسيًا في موسم 2018/2019، حيث صدّر نحو 100 ألف طن من البطاطس إلى الأسواق الدولية، قبل أن تشهد الصادرات تراجعًا سنويًا لتصل إلى أدنى مستوى لها عند 7,400 طن فقط في موسم 2023/2024. وعقب فرض قيود على تصدير البطاطس إلى غرب إفريقيا بين مارس 2023 وفبراير 2024، اقتصرت الشحنات الدولية على الأسواق الأوروبية، إلى أن تم رفع الحظر واستبداله بنظام حصص، مما أعاد توجيه صادرات الموسم الحالي نحو الأسواق التقليدية. ونتيجة لذلك، تراجع ترتيب المغرب عالميًا بين مصدري البطاطس من المركز 28 عام 2019 إلى المركز 67 عام 2023، قبل أن تعود الصادرات خلال الموسم الجاري لتسجل مؤشرات نمو ملموسة. أما بالنسبة للأسواق المستوردة، فقد عادت بلدان غرب إفريقيا مثل موريتانيا ومالي لتكون الوجهات الرئيسية، مستحوذة على نحو نصف حجم الصادرات. كما تستمر إسبانيا في كونها سوقًا رئيسية، مع ارتفاع ملحوظ للصادرات نحو فرنسا، البرتغال، كوت ديفوار، والسنغال، في حين شهدت الشحنات إلى هولندا، بوركينا فاسو، والنيجر تراجعًا كبيرًا. وأشارت المنصة إلى أن صادرات البطاطس المغربية موسمية بطبيعتها، إذ تتركز ذروتها عادة بين يوليوز وشتنبر، مع زيادات إضافية في الفترة الممتدة من فبراير إلى أبريل.


المغرب اليوم
منذ 4 ساعات
- المغرب اليوم
دونالد ترامب ينعش الاستثمارات الأميركية في الصحراء المغربية
استعادت مصادر دولية السيرورة المعقدة للاستثمارات الأميركية المرتقبة بالصحراء المغربية؛ والتي بوغتت بالهزيمة غير المتوقعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات 2020. وكشفت المصادر أنه بعدما رخصت وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) لمؤسسة تمويل التنمية (DFC) بتمويل مشاريع في الصحراء المغربية، أجرت المؤسسة بالفعل بعثات اقتصادية واجتماعات مع بنوك وشركات مغربية لاستهداف المشاريع الواعدة، وذلك قبيل أسبوعين من فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. وأشارت شبكة 'Africa intelligence' في أحدث تقاريرها حول الاستثمار الأميركي بالصحراء، إلى أنه قبل أسبوعين من تنصيب جو بايدن، زار وفد كبير من مؤسسة تمويل التنمية المغرب في 7 يناير 2021، لاستكشاف فرص الاستثمار الخاص وتعزيز النمو الاقتصادي ، مضيفًا أن هذه الزيارة جاءت عقب الإعلان عن استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في المغرب وشمال إفريقيا. إلا أن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أوقف هذه الخطط، وكان المشرعون الأمريكيون قد عارضوا بشدة أي مبادرة سياسية أو اقتصادية جديدة من شأنها أن تؤكد اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء. وعلى الرغم من هذا السياق غير المواتي، واصلت لجنة التنمية الاقتصادية المغربية مناقشاتها مع المسؤولين المغاربة، لا سيما في فبراير 2022 وحتى أكتوبر 2024. ويؤكد المصدر ذاته أن وفدا من سفارة الولايات المتحدة زار مشاريع التنمية الاقتصادية التي تدعمها الحكومة الأمريكية في الداخلة والعيون في فبراير 2022. كما تم تنظيم ندوات لمدة ثلاثة أيام بين أبريل وديسمبر 2021، في المركز الإقليمي للاستثمار (CRI) بجهة الداخلة وادي الذهب وفي المركز الوطني للتنسيق الاستشاري بالداخلة. ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو الطريق ممهد لعودة الدفء للتمويل الأمريكي المباشر للمشاريع الاقتصادية في الصحراء المغربية. وسبق هذا القرار، في أبريل 2024، التزام وزارة الخارجية الأمريكية، برئاسة الديمقراطي أنتوني بلينكن آنذاك، بتمويل مشاريع تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل في الداخلة والعيون، بدعم يصل إلى 500 ألف دولار. وتقود شركات أمريكية كبرى، مثل شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا، التابعة لشركة جنرال إلكتريك العملاقة، مشاريع في الصحراء نيابةً عن شركات مغربية مملوكة للدولة. ا


المغرب اليوم
منذ 10 ساعات
- المغرب اليوم
ترمب يستبعد حاليا فرض رسوم على شراء النفط من روسيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت إنه لن يضطر إلى التفكير في فرض رسوم جمركية مضادة على الدول التي تشتري النفط الروسي في الوقت الحالي، لكنه قد يضطر إلى ذلك «في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع». وقال ترمب لشون هانيتي من قناة فوكس نيوز بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا «حسنا، بسبب ما حدث اليوم، أعتقد أنني لست مضطرا للتفكير في ذلك». وأضاف «الآن، قد أضطر للتفكير في ذلك بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو ما شابه، ولكن ليس علينا التفكير في ذلك الآن. أعتقد، كما تعلمون، أن الاجتماع سار على نحو جيد للغاية». وقبل أسبوع، قالت وزارة المالية الكندية في بيان إن الحكومة الكندية وبعض أوثق حلفائها يعتزمون خفض سقف سعر النفط الروسي بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا. وأفاد البيان بأن كندا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا سيخفضون سقف سعر النفط الخام الروسي المنقول بحرا من 60 دولارا للبرميل إلى 47.60 دولار. وبذلك تنضم كندا إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا اللذين أعلنا في يوليو/ تموز عن خفض سقف سعر الخام الروسي، في إطار استهدافهما إيرادات موسكو النفطية وزيادة الضغط عليها بسبب الحرب. وقال وزير المالية فرانسوا فيليب شامبين «بخفض سقف سعر النفط الخام الروسي، تصعد كندا وشركاؤها الضغط الاقتصادي، وتقيد مصدرا حيويا لتمويل الحرب الروسية غير الشرعية». وقال ترمب لشبكة فوكس نيوز عقب اجتماعه فجر اليوم السبت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه أعطى «اليوم 10» على مقياس من واحد إلى 10. وأضاف أنه ونظيره الروسي تحدثا «بصدق شديد» بعد تصريحاتهما التي أعقبت اجتماع بينهما في ألاسكا. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان تحدث مع نظيره الروسي على انفراد، قال ترمب لمراسل قناة فوكس نيوز «نعم، فعلت بعد تصريحاتنا. ألقى كلمة جيدة للغاية... . وبعد ذلك تحدثنا. بعد ذلك مباشرة، تحدثنا بصدق شديد». وقال ترمب في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إن الأمر الآن «يعود للرئيس زيلينسكي» للتوصل إلى اتفاق في أوكرانيا. وعلى الجانب المقابل، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم السبت أن المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي تسمح للبلدين بمواصلة البحث عن سبل للتسوية. وأضاف بيسكوف «كانت المحادثة إيجابية للغاية بالفعل، وتحدث الرئيسان عن ذلك. هذه هي المحادثة بالذات التي تسمح لنا بالمضي قدما بثقة معا على طريق البحث عن خيارات التسوية». ولم يوضح بيسكوف ما هي التسوية التي يقصدها. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ألاسكا كانت بناءة وجرت في أجواء إيجابية. وأضاف في المؤتمر الصحفي المقتضب عقب انتهاء محادثاتهما فجر اليوم السبت، أنه يأمل أن يؤدي التفاهم المتبادل إلى تحقيق السلام في أوكرانيا والتي كانت إحدى القضايا التي تناولتها المباحثات، مشددا على أنه يتفق مع ترمب على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا. وقال بوتين: «نريد أن ننهي الحرب في أوكرانيا، ونتوقع ألا تحاول أوكرانيا وأوروبا تخريب المحادثات»، معربا عن أمله بأن يصبح اجتماع اليوم نقطة انطلاق نحو استعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، حيث تتمتع الشراكة بينهما بإمكانات هائلة. وأشار الرئيس الروسي إلى أن ألاسكا تمثل جزءا من التاريخ المشترك بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفا أن روسيا أقامت اتصالات مباشرة جيدة جدا مع ترمب، داعيا الرئيس الأميركي لأن يكون الاجتماع القادم بينهما في روسيا. وفي تصريحاته قال الرئيس ترمب إن الاجتماع مع بوتين كان مثمرا وأن علاقته بالرئيس الروسي جيدة. وقال ترمب: «لم نتفق على كل شيء لكن أحرزنا تقدما بالمحادثات، عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية وتم الاتفاق على بعض النقاط»، مضيفا أنه قد يلتقي بوتين مجددا قريبا. وأنهى الرئيسان مؤتمرهما الصحفي سريعا دون انتظار لأن يطرح الصحفيين أسئلتهم. وقال الكرملين إن محادثات بوتين وترمب دامت نحو 3 ساعات، فيما قال كيريل دميترييف ممثل الرئيس الروسي الخاص للتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية إن المباحثات بين بوتين وترمب سارت عل نحو جيد للغاية. وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن «المزاج ممتاز عقب المفاوضات في ألاسكا». قد يهمك أيضــــــــــــــا