logo
خبراء يكشفون مخاطر التلوث النووي بعد الضربات الأمريكية على المفاعلات الإيرانية

خبراء يكشفون مخاطر التلوث النووي بعد الضربات الأمريكية على المفاعلات الإيرانية

المرصدمنذ 4 ساعات

خبراء يكشفون مخاطر التلوث النووي بعد الضربات الأمريكية على المفاعلات الإيرانية
صحيفة المرصد: كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، تم محوها في ضربات عسكرية خلال الليل، بما في ذلك على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض.
وجاء ذلك بعد انضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى الهجمات على إيران، والتي بدأتها إسرائيل في 13 يونيو.
وكشف خبراء، أن الضربات العسكرية على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية تشكل مخاطر تلوث محدودة.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، عن عدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع عقب الهجمات الأميركية.
وهاجم الجيش الأمريكي، حتى الآن، مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان، حيث قال ترامب إن منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران "انمحت تماما".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«إسرائيل» تحاول تفجير «الانعطافة الكبرى» للأمريكيين في الشرق الأوسط
«إسرائيل» تحاول تفجير «الانعطافة الكبرى» للأمريكيين في الشرق الأوسط

قاسيون

timeمنذ 20 دقائق

  • قاسيون

«إسرائيل» تحاول تفجير «الانعطافة الكبرى» للأمريكيين في الشرق الأوسط

نشأ مفهوم «الانعطافة الكبرى» بعد زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط في أيار 2025، وهي زيارة أثارت العديد من النقاشات بسبب عدم تقليديتها: رفع جزئي للعقوبات عن سورية، وتوقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة مع دول الخليج، والأهم من ذلك – غياب تام لمحطة «إسرائيل» عن جدول الزيارة. يرى كثيرون أن هذا التغييب المتعمد «لتل أبيب»، وسط تجدّد القتال في غزة واستئناف المحادثات النووية مع طهران في نيسان، يُعد رسالة سياسية واضحة: واشنطن تتقصّد «تجاهل» حليفتها التقليدية، وتركّز بالمقابل على شركاء بديلين في الخليج. عززت التطورات اللاحقة من زخم هذا الخطاب. ففي 31 أيار الماضي، كشفت وكالة «بلومبرغ» عن تقارير حصرية تفيد بأن أكبر صانع للرقائق الإلكترونية في العالم (شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC) التقت مراراً مع مؤسسة إماراتية كبرى تدعى MGX، بهدف بحث إمكانية إنشاء مصنع رقائق في الإمارات. تعني خطوة كهذه، لو تحققت، أن أبوظبي ستقترب من حلم أن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة الذكاء الاصطناعي، كما أنها تعني دمج الإمارات بشكل أعمق في سلسلة التوريد التقنية الأمريكية. عند النظر إلى الصورة الأشمل: من جهود التهدئة في غزة، إلى فتح باب التفاوض النووي مع إيران، إلى تهميش «إسرائيل»، إلى التركيز على دول الخليج، إلى التخفيف من العقوبات على سورية، وأخيراً السعي لإقامة «تايوان عربية»... فإن هيكلية «الانعطافة» تبدو واضحة، وتقوم على منطق بسيط: ترامب يستعد للقطيعة مع تقليد دعم «إسرائيل» غير المشروط، ويفتح صفحة جديدة مع الدول العربية. لكن حتى مع كل هذه المؤشرات، تبقى الحقيقة صعبة الهضم: لو كانت واشنطن تنوي فعلاً فك الارتباط مع «تل أبيب»، لماذا لم توقف المساعدات العسكرية؟ ولماذا لا تفرض أي عقوبات على انتهاكات «إسرائيل»؟ الحقيقة أن العلاقة بين الطرفين أكثر تعقيداً مما تبدو، ومتشابكة استراتيجياً لدرجة يصعب معها الانفصال التام والسريع. بل حتى «انعطافة» ترامب، عندما نفككها إلى عناصرها، نجد أنها ليست خروجاً تاماً عن السياسات الأمريكية القديمة، بل استئنافاً مُشوّهاً لسياسات أوباما: إعادة الانفتاح على إيران، وتقليص الوجود العسكري في الشرق الأوسط، والاستثمار في الخليج، وتقوية النفوذ التكنولوجي في مواجهة الصين، وهي كلها كانت من سمات المرحلة الأوبامية، لا سيما في 2015 حين أبرمت واشنطن الاتفاق النووي مع طهران. والمفارقة أن ترامب نفسه، في ولايته الأولى، نسف هذه السياسات بالكامل: انسحب من الاتفاق النووي، وصعّد الضغوط القصوى على إيران، وأمر باغتيال قاسم سليماني. الخليج، الرقاقات، وأمريكا: البُعد الجيوتقني للانعطافة إذا نظرنا إلى التفاعل مع دول الخليج، وخصوصاً في مجال الرقائق، سنجد أن الانعطافة تنبع من ديناميكيات جيوسياسية حقيقية: انسحاب أمريكي تدريجي من الشرق الأوسط، وتَنافس خليجي داخلي بين السعودية والإمارات لتزعّم قطاع الذكاء الاصطناعي، ومحاولات أمريكية للحدّ من تغلغل الصين في المنطقة. بالتالي، السعي إلى إنشاء مصنع TSMC في الإمارات ليس حدثاً اقتصادياً فقط، بل انعكاسٌ لمعادلات جيوسياسية دقيقة: الإمارات تريد أن تصبح لاعباً مركزياً في عالم ما بعد النفط، وأمريكا تريد حليفاً تقنياً موثوقاً في الخليج، والصين تراقب وتتحيّن فرص الدخول. لهذا فإن المصنع، رغم أهميته، يتوقف على استقرار المنطقة: لا استثمار في الرقائق حين تكون الصواريخ فوق الرؤوس. وهنا تحديداً تكمن المفارقة المأساوية: لأن كل مفاصل الانعطافة الأمريكية – من تهدئة إيران، إلى دعم الخليج، إلى مشاريع أشباه الموصلات – تستند إلى شرط أساسي: ألّا تنفجر حرب شاملة بين إيران و«إسرائيل». وما حدث في 13 حزيران، هو تفجيرٌ لهذا الشرط. نموذج كلاسيكي لإدارة غير مستقرة إذا ما عدنا إلى الشهور الأخيرة، نرى أن الأطراف الأمريكية «المعتدلة» حاولت بطرق شتى خلق بيئة إقليمية أكثر استقراراً وأقل تصعيداً، سواء لمصلحة «إسرائيل» أو دول الخليج. لكن هذه المساعي كانت تواجه مراراً وتكراراً ارتدادات عكسية من «تل أبيب» ومن تيار الحرب في واشنطن، مما أدى في نهاية المطاف إلى التصعيد الكارثي يوم 13 حزيران. إذا ما بدأنا بغزة، فبعد أن تعثّرت طروحات ترامب السابقة مثل «الإخلاء» أو «الوصاية»، عادت الإدارة الأمريكية إلى خيار أكثر شبهاً بخط بايدن: التهدئة أولاً، التركيز على مسألة الرهائن، ومحاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل «عملية طوفان الأقصى»، دون الخوض في تعقيدات مثل حل الدولتين أو مستقبل حماس. هذه المقاربة، رغم مرونتها، لم ترضِ «تل أبيب»، التي استأنفت الحرب في آذار، فيما وقفت الإدارة في واشنطن عاجزة عن إيقافها. أمّا في سورية، فمنذ سقوط سلطة الأسد، وبدافع الحدّ من نفوذ إيران وروسيا في دمشق، بدأت الولايات المتحدة حواراً مع السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، تمثّل في رفع جزئي للعقوبات، ولقاءات مباشرة، وعودة رمزية للسفارة الأمريكية في دمشق. ورغم أنّ تجاوب السلطات السورية كان أكثر من إيجابي، لم ترضَ «تل أبيب» عن الخطوات المتَّخذة، فبادرت منذ كانون الأول للتوغل في جنوب سوريا، وأعلنت نيتها البقاء هناك. حتى بعد المصالحة الأميركية–السورية، واصلت «إسرائيل» قصف المواقع العسكرية داخل الأراضي السورية. وأمام ذلك، لم تحرّك واشنطن ساكناً. وصولاً إلى ما يسمّى «الملف النووي الإيراني»: في آذار، أعلن ترامب عن رغبته في استئناف المحادثات، ولم تمانع طهران، بل أبدت تجاوباً حذراً. في 12 نيسان، انعقدت الجولة الأولى من المحادثات في عُمان، وتوصّل الطرفان إلى خطة من ثلاث مراحل. لكن بعد جولة ثانية في روما، بدأت الطائرات «الإسرائيلية» بإجراء تدريبات هجومية تحاكي قصف منشآت نووية إيرانية، في رسالة واضحة برفض الاتفاق، متذرعة بتعثر المفاوضات بسبب شرط «التخصيب الصفري» الذي أعلنت واشنطن تمسكها به. في 20 أيار، أعلن خامنئي رفضه التام لهذا الشرط، وكان ذلك أول تصريح علني له حول المفاوضات. ترامب ردّ بعدها مباشرة قائلاً إنه «لن يسمح لإيران بأي نشاط تخصيب». في الأسبوع الأول من حزيران، وصلت الأزمة إلى ذروتها: أعلنت إيران في 9 حزيران عبر متحدث وزارة خارجيتها أنها سترسل مقترحاً إلى واشنطن عبر سلطنة عُمان. وفي اليوم التالي، كشف ترامب عن مكالمة هاتفية مع نتنياهو حول الملف النووي، قائلاً إنها أحرزت «تقدماً إيجابياً». في 12 حزيران، بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن هجوم وشيك، ثم وقع الهجوم صباح 13 حزيران. كل ذلك يدل على أن المسافة الزمنية بين محاولة إطلاق الحوار النووي والموافقة الضمنية على الهجوم «الإسرائيلي» لم تتجاوز الشهرين. وبين هذين التاريخين، انقلبت الإدارة الأمريكية من دبلوماسية مرنة إلى تصعيد صريح. معضلة مستحكمة بلا حل؟ يعكس التحول السريع في موقف الإدارة الأمريكية – من الانفتاح إلى التصعيد – ليس فقط طبيعة سياسة ترامب المتقلبة، بل أيضاً تعقيد الملف النووي الإيراني نفسه، والذي يشبه إلى حد بعيد معضلة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. بالنسبة «لإسرائيل»، فإنّ أيّ تفاوض بين واشنطن وطهران يُنظر إليه على أنه تهديد استراتيجي. صحيح أن «إسرائيل» حققت في الأشهر الماضية مكاسب ميدانية ضخمة، وقتلت قيادات عليا في «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وقصفت منشآت حيوية في غزة وبيروت وصنعاء وبغداد، إلا أن كل هذه العمليات لم تُنهِ الخطر. بل إن الحروب الموزعة على كل الجبهات تثبت أن خطر «محور المقاومة» ليس مرتبطاً بزعيم أو تنظيم، بل ببنية جيوسياسية قائمة. في غزة، لا تزال «إسرائيل» تخوض حرب استنزاف ضد «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، تخللتها هدنات مؤقتة، لكن لم تستطع نزع سلاح المقاومة ولا الإفراج عن جميع الرهائن. في العراق، ورغم كلّ ما جرى، لم تتغيّر حقيقة أنّها نقطة انطلاق رئيسية في خارطة نفوذ طهران. وفي لبنان، رغم قتل قيادات حزب الله وتدمير لبنان والهدنة، إلّا أنّ حزب الله باشر بإعادة بناء قدراته العسكرية، في مشهد يعكس استعداداً لمعركة طويلة الأمد. وفي اليمن، لم تتمكن واشنطن من كبح الحوثيين بالكامل. وفي أيار 2025، تم التوصل إلى اتفاق هدنة بين واشنطن والحوثيين، لكن الاتفاق لا يشمل «إسرائيل»، ما يعني أن تل أبيب لا تتمتع بأي مظلة أمنية في هذا المسار. من وجهة نظر «إسرائيل»، يشبه هذا الواقع تخصيب اليورانيوم الإيراني: طالما لم يتم تفكيك «محور المقاومة»، فإن التهديد قائم. ولذلك فإنها تعارض بشدة أي تحرك أمريكي يخفف من حدة التوتر مع طهران. هدف «تل أبيب» هو تثبيت هيكل المواجهة بين أمريكا وإيران، لتظل واشنطن «الضامن الأعلى» لأمن «إسرائيل» حتى زوال المحور وسقوط النظام الإيراني. هل تستطيع «تايوان العربية» أن تبصر النور؟ أما دول الخليج، التي تبدو في الظاهر بعيدة عن هذه المواجهة، فهي في الواقع محاصَرة جغرافياً بين «محور المقاومة» و«إسرائيل»، وتواجه سؤالاً وجودياً: إلى متى يمكنها الوقوف على الحياد بأمان؟ يمتدّ تاريخ التنافس الجيوسياسي بين الرياض وطهران من سوريا إلى اليمن إلى الداخل الخليجي نفسه. كمثال، اندلعت أزمة قطر 2017 في جزء منها بسبب تقارب الدوحة مع طهران. لكن مآلات هذا التنافس كانت لصالح طهران. فالسعودية أعادت علاقاتها مع قطر، ثم مع سوريا، ثم مع إيران نفسها في 2023. والسبب؟ الإدراك بأن الولايات المتحدة في طريقها للخروج من الشرق الأوسط، وبالتالي لا يمكن كسب هذه المواجهة. منذ ذلك الحين، انسحبت السعودية تدريجياً من حرب اليمن، وركّزت على مشاريعها التنموية في إطار «رؤية 2030»، بينما فضّلت الوقوف على الحياد تجاه التوترات بين «إسرائيل» و«محور المقاومة». لكن بعد اندلاع حرب غزة، وجدت دول الخليج نفسها في موقف بالغ الحرج. هذه المفارقة تعكس جوهر معضلة الخليج: المصلحة تقتضي تجنّب الحرب، لكن الجغرافيا تلزمهم بالتورط بشكل غير مباشر. «تايوان العربية» والمراهنة على الهدوء المؤجل القلق في الخليج – وخصوصاً في السعودية والإمارات – له مبرراته العميقة. فهاتان الدولتان لا تمثلان فقط رأس الحربة في محاولات التحول الاقتصادي لما بعد النفط، بل تخوضان أيضاً سباقاً محموماً على لقب «مركز الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط». سبق أن نشرت في كانون الأول 2024 مقالاً بعنوان «حرب الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط: السعودية مقابل الإمارات، والصين وأمريكا في قلب المعركة»، عرضتُ فيه كيف أن البلدين، بفضل ثروتهما النفطية وقدرتهما الاستثمارية، أصبحا ساحتين تتنافسان على اجتذاب شركات التقنية العالمية وتعزيز بنى تحتية قادرة على استضافة الجيل القادم من الصناعات فائقة التطور. هذا التنافس الداخلي بات ميداناً آخر للصراع الجيوسياسي العالمي: الولايات المتحدة تسعى لضمان أن يكون الخليج منطقة خالية من النفوذ التكنولوجي الصيني، فيما تحاول الصين تكثيف حضورها عبر شراكات وشركات واجهة. وفي هذا السياق، تندرج محاولة استقطاب شركة TSMC التايوانية، عملاق الرقائق، إلى المنطقة. ففي أيلول 2024، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مفاوضات متقدمة بين الإمارات من جهة، وشركتي TSMC وسامسونغ من جهة أخرى، لبناء مصنع للرقاقات في أبوظبي. لكن الولايات المتحدة، خشية من أن تجد الرقائق طريقها إلى الصين عبر الإمارات، سعت إلى فرض شروط رقابية صارمة. حتى في حال تجاوز العوائق السياسية، تبقى التحديات اللوجستية هائلة: تأمين المياه فائقة النقاء، تأهيل العمالة المتخصصة، إنشاء شبكات طاقة مستقرة، وغيرها. باختصار، المسار طويل وشاق. لكن بالنسبة للإمارات، فإن نجاح المشروع يعني الانتقال من مجرد مستورد للتكنولوجيا إلى منتِج ومُصدّر. وسيمكّنها من تعزيز الفارق مع السعودية، خصوصاً أن مشاريعها التكنولوجية تبدو أكثر نضجاً حتى الآن. من هنا نفهم أهمية ما كشفته «بلومبرغ» في أيار 2025: إدارة ترامب تخلّت عن سياسة بايدن التي كانت تقاوم إنشاء المصنع في الخليج، وقررت – بدافع تعزيز التحالف مع أبوظبي – دعم الفكرة والمضي فيها. بهذه الطريقة، ستعزز واشنطن حضورها في سلسلة التوريد العالمية، وتكرّس الإمارات كحليف تكنولوجي، وتكافئها على الابتعاد عن الصين. لكن... كما سبق وأشرنا، كل ذلك يتوقف على شرط أساسي: ألّا تقع حرب شاملة بين «إسرائيل» وإيران. ولعل المثال الأوضح على هذه القاعدة، هو ما حدث في شرق آسيا: بعد تصاعد التوتر في مضيق تايوان، بدأت إدارة بايدن تضغط على شركة TSMC لنقل بعض قدراتها إلى أمريكا، في تحوّل من «درع سيليكوني» إلى «رهينة سيليكونية». الخطر المحتمل جعل المصنع هناك هدفاً استراتيجياً لا يمكن الركون إليه. وبالتالي، إذا تحوّل الخليج إلى ساحة حرب أو منطقة تهديد دائم، فلن يُنظر إليه كبيئة استثمار آمنة، وسينسحب المستثمرون فوراً – تماماً كما حصل في أوكرانيا بعد 2022. هذا يعيدنا إلى جوهر استراتيجية ترامب في «الانعطافة الشرق أوسطية»: تهدئة العلاقة مع إيران، وتجميد النزاع مع «إسرائيل»، وتخفيض التهديد الأمني على الخليج، وفتح الطريق لمشاريع ضخمة مثل «تايوان العربية». لكن هذه الدائرة المحكمة، والتي لا تعمل إلا بوضع كل عناصرها معاً، تم نسفها بصاروخ واحد. العودة إلى نقطة البداية من الواضح أن ترامب – رغم كل تقلباته – كان يسعى لتكرار بعض ملامح استراتيجية أوباما: التخفيف من الانخراط العسكري، وفتح قنوات مع الخصوم، وتفعيل أدوات النفوذ غير المباشر. ورغم فارق الأسلوب، فالنية كانت واضحة: إعادة تموضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بما يضمن مصالحها الحيوية بأقل تكلفة ممكنة. لكن ضربة 13 حزيران، وما تبعها من تصعيد، أثبتت أن هذه «الانعطافة» لا يمكن لها أن تنجح ما دام العامل «الإسرائيلي» خارج الحساب، أو – بالأحرى – ما دام يُفترض به أن يصمت بينما طهران تفاوض، وسورية يتم شرعنتها، و«محور المقاومة» لا يزال قائماً. النتيجة؟ إن واشنطن، التي كادت أن تبدأ مساراً جديداً، وجدت نفسها فجأة وقد عادت إلى النقطة ذاتها التي انطلقت منها قبل عامين: في قلب صراع مكلف، وبخطوات دبلوماسية غير مكتملة، وبشركاء خليجيين خائفين من الحريق المقبل، وبصورة تزداد فيها واشنطن عجزاً عن تأمين مسار ثابت في منطقة لا تقبل سوى المعادلات الصفرية. لتُثبت الصواريخ مرة أخرى أنها لا تقتل الناس فقط، بل تقتل أيضاً الاستراتيجيات.

لمحة موجزة من صحافة الكيان: «الخروج قبل أن نغرق أكثر»!
لمحة موجزة من صحافة الكيان: «الخروج قبل أن نغرق أكثر»!

قاسيون

timeمنذ 20 دقائق

  • قاسيون

لمحة موجزة من صحافة الكيان: «الخروج قبل أن نغرق أكثر»!

من ترامب إلى كينيدي قبل أن يتخذ ترامب قراراً بتوجيه ضربة إلى إيران كتب إبراهام تسفي مقالاً بعنوان «الانضمام إلى الحرب؟ معضلة ترامب أكثر تعقيداً مما تبدو عليه» يُوضّح فيه حجم التقارب بين الظروف التي يعيشها ترامب اليوم، وتلك التي عاشها الرئيس جون كيندي أثناء أزمة الصواريخ الكوبية 1962، حينها كان كيندي يفكر بالخيارات المطروحة أمامه على الطاولة، لكنّه كان يخشى عواقب توجيه ضربة جوية لكوبا، وتحديداً بعد أن علم أن الصواريخ هناك جاهزة للإطلاق فوراً، يقول تسفي: «يتردد الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون حالياً فيما إذا كان عليه إرسال قاذفاته الثقيلة لتدمير المنشأة المحصّنة في فوردو، وإلحاق ضرر كبير بالمشروع النووي الإيراني، وهذا التردد الطويل يدل على أنه، خلافاً لصورته النمطية، لا يتصرف بتهوُّر، بل يدرك تماماً تعقيد الموقف». ويشير الكاتب إلى أن ضرب إيران يمكن أن يكون حافزاً لترامب، ففي حال نجح يمكن أن يتحوّل إلى «مهندس النصر على [محور الشر]» بحسب تعبيره، لكن ترامب على يقين بحسب المقال، أن «اختراق منشأة فوردو لا يعني بالضرورة انهيار النظام الإيراني» كما أنّ المضي قدماً في هذا الاتجاه سيخلق «جدلاً حاداً داخل معسكره بين التيار الانعزالي المتمسك بشعار «أميركا أولاً» والمعارض لأي تدخُّل عسكري مكلف في الخارج». ويرى الكاتب: أن ترامب يدرك أيضاً مخاطر التورط في الصراع، وما يعنيه ذلك من «أزمة اقتصادية ومالية ممكنة داخل الاقتصاد الأمريكي نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز، وإغلاق ممرات بحرية استراتيجية، وهجمات متوقعة على القواعد الأميركية في العراق». «كيف نحمي نفسنا من الغرق»! في قناة N12 العبرية، نشر مقال بعنوان «أن ننهي في الوقت المناسب، كما في لبنان وليس كما في غزة» استعرض فيه الظرف الحساس الذي تعيشه «إسرائيل» وورد فيه: «الزمن ليس زمناً عادياً، والواقع في الولايات المتحدة يتغير أمام أعيننا؛ فالرئيس ترامب محاط اليوم بتيارَين متعارضين في رؤيتهما إزاء مستوى التدخل الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تنتهجه في مواجهة التطورات العالمية. وعلى الرغم من أن هذه الرؤية الأيديولوجية لا تنبع من مشاعر مؤيدة أو معادية لإسرائيل، فإن إسرائيل، باعتبارها حليفة للولايات المتحدة، مرشحة لأن تتضرر بصورة كبيرة جداً من تأثير أصوات المعسكر الانعزالي، فعلى سبيل المثال؛ عقب الهجوم في إيران، استخدم أحد قادة هذا المعسكر تعبير «يجب التخلي عن إسرائيل (Drop Israel) « في نداء إعلامي مباشر إلى الرئيس». وعرض أن القيادة الصهيونية ستكون ملزمة بذلك أن تختار الوقت المناسب لإيقاف الحرب، لتكون أقرب إلى الحرب في لبنان منها إلى الحرب في غزّة، وعرض كتاب المقال عاموس يادلين وميخال حطوئيل ثلاثة خيارات أمام «إسرائيل»: الأول: يعتمد على الاكتفاء بـ «الإنجاز الحالي والسعي لإنهاء الحرب» لكن هذا الخيار يعني فعلياً عدم إنجاز أهداف الحرب، ولذلك عرض الكتاب سلبيات مهمة إذ قالوا: «الإنجازات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى، ولن تُحسّن موقف [إسرائيل] أمام إيران مستقبلاً». الثاني: يكون التصعيد لتوسيع الإنجاز دون آلية لإنهاء الحرب حالياً، وهو ما يعني «توسيع الضربات على البنى التحتية واستهداف رموز النظام وحتى القيادة المدنية» ما يمكن أن يحقق بحسب المقال: «نصراً كاملاً» لكن لهذا الخيار سلبيات أيضاً أبرزها «ارتفاع وتيرة الضربات على [إسرائيل] وأضرار اقتصادية مستمرة، وإخفاقات عملياتية محتملة، مع ضغوط دولية متوقعة لإنهاء الحرب» لكن السلبية الأبرز هي: أن تتجاوز الحرب الممتدة «النقطة المثلى لإنهائها». الثالث: والأخير يقوم على تحديد سقف زمني لإنجاز الأهداف وعدم الانجرار إلى حرب طويلة، مع ما يعنيه ذلك من تحقيق أهداف تبدو شديدة الصعوبة يدرك حجمها كتاب المقال، وهم لذلك وضعوا جملة من الشروط، كان أبرزها أن تضمن «إسرائيل» مكاسبها حتى بعد التوصل لتفاهمات لإنهاء الحرب. من التشدد إلى التحليل الاستراتيجي ضمن الآراء التي يجري عرضها هناك تيارات متشددة عبّر عنها جوناثان أديري في يديعوت أحرونوت، ووجه دعوة للقيادة في «إسرائيل» إلى عدم الخوف من عواقب الاشتباك وقال: «يثبت التاريخ أن الدول القوية لا تطمح إلى الهدوء. إنها تطمح إلى الاشتباك الدائم والمدروس، لأنه الطريق الوحيدة إلى تطوير القدرات والوصول إلى التفوّق. في العالم الفوضوي والمتغير، التخطيط في المكاتب عبارة عن وهم. فالتفوق يُبنى عبر العلاقة بالواقع بشكل دائم. [إسرائيل] دولة لديها قدرات مذهلة، ولا يمكن أن تسمح لنفسها بترف الخوف. إن عقيدة الامتناع من الاشتباك دفنتنا تحت أنقاض النظرية، أمّا عقيدة الاشتباك، فهي التي تقودنا إلى النصر ويجب الاستمرار فيها في اليوم التالي، بعد تحقيق الإنجازات العسكرية والدبلوماسية في إيران». قدّم مركز دراسات الأمن القومي، قراءة تحليلية شاملة انطلق فيها من أن إيران ورغم الضربات لا يظهر فيها أي تهديد حقيقي وفوري لاستقرار النظام، بل إن الضربات التي ينفذها جيش الاحتلال تزيد من اللحمة الوطنية، وتزيد الشعور بالتضامن الوطني. وبحسب المقال الذي نشره المركز، تسعى إيران إلى إيجاد شكل مناسب لإدارة المعركة واستراتيجية الخروج منها، وهنا يرى الباحث أن إيران متمسكة بالخروج مع برنامجها النووي والنظام القائم، هذا فضلاً عن الحفاظ على المنظومات الاستراتيجية الحيوية وتحديداً الصواريخ، ما يعني فعلياً أن تخرج إيران منتصرة. وعرض مركز الأمن القومي المشهد من منظور «إسرائيل» وقال: إن صناع القرار أمام خيارين: «الاستمرار في المعركة لتعميق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني واستهداف الأصول العسكرية والأمنية الاستراتيجية، مما قد يؤدي إلى مزيد من تآكل قدرات إيران وزعزعة استقرار نظامها» ويحمل هذا الخيار مخاطر كبرى وتحديداً «خسائر بشرية وأضرار بالبنى التحتية [الإسرائيلية]، فضلاً عن احتمال تحوُّل الحرب إلى صراع ممتد أو التوسع في اتجاهات غير استراتيجية، مما قد يُضعف الشعور بالإنجاز، ويُبعد التركيز عن الهدف الأساسي المتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي». والخيار الثاني: «السعي لوقف إطلاق النار، لكنه قد يعني عدم تحقيق الإنجاز الكامل، خاصة في المجال النووي، حيث من غير المرجح أن تقدم إيران تنازلات جوهرية في هذه المرحلة، نظراً لعدم شعورها بتهديد وجودي لقدراتها الاستراتيجية بعد. لذلك، يتعين على [إسرائيل] أن تستنفد أقصى المكاسب الممكنة قبل وقف القتال لتجنب حرب استنزاف غير مجدية. وفي كل الأحوال، سيعتمد موقف [إسرائيل] إلى حد كبير على الموقف الأمريكي، سواء فيما يتعلق باستمرار الحرب أو أي تسوية مستقبلية» ويضيف: «بغض النظر عن كيفية انتهاء الصراع، سواء باتفاق سياسي أو وقف لإطلاق النار دون تسوية، يجب على [إسرائيل] أن تكون مستعدة لمواجهة طويلة الأمد مع إيران، سواء عبر عمليات عسكرية مباشرة، أو عمليات سرية بالتعاون مع الولايات المتحدة، لمنع إيران من إعادة بناء برنامجها النووي، أو التقدم نحو امتلاك سلاح نووي». هذه اللمحة الموجزة لما كتب خلال الأيام القليلة الماضية يظهر أن النشوة التي أعقبت الضربة العدوانية الأولى اقتربت على الانتهاء، وبدأ يظهر لدى المحللين حجم المخاطر المترتبة على الورطة الجديدة، فبعيداً عن الأصوات التي تحرّض على توسيع العمليات العسكرية، هناك أصوات تعلم أن استمرار الحرب لوقت أطول يمكن أن يلحق هزيمة استراتيجية في الكيان.

قمة مجموعة السبع.. قنبلة دخان غطّت التراجع والخلافات
قمة مجموعة السبع.. قنبلة دخان غطّت التراجع والخلافات

قاسيون

timeمنذ 20 دقائق

  • قاسيون

قمة مجموعة السبع.. قنبلة دخان غطّت التراجع والخلافات

بات واضحاً أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالية تتخذ مساراً مختلفاً وبكثير من الأحيان متناقضاً مع مسار وتوجهات الأوروبيين، ومن بين مواضيع الخلاف الأبرز: الموقف من روسيا، والدفع نحو إنهاء الحرب الأوكرانية، وفرض الرسوم الجمركية العالية، والسيطرة على كندا وغرينلاند، وأخيراً الحرب الإيرانية- «الإسرائيلية». لعل أول موقف يعكس حجم الهوّة بالجانب الاستراتيجي الأوسع، هو حديث الرئيس ترامب عشيّة بدء اجتماعات القمة، أنه كان من الخطأ استبعاد روسيا من المجموعة في 2014، حينما كانت تسمى مجموعة الثمانية الكبار، مع ما يترتب على هذا الموقف العام من تباينات في المسائل الأخرى الفرعية... ورغم عدم تطرق الحاضرين للقضايا الخلافية مباشرةً، وتجنّبها، إلا أنها معروفة بطبيعة الحال، وأفضت في نهاية المطاف لانتهاء الاجتماعات دون صدور بيان ختامي رسمي مشترك، وتمّ التذرع برحيل ترامب المفاجئ قبل يوم واحد كسبب حال دون ذلك، بينما يرى آخرون أن هذا الرحيل المفاجئ كان مناورة أمريكية لهذا الهدف دون إعلان الخلافات.. وقد صدرت عدة بيانات منفردة، وملخص مشترك. حصيلة القمة دعم أوكرانيا بمساعدات مالية عسكرية بقيمة ملياري دولار، وقروض بقيمة 2.3 مليار دولار، ومساعدات أمنية بقيمة 57.4 مليون دولار، دون وضوح في كيفية ومواعيد تقديم هذه المساعدات، كما تم الإعلان فرض عقوبات جديدة على روسيا، وهو ما ردت عليه موسكو بأنها غير مؤثرة. وحول «إسرائيل»، دعا المجتمعون لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، وخفض تصعيد في المنطقة وسط الحرب الجارية مع إيران، مؤكدين وقوفهم و«تضامنهم» مع إسرائيل و«حقها في الدفاع عن النفس»، مؤكدين عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وهو أمر لم تسعَ إليه إيران قبل الحرب على أيّ حال. وتم الحديث حول مسائل الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وغيرها من المسائل، إلا أن أهم ما في القمّة، فيما يبدو، هو الإعلان عن «تحالف إنتاج المعادن الأساسية» بقيادة كندا، يهدف لتأمين سلاسل التوريد من المعادن الأساسية والنادرة للصناعات المتقدمة والثقيلة وأهمها الدفاع. الإعلان السابق– خاصة وأنه بقيادة كندا– ربما يكون محاولة لتخفيف حدة ورغبة ترامب بضمّها كـ «ولاية جديدة» للولايات المتحدة، ومن جهة أخرى محاولة استمالة من القادة الأوروبيين عموماً للولايات المتحدة، حيث أن السبب الرئيسي لحديث ترامب وتوجهه لكندا وغرينلاند هو بالضبط ثرواتهما من المعادن النادرة، وأنهما نقطة انطلاق من الناحية الجغرافية للقطب الشمالي، للهدف نفسه. لكن من المهم الإشارة أن توجّهاً من هذا النوع يأتي متأخراً، إذا لا يملك الغرب البنية التحتية اللازمة لإنتاج وتنقية المعادن النادرة بالكمية المطلوبة، ولا يمكن الآن منافسة الصين ضمن آجال زمنية قصيرة، ما يجعل هذا الإعلان، أشبه بإعلان نوايا لن يؤثر على الواقع الحالي. ولم يكن للقمة وزن وصدى حقيقي هذه المرة، حيث أديرت بشكل محدد يخفف من إظهار حجم الخلافات والمشاكل بين الدول الأعضاء، وتغطية هذا الأمر بدخان خروج ترامب المفاجئ... لتكون الإشارة الواضحة، هي تراجع وزن هذه المجموعة، وتصدْعها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store