
"أبو طالب": قالها لي "موسى محرّق".. ولم يخطر ببالي أنه سيمضي باتجاه السماء وحده
بغُصة حارقة مريرة، يصف الكاتب الصحفي حمود أبو طالب صدمته بالرحيل المفاجئ للشاعر الأديب المثقف والإعلامي«موسى محرّق»، متذكرًا بعض لحظات عاشها مع الراحل وبصحبتهما الكاتب والروائي عبده خال في جازان، وراصداً حب الجميع لهذا الإنسان النبيل، كما يروي أبو طالب عبارة «دعنا نسير باتجاه السماء»، التي قالها «محرّق» وهما يسيران قبيل الغروب في ممشى بجانب النهر في واشنطن، بالولايات المتحدة، ليقول الكاتب "لم يخطر ببالي أبداً أنه سيمضي ذات لحظة مباغتة باتجاه السماء وحده ولن يعود، وفي نفس المدينة".
"دعنا نسير باتجاه السماء"
وفي مقاله "«موسى محرّق».. باتجاه السماء" بصحيفة "عكاظ"، يقول "أبو طالب": "«دعنا نسير باتجاه السماء». هكذا كان يقول لي ونحن نمشي قبيل الغروب في ممشى بجانب النهر في واشنطن، المدينة الأمريكية التي أحبها واعتاد زيارتها، وغادر الدنيا فيها خلال زيارته الأخيرة. أعجبتني عبارته الشاعرية، وهو الشاعر الرقيق، وصرت أرددها كلما مشينا في أي مكان، ولم يخطر ببالي أبداً أنه سيمضي ذات لحظة مباغتة باتجاه السماء وحده ولن يعود، وفي نفس المدينة.. وكان يقول بعد السير غروباً باتجاه السماء، دعنا نشعل الليل فرحاً وبهجةً معًا، وهكذا يكون الأمر لأن لديه قدرة هائلة على تحويل كل لحظة إلى ضحكات ومرح وفرح وحبور لا ينتهي، وكنا عندما نلتقي في ديارنا بعد العودة يفاجئني بتفاصيل مدهشة، يسردها بطريقته الخاصة، ويصنع من بعضها قصائد عذبة، ملغومة بتلميحات لا يفهمها غيرنا، هو وأنا فقط".
من لا يحب "موسى محرّق"
وبألم وحزن، يتوقف "أبو طالب" أمام شخصية "محرّق"، ويقول: "من لا يحب هذا الإنسان إذا عرفه. من لا يحب «موسى محرّق» الذي رحل فجأةً قبل يومين وهو في كامل صحته وألقه وحضوره وعطائه وأحلامه وتطلعاته وآماله. الشاعر الأديب المثقف والإعلامي والخطيب المفوه الذي لا يكتمل جمال المناسبات الكبرى إلا بلمساته إعداداً وتحضيراً، وبصوته الفخم تقديماً وتعليقاً. مارس الصحافة المقروءة فكان من فرسانها المتميزين، اشتغل في الإعلام المرئي فكانت إطلالته مختلفة بما يقدمه من محتوى رصين بلغة باذخة هو سيدها، أدار وشارك في منتديات ثقافية وإعلامية كبرى داخل الوطن وخارجه فكان فارس الكلمة وسيد المعنى، وبعد أن تفرّغ للعمل في جامعة جازان بعد إنشائها أصبح إحدى أيقوناتها البارزة الساطعة. لقد جعل من إدارة العلاقات العامة والإعلام فيها مصنعاً للأفكار المبدعة والرؤى الخلاقة والأفكار غير التقليدية، أصبحت أكثر إدارة بين مثيلاتها في الجامعات؛ حضوراً وتواصلاً ونشاطاً غير تقليدي. كان لا يرضى بغير الإبداع، وكان اسمه ملازماً لاسم الجامعة عندما يأتي ذكرها، كان يشعر أنها المحطة التي تستحق أن يمنحها كل ما يستطع بقية حياته، وكان كل ما يأتي حديث بيننا عن الجامعة يذكرني بوصف لها اتفقنا هو وأنا عليه: «جامعة حبنا» ".
هو وأنا وعبده خال قبل أيام قريبة.. يا للوجع
وبحزن يستعيد الكاتب لحظات مع الراحل، ويقول: "أنا لا أرثي «موسى» لأنه لم ولن يموت بالنسبة لي، أنا أتحدث عنه فحسب، رغم الغُصة الحارقة المريرة. قبل أيام قريبة في جازان كنا، هو وأنا وعبده خال، نملأ المكان بضحكنا العالي وصخبنا المرتفع؛ في بهو الفندق، في المطعم، في السيارة، في كل مكان، موسى لديه قدرة خاصة على حياكة الطرفة وصنع المواقف التي تحلق بك في آفاق السعادة. وقبل أيام اتصل ليحدثني عن سفرته وكيف نرتب لقاءنا بعد عودته، وطبعاً حدثني عن ممشى الغروب والسير باتجاه السماء لينبش ذكريات عذبة وحميمة في أعماقي. ولكن قبل البارحة تأكد لنا أن موسى سيعود إلينا في تابوت، يا للوجع".
ويضيف "أبو طالب": "لن أتحدث عن علاقتي أنا وحدي بموسى رغم طولها وتفاصيلها الهائلة الجميلة كلها، لأن موسى كان مشروعاً إنسانياً للمحبة مع كل الناس، مع كل أصدقائه الكثر، مع الذين عرفوه وقتاً طويلاً أو قصيراً، موسى لم يكن يتقن شيئاً سوى المحبة للقيم النبيلة في تعامله مع الآخرين، كان في قمة التصالح مع نفسه ومع الحياة رغم كل ما يحدث فيها من منغصات. كان متسامياً ومترفعاً عن التذمر منها مهما حدث، لذلك كان قادراً على أن يحيا بابتسامته الجميلة إلى اللحظة الأخيرة".
وينهي "أبو طالب" قائلاً: "ستبقى حياً نابضاً في قلوبنا يا موسى بكل جمالك. فكرة أنك غائب عنا لن تحدث لأننا لا نستطيع التعايش معها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 39 دقائق
- عكاظ
جمعية الأدب ترشّح 40 موهبة شابّة لـ«أديب»
رشحت جمعية الأدب المهنية 40 موهبةً سعودية، ضمن القائمة القصيرة لـ«مشروع أديب» بمساراته الأربعة في نسخته الأولى، وضمت القائمة 40 موهبة شابة، بواقع 10 مواهب لكل مسار من مسارات: (الشعر الفصيح - الشعر الشعبي - القصة القصيرة – الرواية). وترشح لمسار الشعر الفصيح: سهام سليمان محمد السويكت - الزلفي، موفق موسم عتيق السلمي - الرياض، محمد عوض كديم السفياني - الرياض، ضحى حسن علي الهاشمي - الرياض، عادل بن عمر بن عويد العتيبي - مكة المكرمة، وصال فؤاد شرهان الشرهان - الخبر، محمد بن عبدالعزيز بن محمد العاصم - الرياض، علي باقر معتوق الحسن - الأحساء، محمد أحمد معتوق البدي - الأحساء، مالك غازي موسى الحكمي - الرياض. ولمسار الشعر الشعبي: ياسين أحمد عمر حسن - فرسان، أمل محمد مبارك العوفي - المدينة المنورة، محمد سعد محمد كامل الكبكبي - رابغ، سلطان محمد عويض القنيدي الجهني- العلا، رزان عبدالله المخلفي- المدينة المنورة، عبدالله بن مجحود بن عبدالله العجمي - الأحساء، محمد بن عبد الله بن عايض السفياني - الطائف، محمد بن أحمد بن محمد الجحلي - أبها، عبدالإله بن سعيد بن راجح آل محزوم الشهري - تبوك، عيد فهيد عيد الشمري – حائل. ولمسار القصة القصيرة: أحمد محمد علي الغامدي - الباحة، ريحانة سعدان عبدالله السعدان - الرياض، تغريد سالم عيد الحويطي - تبوك، سديم صالح الراجحي - الرياض، فارس بن عبد الرحمن بن سعد الغامدي - مكة المكرمة، أنس عمر جمال بدوي - مكة المكرمة، الدانة ناصر سعود الرشيدي - ينبع، أمل طه عبدالعزيز آل هلال - الرياض، ندى ظاهر أحمد العمراني - تبوك، ضحى أحمد محمد الخليفة – الرياض. ولمسار الرواية: شيرين شرف الدين عبدالرشيد الإمام - مكة المكرمة، نسيبة وليد سلمو صعب - الخبر، ريما عبدالرحمن الحافظ - الأحساء، سعد بن عبدالله سعيد الكودري - بيشة، سطام سعود عبدالعزيز الحقباني - الرياض، نوف مناحي عيد السليمي - البكيرية، طارق عبدالله محمد الغشيان - الرياض، عبدالرحمن خالد النمازي - جازان، أمل طه عبدالعزيز آل هلال - الرياض، بشائر حلواني - مكة المكرمة. وأعرب الرئيس التنفيذي لجمعية الأدب المهنية عبد الله مفتاح عن سعادته البالغة بالمواهب الأدبية الشابة التي تبرز ما تزخر به المملكة من مبدعين، موضحاً أنه تقدّم للمشروع ـ عبر منصة الجمعية - أكثر من 400 موهبة في جميع المجالات الأدبية، تتراوح أعمارهم بين 15 - 35 عاماً، مؤكداً أن اللجان عملت على فرز المواهب بناء على معايير المشروع، لاستخلاص قائمة قصيرة، لافتاً إلى أنه سيتم تقديم الرعاية والدعم من خلال الورش التدريبية مع مدربين محترفين في مجالات المشروع لصقل مواهبهم، وتبني و طباعة النتاج الأدبي الأول لكل موهبة، فيما يُعد لهم تكريم في مدينة الرياض لتقديم المواهب للفضاء الأدبي، ودمجها في القطاع من خلال توفير الفرص الأدبية لهم عبر المشاركات الداخلية والخارجية. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
كريس مارتن وداكوتا جونسون... هل انتهى الحب؟
قبل أيام وفيما كان يحيي حفلاً في لاس فيغاس، انتشر فيديو لمغنّي فريق «كولدبلاي» كريس مارتن وهو يبدو متأثراً جداً خلال أدائه أغنية «Sparks». يقول روّاد منصة «تيك توك» الذين كانوا في الحفل ونشروا الفيديو إنّ عينَيه أدمعتا، مستنتجين أن السبب في ذلك هو انفصاله عن حبيبته الممثلة داكوتا جونسون بعد 8 سنواتٍ من العلاقة العاطفية التي جمعتهما. Homie is heartbroken #coldplaylasvegas #alliegantstadium #coldplayconcert #sparkscoldplay #chrisanddakota #dakotajohnson #chrismartin #chrismartincoldplay #coldplayconcert #coldplayjune6 #fypシ #foryoupage #foryoupage❤️❤️ #coldplaylasvegas2025 #alligantstadiumcoldplay #chrismartinanddakotajohnson #fyp #coldplaysparks ♬ I know I was wrong - Diana أكانت جونسون هي سبب الدموع أم لا، فإنه من المعروف عن مارتن تفاعله العميق مع الموسيقى على المسرح وانخطافه خلال الأداء. إلا أنّ مصدراً مقرّباً من الحبيبَين كان قد أكد لمجلّة People، وذلك قبل الإطلالة الدامعة لمارتن، أن «انفصالهما نهائيّ هذه المرة» بعد علاقةٍ تخللتها فترات من التباعد. لكن يبدو أنه انفصال حضاريّ وخالٍ من الأحقاد، بما أن مارتن ومن على المسرح ذاته، طلب من الجمهور أن يشاهدوا فيلم جونسون الجديد «Materialists». فبعد أن أنهى العرض الغنائي، توجّه نجم «كولدبلاي» إلى آلاف الحاضرين قائلاً: «شكراً لكم جميعاً. كونوا لطفاء مع بعضكم، ولا تنسوا أن تشاهدوا Materialists». الحملة الترويجية لفيلم Materialists من بطولة داكوتا جونسون وبيدرو باسكال وكريس إيفانز (إنستغرام) المرة الأخيرة التي شوهد فيها كريس مارتن وداكوتا جونسون معاً كانت قبل أسبوعين من خبر الانفصال، وتحديداً قرب المنزل الذي جمعهما في ماليبو. أما ما تلا ذلك، فكان تفرّغ المغنّي لجولته الموسيقية مع فريقه في الغرب الأميركي، وانشغال الممثلة بحملة الترويج لفيلمها الجديد في نيويورك. ومن اللافت ما صرّحت به في حديثٍ مع صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، وذلك بعد انتشار خبر الانفصال. انتقدت جونسون، في سياق الردّ على سؤال حول العلاقات العاطفية، الأطر الصارمة التي توضع ضمنها تلك العلاقات: «البشر متسرّعون جداً في أحكامهم؛ أكان بما يخص العمر المسموح به للزواج، أو القول إن الطلاق أمر سيئ». وتساءلت جونسون: «لماذا يصرّ الناس على أن الزواج يجب أن يكون محصوراً بسنّ محددة أو أن يحصل مرة واحدة في العمر؟ لماذا يعتبرون الطلاق أمراً سيئاً؟». جونسون ومارتن في إحدى الصور النادرة التي تجمعهما معاً (إنستغرام) لطالما كان مارتن وجونسون متكتّمَين حول تفاصيل علاقتهما وحياتهما الخاصة، ونادراً ما يُعثر لهما على صورٍ معاً، باستثناء تلك التي اقتنصها مصوّرو «الباباراتزي». أما التحليلات حول أسباب انفصالهما فتدور كلها في فلك التكهّنات، في حين لم يخرج أي تصريحٍ رسميّ من جانبهما. ويشير البعض إلى أن البُعد الجغرافي بينهما بداعي انشغالاتهما ربما لعب دوراً سلبياً في استمرار العلاقة. فيما يتحدّث آخرون عن رغبة داكوتا (35 سنة) في الزواج والإنجاب، الأمر الذي لا يتلاقى ومخططات كريس (48 سنة)، وهو أبٌ لولدَين من زواجه السابق بالممثلة غوينيث بالترو. مهما كانت الأسباب، فإنّ خبر انفصال الثنائي كان له وقعٌ سلبيّ على الجمهور. فخلال سنوات الحب، ولو أنهما أبقيا قصتهما بعيدة نسبياً عن الأضواء، استطاع مارتن وجونسون أن يستقطبا اهتمام المتابعين. تحمّس الناس للمغنّي المحبوب والخارج من طلاقٍ مؤلم، بعد أن وجد في الممثلة الشابة أملاً جديداً. بقيت قصة مارتن وجونسون بعيدة عن الأضواء لكنها استحوذت على اهتمام الجمهور (إنستغرام) محطات أساسية في علاقة مارتن وجونسون في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، شوهد كريس مارتن وداكوتا جونسون للمرة الأولى وهما يتناولان العشاء بمفردهما في مطعم سوشي في لوس أنجليس. بعد شهرٍ على ذلك الموعد، بدأت التكهّنات تتأكّد عندما حضرت الممثلة حفلاً لفريق كولدبلاي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. أما عام 2018 فافتُتح مع سلسلة من المواعيد العاطفية بينهما، وقد تُوّج شهر يناير (كانون الثاني) بظهورهما الأول معاً في مناسبة عامة، وذلك خلال عرض مجموعة ستيلا ماكارتني لأزياء خريف 2018 في باريس، حيث دخلا وهما يمسكان بيدَي بعضهما. في شهر مايو (أيار) من تلك السنة، أكدت والدة جونسون، الممثلة ميلاني غريفيث، التكهّنات عندما سُئلت في مقابلة عن كريس مارتن فأجابت بأنها تحبه كثيراً، مضيفةً: «داكوتا متكتّمة جداً حول حياتها وأنا أحترم ذلك». داكوتا جونسون مع والدتها الممثلة ميلاني غريفيث (أ.ب) بعد سنةٍ بالتحديد على بداية علاقتهما، أمضت جونسون عيد الشكر إلى جانب مارتن وزوجته السابقة غوينيث بالترو وزوجها الثاني، إضافةً إلى ولدَي مارتن وبالترو، آبل (21 سنة) وموزس (19 سنة). وقد تحوّلت تلك اللقاءات العائلية إلى جزءٍ أساسي من حياة الشريكَين، لا سيّما خلال فترة الحجر المنزلي خلال جائحة «كورونا». تقرّبت جونسون كثيراً من آبل وموزس وهي صرّحت، في حديث صحافي، بأنها تحبهما من كل قلبها، وكأن حياتها تعتمد على هذا الحب. علاقة جيدة تجمع بين جونسون وطليقة مارتن الممثلة غوينيث بالترو (إنستغرام) في فبراير (شباط) 2020، سُجّل التعاون المهني الأول بين كريس مارتن وداكوتا جونسون، عندما تولّت إخراج فيديو كليب إحدى أغاني «كولدبلاي». وفي نهاية ذلك العام، انتشر خبر خطوبتهما بعد أن ظهرت جونسون وهي تضع خاتماً مرصّعاً بحبّة كبيرة من الزمرّد. لم يؤكّد أي مصدر رسمي المعلومة، إلا أن ما فعله كريس مارتن خلال إحدى حفلات الفريق في لندن في أكتوبر 2021 كان كافياً. قبل أن يبدأ أغنية «My Universe» (كَوني)، قال: «هذه الأغنية تتحدّث عن كَوني، وهي هنا الليلة»، مشيراً إليها وهو يغنّي. تزامناً، بدت جونسون متأثرة وهي تقف وسط الحاضرين. في مارس (آذار) 2024، أكّد مصدر مقرّب من الثنائي لمجلّة People خطوبتهما «قبل سنوات». غير أن ذلك لم يحُل دون انتشار خبرٍ عن انفصالهما في صيف ذلك العام، سرعان ما نفاه متحدث باسم الممثلة. مطلع 2025، انتفت الشائعات كلياً عندما رافقت جونسون خطيبها وفريقه خلال جولتهم الغنائية في الهند، وكانت إطلالاتهما علنيّة خلال تلك الرحلة. Dakota Johnson y su pareja Chris Martin están juntos en la India ❤️ (créditos a quien corresponda por )#dakotajohnson #chrismartin #coldplay #myuniverse #actress #parati #foryou #foryoupagе #pareja #fyp #fypシ゚ #viral ♬ Clocks - Coldplay وحدَه الزمن كفيلٌ بالإجابة عن سؤال المهتمين: هل انتهى الحب بينهما؟ لكن أياً تكن الإجابة، فإنّ كريس سيتذكّر داكوتا كلّما غنّى My Universe.


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
ما سر الإقبال على روايات الطبيبة المتخفية وراء اسم مستعار؟
هل يعني تصدر قوائم «البيست سيلر» بالضرورة أننا أمام عمل أدبي يزخر بالعمق الفني، والجمال اللغوي، والأصالة الفكرية؟ قطعاً لا، فمفهوم «الرواج» قد انفصل في عصرنا هذا عن معيار «الجودة الأدبية»، وغالباً ما أصبح يعكس استجابة لمتطلبات السوق وتوقعات القارئ الباحث عن الترفيه السريع والتشويق العابر. في سياق هذا الجدل الدائر حول العلاقة بين الرواج التجاري والقيمة الأدبية، تبرز أسماء معينة لتُشكل حالة لافتة، من بينها حالة الكاتبة الأميركية فريدا ماكفادن التي استطاعت في سنوات قليلة أن تُحقق نجاحاً ساحقاً، وتُسيطر على قوائم الكتب الأكثر مبيعاً برواياتها التي تنتمي إلى أدب التشويق النفسي. الأرقام التي تتداولها وسائل الإعلام تبدو خرافية: 40 مليون نسخة من روايتها بيعت في العالم منذ 2022، منها 7 ملايين باللغة الإنجليزية و3 ملايين باللغة الفرنسية. روايتها الشهيرة «الخادمة» (أو ثي هاوس مايد) احتلت صدارة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في موقع «أمازون» لمدة 83 أسبوعاً على التوالي و60 أسبوعاً في قائمة «النيويورك تايمز» المرموقة. في فرنسا وبلجيكا يبقى الإقبال قويّاً على أعمالها منذ صدور «الخادمة»: إحصاءات معهد «جي إف كا» مع صحيفة «ليفر إبدو» تتحدث عن 30 ألف نسخة تباع أسبوعياً. في 2024، كتاب من بين كل كتابين بيعا في فرنسا كانا من إمضاء فريدا ماكفادن، علماً بأن هذه الأرقام مرشّحة للارتفاع بعد صدور روايتها الأخيرة «الطبيبة النفسية» في أبريل (نيسان) الماضي. الظاهرة أثارت اهتمام الصحافة الأدبية التي لم تستوعب سرّ هذا النجاح، فعلى الرغم من النجاح الجماهيري اللافت الذي حققته فريدا ماكفادن، لم تَسلم أعمالها من النقد الذي طال جوانب بنيوية وفنية في رواياتها. فقد رأى بعض النقاد أنها تميل إلى التكرار في البناء السّردي مما يجعل نهايات قصّصها متوقعة لدى القارئ المتمرّس، في حين تبدو بعض الحبكات قائمة على عنصر المفاجأة المجردة من العمق الدرامي. كما وُجهت لها ملحوظات بشأن سطحية رسم الشخصيات، إذ تفتقر في بعض الأحيان إلى تقديم دوافع نفسية متينة، مما يُضعف من واقعية أبطالها ويُقلل من قدرة القارئ على التماهي معهم. أما على مستوى اللغة، فقد اعتُبر أسلوبها مباشراً إلى حدّ التبسيط، يفتقر إلى المجاز والرمزية التي تُثري الأدب النفسي، وهو ما يجعل بعض رواياتها تبدو أقرب إلى القراءة السريعة منها إلى التأمل الأدبي العميق. يُضاف إلى ذلك، اعتمادها المتكرر على قوالب نمطية مألوفة في أدب التشويق، مثل «الزوجة الغامضة» و«المنزل المريب»، ما أثار تساؤلات حول مدى التجديد والابتكار في أعمالها... صحيفة «نوفيل أبسورفاتور» تساءلت بمرارة: «فريدا ماكفادن تكتسح سوق الكتب، لكن ما الذي يجده القرّاء فيها؟»، وبعد حوارات مع العديد من قرّائها وصل كاتب المقال إلى النتيجة التالية: من أسرار رواج ماكفادن قدرتها على الوصول إلى جمهور واسع، بدءاً من الشباب ووصولاً إلى كبار السّن بقصّص تلامس الهموم الإنسانية المشتركة كالوحدة والتوتر النفسي والانفصال والفقر. لكن الصحيفة الفرنسية ركزّت على عنصر مهم هو إتقان الكاتبة لفن التلاعب بالقارئ وبراعتها في فن الحبكة الدرامية القائمة على التشويق التدريجي، فهي لا تكتفي ببناء قصّة مشوقة فحسب، بل تُتقن فن قلب التوقعات، حيث تأتي النهاية محمّلة بانعطافات درامية غير متوقعة تغيّر فهم القارئ لما قرأه من قبل. هذا الأسلوب يجعل القارئ يعيد التفكير في الأحداث السابقة من منظور جديد، مما يمنح الرواية عمقاً إضافياً ويزيد من تأثيرها العاطفي والنفسي. أما صحيفة «ليبراسيون»، فقد وصفت أعمالها بأنها «روايات تُلتهم مثل الوجبات السريعة»، بينما شبّهتها «لو فيغارو» بـ«أدب المحطة» في إشارة إلى أسلوبها البسيط، فخلافاً لكثير من الكتّاب الذين يستخدمون وصفاً مطوّلاً، تعتمد ماكفادن على سرّد مباشر وسهل الفهم. جملها قصيرة، وأسلوبها خالٍ من الزخرفة أو التعقيد، مما يجعل القارئ يدخل في قلب القصة بسرعة، ويشعر وكأنه يقرأ تفاصيل حياة حقيقية وليست مجرد رواية خيالية. هذا الأسلوب البسيط هو ما يمنح أعمالها قوةً وتأثيراً نفسياً كبيراً، لأن القارئ لا ينشغل باللغة أو الأسلوب، بل يركّز على القصة والأحداث. كثير من التقارير أشارت إلى الدور المحوري الذي تلعبه مجتمعات القراءة الرقمية ومنصّات التواصل الاجتماعي في انتشار أعمالها، كمراجعات القرّاء التي تُترك على منصّة «غود ريدس» و«أمازون»، التي لا تقّل أهمية عن المراجعات النقدية الأكاديمية، حيث تساهم بشكل كبير في بناء سمعة الكاتب، إضافة إلى التفاعل الجماهيري المستمر مع القرّاء عبر منصّات مثل «إنستغرام» و«فيسبوك» وخصوصاً «تيك توك» من خلال ما يُعرف بـ«البوك توك» (BookTok)، وهي مجتمعات رقمية يتداول فيها القراء ترشيحات الكتب بطريقة جذابة، مما ساهم في تضاعف مبيعاتها وانتشار اسمها عالمياً. 40 مليون نسخة من روايات ماكفادن بيعت في العالم منذ 2022 منها 7 ملايين باللغة الإنجليزية و3 ملايين بالفرنسية البعض عدَّ أن التسويق الذكي الذي حظيت به أعمال ماكفادن كان فعالاً وهو يبدأ من الغموض الذي يكتنف شخصية الكاتبة نفسها، الذي أصبح بمثابة «علامتها التجارية». فخلف الاسم المستعار (والشعر المستعار) تُخبئ الكاتبة هويتها الحقيقية كطبيبة متخصّصة في إصابات الدماغ، وكل ما يعرف عنها أنها تسكن مدينة بوسطن مع زوجها وولديها، فهي ترفض باستمرار دعوات الظهور في المعارض الأدبية الكبرى، وتتجنب المقابلات الصحافية حتى شكّكك البعض في وجودها ولمحوا إلى احتمال أن تكون من ابتكار الذكاء الاصطناعي. في حوار نادر عبر الهاتف لصحيفة «لوبرزيان»، قالت الكاتبة الأميركية إنها تتفادى صخب الصحافة وأضواء الشهرة لأنها تعاني من الفوبيا الاجتماعية، وتُفضل أن تكون «الكاتبة» التي تُقرأ أعمالها، لا «الشخصية العامة» التي تُلاحقها الكاميرات وتُحلل حياتها الشخصية. كانت الكاتبة الأميركية قد بدأت مسيرتها الأدبية عام 2013 بكتابة مدونات شخصية، وفي عام 2013، نشرت روايتها الأولى «الشيطان يرتدي ملابس العمل» مستلهمةً إياها من عملها طبيبةً، ثم واصلت نشر أعمالها في منصات التواصل و«أمازون»، حتى جاءت نقطة التحول الكبرى في عام 2019 مع رواية «الخادمة» التي حققت نجاحاً هائلاً غير مسبوق عند نشرها ورقياً في عام 2022. هذا النجاح دفع دور النشر الكبرى للاهتمام بأعمالها السابقة واللاحقة.