
برلماني ألماني: المملكة المغربية تشكل نموذجا للحداثة والتسامح
الألباب المغربية/ مصطفى طه
أشاد عضو البرلمان الألماني (البوندستاغ)، هيلغه لينده، أمس السبت 31 ماي الجاري بدوسلدورف، بجهود المغرب في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية وانفتاحه على العالم، وكذا بالتقدم المحرز تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرا أن المملكة تشكل 'نموذجا للحداثة والتسامح'.
وخلال مشاركته في ندوة حول المبادرات الجيوسياسية التي يقودها المغرب في مجالات التنمية والسلام والتعاون الدولي، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك، دعا البرلماني عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي (يسار الوسط) إلى تعزيز العلاقات بين ألمانيا والمغرب بشكل أكبر، 'على أساس المساواة والتفاهم والاحترام المتبادل'.
كما ذكر لينده بالعمق التاريخي للروابط القائمة بين البلدين، مشيدا بالدور الحاسم الذي اضطلع به الجنود المغاربة خلال الحرب العالمية الثانية، وبالمساهمة الأساسية التي قدمها المهاجرين المغاربة الأوائل في إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي لألمانيا بعد الحرب.
وفي هذا السياق، شدد النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو عضو في الائتلاف الحكومي الحالي إلى جانب المحافظين من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، على أهمية الاعتراف بهذا التاريخ المشترك، لاسيما في مدن مثل فوبرتال ودوسلدورف وفرانكفورت، حيث وجود الجالية المغربية متجذر بعمق.
وعرفت هذه الندوة الدولية، التي بادر إلى تنظيمها المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، مشاركة مسؤولين سياسيين ورجال أعمال ألمان، وأكاديميين وخبراء من دول مختلفة، فضلا عن أفراد من الجالية المغربية المقيمة بألمانيا وأوروبا.
وقد أجمع المشاركون في الندوة على الإشادة بالتقدم والإصلاحات التي يشهدها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي مكنت المملكة من ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية وقارية، وشريك استراتيجي أساسي لأوروبا. كما سلطوا الضوء على التطورات الأخيرة التي تشهدها قضية الصحراء المغربية، وعلى الدينامية التنموية المتواصلة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


برلمان
منذ 2 ساعات
- برلمان
أي مغرب استعاد المغاربة؟
الخط : A- A+ إستمع للمقال بدعم لندن لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، تكون أطراف مؤتمر الجزيرة الخضراء، الذي انعقد سنة 1906، قد اتفقت مجددا على موقف موحد تجاه القضية المغربية، بعد أكثر من قرن، عاشت فيه بلادنا محنة الاحتلال والتقسيم الذي خططت له القوى الاستعمارية، في إطار التحالف الذي جمع كلا من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا. وكان هذا المخطط يهدف إلى وضع الإمبراطورية الشريفة تحت الوصاية الاستعمارية، حيث تنازلت بريطانيا عن أطماعها في المنطقة المغاربية، مقابل أن تتنازل فرنسا عن أية أطماع في مصر، وهو ما سمح بالمعاهدة السرية بين الدولتين، التي سميت سايس بيكو، سنة 1916، والتي تقضي باستعمار وبتقسيم منطقة المشرق العربي. غير أن المعطى الذي لا يذكر كثيرا في مؤتمر الجزيرة الخضراء، والذي كتب عنه المؤرخون، الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية، في التحضير لهذا المؤتمر، بإشراف رئيسها آنذاك، تيودور روزفلت، الذي كان حاسما في التوفيق بين الأطراف. وهو ما يتحدث عنه بالتفصيل مقال علمي نشره الأستاذ المصطفى عزو، في مجلة العلوم الإنسانية والسياسية، ضمن المنشورات الجامعية الفرنسية، خصصه للمساهمة الأمريكية في هذا المؤتمر. يذكر المقال أن التدخل الأمريكي في هذه القضية، جاء مناقضا لمبدأ مونرو، الذي ينص على ألا تسمح واشنطن لأية دولة بالتدخل في شؤون الأمريكيتين، ومقابل ذلك ابتعدت بدورها عن التدخل في الشؤون الأوروبية، غير أن روزفلت تمكن من إقناع الكونغريس بالمساهمة في مؤتمر الجزيرة الخضراء، للحفاظ على المصالح التجارية لبلده، خاصة وأن أمريكا كانت قد وقعت، مع المغرب، إلى جانب دول أوروبية أخرى، على معاهدة سنة 1836، واتفاقية مدريد سنة 1880. كما أن مسألة عزل ألمانيا كان أحد اهداف الإدارة الأمريكية، آنذاك. وتكشف هذه الأحداث عن الاهتمام الأمريكي، المبكر، بشمال إفريقيا، وخاصة بالمغرب، حيث سيعود رئيس امريكي آخر يحمل نفس الاسم العائلي، روزفلت، لكن اسمه الشخصي فرانكلين، للحضور في مؤتمر الدار البيضاء، سنة 1943، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل والجنرال ديغول، للتخطيط لهزم ألمانيا وحلفائها. وأثناء هذا المؤتمر، التقى بالمرحوم الملك محمد الخامس، في حفل عشاء كتب عنه الكثير آنذاك، حيث تسرب خبر، مفاده أن الرئيس الأمريكي وعد السلطان باستقلال المغرب، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. كان هذا الخبر من بين الحوافز الذي ساعد الحركة الوطنية المغربية على مزيد من الحشد والتعبئة ضد الاستعمار، ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية، سنة 1947، تصريحا للأمين العام للجامعة العربية، عزام باشا، تحدث فيه عن هذا الوعد، غير أن العديد من الصحف الفرنسية هاجمته، وكتبت أن عزام باشا يتحدث باسم الموتى، حيث أن الرئيس الأمريكي كان قد توفى سنة 1945. وقد ظل الموقف الأمريكي غامضا، لأن واشنطن كانت لا تريد الدخول في نزاع مع الأوروبيين، وخاصة فرنسا، لأنها تحالفت معها في الحرب المشتركة ضد النازية، واستمر التحالف في إطار ما سمي بالحرب الباردة. ما حصل بعد ذلك، هو مواصلة واشنطن لهذه السياسة، وهو ما شكل معاناة حقيقية للمغرب، مع دولة تعتبر القوة الأولى على الصعيد الدولي، ويتغير فيها الرئيس، الذي قد تتغير معه بعض التوازنات، مما أدى إلى توترات حادة، أحيانا، بين المغرب وأمريكا، بسبب قضية الصحراء المغربية. فأمريكا بعيدة عن المنطقة، جغرافيا، لكنها قريبة منها سياسيا، وهو ما أكدته مساهمة واشنطن في مؤتمر الجزيرة الخضراء، واهتمامها بعد ذلك بالنزاع في المنطقة. لذلك، يمكن القول إن دعم هذا البلد لمشروع الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، هو تحول إستراتيجي، تبعته تدريجيا الدول التي شاركت في المؤتمر المذكور، وكأن الأمر يتعلق بإشراف أمريكي جديد، لمراجعة الوضعية، بعد أكثر من قرن، عرف فيها المغرب أحداثا كبيرة، تمثلت في معركة التحرر من الاستعمار، إلى أن نال استقلاله، سنة 1956، لكن معركة التحرير تواصلت، وبفضل الصمود المغربي، أخذت تنهار تباعا التوافقات الإمبريالية. لكن المعركة لم تنته، وهو ما كتبه المؤرخ والمفكر عبد الله العروي، في كتابه 'الجزائر والصحراء المغربية'، الصادر سنة 2021، وهو تحيين لكتاب بنفس العنوان، صدر بداية سبعينيات القرن الماضي. يقول العروي، إنه لا ينبغي الاستغراب، عندما يتساءل المغاربة، عند حصولهم على الاستقلال، أي مغرب استعادوا، هل هو مغرب 1934، تاريخ نهاية الغزو (أي ما سمي بالتهدين، حيث استمر المغاربة في المقاومة المسلحة إلى ذلك التاريخ)، أو مغرب 1912، عند التوقيع على عقد الحماية، أو مغرب 1906، تاريخ مؤتمر الجزيرة الخضراء، الذي اعترف بشكل واضح بالوحدة الترابية لبلادنا، رغم النفاق الخفي، أو مغرب 1900، عندما بدأت الهجمات الاستعمارية تأتي من السينغال والجزائر. لذلك فإن قضية الصحراء المغربية، تتجاوز مسألة تكريس السيادة الوطنية على هذه الأقاليم، بل إنها معركة ضد المخطط الامبريالي، الذي رفض المغرب الرضوخ له، والمتمثل في الاحتلال والتجزئة والتقسيم، والعمل من أجل الحفاظ على الحدود كما رسمها الاستعمار، في إفريقيا ومناطق أخرى من العالم، وهو نفس الاستعمار الذي اقتطع أطرافا واسعة من الأراضي المغربية، وضمها للجزائر الفرنسية.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
الملك محمد السادس يؤدي صلاة العيد بتطوان
تعيش مدينة تطوان منذ أيام على وقع استعدادات أمنية ولوجستيكية مكثفة، ترقّبًا لأداء أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لصلاة عيد الأضحى المبارك بها، وسط أجواء من الحماس والانتظار من طرف الساكنة. وحسب ما علمته "أخبارنا" من مصادر مطلعة، فقد تم اتخاذ ترتيبات خاصة بمحيط مسجد الحسن الثاني وداخله، الواقع في قلب مدينة تطوان، والذي يُرجَّح أن يحتضن شعائر صلاة العيد. وشملت هذه الاستعدادات تهيئة محيط المسجد والممرات المؤدية إليه، بالإضافة إلى ترصيص أرضيته وتنظيفه وتزيينه، بما يليق بهذه المناسبة الدينية الجليلة. وأوضحت المصادر ذاتها أن فرقًا من مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية تشتغل على مدار الساعة، تحت إشراف مباشر من السلطات المحلية، لضمان مرور هذه المناسبة في أجواء يسودها النظام والسكينة، بما يليق بمكانة الحدث الديني والرمزي. ومن المرتقب أن يقوم الملك محمد السادس، بنحر الأضحية عقب أداء صلاة العيد، اقتداءً بسنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، في مشهد مهيب يحضره عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، ويتابعه المغاربة باهتمام كبير عبر البث المباشر على القنوات الوطنية. وتجسّد هذه اللحظة الرمزية عمق البعد الديني والروحي للمناسبة، وتكرّس الدور الديني لأمير المؤمنين باعتباره حامي الملة والدين، وراعيًا للقيم الإسلامية الأصيلة التي تشكّل مكونًا أساسيًا في الهوية المغربية.


الأيام
منذ 2 ساعات
- الأيام
'غزة لم تعد جحيماً فقط، بل أصبحت أسوأ'
Getty Images قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لهيئة لبي بي سي إن غزة أصبحت أسوأ من الجحيم على الأرض. وفي مقابلة أجرتها بي بي سي في مقر اللجنة بجنيف، قالت رئيسة المنظمة ميرْيانا سبولياريتش إن "الإنسانية أخفقت" بينما يشاهد العالم أهوال الحرب في القطاع. وفي غرفة قريبة من واجهة عرضت عليها ثلاث جوائز نوبل للسلام حصلت عليها اللجنة، سألنا سبولياريتش عن تصريحاتها في شهر أبريل/نيسان حين وصفت غزة بأنها "جحيم على الأرض"، وما إذا كان هناك شيء قد تغيّر منذ ذلك الحين، فأجابت: "لقد أصبح الأمر أسوأ، لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة ما يحدث، إنه يتجاوز أي معيار قانوني أو أخلاقي أو إنساني مقبول"، وأضافت: "مستوى الدمار، مستوى المعاناة، والأهم من ذلك، حقيقة أننا نشهد شعباً يُجرد بالكامل من كرامته الإنسانية، يجب أن يصدم ذلك ضميرنا الجماعي". وأكدت على ضرورة أن تبذل الدول المزيد لإنهاء الحرب، ووقف معاناة الفلسطينيين، وضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. كلماتها، التي بدا واضحاً أنها اختارتها بعناية شديدة، تحمل ثقلاً أخلاقياً كبيراً كونها صادرة عن رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. إذ أن الصليب الأحمر الدولي، منظمة إنسانية عالمية تعمل منذ أكثر من 150 عاماً على تخفيف المعاناة خلال الحروب، كما أنها الجهة الراعية لاتفاقيات جنيف، وهي مجموعة من القوانين الإنسانية الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين وغير المقاتلين. وأحدث نسخة من تلك الاتفاقيات، هي اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار المجازر بحق المدنيين. وفي حين تبرر إسرائيل ما تقوم به في غزة على أنها دفاع عن النفس، تقول سبولياريتش إن ""لكل دولة حق في الدفاع عن نفسها، ولكل أم الحق في أن ترى أطفالها يعودون إليها، ولا يوجد أي مبرر لأخذ رهائن، ولا يوجد أي مبرر لحرمان الأطفال من الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان"، مشيرة إلى أن "هناك قواعد تحكم الأعمال القتالية، وعلى كل طرف في أي نزاع احترامها". وعند سؤالها عمّا إذ كان ذلك يعني أن هجوم عناصر من حماس وفصائل أخرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز حوالى 250 رهينة بحسب السلطات الإسرائيلية، لا يبرر تدمير إسرائيل لقطاع غزة وقتل أكثر من 50,000 فلسطيني؟، فأجابت: "لا يوجد أي مبرر لانتهاك أو تفريغ اتفاقيات جنيف من مضمونها، ولا يُسمح لأي طرف بخرق القواعد مهما كانت الظروف، وهذا أمر مهم، لأن القواعد نفسها تنطبق على كل إنسان بحسب اتفاقيات جنيف، الطفل في غزة يتمتع بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الطفل في إسرائيل". Reuters وأضافت سبولياريتش: "أنت لا تعرف أبداً متى قد يكون طفلك هو الطرف الأضعف، وسيحتاج لهذه الحماية". وتُعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر مصدراً موثوقاً للمعلومات بشأن ما يحدث في غزة، خصوصاً مع منع إسرائيل لوسائل الإعلام الدولية، بما فيها بي بي سي، من إرسال صحفيين إلى القطاع. وتشكل تقارير أكثر من 300 موظف يعملون لدى الصليب الأحمر في غزة، 90 في المئة منهم فلسطينيون، جزءاً مهماً من سجل الحرب. وتتحدث سبولياريتش يومياً مع قائد فريق اللجنة في غزة، كما يُعد المستشفى الجراحي التابع للجنة في رفح أقرب منشأة طبية إلى المنطقة التي شهدت مقتل العديد من الفلسطينيين أثناء عملية توزيع المساعدات من قبل مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وعلى غرار الأمم المتحدة، لا تشارك اللجنة الدولية في العملية الجديدة لتوزيع المساعدات، إذ تقول إن أبرز عيوب هذه العملية هو اجبار عشرات الآلاف من المدنيين الجائعين على المرور داخل منطقة حرب نشطة. وقالت سبولياريتش إنه "لا يوجد أي مبرر لتغيير وكسر شيء يعمل، واستبداله بشيء لا يبدو أنه يعمل". وفي الأيام الأخيرة، تعرض الفريق الجراحي في مستشفى الصليب الأحمر في رفح لحالة من الإنهاك الشديد مرتين على الأقل نتيجة تدفق المصابين أثناء توزيع الغذاء. وأكدت سبولياريتش أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة، لا للمدنيين، ولا للرهائن. هذه حقيقة، حتى مستشفانا ليس آمناً، لا أتذكر حالة مشابهة رأينا فيها أنفسنا نعمل في وسط العمليات العسكرية". Getty Images وقبل بضعة أيام، أُصيب طفل صغير برصاصة اخترقت نسيج خيمة المشفى أثناء علاجه. وتابعت سبولياريتش أنه "لا يوجد لدينا أمن حتى لموظفينا، إنهم يعملون 20 ساعة في اليوم، يرهقون أنفسهم، ولكن الوضع يفوق قدرة البشر". وقالت اللجنة إن فرقها الجراحية في رفح استقبلت خلال ساعات قليلة فقط صباح الثلاثاء 184 مصاباً، من بينهم 19 توفوا لحظة وصولهم، و8 آخرون توفوا متأثرين بجراحهم لاحقاً. وكان ذلك أعلى عدد من الإصابات في حادثة واحدة منذ إنشاء المستشفى الميداني قبل أكثر من عام. ووقع الحادث عند الفجر، إذ قال شهود فلسطينيون وأطباء من اللجنة إن مشاهد القتل كانت مروعة حين فتحت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين اقتربوا من موقع توزيع المساعدات الجديد جنوب غزة، بينما وصف شاهد أجنبي المشهد بـ"المجزرة الكاملة". في المقابل، قدمت إسرائيل رواية مختلفة تماماً. ففي بيان رسمي، قالت إن "مشتبه بهم" اقتربوا من القوات الإسرائيلية "من خارج المسارات المحددة"، مضيفة أن قواتها "أطلقت نيران تحذيرية، وتم توجيه طلقات إضافية بالقرب من بعض المشتبه بهم الذين واصلوا التقدم نحو القوات". وقال متحدث عسكري إن السلطات الإسرائيلية تحقق في ما جرى، ونفى إطلاق النار على فلسطينيين في حادثة مماثلة يوم الأحد. وقالت سبولياريتش إن اللجنة تشعر بقلق عميق تجاه الخطاب الداعي إلى النصر بأي ثمن، والحرب الشاملة، وتجريد البشر من إنسانيتهم. وأضافت: "نحن نشهد أموراً ستجعل العالم مكاناً أكثر بؤساً، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل مكان، لأننا نُفرغ القواعد التي تحمي الحقوق الأساسية لكل إنسان من معناها". وحذرت سبولياريتش من مستقبل مظلم للمنطقة في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن "هذا أمر مصيري للحفاظ على طريق نحو السلام في المنطقة، إذا دمرنا هذا الطريق إلى الأبد، فلن تجد المنطقة أبداً الأمن والاستقرار. ولكن يمكننا إيقاف ذلك الآن، لم يفت الأوان بعد". ودعت سبولياريتش قادة الدول للتحرك، قائلة: "على قادة الدول الالتزام بالتحرك. أنا أناشدهم أن يفعلوا شيئاً، أن يفعلوا المزيد، وأن يستخدموا كل ما في وسعهم، لأن ما يحدث سيرتد إليهم وسيطاردهم وسيصل إلى أبوابهم". وتُعد اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجهة الراعية لاتفاقيات جنيف، خاصة الاتفاقية الرابعة التي أُقرت بعد الحرب العالمية الثانية لحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة. وأكدت سبولياريتش أن هجمات عناصر من حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا تبرر ما يجري حالياً، إذ "لا يُسمح لأي طرف بخرق القواعد، مهما كان". وأطلقت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة رداً على هجوم عناصر من حماس، أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن بحسب السلطات الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 54,607 أشخاص في غزة، منهم 4,335 منذ استئناف إسرائيل لهجومها في 18 مارس/آذار، بحسب وزارة الصحة في القطاع. وفي ختام المقابلة، دعت سبولياريتش إلى وقف فوري للعدوان، وقالت: "لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة ما يحدث، إنه تحدٍ الإنسانية، وسيطاردنا جميعاً". وأضافت أن "على كل دولة الالتزام باستخدام الوسائل السلمية المتاحة لديها للمساعدة لتغيير ما يحدث اليوم في غزة".