
الضربات الأميركية على إيران.. "انقسام جمهوري" وتساؤلات بشأن دستورية قرار ترمب
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستهداف منشآت إيران النووية، جدلاً في الكونجرس بشأن صلاحيات الرئيس في شن تلك الضربات، إذ أشاد الجمهوريون بترمب، لاتخاذ "إجراء حاسم"، فيما شدد العديد من الديمقراطيين، على أنه "كان ينبغي عليه (الرئيس) أن يحصل على موافقة الكونجرس قبل التدخل" في الحرب بين إسرائيل وإيران.
وأعلن الرئيس ترمب، أن القوات الأميركية قصفت المواقع النووية الإيرانية الرئيسية الثلاثة في وقت مبكر، الأحد، محذراً طهران من مواجهة المزيد من الهجمات المدمرة إذا لم توافق على السلام.
والانقسامات في الكونجرس، تعكس جدلاً محتدماً بالفعل بشأن قدرة الرئيس على القيام بمثل هذا الإجراء الهام، دون تفويض من مجلسي النواب والشيوخ بشأن استخدام القوة العسكرية.
ورغم أن ترمب ليس أول رئيس أميركي يتصرف بمفرده في مثل هكذا مواقفد، إلا أن استخدامه الموسع للسلطة الرئاسية، أثار تساؤلات بشأن ما سيأتي بعد ذلك، وما إذا كان يتجاوز حدود صلاحياته.
إشادة جمهورية
جاءت التأييدات والإشادات سريعة في صفوف الحزب الجمهوري، وقال العديد من الجمهوريين في الكونجرس، إنهم يعتقدون أنه (ترمب) سيتخذ القرار الصحيح.
وذكرت مصادر مطلعة لشبكة CNN، أن إدارة ترمب أطلعت كبار الجمهوريين قبل تنفيذ ضربات في إيران، لكنها لم تخطر الديمقراطيين.
وقال جون ثون، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي: "بينما نتخذ إجراءً الليلة لضمان بقاء السلاح النووي بعيداً عن متناول إيران، أدعم الرئيس ترمب وأصلي من أجل القوات والجنود الأميركيين في مواجهة الخطر".
وقال أشخاص مطلعون لوكالة "أسوشيتد برس"، إن كل من رئيس مجلس النواب، النائب جمهوري من لوس أنجلوس، مايك جونسون، وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور، جون ثون، أُبلغوا قبل الضربات.
وقال جونسون في بيان، إن العمليات العسكرية "يجب أن تكون بمثابة تذكير واضح لخصومنا وحلفائنا بأن الرئيس ترمب يعني ما يقوله".
كما قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وهو جمهوري من ولاية أركنساس، ريك كروفورد، إنه كان على اتصال مع البيت الأبيض، و"أنا ممتن لأفراد القوات الأميركية الذين نفذوا هذه الضربات الدقيقة والناجحة".
وأشاد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري من ولاية ميسيسيبي، روجر ويكر، بالعملية. وقال إن الرئيس ترمب "اتخذ قراراً مدروساً، وصحيحاً، للقضاء على التهديد الوجودي الذي يشكله النظام الإيراني"، لكنه حذر من أن الولايات المتحدة تواجه الآن "خيارات خطيرة للغاية في المستقبل".
وكتب السيناتور عن ولاية ساوث كارولاينا، ليندسي جراهام، على منصة "إكس": "أحسنت صنعاً أيها الرئيس ترمب"، فيما وصفت السيناتور الجمهورية عن ولاية ألاباما، كاتي بريت، القصف بأنه "قوي وجراحي (دقيق)".
انتقادات ديمقراطية
واعتبر مشرعون ديمقراطيون، وعدد قليل من الجمهوريين، أن الضربات كانت "غير دستورية"، وطالبوا بمزيد من المعلومات خلال جلسات مغلقة.
وقال كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، السيناتور، جاك ريد: "كانت هذه مخاطرة كبيرة من قبل الرئيس ترمب، ولا أحد يعرف بعد ما إذا كانت ستؤتي ثمارها".
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري، جيم ريش، إنه على الرغم من القصف الأميركي المكثف على إيران، فإن "هذه الحرب هي حرب إسرائيل وليست حربنا"، وأضاف "لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في إيران".
من جانبها، قالت النائبة الديمقراطية، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، إن هذا "يشكل أساساً واضحاً لعزل الرئيس".
وقال السيناتور الديمقراطي، تيم كاين، من ولاية فيرجينيا، إن الرأي العام الأميركي "يعارض بأغلبية ساحقة شن الولايات المتحدة حرباً على إيران".
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور من نيويورك، تشاك شومر، إنه لم يتلق سوى "إخطار روتيني" دون أي تفاصيل، وفق متحدث باسمه.
وقال شومر في بيان له: "لا ينبغي السماح لأي رئيس أن يزج بهذه الأمة من جانب واحد في شيء مهم مثل الحرب بتهديدات غير منتظمة وبدون استراتيجية".
وأضاف أن "مواجهة حملة إيران الوحشية من الإرهاب والطموحات النووية والعدوان الإقليمي تتطلب القوة والعزم والوضوح الاستراتيجي".
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إن ترمب "ضلل البلاد بشأن نواياه، وفشل في الحصول على تفويض من الكونجرس لاستخدام القوة العسكرية ويخاطر بتوريط الولايات المتحدة في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط".
مع ذلك، قال أحد المشرعين الجمهوريين، وهو النائب توماس ماسي، من ولاية كنتاكي، "ببساطة هذا ليس دستورياً".
وخلافاً للعديد من زملائه الديمقراطيين، أشاد السيناتور، جون فيترمان، من ولاية بنسلفانيا، وهو مؤيد صريح لإسرائيل، بالهجمات على إيران.
وكتب: "كما أؤكد منذ فترة طويلة، كانت هذه الخطوة الصحيحة من قبل رئيس الولايات المتحدة. إيران هي الراعي الأول للإرهاب في العالم ولا يمكن أن تمتلك قدرات نووية".
انقسامات حزبية
شهد كلا الحزبين انقسامات في الأيام الأخيرة بشأن احتمال ضرب إيران، ويشمل ذلك بعض أكثر مؤيدي ترمب المتحمسين الذين يشاركونه انتقاده لـ"حروب أميركا الأبدية".
وقال النائب الجمهوري من ولاية أوهايو، وارن ديفيدسون: "رغم أن قرار الرئيس ترمب قد يكون منصفاً، لكن من الصعب تصور مبرر منطقي دستوري".
كما نشر النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، توماس ماسي، وهو معارض منذ فترة طويلة لتورط الولايات المتحدة في حروب خارجية، على منصة "إكس"، أن "هذا ليس دستورياً"، فيما قالت النائبة الجمهورية، مارجوري تايلور جرين، من جورجيا: "هذه ليست معركتنا".
ولفتت "أسوشيتد برس"، إلى أن انقسام الحزب الجمهوري بشأن إيران، ربما يؤدي إلى تعقيد جهود الجمهوريين لتعزيز إنفاق وزارة الدفاع (البنتاجون) في إطار حزمة الأمن القومي التي تبلغ قيمتها 350 مليار دولار في مشروع قانون ترمب "الكبير والجميل" للإعفاءات الضريبية، الذي يتجه نحو التصويت عليه الأسبوع المقبل.
وأكد معظم الديمقراطيين، أن الكونجرس يجب أن يكون له رأي، حتى مع تجاهل الرؤساء في كلا الحزبين للسلطة الدستورية للفرع التشريعي.
وكان من المقرر أن يصوّت مجلس الشيوخ قريباً، على قرار طرحه السيناتور عن ولاية فيرجينيا، تيم كاين، يشترط موافقة الكونجرس، قبل أن تعلن الولايات المتحدة الحرب على إيران، أو تتخذ إجراءً عسكرياً محدداً.
وقال كاين، إن التفجيرات كانت "قراراً مروعاً"، مضيفاً: "سأدفع جميع أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت على ما إذا كانوا يؤيدون هذه الحرب الغبية الثالثة في الشرق الأوسط".
كما دعا النائب الديمقراطي جريج كاسار، رئيس التكتل التقدمي في الكونجرس، أعضاء الكونجرس، إلى تمرير قرار فوري بشأن صلاحيات الحرب. وقال إن السياسيين لطالما وعدوا بأن "الحروب الجديدة في الشرق الأوسط ستكون سريعة وسهلة، ثم أرسلوا أبناء الآخرين للقتال والموت إلى ما لا نهاية. كفى".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 21 دقائق
- صحيفة سبق
ولي العهد يجري ويتلقى اتصالات هاتفية بقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالات هاتفية، اليوم، بإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، كلاً على حدة. كما تلقى سمو ولي العهد، اتصالًا هاتفيًا، من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وجرى خلال الاتصالات الهاتفية بحث التطورات الأخيرة، ومستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما في ذلك الاستهداف الذي تم اليوم للمنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. كما تم خلال الاتصالات الهاتفية، التأكيد على تضامن دول مجلس التعاون الخليجي في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة لبذل الجهود اللازمة لضبط النفس وتجنب التصعيد وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية.


عكاظ
منذ 41 دقائق
- عكاظ
ولي العهد وماكرون يبحثان تداعيات الهجوم الإسرائيلي والاستهداف الأمريكي لإيران
تلقى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالًا هاتفيًا اليوم، من رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون. وجرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران، كما تم بحث الاستهداف الذي تم اليوم على المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أكد ولي العهد خلال الاتصال موقف المملكة الداعي لبذل الجهود كافة لضبط النفس وتجنب التصعيد وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 41 دقائق
- عكاظ
ولي العهد ورئيسة وزراء إيطاليا يبحثان تطورات المنطقة والعمليات العسكرية ضد إيران
تلقى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالًا هاتفيًا، اليوم، من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني. وجرى خلال الاتصال بحث التطورات التي تشهدها المنطقة بما في ذلك العمليات العسكرية ضد إيران، والاستهداف الذي تعرضت له المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. كما جرت مناقشة أهمية ضبط النفس وخفض التصعيد في المنطقة، وضرورة حل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. أخبار ذات صلة