
هذا ما يبدو عليه العالم حين تكون أميركا ضعيفة
*نشر هذا المقال قبيل الضربة الأميركية على مفاعلات إيران النووية وتنشره "اندبندنت عربية" لأنه يسلط الضوء على جوانب بارزة في سياسة ترمب وعن ضعف مزعوم في سياسته
هكذا يبدو العالم عندما تكون أميركا ضعيفة. ولا مجال للالتباس هنا، دونالد ترمب هو من يختار الضعف بدلاً من فرض قوة أميركا الهائلة.
خلال الليلة الماضية، واصلت إيران وإسرائيل تبادل إطلاق الصواريخ. وفي الأثناء، شنت روسيا هجوماً جوياً واسعاً على أهداف مدنية في كييف، أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصاً وإصابة العشرات. فماذا يفعل "أفضل صانع صفقات في العالم" و"محب السلام" المعلن في مواجهة ذلك؟
حسناً، لقد غادر ترمب قمة مجموعة السبع في كندا باكراً، مع تأكيد قاطع على أن قراره لا علاقة له بالأزمة في الشرق الأوسط، بل كان بسبب "أمر أعظم بكثير". ربما يستعد لإطلاق عملة مشفرة جديدة!
خلال يناير (كانون الثاني) الماضي قال ترمب إنه سيكون "صانع سلام ومصلح"، وإن إدارته ستوظف قوة الولايات المتحدة لـ"إيقاف كل الحروب وبث روح جديدة من الوحدة في عالم بات غاضباً وعنيفاً وغير قابل للتوقع تماماً".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن بعد خمسة أشهر فقط من ولايته الثانية، يبدو العالم –إن صح القول– أكثر عنفاً وفوضى من أي وقت مضى.
لنبدأ من إيران وإسرائيل. من المحتمل أن المعارك التي شهدتها الأيام الخمسة الماضية ما كانت لتندلع لولا وصول إيران إلى حافة الهاوية في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة في شأن برنامجها النووي.
طبعاً، امتلاك إيران لسلاح نووي أمر بالغ الخطورة وسيجعل المنطقة أكثر اضطراباً. لكن كما أشار كثر، فإن الحاجة إلى هذه المفاوضات ما كانت لتوجد أصلاً لو لم ينسحب ترمب من الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد باراك أوباما.
وبعد أن مزق فعلياً الاتفاق الجيد المدعوم من دول عدة –بينها روسيا– فرض ترمب مهلة تعسفية للمفاوضات مع إيران، انتهت خلال اليوم نفسه الذي شنت فيه إسرائيل حملتها الجوية ضد إيران، مستهدفة مواقع استراتيجية مهمة وقادة عسكريين بارزين.
من اللافت أن ترمب نفسه كان حث إسرائيل خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على عدم مهاجمة إيران، حتى بعدما أطلقت الأخيرة أكثر من 200 صاروخ باليستي باتجاهها، وفضل آنذاك خيار التفاوض.
أما الكارثة المتصاعدة داخل الشرق الأوسط، فقد حجبت الأضواء عن غزو روسيا لأوكرانيا، وهذا على الأرجح موضع سرور فلاديمير بوتين.
ومنذ أن عاد ترمب إلى البيت الأبيض واصلت روسيا هجماتها على أوكرانيا، متجنبة التفاوض ومناورة ترمب بسهولة. ويخشى مسؤولون أوكرانيون من أن ينشغل العالم بما يجري داخل الشرق الأوسط، مما يمنح بوتين غطاءً لمواصلة عدوانه وضم مزيد من الأراضي قبل أية محادثات مستقبلية.
وفي زيارة حديثة إلى أوكرانيا، قال لي مسؤول أمني هناك إن "محادثات السلام" التي يتحدث عنها ترمب لم تؤد إلا إلى تحفيز موسكو على تكثيف هجماتها، إذ يدرك بوتين أن واشنطن لن تتخذ موقفاً حازماً طالما تواصل روسيا المشاركة في مفاوضات عبثية الشكل.
هذا ما أعنيه عندما أقول إن ترمب يختار الضعف. فالولايات المتحدة تمتلك القدرة على جمع الأطراف إلى طاولة التفاوض، لكنها لا تستخدم أدوات الضغط أو الإغراء بالصورة المطلوبة.
صحيح أن ترمب ينقل أصولاً عسكرية إلى الشرق الأوسط، لكن كلاً من إيران وإسرائيل يعلمان أن حركة "ماغا" منقسمة في شأن تورط أميركي في حرب خارجية. وبالطبع كان يمكنه أن يرسل إنذاراً لبوتين مفاده، إن لم تتوقف عن اجتياح أوكرانيا فستواجه العواقب.
لكن كل الدلائل تشير إلى أنه لن يفعل. وفي غضون ذلك، تتفاقم دوامة العنف وعدم الاستقرار. أميركا ما زالت القوة العظمى الوحيدة في المعسكر الغربي، وربما الدولة الوحيدة التي تملك القدرة على فرض إرادتها منفردة على بقية العالم.
ما إذا كان ذلك أمراً جيداً أم لا فذاك نقاش مؤجل، كما هو نقاش كيفية سماح بقية الغرب لأميركا بامتلاك هذه القوة الأحادية.
أما الآن فالأمر الوحيد الذي يهم، أن لدى أميركا القدرة على التأثير في صراعين قد يتصاعدان ويتقاطعان بطريقة تجعل العالم أكثر خطراً مما هو عليه اليوم.
لو فقط امتلك الرجل في البيت الأبيض الشجاعة لاستخدام سلطته في سبيل الخير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموقع بوست
منذ 40 دقائق
- الموقع بوست
إعلام عبري: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران تحقق بوساطة قطرية
وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال": "تم التوصل إلى اتفاق كامل بين إسرائيل وإيران على وقف تام وشامل لإطلاق النار (في غضون حوالي 6 ساعات من الآن، حين تكون إسرائيل وإيران قد أنهتا مهامهما الجارية والأخيرة!)، لمدة 12 ساعة، وعند تلك النقطة ستُعتبر الحرب منتهية!". وأضاف: "رسميًا، ستبدأ إيران وقف إطلاق النار، وعند الساعة الثانية عشرة، ستبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار، وعند الساعة الرابعة والعشرين، سيُحيي العالم رسميًا انتهاء حرب الاثني عشر يومًا". من جانبها، نقلت قناة i24 العبرية الخاصة عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه إن "قطر توسطت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران". ولم يصدر عن إسرائيل وإيران على الفور تعليق على تصريحات ترامب. وقال موقع واللا الإخباري العبري، إنه وفقا لمصادر مطلعة، لم يسمها "تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بوساطة قطرية وأمريكية بين إسرائيل وإيران". ووفق المصدر: "بعد الهجوم على القاعدة الأمريكية (العديد)، بعثت إيران رسالة إلى البيت الأبيض عبر قطر تفيد بأنها لن تنفذ المزيد من الهجمات وأن ردها قد انتهى". وأضاف: "ردّ البيت الأبيض على إيران برسالة مماثلة، مؤكدًا أنه لن يردّ عسكريًا على الهجوم الإيراني، وأن الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي". وتابع: "بعد ذلك، تواصلت المحادثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبين قطر وإيران، لوضع اللمسات الأخيرة على شروط وقف إطلاق النار وتوقيت بدء سريانه". من جانبها، قالت القناة "12" العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه وزراءه بعدم التعليق حتى إشعار آخر على اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران. ولم يتوفر على الفور تعليق من قطر على هذه التقارير العبرية. ومساء الاثنين، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني بدء عملية عسكرية تحت اسم "بشائر الفتح"، استهدفت قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر. وأدانت الدوحة الهجوم الإيراني واعتبرته "انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد"، مؤكدة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماجد الأنصاري، أن قطر تحتفظ بحقها في الرد على هذا الاعتداء. وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعدوان الإسرائيلي على إيران، وشنت غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية. ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.


الشرق للأعمال
منذ ساعة واحدة
- الشرق للأعمال
أسعار الذهب تتراجع بعد إعلان ترمب عن وقف للنار بين إيران وإسرائيل
تراجع الذهب مع انحسار الطلب على الملاذات الآمنة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إسرائيل وإيران توصّلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يبدأ قرابة منتصف ليل الإثنين بتوقيت واشنطن. وانخفضت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 3,353.02 دولار للأونصة عند الساعة 7:27 صباحاً بتوقيت سنغافورة، بعدما هبطت بما يصل إلى 0.6% في التعاملات الآسيوية المبكرة إلى ما دون 3,350 دولاراً للأونصة. تراجع أيضاً مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بنسبة 0.2%. في المقابل، ارتفع البلاتين قليلاً، واستقر البلاديوم، بينما انخفضت الفضة. اتفاق مفاجئ كان ترمب قد أعلن عن الاتفاق بشكل مفاجئ على منصته "تروث سوشيال"، بعد أيام من إصداره أوامر بشن ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية. وقال إن الاتفاق يهدف إلى إنهاء دائم للقتال. ولم يصدر تعليق فوري من إيران أو إسرائيل. يُعد تصاعد التوترات الجيوسياسية واحداً من أبرز العوامل التي دفعت الذهب للصعود بنسبة 28% منذ بداية العام، إلى جانب المخاوف من الأثر الاقتصادي للرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس. ويتابع المستثمرون عن كثب شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال الأيام المقبلة، بحثاً عن إشارات حول تيسير محتمل في السياسة النقدية، علماً أن أسعار الفائدة المنخفضة تدعم عادة الذهب كونه لا يدرّ عائداً.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
حرب الـ12 يوما... هل انتهى الصراع بين إيران وإسرائيل؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن وقف إطلاق نار "كاملاً وشاملاً" بين إسرائيل وإيران سيدخل حيز التنفيذ بهدف إنهاء الصراع بين الجانبين، وذلك بعد لحظات من تبادلهما التهديدات بشن هجمات جديدة. وأشار ترمب على ما يبدو إلى أنه سيكون لدى إسرائيل وإيران بعض الوقت لاستكمال أي مهام جارية، وبعدها سيبدأ وقف إطلاق النار على مراحل. وكتب ترمب على منصته تروث سوشال "على اعتبار أن كل شيء سيمضي كما هو مفترض، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الـ يوماً"، معتبراً أنه "هذه حرب كان يمكن أن تستمر لسنوات، وتدمر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تفعل، ولن تفعل أبداً". وختم ترمب منشوره قائلاً: "فليبارك الله إسرائيل، وليبارك الله إيران، وليبارك الله الشرق الأوسط، وليبارك الله الولايات المتحدة، وليبارك الله العالم". وأبلغ الرئيس الأميركي شبكة "إن.بي.سي نيوز" بأنه يتوقع أن يستمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "إلى الأبد". وقال للشبكة "أعتقد أن وقف إطلاق النار غير محدود. سيستمر إلى الأبد". من جانبه، قال مسؤول إيراني كبير لـ "رويترز" إن طهران وافقت على وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ولا السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد على طلبات منفصلة للتعليق. محادثات مع الإيرانيين قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترمب توسط في اتفاق وقف إطلاق النار في اتصال هاتفي مع نتنياهو بعد ظهر الإثنين. وأضاف أن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف عقدوا محادثات مباشرة وغير مباشرة مع الإيرانيين للتوسط في وقف إطلاق النار اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) رسالة إسرائيلية قبل هذا بساعات، أشار ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إلى أن إسرائيل تتطلع إلى إنهاء حملتها على إيران قريباً ونقلت هذه الرسالة إلى الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن إسرائيل "قريبة للغاية" من تحقيق أهدافها. وفي وقت سابق، قال ترمب إنه سيشجع إسرائيل على المضي قدماً نحو السلام بعدما قلل من شأن الهجوم الإيراني على قاعدة جوية أميركية. ولم يفض الهجوم الإيراني إلى سقوط إصابات. وقدم ترمب الشكر لطهران على الإخطار مبكراً قبل الهجمات. وجاء الهجوم الإيراني بعد أن قصفت قاذفات أميركية منشآت نووية إيرانية تحت الأرض مطلع الأسبوع بقنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل، لتنضم واشنطن بذلك إلى الحملة الجوية التي أطلقتها إسرائيل ضد إيران قبل 12 يوماً. وكان ترمب قد صرح في وقت سابق الإثنين على أن المواقع التي هاجمتها الولايات المتحدة في إيران جرى تدميرها تماماً. وكتب ترمب في منشور له عبر منصة تروث سوشال: "المواقع التي ضربناها في إيران دمرت بالكامل، والجميع يعلم ذلك. وحدها الأخبار الكاذبة ستقول غير ذلك لمحاولة التقليل من الأمر قدر المستطاع، وحتى هم قالوا إنها "دمرت بشكل جيد جداً!". واتهم الرئيس الأميركي وسائل الإعلام التي تشير إلى عدم تدمير المواقع النووية الإيرانية تماماً بالكذب وعدم المصداقية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، فجر الأحد، أنها قصفت مواقع نووية إيرانية بأكثر من 182 طناً من المتفجرات، مستخدمة 75 سلاحاً، في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح "بي-2" في تاريخ الولايات المتحدة، وقد استغرقت العملية 25 دقيقة فقط.