logo
نهاية بعيدة للأزمة الأوكرانية

نهاية بعيدة للأزمة الأوكرانية

صحيفة الخليجمنذ 4 ساعات

لا تشير التطورات المتسارعة للصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى انفراجة قريبة، في ظل تصاعد تبادل الهجمات غير المسبوقة بين الطرفين، وتعثر الجهود الدبلوماسية، ومنها وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عاد إلى التلويح بسياسة العقوبات على موسكو، بالتوازي مع موقف أوروبي متشدد في دعم أوكرانيا حتى لا تلحق بها هزيمة ذات تداعيات خطيرة إقليمياً ودولياً.
قبل أشهر قليلة، وبفعل النهج الجديد الذي تتوخاه الإدارة الأمريكية الحالية إزاء الأزمة، ساد بعض التفاؤل النسبي مع عودة اتصالات القمة بين واشنطن وموسكو، وأجرى ترامب ثلاثة اتصالات هاتفية مع نظيره فلاديمير بوتين، لكنها لم تحدث أي اختراق يمكن البناء عليه، بل إن الرئيس الأمريكي خرج محبطاً من المكالمة الأخيرة، وأطلق تصريحات تشير إلى أن بوتين ماض في الحرب وأن السلام الفوري الذي كان يطمح إليه البيت الأبيض بعيد المنال، وهو نتيجة لا تبدو مفاجئة، فمنذ بدء التحركات الأمريكية، كان المسؤولون الروس حذرين، ولم يبدوا أي تنازل عن أهدافهم المعلنة من هذا الصراع.
ومثلما يتضح فإن هذه الأهداف لا تتصل بضم الأقاليم الأوكرانية الأربعة أو منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بل هي تصب في رؤية روسيا الساعية إلى بناء نظام دولي جديد، وإلى ترتيب أولويات أمنها ومصالحها الاستراتيجية في أوروبا وفي شرق آسيا، ضمن تحالف يتنامى مع الصين وقوى إقليمية فاعلة في آسيا وإفريقيا وحتى في أمريكا اللاتينية.
منذ أكثر من ثلاث سنوات، تحرص روسيا على تسمية تحركها في أوكرانيا «عملية عسكرية خاصة»، بمعنى أنها ليست حرباً شاملة تكون ضارية ومدمرة. ومن طبيعة هذه العمليات أن تكون استنزافية ومفتوحة في الزمان والمكان. ولأن الصراع الفعلي هو بين موسكو وخصومها الغربيين وليس مع كييف حصراً، فقد أحدثت هذه العملية تغيرات جوهرية في أوروبا، التي اكتشفت أنها لم تعد في مأمن، واقتنعت مع عودة ترامب بأن المظلة الأمريكية ليست دائمة، وستكون أثمانها باهظة الكلفة، لذلك سارعت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى انتهاج سياسات دفاعية تؤسس لبناء جيوش قوية تساعد على مجابهة التحديات والمخاطر المحتملة في المدى المنظور.
ومثلما لهذا التوجه تداعيات كبيرة على الاستقرار الاستراتيجي، سيضرب أيضاً وحدة المعسكر الغربي الذي ظل خاضعاً منذ ثمانية عقود للهيمنة الأمريكية، ويبدو أنه وصل إلى مفترق طرق تتقاطع فيه الطموحات القومية مع المصالح المشتركة مما ينذر بصراعات بين التوجهات التي سيفرض بعضها على النخب السياسية خيارات حاسمة دون الرهان على إصلاح المعادلات القديمة.
تطورات الأيام الأخيرة، رفعت نسق التصعيد في الأزمة الأوكرانية وسكبت ماء بارداً على محادثات السلام التي بدأت في مدينة إسطنبول التركية، ولم تسفر عن أي شيء سوى الاتفاق على تبادل كبير للأسرى، بينما كان الميدان يشهد ضربات موجعة في العمق، لاسيما الضربات التي شنتها أوكرانيا على مطارات استراتيجية روسية على بعد آلاف الأميال، وهو ما يعني أن نهاية هذا الصراع مازالت بعيدة ولم تغادر بعد مربعها الأول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مدفيديف يكشف أسباب عدم استلام كييف لجثث جنودها
مدفيديف يكشف أسباب عدم استلام كييف لجثث جنودها

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 21 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

مدفيديف يكشف أسباب عدم استلام كييف لجثث جنودها

وكتب على منصة "إكس": "لا يريد الأوغاد في كييف استلام جثث جنودهم لسببين: من المخيف الاعتراف بوجود 6 آلاف منهم، ولا يريدون دفع تعويضات للأرامل"، بحسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم". وأكد ممثل مجموعة التفاوض الروسية ألكسندر زورين أن أوكرانيا لم تتواصل مع الجانب الروسي، وبالتالي فإن عملية تسليم جثث جنود القوات الأوكرانية القتلى وتبادل الأسرى لم تتم. وأفاد رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي في تصريح سابق اليوم بأن فريق التواصل التابع ل وزارة الدفاع الروسية موجود على الحدود مع أوكرانيا، لكن الجانب الأوكراني أجل العملية دون إبداء أسباب واضحة. وأضاف أن فريق المفاوضين الأوكراني لم يصل إلى موقع التبادل، واصفا الأعذار المقدمة من كييف بأنها "متباينة وغريبة إلى حد ما". وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا علقت، أمس السبت في حديث لمراسل نوفوستي، على رفض كييف استلام جثث العسكريين الأوكرانيين وتأجيل عملية التبادل المتفق عليها. وقالت زاخاروفا إنه في الواقع لا توجد مجموعة عرقية في العالم، ترفض دفن جنودها القتلة؛ ولكن نظام كييف ليس بحاجة لمواطنيه. وأضافت المتحدثة: "نظام كييف لا يحتاج إلى مواطنيه، أحياء كانوا أم أمواتا. لا توجد أمة أو جماعة عرقية في العالم ترفض دفن جنودها. لكن هناك نظام كييف، الذي يعتنق أيديولوجية معادية للإنسان ويرتكب إبادة جماعية بحق شعبه".

روسيا: إغلاق مطارين بعد هجوم أوكراني بمسيرات على موسكو
روسيا: إغلاق مطارين بعد هجوم أوكراني بمسيرات على موسكو

صحيفة الخليج

timeمنذ 34 دقائق

  • صحيفة الخليج

روسيا: إغلاق مطارين بعد هجوم أوكراني بمسيرات على موسكو

قالت السلطات الروسية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة مستهدفة موسكو أدى إلى إغلاق اثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة. وذكر سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو على تطبيق «تليجرام»: إن وحدات الدفاع الجوي دمرت تسع طائرات مسيرة كانت متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش. وأضاف سوبيانين أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يتم الإبلاغ بعد عن وقوع أي أضرار. وأفاد حاكم منطقة تولا بأن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة أدى لاندلاع حريق استمر لوقت قصير في مصنع آزوت للكيماويات، وأسفر عن إصابة شخصين. وذكر حاكم منطقة كالوجا أن الدفاعات الجوية دمرت سبع طائرات مسيرة فوق المنطقة. وتحد منطقتا تولا وكالوجا منطقة موسكو من جهة الجنوب. وقالت وكالة النقل الجوي الاتحادية الروسية (روسافياتسيا) على «تليجرام»: إنها أوقفت الرحلات في مطاري فنوكوفو ودوموديدوفو لضمان سلامة الملاحة الجوية.

الإيطاليون يصوتون على استفتاءات حول الهجرة وقانون العمل
الإيطاليون يصوتون على استفتاءات حول الهجرة وقانون العمل

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

الإيطاليون يصوتون على استفتاءات حول الهجرة وقانون العمل

يتوجه الإيطاليون اليوم الأحد للتصويت على سلسلة من الاستفتاءات حول إصلاحات قوانين العمل وتسريع عملية التجنيس. وتستمر الاستفتاءات التي تمتد ليومين حتى يوم غد الاثنين. وتتناول معظم الإجراءات قانون العمل، بما في ذلك حماية أفضل ضد الفصل التعسفي، وزيادة مكافآت نهاية الخدمة، وتحويل العقود محددة المدة إلى عقود دائمة، والمسؤولية في حالات حوادث مكان العمل. ويتعلق الاستفتاء الخامس بتسريع عملية التجنيس، مما يسمح بالحصول على الجنسية بعد خمس سنوات من الإقامة في إيطاليا للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي. في حين أنه يتعين عليهم حاليا الانتظار لمدة 10 سنوات على الأقل لتقديم الطلب. وستفتح مراكز الاقتراع يوم الأحد في الساعة 7 صباحا (0500 بتوقيت جرينتش)، ومن المتوقع ظهور النتائج بعد إغلاق مراكز الاقتراع يوم غد الاثنين في الساعة 3 مساء. ويحق لأكثر من 51 مليون شخص التصويت في الاستفتاءات. ومع ذلك، فإن نتائج مثل هذه الاستفتاءات تكون ملزمة فقط إذا شارك فيها ما لا يقل عن نصف جميع الناخبين المؤهلين. وقد فشل العديد من الاستفتاءات الـ78 التي أجريت في إيطاليا حتى الآن بسبب انخفاض نسبة المشاركة. وتنبع الاستفتاءات من مبادرات النقابات العمالية والمعارضة اليسارية. وينصح الائتلاف اليميني في روما، بقيادة رئيسة الوزراء جورجا ميلوني، أنصاره بعدم المشاركة. وتقود ميلوني، زعيمة أكبر حزب حاكم، وهو حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، ائتلافا من ثلاثة أحزاب يمينية ومحافظة منذ أواخر عام 2022.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store