logo
إعادة بناء القطاع من الصفر .. من صاحب خطة ترامب بنقل سكان غزة وتطويرها؟

إعادة بناء القطاع من الصفر .. من صاحب خطة ترامب بنقل سكان غزة وتطويرها؟

البيان١٠-٠٢-٢٠٢٥

كشفت تقارير إسرائيلية عن صاحب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة ثم إعادة تطويره والتي رفضها العالم العربي والمجتمع الدولي.
وكشف موقع "تايمز أوف اسرائيل " أن خطة غزة اقترحها في البداية جوزيف بيلزمان، الأستاذ بجامعة جورج واشنطن، وتتضمن إعادة بناء غزة من الصفر بالإضافة إلى عناصر رئيسية تشمل إنشاء اقتصاد مستقل يعتمد على الطاقة الشمسية، وتنفيذ نظام سكك حديدية خفيفة، وتشغيل مطارات وموانئ بحرية.
كما تهدف الخطة إلى جعل غزة منطقة سياحية وزراعية وتكنولوجية، مع توفير وسائل راحة فاخرة للسكان والزوار.
واعتمد بيلزمان في خطته على نموذج الحكومة الإلكترونية، حيث يتم تبادل الأموال حصريًا عبر شبكة تبادل عبر الإنترنت، ويتم إشراف خبراء أجانب على نظام تعليمي يقوم على نزع التطرف. يهدف هذا المشروع إلى إعادة بناء غزة وتحويلها إلى منطقة مزدهرة ومستقرة.
وبصفته خبيرا في الاقتصاد والعلاقات الدولية ورئيس مركز التميز للدراسات الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الجامعة، قام بيلزمان بوضع الخطة وتقديمها إلى فريق ترامب في أوائل شهر يوليو 2024.
وتم الكشف عن تفاصيل خطة بيلزمان لأول مرة من قبل الدكتور كوبي باردا، وهو مؤرخ إسرائيلي متخصص في السياسة الأمريكية والاستراتيجية الجغرافية، خلال مناقشة أجراها مع بيلزمان في أغسطس 2024.
وكشف بيلزمان لباردا عن فكرته حول كيفية إصلاح غزة بعد انتهاء الحرب وأعد وثيقة لذلك ، حيث ذهبت الوثيقة إلى أنصار ترامب لأنهم هم الذين كانوا مهتمين بها في البداية ، وليس أنصار بايدن، حيث طلب منه فريق ترامب التفكير خارج الصندوق بشأن ما يجب أن نفعله بعد الحرب، حيث لم يكن أحد يتحدث عن ذلك حقا.
ومنذ ذلك الحين، نُشرت دراسة بيلزمان، التي تحمل عنوان 'خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة: نهج البناء والتشغيل والتحويل'، في مجلة 'غلوبال وورلد جورنال'. (كتبها في يوليو، لكنها نُشرت على الإنترنت في أكتوبر).
وعلاوة على ذلك، وبسبب الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أصبح الدمار في غزة واسع النطاق لدرجة أنه لا يمكن إصلاحه أو إعادة إعماره،ولن يدخل أي كيان استثماري خاص أو دولي غزة في ظل الوضع الراهن. 'عليك أن تبدأ من الصفر'، حسبما قال بيلزمان لباردا.
وذكر الموقع أن بيلزمان قدم بيانات إضافية معروفة بالفعل للجمهور حتى عام 2022، بلغ معدل البطالة في غزة 45% وعاش 53% من السكان تحت خط الفقر، مقارنة بنحو 13% من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية. وفقا لتقديرات البنك الدولي من مارس 2024، والتي استشهد بها بيلزمان، كان حوالي 1.2 مليون شخص في غزة بلا مأوى ومعوزين بالإضافة إلى ذلك، تعرض 62 % من المباني التي لا تزال قائمة لأضرار جسيمة جعلتها غير صالحة للسكن ودُمر 90% من الطرق الرئيسية.
وكشف بيلزمان إن خطته بدأت بنموذج ثلاثي لقطاع لغزة، لكنها تتطلب إفراغ المكان تماما. والبدء من الصفر حتى يكون بالامكان - حسب بيلزمان - إعادة تدوير الخرسانة المدمرة مما يضمن عدم بقاء أي شيء من البناء العمودي الممتد عميقا تحت الأرض.
تستخدم الخطة التي قدمها بيلزمان، الذي عمل سابقا مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في التنمية الاقتصادية في الصين، طريقة البناء والتشغيل والتحويل (BOT)- وهو نموذج تم تنفيذه في البلدان النامية.
وفقا لهذه الطريقة، تدخل شركات ومنظمات القطاع الخاص في شراكات استثمارية مع كيانات حكومية، وتتلقى عقد إيجار عقاريا من الحكومة لمدة 50-100 عام.
في ظل هذا النظام، تقوم جهة خاصة بإنشاء المشروع وتشغيله لعدة عقود، وبعد ذلك تنتقل الملكية إلى هيئة عامة. وخلال فترة التشغيل، يُسمح للجهة الخاصة بتحصيل رسوم مقابل استخدام البنية الأساسية.
في بحثه، يصف بيلزمان نهجه بأنه يتعامل مع غزة من منظور اقتصادي بحت، والذي يسعى إلى 'حل استثماري لتجربة فاشلة' – أي قطاع غزة منذ انسحاب إسرائيل منه في عام 2005.
من بين أمور أخرى، تهدف خطة بيلزمان إلى تشغيل قطاع غزة بالكامل بالطاقة الشمسية، وعبور نظام سكك حديدية خفيفة فيه، وخدمة مطارات وموانئ بحرية. سيكون القطاع مستقلا عن إسرائيل فيما يتعلق باحتياجاته من الطاقة ، ولا توجد قيود مسبقة على تنقل السكان المحليين للخروج من غزة.
وبحسب خطة بيلزمان، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة على نطاق واسع سوف تتراوح بين تريليون إلى تريليوني دولار، وسوف يستغرق استكمالها من خمس إلى عشر سنوات.
ويستند تقديره إلى نموذج يحلل اقتصاد غزة بعد الحرب، والذي يعتمد على قطاعات الزراعة والسياحة والتكنولوجيا.
ويشير بيلزمان مرارا وتكرارا في دراسته إلى أن أسلوبه المفضل لحكم غزة هو الحكومة الإلكترونية، أي الحكومة التي تستخدم الوسائل التكنولوجية.
وعلى وجه الخصوص، 'سيتم تبادل الأموال بين السكان والشركات حصريا عبر شبكة تبادل عبر الإنترنت'، مما يستبعد الحاجة إلى النقود الورقية أو بطاقات الائتمان أو المساعدات الأجنبية. ولن يتمتع القطاع بأي سلطة نقدية، وسوف 'تخضع جميع تدفقات رأس المال لسيطرة أصحاب المصلحة الأجانب'.
بالإضافة إلى ذلك، يقترح بيلزمان أن يشرف خبراء يعينهم المساهمون الأجانب على نظام تعليمي يقوم على نزع التطرف، 'مع إشراف خارجي لضمان تنمية السكان المهرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل لقاء ترامب ورئيس جنوب أفريقيا.. الإعلام الأمريكي يسلط الضوء على تصادم الزعيمين في اجتماع بالبيت الأبيض
تفاصيل لقاء ترامب ورئيس جنوب أفريقيا.. الإعلام الأمريكي يسلط الضوء على تصادم الزعيمين في اجتماع بالبيت الأبيض

البوابة

timeمنذ 4 أيام

  • البوابة

تفاصيل لقاء ترامب ورئيس جنوب أفريقيا.. الإعلام الأمريكي يسلط الضوء على تصادم الزعيمين في اجتماع بالبيت الأبيض

كانت بداية الاجتماع في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، سلسة. وقال ترامب: "إنه شرف عظيم أن أكون مع الرئيس الجنوب أفريقي، إنه يحظى بالتأكيد باحترام كبير في بعض الدوائر، بينما يحظى باحترام أقل في دوائر أخرى، مثلنا جميعا، بكل إنصاف." وقال رامافوزا في كلمته الافتتاحية: "نحن هنا في الأساس لإعادة ضبط العلاقة بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا". ظهور خلافات خلال الاجتماع بين الزعيمان وبعد هذه البداية السلسة للاجتماع بين الزعيمان، ظهرت الخلافات بين ترامب ورامافوزا، والتي وصلت إلى ذروتها اليوم الأربعاء، خلال الاجتماع بالمكتب البيضاوي، حيث تصادما حول ما إذا كانت هناك إبادة جماعية للمواطنين البيض تحدث في جنوب أفريقيا، بحسب ما ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية. واجتمع ترامب ورامافوزا، بمشاركة الملياردير المولود في جنوب أفريقيا إيلون ماسك، في المكتب البيضاوي، لإجراء محادثات مهمة وسط التوترات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، بعد أن قبلت الولايات المتحدة 59 من الأفريكانيين البيض الأسبوع الماضي ومنحتهم وضع اللاجئين. من هم الأفريكانيين البيض؟ الأفريكانيون هم مواطنون جنوب أفريقيون بيض من أصل هولندي يعيشون في جنوب أفريقيا منذ أربعة قرون. وبالإضافة إلى اللغة الإنجليزية، لدى الأفريكانيين لغتهم الخاصة، الأفريكانية، والتي لها جذورها في اللغة الهولندية وهي واحدة من 12 لغة رسمية في جنوب أفريقيا. رامافوزا يحاول إثبات لترامب عدم وجود إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا في مرحلة ما من الاجتماع، أجاب رامافوزا على سؤال موجه إلى ترامب من الصحفيين حول ما يتطلبه الأمر لإقناعه بعدم حدوث إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا. ورد رامافوزا، الذي أحضر معه لاعبي الجولف الجنوب أفريقيين إرني إلس، وريتيف جوسن، إلى البيت الأبيض: "سيتطلب الأمر من الرئيس ترامب الاستماع إلى أصوات مواطني جنوب إفريقيا، وبعضهم من أصدقائه المقربين، مثل أولئك الموجودين هنا." ترامب يزعم وجود إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا ورد ترامب بأن هناك "آلاف القصص" و"الأفلام الوثائقية" حول الوضع في جنوب أفريقيا، قبل أن يوجه موظفيه بغلق الأضواء في المكتب البيضاوي وتشغيل مقطع فيديو من أجل أن يشاهده كل من في الغرفة حول مزاعم العنف ضد البيض في جنوب أفريقيا. وقال ترامب إن اللقطات تظهر مواقع دفن المزارعين البيض. وبعد انتهاء الفيديو، جادل ترامب ورامافوزا بشأن الوضع في جنوب أفريقيا. وقال رامافوزا إنه لم يشاهد مقاطع الفيديو التي عرضها فريق ترامب، وأضاف أن هذه المقاطع لا تمثل سياسة الحكومة. وقال إنه وحزبه "يعارضون تماما" اللغة المستخدمة في اللقطات. وقال ترامب: "لدينا قتلى من البيض، ومزارعين بيض قتلى." وقال آخرون في الوفد الجنوب أفريقي الذين رافقوا رامافوزا، لترامب إن القضية لا تتعلق بالإبادة الجماعية للبيض في جنوب أفريقيا، بل بالجريمة بشكل عام، والتي تؤثر على مواطني جنوب أفريقيا عبر مختلف الفئات السكانية. وقال ترامب مرارا وتكرارا إن المزارعين البيض في جنوب أفريقيا كانوا يتعرضون لـ "إبادة جماعية"، وهو ادعاء رفضته جنوب أفريقيا ورامافوزا، وأصر ترامب على أن جنوب أفريقيا "خارجة عن السيطرة"، وهو ما يتفق مع ما قاله ماسك. وفي الاجتماع الذي عقد اليوم الأربعاء، قال ترامب إن "إيلون يريد" السماح للأفريكانيين بدخول الولايات المتحدة كلاجئين. وخلال الوقت الذي كان فيه الصحفيون في المكتب البيضاوي لحضور الاجتماع، لم يقل ماسك شيئا.

عضو حزب المحافظين البريطاني: استعجال في عقد الصفقات وضغوط متزايدة على إيران وأوكرانيا
عضو حزب المحافظين البريطاني: استعجال في عقد الصفقات وضغوط متزايدة على إيران وأوكرانيا

البوابة

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • البوابة

عضو حزب المحافظين البريطاني: استعجال في عقد الصفقات وضغوط متزايدة على إيران وأوكرانيا

قال باباك أماميان، عضو حزب المحافظين البريطاني، إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تميزت بعدم الصبر في الملفات المتعلقة بالتبادل التجاري. وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن هذه الإدارة كانت تسعى لإبرام الصفقات بأسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن فريق ترامب أمضى وقتًا طويلاً في التفاوض، لكنهم كانوا يدركون أن لديهم فترة زمنية محدودة لإتمام المحادثات، سواء مع أوكرانيا أو إيران. الطبيعة الاستعجالية في إدارة ترامب انعكست على ملفات التفاوض وأضاف عضو حزب المحافظين البريطاني، أن هذه الطبيعة الاستعجالية في إدارة ترامب انعكست على ملفات التفاوض، حيث كان التركيز منصبًا على تحقيق نتائج سريعة حتى لو كان ذلك على حساب تعقيدات المشهد السياسي والدبلوماسي. كما لفت إلى أن هذا الأسلوب خلق ضغوطًا على الأطراف الأخرى، وخصوصًا إيران، التي وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع هذا الإيقاع المتسارع. الملف الإيراني وفيما يخص الملف الإيراني، أشار أماميان إلى أن المفاوضات بين واشنطن وطهران كانت تدور حول وقف الهجمات الأمريكية، سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية. وأكد أن النظام الإيراني في ذلك الوقت شعر بأنه قد يُضطر إلى تقديم تنازلات كبيرة للولايات المتحدة، من أجل الحفاظ على البنية التحتية الاقتصادية والسياسية داخل البلاد.

جهود تسوية الحرب في أوكرانيا أمام منعطف حاسم
جهود تسوية الحرب في أوكرانيا أمام منعطف حاسم

البيان

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • البيان

جهود تسوية الحرب في أوكرانيا أمام منعطف حاسم

تواجه جهود تسوية الحرب في أوكرانيا منعطفاً حاسماً، مع مؤشرات على الإحباط الأمريكي من وتيرة المحادثات، ففي تحوّل لافت، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن امتعاضه من مسار المفاوضات، بعد أيام فقط من وصفها بـ «الإيجابية». وسط هذا المناخ المتوتر، لم تتردد إدارة ترامب في التلويح بالانسحاب من جهود الوساطة، مشيرة إلى أنها لن تستمر في رعاية المفاوضات، ما لم يتم إحراز تقدم ملموس. تعيد تلك التطورات خلط الأوراق السياسية على الساحة الأوروبية، وإثارة مخاوف الحلفاء من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دورها التقليدي، كضامن رئيس للأمن الأوروبي في مواجهة التمدد الروسي. وفي ظل تناقض التصريحات الأمريكية، وتضارب الرسائل بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، يستمر الحراك الدبلوماسي المحموم بين واشنطن وكييف، وموسكو، مع سعي أوروبا لتأمين دور أكثر فاعلية في أي تسوية قادمة، ومع تمسك روسيا بالاعتراف بالأراضي التي سيطرت عليها. تفاؤل حذر أستاذ ومدير دراسات أوروبا الوسطى بجامعة كاليفورنيا، البروفيسور روبرت إنجلش، يقول لـ «البيان»، إن الطرفين بعيدان عن التوصل إلى اتفاق «ولا نعلم إذا كانا يتبادلان التنازلات خلف الكواليس حول الأراضي والتعويضات، أو تخفيف العقوبات على روسيا»، لكنه في الوقت نفسه يلفت إلى أن «فريق ترامب يواصل القول بأن الاتفاق قريب». ويضيف: «لكنهم قالوا ذلك عدة مرات من قبل، ولم يتحقق.. ربما هذه المرة سيكون الوضع مختلفاً، إذ يعتمد الكثير على المفاوضات بين فريق ترامب وروسيا.. وأشك في أن روسيا وأوكرانيا سيتفقان على الجلوس معاً، حتى يتم التوصل إلى النقاط الرئيسة تحت الوساطة الأمريكية». وفي المجمل، يعتقد إنجلش بأن «ثمة بصيص أمل في موافقة أوكرانيا الضمنية على عدم معارضة السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، على الأقل ليس في الوقت الحالي». ويشير إلى ما وصفه بـ «التنازل الكبير»، لجهة اتجاه الولايات المتحدة إلى أن تخطو خطوة أبعد، وتعترف رسمياً بالقرم كجزء من روسيا «لكن لا أحد من حلفاء واشنطن الأوروبيين يُوافق على هذه الخطوة، ولذلك، قد تبقى الولايات المتحدة وحيدة في هذا الموقف لبعض الوقت.. وكلما طالت فترة بقاء القرم في أيدي روسيا، ازدادت روسيا رسوخاً»، على حد تعبيره. كما أن ثمة خلافاً آخر يتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، إذ يقول المسؤولون الأوكرانيون، إنهم يُدركون أنهم لن يُمنحوا العضوية كجزء من اتفاق السلام هذا، ويبدو أن روسيا تُدرك أنها لن تحصل على التزام دائم، لا يُمكن لأوكرانيا الانضمام إليه أبداً، وبالتالي: سيوافق الطرفان على استبعاد الناتو من اتفاقية السلام. وسيطرت روسيا على القرم في 2014، قبل أن تضم أربع مناطق أخرى من أوكرانيا، بعد فبراير 2022. وتتمسك موسكو بتلك المناطق، وتضع الاعتراف بملكيتها كورقة أساسية في المفاوضات، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أخيراً، عندما سُئل عن شروط بلاده المسبقة للجلوس على طاولة المفاوضات مع كييف. واختص القرم بالتأكيد على أنها «مسألة محسومة»، وجزء من الأراضي الروسية. الدور الأمريكي وبعد مرور 100 يوم على ولاية ترامب الثانية، يرى الكاتب والمحلل السياسي، ديمتري بريجع، أن التطورات تكشف عن واقع أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً، فرغم تعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، فإن طبيعة الصراع لا تسمح بحلول سريعة، منبهاً إلى أن الفجوة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، لا تزال قائمة، وتتسع. يأتي ذلك في وقت ترفض فيه أوكرانيا تقديم تنازلات جوهرية، بينما تصر روسيا على ضمانات أمنية. وبالتالي، فإن المحادثات، رغم الزخم الإعلامي، لا تشهد تقدماً حقيقياً نحو تسوية شاملة، وفق بريجع، الذي يوضح في هذا السياق، أن جولات المحادثات «تبدو مجرد إدارة للأزمة، بدلاً من إنهائها». ويعتقد بأن الرؤية البراغماتية لترامب، تحاول تجاوز الحساسيات الدبلوماسية، لكن تواجه مقاومة من مؤسسات أمريكية، ترى في إضعاف روسيا هدفاً استراتيجياً بعيد المدى. كما أن الداخل الأوكراني أيضاً يعاني من انقسام عميق، ما يجعل أي اتفاق هشاً. وعلى الرغم من الخطاب المتفائل أحياناً، فإن التسوية الحقيقية لا تزال غائبة في المرحلة المقبلة، وسيعتمد الرهان على قدرة واشنطن وموسكو على فرض تهدئة طويلة الأمد، مع بقاء تداعيات الحرب جزءاً من توازن القوى في أوروبا. وفي أحدث تصريحاته، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن ثمة تقدماً حقيقياً قد تم إحرازه في محادثات إنهاء الحرب، لكنّه أقر بصعوبة «الخطوة الأخيرة» في المفاوضات، كما دعا الطرفين لتقديم تنازلات للتوصل لاتفاق منشود، وقال إن بلاده لديها خيارات لمحاسبة أي من الطرفين ممن يحول دون تحقيق السلام. يأتي ذلك في وقت لوحت فيه واشنطن بالانسحاب من جهود الوساطة. كما نقلت فيه تقارير غربية أن المسؤولين الغربيين يخشون أن يكون الرئيس ترامب على وشك الانسحاب من المحادثات، وترك الأمر لأوروبا. اتساع الهوة بدوره، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، بأن «التطورات الأخيرة، ربما تشير إلى تضاؤل فرص نجاح مفاوضات إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في ضوء الشروط الجديدة التي طرحتها موسكو، والتي تتسم بتشدد ملحوظ، يعكس سعيها إلى تثبيت مكاسب ميدانية وسياسية، يصعب قبولها من قبل الجانب الأوكراني وداعميه الغربيين». في المقابل، يثير التلويح الأمريكي بالانسحاب من العملية التفاوضية - سواء كخيار استراتيجي للضغط، أو كمؤشر على إعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية- مخاوف جدية بشأن مستقبل المسار السلمي للنزاع، حسبما أوضح عطيف لدى حديثه مع «البيان». وتبعاً لذلك، فإن ثمة فجوة بين مواقف الطرفين، التي لم تشهد تقليصاً فعلياً، بل ازدادت اتساعاً، ما يجعل إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض أمراً أكثر تعقيداً. والجدير بالذكر، أن غياب أطر ضامنة وفعالة للتفاوض، وضعف الآليات الدولية لفرض حلول وسط، سيعزز ذلك من احتمالات استمرار النزاع بصيغ متعددة، سواء عبر حرب استنزاف طويلة الأمد، أو عبر تجميد النزاع بشكل غير رسمي. وفي تصور أستاذ العلاقات الدولية، فإن «البيئة الجيوسياسية الراهنة، المتمثلة في تشدد المطالب الروسية، وتردد الالتزام الغربي، تنذر بمؤشرات، التي قد تسهم في تآكل فرص الحل السياسي، وتفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في النزاع، بما ينعكس سلباً على استقرار النظام الدولي، ويعيد طرح إشكاليات فاعلية النظام متعدد الأطراف في إدارة الأزمات الدولية الكبرى»، على حد اعتقاده.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store