logo
الضربة الأميركية بدأت بخدعة

الضربة الأميركية بدأت بخدعة

رصدت مواقع تتبُّع الرحلات الجوية، أمس الأول، عدداً من قاذفات الشبح الأميركية «بي 2» وهي تقلع من قاعدة وايتمان لسلاح الجو الأميركي في ولاية ميزوري، وتتجه غرباً فوق المحيط الهادئ الى قاعدة في غوام على بعد 11 كيلومتراً. لكن ذلك كان خدعة عسكرية حسب «وول ستريت جورنال».
فبعد ساعات، شنّت مجموعة أخرى من قاذفات بي 2 هجوماً على أهم المواقع النووية الإيرانية من الشرق، وفق ما أفاد به مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، مستهدفة منشآت محصّنة جيداً، حيث يُعتقد أن قنابل الاختراق العملاقة الأميركية لديها أكبر فرصة للنجاح. وقال الرئيس ترامب إن غواصات أميركية أطلقت صواريخ كروز شاركت أيضاً في الضربات، مستهدفة منشآت نووية رئيسية أخرى.
هذا التكتيك أتاح للولايات المتحدة إدخال قاذفاتها إلى الأجواء الإيرانية بسرعة أكبر وباحتمال أقل للرصد. كما أن توقيت العملية ساعد على إخفاء هدف المهمة. ففي الأيام القليلة التي سبقت الضربة، قال ترامب إنه سيمنح الدبلوماسية فرصة لمدة أسبوعين قبل اتخاذ قرار بشنّ الهجوم. وأفاد مسؤولون، صباح السبت، بأنه لم يصدر أي أمر مسبق بتحضير ضربة «بي 2». وكان الأثر العام لهذه المناورات والرسائل الإعلامية هو إعطاء انطباع بأن إيران لديها وقت أطول قبل أن يبدأ الهجوم.
وقال أحد مسؤولي «الدفاع»، واصفاً الخدعة الجوية نحو الغرب: «خدعة بالفعل... إخفاؤهم والحفاظ على عنصر المفاجأة كان أمراً حاسماً».
وأصدر ترامب الأمر النهائي بالهجوم بعد ظهر السبت بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي، من ناديه الخاص في نيوجيرسي. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تعليقاً على توقيت الأمر الرئاسي: «الهدف كان خلق لحظة يفاجَأ فيها الجميع».
وأكدت «البنتاغون» تفاصيل الخدعة في إيجاز صحافي صباح أمس في واشنطن، مشيرة إلى أنه بينما توجهت مجموعة من قاذفات بي 2 غرباً، انفصلت مجموعة أخرى بهدوء وتوجهت شرقاً لمهاجمة إيران. وقالت وكالة أسوشيتد برس إن خريطة «البنتاغون» لمسار قاذفات بي 2 إلى إيران تُظهر أنها مرّت فوق البحر المتوسط ثم إسرائيل والأردن والعراق.
وتمثّل الضربة الأميركية ثاني مرة خلال هذا النزاع المستمر منذ أسبوع يتم فيها تضليل إيران، جزئياً على الأقل، باستخدام حديث عن الدبلوماسية. فقد جاءت الضربة الإسرائيلية الأولى قبل أيام من موعد مقرر لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين في سلطنة عمان.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن غضبه مما وصفه بـ «الخداع»، قائلاً من إسطنبول: «كنّا في خضم المفاوضات... وأعتقد أنهم أثبتوا أنهم ليسوا رجال دبلوماسية، وأنهم لا يفهمون سوى لغة التهديد والقوة، وهذا أمر مؤسف».
وقال شخص مطّلع إن مسؤولين إسرائيليين كانوا متفائلين منذ أيام بأن الولايات المتحدة ستنضم قريباً إلى الهجوم، خاصة فيما يتعلق بـ «ضربة فوردو». وأضاف أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي، الذي يتخذ القرارات المتعلقة بالحرب، اجتمع مساء السبت لمتابعة الضربات الأميركية، وكان على علم بأنها ستبدأ خلال ساعات.
ويُعتقد الآن أن بعض متتبعي الرحلات الجوية رصدوا الرحلة الغربية الصاخبة لقاذفات بي 2 عمداً، حتى يتم تتبُّعها. أما المجموعة التي توجهت شرقاً لتنفيذ الهجوم على إيران، فقد قللت اتصالاتها إلى الحد الأدنى، بحسب «البنتاغون» في إيجازها صباح أمس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«مطرقة منتصف الليل» تضرب «الطموح النووي» وترامب يُخيّر إيران... «إما السلام أو المأساة»
«مطرقة منتصف الليل» تضرب «الطموح النووي» وترامب يُخيّر إيران... «إما السلام أو المأساة»

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

«مطرقة منتصف الليل» تضرب «الطموح النووي» وترامب يُخيّر إيران... «إما السلام أو المأساة»

في تصعيد جديد وخطير للصراع في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه «محا» المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات جوية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، اعتبرتها طهران تجاوزاً لـ«الخط الأحمر»، في حين أكد مصدر إيراني رفيع المستوى، أنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب في منشآة فوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي. وبينما سارعت دوائر سياسية، إلى الحديث عن «نهاية» البرنامج الإيراني، فإن القراءة الإستراتيجية الأعمق -المدعومة بتقديرات خبراء وعلماء بارزين- تُظهر صورة مختلفة، لكنها بالتأكيد «أخرت لسنوات طويلة»... «الطموح النووي». فبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو الجاري، نفذت الولايات المتحدة أكبر ضربة عملياتية بقاذفات «بي - 2» في تاريخها، مستهدفة في عملية «مطرقة منتصف الليل»، المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في ناتانز وفوردو وأصفهان، ومستخدمة للمرة الأولى، أقوى قنبلة غير نووية في العالم لضرب «فوردو». وفي خطاب مقتضب، من القاعة الشرقية في البيت الأبيض، أعلن ترامب أن الضربات «الناجحة جداً»، دمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية «بشكل تام وكامل»، قائلاً إن «على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن»، وإلا «ستكون الهجمات المستقبلية أكبر وأسهل بكثير»، معتبراً أن مستقبل إيران يحمل «إما السلام أو المأساة». وفي طهران، قال الرئيس مسعود بزشكيان، الذي شارك في تظاهرة بالعاصمة طهران للتنديد بالضربات، إن واشنطن تدخلت بعدما لمست «العجز الواضح» لدى حليفتها إسرائيل. وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي الموجود حالياً في إسطنبول، بأن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها. وفيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو طهران من أن مثل هذا الإجراء سيكون «أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق». إلى ذلك، أعربت دول الخليج عن «قلق بالغ» حيال الضربات الأميركية، وحذّرت من «تداعيات كارثية» إقليمياً ودولياً، لكنها «لم ترصد أي آثار إشعاعية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأميركية لمرافق إيران النووية». 7 قاذفات شبح.. و18 ساعة طيران.. و14 قنبلة أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين أن القوات الأميركية استخدمت 7 قاذفات شبح من طراز «بي-2» في عملية «مطرقة منتصف الليل». وفي معرض كشفه تفاصيل عن العملية، أوضح كاين أن «سلسلة الضربات الرئيسية تضمنت سبع قاذفات شبح بي-2» حلقت 18 ساعة انطلاقاً من البر الأميركي إلى إيران تخللتها عدة عمليات إمداد بالوقود في الجو. وكشف أن غواصات أميركية أطلقت نحو 24 صاروخ «توماهوك» على منشآت أصفهان النوورية، وأنه تم إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات فوق «فوردو» و«ناتانز».

ردود فعل متباينة في الكونغرس الأميركي بين التأييد والمعارضة لضرب المنشآت النووية الإيرانية
ردود فعل متباينة في الكونغرس الأميركي بين التأييد والمعارضة لضرب المنشآت النووية الإيرانية

الأنباء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأنباء

ردود فعل متباينة في الكونغرس الأميركي بين التأييد والمعارضة لضرب المنشآت النووية الإيرانية

تباينت ردود فعل قادة وأعضاء الكونغرس حول الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على ثلاث منشآت نووية إيرانية، فبينما سارع الجمهوريون إلى إعلان تأييدهم رغم بروز معارضة داخلية فقد أعلن الديمقراطيون رفضهم لتلك الضربات محذرين من عواقبها على القوات والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وقال رئيس مجلس النواب النائب الجمهوري مايك جونسون «ينبغي أن تذكر العمليات العسكرية في إيران خصومنا وحلفاءنا بوضوح بأن الرئيس ترامب جاد فيما يقول. أعطى الرئيس قائد إيران كل فرصة للتوصل إلى اتفاق لكن إيران رفضت الالتزام باتفاق نزع السلاح النووي». واعتبر في منشور على منصة «اكس» للتواصل الاجتماعي أن «الإجراء الحاسم الذي اتخذه الرئيس يمنع إيران من الحصول على أشد الأسلحة فتكا على وجه الأرض. هذا هو العمل بسياسة أميركا أولا». وكتب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور جون ثون «النظام الإيراني الذي تعهد بالموت لأمريكا من على الخارطة رفض جميع السبل الديبلوماسية للسلام». وأضاف في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي «بينما نتخذ إجراءاتنا لضمان بقاء السلاح النووي بعيدا عن متناول إيران أقف إلى جانب الرئيس ترامب». وبرزت معارضة داخلية من قبل الجمهوريين لهذه الضربات، حيث قال النائب الجمهوري توماس ماسي إن «هذا غير دستوري». من جانبها، اعتبرت النائب الجمهوري المحافظة المعروفة بتأييدها لترامب مارجوري تيلور غرين «أننا في كل مرة تقترب فيها أميركا من العظمة نتورط في حرب خارجية أخرى»، موضحة أنه ما كانت القنابل لتسقط على الاحتلال الإسرائيلي «لو لم يلق (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين) نتنياهو القنابل على شعب إيران أولا». وشددت في منشور على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي على أن «هذه ليست معركتنا.. السلام هو الحل». وعلى مستوى الديمقراطيين، يرى زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب النائب حكيم جيفريز أن هذه ضربات «أحادية الجانب من قبل ترامب». وكتب في بيان «وعد دونالد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط. لكنه لم يف بهذا الوعد. لقد ازداد خطر الحرب بشكل كبير وأدعو الله أن يحفظ جنودنا في المنطقة الذين وضعوا في خطر». وتابع «لقد ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نواياه وفشل في الحصول على تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ويخاطر بتورط الولايات المتحدة في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط. وأكد أن «إدارة ترامب تتحمل العبء الثقيل المتمثل في شرح أسباب هذا العمل العسكري للشعب الأميركي. ثانيا يجب إطلاع الكونغرس بشكل كامل وفوري في جلسة سرية. ثالثا يتحمل دونالد ترامب المسؤولية الكاملة والشاملة عن أي عواقب وخيمة قد تنجم عن عمله العسكري الأحادي الجانب». ووصف السيناتور المستقل بيرني ساندرز المقرب من الديمقراطيين الضربات العسكرية الأميركية بأنها «غير دستورية»، مشددا خلال كلمة أمام مجموعة من أنصاره بأن ترامب لا يملك السلطة الدستورية للدخول في حرب. ويمنح الدستور الأميركي الكونغرس بشكل حصري سلطة إعلان الحرب ويجب على الرئيس طلب الموافقة قبل الدخول في أي حرب، لكن بإمكان الرئيس شن ضربات محدودة لأسباب تتعلق بالأمن القومي للبلاد دون الحصول على موافقة رسمية. وجاءت هذه الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية بعد عدة أيام من الترقب حول تدخل الولايات المتحدة عسكريا في إيران بعد أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد على أسبوع هجمات جوية مستمرة على إيران، وهو ما ردت عليه إيران بقصف الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات.

دول الـ «ناتو» توافق على رفع إنفاقها العسكري إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي
دول الـ «ناتو» توافق على رفع إنفاقها العسكري إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي

الأنباء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأنباء

دول الـ «ناتو» توافق على رفع إنفاقها العسكري إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي

أفاد ديبلوماسيون بأن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وافقت أمس على تعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي بعد أن تراجعت إسبانيا عن معارضتها للخطوة التي هددت بعرقلة قمة الحلف الأسبوع المقبل. وأصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن يلتزم الحلفاء بإنفاق 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع خلال الاجتماع الذي سيستمر يومين اعتبارا من الثلاثاء في لاهاي. وقال عدة ديبلوماسيين إن الالتزام الذي سيتم الإعلان عنه في القمة سينص على رفع الإنفاق إلى 3.5% على الاحتياجات العسكرية الأساسية على مدى العقد المقبل، وتخصيص 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي لنفقات «متعلقة بالدفاع» مثل البنية التحتية والأمن السيبراني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store