logo
الذكاء الاصطناعي التوليدي.. كيف يغير صناعة المحتوى؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي.. كيف يغير صناعة المحتوى؟

لم يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي، مجرد تقنية واعدة، بل تحول إلى قوة محورية تعيد صياغة أسس صناعة المحتوى برمتها في عام 2025.
فمن أروقة الصحافة إلى استوديوهات هوليوود البراقة، ومن فرق التسويق الديناميكية إلى منصات التعليم الحديثة، يتغلغل تأثير هذه الأدوات المتطورة، القادرة على توليد النصوص والصور والفيديوهات والأصوات والأكواد البرمجية بسرعة فائقة وبتكاليف زهيدة.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
أظهرت الأرقام الصادرة عن بيوت الخبرة العالمية أن هذا التحول ليس مجرد حديث نظري، بل واقع ملموس له أبعاده الاقتصادية الهائلة.
فبحسب تقرير 'جارتنر' الصادر في مايو 2025، يقدر حجم سوق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الموجهة لقطاع المحتوى بما يتجاوز 150 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري، مع توقعات بنمو سنوي يتجاوز 45% مقارنة بعام 2024.
هذه الأرقام تشير بوضوح إلى الثورة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي التوليدي في مسارات العمل التقليدية.
أضف إلى ذلك، تؤكد دراسة 'ماكنزي' حول الإنتاجية، والتي نشرت في يونيو 2025، أن هذه الأدوات التوليدية تسهم في تعزيز إنتاجية العاملين بالمجالات الإبداعية بنسب تتراوح بين 30% إلى 50% في مهام محددة.
على سبيل المثال، يظهر هذا التأثير جليًا في سرعة كتابة المسودات الأولية للنصوص، أو إنتاج الصور الأساسية، أو حتى في مهام التحرير المبدئي لمقاطع الفيديو والترجمة الفورية.
بينما يشير مسح 'أدوبي' للحالة الإبداعية لعام 2025 إلى أن 72% من المتخصصين في مجالات التصميم والتسويق باتوا يعتمدون على الأدوات التوليدية يوميًا ضمن سير عملهم.
الصحافة والإعلام
في قطاع الصحافة والإعلام، أحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا جذريًا. فباتت التطبيقات تتسع لتشمل كتابة التقارير المالية والرياضية والجوية الأولية تلقائيًا بالاعتماد على البيانات الرقمية. كما أشار تقرير 'رويترز إنستيتيوت' لعام 2025.
وأصبح بالإمكان تلخيص الجلسات البرلمانية والمؤتمرات الطويلة فورًا. بالإضافة إلى ترجمة الأخبار إلى عشرات اللغات في زمن قياسي. ما يعزز من انتشار المحتوى ووصوله لجمهور أوسع.
لكن هذه التطورات لا تخلو من تحديات كبيرة؛ ففي المقابل، حذر تقرير 'اليونسكو' الصادر في أبريل 2025 من سهولة انتشار 'الصحافة الزائفة' عبر هذه الأدوات. ما يعظم من الحاجة الملحة لمحققين ومراجعين بشريين ذوي كفاءة عالية.
فيما ترَكز غرف الأخبار الآن على التحقيقات الاستقصائية والتحليل المعمق والصحافة المتخصصة، باعتبارها قيمة بشرية تمكنها من التميز وتقديم محتوى ذي مصداقية.
كما شهدنا ظهور منصات إعلامية تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي، وإن كان ذلك تحت إشراف بشري محدود.
صناعة الإعلان والتسويق
أما في صناعة الإعلان والتسويق، فقد أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في التطبيق. فبات بالإمكان توليد آلاف النسخ الإعلانية المخصصة لكل شريحة جمهور في غضون دقائق معدودة، وفقًا لدراسة 'هارفارد بزنس ريفيو' في يناير 2025.
كما أصبح إنشاء صور وفيديوهات إعلانية عالية الجودة متاحًا بتكلفة تعد جزءًا بسيطًا مما كانت عليه في السابق. أضف إلى ذلك، تطور 'الوكلاء الأذكياء' التفاعليين (AI Agents) للدردشة مع العملاء وتقديم توصيات منتجات شخصية بشكل فائق الدقة.
كان الأثر المباشر لهذه التطورات هو ارتفاع توقعات العملاء تجاه المحتوى المرتبط بسياقهم الشخصي؛ ما فرض تحديًا جديدًا على المسوقين. بينما تحول دور مسوقي المحتوى نحو الإشراف الإستراتيجي، وضبط الجودة، وتحليل الأداء؛ لضمان فاعلية الحملات وتأثيرها.
الترفيه والإبداع الفني
وفي قطاع الترفيه والإبداع الفني، الذي يشمل السينما والألعاب والموسيقى، تستخدم الأدوات التوليدية كأدوات مساعدة لا مستبدلة. فباتت تستخدم في كتابة مسودات السيناريو الأولية أو توليد أفكار للحوارات، ولكن دائمًا بإشراف كتّاب محترفين.
كما تسهم في تصميم شخصيات وأجواء أولية لألعاب الفيديو أو أفلام الأنيميشن، وتأليف موسيقى خلفية أو مؤثرات صوتية مخصصة للمشاهد.
وظهرت تقنيات 'ديب فيك' المتطورة، لكنها تخضع لضوابط أخلاقية وقانونية مشددة، وفقًا لتقرير اتحاد صناعة السينما الأمريكية لعام 2025.
ويشير استطلاع 'أدوبي' إلى أن 85% من الفنانين والمخرجين يرون الذكاء التوليدي كـ'مساعد إبداعي' يعزز قدراتهم، لا كبديل عن الرؤية الفنية البشرية. ما يؤكد على دور الذكاء الاصطناعي في إثراء العملية الإبداعية وليس استبدالها.
التعليم والتدريب
في مجالي التعليم والتدريب، أحدثت هذه التقنيات تحولات جوهرية. فبات بالإمكان توليد دروس وتمارين واختبارات مكيفة مع مستوى كل طالب وأسلوب تعلمه، بحسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لعام 2025.
كما أصبح بالإمكان محاكاة سيناريوهات واقعية للتدريب المهني في مجالات مثل الطب والهندسة والمبيعات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. إضافة إلى ذلك، تمكن هذه الأدوات من ترجمة وتوطين المواد التعليمية عالميًا بسرعة قياسية؛ ما يُعزز من الوصول إلى المعرفة.
كان التأثير المباشر لهذه التحولات هو إعادة تعريف دور المعلم ليصبح مرشدًا وموجهًا في رحلة تعلم شخصية ومخصصة لكل طالب على حدة.
البرمجيات والتطوير التقني
كما ساهم الذكاء الاصطناعي بشكل حيوي في قطاع البرمجيات والتطوير التقني؛ حيث سرّع من دورة الابتكار على نحو ملحوظ.
فبات بالإمكان توليد أكواد برمجية بناءً على أوصاف نصية، كما هو الحال في 'GitHub Copilot X' عام 2025.
أضف إلى ذلك، إمكانية كتابة الوثائق الفنية تلقائيًا، وإنشاء واجهات مستخدم (UI) تجريبية سريعًا. ما يسهم في تقليل الجهد والوقت اللازمين لعملية التطوير.
وبحسب تقرير 'جارتنر' الصادر في مارس 2025، فإن 60% من المطورين يستخدمون أدوات توليدية بانتظام. ما يسرّع عملية التطوير بنسبة 35%، ولكن هذا الارتفاع يقابله زيادة في الحاجة لاختبار ومراجعة الكود البشري الدقيق لضمان الجودة والأمان.
تحديات كبرى في المحتوى المُولّد
رغم التطورات المذهلة، توَاجه صناعة المحتوى المُعتمد على الذكاء التوليدي تحديات كبرى عام 2025. ومن أبرز هذه التحديات جودة المخرجات والتحيز؛ فخطر نشر معلومات غير دقيقة أو مضللة، والتي تعرف بـ'هلوسة' الذكاء الاصطناعي، يظل قائمًا.
كما تستمر مشكلة التحيز في البيانات التي تُدرب عليها النماذج. ما يتطلب تدقيقًا بشريًا صارمًا، وفقًا لتقرير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لعام 2025.
وتعد حقوق الملكية الفكرية والأصالة معضلة قانونية ناشئة. فالسؤال حول من يملك المحتوى الموَلَّد -المستخدم والمطور أم المنصة- يظل مطروحًا.
كما تُثار قضايا قانونية حول استخدام الأعمال الفنية المحمية لتدريب النماذج. وقد شهدت المحاكم الأمريكية والأوروبية قضايا بارزة بهذا الشأن خلال عامي 2024 و2025.
الأثر على الوظائف وإعادة تشكيل المهارات
بالنسبة للأثر على الوظائف، فإن الذكاء الاصطناعي يهدد باختفاء بعض المهام الروتينية مثل كتابة المحتوى الأساس أو التصميم الجرافيكي البسيط.
لكن في المقابل، يرتفع الطلب على مهارات جديدة؛ فبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف 2025، باتت هناك حاجة ملحة لـ'الرقابة الإبداعية' للذكاء الاصطناعي. والتحرير المتقدم، والتفكير الإستراتيجي، والتحليل النقدي، والإدارة الأخلاقية لهذه التقنيات.
كذلك تشكل قضايا الأمن السيبراني والاستخدام الضار تحديات متنامية. فسهولة توليد محتوى خادع أو احتيالي، مثل: التصيد الإلكتروني المتطور أو الأخبار الكاذبة، باتت أمرًا مقلقًا. وهو ما يستدعي الحاجة لتقنيات كشف متطورة، تُعرف بـ'أمناء الذكاء الاصطناعي'؛ لردع مثل هذه الممارسات.
بداية عصر جديد للإبداع البشري
في النهاية، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس نهاية الإبداع البشري، بل هو بداية عصر جديد له. ففي عام 2025، أصبحت الأدوات التوليدية جزءًا لا يتجزأ من صناعة المحتوى، تدفع بالكفاءة والإمكانيات إلى آفاق غير مسبوقة.
ولعل التحدي الأكبر الآن هو الاستخدام المسؤول، الأخلاقي، والذكي لهذه القوة الهائلة؛ لضمان أن تظل صناعة المحتوى في خدمة الإنسانية، وتعكس تعقيدها وجمالها، وليس مجرد إنتاج كمي بلا حماس وروح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اللجوء للملاذات الآمنة ينعش العقار
اللجوء للملاذات الآمنة ينعش العقار

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

اللجوء للملاذات الآمنة ينعش العقار

منذ اندلاع شرارة الحرب بين إسرائيل وإيران تغيرت خريطة الأسواق المالية والسلعية بشكل دراماتيكي. تقلبات حادة، مخاوف متصاعدة، وهروب جماعي لرؤوس الأموال نحو «الملاذات الآمنة»، وأحدها في الكثير من الأسواق العقار الذي شهد على المستوى المحلي تغييرات كبيرة منذ بداية العام لكبح الارتفاعات الحادة التي شهدتها المنتجات العقارية. الذهب والنفط أول المستفيدين مع أولى الضربات العسكرية المتبادلة، ارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته منذ سنوات، متجاوزًا حاجز 2450 دولارًا للأوقية، تزامنًا مع ارتفاع حاد لأسعار النفط التي لامست 100 دولار للبرميل، وسط توقعات بتجاوزها 130 دولارًا حال توسع النزاع. في المقابل، تعرضت الأسواق المالية لاضطرابات عنيفة. الأسهم العالمية، بما فيها الخليجية، شهدت تراجعات متفاوتة، فيما أظهرت البورصة السعودية مقاومة نسبية لكنها لم تسلم من النزيف الجزئي للسيولة. أسعار مواد البناء أدى ارتفاع أسعار الوقود والنقل إلى قفزات مفاجئة في أسعار مواد البناء في السوق السعودي، حيث سجلت تقارير محلية وبيانات اعتمدت عليها «الوطن» ارتفاعات بنسبة تراوحت بين 15 و30% في أسعار الأسمنت والرمل وبعض المواد المركبة، ما انعكس مباشرة على تكاليف البناء والتطوير، حيث يعيد عديد من المقاولين تسعير مشاريعهم بشكل دوري لتجنب الخسارة مع ارتفاع الأسعار المفاجئ في بعض المواد. انتقال رؤوس الأموال تشير تحليلات مالية إلى أن جزءًا من رؤوس الأموال الساخنة انسحب من سوق الأسهم واتجه نحو العقارات، خصوصاً بعد تراجع قيمة بعض المحافظ بنسبة 7–10% خلال أسبوعين فقط من بداية الحرب، حيث يعد الكثير بأن العقار أحد الملاذات الآمنة التي ستحمي رؤوس أموالهم من تقلبات الأسواق. وشهد قطاع العقار خلال النصف الأول العديد من القرارات التي تعد مؤثرة بشكل مباشر على خفض أسعار العقار او استقرارها على أقل تقدير كان أبرزها إطلاق مخططات شمال الرياض على مساحة تفوق 81 كلم، وتمكين المواطنين من التملك بأسعار لا تتجاوز 1500 ريال/م²، وتطوير أنظمة رسوم الأراضي البيضاء وعقود الإيجار، إضافة لاعتماد دراسة لوضع سقف أعلى لزيادة الإيجارات السكنية، وتشير هذه الخطوات إلى سعي الدولة لتوفير عرض متوازن والحد من ارتفاعات الأسعار، خاصة مع تصاعد التكاليف المرتبطة بالحرب.

ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد انهيار أسعار النفط
ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد انهيار أسعار النفط

الوئام

timeمنذ 2 ساعات

  • الوئام

ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد انهيار أسعار النفط

لم يؤد تدخل الولايات المتحدة المُفاجئ في حرب إسرائيل مع إيران إلا إلى تأثير طفيف على أسعار النفط وأسواق الأسهم العالمية اليوم الاثنين، على الأقل في الوقت الحالي، حيث تأمل الأسواق ألا ترد إيران بطريقة تُعطل تدفق النفط الخام العالمي، مما سيضر باقتصادات العالم، بل واقتصادها أيضًا. وبعد تراجعه الطفيف في تعاملات الصباح ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7ر0% في تعاملات بعد الظهر عقب أسبوع شهدت فيه أسعار الأسهم تقلبات حادة وسط مخاوف من احتمال تصاعد الصراع. كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 269 نقطة، أي 6ر0%، بحلول الساعة الثانية ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 8ر0%. وفي سوق النفط ارتفع سعر الخام بنسبة 4% بعد وقت قصير من بدء التداول ليلة الأحد، لكنه سرعان ما تراجع مع تحول التركيز من الهجوم الأمريكي إلى رد فعل إيران. وبعد ارتفاعه اليوم، تراجع سعر برميل غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بنسبة 1ر6% ليصل إلى 34ر69 دولارًا وانخفض سعر خام برنت، القياسي للنفط الدولي بنسبة 3ر5% ليصل إلى 50ر71 دولارًا للبرميل. ولا تزال الأسعار أعلى مما كانت عليه قبل بدء القتال قبل أكثر من أسبوع بقليل، عندما كان سعر برميل النفط الأمريكي القياسي يقترب من 68 دولار. وتسارع تراجع أسعار النفط بشدة اليوم بعد إعلان إيران قصف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر. وقالت إيران أنها أطلقت نفس عدد القنابل التي قصفت بها الولايات المتحدة مواقعها النووية أمس، وهو ما يمكن أن يكون إشارة إلى رغبة إيران في خفض التصعيد من الولايات المتحدة. كان الهاجس السائد طوال الوقت هو أن حربًا متفاقمة قد تضغط على إمدادات النفط العالمية، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الخام والمنتجات النفطية المختلفة. ولا تأتي هذه المخاوف لآن إيران منتجا رئيسيا للخام، ولكن بسبب احتمال قيامها بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. جاء هدوء سوق النفط في الوقت الذي قال فيه العديد من المحللين إن إيران لن تغلق الممر المائي على الأرجح. تستخدم إيران المضيق لنقل نفطها الخام، ومعظمه إلى الصين، وهي بحاجة إلى الإيرادات التي تجنيها من مبيعات النفط هذه. قال توم كلوزا، كبير محللي السوق في شركة تيرنر ماسون وشركاه إنه يستبعد قيام إيران بغلق المضيق لأنها ستتضرر منه بشدة وستكون كمن يطبق مبدأ 'الأرض المحروقة'.

العملة الأميركية انخفضت 8.6% هذا العام مقابل العملات الرئيسية
العملة الأميركية انخفضت 8.6% هذا العام مقابل العملات الرئيسية

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

العملة الأميركية انخفضت 8.6% هذا العام مقابل العملات الرئيسية

ارتفع الدولار اليوم الاثنين مع اتجاه المستثمرين لأصول الملاذ الآمن لكن التحركات المحدودة تشير إلى أن الأسواق تنتظر رد إيران على الهجمات الأميركية على مواقعها النووية والتي أججت الصراع في الشرق الأوسط. وقالت إيران اليوم الاثنين إن الهجوم الأميركي على مواقعها النووية وسع نطاق الأهداف المشروعة لقواتها المسلحة، ووصفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "مقامر" لانضمامه إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية. وتركزت التحركات الرئيسية في سوق النفط حيث بلغت أسعار الخام أعلى مستوى لها في خمسة أشهر قبل أن تتراجع خلال اليوم، وفقًا لـ "رويترز". اقرأ أيضاً وأشار محللو بنك أوف أميركا إلى إمكانية ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الين إذا استمر ارتفاع أسعار النفط، مشيرين إلى أن اليابان تستورد معظم احتياجاتها من النفط، ويأتي أكثر من 90% منه من الشرق الأوسط، بينما الولايات المتحدة مستقلة إلى حد كبير فيما يتعلق بالطاقة. وكان أداء اليورو أفضل، إذ انخفض 0.2% فقط إلى 1.14965 دولار بعد أن أظهرت مؤشرات مديري المشتريات الأولية في منطقة اليورو استقرار اقتصاد المنطقة للشهر الثاني على التوالي في يونيو حزيران. وصدرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية في بريطانيا، والتي شهدت تحسنا طفيفا، لكنها لم تحدث تغييرا يذكر في الجنيه الإسترليني الذي وصل في أحدث التداولات إلى 1.34385 دولار، بانخفاض قدره 0.1% فقط. وفي غضون ذلك سجل الدولار الأسترالي، الذي ينظر إليه عادة كمؤشر على المخاطر، أدنى مستوى له في شهر، وكان قد انخفض في أحدث التعاملات 0.52% ليصل إلى 0.64180 دولار، بينما نزل الدولار النيوزيلندي 0.68% ليصل إلى 0.5926 دولار. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، بما يعادل 0.15% إلى 99.065 نقطة. وقالت كارول كونج، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن الأسواق في حالة ترقب بشأن رد فعل إيران، مع تزايد المخاوف بشأن التأثير التضخمي للصراع. وأضافت كونج "ستكون أسواق العملات تحت رحمة تعليقات وإجراءات الحكومات الإيرانية والإسرائيلية والأميركية... من الواضح أن المخاطر تميل إلى مزيد من الارتفاع في عملات الملاذ الآمن إذا صعدت الأطراف الصراع". وتعهدت إيران بالدفاع عن نفسها بعد يوم من إسقاط الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات على الجبل الواقع فوق موقع فوردو النووي الإيراني. وحث القادة الأميركيون طهران على التراجع. وفي خطوة نحو ما يعتبر على نطاق واسع التهديد الإيراني الأكبر لمصالح الغرب، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز. ويمر ما يقرب من 20% من شحنات النفط العالمية عبر المضيق الذي تطل عليه إيران وعُمان والإمارات. وفي حين استعاد الدولار وضعه كملاذ آمن بسبب الارتفاع السريع في المخاطر الجيوسياسية، تشير التحركات الضعيفة نسبيا في سعره إلى أن المستثمرين لا يزالون يتوخون الحذر من الاستثمار في العملة الأميركية. وانخفض الدولار 8.6% هذا العام مقابل العملات الرئيسية، إذ دفعت الضبابية الاقتصادية الناجمة عن رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية والقلق بشأن تأثيرها على النمو الأميركي المستثمرين إلى البحث عن بدائل. وتتطلع الأسواق أيضا إلى شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول أمام الكونجرس. وقال جورج فيسي، كبير محللي العملات الأجنبية والاقتصاد الكلي في كونفيرا "في ظل انقسام سياسي حاد، من المتوقع أن يؤكد باول على استقلالية مجلس الاحتياطي، وأن يؤكد مجددا أن أي قرار بشأن أسعار الفائدة سيظل معتمدا بشكل كبير على البيانات". وبالنسبة للعملات المشفرة، ارتفعت بيتكوين 2.4% في بداية التعاملات بعد انخفاضها نحو 4% أمس الأحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store