logo
أبي المنى: تمكنا من أن نمنع تسلل الفتنة إلى لبنان

أبي المنى: تمكنا من أن نمنع تسلل الفتنة إلى لبنان

صوت بيروتمنذ 2 أيام
أعلن شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى 'الرفض المطلق لحصار محافظة السويداء منذ بدء الاحداث الدموية الأليمة التي حصلت'، مقدراً الجهود المبذولة في هذا المجال.
واعتبر أن 'الدولة السورية تتحمل مسؤولية تغلغل التطرّف تحت عباءة الأمن العام، وان الصراع اليوم هو بين التطرف والاعتدال وليس بين السنة والدروز، الذين تمكنوا معا وبتضافر الجهود من وأد الفتنة'، مشددا على 'وحدة الموقف الداخلي في السويداء، وعلى التعاون من اجل فك الحصار وعودة المختطفين وهذا هو الاهم'.
كلام شيخ العقل جاء خلال مقابلة خاصة مع 'تلفزيون لبنان'، وردا على سؤال حول من يتحمل مسؤولية الدم الذي أهرق في السويداء، قال: 'المشهد مؤلم وقلما حصل مثله في تاريخنا، بالشكل الذي حصل، وهو يعيد خلط الأوراق، ويطرح السؤال الكبير: لماذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الدولة ومكونات الشعب السوري؟! ولماذا لم تستطع الدولة احتضان شعبها؟ هذا ما أكدنا عليه دائماً بانها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى بان يطمئن الناس في كنفها الى مصيرهم، هذا واجبها، وكان الأجدر بالدول الراعية للثورة ان ترعى بناء الدولة وصياغة عقد اجتماعي بين مكوناتها'.
وأضاف: 'المنطق اليوم غير منطق الأمس بالنسبة الى السلاح، أولم يكن الأجدر العمل على السعي لاتفاق قبل اراقة الدماء؟ لا يجوز ان يكون الشعب في حالة عداء مع الدولة والعكس صحيح، وقد تبيّن الاحتضان العربي لها، لقد كان هناك مؤتمر استثماري قبل اكثر من يومين، وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة بقوة'.
وحول سؤال عن نصرة الدروز الاسرائيليين لأخوانهم في سوريا وبالتالي تخوين الدروز كطائفة لها تاريخها الوطني والعربي الناصع، قال أبي المنى: 'السويداء اصواتها وطنية واصوات عروبة وإسلام، وليست اصوات خيانه، فلم نسمع أصواتا تنادي بالانفصال عن سوريا، باستثناء بعض اصوات الانفعال والتحدي، وكانت مرفوضة لدى المسؤولين والكبار. هناك لعبة أمم واضحة، وربما نصل الى وقت ترضى فيه الاطراف بالأمر الواقع المرتبط بالدولة، ولكن نحن لسنا دولة مستقلة، كي نرتبط باي مشروع مع دولة اخرى. لذا، فلتعط الدولة المجال والفرصة ولتثبت قدرتها، واذا كان هناك من اتفاق سلام فالأمر يتعلق بالدول ونحن بالنتيجة نخضع للقرارات الدولية، اما ان نسعى نحن الى اتفاقات وتطبيع فهذا الامر مرفوض، وان كنا نتطلع لكي يحل السلام المنشود، فهذا يحتاج الى حوار وتفاهم. ونكرر ما قلناه سابقا نحن لسنا ضد السلام في المنطقة، لكننا ضد الذل والخنوع'.
ورداً على سؤال يتعلق بالذين هاجموا السويداء، هل هم تحت غطاء الدولة، وهل انتم نادمون على زيارة الشرع؟ أجاب: 'لتدرس هذه الظاهرة، وكان هناك خلط كبير بين ما هم من عناصر الدولة ومن هم متطرفون وعشائر، ولكن المسؤولية تقع في النهاية على الدولة. وبالنسبة للزيارة فاننا لسنا نادمين على زيارة الشرع، لقد فرحنا بانتصار الانتفاضة في السويداء وفي كل سوريا، وعبرنا عن ذلك بزيارة دمشق لنفتح صفحة جديدة مع عهد جديد، وكنا نرغب نجاح الدولة في احتضان ابنائها. ما حصل مؤخرا كنا ننبّه اليه مع وليد بك، وقد اشار الى ذلك في مقابلته على العربية وقدم كتابا عما حصل في دمشق سنة 1860. اظن انهم فهموا الرسالة، وبأن عليهم ان يحاسبوا من ارتكب المجازر والبشاعات بحق السويداء والأبرياء'.
وتابع: 'ان الصراع اليوم هو بين سوريا الاسلام المعتدل وبين سوريا التطرف، فماذا يختار الرئيس الشرع؟ وماذا يختار الشعب السوري؟ سوريا الاعتدال والحداثة ام سوريا التطرف والارهاب والمجازر والقتل على الهوية؟! عندما نختار سوريا التطرف فكأننا نعطي لاسرائيل جواز سفر للتدخل، وهذا خطأ يجب ان يصحح. من هنا نقول، فلنعط فرصة للدولة لتثبت نفسها، ولتزيل هذا التناقض بين المشهد الراقي باطلاق الهوية البصرية وبين مشهد الدم في السويداء، وهي تحتاج أيضا إلى اعادة النظر بمفهوم وعقيدة الدولة وبعناصرها الامنية، لا سيما الأمن الداخلي والامن العام '.
وأردف: 'انا لم اقطع التواصل مع شيوخ العقل في سوريا، ولن نصمت على هذا الحصار المفروض على السويداء، ونأمل ان يبدأ بالانفراج رويداً رويدا. ونسعى مع المنظمات الدولية والمحلية للمساعدة، وقريباً ستزورنا منسقة الأمم المتحدة في لبنان بهذا الاطار. المطلوب اليوم الوحدة الداخلية في السويداء، والبطولة والشجاعة التي اعتدنا عليها من اهلنا في جبل العرب، تكون اليوم في جمع الشمل وفي وحدة الصف والموقف'.
وعن إسلامية الموحدين الدروز، رأى أن 'المسلمين الموحدين الدروز هم أصحاب مسلك توحيدي عرفاني، دخلوا في عمق حقيقة الاسلام ويسعون في مسلكهم التعبدّي الى تحقيق الغاية من فرائضه الملزمة، وذلك هو الاحسان الذي قال عنه الرسول الأكرم بعد القول عن الاسلام والايمان، بانه عبادة الله كما تراه، اي العيش مع الله بصدق، الموحدون في قلب الاسلام، وان تميزوا بجهادهم الايماني، فالعقل خلق ليجتهد، دون خروج عن الاصول وعن وحدة الجماعة، التي يجب ان تكون فوق كل اعتبار'.
وختم شيخ العقل: 'لقد تمكنا مع وليد 'بك' ومع سماحة مفتي الجمهورية والمفتين وفخامة الرئيس ودولة الرئيس والشخصيات السنية من ان نمنع تسلل الفتنة الى لبنان ولن نسمح لها، ولدينا في لبنان طاولة حوار ومحبة ورحمة منعقدة باستمرار'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا
في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ يوم واحد

  • القناة الثالثة والعشرون

في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا

ذكر موقع "Foundation for Defense of Democracies" الأميركي أن "الثورة السورية لم تكن انتفاضةً من أجل الحرية أو الديمقراطية، بل كانت تعبيرًا عن غضب الإسلاميين السنّة، بدعم من تركيا وقطر، على حكم بشار الأسد، المدعوم من إيران الشيعية". وبحسب الموقع، "في الواقع، بدأت الثورة السورية كمشروع نبيل، امتدادًا للربيع العربي. قاد المثقفون السوريون هذه الانتفاضة، مطالبين بالحرية والديمقراطية. لكن، كما يُقال، الثورة تأكل نفسها. لم يمضِ وقت طويل حتى فر هؤلاء المثقفون من البلاد، تاركين الصراع للمتطرفين من كلا الجانبين. على مدار العقد الماضي، تحولت الحرب إلى صراع بين الجهادية السنية والاستشهاد الشيعي. بدعم روسي، سيطر الإسلاميون الشيعة في البداية. لكن مع إضعاف إسرائيل للتيار الإسلامي الشيعي في لبنان وإيران، وانشغال روسيا بالصراع الأوكراني، قلب الجهاديون السنة دفة الأمور، وهزموا الأسد وحلفاءه الشيعة في نهاية المطاف". وتابع الموقع، "تسابق الجهاديون السنة إلى القصر الرئاسي. ومن بينهم أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم القاعدة، منتصرًا، مُعلنًا نفسه رئيسًا. استبدل زيه الجهادي ببدلة غربية، واتخذ اسمه الحقيقي، أحمد الشرع. تفتقر قوات الشرع إلى القوة الكافية للسيطرة على كامل سوريا، فهو يعتمد في حكمه على تحالفات مع جماعات جهادية سنية أخرى. كما ولا تمنحه رئاسته سلطة مطلقة. عندما يدّعي الشرع استعادة سيادة الدولة بنزع سلاح الدروز، وقريبًا الأكراد، فإنه لا يقول إلا نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فهو أنه لم ينزع سلاح أيٍّ من الفصائل المدعومة من تركيا في سوريا بعد". وأضاف الموقع، "تتعارض أجندة أنقرة مع إعادة بناء دولة سورية ذات سيادة. تُعامل تركيا سوريا كما تُعامل شمال قبرص كما تفرض مطالب مُتطرفة، مثل نزع سلاح الأكراد دون منحهم أي حصة من السلطة. إن أكراد سوريا، الذين اكتسبوا خبرة القتال إلى جانب القوات الأميركية لهزيمة داعش، لن يستسلموا من دون مقاومة. وإن رفضوا الاستسلام، فستبقى دولة الشرع مجزأة وغير مكتملة. في الواقع، تتعارض مصالح تركيا بشدة مع مصالح سوريا. إن هيمنة أنقرة تطغى على دمشق، وحتى لو رغب الشرع في التحرر من رعاته الأتراك، فإنه يفتقر إلى القدرة على ذلك". وبحسب الموقع، "كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ ولماذا تفشل سوريا ما بعد الأسد، وتنتقل من نفوذ الإسلاميين الشيعة المدعومين من إيران إلى الإسلاميين السنة المدعومين من تركيا وقطر؟ تكمن الإجابة في الفشل الذريع للحكومات العربية المعتدلة في فرض نفوذها. كان ينبغي على المملكة العربية السعودية، إلى جانب مصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، أن تقود تحالفًا لتوجيه سوريا نحو حكم معتدل، وليس ي المتشدد ". وتابع الموقع، "مع ذلك، اتسمت العواصم العربية المعتدلة بردود الفعل بدلاً من المبادرة، فهي تأمل في استقطاب الشرع بعيداً عن تركيا وقطر بالاستثمارات. لكن التاريخ يُعلّمنا أن المال وحده لا يكفي لإنهاء الحروب الأهلية. فقد ضخّت الدول العربية الغنية مليارات الدولارات في لبنان منذ اندلاع حربه الأهلية عام 1975، ومع ذلك، لا يزال لبنان دولةً فاشلةً، مُنهارةً كما كانت في 13 نيسان 1975. وأضاف الموقع، "إن استبدال النفوذ الإسلامي الإيراني بنفوذ تركيا وقطر لن يحل الأزمة السورية. هناك حاجة لجهد تقوده الولايات المتحدة لتهميش هذه الحكومات الثلاث ذات الميول الإسلامية، تركيا وقطر وإيران، لصالح دول عربية معتدلة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب إسرائيل، جارة سوريا. ومن دون مثل هذا التدخل، فلن يمر وقت طويل قبل أن يواجه العالم حركة جهادية متطرفة تتجدد في مختلف أنحاء سوريا، مما يضطرنا إلى العودة إلى نقطة البداية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا
في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا

ليبانون 24

timeمنذ يوم واحد

  • ليبانون 24

في حال استبدال إيران بتركيا.. هذا ما سيحدث لسوريا

ذكر موقع "Foundation for Defense of Democracies" الأميركي أن "الثورة السورية لم تكن انتفاضةً من أجل الحرية أو الديمقراطية، بل كانت تعبيرًا عن غضب الإسلاميين السنّة، بدعم من تركيا وقطر، على حكم بشار الأسد ، المدعوم من إيران الشيعية". وبحسب الموقع، "في الواقع، بدأت الثورة السورية كمشروع نبيل، امتدادًا للربيع العربي. قاد المثقفون السوريون هذه الانتفاضة، مطالبين بالحرية والديمقراطية. لكن، كما يُقال، الثورة تأكل نفسها. لم يمضِ وقت طويل حتى فر هؤلاء المثقفون من البلاد، تاركين الصراع للمتطرفين من كلا الجانبين. على مدار العقد الماضي، تحولت الحرب إلى صراع بين الجهادية السنية والاستشهاد الشيعي. بدعم روسي، سيطر الإسلاميون الشيعة في البداية. لكن مع إضعاف إسرائيل للتيار الإسلامي الشيعي في لبنان وإيران، وانشغال روسيا بالصراع الأوكراني، قلب الجهاديون السنة دفة الأمور، وهزموا الأسد وحلفاءه الشيعة في نهاية المطاف". وتابع الموقع، "تسابق الجهاديون السنة إلى القصر الرئاسي. ومن بينهم أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم القاعدة ، منتصرًا، مُعلنًا نفسه رئيسًا. استبدل زيه الجهادي ببدلة غربية، واتخذ اسمه الحقيقي، أحمد الشرع. تفتقر قوات الشرع إلى القوة الكافية للسيطرة على كامل سوريا ، فهو يعتمد في حكمه على تحالفات مع جماعات جهادية سنية أخرى. كما ولا تمنحه رئاسته سلطة مطلقة. عندما يدّعي الشرع استعادة سيادة الدولة بنزع سلاح الدروز، وقريبًا الأكراد، فإنه لا يقول إلا نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فهو أنه لم ينزع سلاح أيٍّ من الفصائل المدعومة من تركيا في سوريا بعد". وأضاف الموقع، "تتعارض أجندة أنقرة مع إعادة بناء دولة سورية ذات سيادة. تُعامل تركيا سوريا كما تُعامل شمال قبرص كما تفرض مطالب مُتطرفة، مثل نزع سلاح الأكراد دون منحهم أي حصة من السلطة. إن أكراد سوريا، الذين اكتسبوا خبرة القتال إلى جانب القوات الأميركية لهزيمة داعش، لن يستسلموا من دون مقاومة. وإن رفضوا الاستسلام، فستبقى دولة الشرع مجزأة وغير مكتملة. في الواقع، تتعارض مصالح تركيا بشدة مع مصالح سوريا. إن هيمنة أنقرة تطغى على دمشق، وحتى لو رغب الشرع في التحرر من رعاته الأتراك، فإنه يفتقر إلى القدرة على ذلك". وبحسب الموقع، "كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ ولماذا تفشل سوريا ما بعد الأسد، وتنتقل من نفوذ الإسلاميين الشيعة المدعومين من إيران إلى الإسلاميين السنة المدعومين من تركيا وقطر؟ تكمن الإجابة في الفشل الذريع للحكومات العربية المعتدلة في فرض نفوذها. كان ينبغي على المملكة العربية السعودية ، إلى جانب مصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، أن تقود تحالفًا لتوجيه سوريا نحو حكم معتدل، وليس ي المتشدد ". وتابع الموقع، "مع ذلك، اتسمت العواصم العربية المعتدلة بردود الفعل بدلاً من المبادرة، فهي تأمل في استقطاب الشرع بعيداً عن تركيا وقطر بالاستثمارات. لكن التاريخ يُعلّمنا أن المال وحده لا يكفي لإنهاء الحروب الأهلية. فقد ضخّت الدول العربية الغنية مليارات الدولارات في لبنان منذ اندلاع حربه الأهلية عام 1975، ومع ذلك، لا يزال لبنان دولةً فاشلةً، مُنهارةً كما كانت في 13 نيسان 1975. وأضاف الموقع، "إن استبدال النفوذ الإسلامي الإيراني بنفوذ تركيا وقطر لن يحل الأزمة السورية. هناك حاجة لجهد تقوده الولايات المتحدة لتهميش هذه الحكومات الثلاث ذات الميول الإسلامية، تركيا وقطر وإيران، لصالح دول عربية معتدلة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب إسرائيل، جارة سوريا. ومن دون مثل هذا التدخل، فلن يمر وقت طويل قبل أن يواجه العالم حركة جهادية متطرفة تتجدد في مختلف أنحاء سوريا، مما يضطرنا إلى العودة إلى نقطة البداية".

شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول... لسنا ضد السلام في المنطقة ولكن!
شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول... لسنا ضد السلام في المنطقة ولكن!

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

شيخ العقل: الحصار على السويداء غير مقبول... لسنا ضد السلام في المنطقة ولكن!

أعلن شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الرفض المطلق لحصار محافظة السويداء منذ بدء الأحداث الدموية الأليمة التي حصلت، مقدراً الجهود المبذولة في هذا المجال. واعتبر أن "الدولة السورية تتحمل مسؤولية تغلغل التطرّف تحت عباءة الأمن العام". ورداً على سؤال حول من يتحمل مسؤولية الدم الذي أهرق في السويداء، قال خلال مقابلة خاصة مع "تلفزيون لبنان": "المشهد مؤلم وقلما حصل مثله في تاريخنا، بالشكل الذي حصل، وهو يعيد خلط الأوراق، ويطرح السؤال الكبير: لماذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الدولة ومكونات الشعب السوري؟! ولماذا لم تستطع الدولة احتضان شعبها؟ هذا ما أكدنا عليه دائماً بأنها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى بأن يطمئن الناس في كنفها إلى مصيرهم، هذا واجبها، وكان الأجدر بالدول الراعية للثورة أن ترعى بناء الدولة وصياغة عقد اجتماعي بين مكوناتها". وأضاف: "المنطق اليوم غير منطق الأمس بالنسبة إلى السلاح، أولم يكن الأجدر العمل على السعي لاتفاق قبل إراقة الدماء؟ لا يجوز أن يكون الشعب في حالة عداء مع الدولة والعكس صحيح، وقد تبيّن الاحتضان العربي لها، لقد كان هناك مؤتمر استثماري قبل أكثر من يومين، وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة بقوة". وحول سؤال عن نصرة الدروز الإسرائيليين لأخوانهم في سوريا وبالتالي تخوين الدروز كطائفة لها تاريخها الوطني والعربي الناصع، قال أبي المنى: "السويداء أصواتها وطنية وأصوات عروبة وإسلام، وليست أصوات خيانه، فلم نسمع أصواتا تنادي بالانفصال عن سوريا، باستثناء بعض أصوات الانفعال والتحدي، وكانت مرفوضة لدى المسؤولين والكبار". وأوضح أن "هناك لعبة أمم واضحة، وربما نصل إلى وقت ترضى فيه الأطراف بالأمر الواقع المرتبط بالدولة، ولكن نحن لسنا دولة مستقلة، كي نرتبط بأي مشروع مع دولة أخرى. لذا، فلتعط الدولة المجال والفرصة ولتثبت قدرتها، وإذا كان هناك من اتفاق سلام فالأمر يتعلق بالدول ونحن بالنتيجة نخضع للقرارات الدولية، أما أن نسعى نحن إلى اتفاقات وتطبيع فهذا الأمر مرفوض، وإن كنا نتطلع لكي يحل السلام المنشود، فهذا يحتاج إلى حوار وتفاهم. ونكرر ما قلناه سابقاً نحن لسنا ضد السلام في المنطقة، لكننا ضد الذل والخنوع". ورداً على سؤال يتعلق بالذين هاجموا السويداء، هل هم تحت غطاء الدولة، وهل انتم نادمون على زيارة أحمد الشرع؟ قال: "لتدرس هذه الظاهرة، وكان هناك خلط كبير بين من هم من عناصر الدولة ومن هم متطرفون وعشائر، ولكن المسؤولية تقع في النهاية على الدولة. أظن أنهم فهموا الرسالة، وبأن عليهم أن يحاسبوا من ارتكب المجازر والبشاعات بحق السويداء والأبرياء". وشدد أبي المنى خلال المقابلة على أن "الصراع اليوم هو بين سوريا الإسلام المعتدل وبين سوريا التطرف، فماذا يختار الشرع؟ وماذا يختار الشعب السوري؟ سوريا الاعتدال والحداثة أم سوريا التطرف والإرهاب والمجازر والقتل على الهوية؟! عندما نختار سوريا التطرف فكأننا نعطي لإسرائيل جواز سفر للتدخل، وهذا خطأ يجب أن يصحح"، مضيفاً: "من هنا نقول، فلنعطِ فرصة للدولة لتثبت نفسها، ولتزيل هذا التناقض بين المشهد الراقي بإطلاق الهوية البصرية وبين مشهد الدم في السويداء، وهي تحتاج أيضاً إلى إعادة النظر بمفهوم وعقيدة الدولة وبعناصرها الامنية، لا سيما الأمن الداخلي والأمن العام ". وتابع أبي المنى: "أنا لم أقطع التواصل مع شيوخ العقل في سوريا، ولن نصمت على هذا الحصار المفروض على السويداء، ونأمل أن يبدأ بالإنفراج رويداً رويداً. ونسعى مع المنظمات الدولية والمحلية للمساعدة، وقريباً ستزورنا منسقة الأمم المتحدة في لبنان بهذا الإطار". وأشار إلى أن "المطلوب اليوم الوحدة الداخلية في السويداء، والبطولة والشجاعة التي اعتدنا عليها من أهلنا في جبل العرب، تكون اليوم في جمع الشمل وفي وحدة الصف والموقف". وختم شيخ العقل مقابلته بالقول: "لقد تمكنا مع وليد جنبلاط ومع مفتي الجمهورية والمفتين ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والشخصيات السنية من أن نمنع تسلل الفتنة إلى لبنان ولن نسمح لها، ولدينا طاولة حوار ومحبة ورحمة منعقدة باستمرار".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store