
الأسبوع العالمى للرضاعة الطبيعية.. كيف يؤثر حليب الأم على ميكروبيوم الأمعاء؟
ويظهر الأطفال الذين لديهم ميكروبيوم معوي قوي ومتوازن استجابات مناعية أكثر فاعلية وهضم أفضل ونمو صحي لصورة عامة.
ووفقا لموقع news 18، يحتوي حليب الأم على سكريات قليلة التعدد (HMOs)، وهي سكريات معينة لا يهضمها الأطفال بأنفسهم، بل تغذي هذه السكريات البكتيريا النافعة، مما يساعدها على النمو ويهيئ بيئة معوية صحية، وفى الأسبوع العالمى للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية نوضح العلاقة بينها وبين تعزيز ميكروبيوم الأمعاء الصحية لدى الطفل.
حيث لا يقتصر دور ميكروبيوم الأمعاء على دعم عملية الهضم، بل يساعد الجهاز المناعي على تعلم كيفية الاستجابة، ومعرفة متى يتصرف ومتى يتراجع، قد ي هذا التعلم المبكر من خطر الإصابة بالحساسية والالتهابات وبعض المشاكل الصحية طويلة الأمد.
من الناحية السريرية، هناك فوائد طويلة المدي، فالأطفال الذين يتمتعون بميكروبيوم معوي قوي ومتوازن يظهرون استجابات مناعية أكثر استقرار، وهضم أفضل، ونمو صحي بشكل عام، ولذلك يوصى الخبراء بالرضاعة الطبيعية لدعم نمو الطفل منذ البداية.
الآثار الصحية طويلة المدى للميكروبيوم الصحى
يتطور الميكروبيوم الصحي فى السنوات الثلاثة الأولى من العمر، ويلعب دور حيوي طوال العمر، بما في ذلك قدرة الإنسان على مكافحة الأمراض والوقاية من العدوى.
يغذي حليب الأم الميكروبيوم بالبكتيريا النافعة حتى ينضج تمامًا، تلعب بكتيريا الأمعاء النافعة دور في خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الربو والسمنة والحساسية والتهاب الجلد واضطرابات النمو العصبي، كما أنها لها دور قوي في تنظم القلق والمزاج والإدراك والألم عن طريق محور الدماغ.
ومن المعروف أن الرضاعة الطبيعية عامل فعال وقابل للتعديل في تكوين ميكروبيوم الطفل، إلى جانب بكتيريا الحليب ومكوناته وتركيب ميكروبات أمعاء الرضيع، في مراحل مختلفة من السنة الأولى من عمر الطفل.
وهناك عدد من العوامل التي تؤثر في تكوين ميكروبيوم صحي، من حيث ولادة الطفل قيصري أم طبيعي، وحالة ميكروبيوم الأم ومؤشر كتلة جسمها أثناء الحمل والرضاعة، وما إذا كان الطفل قد ولد في وقته الطبيعي دون نقصان، ومستويات توتر الأم، واستخدام المضادات الحيوية، ومدة الرضاعة الطبيعية، وأي الأطعمة الصلبة تقدم أولا، وما إذا كان للطفل أشقاء، ونظام الأم الغذائي أثناء الرضاعة الطبيعية، وتركيبة الحليب في مراحل الرضاعة المختلفة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
الأسبوع العالمى للرضاعة الطبيعية.. كيف يؤثر حليب الأم على ميكروبيوم الأمعاء؟
يعد حليب الأم مهم جدا لتغذية الطفل الرضيع، وذلك بداية من الأيام الأولى للولادة حيث يدخل بكتيريا مفيدة مثل اللاكتوباسيلس والبيفيدوباكتيريوم، والتى تتمثل فى ميكروبيوم أمعاء الرضيع، ويلعب هذا التوازن الميكروبي دور حيوي في الهضم وتحفيز الجهاز المناعي. ويظهر الأطفال الذين لديهم ميكروبيوم معوي قوي ومتوازن استجابات مناعية أكثر فاعلية وهضم أفضل ونمو صحي لصورة عامة. ووفقا لموقع news 18، يحتوي حليب الأم على سكريات قليلة التعدد (HMOs)، وهي سكريات معينة لا يهضمها الأطفال بأنفسهم، بل تغذي هذه السكريات البكتيريا النافعة، مما يساعدها على النمو ويهيئ بيئة معوية صحية، وفى الأسبوع العالمى للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية نوضح العلاقة بينها وبين تعزيز ميكروبيوم الأمعاء الصحية لدى الطفل. حيث لا يقتصر دور ميكروبيوم الأمعاء على دعم عملية الهضم، بل يساعد الجهاز المناعي على تعلم كيفية الاستجابة، ومعرفة متى يتصرف ومتى يتراجع، قد ي هذا التعلم المبكر من خطر الإصابة بالحساسية والالتهابات وبعض المشاكل الصحية طويلة الأمد. من الناحية السريرية، هناك فوائد طويلة المدي، فالأطفال الذين يتمتعون بميكروبيوم معوي قوي ومتوازن يظهرون استجابات مناعية أكثر استقرار، وهضم أفضل، ونمو صحي بشكل عام، ولذلك يوصى الخبراء بالرضاعة الطبيعية لدعم نمو الطفل منذ البداية. الآثار الصحية طويلة المدى للميكروبيوم الصحى يتطور الميكروبيوم الصحي فى السنوات الثلاثة الأولى من العمر، ويلعب دور حيوي طوال العمر، بما في ذلك قدرة الإنسان على مكافحة الأمراض والوقاية من العدوى. يغذي حليب الأم الميكروبيوم بالبكتيريا النافعة حتى ينضج تمامًا، تلعب بكتيريا الأمعاء النافعة دور في خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الربو والسمنة والحساسية والتهاب الجلد واضطرابات النمو العصبي، كما أنها لها دور قوي في تنظم القلق والمزاج والإدراك والألم عن طريق محور الدماغ. ومن المعروف أن الرضاعة الطبيعية عامل فعال وقابل للتعديل في تكوين ميكروبيوم الطفل، إلى جانب بكتيريا الحليب ومكوناته وتركيب ميكروبات أمعاء الرضيع، في مراحل مختلفة من السنة الأولى من عمر الطفل. وهناك عدد من العوامل التي تؤثر في تكوين ميكروبيوم صحي، من حيث ولادة الطفل قيصري أم طبيعي، وحالة ميكروبيوم الأم ومؤشر كتلة جسمها أثناء الحمل والرضاعة، وما إذا كان الطفل قد ولد في وقته الطبيعي دون نقصان، ومستويات توتر الأم، واستخدام المضادات الحيوية، ومدة الرضاعة الطبيعية، وأي الأطعمة الصلبة تقدم أولا، وما إذا كان للطفل أشقاء، ونظام الأم الغذائي أثناء الرضاعة الطبيعية، وتركيبة الحليب في مراحل الرضاعة المختلفة.


الشارقة 24
منذ 5 أيام
- الشارقة 24
هل نظامك الغذائي يُسبب لك المرض؟
فمن التعب المُستمر وضبابية الدماغ إلى الأمراض الالتهابية وحتى اضطرابات المزاج، لا يُمكن إنكار العلاقة بين ما نأكله وشعورنا، فلا يقتصر الأمر على السمنة فحسب؛ فحتى الأشخاص الذين يبدون بوزن صحي قد يُعانون من الآثار السلبية لنظام غذائي لا يتوافق مع احتياجات أجسامهم . ويختلف نظامنا الغذائي الحالي اختلافًا كبيرًا عن نظام أسلافنا، فنحن نتعرض لكم هائل من الأطعمة فائقة المعالجة، المليئة بالسكر والدهون غير الصحية والمكونات الصناعية، فقد صُممت هذه الخلطات لتكون لذيذة للغاية ومسببة للإدمان، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب القيمة الغذائية . تأمل هذه الأسباب الشائعة وتأثيرها المحتمل : * الإفراط في تناول السكر: لا يقتصر الأمر على تسوس الأسنان فحسب، بل قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى مقاومة الأنسولين، والالتهاب المزمن، واختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء، وترتبط هذه العوامل بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، وحتى المشاكل العصبية . * الحبوب المكررة: مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات، تُجرد هذه الأطعمة من الألياف والعناصر الغذائية، مما يُسبب ارتفاعًا سريعًا في نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يُسهم هذا التقلب المفاجئ في مستويات الطاقة، وزيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات . * الدهون غير الصحية: يمكن أن تُؤدي الدهون المتحولة واختلال توازن أحماض أوميغا 6 وأوميغا 3 الدهنية إلى تفاقم الالتهابات في الجسم بشكل عام ، مما يؤثر على كل شيء من صحة المفاصل إلى وظائف القلب والأوعية الدموية . * الإضافات الصناعية: يمكن للمواد الحافظة والملونات والمحليات الصناعية أن تُسبب اضطرابات في صحة الأمعاء، وتُحفز ردود فعل تحسسية، وقد تُسبب عواقب صحية طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة . عدم التحمل الغذائي الخفي ورغم أن الأطعمة المُصنّعة تُشكل مصدر قلق كبير، إلا أن الأطعمة "الصحية" قد تُسبب مشاكل لبعض الأفراد، فالتحسس أو عدم تحمل الطعام، على عكس الحساسية الشديدة، غالبًا ما تظهر بأعراض متأخرة وأقل حدة، مما يجعل من الصعب للغاية تحديدها، فقد تتناول شيئًا يبدو غير ضار، مثل القمح أو منتجات الألبان، ليُسبب لك مشاكل طفيفة، ولكنها مستمرة بعد ساعات أو حتى أيام . تشمل الأعراض الشائعة لعدم تحمل الطعام ما يلي : * مشاكل هضمية: انتفاخ، غازات، إمساك، إسهال. * إرهاق وضعف في الطاقة. * صداع أو صداع نصفي. * مشاكل جلدية: أكزيما، وحب شباب، وطفح جلدي. * آلام في المفاصل والعضلات. * تشوش ذهني وصعوبة في التركيز. * تقلبات مزاجية: انفعال، وقلق، واكتئاب. وإذا كنت تشك في إصابتك بعدم تحمل نوع معين من الأطعمة، فإن العمل مع أخصائي رعاية صحية لاستكشاف نظام غذائي للتخلص من بعض الأطعمة قد يكون مفيدًا للغاية، ويتضمن ذلك إزالة الأطعمة المشتبه بها مؤقتًا ثم إعادة إدخالها واحدة تلو الأخرى لمراقبة رد فعل جسمك . صحة الأمعاء يكمن جزء أساسي من الصحة في ميكروبيوم أمعائك، حيث أن هناك أعداد كبيرة من البكتيريا التي تعيش في جهازك الهضمي، حيث يلعب هذا النظام البيئي المعقد دورًا هامًا في المناعة، وامتصاص العناصر الغذائية، وحتى إنتاج النواقل العصبية (مما يؤثر على المزاج). ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والسكر والدهون غير الصحية إلى اختلال هذا التوازن الدقيق، مما يؤدي إلى حالة تسمى خلل التوازن البكتيري . ويرتبط خلل التوازن البكتيري ارتباطًا وثيقًا بما يلي : * داء الأمعاء الالتهابي (IBD) . * متلازمة القولون العصبي (IBS) . * أمراض المناعة الذاتية. * الحساسية والربو. * السمنة. * القلق والاكتئاب. إن تغذية أمعائك بالأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، والأطعمة المخمرة (مثل الزبادي)، أمرٌ أساسي لتعزيز ميكروبيوم صحي، وبالتالي تحسين صحتك العامة، ويمكنك أيضاً تجربة البريبايوتكس . خطوات بسيطة نحو صحة أفضل لديك قوة هائلة للتأثير على صحتك من خلال خياراتك الغذائية، ولا يتطلب الأمر إجراءات جذرية بين عشية وضحاها، بل تحولًا واعيًا نحو عادات غذائية أكثر تغذية تدريجياً . إليك خطوات عملية يمكنك اتخاذها : * إعطاء الأولوية للأطعمة الكاملة: اجعل طبقك غنيًا بالخضراوات والفواكه والبروتينات قليلة الدهون، والدهون الصحية والحبوب الكاملة، إذ توفر هذه الأطعمة الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية . * اقرأ الملصقات بعناية: ابحث عن السكريات المضافة، والدهون المتحولة، وقوائم المكونات الطويلة التي يصعب نطقها، فكلما قلّت المكونات، كان ذلك أفضل . * ترطيب الجسم بالماء: غالبًا ما يُخلط بين العطش والجوع، فاجعل الماء مشروبك الأساسي، وقلل من المشروبات السكرية . * استمع إلى جسمك: انتبه لتأثير الأطعمة المختلفة عليك، وهل تشعر بالنشاط أم الخمول بعد تناول وجبة؟ * طبخ الطعام في المنزل بشكل متكرر يمنحك تحكمًا كاملًا في مكونات طعامك. * فكّر في "إعادة ضبط" نظامك الغذائي: حتى فترة قصيرة من التركيز على الأطعمة الكاملة غير المُصنّعة يُمكن أن تُساعدك على تحديد الأطعمة المُحفّزة وإعادة ضبط نظامك الغذائي. إن نظامنا الغذائي أكثر بكثير من مُجرّد سعرات حرارية؛ إنه أداة فعّالة يُمكنها أن تُساعدنا على بناء صحتنا، أو هدمها، وبفهم الحقيقة حول تأثير الطعام على صحتنا، يُمكننا اتخاذ خيارات أفضل تُمكّننا من عيش حياة أكثر صحة وحيوية.


الاتحاد
منذ 6 أيام
- الاتحاد
علاقة السمنة بالسرطان أسوأ مما يظن البعض !
أظهرت الأدلة المتزايدة أن وفيات السرطان المرتبط بالسمنة في ارتفاع رغم أن الوفيات التي يسببها مرض السرطان في تراجع، بشكل عام. فقد كشف تقرير شامل جديد حول اتجاهات السرطان في الولايات المتحدة، نُشر في أبريل الماضي، أن أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة أصبحت أكثر شيوعًا. ووجدت دراسة أخرى، عُرضت في يوليو الماضي خلال الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، أن الوفيات الناجمة عن سرطانات مرتبطة بالسمنة تضاعفت بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقدين الماضيين. تُعد السمنة، بعد التدخين، أحد الأسباب الرئيسية للسرطان التي يمكن الوقاية منها. ومع ذلك، فحتى مع زيادة وعي الجمهور بمخاطر التدخين بشكل كبير، يحذر الخبراء من أننا قللنا من تقدير مدى قدرة الوزن الزائد، والبيولوجيا المعقدة التي تكمن وراءه، على تأجيج المرض، ووفقا لموقع هذا الارتباط بين السمنة والسرطان ليس مفهومًا تمامًا، لكن الخبراء يُشيرون إلى بعض الاحتمالات القوية. قد يكون هرمون الأستروجين، أو الخلايا الدهنية، أو الميكروبيوم (مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان)، أو مقاومة الأنسولين، أو كل ما سبق. أمر واحد مؤكد: إن خطر السمنة على الصحة العامة في ازدياد مستمر. فماذا يعني هذا للوقاية من السرطان، وكيف يُمكن حماية نفسك؟ خطر على النساء أدى انخفاض كبير في عدد المدخنين والسرطانات المرتبطة بالتدخين إلى انخفاض معدلات الإصابة بالسرطان بشكل عام. قال الدكتور إيثان لازاروس، أخصائي طب السمنة في كولورادو "من أكثر الإحالات شيوعًا بالنسبة لي أطباء السرطان". فقد أظهرت الأدلة مرارًا وتكرارًا أن زيادة كمية الأنسجة الدهنية تزيد من خطر عودة السرطان. ويرتبط فقدان الوزن بتحسن معدلات النجاة من السرطان، وخاصةً سرطان الثدي والقولون. تميل النساء إلى أن تكون لديهن معدلات سمنة أعلى من الرجال، ومعدلات أعلى من السمنة المفرطة، على وجه الخصوص، مما قد يفسر جزئيًا سبب تأثرهن أكثر بالسرطانات المرتبطة بالسمنة. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن العديد من أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة خاصة بالنساء أو أكثر شيوعًا بينهن. لكن هذا لا يفسر السؤال الأهم: لماذا تزيد السمنة من خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء، أو لدى أي شخص آخر؟ الدهون تسبب المرض قال الدكتور سكوت سامرز، المدير التنفيذي المشارك لمركز أبحاث السكري والتمثيل الغذائي في جامعة يوتا الصحية "الحقيقة هي أنه لا أحد يعرف حقًا لماذا تُسبب السمنة السرطان". لكن مجموعة سامرز البحثية تعتقد أن الخلايا الدهنية جزء كبير من المشكلة. يضيف سامرز "الخلايا الدهنية غريبة، ويمكن أن تكون ضارة". وقد صاغ خبراء السمنة مصطلحًا لنقطة التحول عندما تبدأ الخلايا الدهنية بالتأثير على صحتك: "اعتلال الشحم" (adiposopathy) من "adipos" تعني الدهون، و"pathy" تعني المرض، كما قال لازاروس. أولاً، قد تُسبب هذه الأنسجة السرطان لمجرد قربها. فوفقاً لمراجعة نُشرت عام 2023 في مجلة Frontiers in Endocrinology، تظهر جميع أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة تقريباً في أجزاء الجسم التي تتركز فيها الأنسجة الدهنية أو بجوارها، مثل البطن والثدي. وتُظهر الأبحاث، التي أُجريت على الفئران، أن سرطان الثدي يكون أكثر عدوانية عندما يكون مُحاطاً بالمزيد من الأنسجة الدهنية. تقول الدكتورة بريا جايسنغاني، أخصائية طب السمنة في مدينة نيويورك، إن إحدى النظريات الشائعة هي أن الأنسجة الدهنية "نشطة هرمونياً"، خاصةً بعد انقطاع الطمث، أي أنها تُطلق هرمونات مثل الأستروجين، والتي قد تُسبب نمو بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي أو بطانة الرحم. في الواقع، يُعد سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث أكثر أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة شيوعاً لدى النساء. دور الالتهاب والأنسولين يُعتبر الالتهاب سببًا آخر للمرض. فمع تراكم الخلايا الدهنية ونموها، أو مع زيادة الوزن، تُحفز هذه الأنسجة استجابة مناعية. يقول سامرز "هناك عدة طرق لحدوث ذلك. إحداها هي تسلل الخلايا المناعية إلى الأنسجة الدهنية للتخلص من الخلايا الدهنية الميتة". يُنتج هذا التنشيط المناعي التهابًا مزمنًا منخفض الدرجة، مما يزيد من خطر تلف الحمض النووي والطفرات الخلوية، مما قد يُهيئ الجسم للإصابة بالسرطان. قد يُسهم الالتهاب المزمن أيضًا في اختلال وظائف الأنسولين، مما قد يُعزز الإصابة بالسرطان. غالبًا ما يُعاني الأشخاص المصابون بالسمنة من مقاومة الأنسولين، أي أن خلاياهم لا تستجيب بشكل صحيح للمستويات الطبيعية من الأنسولين، وهو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس لتنظيم سكر الدم. عند حدوث ذلك، يُفرز البنكرياس المزيد من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم تحت السيطرة، مما يرفع مستويات الأنسولين في الدم، مما قد يُحفز نمو الأنسجة، بما في ذلك أنسجة السرطان، وفقًا لسامرز. ما يحدث في الأمعاء كشف فريق سامرز عن عامل مُحتمل في الأمعاء: وهو نوع من جزيئات تخزين الدهون يُسمى "الشحميّات السفينجوليّة" (sphingolipids)، والذي يتراكم في الجسم أثناء السمنة. يقول سامرز: "نعتقد أنها تُسبب ضررًا كبيرًا في السمنة، وهي علامة على امتلاء المسارات الأخرى لتخزين الدهون". في دراسات أُجريت على الفئران، أدت إزالة الشحميّات السفينجوليّة إلى القضاء على أمراض مرتبطة بالسمنة مثل أمراض الكلى، ومرض الكبد الدهني، والسكري، وقصور القلب. وأظهرت إحدى الدراسات أن الشحميّات السفينجوليّة تُعزز الإنتاج السريع للخلايا الجذعية في الأمعاء، وهي نتيجة غير متوقعة تُشير إلى أن جزيئات الدهون قد تُحفز تكاثرًا مفرطًا للخلايا في القولون، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وفقًا لسامرز. يُعد هذا الأمر بالغ الأهمية نظرًا للارتفاع العالمي غير المُفسر في سرطان القولون بين الأشخاص دون سن الخمسين. وتُشير البيانات إلى أن السمنة المُستمرة تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 57%. لا يزال الكثير من الناس، بمن فيهم الأطباء، ينظرون إلى السمنة على أنها مشكلة تتعلق بأسلوب الحياة وليست مشكلة طبية. غالبًا ما يتم تجاهل الأعراض المبكرة للسرطان ويُعزى ذلك إلى زيادة الوزن. وغالبًا ما تُترك السمنة دون علاج، ولا يكتشف السرطان لدى الأشخاص المصابين بها. يقول الخبراء إنها أزمة صحية عامة تتطلب، مثل التدخين وسرطان الرئة، نهجًا صحيًا عامًا. ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لحماية نفسك أيضًا. فإذا كانت لديك مخاوف صحية تتعلق بالسمنة، فهي مشكلة طبية، ومن المناسب تمامًا طلب العلاج. لا تزال النصائح القياسية للوقاية من السرطان سارية: إجراء فحوصات وقائية، وممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة أسبوعيًا، وإعطاء الأولوية للنوم لمدة تتراوح بين ست وثماني ساعات ليلًا. مصطفى أوفى (أبوظبي)