
رجال يزاحمون النواعم في تنظيف البشرة.. والمضاعفات بلا حساب
انتشرت ظاهرة العناية بالبشرة بين الرجال، في الجزائر، بشكل لافت، خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت مراكز التجميل تستقطب فئة كبيرة من الشباب، الراغبين في تنظيف بشرتهم، والتخلّص من الشوائب. ورغم أن العناية بالبشرة تعد جزءا أساسيا من المظهر الشخصي، إلا أن الأطباء يحذرون من المخاطر الصحية التي تخلفها ببعض الإجراءات التجميلية الخاطئة، التي يمارسها أشخاص غير مؤهلين علميا.
لم يعد مشهد الشباب داخل مراكز التجميل وصالونات الحلاقة أمرا غريبا بمجتمعنا، أو يقتصر على النساء فقط، بل أصبح الكثير منهم يقبلون بانتظام على جلسات تنظيف عميق للبشرة، تقشير الوجه، وإزالة الرؤوس السوداء، واستعمال مختلف المراهم والكريمات وأقنعة التجميل، في محاولة للحصول على النضارة والإشراق، حيث أضحت هذه الظاهرة اليوم تحظى بشعبية متزايدة بين الرجال والمراهقين، خاصة بعد التأثير القوي لمواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات الترويجية لمنتجات التجميل الرجالية، بالإضافة إلى بروز عدة صفحات لمؤثرين 'رجال' عبر 'الأنستغرام' يقومون بنشر مقاطع فيديو يومية، حول كيفية استعمال روتين العناية بالبشرة في المنزل، والتسويق لمواد تجميل لعلامات تجارية غير معروفة.
وفي الموضوع، حذر المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش، من تفشي ظاهرة تنظيف البشرة لدى الرجال في محلات الحلاقة العادية، مؤكدا أن هذه الممارسات التي يروّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطرا حقيقيا على صحة الجلد والصحة العامة أيضا، خاصة مع استخدام كريمات ومنتجات مجهولة المصدر وغير خاضعة لأي رقابة طبية، بالإضافة إلى الاعتناء بالبشرة داخل محلات تفتقد الشروط الصحية المطلوبة داخل مراكز التجميل.
وسلّط كواش الضوء على حالة استقبلتها المصالح الاستشفائية لشاب يبلغ من العمر 25 عاما، خضع لتنظيف البشرة في أحد محلات الحلاقة، حيث استخدمت عليه كريمات غير معروفة بغرض إزالة ندبات وتقرحات كان يعاني منها على مستوى الوجه، إلا أن النتيجة كانت كارثية، بحسب المتحدث، إذ أصيب المعني بحساسية مفرطة، منها احمرار شديد وطفح جلدي خطير، الأمر الذي استدعى تدخلا طبيا عاجلا، وكشف المتحدث عن استقبال العديد من الحالات المشابهة بالعيادات الطبية، والمستشفيات نتيجة القيام بالعناية في ظروف غير صحية.
ولفت كواش إلى أن نوعية البشرة الذكورية تختلف عن البشرة الأنثوية، من حيث التركيبة والتأثيرات الهرمونية على الوجه، ما يعني أن طرق العناية التي تناسب النساء قد لا تناسب الرجال، وأضاف أن المواد الكيميائية أو حتى الطبيعية المستخدمة في التجميل قد لا تتناسب مع جميع أنواع البشرة، كما يمكن أن تتسبّب في التهابات حادة، منها الإصابة بالحساسية، بل وحتى الأورام الجلدية، قائلا إن العملية الخاصة بالتنظيف العميق أو السطحي للبشرة يجب أن تتم على أيدي أطباء مختصين، وتجنب الوقوع في فخ التقليد الأعمى للمشاهير، بالتوجه نحو صالونات تجميل محترفة ومرخصة، حيث يتوفر الإشراف الطبي لضمان تحقيق العناية الصحية دون تعريض الجلد لمخاطر جسيمة قد تكون عواقبها وخيمة على المدى الطويل.
وأوضح محدثنا أن ظاهرة العناية بالبشرة لدى الرجال خاصة المراهقين، وجدت صدى واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تروج العديد من الصفحات لمثل هذه الخدمات التي تجذب الرجال بأسعار زهيدة، بدون توعية بمخاطرها أو التحقق من سلامة المواد المستخدمة، مشيرا إلى أن أغلب الكريمات التي تستعمل في هذه المحلات مجهولة التركيب والمصدر، كما أن بعضها يستورد بطريقة مشبوهة من الخارج بدون رقابة من قبل الجهات المعنية بالعملية.
وأكد كواش أن التحذير من هذه المخاطر لا يعارض اهتمام الرجال بصحة بشرتهم، مشددا على أن هذه العمليات يجب أن تجرى تحت إشراف مختصين مؤهلين في بيئة صحية ومعتمدة، كما نبه إلى ضرورة تعقيم أدوات الحلاقة بشكل جيد، خصوصا عند التعامل مع الجروح وحب الشباب، لأن أي إهمال في التعقيم قد يؤدي إلى انتقال أمراض خطيرة مثل 'السيدا'، التهاب الكبد الفيروسي، والأمراض الجلدية المعدية، ويرجع ذلك، بحسبه، إلى اختيارهم المحلات التي تعرض خدمات بأسعار منخفضة مقارنة بالعيادات أو الصالونات المتخصصة والمحترفة، بدون أن يدركوا حجم المخاطر التي تتهددهم، والمخاطرة بصحتهم عبر اللجوء إلى محلات غير مرخصة، يديرها أشخاص غير مختصين، يعتمدون على تكوين بسيط في المجال بدون أي تكوين طبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- الشروق
تلاميذ بين تحدي الصيام وضغط الامتحانات
تزامنت اختبارات الفصل الثاني، هذا العام، مع بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان، ليجد التلاميذ أنفسهم أمام خيارين، ما بين المراجعة والحفظ من جهة ومتطلبات الصيام من جهة أخرى، خاصة أن صيام الأطفال تحول مؤخرا من عبادة فردية إلى نوع من 'التحدي الاجتماعي'، حين يحرص الكثير من الأولياء على تشجيع أبنائهم على الصيام للتنافس مع أقربائهم، ومقابل ذلك يواجه المعلمون معضلة بين احترام رغبة الأطفال والحفاظ على قدرتهم على التحصيل الجيد في أثناء فترة الامتحانات. بودالية: الإجهاد البدني يؤثر على النتائج المدرسية وفيما يعتبر بعض الأولياء أن الصيام خلال فترة الامتحانات يزيد من قوة وإرادة أطفالهم، يرى مختصون بأن الصيام والإرهاق المصاحب له يؤثر سلبا على تركيزهم وقدرتهم على الاستيعاب، خاصة في الأيام الأولى، حين يحتاج الجسم إلى التأقلم مع التغيير في النظام الغذائي واضطراب أوقات النوم، كما أن المشكلة لا تكمن في الصيام بحد ذاته، بل في سوء تنظيم الوقت والسهر الطويل، مما يؤدي إلى إرهاق ذهني يضعف الأداء الدراسي. إجبار الأطفال على الصيام والاختبارات المكثفة يرهقهم نفسيا وفي هذا السياق، أعربت المختصة في علم النفس التربوي، مليكة بودالية، لـ' الشروق' عن أسفها الشديد إزاء تصرفات بعض الأولياء الذين يجبرون أبناءهم الصغار على الصيام خلال شهر رمضان، بحجة تعويدهم على هذه الفريضة رغم أنهم غير مكلفين بها شرعا. وأكدت بودالية أن هذا السلوك غير مقبول من الناحية النفسية والتربوية، حيث قد يؤدي إلى إرهاق الطفل جسديا وعقليا، مما ينعكس على نموه الصحي وتركيزه الدراسي. كواش: لابد من تنظيم المراجعة وتفادي السهر وأوضحت المتحدثة أن دين الإسلام دين يسر وليس دين مشقة، وأن فرض الصيام على الأطفال في سن مبكرة قد يولّد لديهم مشاعر النفور والضغط النفسي بدلا من ترسيخ قيم العبادة والالتزام الديني بشكل تدريجي وطبيعي، وأضافت أن بعض الأطفال قد لا يملكون القدرة الجسدية على تحمل الصيام، ما قد يتسبب في مشكلات صحية مثل التعب الشديد، الدوار، ونقص التركيز، خاصة عند تزامن الصيام مع أعباء دراسية كبيرة. وفي سياق متصل، عبرت المختصة عن قلقها من برمجة الاختبارات والفروض المكثفة والتقييمات، سواء خلال شهر رمضان أم في الأيام العادية، بالنسبة للطور الابتدائي، معتبرة أن هذا القرار يزيد من مستوى الإجهاد النفسي والجسدي لدى التلاميذ، وأشارت إلى أن الجمع بين الصيام والضغط الدراسي الكبير قد يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي، وتراجع مستوى التركيز والاستيعاب، وحتى انخفاض الدافعية نحو الدراسة، مضيفة أن التلاميذ في هذه الفترة يكونون بحاجة إلى تنظيم زمني أكثر مرونة خاصة خلال الفترة الصباحية، مع تقليل حجم الفروض والاختبارات. يجب تنظيم أوقات المراجعة وتجنب السهر ومن جهته، يرى الدكتور محمد كواش أن الأسبوع الأول من الصيام يعد الأصعب بالنسبة للبالغين والأطفال على حد سواء، خاصة في ظل تزامنه مع فترة الامتحانات، حيث يتأثر التلاميذ بالسهر والمراجعة، مما قد ينعكس سلبا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي بعد الدخول إلى قاعة الامتحان. كما أشار كواش إلى أن الأطفال غير المكلفين بالصيام ليسوا مجبرين عليه، إلا أن بعض الأولياء يصرون على إلزام أبنائهم به وقد تكون في بعض الأحيان رغبة الأطفال أنفسهم، يضيف- رغم أن أجسادهم لم تتكيف بعد مع النظام الغذائي الجديد واضطراب ساعات النوم، وأضاف المتحدث أن الأسبوعين الأولين من رمضان يكونان الأكثر صعوبة بالنسبة للتلاميذ، خاصة بالطور الابتدائي، نظرا لحاجة الجسم إلى التأقلم مع نمط الحياة المختلف. وفي ذات السياق، نصح كواش التلاميذ، خصوصا في الطورين المتوسط والثانوي، بتنظيم أوقات المراجعة، بحيث تكون بعد العودة إلى المنزل مباشرة، بدلا من تأجيلها إلى ما بعد الإفطار حين يكون الجسم في حالة خمول وكسل، كما أوصى بعدم السهر إلى ساعات متأخرة تفاديا للإرهاق، مع الحرص على إتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على تناول الخضروات والفواكه والبقوليات والفواكه المجففة، والتقليل من الحلويات التي تمنح طاقة مؤقتة فقط. وفي ما يتعلق ببرمجة الاختبارات، اقترح كواش أن تقوم الإدارة ببرمجتها خلال الفترة الصباحية، حيث يكون الجسم في قمة نشاطه، بينما يستحسن بحسب ذات المتحدث تخصيص الفترة المسائية للمراجعة لتجنب الإجهاد والإرهاق النفسي. ودعت بودالية الأولياء إلى التعامل بوعي وحكمة مع مسألة الصيام لدى الأطفال، من خلال تعويدهم عليه تدريجيا ووفق قدراتهم، بدلا من فرضه من مبدإ 'العرف'، مستندة في حديثها إلى بعض الحالات التي قابلتها أين تدفع الأمهات أبنائهم للصيام في سن مبكرة جدا، كما ناشدت الجهات التربوية بضرورة مراعاة الجانب النفسي والصحي للتلاميذ عند وضع رزنامة الفروض والاختبارات، حتى لا يتحول الشهر الفضيل إلى عبء نفسي إضافي عليهم.


الشروق
١١-٠٢-٢٠٢٥
- الشروق
رجال يزاحمون النواعم في تنظيف البشرة.. والمضاعفات بلا حساب
انتشرت ظاهرة العناية بالبشرة بين الرجال، في الجزائر، بشكل لافت، خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت مراكز التجميل تستقطب فئة كبيرة من الشباب، الراغبين في تنظيف بشرتهم، والتخلّص من الشوائب. ورغم أن العناية بالبشرة تعد جزءا أساسيا من المظهر الشخصي، إلا أن الأطباء يحذرون من المخاطر الصحية التي تخلفها ببعض الإجراءات التجميلية الخاطئة، التي يمارسها أشخاص غير مؤهلين علميا. لم يعد مشهد الشباب داخل مراكز التجميل وصالونات الحلاقة أمرا غريبا بمجتمعنا، أو يقتصر على النساء فقط، بل أصبح الكثير منهم يقبلون بانتظام على جلسات تنظيف عميق للبشرة، تقشير الوجه، وإزالة الرؤوس السوداء، واستعمال مختلف المراهم والكريمات وأقنعة التجميل، في محاولة للحصول على النضارة والإشراق، حيث أضحت هذه الظاهرة اليوم تحظى بشعبية متزايدة بين الرجال والمراهقين، خاصة بعد التأثير القوي لمواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات الترويجية لمنتجات التجميل الرجالية، بالإضافة إلى بروز عدة صفحات لمؤثرين 'رجال' عبر 'الأنستغرام' يقومون بنشر مقاطع فيديو يومية، حول كيفية استعمال روتين العناية بالبشرة في المنزل، والتسويق لمواد تجميل لعلامات تجارية غير معروفة. وفي الموضوع، حذر المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش، من تفشي ظاهرة تنظيف البشرة لدى الرجال في محلات الحلاقة العادية، مؤكدا أن هذه الممارسات التي يروّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطرا حقيقيا على صحة الجلد والصحة العامة أيضا، خاصة مع استخدام كريمات ومنتجات مجهولة المصدر وغير خاضعة لأي رقابة طبية، بالإضافة إلى الاعتناء بالبشرة داخل محلات تفتقد الشروط الصحية المطلوبة داخل مراكز التجميل. وسلّط كواش الضوء على حالة استقبلتها المصالح الاستشفائية لشاب يبلغ من العمر 25 عاما، خضع لتنظيف البشرة في أحد محلات الحلاقة، حيث استخدمت عليه كريمات غير معروفة بغرض إزالة ندبات وتقرحات كان يعاني منها على مستوى الوجه، إلا أن النتيجة كانت كارثية، بحسب المتحدث، إذ أصيب المعني بحساسية مفرطة، منها احمرار شديد وطفح جلدي خطير، الأمر الذي استدعى تدخلا طبيا عاجلا، وكشف المتحدث عن استقبال العديد من الحالات المشابهة بالعيادات الطبية، والمستشفيات نتيجة القيام بالعناية في ظروف غير صحية. ولفت كواش إلى أن نوعية البشرة الذكورية تختلف عن البشرة الأنثوية، من حيث التركيبة والتأثيرات الهرمونية على الوجه، ما يعني أن طرق العناية التي تناسب النساء قد لا تناسب الرجال، وأضاف أن المواد الكيميائية أو حتى الطبيعية المستخدمة في التجميل قد لا تتناسب مع جميع أنواع البشرة، كما يمكن أن تتسبّب في التهابات حادة، منها الإصابة بالحساسية، بل وحتى الأورام الجلدية، قائلا إن العملية الخاصة بالتنظيف العميق أو السطحي للبشرة يجب أن تتم على أيدي أطباء مختصين، وتجنب الوقوع في فخ التقليد الأعمى للمشاهير، بالتوجه نحو صالونات تجميل محترفة ومرخصة، حيث يتوفر الإشراف الطبي لضمان تحقيق العناية الصحية دون تعريض الجلد لمخاطر جسيمة قد تكون عواقبها وخيمة على المدى الطويل. وأوضح محدثنا أن ظاهرة العناية بالبشرة لدى الرجال خاصة المراهقين، وجدت صدى واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تروج العديد من الصفحات لمثل هذه الخدمات التي تجذب الرجال بأسعار زهيدة، بدون توعية بمخاطرها أو التحقق من سلامة المواد المستخدمة، مشيرا إلى أن أغلب الكريمات التي تستعمل في هذه المحلات مجهولة التركيب والمصدر، كما أن بعضها يستورد بطريقة مشبوهة من الخارج بدون رقابة من قبل الجهات المعنية بالعملية. وأكد كواش أن التحذير من هذه المخاطر لا يعارض اهتمام الرجال بصحة بشرتهم، مشددا على أن هذه العمليات يجب أن تجرى تحت إشراف مختصين مؤهلين في بيئة صحية ومعتمدة، كما نبه إلى ضرورة تعقيم أدوات الحلاقة بشكل جيد، خصوصا عند التعامل مع الجروح وحب الشباب، لأن أي إهمال في التعقيم قد يؤدي إلى انتقال أمراض خطيرة مثل 'السيدا'، التهاب الكبد الفيروسي، والأمراض الجلدية المعدية، ويرجع ذلك، بحسبه، إلى اختيارهم المحلات التي تعرض خدمات بأسعار منخفضة مقارنة بالعيادات أو الصالونات المتخصصة والمحترفة، بدون أن يدركوا حجم المخاطر التي تتهددهم، والمخاطرة بصحتهم عبر اللجوء إلى محلات غير مرخصة، يديرها أشخاص غير مختصين، يعتمدون على تكوين بسيط في المجال بدون أي تكوين طبي.


الشروق
٢٥-٠١-٢٠٢٥
- الشروق
الرطوبة الشتوية خطر صامت يهدد صحة الجزائريين
منوعات بسبب إهمال التهوية اليومية للمنازل ح.م تتزايد معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء نتيجة ارتفاع مستويات الرطوبة داخل المنازل والأماكن المغلقة، الأمر الذي يعرض الكثير من الجزائريين إلى الإصابة أيضا بأمراض الحساسية وتفاقم حالات الربو، حيث تعد هذه الأماكن المغلقة بيئة مثالية لنمو الفطريات والبكتيريا والفيروسات التي تسبب العديد من الأمراض، أبرزها الأمراض التنفسية وتضاعف حالات الإصابة بالزكام. ويحذر أطباء من إهمال التهوية داخل المنازل خاصة في ظل وجود الهواء الرطب، حيث يساهم ذلك في انتشار الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا ونزلات البرد، إذ توفر البيئة الرطبة ظروفا مثالية لبقاء الفيروسات في الهواء لفترات أطول، التي تنتقل بسرعة بسبب انعدام التهوية الكافية داخل المنازل، وفي سياق متصل حذر المختص في الصحة العمومية امحمد كواش لـ'الشروق'، من مخاطر انتشار الرطوبة داخل المنازل خلال فصل الشتاء بسبب الطبيعة المناخية ونسبة الأمطار المرتفعة، مما يؤدي إلى تبخر بطيء للمياه مقارنة بالفصول الأخرى. وأوضح المتحدث أن ارتفاع الرطوبة في المنازل، خاصة في الشقق بالعمارات، ناتج عن تجفيف الملابس في الداخل أثناء تساقط الأمطار، إضافة إلى الطهي الذي يساهم في تكوين هواء ثقيل، مشيرا إلى أن السكان القاطنين بالقرب من البحر، وكذلك المنازل القريبة من السدود والبحيرات والمناطق الجبلية البعيدة عن أشعة الشمس، أكثر عرضة للإصابة بأمراض تنفسية مثل الحساسية والربو، الذي قد يتحول إلى مرض مزمن إذا لم تتخذ التدابير الوقائية اللازمة. وأضاف كواش أن غياب التهوية عامل أساسي لهذه الأمراض، حيث يتسبب في تشكل التعفنات على الأسطح والأفرشة بفعل الطفيليات المنتشرة في الجو، ومن الضروري حسبه، تهوية المنازل بشكل يومي، خاصة بعد الطهي أو الاستحمام، وكذا فتح النوافذ ما بين الساعة العاشرة صباحا ومنتصف النهار، واستغلال الفترة التي تكون فيها أجواء مشمسة لتجفيف الأغطية. وفي سياق الحالات المسجلة، أشار كواش إلى حالة مأساوية تخص فتاة عشرينية أصيبت بحساسية مفرطة في الأنف والصدر والعين بسبب الإقامة في منزل ضيق ومكتظ، وتبين بعد الاستفسار من المريضة أن العائلة تطبخ وتنام في نفس الغرفة، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية. وبالمقابل، شدد المتحدث على أهمية استخدام أجهزة شفط الهواء، خاصة في المطابخ، وفتح النوافذ في الأيام المشمسة لضمان تهوية المنازل، كما دعا العائلات إلى اتخاذ خطوات وقائية بسيطة لتفادي الوضع مثل نشر الأغطية في الشمس، وفتح الأبواب والنوافذ لتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بالرطوبة وغياب التهوية. شارك المقال